منتدى فلسطين

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد زعل السلوم
    عضو منتسب
    • Oct 2009
    • 746

    منتدى فلسطين

    مرة أخرى: فلسطين دولة أم دولتان؟ آخر تحديث:الخميس ,09/09/2010




    يوسف مكي


    نواصل في هذا الحديث سلسلة مقالاتنا، التي بدأنا تناولها قبل أربعة أسابيع، في محاولة لصياغة مقاربة جديدة للنضال الفلسطيني، بعد فشل المقاربتين السابقتين: مقاربة المواجهة العسكرية، ومقاربة التفاوض من أجل التوصل لتسوية سلمية للصراع .



    في الحديث السابق، فلسطين دولة أم دولتان؟، تعرضنا لبعض من القراءات العربية للصراع مع الصهاينة ووصفنا تلك القراءات بالمسطحة والساكنة والساذجة، والمسكونة بمواريث دينية متزمتة، تضع الحركة الصهيونية، وبرنامجها لحيازة أرض السلام خارج التاريخ وتوصلنا إلى أن غياب القراءة الصحيحة للصراع مع العدو، قد أدت إلى فشلنا في إدارته، وتسببت في ارتباك تحالفاتنا واستراتيجياتنا، وعجزها بالتالي عن تحقيق هدف التحرير .



    وكانت خلاصة قراءتنا للحركة الصهيونية، أنها استمرار للهجمة الأوروبية العنصرية على شعوب القارات الثلاث: آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية . إن الاحتلال الصهيوني لفلسطين، هو من نمط الاحتلالات الاستيطانية، التي حدثت في الأمريكتين، وأستراليا وجنوب إفريقيا والجزائر .



    استنتجنا من قراءتنا السابقة نقطتين جوهريتين، سنبني عليهما في هذا الحديث . الأولى هي أن قراءتنا للمشروع الصهيوني، قد ركزت على نشأته الأوروبية، فهو بذلك استمرار للهجمة الاستعمارية على دول العالم الثالث . وينبغي في هذا السياق، عدم تسطيح الصراع، واعتباره صراعاً يهودياً- عربياً بل ينبغي قراءته من حيث علاقته بالمشروع الإمبريالي الغربي .



    فلم يكن لليهود بمعزل عن التضامن الغربي، أن يعلنوا كيانهم الغاصب . فهذا الكيان مصطنع بامتياز، ولفظة الاصطناع، لا تحمل توصيفاً سلبياً، بقدر ما هي تقرير لأمر واقع . هل كان بإمكان المشروع الصهيوني، أن يتقدم ويكتسب أرض فلسطين، لولا الوعد البريطاني الذي أطلقه وزير الخارجية، بلفور؟ وهل كان بإمكان مشروع تقسيم فلسطين رقم 181 في نوفمبر/تشرين الثاني ،1947 أن يمرر لو لم تمارس إدارة الرئيس الأمريكي، هاري ترومان وعدها ووعيدها بحق أعضاء مجلس الأمن الدولي، الذين أظهروا في البداية تلكؤاً عن تأييد مشروع التقسيم؟ . والوثائق في هذا السياق، أصبح بالإمكان الوصول إليها والتأكد منها .



    مثل هذا القول، يصح على العدوان الثلاثي على مصر عام ،1956 الذي لم يكن له أن يأخذ مكانه لولا الشراكة الفرنسية والبريطانية مع “إسرائيل” في العدوان . كما يصدق أيضا، على العدوان “الإسرائيلي” على الأمة العربية في 5 يونيو/حزيران عام ،1967 بدعم عسكري وسياسي من إدارة الرئيس الأمريكي، ليندون جونسون . وقد جاء إغراق الباخرة الأمريكية “ليبرتي”، ليكشف الكثير من الأسرار عن دعم أمريكا للعدوان على العرب . وفي حرب العبور في أكتوبر/تشرين الأول ،1973 أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي، ريتشارد نيكسون الإنذار النووي، معبرة عن استعدادها لمواجهة نووية مع الاتحاد السوفييتي . ولم يكن لمعركة العبور أن تنتهي بالنتائج التي انتهت إليها، لا غالب ولا مغلوب، لولا الجسر الجوي، المحمل بمختلف الأسلحة والعتاد، الذي امتد طيلة أيام الحرب، بين واشنطن وتل أبيب .



    القراءة الصحيحة للصراع مع الصهاينة، وحدها التي ترفض أن يكون غلوب باشا البريطاني هو قائد الجيوش العربية في حرب ،1948 ليس لأننا نريد أن نصنع عداوات مع الغرب، ولكن لأن الكيان الغاصب هو صناعة، وصنيعة غربية بامتياز، وليس من المنطقي مطلقا، تصور موقف آخر مغاير للبريطانيين، غير الموقف الذي انطلقوا منه حين تقدموا بوعد بلفور .



