لمحة عن تاريخ شمال إفريقيا القديم:

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ladmed
    عضو منتسب
    • Jun 2006
    • 275

    لمحة عن تاريخ شمال إفريقيا القديم:

    لمحة عن تاريخ شمال إفريقيا القديم:
    لقد كان شائعا أن المغرب عاش قبل دخول الإسلام في ظل حضارات وفي كنف أمم غريبة بنت حضارتها على أرض المغارب، ولم يكن للأمازيغ أي دور فيها، ولم يستطيعوا تأسيس أنظمة يتم من خلالها تسيير شؤونهم السياسية والاقتصادية، الاجتماعية لكن واقع الأمر ليس كذلك ، والتاريخ يؤكد أن الأمازيغ تركوا بصمات واضحة في الحضارات المتعاقبة على شمال إفريقيا، بل تجاوزوا ذلك إلى بناء حضارات ودول خاصة بهم بالمنطقة كان لها نظامها السياسي والاجتماعي، والمعروفة في التاريخ ب " المماليك الأمازيغية". وسنعمل على تبيين بعض الملامح العامة لهذه المماليك وكذلك الإشارة إلى بعض الملوك الأمازيغيين اللذين تركوا أعمال كبرى ومنجزات عظيمة وذلك بإيجاز لأن هذا الموضوع جد ضخم وواسع جدا لأنه يتناول فترة قديمة وتتميز بقلة المصادر وانعدامها ولكن من أجل أن نبين صيرورة نضالات الإنسان الأمازيغي.
    و مع توالي الأعوام والسنين تأسست دولة منظمة كانت عاصمتها في الجزائر قرب قسطنطينة الحالية، وهي المعروفة في التاريخ باسم " نوميديا" لتنقسم بعد ذلك إلى قسمين:
    نوميديا غربية وتمتد من وادي ملوية على حدود موريطانيا إلى شمال قسطنطينة بالجزائر ويحكمها أمير يدعى سيفاكس.
    نوميديا شرقية تمتد حدودها من شمال قسطنطينة إلى حدود قرطاج، وأميرها يدعى " كايا" ليوحدها " سيفاكس" فيما بعد .
    و في سنة 208 ق.م برز " ماسينسا" كملك قوي تغلب على سيفاكس وأنشأ دولة تمتد من خليج certa شرقا إلى حدود موريتانيا غربا وقد عرفت إزدهارا كبيرا حيث تم سك العملة وإنشاء أسطول وإصلاح زراعي.
    و قد لخص الباحث محمد شفيق تاريخ وحضارة المماليك الأمازيغية التي عرفتها منطقة شمال إفريقيا، ويؤكد على أن هذه المماليك كانت تتميز باستقلال نسبي عن الخصوم التاريخيين للأمازيغ، فقد عرفت المنطقة ملوكا ، نذكر هنا بعضهم.
    + الملك سيفاكس، المسايسلي، المتوفي سنة 203 ق.م
    مملكته كانت تمتد من تخوم أراضي قرطاجة إلى موريتانيا، كانت لمملكته عاصمة شرقية هي " certaسيرتا" وعاصمة غربية حيث كان يقيم هي سيكا ، كان في أول أمره زعيم قبيلة تغلبت على قبائل أخرى، فنظم الجيش وضرب العملة بإسمه.
    كانت له علاقات ديبلوماسية مع قرطاج وروما وكان يعتمد في ممارسة سلطته على مساعدة زعماء قبائل المجاورة.
    لعب دورا كبيرا أثناء الحرب البونية الثانية، حيث كانت كل من روما وقرطاجة ترضي سيفاكس وتحاول أن تجره إلى جانبها، فسعى للإصلاح بين الطرفين، ولم ينجح بسبب تعنت روما، مما جعله يختار جانب قرطاج بعد زواجه بإحدى بنات أعيانها " صوفينسا"
    لكن الرومان اتجهوا إلى خصمه ومنافسه المازيلي، الملك الشاب الطموح " ماسنيزا" الذي سيحارب " سيفاكس" حيث سيتمكن من هزمه وأسره .
    + الملك " ماسنيزا" المازيلي ( 240-148 ق.م)
