[align=center]
البديل من العبريــــة
المدونــــة السادسـة والعشرون
[/align]
كلمات متفرقــة:
أعرف أن هناك من يود أن أعمد إلى الألفاظ في حقول دلالية، فلهم أؤكد أن النية معقودة أن يصدر كتاب بعد المدونة الخمسين، وفيه مسرد بالألفاظ العبرية حسب الأبجدية، ومسرد آخر بحقول دلالية، وبالطبع فليس لي طموح أن أؤلف معجمًا متكاملاً، فكل ما أفعله هنا هو اقتراحات مختارة أجدها بديلة لألفاظ عبرية مستحكمة ومتحكمة، فإن أقنعت نفرًا منا أن يستخدم البديل فذلك ما يبعث الرضا في نفسي، وإلا (وأنا واثق من عسر الأمر وشبه استحالته) فحسبي أنني تحركت وحاولت، ومن لا يحاول فإنه لا يخطئ، وليثق قارئي أنني أبذل جهدًا جهيدًا، وأنقب في المصادر، وأسأل ذوي الاختصاص، وأراجع لا أقل من عشر مرات قبل أن أرسل مادتي، ومع ذلك جل من لا تفوته شاردة أو واردة.
שִפּוּץ= تَرْمــيـم
שִקּוּם= تأهيـــل
نعني بهذه اللفظة العبرية- שִפּוּץ إعادة الشيء إلى وضعه السابق جيدًا وصالحًا، واللفظة من أصل آرامي – שְפּוּצָא، فأنت ترمم البيت القديم، والبلدية ترمم الحي أو الشارع، وهنا لا تُستخدم هذه اللفظة العبرية نفسها في إصلاح شخص سجين أو معوق، فالاستخدام العبري الصحيح عندما يقصد الإنسان فهو שִקּוּם، ونترجمه للعربية: تأهيل- بمعنى إعادة بناء لأن الشين في أول اللفظ العبري تدل على الإعادة، أي الإقامة من جديد- rehabilitation.
صحيح أن שִקּוּם قد ترد أيضًا بمعنى الترميم الجذري للأماكن أيضًا، والإقامة من جديد، ولكنها وحدها (دون שִפּוּץ) تختص بالإنسان، فيمكننا أن نقول لمن يتوجه بعد حادث بدلاً من שִקּוּם إنه توجه للإنعاش أو للتأهيل أي جعله أهلاً لحياة عادية أكثر.
טִפּוּל = علاج
טִפּוּל (למכונית)= تدْبــيـر
العلاج قد يكون طبيًا، وقد يكون مجازيًا، كأن يتوعد شخص شخصًا، أو يعِـده: אֲנִי אטַפֵּל בּוֹ.
ويلاحظ أن الدارجة تستخدم (أدبّـره) كما تستخدم أعالجه.
أما العناية بالسيارات وسواها مما يحتاج إلى معالجات وفحص ورعاية فأرى أن نفرد لها لفظة تدبير، فمعنى الفعل دبّـر في الوسيط: ساسه ونظر فيه، بينما المعنى في المنجد: اعتنى به ونظمه، فماذا يريد السائق مثلاً أكثر من ذلك؟ ثم، لماذا قبلنا (أدبره) للشخص ولا نقبلها للسيارة؟
بربك لا تسألني: متى عملت (طِـبّـول)، قل لي مت دبّرت السيارة؟
أعرف أنها صعبة، ومن العجيب أن عدوى (الطبّـول) وصلت إلى نابلس، وسمعتها هناك.
أريدك أن تعزف عن لفظة عبرية في حديثك بالعربية، على المريض أن يأخذ العلاج الملائم، وعلى السائق أن يقوم بتدبير سيارته.
أتعرفون أن أصحاب المهن هم الذين يسوّقون الكلمات؟ لو قالها الممرض (علاج) وقالها الميكانيكي – تدبير لكان من حديثي إليكم نتيجة ما!
