العربية والترجمة والعولمة- حسام الدين مصطفى

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسام الدين مصطفى
    عضو منتسب
    • Feb 2012
    • 50

    العربية والترجمة والعولمة- حسام الدين مصطفى

    العربية ومعول الترجمة في منظومة العولمة

    إن الترجمة وفق ما خبرته من دراسة وبحث وممارسة طوال ما يزيد على العقدين هي أكثر الأسلحة فاعلية بيد قوى العولمة، وكثيرا ما تستحيل الترجمة إلى حق يراد به باطل، فيدس البعض بين رحالها ما يوقعها في مغبة الاتهام، ويسمم أفكارها بمضامين وصيغ تخلق حالة من التشويش والخلط، فالترجمة ساحة واسعة تستعر على أرضها حرب ضروس هي حرب المفاهيم والمصطلحات بما تحويه من صيغ لغوية ومضامين ثقافية. لقد ظلت الترجمة حتى عهد قريب ترزخ تحت نير نظرة ضيقة يغلب عليها التعامل الهامشي مع الترجمة بوصفها نشاطا إبداعيا مكملا أو هامشيا، وذلك ليس مرجعه قلة أهميتها أو انعدام تأثيرها، وإنما سببه الخوف من التطرق لقضاياها التي تتقاطع مع حقول معرفية متعددة وفق ممارسات التواصل الإنساني.
    لا يمكننا فصل عولمة الثقافة عن عولمة اللغة، ولا يمكن أن نتجاهل دور الترجمة كأداة تواصلية لها من الدور ما يتخطى نقل المكونات الثقافية بل إن الترجمة أداة من أدوات تمكين اللغات وبسط سيطرتها. كان العالم الكندي "مارشال ماك لوهان"- من جامعة تورنتو- أول من أشار إلى مصطلح العولمة عندما صاغ في نهاية عقد الستينيات مفهوم القرية الكونية، ثم تبعه "زبيغنيو بريجينسكي" مستشار الرئيس الأمريكي كارتر(1977م- 1980م) الذي أكدّ على ضرورة أنّ تقدّم أمريكا- التي تمتلك 65% من المادة الإعلامية على مستوى العالم- نموذجاً كونياً للحداثة، يحمل القيم الأمريكية في الحرية وحقوق الإنسان. (معن خليل العمر- قضايا اجتماعية معاصرة- 2001م )، ويقول الايطالي لورنس فينوتي: "إن الممارسة والخطاب الأنجليزي والأمريكي المهيمنين على عملية الترجمة وكذا الدراسات الترجمية قد عبدا الطريق أمام إستراتيجيتين سلستين وشفافتين، مما أنتج تبادلا ثقافيا "حيث توطن المختلف ثقافيا ليصير مفهوما'' (لورنس فينوتي- اختفاء المترجم- 1998)، والتوطين domestication أو localization يشير إلى تكييف السياق اللغوي لتلاءم مع المحتوى الثقافي المنقول إليه. كما أنه أورد في كتابه " فضائح الترجمة" إشارات واضحة على كيفية استخدام الترجمة في إعادة تشكيل وصياغة المفاهيم، وتغييب الهوية (لورنس فينوتي- فضائح الترجمة- 1998)
    يلاحظ انحسار استعمال اللغة العربية في كثير من الدول العربية -والإسلامية- وهبوط نسبة إجادتها فيها بشكل عام نسبة لتحول الاختيار اللغوي والاتجاه الثقافي نحو الثقافة الغربية ، وكذا تراجع استعمال اللغة العربية في الاتصالات العالمية، وفي العلوم، فقد انكبت اللغة العربية في زماننا هذا على تلقي المصطلحات، والمفاهيم الحديثة الوافدة، بدلاً من الإسهام في البناء الحضاري، وهذا ما أتاح للمصطلحات الوافدة أن ترقى لدرجة الدخيل، حيث يستعمل كما ورد بإجراء تعديل صوتي، أو صرفي مناسب بحجة الحفاظ على المعنى المنقول وتبيينه، وهذا ما أثخن العربية بمفردات أجنبية، وعكر صفوها، وهدد هويتها.
