الأستاذ الدكتور موفق الدين يصف صلاح الدين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Dr_Almazeny
    كبار الشخصيات
    • May 2006
    • 151

    #16


    الحمدُ لله على لطفٍ جرى * في كلِّ شيءٍ قد خفى أو ظهرا
    وإنَّا نسأله لطفاً يقي * في كلِّ ما يكره في الذي بقي

    خاصة مع النظر للواقع، فقد بات أكثر القوم لا يستبصر، رغم كثرة المواقف اليومية التي
    تلوح لنا بالعبقرية، لكنا كالمنكفئ الملهوف في الدنيا،-وأحيانا في الدين بتقليد أعمى-لا وقت لديه ليتأمل ما أوقعه، فكل الوقت والجهد ليكمل العدو، ليقع ثانيا! حتى يقع ميتا..وأنا أول المخطئين
    و..
    "أُشهِدُ مَن حضر من ملائك ** أنِّيَ مستغفرُ ربِّي المالك
    مستغفراً من كلِّ ذنبٍ مُهلكِ ** حتى أُرى سلكتُ في المسلّكِ"

    عن القلب تسألين
    والقلب يتعلم بالألم لا بالكلم

    ولا تقل لي لماذا
    فهذا ما وجدته، وحين يلهج بها قلبك ستعرف أن الأمم في غرور وخداع كبير وأن الوهم براق غبي
    وصاحب الحيلة لا يصدق نفسه لكن الجمع يصدقه!
    عد للألم
    "يا ربَّنا إني كطيرٍ نُتِفا ** في قفرةٍ بل صرتُ منه أضعفا
    إن لم تكن تريشني فمن لي ** يُريشني أيا كريمُ يا ولي"

    تذكرت ألما..بل درسا، سطرته..بل حفرته!..بل حفر في وربي
    "ولما ذهب بعضي ثم عاد إلي ساحل البحر ينادي، بعد بعده، وبعدي!.. دون سعي من كدي، وعلمت أن الله بعثه بوده، تعالى شأنه ووسعت رحمته، ليهتف: خذوني في تلك السفينة، سأخوض البحر ولو سبحت وحدي، وما أتيت إلا لربي"
    سطر قلمي حبيبي
    " مرحبا بالطيور المهاجرة، سبحان من يحق الحق بكلماته، ويسير النواميس لمآل الصواب وحصاده، مهما طال الزمن وعرضت عظائم المحن"

    "صبرت في الحب حتى قلت ممتثلاً ** من حاول الكيَّ فليصبر على الأَلم"

    ***
    وإياك صاحبة الروح أن تبذلي حبك لمن يذلك، ويهين دينك والإنسان فيك
    "لما اختبرتُ أُموراً منهمُ صدرت ** نزَّهتُ قلبي بحق عن ودادهم"
    من كان عنده شيء أعظم من طاعة الله
    من انحسر في قلبه معنى لا إله إلا الله
    وهؤلاء خرجوا- وهم عبيد رغم أنفهم- من عبودية للملك الحق إلى عبودية كلاب الهوى والرق...وتعبوا! واشتعلت نيرانهم، وتنتظرهم نيران أخر في سقر، وباتوا يناجون الطين والحفر، بدلا من نور السماوات والأرض، وبين عذاب واقع ونعيم مفتعل، ومتع فوارة تنطفئ كل حين:
    "جودي على صبٍّ يروم رضاك * وتعطّفي كرماً على مضناك
    أمليكة القلب المعنّى بالهوى * أضرمت في الأحشاء نيران الجوى"

    وبعضهم سافر في الدنيا فرقا وهربا من وجع الطريق،
    وما علم أنه ليس ثمة فرار منه إلا إليه، ولا عذاب كالذي لديه
    "أنكالا وجحيما.. وطعاما ذا غصة.. وعذابا أليما"
    إذا؟
    "كُلَّ أَذىً فَاجْعَلْهُ مَا شِئْتَهُ * يَقْطَعُهُ الْمَوْتُ فَأَهْونْ بِهِ
    فَلْيَحْذَرِ الْمَرْءُ دَوَامَ الأَذَى * وَأَصْلُهُ الْغَفْلَةُ عَنْ رَبِّهِ"
    سبحان الله العظيم
    وأهله تعالى في رضا وقناعة وصبر، وكلها مقامات شهد.. لمن شهدها، ولمن شاهدها
    ورغم الألم لا يتمنون الخروج بثمن والدخول في فتن
    "أدم إلهي سروري بشهودْ * ذاتك في القيام كُلاً والقعودْ
    وفي اضطجاعِ والركوعِ والسجودْ * وفي انعدام كل شيء ووجودْ"
    ..
    ولا يمنون بما أنفقوا، بل منه وإليه، وتبقى المنة له والأمل الجميل فيه، لمن عرف حقيقة نفسه
    وأن كل الأضواء والألوان والأرقام والأعمال والأزمان مسطحة، والدلالة واضحة، والمعنى ناصع
    والحقيقة يعاينها.. كلنا.. كل موت، كل يوم، كل درس، لكنه يتغافل ليقضي وقته كأنما ليس هناك ما ينتظره.
    هنا وهناك، في دار الأبد، ولا من ينتظره -كذلك- ليجاوره
    والعكس أجمل.
    وأدخلنا ربِّ في الجنانِ * صلِّ وسلِّمَنْ على العَدنانِ"
    لهذا نتعلم ونتحمل ونتعب في الطلب، وفي الفراق المادي والمعنوي، فكل خطوة تعلو بها تترك محبوبا
    وكلما عرفت الحق أكثر اغتربت أكثر، لكن..اقتربت من الكبير أكثر
    وباسمكَ الواحدٍ واسم الأحدِ * مُسَلَّمِنَ دهرَنا من نَكَدِ
    وصلِّ يا ربِّ على محمّدِ * وسلِّمَن في دهرنا وسرمدِ"
    "طلب العلم فريضة"

    د. إسلام المازني

    تعليق

    • Dr_Almazeny
      كبار الشخصيات
      • May 2006
      • 151

      #17
      "وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم"
      "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ..."
      "وأيوب إذ نادى ربه... "
      "لن يضروكم إلا أذى"

      من أنا حتى أتحدث عن أربعة ءايات دفعة واحدة، بل هي نقطة وسط الأربعة أبحر عن الألم لعلها تسقي محتاجا