(لا تحسبوا عليّ لفظة الميكانيكي، فأنا لا أتحفظ من الكلمات الإنجليزية الشائعة في لغات العالم، وقد شرحت سبب ذلك).
טִפּוּל נִמְרָץ= علاج مكــثـف
التعبير بالإنجليزية هو intensive care unit، وقد ترجم بالعبرية إلىׁיְחִידַת - טִפּוּל נִמְרָץ، ويعني استخدام الوسائل العاجلة والقصوى لإنقاذ مريض في حالة خطرة.
وقد تابعت من خلال المواقع على الشبكة- استخدام المصطلح في الدول العربية، فوجدت: العناية الفائقة، وحدة العلاج المركز، المعالجة القصوى، غرفة الطوارئ...
ألم أقل في بداية هذه المدونات أن كثرة الترجمات لأية لفظة لا تكون في مصلحتها.
كان بودي أن أختار: وحدة الرقابة الشديدة، متعللاً بأن المريض يكون تحت المراقبة الشديدة، وقد يحتاج إلى علاج أو لا يحتاج. واتفق أن التقيت طبيبًا من طلابي سابقًا فسألته عن ترددي وأنا أكتب هذه المدونة بين تدوين (الرقابة الشديدة) أو (العلاج المكثف).
فأجابني أصبح المصطلح الثاني (العلاج المكثف) معروفًا لدينا في البلاد، فأدعوك لالتزامه إن كنت تصبو إلى توحيد المصطلح.
شكرًا للطبيب سيف الدين، وأدعو الله ألا أكون لا أنا ولا هو في مثل هذا العلاج المكثف حتى لا نحتاج إلى رقابة شديدة.
מְטַפֶּלֶת= حادِبـــَة
حبذا أن نتفق على لفظة ونشيعها، فأنا أعرف أن اللفظة غير دقيقة بالعربية، وأكثر منها دقة: راعية، متعهدة، معتنية، وقد ترجمت أحيانًا مربية، وكذلك حاضنة وهي الأشيع.
كنت أود اعتماد حاضنة، أولاً لأن الفعل (حضن) فيه حميمية واهتمام وبالضرورة رعاية واعتناء. ولكن الصعوبة في الحديث عن المذكر: حاضن، فكيف أسمي هذا الرجل الذي يقوم برعاية المرأة المسنة؟ هل أسميه: مربّ؟ راعٍ؟ حاضن؟
وجدت الحل في حادب و حادبة، فالفعل حدب عليه يعني في المعاجم انحنى وعطف.
מִתְחָם= مَـتْـخَـم
هذا الموضع أو الموقع الذي حدد وخصص لشيء ما سموه بالعبرية מִתְחָם، وتعرفون أن أكثر اليهود يلفظون الحاء خاء (مِتْـخام)، واللفظة أخذت تشيع كثيرًا هذه الأيام، إذ أصبحت تطلق على الأسواق التجارية غير المتسعة، والتي تقع ضمن مكان محدد.
قلت: تَـخم، وتُـخُـم وجمعها تخوم هي ألفاظ عربية وردت في المعاجم، وتعني الحد بين فاصلين، وقد أفرد لسان العرب مادة لتخم، وذكر أبياتًا شعرية منها البيت:
وعُلّ ثرى تلك الحفيرة بالندى وبورك من فيها وطابت تخومها
ويقال: هذه الأرض تتاخم أرض كذا أي تحادّها.
قلت: لو اخترت أية كلمة نحو: متجر، مجمّع (ما أكثر معاني هذه اللفظة الأخيرة التي حملناها فوق طاقتها) أومِنطقة لظلت حروف التاء والخاء والميم في الذاكرة، فلماذا إذن لا نبحث عن لفظة قريبة من العبرية بحيث لا تعارض لغتنا.
أقترح وأنا أستصعب اللفظ معكم مَـتْـخَـم، اسم مكان على وزن مفعَـل- آملاً منكم ألا تتعجلوا الرفض، فحبذا تكرارها على ألسنتكم فربما تصبح سائغة.