    هذا القول يصح أيضاً، على الوسيط، الذي اتفق القادة العرب على أن نسبة 99% من أوراق حل الصراع العربي-”الإسرائيلي” بيده، منذ عام 1973 . نقاط الضعف في هذه الاستراتيجية، أنها أولا تجرد العرب من أي إسناد دولي لهم في معركة تحرير أراضيهم . فليس من المتوقع من الأعضاء الدائمين الآخرين في مجلس الأمن الدولي، أن يسارعوا لنصرة قضايانا، ونحن نستبعدهم من دائرة صراعنا، ونعلن لهم أن الأمريكيين هم وحدهم الذين نثق بقدرتهم على الضغط على الكيان الغاصب للقبول بحل مشرف يضمن لنا السلام والأمن والكرامة .



    وهي ثانياً، تسهم في تعطيل تنفيذ القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، ومن ضمنها قرار التقسيم، والقرارات التي تنص على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم، وأيضا قرارا ،242 338 والتي تؤكد عدم جواز الاستيلاء على الأراضي عن طريق القوة . في هذا السياق، كان الرؤساء الأمريكيون واضحين في هذا الأمر . فالرئيس نيكسون، ومستشاره لشؤون الأمن القومي يعيبون على العرب، تكرارهم المستمر لحقائق التاريخ, والرئيس بيل كلينتون يقول صراحة، إن من يريد تطبيق القرارات الدولية، عليه اللجوء لمجلس الأمن، وليس للإدارة الأمريكية . لقد أثبتت الإدارات الأمريكية المختلفة، منذ تولت ملف الشرق الأوسط أنها تعمل بمعزل عن القرارات الدولية، ولا تتفاوض مع العرب والفلسطينيين على أساسها . بل إن إدارة الرئيس نيكسون عملت ما في وسعها للحيلولة دون انعقاد المؤتمر الدولي، والذي من المفترض أن يشارك فيه بقية الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن .



    إن انفراد الإدارة الأمريكية بملف الصراع، جعلها الوحيدة التي بمقدورها ممارسة الضغط على “الإسرائيليين” . وهو ما لم تقم به إلا في حالات نادرة، تعلقت بوقف الاستيطان الصهيوني في أراضي الضفة والقطاع، في عهد الرئيس الأمريكي، جورج بوش الأب، وعهد الرئيس الحالي، باراك أوباما، وسرعان ما يتم التراجع عن تلك الضغوط . أما الضغوط الأمريكية على العرب والفلسطينيين فقد كانت ماثلة باستمرار، وقائمة الضغوط لا تعد ولا تحصى . لقد كان بالإمكان، ممارسة ضغوط حقيقية على الكيان الغاصب، لو أن أطرافا أخرى، شاركت الإدارة الأمريكية في التعامل مع ملفات الصراع، لكن القيادات العربية اختارت النهج الآخر، نهج القبول بتفرد الإدارة الأمريكية بإدارة ملفات الأزمة .



    صراعنا مع الصهاينة، على هذا الأساس، ليس صراعاً دينياً بين المسيحية والإسلام، أو بين اليهود والمسلمين والمسيحيين العرب . وهو من جانبنا على الأقل ليس صراعاً عنصرياً، حتى وإن كان الذين اصطنعوا المشروع الصهيوني يريدونه أن يكون كذلك . إنه بالدرجة الأولى صراع إرادات، وتحكمه موازين القوة . وعدونا في هذا الصراع لا يتورع أن يستخدم سلاح الطائفية والمذهبية، متى ما وجد في ذلك تعضيداً لأهدافه كما حدث في العراق، وعدد آخر من الأقطار العربية .



    القراءة غير الدقيقة للصراع، هي التي أسهمت في صياغة تحالفات وعلاقات استراتيجية، مع القوى التي صاغت المشروع الاستيطاني الصهيوني، ورعته، ووقفت خلف عدوانه على الأمة العربية,



    النقطة الجوهرية الأخرى، التي تعرضنا لها في حديثنا السابق، هي أن هزيمة الاحتلال الاستيطاني، عسكرياً أمر غير ممكن، وبحكم المستحيل، طالما بقي الخلل الديموغرافي في غير مصلحة السكان الأصليين . دليل ذلك ما حدث في القارتين الأمريكيتين، وأستراليا . وأنه حيثما كان المستوطنون يمثلون أقلية، قياسا بالسكان الأصليين، أصبحت المقاومة العسكرية أو السياسية للوجود الاستيطاني ممكنة . دليل ذلك انتصار شعب الجزائر بقيادة جبهة التحرير الوطنية الجزائرية، بعد نضال طويل وتضحيات في الأرواح تجاوزت المليون شهيد . لكن شعب الجزائر انتصر في النهاية، وتمكن من نيل استقلاله وحريته . وهزمت محاولة فرنسة الجزائر، وتأكد للقاصي والداني أن الأوراس جبالاً عربية . وبالنضال السياسي، أنجز شعب جنوب إفريقيا استقلاله، وانتهت حقبة مظلمة في تاريخ إفريقيا .



