البديل من العبرية (23) - أ.د. فاروق مواسي

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إدارة الجمعية
    الإدارة
    • May 2009
    • 214

    البديل من العبرية (23) - أ.د. فاروق مواسي

    البديل من العبريــــة
    المدونــــة الثالـثـة والعشرون


    [align=justify]لم أكن أتخيل أبدًا وأنا أزور محكمة الصُّلح בֵּית מִשְפַּט השָּלוֹם في الخضيرة أن تجري الألفاظ العبرية منسابة على الألسن لدى الشهود والمتهمين والمحامين وسائر الرواد العرب بمثل هذه الحدة والشدة، رغم أن اللفظة العربية أخف وقعًا، وأسهل نطقًا، فلفظة مَحْـكَـمَة ولا شك أيسر من בֵּית מִשְפּט، واللفظة جَـلْـسَة أرق من יְשִיבָה، ولا أظنكم تختلفون معي أن لفظة المحامي أسرع وأوصل وأيسر من (عوريخ دين)= עוֹרֵך הדִין.
    ولا تسألوا عن פְּסק דִין فهو القَـرار، وبربكم ما هذا الغبن الذي أصاب عربيتنا؟
    نقول "بساق دين"، ولا نقول "قرار" أو "قرار حُـكْـم"؟؟؟!!!
    أما القاضي فهو (الشوفيط)- שוֹפֵט، وأما الشاهد فهو (العيد)- עֵד، والشهود עֵדִים، والشهادة هي (عِـدوت)= עֵדוּת.
    ولا تسألوا أين كان المحامي، فقد كان في (المِـسْراد)- מִשְׂרָד يقصد المكتب، ويبدو أن (المسراد) أكثر قيمة وأبهة ومكانة، فالمكتب في نظرهم عادي، ولا يحظى بشرف الهالة الخاصة للمسراد؟؟!!
    المحامي (جمعها "محامون" في الرفع، و"محامين" في غير ذلك، والخطأ الشائع تعرفونه: محاميـــيـــن- بزيادة ياء)، أسهل من اللفظة العبرية في الإفراد والجمع، فتخيل القول שְנֵי עוֹרְכֵי דִין، ووازن ذلك مع محامِيـين؟
    لي قريب محام يحدثني عن زَبون (كلمة آرامية)، ولكنه كان في كل مرة يذكر קלינט، وهي كلمة إنجليزية شائعة client، وما لبث هذا المحامي أن سألني بعد أن لاحظ ملاحظاتي:
    وكيف نسمي (الشوفيط)- שוֹפֵט في محكمة عسكرية؟ هل هو قاض؟
    قلت: نعم، وهو الحاكم أيضًا، لأنه يحكم في قضية، وقد نسمع لفظة الحاكم في لغتنا الدارجة، وهي مرادفة للقاضي.
    وأما في الألعاب الرياضية فهو الحـَـكَم.
    شرح لي المحامي أن للقاضي - كما هو معروف- (سيدر يوم) - סֵדֶר יוֹם، وهو يستمع إلى (التوبياع)- תּוֹבֵעַ، لكنه هو وزميله سيقدمان (الهجنا)- הֲגַנָּה، واعتذر لأنه يلفظ المصطلحات العبرية ، فهي مفهومة أكثر!!
    قلت له يا حبيبي: סֵדֶר יוֹם هي جدول أعمال،
    התּוֹבֵעַ هو المدعي
    הֲגַנָּה هي الدفاع.
    قال: أنا أعرفها، لكنها صعبة، ولا يفهمها الكثيرون منا.
    قلت له: عوّد زبائنك على استخدامها، فسيكون الأمر متيسرًا،