يسوقني هذا إلى الرد على الكتير من المنتقدين بأن الألفاظ هذي أو تلك غير مستساغة، أو ينبو عنها ذوقهم، وردي هو : لكل ذوقه، والصعوبة هي في كل بداية، ولا أظن أن أية لغة كل كلماتها مأنوسة، وليس فيها ألفاظ جاسية مستكرهة.
وهناك حل آخر: أن أدعوكم إلى المتخم لفنجان قهوة بشرط أن أسألكم: أين نحن؟
فتجيبون: في المَـتخــم!
المتخم يتاخم المنطقة الصناعية في المدينة.
ترى هل قبلتم تتاخم؟
بانتظاركم!
שוֹלֵט בַּלָשוֹן= متمكّن من اللغة
اللفظة العبرية لها معان كثيرة- كما لا يخفى- فإذا قلنا שוֹלֵט בַּמָּצָּב فمعنى ذلك أنه متحكّم في الوضع، أما إذا جعلنا الموضوع للغة أو لمادة يتقنها الشخص ويجيدها فهو متمكّن منها.
في هذا السياق أذكركم بلفظة שלָּט = remote control، فقد اقترحت مُوَجِّّّـه، وسرني أن هناك من يستعملها، ويسأل زوجته: "وين الموجّـه"؟
שֶׁלֶט = لافِـتـــة
عرف عن محيي اللغة العبرية إليعزر بن يهودا أنه إذا لم يجد لفظة عبرية لمعنى أو لمادة معينة لجأ إلى اللغات السامية، وخاصة العربية التي كان يتقنها، وإلا فإنه يلجأ إلى اللغات الأوربية، فحدث أن أراد أن يضع اسمًا للإعلانات التي تُعلق على المتاجر والمحالّ، فرأى أن المستخدم في العربية أيامها آرمة، وهي لفظة أجنبية (لاحظ كيف أصبحت قارمة، وما زالت - ظنًا من الذين يلفظون القاف أن أصل المد قاف، وأن آرمة لفظ خاص في المدن مثل الفعل آل، فأصله قال، ومثل هذه الظاهرة اللغوية تسمى في العبرية: תִיקּוּן יֶתֶר وأترجمها تصويب زائد).
قبل بحثي هذا كنت أعرف أن ( آرمة) لفظة تركية، فإذا بي أقع على ما ذكره صاحب القاموس شمسي باشا: أن الكلمة إيطالية، وتعني: سارية السفينة والشراع وما شابهها من التجهيزات... كما تعني اللوحة التي تحوي مجموعة من الإشارات والرسوم الخاصة بالحكام والأمراء... وقد اقترضتها بعض اللهجات العربية وحولتها إلى معنى اللوحة أو اللافتة حديثًا.
ثم عُرفت يافطة، وهي على رأي الأستاذ أحمد عيسى أنها يافطة بالطاء، ويرجع أصلها البعيد إلى الكلمة الفارسية يافتة، وهي اسم مفعول من (يفتنّ -بمعنى أعلن أو كتب- باللغة الفارسية).
انظر الحوار مع رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة د. كمال بشر:
ولم تكن (لافتة) قد شاعت، ولم يذكرها المنجد، ولا المعاجم السابقة، لكن معجم الوسيط ذكرها مشيرًا إلى أنها محدثة.
لذا لجأ إليعزر إلى الألمانية والكلمة فيها Schild، فأخذها وجعل الدال طاء، لأن اللفظ بالدال له دلالة أخرى= هيكل. ومن هنا نلاحظ أن الاقتراض من اللغات العالمية أمر طبيعي.
صعب علي هنا ترجمة שִלּוּט ولدي اقتراح معين، لكني لا أضعه هنا، لأنني واثق من عدم استساغتكم، فيكفينا اليوم مَـتْـخّـم!!!
لنستخدم لفظتين لـ שִלּוּט مؤقتًا: وضع اللافتات.