    إذاً، فالمقاربة الجديدة المطلوبة للصراع مع الصهاينة، ينبغي أن تضع في الاعتبار، صياغة استراتيجية نضالية جديدة، طويلة الأمد تعتمد على تصحيح الخلل في التوازن الديموغرافي بين العرب والكيان الغاصب . ينبغي في هذا السياق، تجريد الحركة الصهيونية، من رصيدها البشري، كمقدمة لازمة لهزيمة مشروعها التوسعي الاستيطاني، الذي مثل ولا يزال خطراً ماحقاً على الأمن والوجود العربي .



    وهذا هو بالدقة ما يعيدنا إلى جوهر عنوان هذا الحديث، والحديث السابق، حول الدولة الفلسطينية الواحدة، بعد أن أثبتت التجربة التاريخية، خلال العقود الأربعة المنصرمة، من عمر التوجه نحو تأسيس دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، فشل هذه المقاربةٍ .



    كيف السبيل إلى قيام هذه الدولة، وما هي المعوقات التي تواجهها، وكيفية تخطي تلك المعوقات؟ أسئلة ملحة ومشروعة، ستكون موضوعاً للمناقشة في الحديث القادم بإذن الله تعالى .



    yousifmakki@yahoo.com
  • محمد زعل السلوم
    عضو منتسب
    • Oct 2009
    • 746

    #2
    دولتا حلم ليلة صيف آخر تحديث:السبت ,04/09/2010




    سعد محيو


    ماذا إذاً؟ هل ثمة فرص نجاح لدولتي “حماسِستان” و”فتحِستان” في غزة والضفة؟



    الأمر يبدو بالفعل مهمة مستحيلة في كلتا الحالين . فدولة الضفة الغربية، وعلى رغم أنها تعتمد العلم المؤسساتي لبناء أسس الدولة العتيدة، عالقة في فخ لا نجاة منه، قوامه استحالة إقامة الدولة في غياب السيادة الوطنية، فالضفة مُخترقة ليس بحواجز قوات الاحتلال العسكرية فقط التي قسمتها إلى مربعات أمنية منفصلة، بل باحتلالات نصف مليون مستوطن يهودي يسيطرون على أكثر من 40 في المئة من مساحتها أيضاً . وهذا وحده يجعل من فرص إقامة الدولة في ظل الاحتلال أشبه بحلم ليلة صيف حارة وعابرة .



    صاحب مشروع بناء المؤسسات سلام فياض يعي بالطبع خطورة هذا الفخ . لكنه يرد عليه بأنه في حال أخفقت مفاوضات السلام في غضون عام من الآن، فسيكون في وسع الفلسطينيين إعلان دولتهم المستقلة من جانب واحد، بعد أن يكونوا قد استكملوا إقامة هياكلها القانونية ومداميكها الإدارية .



    بيد أن هذا سيكون أيضاً حلم ليلة صيف عابرة أخرى، إذ حتى لو حظي إعلان الدولة من جانب واحد باعتراف أغلبية دول العالم فهذا لن يغيّر شيئاً، لأن من يُمسك بالأرض هو الذي سيتحكّم بما يجري على الأرض وما تحتها وفوقها .



    علاوة على ذلك، بناء مؤسسات الدولة يتطلب توافر استقرار أمني وسياسي، يسمح بخروج المولود الجديد إلى الحياة من دون تشوّهات خَلْقية . وهذا أمر مستبعد للغاية، حين نضع في الحسبان انسداد الأفق أمام تحقيق أي تسوية عادلة ومتوازنة، واستمرار انشطار فلسطين 67 إلى فلسطينين متباعدتين باطراد .



    ومن الضفة إلى غزة، حيث سنرى أن مشروع “حماس” لإقامة دولة إسلامية، أشبه بإصرار المرء على السباحة في كوب ماء صغير لا ماء فيه .



    وهذا، بالمناسبة، ماحدث أيضاً للروس حين حاولوا إقامة نظام اشتراكي في أفقر دولة أوروبية وأقلها تطوراً رأسمالياً . والحصيلة كانت مدوّية: فبدلاً من الاشتراكية التي ستجعل ألف وردة تتفتح وتقيم جنّة كارل ماركس على الأرض، نشأ نظام سلطوي يتربّع على عرشه جهاز استخباراتي كبير بطش بأكثر من عشرة ملايين إنسان .



    وبالمثل، محاولة “حماس” إقامة دولة إسلامية في القطاع الأكثر فقراً في العالم، والمُحاصر من كل جانب، والمفتقر إلى أولى أوليات الحياة الحديثة، من كهرباء وماء وبنى تحتية وفرص إنتاج اقتصادي، لن تكون أكثر من محاولة انتحارية، أو هي على الأقل ستقتصر على “الإنجازات” المتعلقة بمنع المحاميات السافرات من المرافعة أمام المحاكم، أو حظر سباحة الرجال عُراة الصدور، أو تقييد الأعمال المسرحية والفنية والسينمائية باسم تفسير خاص ومُخصخص للشريعة السمحة .