    إن هناك مستوى خفي لا يلحظه الكثيرون فيما يتعلق بتأثير الترجمة على اللغة العربية، وهو مستوى "أسر العقل العربي في حرب الخداع الثقافية"، وذلك من خلال خلق حالة من الشعور بالتبعية والإذعان الفكري لقوى ذات أغراض سياسية وثقافية لا يمكن أن نصفها بالبراءة، فتشرع تلك القوى تحت جنح الدعوة للعولمة ومن خلال سفن الترجمة إلى تمرير مصطلحات وألفاظ ترسخ لمفاهيم فكرية بعينها، وهي بذلك إنما تتخطى مرحلة التأثير اللفظي على اللغة، وتذهب إلى رأس اللغة ذاتها، ألا وهو الطريقة التي يفكر بها صاحب اللغة، فنجده مضطرا إلا التفكير بلغته تحت ضغط ما حملته الترجمة من مصطلحات ومفاهيم لم تألفها لغته، فتنشأ ازدواجية فكرية لغوية، يصعب على من يفتقر إلى راسخ اليقين والإيمان بلغته أن ينجو منها.
    يذكر التاريخ جملة من الأدلة حول طرائق استغلال الترجمة في تشكيل الوعي اللغوي والثقافي في عالمنا العربي، ومن ذلك ما يرجع إلى موروثات العربية من الثقافات الأخرى كالفارسية والهندية واليونانية، والتي لا تزال آثارها باقية متأصلة في ثقافتنا العربية. كما أن تاريخ الاستعمار الغربي لبلداننا العربية يحمل أدلة تشير إلى الاستعانة بالمترجمين - خاصة الأجانب- ضمن نطاق الحملات الاستعمارية التي ضربت أوطاننا، بل والتعامل مع هؤلاء المترجمين بوصفهم جنود عسكريين لهم دور هام في الحروب النفسية والمعنوية، وكانت مهمة هؤلاء المترجمين التابعين للقوى الاستعمارية انتخاب نصوص بعينها تتم ترجمتها إلى العربية بهدف تمرير قناعات ومفاهيم تخدم أغراضهم، وإقحام مصطلحات وتعبيرات وتراكيب على المحتوى اللغوي العربي، ولا أدل على ذلك مما اقترفه ويليام ولكوكس من سعي خائب لإقصاء العربية الفصيحة ونشر العامية الركيكة خلال بدايات الاحتلال الانجليزي لمصر، وذلك من خلال قيامه بنشر ترجمات لمؤلفات ويليام شيكسبير في مجلة الأزهر عام 1893بلغة عامية مصرية ساعيا إلى إقصاء اللغة الفصيحة (زكريا سعيد نفّوسة- تاريخ الدعوة إلى العامية وآثارها في مصر-1980)
    إننا حين نتفحص واقع استغلال العولمة لنشاط الترجمة لوجدنا أنها تركز على خلق حالة من الاحتكار الأحادي في سوق اللغة، وذلك من خلال السعي إلى بسط نفوذ لغة كونية واحدة، فتهيمن مصطلحاتها، وتعبيراتها وأساليبها، وتراكيبها، وحتى الصيغ الصوتية، فبتنا نسمع " الضاد" وكأنها "دال" و"الراء" وكأنها "غين". إن عولمة المفاهيم - كما يحلو للبعض وصفها- تتم من خلال مساقات الترجمة المختلفة، وتضع المتلقي العربي أمام خيارين: أولهما أن ينسلخ كليا عن هويته العربية ولغة تفكيره، وثانيهما أن يبتدع لغة مسخ يحافظ بها على شكل لغته الأم ويمزجها بتعبيرات واصطلاحات أجنبية، ويتحدث عالم الاجتماع الفرنسي بيربور ديوفي كتابه "أسئلة علم الاجتماع" عن استخدام الترجمة كأداة للعولمة لتحقق ما اسماه نطاق توسيع «السوق اللغوي الكوني» بما يشمله من احتكارات وعلاقات قوى واشكال من السيطرة، لها منطق نوعي، يسعى نحو احتواء التصورات التي تبني الوعي بالآخر، بل وبالعالم ومعرفته بما يستوجبه من محو ببخصوصية وإزالة للحدود(بيير بورديو: اسئلة علم الاجتماع- حول الثقافة والسلطة والعنف - 1995)