البديل من العبريــــة
المدونــــة السادسـة والعشرون
[/align]
كلمات متفرقــة:
أعرف أن هناك من يود أن أعمد إلى الألفاظ في حقول دلالية، فلهم أؤكد أن النية معقودة أن يصدر كتاب بعد المدونة الخمسين، وفيه مسرد بالألفاظ العبرية حسب الأبجدية، ومسرد آخر بحقول دلالية، وبالطبع فليس لي طموح أن أؤلف معجمًا متكاملاً، فكل ما أفعله هنا هو اقتراحات مختارة أجدها بديلة لألفاظ عبرية مستحكمة ومتحكمة، فإن أقنعت نفرًا منا أن يستخدم البديل فذلك ما يبعث الرضا في نفسي، وإلا (وأنا واثق من عسر الأمر وشبه استحالته) فحسبي أنني تحركت وحاولت، ومن لا يحاول فإنه لا يخطئ، وليثق قارئي أنني أبذل جهدًا جهيدًا، وأنقب في المصادر، وأسأل ذوي الاختصاص، وأراجع لا أقل من عشر مرات قبل أن أرسل مادتي، ومع ذلك جل من لا تفوته شاردة أو واردة.
שִפּוּץ= تَرْمــيـم
שִקּוּם= تأهيـــل
نعني بهذه اللفظة العبرية- שִפּוּץ إعادة الشيء إلى وضعه السابق جيدًا وصالحًا، واللفظة من أصل آرامي – שְפּוּצָא، فأنت ترمم البيت القديم، والبلدية ترمم الحي أو الشارع، وهنا لا تُستخدم هذه اللفظة العبرية نفسها في إصلاح شخص سجين أو معوق، فالاستخدام العبري الصحيح عندما يقصد الإنسان فهو שִקּוּם، ونترجمه للعربية: تأهيل- بمعنى إعادة بناء لأن الشين في أول اللفظ العبري تدل على الإعادة، أي الإقامة من جديد- rehabilitation.
صحيح أن שִקּוּם قد ترد أيضًا بمعنى الترميم الجذري للأماكن أيضًا، والإقامة من جديد، ولكنها وحدها (دون שִפּוּץ) تختص بالإنسان، فيمكننا أن نقول لمن يتوجه بعد حادث بدلاً من שִקּוּם إنه توجه للإنعاش أو للتأهيل أي جعله أهلاً لحياة عادية أكثر.
טִפּוּל = علاج
טִפּוּל (למכונית)= تدْبــيـر
العلاج قد يكون طبيًا، وقد يكون مجازيًا، كأن يتوعد شخص شخصًا، أو يعِـده: אֲנִי אטַפֵּל בּוֹ.
ويلاحظ أن الدارجة تستخدم (أدبّـره) كما تستخدم أعالجه.
أما العناية بالسيارات وسواها مما يحتاج إلى معالجات وفحص ورعاية فأرى أن نفرد لها لفظة تدبير، فمعنى الفعل دبّـر في الوسيط: ساسه ونظر فيه، بينما المعنى في المنجد: اعتنى به ونظمه، فماذا يريد السائق مثلاً أكثر من ذلك؟ ثم، لماذا قبلنا (أدبره) للشخص ولا نقبلها للسيارة؟
بربك لا تسألني: متى عملت (طِـبّـول)، قل لي مت دبّرت السيارة؟
أعرف أنها صعبة، ومن العجيب أن عدوى (الطبّـول) وصلت إلى نابلس، وسمعتها هناك.
أريدك أن تعزف عن لفظة عبرية في حديثك بالعربية، على المريض أن يأخذ العلاج الملائم، وعلى السائق أن يقوم بتدبير سيارته.
أتعرفون أن أصحاب المهن هم الذين يسوّقون الكلمات؟ لو قالها الممرض (علاج) وقالها الميكانيكي – تدبير لكان من حديثي إليكم نتيجة ما!
