البديل من العبرية (24) - أ.د. فاروق مواسي

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إدارة الجمعية
    الإدارة
    • May 2009
    • 214

    البديل من العبرية (24) - أ.د. فاروق مواسي

    [align=center]المدونــــة الرابــعة والعشرون
    البديل من العبريــــة

    [/align]

    [align=justify]الاختصارات
    الاختصارات (רָאשֵי תֵבוֹת = ר"ת)، وبالإنجليزية abbreviations هي ظاهرة لغوية عرفها العرب، وسموها "النقص بسبب الرمز"، فمنها ما ورد في المصنفات القديمة: إلخ= إلى آخره، لا يخ= لا يخفى، اهـ= انتهى، ثنا= حدثنا في الصحيحين، ولا أنس ما استكرهه بعض الفقهاء – من استعمالات شائعة نحو- (صلعم)= صلى الله عليه وسلم، ع م= عليه السلام، رض- رضي الله عنه. وثمة اختصارات غير معروفة في أيامنا نحو: حج= ابن حجر الهيثمي في كتب الشافعية، س= سيبويه...إلخ
    غير أننا نجد في المعاجم اختصارات يجعلها المؤلف دليلاً في تصدير معجمه أو في نهايته، كما أننا نقرأ في كتب الأبحاث على نحو: م.س (مصدر سابق)، م.ن (مصدر نفسه، ومنهم من يجعلها- ن.م)، را (راجع)...إلخ
    كما أن من المنظمات السياسية من اختار الاختصارات، ونجح فيها، نحو: حماس، فهي اختصار أوائل الكلمات: حركة المقاومة الإسلامية، و فتح التي كانت في الأصل ح. ت. ف حتف= حركة تحرير فلسطين، لكن وبسبب المعنى (الحتف هو الموت) فقد قلبوا الترتيب ليتيمنوا خيرًا، فكانت (فتح). ثم كانت هناك وكالات للأنباء قد عمدت إلى هذه الاختصارات، نحو وفا- وكالة فلسطين للأنباء، واع= وكالة أنباء العراق.

    وقد جربت في المدونة العشرين ترجمة עסק מורשה م. م (ميم ميم،من مشتغل مرخص أو من مصلحة مرخصة- سيان)، وكل كلمة من أي اختيار تبدأ بالميم. أكتب ذلك وعهدنا بالشركات التجارية موصول، حيث يثبتون بعد اسم الشركة م. ض – (ميم ضاد)- أي محدود الضمان؟

    מע"מ= ضَـقـا
    في العبرية تم اختصار מַס עֵרֶךְ מוּסָף إلى (מָעָ"מ) ويلفظونها بيننا- ماعَـم، فلماذا نحجم عن اختصار ضريبة القيمة الإضافية إلى (ض. ق. إ)- ونلفظها ضَقـا، من هنا فلا أرى تثريبًا أن نقول سندفع ضقا في الخامس عشر من الشهر، ولا أظن اللفظة بعيدة عن جو الدافعين الذين يحسون بالضيق.
    ولو تسنى لي (والأمر عسير، ولكن الاقتراح متاح) لجعلت اختصار בָּגָ"ץ (בית המשפט הגבוה לצדק)، ويلفظونها بيننا (باﭽَتس) لفظة مختصرة هي مَـعَـل (محكمة العدل العليا).
    מַנְכָּ"ל (مَـنْـكال) = ميم عين = مدير عام
    סַכּוּ"ם (سكوم) = شَـوْسَـم، وهي اختصار مجموعة الشوكة، السكين، الملعقة.

    عودة إلى النحت:
    قلت في المدونة الرابعة عشرة إن ظاهرة النحت هي قديمة في لغتنا العربية، وما أقل الإفادة منها في أيامنا. والنحت لغة هو التركيب، نحو ما يقوم به النجار مثلاً، فينحت خشبتين، ويجعلهما واحدة، ومن ذلك أخذ اسم هذه الظاهرة اللغوية.

    ذكرت أن في لغات أخرى يظهر النحت وله فعاليته في هذا الغنى اللغوي، وفي التصرف في الجمع بين كلمتين أو أكثر، حيث يتم ابتداع كلمات جديدة، بينما نحجم نحن العرب عن ابتكارات نحتية، بحجة الذوق اللغوي الذاتي، وبأنه ثقيل على اللسان، أو بحجة أنه جديد، ولا عيب فيه سوى أنه جديد. وقد وصلت هذه المدونات تعليقات أخرى من قراء يتحفظون فيها من النحت كما فعلت في ابتداع كلمة (رؤان) ترجمة لـ רֵאָיוֹן.