    كان هذا الملك ذو كفاءة حربية عالية حيث تمكن من هزم سيفاكس، وساند الرومان في حربهم ضد أمهر جنرال عرفه التاريخ القديم، جنبعل القرطاجي في معركة " زاما" المشهورة سنة 202 ق.م كان صاحب مقولة " إفريقيا للأفارقة" المشهورة حيث كان يكره قرطاج مما جعله يتحالف مع الرومان، مع إضمار غايته القصوى في نفسه، وهي إنشاء مملكة أمازيغية مستقلة.
    وسع مملكته من وادي " مولوتشا غربا إلى أراضي طرابلس شرقا، واعتمد على وسائل متنوعة للحفاظ على تماسك مملكته، أي المصاهرات والتعاهد مع زعماء القبائل، وجبى الجبايات وفرض الخدمة العسكرية، وشجع السكان على تعاطي الزراعة والاستقرار، وأنشأ أسطولا حربيا ونشطت الحياة الفكرية والفنية والمادية.
    كان نموذجا من النماذج الأمازيغية القديمة وقد ساعده على ذلك بقاءه على العرش ما يقرب الستين سنة من حوالي ( 205 إلى 148 قم)
    + الملك يوكرتن:
    وهو حفيد " أكليد" ماسنيزا، تصدى للرومان سنة 122 ق م واستمرت الحرب بينهما زمنا طويلا إلى أن أسره الرومان سنة 105 ق م ليسجنوه بروما ويقتلوه بعد ذلك
    و يسجل عنه أنه كان شديد المعارضة لسياسة روما التوسعية وقد سبب لها مشاكل عديدة وهزات عنيفة كان صاحب القولة المشهورة، "روما أيتها المدينة المعروضة للبيع أنت هالكة لو تجدين مشتريا"
    لقد كان المغرب يخضع للحكم الروماني قبل دخول الإسلام، إلا أن النفوذ الروماني كان مقتصرا على بعض الجيوب الساحلية، وكان الأمازيغ يواجهون ثوراتهم وتمردهم ضد هذه المواقع التي لم يستطع الانتشار في المناطق الداخلية التي احتفظت باستقلالها، في إطار كونفدراليات قبلية وقد عرف المغرب مجموعة من الديانات قبل الفتح الإسلامي كالمسيحية في الشريط الساحلي الشمالي خاصة المذهب الدوناتي ، الذي كان يهدف إلى الثورة والاستقلال عن السلطة الرومانية. كما عرف المغاربة الديانة اليهودية وكان معتنقوها في مناطق آهلة كقبائل الأوراس وسوس، وإضافة إلى بعض الديانات الأخرى كالوثنية .
    كانت الوضعية السياسية متدهورة، حيث انتشرت الحروب بين القبائل، وبين هذه الأخيرة والجيوش البيزنطية مما سهل مهمة الجيوش العربية في حروبها ضد الأمازيغ، وضد الرومان.
    وكخلاصة فإن المغرب قبيل الفتح الإسلامي كان فاقدا للوحدة الدينية، والوحدة السياسية، وبذلك الوحدة الاجتماعية.
    لقد إستمرت المماليك الأمازيغية في المقاومة والدفاع عن أرض شمال إفريقيا إلى أن تمكن الزحف الاستعماري الروماني من بسط نفوذه على المنطقة وذلك عند إغتيال الملك " بطلموس" سنة 40 م ( وهو ابن الملك يوبا الثاني) وبموته إنتهت المماليك الأمازيغية القديمة لتبدأ مرحلة المقاومة الشعبية ضد الروم والبزنطيين وخلد التاريخ أسماء زعماء حرب كبار أمثال " تاكفاريناس" و" أديمون" واستمرت المقاومة طوال عهود الاحتلال إلى أن تم القضاء على التواجد الروماني نهائيا بالمنطقة. لتأتي بعد ذلك مرحلة المقاومة ضد البيزنطيين فكانت المعارك أبرزها وقعت سنة 537 م و546 م و550 م، وهكذا استمرت المعارك بين الأمازيغ والمحتلين إلى مجيء الإسلام .
    محمد لعضمات :lol:
يعمل...