      هي قصة قال فيها لصاحبه:
      حين أكتب لك

      حين أكتب لك ذكريات سنوات عصيبة أليمة أشعر بالقصور، فقد كنت أحسبني أفهم مذكرات الناس ويومياتهم، ولما عشت ظروفهم فهمت أني لم أفهم!
      فهمت أني لم أفهم وصف الناس إلا حين مرت بي أحوالهم، كيف أصف السنين ومر السنين، وأحداث السنين وعسرها، لولا أن الله تعالى يحملنى عليها، ويمضيها خلفي، وإن وصفت فهل ينقل الوصف الحال.. هل ينقل الوصف الإحساس! إن كان هناك سقم هل ستشعر به، هل ستشاطرني إياه.. وإن فرحت في وقت فهل ستشعر بهذاالسرور؟ يصعب أن نكتب إحساس السنين إلا لمن مرت به السنين
      اختبارات الحياة طويلة، وأقوى دروسها هو سهولتها بعد مرورها، رغم صعوبتها ساعة هذا المرور،
      وسهولة الاختيار رغم جسامته، أن تيسر بتيسير الله لليسرى، للعناء العابر مع الرضا بالاختيار، وليس بالحال"والرضا مرتبة أعلى"، مع الثبات والصبر على الحال، ولا تبالي.. فاليسرى التامة في دار القرار قيد الانتظار
      ومن قرأ أن الصبر الجميل لا شكوى معه"وظن البوح شكوى"، والرضا لا تعبيس معه!"وظن كل التعبيس سواء" وتستوي عندك المقادير حسا ومعنى!، وظن معناه أنك لا تحزن، ولا تضيق، ولا تكظم أحيانا فتتعب "أو تعمى! وتبيض عينك"، ولا تسح عينك، ولا تغتم أحيانا فتصمت، ولا تبوح..وأن هذا هو حال الأخيار..لا يخرجون عنه لحال.. فقد خالف قصص الحق في القرءان، وسير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وكذلك قصص الصالحين والصحابة عبر الأزمان، فقد كانوا يمرون بكل تلك الأحوال نفسا وبدنا، ويتزودون بمعية الله تعالى، وبالأسباب المشروعة للخروج من تلك الأفكار والمشاعر، التي تضعف فيها النفس أو يقصرالعقل بوسوسة الشيطان
      أو يتعب البدن فيثقل الألم..
      وكانوا يتعبون ويغضبون ويستغفرون، ويسكنون ويضجرون ويتخاصمون ويتألمون..ويتصالحون ويتصافون ويتوبون...

      ومما أثر في كتب السلف
      "وعن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا كان الشكر قبل الشكوى فليس بشاك )) . أخرجه الشيخان .


      واحتج احمد بقوله (( بل أنا وارأساه )) .

      وشكت عائشة فقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : وارأساه ، فقال : " بل أنا ، وارأساه "

      وقال عبد الله بن الزبير لاسماء - وهي وجعة - كيف تجدينك ؟ قالت : وجعة .


      في "الآداب الشرعية والمنح المرعية
      محمد بن مفلح بن محمد المقدسي"

      وقال الشيخ مجد الدين في شرح الهداية ولا بأس أن يخبر بما يجده من ألم ووجع لغرض صحيح ، لا لقصد الشكوى . واحتج أحمد بقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة لما قالت : { وارأساه . قال : بل أنا وارأساه } [ ص: 183 ]

      واحتج ابن المبارك بقول ابن مسعود للنبي صلى الله عليه وسلم { إنك لتوعك وعكا شديدا ، فقال أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم } متفق عليه وقال ابن عقيل في الفنون قوله تعالى : { لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا } .

      يدل على جواز الاستراحة إلى نوع من الشكوى عند إمساس البلوى ونظيره { يا أسفى على يوسف } { مسني الضر } { ما زالت أكلة خيبر تعاودني } انتهى كلام ابن عقيل .

      وقال رجل للإمام أحمد : كيف تجدك يا أبا عبد الله ؟ قال : بخير في عافية ، فقال : حممت البارحة قال إذا قلت لك : أنا في عافية فحسبك لا تخرجني إلى ما أكره ، قال ابن الجوزي : إذا كانت المصيبة مما يمكن كتمانها فكتمانها من أعمال الله الخفية .



      وذكر الشيخ تقي الدين بن تيمية ما ذكر غيره من أن الصبر واجب قال : والصبر لا تنافيه الشكوى وقال في مسألة العبودية : والصبر الجميل صبر بغير شكوى إلى المخلوق .

      وقال ابن الجوزي في قوله تعالى { يا أسفى على يوسف } . [ ص: 184 ]

      فإن قيل : هذا لفظ الشكوى فأين الصبر ؟ فالجواب من وجهين أحدهما : أنه شكا إلى الله لا منه والثاني : أنه أراد به الدعاء فالمعنى يا رب ارحم أسفي على يوسف وقال : قال ابن الأنباري : والحزن ونفور النفوس من المكروه والبلاء لا عيب فيه ، ولا مأثم إذا لم ينطق اللسان بكلام مؤثم ولم يشك من ربه . فلما كان قوله يا أسفى شكوى إلى ربه ، كان غير ملوم.
      "طلب العلم فريضة"

      د. إسلام المازني

      تعليق

      • Dr_Almazeny
        كبار الشخصيات
        • May 2006
        • 151

        #18
        اللهم صل على محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم



        "أصلي عليك ...

        أصلي بقلبي وأعماق حبّي

        وأمشي وأنت الضياءُ لدربي

        وكلي حنينٌ وشوقٌ إليك

        أصلي عليك

        وصلى وسلّم نورُ الإله

        وصلّت عليك جميعُ الحياه

        عليك الصلاة عليك السلامْ"
        "

        ولقد سررت بامتداد هذا المجلس جغرافيا وتاريخيا-بل وفي ذات اللحظة، وإن كان هناك فارق بأجزاء من الثانية، وما يعلم جنود ربك إلا هو - فنحن نتدارس وبيننا مسافات وموانع، وضعها سايكس وعبدوها، وسجدوا لها، وقاتلوا دونها قومهم، وقديما كان الراغبون يجتمعون للتدارس في مكان من أرض الإسلام، ثم إن أذن الله تعالى دونوا ما فتح به عليهم، فوصلنا عبيرهم عبر الزمان، وامتد وانتشر العبق عبر المكان، مثل كتب شيخ الإسلام، وداس التاريخ على كتب الضلال
        والأن سهل الوصال، وعظمت النعمة، وطويت الأرض وتقارب الزمان كما بشر وأخبر خير البشر صلى الله عليه وسلم، وتحقق وعد ربه ووحيه، ويبقى القرءان طريا، ويبقى القرءان غنيا، ويبقى القرءان ثريا.. نديا، ويبقى القرءان عميقا.. وعاليا، وواسعا، علم من علم، وجهل من رسب، وكذب على نفسه من كذب، وخدع الناس من خدع..وانخدع لهم من انخدع.
        وكلما تعلمنا وسرنا، ونظرنا! كما أمر الحق..نظرنا كيف بدأ الخلق، وكلما نظرنا في الأنفس والآفاق، وجدناه حقا قد تبين أكثر يقينه، ورأيناه -نحن وهم- كما وعد الحق، ولم يبق إلا المكابرة والتبجح ..غاية التبجح
        ولقد تأثرت وأنا أسطر حين كنت أشاهد بحثا عن بعض الكائنات التي اكتشفت في الأعماق، وليس لها تصنيف مفصل، فلم يرها أحد قبلا، وتتحرك في غاية الدقة والاعجاز، وهي أمة متكاملة، تفعل كل ما تتطلبه حياتها، على أعلى مستوى من الترتيب، والأغرب هو الجمال! الجمال الباذخ الندي الفاخر الذي لا تبرره نظريات إلحاد وتطور وضرورة وجنوح للأصلح! كانما المنطق أن الحجر يعقل! ويتحرك طبقا لمصلحته ومصلحة الكون والبيئة! التي عبدوها وألهوها وقدسوها! وأسبغوا عليها نعمة القدرة والعقل والإبداع!
        تماما كعباد البقر الذين بهرتهم الصنعة وعموا عن صانعها..عسى ألا يعبد أحد التلفزيون بعد ذلك طبقا لنظرية الفوضى الخلاقة
        والمبهر في هذه الكائنات كذلك
        هو
        النظام!.. وهي تستخدم أعلى تكنولوجيا وأعجب خواص في الفيزياء والكيمياء وتتم داخلها وخارجها معادلات عبقرية لتضي وتأكل وتتحرك، وتتصرف بالصواب! بشكل مرتب بعناية واعية بل مدركة محيطة، وكأنما منظومة في سرب، تتحرك بلطف وإيقاع مترنم وتسبح الله تعالى