    الدولة الإسلامية يجب أن تستند قبل أي شيء إلى التقدم الاقتصادي الإنتاجي والتكنولوجي، والرفاه القائم على حد أدنى من المساواة الاجتماعية، والديمقراطية السياسية، كما نتعلّم الآن من التجارب الإسلامية الناجحة في ماليزيا وتركيا، وإلى حد ما إندونيسيا . أما أن تستند هذه الدولة إلى مجرد فرض الشكليات والمظاهر التي تستهدف في الدرجة الأولى المرأة وحريات المواطن، فهذا لن يكون أكثر من تشويه للمدينة الفاضلة المرجوّة .



    دولتا حماسِستان وفتحِستان، إذاً، في طريق مسدود، لن تزيده مفاوضات التسوية إلا انسداداً .



    saad-mehio@hotmail.com

    تعليق

    • محمد زعل السلوم
      عضو منتسب
      • Oct 2009
      • 746

      #3
      أساطير وخرافات في غزة والضفة آخر تحديث:الأحد ,05/09/2010




      سعد محيو


      دولتا حماسِستان وفتحِستان كلاهما، إذاً، في مأزق بنيوي مشترك وإن تباينت أسبابه وعوامله، كما ألمعنا بالأمس . فهل تكون التسوية مع “الإسرائيليين” المنقذ من ضلال هذا المأزق؟



      كان يمكن أن يكون الأمر كذلك، لو أن مثل هذه التسوية مُمكنة حقاً .



      فدولة فتح حينها ستكون في موقع يُمكّنها من تزويج مشروع سلام فياض المؤسساتي لمفهوم السيادة الذي لاغنى عنه لقيام أي دولة حقيقية .



      ودولة حماس، وعلى رغم أنه لن تكون لها علاقة في البداية مع تسوية الدولتين، لا تعتم أن تفيد منه، إما كمنطلق لتوسيع إطار نشاطها السياسي والأمني (كما فعلت مع اتفاقات أوسلو التي خاضت الانتخابات على أساسها)، أو حتى بالانخراط مباشرة في الانتخابات، انطلاقاً من موافقتها على دولة في حدود ،67 في إطار “هدنة الثلاثين سنة” التي كان يدعو إليها مؤسسها الشيخ أحمد ياسين .



      بيد أن هذه الدولة ليست آتية لابعد مؤتمر واشنطن الحالي، ولا بعد عشر سنوات، كما “وعد” بعض القادة “الإسرائيليين” . فمشروع الدولتين عَبَرَ نهر الروبيكون منذ وقت غير قصير، ليحط الرحال في مستودع المشاريع المُثبطة عبر التاريخ . وهذا تم بشبه إجماع “إسرائيلي” كامل هذه المرة .



      فقد أدت التغيرات الديموغرافية التي تمت في “إسرائيل” لصالح قواعد اليمين الديني والقومي المتطرف، إلى تغيير البنية السياسية فيها . فلم يعد هناك يمين يحمل راية “إسرائيل الكبرى” ويسار يلوّح بعلم “السلام الآن”، بل بات هناك يمين يتنافس مع يمين آخر حول أفضل السبل لتطبيق تعاليم التوراة والتلمود والتعليمات الجابوتنسكية .



      انقراض اليسار في “إسرائيل” لم يكن السبب في تداعي مشروع الدولتين، على رغم أن قادته كانوا يرون فيه الوصفة الأمثل للحفاظ على يهودية الدولة . فهذا اليسار نفسه هو الذي ساهم طيلة التسعينات في قلب الصورة رأساً على عقب: من العمل على بناء الدولة الفلسطينية وفق منظور أوسلو، إلى ترسيخ بنيان الدولة اليهودية من خلال مواصلة استيطان الضفة وتهويد القدس .



      ولذا، وحين رسّخت الديموغرافيا أقدام اليمين في السلطة، لم يؤد ذلك إلى أي تغيير حقيقي في المواقف “الإسرائيلية” حيال التسوية، خاصة ما يتعلق منها بقضايا القدس، والمستوطنات، واللاجئين، والحدود .



      ولذا أيضاً، لن يتمخض مؤتمر واشنطن الحالي سوى عن فأر تسووي يتم وضعه في قفص للعرض، كدلالة على أن “العملية مستمرة” . لكن خارح هذا القفص، ستواصل الأمور العودة إلى ماكانت عليه العام ،1947 حيث كان الصراع محتدماً حول كون فلسطين يهودية أم عربية .



      “الإسرائيليون” لا يمانعون في مثل هذه العودة . إذ هم يعتبرون أن الأمر الواقع الراهن هو أفضل العوالم لهم كي يواصلوا بناء دولتهم اليهودية، وحروبهم الدائمة مع العرب، وتحويل فلسطينيي الضفة إلى مستهلكين مُلحقين بها، وفلسطينيي غزة إلى رهائن معتقلين في سجن كبير .