    إن توظيف الترجمة لخدمة مساعي العولمة يدفعها إلى انتهاج ما يعرف بالانتحاء Tropism ، وذلك من خلال ترجمة مصطلحات ومفاهيم بألفاظ لا تحقق الدلالة الدقيقة، فتأتي المفاهيم ملتبسة يكتنفها الغموض والإبهام، وتؤدي إلى الخلط والتشتت، ومثال ذلك ترجمة لفظ الجلالة " الله" إلى كلمة "God" عند النقل إلى الإنجليزية أو ترجمة كلمتي " God" الإنجليزية، " Dieu" الفرنسية إلى لفظ الجلالة " الله" أو تترجم أحيانا بكلمة "القدر" وفي هذا عظيم الخطر، إذ أن هناك ثمة فوارق لغوية ودلالية وعقائدية تفصل بين مفهوم ودلالة لفظ الجلالة عند العرب والمسلمين و مفهم كلمتي " God، Dieu" وما تحملانه من دلالات وسمات عقائدية عند الغرب والمسيحيين، فالمتلقي العربي قد يقع في حالة التباس عندما يري ترجمة لنص أجنبي يشير فيه المترجم إلى إحدى الكلمتين بلفظ "الله"، ويجعله يتساءل إذا كان "الله" موجود بذات المعنى والدلالة في كل اللغات، فعلام الخلف في الدين والعقيدة؟!.
    هناك نقطة أخرى تتعلق بسعي قوى العولمة لاستخدام الترجمة كأداة للسيطرة على صناعة المصطلحات والمفاهيم وتصديرها للغات الأخرى مثل مصطلحات صراع الحضارات، وحوار الأديان وغيرها، إن هذه المصطلحات في السياق العربي تختلف تماما عن المعاني والمفاهيم التي تعكسها في إطار اللغة الأجنبية، ومصطلح العولمة ذاته خير شاهد على ذلك.
    يشير الأيرلندي "مايكل كرونين" في كتابه "الترجمة والعولمة" إلى تأثير العلاقة بين الترجمة والعولمة، وكيف استغلت قوى العولمة الترجمة كأداة لتغيير المفاهيم المختلفة، وكيف أحدثت الترجمة تحولات جذرية في تنظيم الأنشطة الإنسانية خاصة اللغوية والثقافية. (مايكل كرونين- الترجمة والعولمة- 2010)، وتقول الألمانية جوليان هاوس أستاذة اللغة بجامعة تورنتو الكندية في كتابها " الترجمة": "إن معرفتنا بالتأثير بعيد المدى الذي تركته حركة الترجمة الهائلة من اللغة الانجليزية على اللغات الأخرى محدود للغاية وربما لا يتعدى الاستعانة البسيطة بالمصطلحات في مجال التكنولوجيا والعلوم والاقتصاد. ويتجلى ذلك في البحوث التي تتناول تأثير اللغة الانجليزية ، من خلال الترجمة، على الصيغ اللغوية والثقافية التي تعبر عن ظواهر مثل توجهات الكتاب أو القراء وطرق ربط العبارات بالجمل واستخدام المجاز والتعبيرات الساخرة التي بدأت تشق طريقها مؤخرا. وهناك مؤشرات تدلل على وجود حركة ترجمة ظاهرة overt translation جديدة بدأت تتبلور حديثا وهي ترجمات تعمد إلى التصدي لعملية التصفية الثقافية وتتسبب في إبراز المعايير النصية الانجليزية. وربما يؤدي مثل هذا الأمر في نهاية المطاف الى اندماج لغوي وثقافي من خلال معايير الاستخدام للغات (الأضعف) التي سوف تتداخل مع معايير اللغة الانجليزية المهيمنة. (جوليان هاوس - الترجمة- 2009).
    [align=center]حسام الدين مصطفى
    مترجم وباحث وكاتب
    رئيس جمعية المترجمين واللغويين المصريين
    www.egytrans.org
    active5005@yahoo.com
    [/align]
  • حسام الدين مصطفى
    عضو منتسب
    • Feb 2012
    • 50