        سبحانَ مَنْ كانَ والأكوانُ ليس لها * كونٌ ومن سبقَ الأزمانَ بالقدم
        سبحانَ مَنْ يُعْدِمُ الموجودَ حين يشا * سبحان من أوجدَ الأشياء من عدم
        سبحانَ مَنْ لم يُحْط خلقٌ به وله * إحاطةٌ بجميع الخلقِ كلهم
        سبحانَ مَنْ قد بدا برهانُ وحدته * في كل شيءٍ لنفس العاقلِ الفَهِم

        وما يجحد بآيات الله تعالى إلا كل ختار كفور.. وإن كانت صفته أستاذ أو دكتور وهو ينظر للكون بغباء وجموح
        ولما فتح عليهم تلسكوب خارجي أو منظار في الأعماق هدموا كل ما اغتروا به قبلا! ثم بحثوا عن غرور جديد متجاهلين
        فساد المنهج الذي دوما يوصلهم لنفس السد ونفس الهدم
        إلا من ءامن منهم وجعله الله حجة على غيره رحمة من لدنه وهو مزيد قطع للمعاذير



        المرء يعرف قيمة الشيء حين يحتاجه، وكذلك حين يكون عالما بحقيقة هذا الشيء، وحقيقة نفسه، والكون حوله، وأمامه.... وخلفه! بعد رحيله! أي خلفه بمقاييس الزمان لا المكان..زمانه هو..بالنسبة لإدراكه ووجوده هو ورحيله عن ممر الدنيا.
        المشكلة ألا يشعر المرء بحاجته، وهو أفقر ما يكون إلى من يمده بها، وأحوج إليها أشد من حاجته لما يلهث خلفه، ويظن به النفع
        المشكلة ألا يرى مريض السرطان نفسه مريضا، ويظن كما يحدث عادة أنها وعكة عابرة كما أخبره الطبيب العاثر
        وفي مرحلة متأخرة، حين يسقط وينقل لمشفى، يجرون له الفحوصات المكلفة الدقيقة، فكيتشفون أنها مرحلة متأخرة

        كيف لا يشعر بالخوف من تحذير الله تعالى
        كيف لا يرى قوة الله تعالى
        فأين أنت؟
        ألم تر قدم الله تعالى وأنك صفر ذاهب لا قيمة لك فيما هو قبل وما هو بعد من الزمان
        وفيما هو حولك مما لا تدرك حده، ولا تعلم كنهه، ومما علمت وما قدرت على بعضه
        كيف لا تدرك فضل الله وعفوه
        ألم تر سورة ءال عمران


        "هم المفسدون ولكن لا يشعرون" أذكر هنا الجميع عربا أو روما أو صربا أو صهاينة..
        هل في هذا إشارة من بعيد لمسألة فقد الإحساس؟ وصلته بالضلال التام، سببا ونتيجة..! فيغرق البليد ويتبلد الغاوي..
        كما رأينا في "ويمنعون الماعون""ولا يحض على طعام المسكين"
        لأنهم بلا ذوق، ولا رقة، ولا عاطفة، ولا عطف، ولا شفقة، ولا رحمة، ولا جبلة تحس بالخجل، أو بالعار أو بالخطأ المخزي، وبقيمة الشرف والوفاء والصدق..كما نرى في الفاعلين والمتواطئين والمتعامين والمتغافلين
        أمي كانت تقول
        هل يعطونهم شيئا يوقف الاحساس؟
        التبلد والجفاء والقلوب المتحجرة، بل الحديدية الصماء التي لا تشقق فيخرج منها الماء
        القسوة؟
        قست قلوبكم...
        "طلب العلم فريضة"

        د. إسلام المازني

        تعليق

        • Dr_Almazeny
          كبار الشخصيات
          • May 2006
          • 151

          #19
          دمت حَتّى تشاهد العرب طراً * في ظِلال السَلام وَالحُرية!
          ..............
          .....







          يَرى الجُبَناءُ أَنَّ العَجزَ عَقلٌ ** وَتِلكَ خَديعَةُ الطَبعِ اللَئيمِ
          المتنبي ..
          أعجب ممن ركبوا في الإعلام الموجة، وهم أصلا من القتلة
          فليس الأمر حادث سيارة، بل أمر له جذور وأسباب وبذور..وهم من بذرها ورعاها ونماها ورباها، ولا زال ينفخ في نارها، حتى باتت أمتنا مليار أمة، ولا قيمة ولا ذمة، إلا لفئة مضطهدة منها! قبل أن تكون مضطهدة من غيرها في غربها أو شرقها أو شمالها أو في قلبها كالصهاينة

          إِنَّ الَّذينَ اِستَحَلّوا كُلَّ فاحِشَةٍ.. مِنَ المَحارِمِ بَعدَ النَقضِ لِلذِمَمِ

          قَومٍ أَتَوا مِن سَجِستانٍ عَلى عَجَلٍ.. مُنافِقونَ بِلا حِلٍّ وَلا حَرَمِ

          ما كانَ فيهِم وَقَد هُمَّت أُمورُهُمُ .. مَن يُستَجارُ عَلى الإِسلامِ وَالحُرَمِ

          فلا داعي لسب الغريب وبيتنا من زجاج، ونحن عراة داخله، لا يسترنا شيء، ولا يحمينا من الحجارة جدار
          نحن أولى بالمذمة.. وبالهمة، وتركيا لا تريد تصفيقا ولا لطما من مشجعي المونديال
          الجهل
          الجبن
          البلادة
          النفاق ..عدم الصدق مع النفس- عدم الاستعداد لدفع الثمن من العمر والوقت والمصالح
          مدد الكلمات من "المدينين" من الكبار يشبه شقيقه من "المدونين" من الصغار
          انتصرنا عليهم في الفيس بوك والمنتديات، وشبعت الحكومة المصرية سبا ولعنا، ولا تحس يا سيدي، ولن تتحرك، ولا غيرها.. وليست وحدها، فما فائدة الصراخ في وجه حجر أو صنم أو جلمود أصم
          قلة ينطبق عليهم مفهوم الأمة، وفهم مقتضياته، والوفاء بحقه ودينه
          وبعد تقلص مفهوم الأمة دينيا
          فلننظر للأمة كقومية أو أي رابطة محدودة أخرى مما يزعمون
          لا توجد أمة تتفرج على نفسها
          الأمم تتفرج على غيرها، وحينئذ تعد متخاذلة منافقة، ومدعية ومتواطئة ممالئة..