      بقي أن يُدرك الفلسطينيون هذه الحقيقة، فيتوقفوا عن بناء دولتهم الإسلامية في غزة والاقتصادية - الأمنية في الضفة، وييمموا وجههم صوب مرحلة جديدة من الصراع تنمحي فيها الفوارق بين عام 1947 وعام ،2010 وتُبث فيها الروح مجدداً بالهوية الوطنية الفلسطينية المندمجة بالهوية القومية العربية، والمتناغمة مع العمق الإسلامي .



      فهل يفعلون، أم تكون اليد العليا مجدداً لأساطير وخرافات بناء الدول تحت الاحتلال؟



      saad-mehio@hotmail.com

      تعليق

      • محمد زعل السلوم
        عضو منتسب
        • Oct 2009
        • 746

        #4
        لماذا "صَدّر" نتنياهو "يهودية الدولة" للسلطة؟ آخر تحديث:الاثنين ,06/09/2010




        سعد محيو


        البند الخفي، ولكن البارز، على جدول أعمال المفاوضات الفلسطينية - “الإسرائيلية” هو مطالبة بنيامين نتنياهو باعتراف الفلسطينيين ب “يهودية” “إسرائيل” .



        هو فعل ذلك قبل مجيئه إلى واشنطن كشرط لموافقته على استئناف المحادثات، ثم نال ما أراد حين أشار الرئيس أوباما، للمرة الثانية خلال شهرين، إلى “الدولة اليهودية” في الخطاب الذي افتتح به المفاوضات .



        جواب الرئيس الفلسطيني محمود عباس على هذا المطالبة مال إلى السخرية أكثر من التعاطي معه بجديّة حينما قال: “ليس من مسؤوليتي اسباغ الأوصاف على دولتهم . سمّوا أنفسكم الجمهورية الاشتراكية العبرانية . هذا ليس من شأني اطلاقاً” .



        بالطبع، عباس يعرف أن المسألة ليست قصراً على الأسماء والتسميات، بل هي تتسع لتطال التخطيط “الإسرائيلي” العام لتهجير مليون عربي من أراضي فلسطين 48 .



        لكن، وحتى لو حقق نتنياهو، وقبله أولمرت وباراك، مبتغاهم وحصلوا على صك الاعتراف بيهودية “إسرائيل”، فهذا لن يحل مشكلتهم مع/وفي هذه القضية .



        فالمسألة تضرب جذورها في الواقع في الانقسامات العميقة والاستقطابية داخل الحركة الصهيونية حول مايعنيه تعبير “الدولة اليهودية” . وهذا ليس الآن، بل حتى في مؤتمر باريس للسلام العام 9191 حين قدّم ناحوم سوكولا المنظمة الصهيونية على أنها “الحركة التي تسعى إلى إقامة وطن لليهود في فلسطين وليس دولة يهودية، وفقاً للمؤتمر الصهيوني الأول الذي أقرّ برامج بال” .



        ومنذ ذلك الحين، انشطرت الصهيونية إلى صهيونيتين .



        الأولى، العلمانية أو “القومية، تعتبر أن مبرر وجود “إسرائيل” هو أن تكون ملاذاً آمناً للشعب اليهودي، حتى ولو كان ذلك في أوغندا أو الأرجنتين كما كان يقترح تيودور هرتزل . والدولة في هذا الإطار لاتعدو كونها أداة حديثة لبناء مجتمع يتمتع بالسيادة، وبأغلبية يهودية، وأمن قومي، وقوة اقتصادية . وهذا التيار يعتبر أن هذه الأمور أهم من الأراضي التاريخية، وأنه ليس ضرورة الاستعانة بالتوراة والتلمود لتعيين حدود الدولة .



        الصهيونية الثانية، الدينية، تؤمن أن المعتقدات الدينية والعادات والتقاليد اليهودية أساسية لكي تكون الدولة يهودية حقاً، وأن تذويب اليهود كي يكونوا “أمة علمانية كغيرها من الأمم” أمر مخالف للطبيعة ويضر الشعب اليهودي أكثر مايفيده، ولذلك يسعى هذا التيار إلى إقامة مايسميه كومونولث”أي دولة” يهودية حقّة تعمل على الإعلاء من شأن الدين والتراث اليهوديين، وترفض بشدة الأسس العلمانية للدولة .



        هذا لايعني أن الصهيونيين العلمانيين أكثر استعداداً من الدينيين للقبول بأعضاء الأقلية العربية كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، إذ إنهم منذ تأسيسهم “إسرائيل” العام 1948 وحتى وصول الليكود إلى السلطة، أصرّوا على اعتبار العرب مواطنين من الدرجة الثانية . كل مافي الأمر أن العلمانيين ينتهجون نمط حياة ليبرالياً غربياً لاتستقيم معه الحياة اللاهوتية القاسية والمتزمتة التي يريد الصهيونيون الدينيون فرضها .