    ردي:
    قد يظن البعض أن زيادة الحرف على الكلمة هو نحت، نحو ما فعلت في لفظة (رؤان ترجمة لـ רֵאָיוֹן)، ولهم أقول:

    زيادة الحرف لا تعتبر نحتًا، وقد زيدت الميم في بعض الكلمات، نحو زرقم = شديد الزرقة، وزيدت النون في مثل رعشن= شديد الارتعاش، والواو في كوثر= شديد الكثرة، إلخ، ولهذا مبحث خاص في أسباب الزيادة، ومتى تكون.

    وبعد،
    فلم ألجأ للنحت إلآ لضرورة ملحة، وأنا على يقين أن اللغة تجيز الاجتهاد، وتظل مسألة استساغة الاستعمال، وقبوله، ثم شيوعه، فيا حبذا أن يكون هناك مؤسسات تتجند، وشخصيات تشعر بالغيرة على لغتها، وقد لمست تعاونًا مع بائع اليسيكات في بلدتي لتبنّي اللفظة، وذلك يوم أن وضعت للدراجة التي يركبها المحتاجون لها، وهي آلة مستجدة على الشارع- קַל- נוֹעִית، إذ أخذ مستخدموها العرب يعيدون اللفظة العبرية (قال نوعيت)على ثقلها، فما وجدت حلاً لاسم الآلة إلا النحت: فكانت الترجمة عن العبرية: يسيرة الحركة، فأخذت من اللفظة الأولى (يسي)، ومن آخر اللفظة الثانية (كة)، فجمعتهما لتكون اللفظة الجديدة يسيكة.

    هل أكشف لكم سرًا أنني أفرح عندما أسمعها على لسان شخص يركبها، ولو تمكنت لما تركته بدون فنجان قهوة.

    بدأت بفكرة النحت في السبعينيات يوم أن اقترحت حتّــن (من اللفظتين: حتى + الآن) ترجمة لـ עִדְכֵּן، والكثيرون يعرفون حكاية إقحام اللام عليها، ومعركتي فيها!!!، ومن الطريف أنني تصفحت كل العرب عدد 27/7/2012 وإذا في الصفحة الأولى خبر رئيس يورد محتـلّـنـة – بتشديد اللام، وأعيدت الكتابة بالشدة في الصفحة الداخلية، فبربكم الفظوا الكلمة، وتحدثوا بعد ذلك عن الذوق!).

    ومن الجدير أن أذكر أن هناك صديقًا لغويًا يقترح (حَـتـْهَـنَـة) من (حتى+ هنا)، فلماذا كلما بادر أحدنا لشيء نقول له "لا مش هيك"؟، ويجب أن ندلي بالدلو؟!

    وهل يقبل الأستاذ وهو الفصيح أن يقول في المضارع: يُحتْـهِـن، فهو محـتهِـن؟ أنا في شك لأنني أعرف ذوقه، وهو ممن أضع ثقتي بهم.

    في هذه المدونات كنت نحتُّّ الواسي (بدل תַּקְלִיטָן، وهي من اللفظتين: واضع+ سي دي، وهي الأشيع من أسطوانة أو قرص)، كما نحتّ (شارصيف) من (شارع+ رصيف = מִדְרְחוֹב)، ورافِـبـة من (رافعة + متشعبة= מַזְלְגָן) وغيرها.

    أشعر إزاءها بالراحة والاطمئنان، وكم أرجو أن تجد لها ألسنة تنطق بها، وأفئدة تهوي إليها.

    لكني أصدقكم أن (شارصيف) هي الوحيدة التي أجدها غير مستقرة بسبب خروجها عن الصيغ العربية المألوفة، وقد شرحت سبب اختياري لها في المدونة السابعة، ولكني أبقيها مؤقتًا إلى أن نجد معًا بديلاً لـ (المِـد رحوب מִדְרְחוֹב)، ومما يزيد في المشكلة حالة الجمع: التي أترجمها إلى إشعار آخر شوارَصيف.






    [/align]
يعمل...