          أما نحن فنتفرج على جسدنا وهو يقطع
          ربما هذا يشبه فقد الإحساس؟
          حين يصاب مريض الجذام فتتجرج قدمه ولا يشعر، ومثله مريض السكر المتدهور، بل مريض السكر يموت جزء من قلبه، وينزف فؤاده ولا يشعر حتى يحتضر..
          لا.. لا ..لكن هذا حين يبصرها بعينيه
          يتفاعل ..لا للألم، لكن لفظاعة المشهد، ولأن به عقلا
          فيسحب مريض الجذام قدمه من تحت صنبور الماء الساخن حين يراها تهترئ
          لأن لديه عقلا
          ليست مسألة تبلد إحساس فقط
          حين يرى بنفسه كيان أمته يشرح ومستقبله يباع
          فهنا نستشعر خللا في العقل، وفي القلب نفسه
          حتى لو لم يتألم، فهو هنا يخسر بكل المقاييس
          حتى بحساب الأنانية والمصالح والفردية والشح والقذارة الذاتية
          فكيف يبقى في مقعد المتفرج، وينام في فراش المتعجب
          فليبت في الشارع كالتايلانديين عباد الثعابين
          فليبك حتى يتفطر إن كان عاجزا مريضا في فراشه
          أما أن ينتظر الدور في النحر وهو يصيب المحيطين به، ويبال في ماء شربه، وتسمم لقمته، ويسلبه الغريب نعمته ثم حياته وهو أمام الشاشة، أيا كان نوعها وحجمها
          فهذا عجيب
          لن يسمحوا لك بلعق الحذاء بعد ذلك، ولن يكفل لك اللحس والنهس حياة ءامنة بعد ذلك
          بل سيقولون لك
          لا حاجة بنا لتملقك ولا لك أصلا
          حتى لو قلت سأتهود أو أتنصر
          الصراع أكبر وأكبر، وانظر ما فعلوا فيمن سبقك، هم لا يريدون أتباعا بل جثثا أو عراة جياعا، لا الطعام وفير ولا الماء ولا الدين يسمح
          وإن كان لا يدرك أن النار ستصله بعد أن يتفحم جاره
          فهذا معناه مسخ في الإدراك الفكري أقل من الحيوانات
          ومسخ علمي
          المشهد يتكرر، وهو مطرد، وقد يسرع أويبطئ، لكنه لا يتوقف
          وهم من يتمنى التصعيد
          ولا حول ولا قوة إلا بالله
          لا أحكي عن النضال والكفاح ولا عن الحماسة الفورية
          ولا عن أي شي مما يطلب من الموحدين الذين لا يخافون إلا رب العالمين فهؤلاء قليل نادر
          لكني أتعجب حقا من الأخرين الذين يشبهون المدمنين، تعز عليهم المذلة
          قال طوقان قبل أن يموت:
          دمت حَتّى تشاهد العرب طراً * في ظِلال السَلام وَالحُرية!
          "طلب العلم فريضة"

          د. إسلام المازني

          تعليق

          • Dr_Almazeny
            كبار الشخصيات
            • May 2006
            • 151

            #20
            قال الشاعر:
            رُبَّ عِرْضٍ مُنزَّهٍ عن قبيحٍ * دنّستهُ مُعَرِّضاتُ الهجاءِ.
            لو أراد الأديبُ أن يهجُوَ البدرَ* رماهُ بالخُطَّةِ الشَّنعاءِ. ***
            فإذا البدرُ نيلَ بالهجو هل يأمَنُ* ذو الفضلِ ألسُنَ الشعراءِ...

            ونضيف لهم كثيرا من الكتاب والمذيعين

            "طلب العلم فريضة"

            د. إسلام المازني

            تعليق

            • Dr_Almazeny
              كبار الشخصيات
              • May 2006
              • 151

              #21
              رمضان 1431


              هو رمضان ..عميق معناه في أعماقنا
              دوما هو عالي الشأن.. هذا الشهر.. الكبير.. جو يشع كرما، ونورا وخيرا، ونفحات نسيمها في القلب قبل الأنف، وعبق تحسه البصائر، وتغفل عنه الأغلفة التي فعلت فعل أبي لهب فيه، حين تخنس الشياطين ويؤز الأفاكون الأفاكين الأثمين.. وحتى في كل كرب مر لرمضان مذاقه عبره، ولطف ربنا فيه..فالله أكبر ولله الحمد أبدية سرمدية خالدة باقية عالية ندية، ترى الحق كاملا بامتداد الزمان وعلو الحق فيه وعليه..
              بارك الله عليكم، وفتح علينا وعليكم كرام المعاني، وألهمنا وإياكم خير المنطق، وأعاننا معكم على حسن الأداء، والشكر بعد النعماء، والفهم الصافي للفرقان بلا تردد، وأن نشربه في قلوبنا في شهره وليلته، كما أشرب ءاخرون العجل والتلفاز والدنيا ومضلات الهوى باسم الدين أو باسم المروق، وعلى القيام بحق الوفاء لعهود الأتقياء الشرفاء، أصحاب عزم الأمور، وأسكنكم دار السعادة، ونعم المقام بشرف القرب من الرب قبل جلال التنعيم، ووفقنا معا لنور رمضان في خلواته المستحبة، ونفحات الكريم المنان..

              " اللهم فأعن على تدبر كتابك، الذي أنزلت فيه مبينا هاديا مفرقا، وعلى الفهم الصحيح لبينات هداك، والنية الصالحة معه وبعده، ثم العمل بهذا الفرقان ما حيينا وبقينا، وأنهضنا بما يجب له في أحيان ذلك ومواقيته، ووفقنا لما يرضيك من عمل نهاره وليله، وأذهب عنا رجز الشيطان
              اللهم إنك أعلم بمصالحنا منا، وإن أيسر جزء من إحسانك يتجاوز غاية التمني"
              "طلب العلم فريضة"

              د. إسلام المازني

              تعليق

              • Dr_Almazeny
                كبار الشخصيات
                • May 2006
                • 151

                #22
                " مسألة الشريعة والتصور الحضاري الشامل والأحزاب الإسلامية"
                نقول ليس لي داخلها إلا أسطر قليلة، وهي مصرية التاريخ لكن العبرة للجميع:

                " مسألة الشريعة والتصور الحضاري الشامل والأحزاب الإسلامية"


                "- أن الذين يخوفون الناس من تطبيق الشريعة الإسلامية مدعين أن الشريعة الإسلامية هي فقط قطع يد السارق، وجلد الزاني هم مجموعة من المغالطين، فمواد الحدود أقل من عشر مواد من بين 3650 مادة -مستقاة من الشريعة قننتها لجنة تقنين الشريعة- تضمها القوانين المقدمة للمجلس لإقرارها وتطبيقها.


                - أنه إذا افترضنا جدلاً صحة مزاعم الحكومة من أننا نطبق 90% من أحكام الشريعة، وأن الباقي مما يتعارض مع الشريعة هو 10% فقط، فهذا ينبغي أن يكون حافزاً لنا لاستكمال هذا الجزء اليسير حتى نغلق هذا الملف إلى الأبد.