        هذا بالتحديد مايجعل الانقسام بين الطرفين حول معنى “الدولة اليهودية” خطيراً ومُنذراً بالعواقب، لأنه سيؤدي في نهاية المطاف إلى الفصل النهائي بين اليهودية وبين الديمقراطية في الدولة “الإسرائيلية” . إذ كيف يمكن أن يكون المرء ديمقراطياً، فيما هو يميّز فئة اجتماعية عن أخرى بالدين أو العرق؟



        وهو انقسام غير مرشّح للحل قريباً . وربما لهذا قرر نتنياهو “تصديره” إلى محمود عباس، علّ هذا الأخير يسبح في لججه فينقذ “الإسرائيليين” من الغرق فيه .



        saad-mehio@hotmail.com

        تعليق

        • محمد زعل السلوم
          عضو منتسب
          • Oct 2009
          • 746

          #5
          مفاوضات بلا نجاح أو فشل آخر تحديث:الجمعة ,10/09/2010




          علي الخليلي


          ليس من أفق أمام المفاوضات الفلسطينية “الإسرائيلية” للنجاح . كما أن فشل هذه المفاوضات غير متاح، أو غير مسموح به . والمحصلة واضحة سلفاً، بمختلف عناوينها التي يختزلها عنوان واحد هو استمرار هذه المفاوضات، متقطعة حيناً، ومتواصلة حيناً، بهدف الاستمرار ذاته، في كل الأحوال والظروف . يعني، أن النجاح غير مستهدف أصلاً، تماماً كالفشل الذي لا يرغب به الطرفان المتفاوضان، ناهيك عن راعيهما الأمريكي، وعن الدول العربية المعنية .



          سبق لوزير خارجية “إسرائيل” أفيغدور ليبرمان أن قال صراحة إن الحل للصراع الفلسطيني “الإسرائيلي” هو في عدم الحل له . أي في العمل الدائم على إدارته بوسائل وأدوات تتغير من مرحلة إلى أخرى، غير أنها قائمة جميعها على أبدية عدم الحل . والواقع أن المفاوضات الفلسطينية “الإسرائيلية”، منذ بدايتها قبل سبعة عشر عاماً، وصولاً إلى الجولة الراهنة لها، متمترسة بثبات على أسس هذه “الأبدية” لعدم الحل .



          لا تستطيع منظمة التحرير الفلسطينية أن تعلن من جانبها، عن فشل هذه المفاوضات . لأنها ببساطة، تكون فور هذا الإعلان إذا حصل فعلاً، قد أعلنت تلقائياً عن النهاية المدوية لسلطتها الوطنية، وعن فشلها هي نفسها، في مشروعها القائم بأكمله على مبدأ التفاوض مع “إسرائيل” .



          ولا تستطيع الدول العربية الموافقة على المفاوضات، والداعمة لها على أعلى المستويات، أن توافق على مثل هذا الإعلان، لأنها لن تخرج إلى شعوبها في ليلة ليلاء، وتقول لهم إن التسوية السياسية مع “إسرائيل” فاشلة، وأن المبادرة العربية للسلام، وقد مر عليها عقد كامل من الزمن، دون أن تلتفت إليها “إسرائيل”، أمست بلا قيمة ولا معنى .



          وليس من المعقول أن تتأخر الولايات المتحدة لحظة واحدة، عن رفع عصاها الغليظة في وجه كل من يجرؤ على التفكير، فما بالك بالعمل على التنفيذ، لحكاية هذا الإعلان، طالما أنها هي الراعية للعملية كلها، ولن تكون هي التي تعترف بفشلها أبداً، في سياق أي تفسير أو تبرير .



          أما دول الاتحاد الأوروبي وبقية دول العالم، إلى جانب الأمم المتحدة، فإنها جميعها، لا تخرج عن طوع الولايات المتحدة في هذا المسألة، ما يوفر على الراغبين بمزيد من التحليل، أدنى جهد في البحث عن موقف مغاير للموقف الأمريكي .



          تبقى “إسرائيل”، وهي المستفيدة الوحيدة من هذه الحال . لا نجاح ولا فشل على السطح . ولكنه في عمقه الاستراتيجي، نجاح لها في استمرار الاستيطان، وفي تواصل مؤشرات التطبيع بمختلف أشكاله، مع عدة دول عربية، وفي تعزيز إمكانات فرض المعادلة “الإسرائيلية” القديمة الجديدة، بالحل الذي هو عدم الحل .