    #2
    اللغة العربية بين الحماية والاختراق:
    لقد استطاع العرب المسلمون الأوائل أن يحققوا أصعب معادلة في تاريخ الحضارات، ذلك أنهم لم يضعوا فاصلاً بين أمة الفاتحين العرب وشعوب البلاد المفتوحة، وعبروا فجوة عميقة فوق جسر اللغة التي لم يتخذوها كصفة مميزة للحكم فقط، بل جعلوا منها منهج الحياة واستطاعوا أن يؤكدوا جدارتها واستحقاقها للتطبيق، والاستخدام في الحكم والإدارة والتعامل الحياتي، بل وتخطت مرحلة الاستقلال وإثبات الذات تلك لتنتقل إلى مرحلة أخرى هي تصدير الحضارة العربية لغير العرب، واستطاع العرب بلغتهم أن يوقفوا المد الأعجمي سواء الفارسي أو الغربي، وقد أدى ذلك إلى ظهور جيل من المستعربين الذين وجدوا ضالتهم في تلك الحضارة المزدهرة، فأقبلوا عليها واقتبسوا منها، ولكي ندرك حجم النجاح الذي حققته الحضارة العربية فيكفي القول أن الحضارات التي اندحرت أمام المد العربي لم تجد أمامها طريقة كي تقاوم المد العربي إلا بتحويل صراع الحضارات في هذه الفترة إلى صراع ديني، لاعبين على وتر العصبية الدينية كسهم أخير بعد أن أعيتهم محاولات اللحاق بإنجازات الحضارة التي اتخذت العربية لساناً لها.
    لذا فإن ما أنجزته حركة التعريب في بداياتها لا يقل أهمية ولا قدراً على ما حققته الفتوحات العسكرية بل ربما كان دور التعريب أعظم في تدعيم الوجود العربي وتأكيد استقلاليته. إن التعريب –خاصة تعريب العلوم والأفكار- هو أداة يمكن من خلالها إحياء ثوابت هذه الأمة وترسيخها من خلال الإصرار على أن تكون اللغة العربية هي اللغة السائدة في مجالات الحياة والتعامل، ومن المحزن أن نجد الكثير من معاهدنا ومؤسساتنا التعليمية تعتمد استخدام لغات أجنبية في نظمها التعليمية، وهي ظاهرة لا نجدها عند أي أمة أو دولة أخرى. إن أي عاقل منصف لا يمكنه أن يتغاضى عن الدور القومي للتعريب وما يرتبط به من محاور داعمة لتأصيل مفهوم الهوية العربية، إن التعريب –خاصة تعريب العلوم والأفكار- هو أداة يمكن من خلالها إحياء ثوابت هذه الأمة وترسيخها من خلال الإصرار على أن تكون اللغة العربية هي اللغة السائدة -ولا أقول اللغة الأولى- في مجالات الحياة والتعامل. إننا إذا نظرنا إلى اللغات السائدة في عالمنا المعاصر لوجدنا أن اللغة الإنجليزية تتصدرها بلا منازع ومرجع ذلك إلى خلفيات تاريخية واستعمارية وتعداد المتحدثين بها ومجالات استخداماتها.