                - أن تغيير القوانين هو شأن مصري داخلي بحت، وأن الشعب إذا ارتضى هذا التغيير – نحو الشريعة أو نحو غيرها- فليس لأية جهة خارجية أن تعترض أو تتذمر.


                - أن إقامة المجتمع الفاضل الذي يدعو إليه الإسلام، لن يتم في يوم وليلة بمجرد تشريع القوانين
                أن إقامة المجتمع الفاضل الذي يدعو إليه الإسلام، لن يتم في يوم وليلة بمجرد تشريع القوانين، وإنما هذه القوانين هي أحد الخطوات الضرورية ينبغي أن يصاحبها خطوات مماثلة للإصلاح في المجال التعليمي، الاجتماعي والإعلامي والاقتصادي والدعوي.


                - أن القوانين المقدمة لا تضر بوضعية الإخوة المسيحيين في المجتمع، ولا تحيف بحقهم، وإنما هي اختيار المجتمع الذي يعيشون فيه. ولهم الحق في التصويت بالرفض أو التأييد، ولهم كل الحق في التنبيه لما قد يكون قد غاب من خصوصيتهم"
                ***
                "
                - مشروع قانون المعاملات المدنية ويقع في 1000 مادة.


                - مشروع قانون الإثبات ويقع في 181 مادة،


                - مشروع قانون التقاضي ويقع في 513 مادة،


                - مشروع قانون العقوبات القسم العام والحدود والتعزيرات ويقع في635 مادة،


                - مشروع قانون التجارة البحرية ويقع في 443 مادة،


                - مشروع قانون التجارة ويقع في 776 مادة."
                كله موجود ومنقح منذ عشرات السنين...


                هذا فضلا عن الرؤية الإسلامية للإنسان، وتنميته روحيا وعقليا، ولمثلث الإعلام والتعليم والثقافة مع المنظور الحضاري الأخلاقي، وفي التنمية وإعمار الأرض ومجالات البحث-كي لا تشتط العلوم فتجري تجاربا على أجنة كأنها فئران أو تهلك أمما لتجربة أسلحة جديدة أو أو - والسياسة الخارجية وكل الحقائب الوزارية، والمهام الرئاسية، بل والفردية والتنفيذية المحلية، فتصرفنا نابع من قيمنا ورسالتنا، وربط الإشراف على السياحة والفن بالقيم والأخلاق منعا للإيدز والانحراف الخلقي والفجور ..


                كان الحوار قديما نحو: من يقيم الإسلام تصورا كاملا حضاريا ومنه الشريعة هو مجتمع يؤمن ويحيا لذلك وليس برلمانا يصوت كأنما هي مقترح وليست دينا، والأن باتت ظاهرة الأحزاب تستلزم لنظر في تجارب من سبق حول الشريعة
                ليست المسألة خلافا فقهيا في مسألة، بل كيف يكون "إسلاميا" ولا صلة له بالمطالبة بالشريعة الإسلامية؟ ولا يتحرك من خلال التصور الإسلامي؟ أليس هذا هو وصف الإسلامي؟ ومن ثم يقبل الناس أو يرفضون ما ينادي به؟
                أو يناقشونه؟



                وسأورد نصوصا وتأريخا من كلام الأستاذ وائل عزيز، نجل الراحل الشيخ الدكتور عبد الغفار عزيز، الذي نادى مع غيره في البرلمان والإعلام، وفي جلسات خاصة مع حسني مبارك بتفعيل قوانين الشريعة، لأنها واجبة، ولأنها الأقوم والأصلح للعباد، وهي خيار الأغلبية وخصوصيتهم وحقهم كأغلبية..
                كما قال عضو البرلمان يوما ما:
                "أن القوانين المقدمة لا تضر بوضعية الإخوة المسيحيين في المجتمع، ولا تحيف بحقهم، وإنما هي اختيار المجتمع الذي يعيشون فيه. ولهم الحق في التصويت بالرفض أو التأييد، ولهم كل الحق في التنبيه لما قد يكون قد غاب من خصوصيتهم"


                إذا أرادوا شريعتهم وتعليمهم الخاص وغيره على نفقة الدولة فلهم ذلك


                هناك قائمة بقانون كامل شامل مستقى من القرءان والسنة، على شكل لوائح لأطر المعاملات والأنظمة كما شرعها الخلاق العليم سبحانه، ومسطورة بشكل مرقم ومفهرس كمراجع قانونية، وهي أولى من القوانين التي ألفها البشر بلا شك عند العقلاء، واختيار الناس لقوانينهم أمر يخصهم، وهذه القوانين موضوعة في أدراج مجلس الشعب منذ أربعين سنة تقريبا، أعدها الأزهر ومجموعة من البرلمانيين والقانونيين، وتفاخر رئيس المجلس في الثمانينات المحجوب أنه تركها معطلة حبيسة الأدراج..


                وكل ما أورده الأن نقول ليس لي داخلها إلا أسطر قليلة وتعديل للتوضيح، وهي مصرية التاريخ لكن العبرة للجميع:

                وظلت مشاريع القوانين محبوسة في أدراج المجلس، وكان الشيخ صلاح أبو إساعيل ومعه المهندس إبراهيم شكري ود. عبد الغفار عزيز وكثيرون جدا مع الجهود المبذولة، وكانت هناك مذكرة إيضاحية للقانون المدني في أكثر من 450 صفحة كاملة.
                وكان الدكتور عبد الغفار عزيز قد أعد مداخلة تشمل النقاط التالية:


                - أن الذين يخوفون الناس من تطبيق الشريعة الإسلامية مدعين أن الشريعة الإسلامية هي فقط قطع يد السارق، وجلد الزاني هم مجموعة من المغالطين، فمواد الحدود أقل من عشر مواد من بين 3650 مادة تضمها القوانين المقدمة.


                - أنه إذا افترضنا جدلاً صحة مزاعم الحكومة من أننا نطبق 90% من أحكام الشريعة، وأن الباقي مما يتعارض مع الشريعة هو 10% فقط، فهذا ينبغي أن يكون حافزاً لنا لاستكمال هذا الجزء اليسير حتى نغلق هذا الملف إلى الأبد.


                - أن تغيير القوانين هو شأن مصري داخلي بحت، وأن الشعب إذا ارتضى هذا التغيير – نحو الشريعة أو نحو غيرها- فليس لأية جهة خارجية أن تعترض أو تتذمر.


                - أن إقامة المجتمع الفاضل الذي يدعو إليه الإسلام، لن يتم في يوم وليلة بمجرد تشريع القوانين
                أن إقامة المجتمع الفاضل الذي يدعو إليه الإسلام، لن يتم في يوم وليلة بمجرد تشريع القوانين، وإنما هذه القوانين هي أحد الخطوات الضرورية ينبغي أن يصاحبها خطوات مماثلة للإصلاح في المجال التعليمي، الاجتماعي والإعلامي والاقتصادي والدعوي.


                - أن القوانين المقدمة لا تضر بوضعية الإخوة المسيحيين في المجتمع، ولا تحيف بحقهم، وإنما هي اختيار المجتمع الذي يعيشون فيه. ولهم الحق في التصويت بالرفض أو التأييد، ولهم كل الحق في التنبيه لما قد يكون قد غاب من خصوصيتهم، عند المشرع. وفي النهاية فنحن في دولة ديموقراطية، والتصويت هو طريق الاختيار.