          عودة مرة أخرى إلى ليبرمان حيث قال قبل بضعة أيام، أو بعد بضع ساعات فقط من انتهاء لقاء الرئيس محمود عباس مع رئيس وزراء “إسرائيل” بنيامين نتنياهو في واشنطن، واتفاقهما على لقاءات نصف شهرية لاحقة، إنه لا اتفاق سلام في المدى المنظور، سواء هذا العام، أو حتى في الجيل القادم . وفي الوقت نفسه، لا وقف للمفاوضات . فماذا يكون هذا المتحصل، سوى الحصول الفعلي لمبدأ عدم الحل؟



          ومع أن منظمة التحرير تقول أو “تهدد” إنها سوف “تنسحب” من المفاوضات، إذا لم تمدد “إسرائيل” فترة تجميد الاستيطان التي تنتهي بعد أقل من أسبوعين تقريباً، فإن ظواهر الحال تؤكد أنها لن تتمكن من تنفيذ هذا القول أو هذا التهديد، على أساس معرفتها المسبقة للمثل الشعبي الذي يضج في آذانها أن “دخول الحمام ليس مثل الخروج منه” . وثمة معرفتها التامة أيضاً، أن التجميد ذاته، مجرد كذبة “إسرائيلية”، فكيف يعقل أن تصدقها؟

          تعليق

          • محمد زعل السلوم
            عضو منتسب
            • Oct 2009
            • 746

            #6
            وحبل الكذب السياسي قصير أيضاً آخر تحديث:الجمعة ,03/09/2010




            عبد العزيز المقالح


            الكذب من الصفات الذميمة في البشر، وهو مدان في الأديان، وفي التقاليد والأعراف، ولا يعد عيباً أخلاقياً فقط بل آفة أخلاقية . ومن أصدق التعابير السائدة وأعمقها قولهم إن “حبل الكذب قصير”، إذ لا يلبث أمر الكاذب أن ينكشف سريعاً . وإذا كانت السياسة في كثير من العصور، وفي العصر الحديث على وجه الخصوص، قد تحولت من فن الممكن إلى الكذب الممكن، فإن حبلها في الكذب قصير أيضاً شأن الكذب في كل أشكاله وأحواله، ولن تستطيع سياسة مهما حاولت انتهاجه من أساليب الخداع والتمويه أن تمد الحبل إلى أقصى ما في وسع الأكذوبة أن تمتد إليه قبل أن تنكشف وتسفر عن وجهها القبيح وعن كونها فعلاً شائناً بكل المقاييس الأخلاقية والإنسانية .



            ومن الأكاذيب الصارخة التي تقطعت حبالها أكثر من مرة وعلى مرأى ومسمع من عالم اليوم أكذوبة السلام المزعوم بين الأشقاء الفلسطينيين والعدو الصهيوني، بالإضافة إلى أكاذيب المحادثات والمفاوضات التي يتم الإعلان عنها ثم تبدأ ولا تنتهي، أو بعبارة أخرى تنتهي قبل أن تبدأ . وتتناقل الأنباء في هذه الأيام الحديث عن صيغة جديدة للسلام يتبناها البيت الأبيض وتقضي هذه الصيغة بالتوقيع - بعد مفاوضات تستمر عاماً - على اتفاق مجهول الهدف يتم تنفيذ محتوياته خلال عشرة أعوام . وتضيف تلك الأنباء أن الصيغة المقترحة لهذا الاتفاق المطاط أعدها وبلورها رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو، وأنه “سيتولى أمر المفاوضات بنفسه”، علماً بأنه على رأس أعداء السلام، ومن أكثرهم تمسكاً بالتوسع والاستيطان وإنكار كل حق للفلسطينيين في القدس، وفي الأراضي المغتصبة من الضفة، وإصراره على الاعتراف بيهودية دولة “إسرائيل” كشوط مسبق للمفاوضات .



            وليس المهم أن نعرف أسلوب الصيغة المقترحة، ولا الأهداف التي سوف يتضمنها اتفاق السلام الذي سيحتاج تنفيذه إلى عشرة أعوام، بقدر ما يهم أن نعرف أسباب هذا التطويل والدوافع التي تجعل من زمن المفاوضات عاماً كاملاً، ومن زمن تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه عشرة أعوام، وهل الهدف من ذلك ما وقر في الأذهان من محاولة لتطويل حبل الأكذوبة التي تأخذ اسم السلام، وما يمثله من تسويف ومماطلة ومواصلة الخداع في قضية هي الأوضح والأدعى إلى استعجال الحل؟ وليسمح لي القراء الذين تابعوا في هذه الزاوية نماذج من حماستي وتفاؤلي بمشروع الرئيس باراك أوباما أن أسحب ما تبقى عالقاً في الأذهان من تلك الحماسة وذلك التفاؤل، فقد أثبتت الفترة الماضية والمشاريع الموهوبة أنه أعجز من أن يقدم شيئاً للإسلام والسلام .



            وأعتقد أن الأشقاء الفلسطينيين بكل فصائلهم، ومعهم كل الشرفاء في الوطن العربي والعالم الإسلامي والرأي العام العالمي، قد صاروا في حل يعطيهم الحق في التنصل من أي مشروع أو خطة تقوم على الأكاذيب والخداع ابتداء من اتفاقيات كامب ديفيد إلى مؤتمر مدريد ،1991 ثم إلى اتفاق أسلو 1993 إلى اتفاق القاهرة 1994 (اتفاق غزة أريحا)، إلى أوسلو (2) ،1995 إلى واي ريفر، إلى كامب ديفيد يوليو/تموز 2000 إلى طابا ديسمبر/كانون الأول ،2000 إلى خارطة الطريق، إلى أنابوليس ،2007 وصولاً إلى مفاوضات واشنطن ،2010 وما رافق كل ذلك من أقوال خادعة ومضللة وهادفة إلى كسب الوقت وإلى مزيد من الاستيلاء على أرض فلسطين وإنكار كل حق لبنيها في أن يعيشوا على أرضهم وأن يبدأوا في تكوين دولتهم ووضع حد للشتات والاعتقالات وتدمير المزروعات وإقامة الحواجز التي تتقدم وتضع ما تبقى من فلسطين في حالة من الحصار الجائز والاختناق المميت .