    تأتي اللغة العربية في المرتبة الرابعة بين اللغات العالمية من حيث عدد الناطقين بها (بعد الصينية والإنجليزية والأسبانية) ولا شك أن هذا الترتيب تتضاعف قيمته إذا ما علمنا أن عدد اللغات الموجودة حالياً يتراوح بين ستة آلاف وسبعة آلاف لغة، كذلك فإن عدد الناطقين بالعربية يتجاوز أضعاف عدد الناطقين بأي من اللغات الأخرى كالألمانية والفرنسية والإيطالية والروسية، ورغم ذلك لا نجد للغة العربية نفس الحضور العالمي للغة الفرنسية والتي لا يزيد عدد الناطقين بها عن ثلث عدد الناطقين بالعربية أما عند مقارنتها بلغة كاللغة الإيطالية فإن النسبة تنخفض إلى الربع.
    هذه الحقائق الموجزة تدفعنا إلى الإقرار بأن الزخم العددي للناطقين باللغة ليس هو العامل الأساسي في انتشارها وسيادتها وإنما هناك عوامل أخرى ترتبط ارتباطا وثيقاً بالفاعلية السياسية والاقتصادية على المستوى العالمي. إضافة إلى ذلك فإنه لا يمكننا أن نغض الطرف عن حقيقة " الانتقاء" القائم على أسس جيوسياسية لما يتم ترجمته من أعمال عربية أو تعريبه من أعمال أجنبية، فهناك الكثير من الأنظمة السياسية التي لا تزال تحكم حركة النقل الترجمي من العربية وإليها بخطوط همايونية وزعمها في ذلك الحفاظ على المحتوى القومي للثقافة وهم في ذلك شأنهم شأن من يقف أمام حركة التعريب ويعارضها ينظرون من ثقب باب مفتوح وكأنما لم يلحظوا تلك الثورة العولمية التي أحالت العالم كله إلى قرية صغيرة، وقد قابل تلك السياسات "الانتقائية الاحترازية" سياسات أخرى "استهدافية موجهة" من الآخر، وقد ساعدناهم نحن العرب في أن يوفروا جهودهم التي كان التفاعل الحضاري سيفجرها عند التوغل في المحتوى الفكري الإجمالي لثقافاتهم، فباتوا يصدرون لنا ما يريدوننا أن نتفاعل معه وصارت لهم القيادة والسبق في تحريك التفاعل الثقافي وتوجيه دفته.
    لا شك أن الوضع الراهن لوطننا العربي وما تشهده بلدانه من تغيرات جوهرية في الأطر السياسية التي تحكمها، وما شهدته من ثورات أطاحت بمعوقات عقيمة كانت تتجسد في نظم حاكمة لم تولي حركة البحث العلمي في بلدانها أولوية قصوى، وأغرقت شعوبها في غياهب جهل وتخلف، وأبقتها بعيدة عن قطوف الرخاء والتنمية التي يثمرها البحث العلمي، -كما هو الحال في مصر- قد أوجد حاجة ماسة للانطلاق نحو ثورة معرفية علمية، يمكن من خلالها للشعوب العربية أن تلحق بركاب التقدم، وأن تتخطى ذلك إلى تقديم إسهامات جديدة تثري المحتوى المعرفي الإنساني وتستعيد مكانتها بين الأمم الراقية...
    [align=center]حسام الدين مصطفى
    مترجم وباحث وكاتب
    رئيس جمعية المترجمين واللغويين المصريين
    www.egytrans.org
    active5005@yahoo.com
    [/align]