                - أن هناك من الإخوة المسيحيين من يقر فعلاً بأن الكثير مما جاء بهذه القوانين يحقق مصلحة الوطن. وأنه لا ينبغي أن يعيبها مجرد أن توصف بأنها إسلامية.


                - أن التدرج في التطبيق هو سنة الله في خلقه. ولا أحد يتصور أن تطبق القوانين فوراً، وتؤتي أكلها في أيام. المهم أن نبدي حسن النية، والاستعداد للمناقشة، وليس التسويف والتعطيل.
                النص في التعديلات الدستورية عام 79 على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع. (المادة الثانية فى الدستور).


                وقد نتج عن هذا النص الدستوري عدد من النتائج الإيجابية منها:


                - أن المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية كاملة أصبحت مطلبا دستوريا، وليس فقط مطلبا شعبيا.


                - النص الدستوري ألزم المجلس النيابي، ألا يسن قوانين بها مخالفة للشريعة الإسلامية.


                - النص الدستوري ألزم المحكمة الدستورية العليا بأن تقضي في قضائها الملزم للكافة بعدم دستورية عدة مواد في بضعة قوانين، بسبب مخالفتها للشريعة الإسلامية.


                - تم النص في قانون الأحزاب السياسية على عدم جواز قيام أي حزب يدعو إلى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية، مما دعا جميع الأحزاب القائمة والتى تتقدم بطلبات جديدة إلى تضمين برامجها نصاً يدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، بما فيها حزب التجمع اليساري.


                الثاني: تشكيل لجان مجلس الشعب برئاسة الدكتور صوفي أبو طالب رئيس المجلس لإعداد تقنينات حديثة للنصوص القانونية مستمدة تماما من الشريعة الإسلامية. وقد عملت هذه اللجان بحماس بالتعاون مع الأزهر ومجمع البحوث، وقسم التشريع بوزارة العدل، لعدة سنوات ...ما يزيد عن أربعين شهراً حتى أصدرت عدداً من القوانين المطبوعة، احتفظت بها أمانة المجلس، والنسخ متوافرة لهذه القوانين الشرعية.


                وقد وافق مجلس الشعب – وفق ما جاء في مضبطة الجلسة السبعين في 1/7/1982 - على إحالة مشروعات القوانين الآتية للجنة الاقترحات والشكاوي تمهيداً لمناقشتها ثم إصدارها.


                - مشروع قانون المعاملات المدنية ويقع في 1000 مادة.


                - مشروع قانون الإثبات ويقع في 181 مادة،


                - مشروع قانون التقاضي ويقع في 513 مادة،


                - مشروع قانون العقوبات القسم العام والحدود والتعزيرات ويقع في635 مادة،


                - مشروع قانون التجارة البحرية ويقع في 443 مادة،


                - مشروع قانون التجارة ويقع في 776 مادة.




                اهتم الشيخ صلاح أبو إسماعيل بطرح قضية الشريعة الإسلامية وضرورة إعمالها وإعمال المادة الثانية من دستور 1971 والتي نصت على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع، فقدم الشيخ صلاح أبو إسماعيل ستة مشروعات قوانين بعد أربعة أشهر فقط من بداية الدورة البرلمانية لمجلس 1976م، وهي قوانين الأسرة والحدود والربا والمعوقين والرقابة على المصنفات الفنية وقانون مد خدمة حملة العالمية المؤقتة إلى سن الخامسة والستين.


                واعتمد الشيخ صلاح على بعض القوانين التي سبق وأن قدمها بعض العلماء كالدكتور إسماعيل معتوق الذي قدم قانون الحدود لمجلس الشعب عام 1971م. إضافة لقانون الأحوال الشخصية الذي قدمه أبو إسماعيل في وقت لاحق.


                وقد حاز قانون الربا الذي ناقشه مجلس 1976م في أول دوراته على إعجاب وتأييد أغلبية النواب والذين طالبوا بتحويله للجنة الشئون التشريعية والدستورية ولم تناقشه اللجنة حتى اليوم.


                وعن مشروع مد خدمة حملة العالمية المؤقتة إلى سن 65 أكد الشيخ صلاح أبو إسماعيل في المذكرة الشارحة له أن هذا القانون سيحل الأزمة التي خلفها قانون تطوير الأزهر لسنة 1964م. وفي عام 1977 قدم الشيخ صلاح مشروعين آخرين أحدهما عن قانون الزكاة والثاني عن المحتسب وهو القانون الذي يمّكِن الدعاة والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر من مقاومة الانحلال الأخلاقي ثم قدم عدة مشروعات أخرى عن الشريعة الإسلامية أهمها مشروعات حد الحرابة وحد السرقة وحد شرب الخمر وحد الزنا وحد القذف وحد الردة.


                وقبل أن ينهي الشيخ صلاح أبو إسماعيل دورة مجلس 76 الثانية أعلن أنه سيتقدم باستجواب ضد وزير العدل لعدم إعماله للشريعة الإسلامية.


                لجنة تقنين الشريعة


                وكان للشيخ صلاح أبو إسماعيل دور كبير في هذه اللجان التي أنجزت مهمتها خلال خمس سنوات وأعدّت مشروعات بالقوانين (حوالي 7 مشروعات) في أهم مجالات الحياة (عقوبات - مدني - تجارى -إجراءات - مرافعات)،



                وقد شارك في إعداد هذه القوانين الأستاذ عمر التلمساني والشيخ جاد الحق علي جاد الحق والشيخ عبد الرحمن بيصار شيخا الأزهر السابقين والشيخ صلاح أبو إسماعيل والدكتور أحمد كمال أبو المجد والأستاذ ممتاز نصار والدكتور أحمد فتحي سرور نفسه عندما كان أستاذا للقانون الجنائي بجامعة القاهرة .


                كلام د. عبد الغفار عزيز لحسني مبارك نقلا عن ابن الدكتور في مواقع متعددة:


                وكان مما قاله للرئيس في هذا الخصوص: "أنا أوقن كل اليقين أن تطبيق الشريعة الإسلامية بقرار فوري مفاجئ دون استعداد لتقبل أبعاده ونتائجه يعتبر ضرباً من المستحيلات وخروجاً على المألوف في مثل هذه الحالات الحرجة والحساسة من تاريخ الأمم والشعوب، كما يعد انقلاباً غير محسوب العواقب ضرره أكبر من نفعه وفشله أكبر من نجاحه، وغالباً ما يؤدي إلى نتائج عكسية... لكن هل يعني هذا أن نتوقف عن البدء في التنفيذ بحجة صعوبة هذا التنفيذ وهل نحجم تماماً عن العمل خشية وجود بعض العقبات أو المعوقات؟"


                ثم قال في محاولة لاستجلاء الموقف: "هل نحن مؤمنون فعلاً بهذه القضية المصيرية؟ أم هي محاولات لامتصاص حماس الجماهير؟ سيادة الرئيس: إن التأني لا يعني التوقف، وعدم التسرع لا يعني الانتظار الطويل، والإعداد لا يعني السكوت التام. إن الدكتور صوفي أبو طالب قد أعلن وهو رئيس لمجلس الشعب أنه قد تم الانتهاء من تقنين قوانين الشريعة، وأنها الآن صالحة للتطبيق كان ذلك علم 1981



                وكان ممثلو التيار الإسلامي قد اختاروا المتحدثين في الموضوع، واتفقوا على أن يكون ترتيب حديثهم على النحو التالي:


                - الشيخ عطية صقر باعتبار أنه عضو بالحزب الوطني، وأكبرهم سناً، ولموضوعيته وهدوئه، وقدرته على تفويت الفرصة على المتربصين.