            تعليق

            • محمد زعل السلوم
              عضو منتسب
              • Oct 2009
              • 746

              #7
              عن معسكرات الاعتقال الصهيونية آخر تحديث:الجمعة ,13/08/2010




              عبد العزيز المقالح






              يراودني - منذ وقت ليس بالقصير - شعور يتعاظم مع الأيام، عن تغيير جوهري سيحدث في أوساط السياسيين الأوروبيين تجاه القضية الفلسطينية، لاسيما عند الجيل الجديد من الساسة الشبان هؤلاء الذين بدأوا يتحررون تدريجياً من سطوة الخوف الذي ارتبط بتهمة اللاسامية ذلك السيف الذي أشهرته الصهيونية في وجوه كل الذين يقاومون ابتزازها وإسرافها في البطش بالفلسطينيين، وتحويل مدنهم وقراهم إلى معسكرات اعتقال، ولا جدال في أن تصرفات هذا الكيان العدواني قد ساعدت على بلورة أبعاد هذا التغيير، وكشفت عن المؤامرة التي أدت إلى إقامة هذا الكيان القبيح في أفعاله وتجرده في كل التزام روحي وأخلاقي وبذلك فضح نفسه من داخله بوصفه كياناً عنصرياً حاقداً على البشرية جمعاء وعلى أبناء هذه البقعة من الأرض التي كان أهلها وما يزالون يحلمون بأن يعيشوا في أمان وسلام .



              وربما يكون الدليل الأقرب والأحدث إلى ما نشير إليه هو تلك التصريحات التي أدلى بها السيد ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا الجديد بعد زيارته لمدينة غزة المحاصرة ووصفه لها بأنها “معسكر اعتقال”، وما رافق هذا التصريح الأول من نوعه على لسان رئيس وزراء بريطاني من تعليقات ومن ردود أفعال صهيونية صارخة، وواضح أن “كاميرون” من الجيل الجديد من السياسيين البريطانيين، ورغم كونه من المحافظين الذين كانوا دائماً في صف الصهيونية فإن التحول الذي تشهده بريطانيا والإحساس بالمخاطر التي تحيط بها قد كانا وراء ذلك التصريح المنصف، والذي يشكل بداية لإنهاء التعصب البريطاني الخاطئ والمغلوط لقوة نازية غاشمة لا عمل لها سوى القتل والتدمير وإشاعة الفتن والحروب وتحويل الوطن العربي إلى بؤرة للاضطرابات الدائمة .



              ولست هنا بحاجة إلى تأكيد أن “كاميرون” ليس وحده الذي تغيرت رؤيته إلى ما يحدث في فلسطين وفي غزة خاصة، فقد شمل التغيير الجيل الجديد من الساسة البريطانيين، شأن مجايليهم من السياسيين في فرنسا وألمانيا الذين بدأوا يبصرون ويقرأون ويتابعون، وبدأت مواقفهم تتغير وتنطلق من هذا الإبصار وهذه المتابعة، ومن المستحيل أن تبقى الأمور كما هي عليه، وألا يكون لهذا التغير تأثير حاسم وعاجل في مجريات الأمور في القضية الفلسطينية، وأن ضمائر الأجيال الشابة في أوروبا بدأت تستيقظ وتدرك خطورة التعصب الأعمى للصهيونية ومجافاة العدل الإنساني، فضلاً عن أن إدراك الساسة الجدد في أوروبا أن مصالح بلدانهم هي مع العرب أساساً وليست مع هذا الكيان الذي كان ومايزال يشكل عبئاً اقتصادياً وأمنياً على أوروبا وحكوماتها .



              لقد ترك موقف رئيس وزراء بريطانيا الجديد في أول زيارة له للمنطقة أثراً طيباً، وبعث آمالاً طالما روادت الكثيرين من أبناء الأمة العربية الذين كانوا يراهنون على أن يأتي يوم تتكشف فيه الحقائق ويظهر فيه الكيان الصهيوني على حقيقته العدوانية الاستيطانية، وأدرك العالم أجمع أن غزة ليست معسكر الاعتقال الوحيد، بل فلسطين كلها رهن الاعتقال، يستوي في ذلك شأن الضفة والقدس والمدن والقرى التي يعيش فيها عرب 48 بوصفها معسكرات اعتقال محاطة بالأسوار والأسلاك الشائكة .

              تعليق

              يعمل...