    تعليق

    • Dr-A-K-Mazhar
      ملاح
      • Nov 2007
      • 1864

      #3
      أخى العزيز د. حسام


      تحية طيبة و جزاك الله كل خير على ما خطه قلمك.


      مقالة فى الصميم و بمستوى عال من الوعى و العمق، و هى تؤكد المقولة القديمة الجديدة ..

      " اللغة وعاء الفكر"



      و دمت

      تعليق

      • حسام الدين مصطفى
        عضو منتسب
        • Feb 2012
        • 50

        #4
        بارك الله فيك أستاذنا الدكتور مظهر
        لك كل التحية والتقدير
        ويسعدني أن يضمنا نقاش وإخواننا في هذا المنبر الأغر حول قضية استغلال الترجمة في غير أهدافها النبيلة القائمة على تحقيق التواصل والتعارف والتآلف بين بني البشر وتحويلها إلى أداة لتصنيع توجهات تمس الهوية عموما وهويتنا العربية على وجه الخصوص
        لك عظيم التحية والاحترام
        [align=center]حسام الدين مصطفى
        مترجم وباحث وكاتب
        رئيس جمعية المترجمين واللغويين المصريين
        www.egytrans.org
        active5005@yahoo.com
        [/align]

        تعليق

        • فيصل كريم
          مشرف
          • Oct 2011
          • 296

          #5
          أستاذنا الفاضل حسام الدين مصطفى، اسمح لي أن أسجل تقديري واعتزازي بما تفضلت به بهذا المقال الموسع. وأرى أنك أصبت كبد الحقيقة بما خلص إليه مقالكم ثري الأفكار حول نقطة الأنظمة الحاكمة العربية وتعمدها وتعاونها بهذه المؤامرة السقيمة والطويلة ضد تطور الفكر العربي وهويته وثقافته بما تشمله قضية التعليم والتنوير وحركة الترجمة. وأظن أن هذه الأنظمة على اتفاقها بهدف مسخ الفكر العربي تنقسم إلى ثلاثة فلول:

          الفل الأول: أنظمة (قد) تريد التطوير ولكن مهمة الحفاظ على كراسيها الوثيرة تمنعها عن هذا الأمر، وبالتالي جعلته آخر همومها. وهي لا تزيد عن نصف أصابع اليد الواحدة.

          الفل الثاني: أنظمة تتشدق بأنها راعية للفكر والحضارة العربية وأنها ساهمت بحركة التعريب. بينما يشير واقعها الفج بأنها تذبح الإنسان وتسلبه أبسط حقوقها، متناسية أنه لا قيمة لهذا الفكر إذا كان لا يحترم حرية الإنسان فكرا وقدرة على التعبير والتغيير نحو الأفضل.

          الفل الثالث: أنظمة تتباهى وتستعرض إمكاناتها المادية بعمل الاحتفاليات الراعية للقاءات والمؤتمرات الفكرية الصاخبة والفخمة بأجمل الفنادق والصالات الضخمة حيث "القعقعة بلا طحين"، متناسية أن أكبر مسؤوليها لا يميّز (الباء) من (التاء) حين يقرأ على ورقة يتيمة على الملأ (ناهيك عن التأتأة والمأمأة والفأفأة عند القراءة)، والناس على دين ملوكها الفاقدون لأشياء فلا يعطونها.

          (اسميتهم فلولا لأنهم منزاحون عنا ومنقلعون إن قصرت الأيام أو طالت، بمشيئة الله.)

          ورغم هذا الوضع شبه المأساوي، إلا إن الصورة ليست بهذه القتامة. فأمر هذه اللغة العربية عجيب وصلابتها أعجب. فهي راسخة الأركان مكتملة البنيان محتلة للأذهان. وثبات جذورها يمنحها الأصالة وجمال تعابيرها يسبغها نعمة الجمال والجزالة. وكما أكّد كثير من أساتذتنا الأفاضل، فإن اللغة العربية، كغيرها من اللغات، لا مشكلة بها من ناحية الخلق والتكوين الاصطلاحي الدلالي ولديها قدرة على المواكبة بل والنسج إن أحسن الناطقون بها خلق الحاجات المقابلة والمتعددة لها. وأرى أن هذا هو السبيل الوحيد لمقاومة التأثير السلبي للعولمة والغزو الثقافي والفكري، وذلك بتطوير مناهج الإبداع المعرفي والعلمي والتقني الملبي للحاجات، وهو ما سيضع بالضرورة مفردات واصطلاحات تتمتع بالخصوصية الثقافية العربية، ليتاح لنا بعد ذلك عكس ما يحدث حاليًا من استيراد إلى تصدير للثقافة. وهذا لن يتأتى بطبيعة الحال دون البدء بمشروع نهضوي اقتصادي وعلمي وتعليمي واجتماعي شامل، ولكن العائق السياسي يقف حائلا دون تحقيق هذا الأمل الكبير. وأملنا بالله أكبر بتيسير حصول هذا الهدف، وما خاب من استعان بالله وعمل عملاً صالحًا.

          وتقبل مني أطيب تحية

          تعليق

          يعمل...