المدونــة الثامنـــة
البديل من العبرية
البديل من العبرية
[align=justify]بدءًا لا بد من الإجابة عن تساؤلات وتعليقات وردت لدى بعض قراء هذه المدونات- التي تحفّز على إيجاد البديل من العبرية، وتحرص على لغتنا العربية.
سأل سائل: ولماذا لا تقترح بديلاً لكل لفظ أعجمي، إذا كنت حريصًا على لغة العرب، أو لغة القرآن؟
وإجابتي: ليس وكدي هنا أن ألغي ما هو متفق عليه، وشائع في لغتنا، ورد إلينا من لغات أجنبية أو أعجمية، وأنا لا أزعم أنني أنجح فيما عجزت عنه مجامع الدول العربية، فمن منا ينكر اليوم استخدام لفظة (ميكانيكا)، ويطالب بأن نستخدم ما قرره مجمع القاهرة - علم الحِيَل؟
وهل نترك لفظ (البطارية) لنقول لبائعها: هل عندك مِـرْكم؟
ومن يرفض ألفاظ الدكتاتورية والديموقراطية والليبرالية والبيروقراطية، بل ألفاظ الفيتامين والفيروس والألكترونيكا والتكنولوجيا والفيديو واليو تيوب والآيفون وووو كلها أضحت جزءًا من لغتنا –شئنا أم أبينا-، ولغتنا خضم لا يعيبه استــيعاب، وهي تهضم وتصوغ قدر طاقتها بقوالب عربية، فتتقبلها كما تقبلنا ألفاظًا فارسية وتركية ويونانية...
فهذه الألفاظ التي استوعـبـتها العربية، وآلاف غيرها من المستحضرات والصناعات هي ألفاظ عالمية بمعظمها- يفهمها الفرنسي والتركي والإنجليزي والعربي. وبالطبع، فإنني لا أناقش هذه المسألة بتفاصيلها، ومدى نجاحنا أو إخفاقنا فيها، ذلك لأنها أشبعت بحثًا، وتناولتها دراسات كثيرة ووافية.
أما ألفاظ العبرية فهي حصرية هنا في بلادنا، ونحن وإن كنا نطالب أن نتقن كل لغة على حدة، فكل لغة هي إنسان آخر فيك- كما يقول بعض الحكماء- إلا أنني أتضايق جدًا، ويتضايق معي الكثيرون من عشاق لغتنا من هذه اللغة الهجينة على ألسنتنا، فانصت إلى حوار بين محاميين، بل بين شابين من الطيبة أو الدالية أو باقة، وقل لي رأيك!
ربما سنقول معًا: ما حاجتنا لأن نتحدث لغة سميتها العِـرْبِـيّة- هي مزيج بين لغتين، تمامًا كما كانت الييديش مزجًا بين الألمانية والعبرية، واللادينو مزجًا بين الإسبانية والعبرية، والفرانكو آراب تعرفون عنها ولا شك!
إن المسؤولية تحتم علينا أن نبحث عن بدائل، فلا يجوز أن نظل نقول (תקליטן),(רמזור)
(בית הבראה)... على سبيل المثال!
فمن منطلق الحرص على التقليل، ولا أقول الإلغاء، (فذلك عسير، إن لم يكن مستحيلا) نشرت المدونات السبع، وعرضت البديل، فلاقت استحسانًا كبيرًا لدى البعض، وتحفظًا من غرابة الاقتراح لدى البعض الآخر، ناسين أن كل جديد لا بد له من عملية استساغة تمر في مرحلة ليست قصيرة، وإلا فهل نظل نردد קל נועית وقد كثرت في الشوارع، ونتحفظ من نحت (يَــسـيكـَة) من يسيرة الحركة -مثلاً؟
وننسى كذلك أن رضا الجميع غاية لا تدرك، كما ننسى أن كثرة البدائل تقوي الأصل العبري. وعلى كثرة التعليقات والتحفظات إلا أنني لم أسمع اقتراحات مدروسة ومعللة، ويقرأ المتابع أنني أدرس الموضوع باستقصاء، وبصورة ذاتية، وأفكر فيه ساعات طويلة، وليس أدل على الإثبات أنني أفكر منذ فترة طويلة بإيجاد البديل للفظة ـ תקליטן في أعراسنا، وهي في المصطلح الإنجليزي D.j = Disc Jockey ، فمن أحب قبل أن أصل إلى مقترح منطقي أن يدلي بدلوه فهو مشكور ومأجور، وأنا معكم من المنتظرين.
وأرجو ألا ينسى أحد أنني أقترح ولا أفرض، فكيف لي أن أفرض أصلاً؟! وقد كانت تجربتي مع اللفظة (حتّن يحتّن تحتينًا، والحتان للمصرف) التي أوردتها وشرحتها في المدونة الأولى ترجمة لـ (עדכן) فقد ارتأى من ارتأى (حتلان) وهم يحتلننونا؟؟، حتى أفسدوا علي الذوق.
أما الصديق الذي يؤثر لفظ التحديث، فأقول له: لا بأس! ولكن كيف ستقول لشخص تريد أن توافيه بآخر المستجدات؟ هل تقول له: سأحدّثك؟!!
كتب لي د. رفيق أبو بكر- محاضر اللغة العبرية والباحث فيها:
"أشكرك على هذه التجديدات، وسؤالي لحضرتكم: هل أستطيع أن أكتب في مقال ما أن هذه الكلمات العربية لكلمات عبرية مقابلة هي من تجديداتك، مع ذكر اسم حضرتكم؟"
فأجبته:
"هناك كلمات منها من وضعي، وهناك كلمات هي ما أروّجه، وقد يكون سبقني أحد دون أن أعرف من هو، فيمكنك أن تكتب إنها في زاويتي التي ابتكرتها "البديل من العبرية إلى العربية". عند حديثك عن كلمة بعينها اسألني مسبقًا، لأمانة البحث العلمي، وسأقول لك إن كانت مني، مثل (مَـنْـزَه) ترجمة لـ טיילת ، أو أقول لك إنها ليست مني أصلاً ، ولكني أروّجها مثل (خلوي) التي استقيتها من المورد ترجمة لـ cellular، وبينت في مدونة سابقة سبب الخطأ في (الخلــيوي؟؟؟).
وعلى ذكر الخلوي فقد سأل صديقي عن الـ מטען "ليطعن" خَـلَـويّه (بلفونه؟؟)، فقلت له لعلك تريد الشاحن؟
قال من أين أتيت بها: قلت إن الفعل الإنجليزي charge = يشحن، و charger هو الشاحن، فلماذا لا نتعود ‘ليها؟
-لقد اتصلت بك، وتركت لك خبرًا في المجواب = משיבון.
- استمعت إليه، فهو מעניין.
- هذا لفظ سأتدارسه، فقل (مثير للاهتمام)، مع أنه ليس شافيًا تمامًا، وأعدك أن أبحثه في مدونة قادمة.
[/align]