(لا تحسبوا عليّ لفظة الميكانيكي، فأنا لا أتحفظ من الكلمات الإنجليزية الشائعة في لغات العالم، وقد شرحت سبب ذلك).
טִפּוּל נִמְרָץ= علاج مكــثـف
التعبير بالإنجليزية هو intensive care unit، وقد ترجم بالعبرية إلىׁיְחִידַת - טִפּוּל נִמְרָץ، ويعني استخدام الوسائل العاجلة والقصوى لإنقاذ مريض في حالة خطرة.
وقد تابعت من خلال المواقع على الشبكة- استخدام المصطلح في الدول العربية، فوجدت: العناية الفائقة، وحدة العلاج المركز، المعالجة القصوى، غرفة الطوارئ...
ألم أقل في بداية هذه المدونات أن كثرة الترجمات لأية لفظة لا تكون في مصلحتها.
كان بودي أن أختار: وحدة الرقابة الشديدة، متعللاً بأن المريض يكون تحت المراقبة الشديدة، وقد يحتاج إلى علاج أو لا يحتاج. واتفق أن التقيت طبيبًا من طلابي سابقًا فسألته عن ترددي وأنا أكتب هذه المدونة بين تدوين (الرقابة الشديدة) أو (العلاج المكثف).
فأجابني أصبح المصطلح الثاني (العلاج المكثف) معروفًا لدينا في البلاد، فأدعوك لالتزامه إن كنت تصبو إلى توحيد المصطلح.
شكرًا للطبيب سيف الدين، وأدعو الله ألا أكون لا أنا ولا هو في مثل هذا العلاج المكثف حتى لا نحتاج إلى رقابة شديدة.
מְטַפֶּלֶת= حادِبـــَة
حبذا أن نتفق على لفظة ونشيعها، فأنا أعرف أن اللفظة غير دقيقة بالعربية، وأكثر منها دقة: راعية، متعهدة، معتنية، وقد ترجمت أحيانًا مربية، وكذلك حاضنة وهي الأشيع.
كنت أود اعتماد حاضنة، أولاً لأن الفعل (حضن) فيه حميمية واهتمام وبالضرورة رعاية واعتناء. ولكن الصعوبة في الحديث عن المذكر: حاضن، فكيف أسمي هذا الرجل الذي يقوم برعاية المرأة المسنة؟ هل أسميه: مربّ؟ راعٍ؟ حاضن؟
وجدت الحل في حادب و حادبة، فالفعل حدب عليه يعني في المعاجم انحنى وعطف.
מִתְחָם= مَـتْـخَـم
هذا الموضع أو الموقع الذي حدد وخصص لشيء ما سموه بالعبرية מִתְחָם، وتعرفون أن أكثر اليهود يلفظون الحاء خاء (مِتْـخام)، واللفظة أخذت تشيع كثيرًا هذه الأيام، إذ أصبحت تطلق على الأسواق التجارية غير المتسعة، والتي تقع ضمن مكان محدد.
قلت: تَـخم، وتُـخُـم وجمعها تخوم هي ألفاظ عربية وردت في المعاجم، وتعني الحد بين فاصلين، وقد أفرد لسان العرب مادة لتخم، وذكر أبياتًا شعرية منها البيت:
وعُلّ ثرى تلك الحفيرة بالندى وبورك من فيها وطابت تخومها
ويقال: هذه الأرض تتاخم أرض كذا أي تحادّها.
قلت: لو اخترت أية كلمة نحو: متجر، مجمّع (ما أكثر معاني هذه اللفظة الأخيرة التي حملناها فوق طاقتها) أومِنطقة لظلت حروف التاء والخاء والميم في الذاكرة، فلماذا إذن لا نبحث عن لفظة قريبة من العبرية بحيث لا تعارض لغتنا.
أقترح وأنا أستصعب اللفظ معكم مَـتْـخَـم، اسم مكان على وزن مفعَـل- آملاً منكم ألا تتعجلوا الرفض، فحبذا تكرارها على ألسنتكم فربما تصبح سائغة.
