البديل من العبريــــة
المدونــــة الثانيـــة والعشرون
المدونــــة الثانيـــة والعشرون
[align=justify]أدعوكم بحرارة أن تدخلوا موقع يافطة للاستماع إلى/ مشاهدة برنامج رفيق حلبي عن اللغة "المتهودة"، وهو على الرابط:
أرجو – مرة أخرى- ألا تفوتوا كل ما قيل، وأن تصبروا حتى نهاية البرنامج، فربما تستخلصون عِبْـرة، وقد تُذرف عَـبْرة.
سأقف على بعض الألفاظ التي عُرضت في هذا البرنامج، مقدمًا بدائل لها، وبشيء ممن الإيجاز:
כּאילוּ = كأنــه
يردد بعض المتحدثين العرب لفظة כּאילו بين كل جملة وجملة، وربما لتكون نقلة أو تُـكـَأة يستعينون بها لتبعد الارتباك عنهم، فهم لا يريدون التشبيه هنا بحالة معينة، ولا يريدون أن يتحفظوا مما سيقولون، ولعل المسافة اللغوية تجعلهم أكثر جرأة.
وفي رأيي أن (كأنّـــه) تقوم بالدور نفسه، وحبذا التقليل منهما، حتى ينطلق اللسان بدون عقبات، وبدون تُـكَـآت!
מַה פִּתאוֹם= عَجَــب!
التعبير بالعبرية هو شعبي (עממי)، وهو بمعنى: كيف يمكن لهذه الفكرة أن تخطر على البال؟!
في رأيي أن أفضل بديل لها بالعربية لفظة عَـجَـب!! ويمكننا في التعبير عن نوع من الدهشة أن نقول أيضًا (غريب!! ونمد الياء كما نريد)، وبالدارجة: مش معقول!! وأرى أننا نقترب بذلك من التعبير الإنجليزي: certainly not.
אֵין בְּרֵירָה= لا خِـيــار!
التعبير كما نعرف يرد عند انعدام حيلة أو أنه لا طريق آخر أمامنا، فالأفضل ترجمة אין ברירה= لا خِـيار! (بعضهم يلفظون -في الفصيحة- الخاء مفتوحة، وهذا خطأ إذا أردنا الدقة في اللفظ فهي مكسورة في المعاجم).
وإذا عمدت إلى الفصيحة العليا فقل: لا مَناص، وفي الفصيحة القريبة من لغة الكلام: لا بد من...(ما فش حل ثاني).
تلاحظون أنني أختار ألفاظًا عربية عامية، ولا أتردد، فالعامية يمكن تخريجها -بشكل أو بآخر- على أنها فصيحة، المهم أن نتحدث العربية- فصيحة وعامية- وأن تكون المرسلة في جملة واضحة!
סְתָם= لا لشيء
تتردد اللفظة العبرية סְתָם على ألسنة الكثيرين بمعنى- بدون قصد، وكما نقول بالدارجة (ولا شي) أو (هيك يعني= بالإنجليزية just like that, mere) فلا تحمل الموضوع أكثر، نقولها كأننا نطالب بأن يخفف السامع من وقع ما قيل أو ما كان، فالأمر كان بلا سبب يُذكر. نختار كذلك لفظة (مُجَـرَّد) في الفصيحة، ففي ترجمة סתם ספור نقول: مجرد قصة!
אָז מַה!= فليَـكُـنْ!
التعبير العبري له مرادف بالعبرية يستخدمه بعضنا كذلك، وهو וּמַה בִּכָךּ?، كأنه يجيب المخاطب: ليس هناك أي سوء وراء ما يحدث.
فلو قال لي قائل:
ربما يتبين أنك مخطئ، أقول له مخففًا من النتيجة:
ماذا يمكن أن يحدث؟ وباختصار: فليكنْ! فكلنا خطاؤون.
بالدارجة: شو فيها؟ شو يعني!، شو بيصير؟
ولمتابعي الإنجليزية: so what!
זוֹרֵם= جارٍ
إذا كان السير منسابًا أو بدون عقبات ( (runningفهو في العبرية זוֹרֵם، ونحن في لغتنا الدارجة نقول (ساحب)، وبعضنا يقول: سالك أو ماشي.وبالطبع فجملة السير سالك فصيحة أيضًا.
העִיקָּר= الأساس
نقصد بالتعبير جوهر الشيء أو الكلام أو الأهمّ فيه، فإذا قال قائل: בְּעִיקָּרוֹ שֶל דָּבָר فهو يعني لفظة عربية واحدة مختصرة هي أساسًا، وفي لغتنا الدارجة: بالأساس.
כַּנִּרְאֶה= كما يبدو
التعبير شائع في العبرية بلفظ الكاف مكسورة (وهذا خطأ، فهي بالفتح)، وأفضَل ترجمة لها في الفصيحة: على ما يبدو، (كما يبدو)، وفي لغتنا الدارجة إذا استصعبنا (يبدو) فنحن نقول فصيحة أخرى: على ما يظهر، وفي اللهجة اليومية (زي ماني شايف).
עֲזוֹב= اتركْ
عندما لا يعجبنا أمر أو قول أو تصرف فإننا نكتب في الفصيحة "دعك!"، اترك! خلِّ!
ولكنا نستخدم في لهجاتنا (دشّرك، روح، عفّ، زيح – كل في منطقته ما يلائمه وكلها أيسر من لفظ الكلمة العبرية)، والتعبير العبري الشائع
עֲזוֹב שְטוּיוֹת !
نسمع من يقول في معناه: بلاش كلام فاضي!
עַד כְּדֵי כּךְ= إلى هذا الحد
هذا الاستعمال يقال عند الاستغراب والدهشة، وكأننا ننكر أن يصل الأمر إلى هذا القدر أو الحد، ونحن بالدارجة نقول: لهالدرجة؟!
סוֹף סוֹף= وأخيرًا
نقول التعبير العبري סוֹף סוֹף، ونقصد (في النهاية!)، (وأخيرًا).
أما الذي يقول לבעיה אֵין סוֹף أقول له: أنت تعني بلهجتك اليومية ( للمشكلة فش نهاية).
هنا تذكرت المثل العبري: סוף טוב – הכּל טוב!
ونحن نقول في لغتنا: الأمور بخواتيمها!
ويمكن ترجمتها بصورة أدق: خير الأمور أحمدها مغبة- كما ترجمها يوسف دانا في معجم الأمثال العبرية.
عسى أن تكون نهاية هذه المدونة على خير، فقد اخترت لكم ألفاظًا بديلة ليست ألسنتنا معتادة عليها كثيرً، فقوّموا ألسنتكم لو تستقيمون!
[/align]