    فابدأ بنفسك وانهها عن (خلطها) ***** فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
    فهناك يُقبل ما تقول ويُهتدى ***** بالقول منك وينفع التعليـــم
    -
    [align=justify]حقًا، ومن يدري فقد نعود إلى لغتنا، مع أن اللغة تيار، ومن الصعب أن يقف أحد في وجهه، فنحن ليس لنا وزارة ثقافة ،ولا سلطة عليا عربية مقررة، وهل تظن أن العالم العربي حقًا يحافظ على عربية صافية؟ صدقني أن عربيتنا أفضل من الحال في المغرب وتونس والجزائر إذ تفرنسوا، ولا تسأل عن دول الخليج إذ تأنجلزو!
    أريد أن أبشرك-وأنت تحب الخير لي- أنني حصلت على شهادة (نتريون)- נוֹטַרְיוֹן.
    - أبارك لك أولاً، وليتك تذكر أمام كل واحد من زبائنك منذ اليوم التعبير كاتب عدل، يا كاتب العدل!
    - قال: أتعرف صديقنا فلانًا؛ هو (نِـئشام)- נֶאֶשָׁם، وأخاف أن يكون (أشيم)- אָשֵׁם.
    - بل قل فلان مُـتّـهـَم، ونحن نرجو فعلاً ألا يكون مُـذْنِـبًا.
    - إن شاء الله يكون (زكاي= זַכַּאי)!
    - بل قل (بريء)، وكما نقول في الدارجة يطلع براءة.
    - لكني أعرف أن זַכַּאי لها معنى آخر.
    - نعم، فأنت זַכַּאי لمبلغ أو لشيء فالمعنى مستحق.
    - أتعرف أن القاضي حكم في قضية - מִשְפָּט مماثلة بالسجن شهرين (عل تناي) – עַל תְּנַאי يقضيها في (شروت هتسيبور)- שֵרוּת הצִּיבּוּר.
    - بل قل: "مع وقف التـنفيذ" يقضيها "في خدمة الجمهور".
    - وابنه فلان من (النوعر)- נוֹעַר، فكيف حكمت عليه المحكمة?
    - نعم هو من الأحداث، ولهم حكم خاص!
    - رأيته مرة عند (كتسين هنوعر)= קָצִין נוֹעַר.
    - قل "ضابط الأحداث"، بربك أليست هي أسهل؟
    - المشكلة ليست أيهما أسهل لفظًا، ولكنها: أيهما أسرع فهمًا.
    أعرف المشكلة، ولكن ذلك يدفعنا إلى أن نصوب ونصحح ونصلح ونحاول!
    قبل أن أودعك أردت أن أذكّر بالتعابير العبرية التالية، وما هو مقابلها بلغتنا، ولن أزعم أنني أحصرها كلها، فإليكم ما تيسر منها:
    עֲתִירָה= التماس (في محكمة العدل العليا)
    כְּתָב אִישוּם= لائحة اتهام
    עִרְעוּר= استئناف
    בָּגָ"ץ= محكمة العدل العليا
    תְּבִיעָה= دعوى
    תְּבִיעָה פְּלִילִית= دعوى جزائية
    تواصـــل:
    كتب لي الأستاذ إلياس صفوري:
    تحية للنحات اللغوي الماهر أبي السيد، مع موافقتي لبعض من ورد من نحوت إلا أنني أعتقد، وليسمح لي البروفيسور، بأن بعض هذا المقترح ثقيل على القلب واللسان. حبذا لو عمد الاستاذ لعرض ما ينحت على بعض المختصين قبل أن ينشرها. ومع ذلك له فائق الشكر وعظيم التحية.

    إجابتي:
    يا صديقي: أولاً، تحيات!
    توافقني أن كل جديد لا نصفق له، بل يكون ثقيلاً على الكثيرين!
    هذا يذكرني بمقطوعة لجورجي عطية يقول فيها:
    [/align]
    [align=center]أفٍ له فيه عيب ***** وذاك أمر أكيــــد
    قالوا له: أي عيب؟! ***** أجاب: لحن جديـــــد
    [/align]
    [align=justify]قد توافقني أنني أقترح ما أقترح بعد دراسة وتمحيص واجتهاد، واستغراق في عشرات المصادر.
    توافقني أنني لا ألزم أحدًا بأية لفظة، فأنا أقول رأيي، وعلى الجديين أن يتأولوا.. فهذه طرقة على الباب، أحاول أن تكون خفيفة، وحتى لو كانت عالية فهي تقرع الأذهان، وتحفز المساءلة، ولن تزعج إلا الذي يستمر نائمًا.
    توافقني أن المختصين أقلاء، وخاصة بيننا، ولا أعرف إن كان عددهم وصل إلى عدد أصابع اليد الواحدة، ويمكن من كانت له ملاحظة أن يعلمنا مما علمه الله، فالباب مفتوح.
    الباب مفتوح لك أولاً لك لتقول لنا : لماذا استثقلت ما استثقلت؟ وما هو الحل عندك؟
    أرجو أن تنتبه لجملتي الأخيرة في الرد على الصديق جواد، في المدونة الثامنة عشرة، ورسالته المعجبة وهو محام من خيرة المتذوقين للعربية.
    إضافـــة:
    كتب الأخ عماد ردًا آخر على السيد الصفوري:
    الأخ الصفوري لم ينتبه إلى أن المدونة المواسية - رقم 18 ليس فيها نحت (نحوت؟؟!!)
    النحت كان في مدونات سابقة، واختارها لتكون مخرجًا – أذكر (تقليطان) اختار لها (الواسي)، وأذكر (قال نوعيت) اختار لها (يَـســيكَـة)، واختار (مُـثـيـه) مكان (مثير للاهتمام)، وقد حفظتها لجمال وقعها. واختياره جريء أظن أنه لم يكن هناك أي حل أو مخرج تيسيري نتفق عليه.
    ثم، لماذا تستخدم (أعتقد)، وأنت تقصد (أظن، أرى)؟!
    إذا اعتبرت رأى + ن نحتا فأنت مخطئ فهذه النون زائدة، كما يقول مواسي، وتجوز زيادتها في اللغة.
    شكرا للأستاذ الدكتور على العطاء والمسئولية! شكرا لمن يعمل!
    فمن اجتهد وأصاب فله أجران، ومن أخطأ فله أجر واحد،
    وأنت أخي الصفوري لك أجر واحد!



    [/align]

    [/align]
يعمل...