يسوقني هذا إلى الرد على الكتير من المنتقدين بأن الألفاظ هذي أو تلك غير مستساغة، أو ينبو عنها ذوقهم، وردي هو : لكل ذوقه، والصعوبة هي في كل بداية، ولا أظن أن أية لغة كل كلماتها مأنوسة، وليس فيها ألفاظ جاسية مستكرهة.
وهناك حل آخر: أن أدعوكم إلى المتخم لفنجان قهوة بشرط أن أسألكم: أين نحن؟
فتجيبون: في المَـتخــم!
المتخم يتاخم المنطقة الصناعية في المدينة.
ترى هل قبلتم تتاخم؟
بانتظاركم!
שוֹלֵט בַּלָשוֹן= متمكّن من اللغة
اللفظة العبرية لها معان كثيرة- كما لا يخفى- فإذا قلنا שוֹלֵט בַּמָּצָּב فمعنى ذلك أنه متحكّم في الوضع، أما إذا جعلنا الموضوع للغة أو لمادة يتقنها الشخص ويجيدها فهو متمكّن منها.
في هذا السياق أذكركم بلفظة שלָּט = remote control، فقد اقترحت مُوَجِّّّـه، وسرني أن هناك من يستعملها، ويسأل زوجته: "وين الموجّـه"؟
שֶׁלֶט = لافِـتـــة
عرف عن محيي اللغة العبرية إليعزر بن يهودا أنه إذا لم يجد لفظة عبرية لمعنى أو لمادة معينة لجأ إلى اللغات السامية، وخاصة العربية التي كان يتقنها، وإلا فإنه يلجأ إلى اللغات الأوربية، فحدث أن أراد أن يضع اسمًا للإعلانات التي تُعلق على المتاجر والمحالّ، فرأى أن المستخدم في العربية أيامها آرمة، وهي لفظة أجنبية (لاحظ كيف أصبحت قارمة، وما زالت - ظنًا من الذين يلفظون القاف أن أصل المد قاف، وأن آرمة لفظ خاص في المدن مثل الفعل آل، فأصله قال، ومثل هذه الظاهرة اللغوية تسمى في العبرية: תִיקּוּן יֶתֶר وأترجمها تصويب زائد).
قبل بحثي هذا كنت أعرف أن ( آرمة) لفظة تركية، فإذا بي أقع على ما ذكره صاحب القاموس شمسي باشا: أن الكلمة إيطالية، وتعني: سارية السفينة والشراع وما شابهها من التجهيزات... كما تعني اللوحة التي تحوي مجموعة من الإشارات والرسوم الخاصة بالحكام والأمراء... وقد اقترضتها بعض اللهجات العربية وحولتها إلى معنى اللوحة أو اللافتة حديثًا.
ثم عُرفت يافطة، وهي على رأي الأستاذ أحمد عيسى أنها يافطة بالطاء، ويرجع أصلها البعيد إلى الكلمة الفارسية يافتة، وهي اسم مفعول من (يفتنّ -بمعنى أعلن أو كتب- باللغة الفارسية).
انظر الحوار مع رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة د. كمال بشر:
ولم تكن (لافتة) قد شاعت، ولم يذكرها المنجد، ولا المعاجم السابقة، لكن معجم الوسيط ذكرها مشيرًا إلى أنها محدثة.
لذا لجأ إليعزر إلى الألمانية والكلمة فيها Schild، فأخذها وجعل الدال طاء، لأن اللفظ بالدال له دلالة أخرى= هيكل. ومن هنا نلاحظ أن الاقتراض من اللغات العالمية أمر طبيعي.
صعب علي هنا ترجمة שִלּוּט ولدي اقتراح معين، لكني لا أضعه هنا، لأنني واثق من عدم استساغتكم، فيكفينا اليوم مَـتْـخّـم!!!
لنستخدم لفظتين لـ שִלּוּט مؤقتًا: وضع اللافتات.