                - الشيخ صلاح أبو إسماعيل، أقدم ممثلي هذا التيار في المجلس، وأعلمهم بتاريخ المجلس مع القوانين السابقة.


                - الأستاذ إبراهيم شكري رئيس حزب العمل، وهو من كبار المؤيدين لفكرة تطبيق الشريعة الإسلامية.


                - الدكتور عبد الغفار عزيز أستاذ الدعوة الإسلامية، فإذا كان تقرير اللجنة عن الدعوة فلابد أن يتحدث المسئول عن تخريج الدعاة، ومنها يمكن أن يعيد الحديث إلى قضية تطبيق الشريعة، وعلاقتها بالدعوة.


                - الأستاذ حسن الجمل – صاحب عدد من المشاريع التي قدمها في الدورات السابقة عن نفس الموضوع.


                - الأستاذ عبد المنعم حسين عضو المجلس عن حزب الوفد وأحد ممثلي الإخوان.


                - الأستاذ محفوظ حلمي عضو المجلس عن حزب الوفد وأحد ممثلي الإخوان.


                - الشيخ رمضان عرفة عضو المجلس عن الحزب الوطني، لكسب مزيد من التأييد من أعضاء الحزب الوطني.


                واتفق الجميع على مضمون مداخلة كل منهم، بحيث لا يكون هناك تكرار، وتتكامل في النهاية لتعطي تصوراً متكاملاً عن القضية وأبعادها، والمطلوب تجاهها. وعقدت معظم لقاءات التحضير لهذا اليوم التاريخي على سطوح منزلنا بدار السلام بالقاهرة، لأن غرفة الصالون كانت لا تتسع للحاضرين، كما عقد بعضها في مكتب الشيخ صلاح أبو إسماعيل بالدقي.


                وعلى الجانب الآخر كان رفعت المحجوب وعصابته يخططون لإدارة الجلسة بشكل مختلف. وقد بدأ الشيخ عطية صقر حديثه، وكان موفقاً هادئاً جريئاً وواضحاً ومنظماً، فكسب العديد من النقاط لصالح الفكرة. و خلاصة ما قاله الشيخ عطية صقر – كما جاء بالمضبطة ويمكن أن يعود لنص ما قاله من يريد- أن مقدمي الطلب فعلوا ذلك لجملة أسباب هي:


                إبراء ذمتنا أمام الله تعالى
                وأن هذا الموضوع من الموضوعات التي تشغل الرأي العام كله
                وأن غياب القوانين الإسلامية يؤدي إلى وجود كثير من الانحرافات في المجتمع.
                وأن المجلس السابق مشكورًا قد أتم تقنين قوانين الشريعة الإسلامية في الجنائي والمدني والاجتماعي والاقتصادي والتجاري والبحري، ولا يوجد ما يبرر تأجيل طرحها للمناقشة. خاصة وقد نادت جميع الأحزاب خلال المعركة الانتخابية الأخيرة بتطبيق الشريعة الإسلامية وجعلت هذه الأحزاب تطبيق الشريعة مبدأً من مبادئها. وأنه مطلب دائم منذ مائة عام، و أن تطبيق الشريعة الإسلامية احترام للدستور الذي نص في بابه الثاني أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع..."
                وأرى أن الذمة لا تبرأ بذلك فقط، لكني أسوق للتاريخ ما جرى
                ولأننا في حوار حي حول الأحزاب والمستقبل والمواطنة ...


                "طلب العلم فريضة"

                د. إسلام المازني

                تعليق

                • Dr-Safaa-Refaat
                  كبار الشخصيات
                  • Jun 2007
                  • 37

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة Dr_Almazeny مشاهدة المشاركة
                  " مسألة الشريعة والتصور الحضاري الشامل والأحزاب الإسلامية"
                  إبراء ذمتنا أمام الله تعالى
                  وأن هذا الموضوع من الموضوعات التي تشغل الرأي العام كله
                  وأن غياب القوانين الإسلامية يؤدي إلى وجود كثير من الانحرافات في المجتمع.
                  وأن المجلس السابق مشكورًا قد أتم تقنين قوانين الشريعة الإسلامية في الجنائي والمدني والاجتماعي والاقتصادي والتجاري والبحري، ولا يوجد ما يبرر تأجيل طرحها للمناقشة. خاصة وقد نادت جميع الأحزاب خلال المعركة الانتخابية الأخيرة بتطبيق الشريعة الإسلامية وجعلت هذه الأحزاب تطبيق الشريعة مبدأً من مبادئها. وأنه مطلب دائم منذ مائة عام، و أن تطبيق الشريعة الإسلامية احترام للدستور الذي نص في بابه الثاني أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع..."




                  لا يمكن النظر للأمور من اللحظة الراهنة, فهناك حقيقة تاريخية تقول أن مصر ظلت تحكم بأحاكم الشريعة لما يقرب من أربعة عشر قرنا حتى العقود الاولى من القرن العشرين وحتى تحت الإستعمار كان هناك محاكم شرعية مستقلة ولم يتم إلغائها بشكل فعلي إلا بعد ثورة يوليو في 1955, فلماذا لا نضع الأمور في مكانها الحقيقي, فما الكارثة الإنسانية التي ستحدث حين يحكم البلاد شرع خالقها ؟ ما الخطأ التاريخي في ذلك؟

                  قراءة هذه السطور منحتني أملا ويقينا بأن الأمر الذي يصوره الناشطون كأنه ضرب من خيال الجنون ممكن ومتاح ويسير بقدر الله

                  في الفلبين مثلا هناك محاكم شرعية sharia law للمسلمين, وحين كنا نتحاور اليوم قالت لي عايشة ممرضتي الفلبينية المسلمة إن الأمر يتطلب دراسة في الجامعة لمدة 8 سنوات لتكون محامي شرعي في المحاكم الشرعية للمسلمين وللمفارقة المخجلة والمؤلمة أنها سألتني أليس لديكم في مصر محاكم شرعية؟ قلت لها لا؟ تعجبت كثيرا وقالت كيف ذلك من المفترض أنها للمسلمين!
                  د. صفاء رفعت

                  تعليق

                  • Dr_Almazeny
                    كبار الشخصيات
                    • May 2006
                    • 151

                    #24
                    "الحَقُّ فيهِ زَيتُهُ، وَفَتيلُهُ .. صِدقُ الحَديثِ وَنورُهُ الإِصلاحُ"

                    *لقد بدأنا نعود من التيه،وسرنا خطوات على الطريق، أفقنا ويممنا وجهنا نحو التطهر والتغيير...
                    قضت المحن على الفرقة المفتعلة، وعلى كثير من الفتن الإعلامية، وقربت
                    الشعوب من بعضها، اللهم أتمم لنا نورنا وبصرنا السبيل وبلغنا رضاك
                    علمنا ما ينفعنا لكي لا نخرج من ظلمات إلى سراب ءاخر، ندور فيه أعواما وأعمارا..
                    أو إلى زيف حضاري أجوف فقاعي بارد، نتحول فيه إلى ءالات منتجة، أو وحوش
                    بلا روح، وأشباح بلا حس، أو حيوانات تعب وتلعب، وترتع ولا تستشرف
                    ولا تتأمل، ولا تعرفك سبحانك..
                    ولا تراك في كل شيء، ولا تصل إليك، ولا تستبصر غاية ولا نهاية
                    ولا هداية! فتحيا بلا إله يحب ويتبع هداه، وهي لا قوام لها طرفة عين دونه تبارك وتعالى..
                    ومن استغنى عنك طغى وأوبق نفسه
                    *الحكمة والتعقل وحسن الفهم من أنفس الأمور فقد يؤذي المرء
                    نفسه وقومه بأشد مما يفعله به أعداؤه بقصور فهمه.
                    *الحكمة لا تعني ألا تدفع ثمن مواقفك، وثمن أفعالك، وثمن الشرف!
                    الحكمة لا تعني ألا تفعل شيئا له ثمن يدفع!
                    وألا تقف دوما في الجانب الرمادي! بلا موقف..
                    وأن تتكلم حينما يكون التحدث مغنما! ومسموحا ومطلوبا! بعد الثورة.. ولا تقول ءاسف!
                    أسفت لصمتي بينكم..
                    الحكمة لا تعني أن تكون واقعيا-بمعنى: نفعيا ماديا أنانيا- وتلغي
                    الكرامة والشرف من حساباتك، ومن رؤيتك للكون أصلا، وتعتبر
                    الحق والمبادئ والمثل عواطف جياشة... من نسي الله تعالى
                    سينسى الأخلاق والقيم والشيم، وسيبيع ضميره وجسده وجسد أمته، وسيبرر لنفسه كل
                    دناءة، ويمنطق كل تنازل لأنه يعبد الحياة والمصلحة والراحة الشخصية
                    "طلب العلم فريضة"

                    د. إسلام المازني

                    تعليق

                    • Dr_Almazeny
                      كبار الشخصيات
                      • May 2006
                      • 151

                      #25
                      (الحَمدُ لِلّه الَّذي لَهُ ما في السَمَواتِ وَما في الأَرض وَلَهُ الحَمدُ في الآَخِرَةِ وَهُوَ الحَكيمُ الخَبير)

                      الحمد لله الذي لا موهبة إلا منه، ولا يسر إلا فيما يسره، ولا مصلحة إلا فيما قدره؛
                      له الحكم وإليه المصير،
                      وصلى الله على سيدنا محمد رسوله المبعوث، إلى الوارث والموروث..

                      يا ضيف مصر أقم مقا .. م الأهل وانزل في وطن
                      إنا اشتركنا في الأما .. ني والتقينا في المحن
                      فمن الشآم إلى العرا .. قِ إلى الحجاز إلى اليمن

                      الطبيب الشاعر إبراهيم بن أحمد ناجي، بثها من القرن الفائت مباشرة إلى عهد الثورات العربية، ولا يستثقل ولا يستغلي ثمن الحرية وتبعاتها إلا ذليل بليد..

                      **
                      من السياسة العملية إلى الدين ...

                      لم ألتقط أنفاسي منذ بدأت الثورة، وكلما تأنيت لأستطيع صف كلماتي وعرض خواطري امتدت الأحداث وتمادت...
                      فلا سبيل إلا أن أضع تلاحق أنفاسي كما هو .. وطول حواراتي بطوله!
                      ونحن جميعا في مقام المتعلم المتأمل المتدبر...
                      سأضع أيامي وليالي بين يديك لنستبصر جميعا، وتردني وأردك كلما رأى أحدنا صاحبه بحاجة إلى ذلك..


                      **
                      تطهير الوزارات

                      تطهير الوزارات سيجعلها عصية على الثورة المضادة، وهو أمر غير مكلف، وكذلك عمل جدول زمني قياسي واضح للمطالب بتشكيل لجان من الشرفاء الذين قالوا لا طويلا! أيام كانت "لا" مكلفة، وليس اختيار نفس أعضاء لعبة الكراسي الموسيقية، وهذه ليست مطالب فئوية، ولا مطبات تعرقل الانتاج بل خطوات صحيحة وصريحة، ضرورية لوقف نزيف الموارد والطاقات والأوقات، ولبدء البناء وتكوين رؤى بأعين غير خائنة..

                      **
                      السجناء السياسيين والجنائيين
                      ليتنا نقدم طلبا -بعد طلبنا العفو عن سجناء الرأي السياسيين- ببيان لعفو- بشكل أو ءاخر,أو حتى عفو بثلث المدة عن السجناء الجنائيين,
                      لأن ظروف التقاضي كارثية..
                      ولأن ظروف السجون ليست قانونية ولا بشرية، ولا حتى حيوانية من الناحية الصحية,
                      وهذا يجعل عاما يساوي عشرين في أي سجن في العالم
                      فالوضع مقزز من ناحية التكدس غير القانوني الذي يؤدي لنومهم ملتصقين ببعض، والنظافة بالمكان، والحمامات والتغذية المهينة,
                      والرعاية الصحية الفظيعة، حيث يكشف طبيب على المريض المحظوظ في 20 ثانية، يسمع أول جملة من كلامه، ويكتب العلاج - دون لمس- له..
                      وهذا أتحدى أي لجنة محايدة أن تنفيه بعد زيارة وتصوير ورصد للأماكن، وحصر قياسي للمتواجدين.
                      ومنهم ذوي حالات تستدعي كذلك العفو الصحي، لكنه للمحظوظين فقط، ولا حقوق إنسان عموما لأي سجين جنائي سوى المتنفذين بالوساطة أو برشوة السجان.
                      **
                      نتمنى أن يفيق الجميع
                      نتمنى أن يفيق الجميع لأن الزعامة تصنع ثانيا,
                      والمجد ليس لقطة ثابتة,
                      من لا يشارك في حوار علني وشفاف- حوار شعبي لا جملي- يجب فضحه إعلاميا.
                      لولم يتعقل بعضهم الأن سيكونون أقصرنظرا من مبارك وبن علي، فرصة أخيرة قبل التفتت، سندخل دوامةرهيبة،
                      الشعوب لن ترجع إلى الخلف، ستخسرون المخارج المتاحة.
                      **
                      لماذا يوضع هو في مستشفى فخم بشرم؟ دلالة ذلك على حال الثورة؟

                      لماذا يوضع هو في مستشفى فخم بشرم، وغيره في المزرعة "التي هي سجن نموذجي استثنائي يفوق كل سجون -بل وعددا من بيوت- مصر"
                      وءالاف المساجين في مستشفيات السجون يوضعون في حظائر للماشية؟
                      لقد كنت في مستشفى سجن النطرون 2007 وبجواري المحترقين من حريق السجن الشهير وقتها,
                      والأسرة التي ينام عليها المرضى قذرة، والأطباء مختفين ولا تمريض، ولا نظافة والحمامات بحيرات قذارة، والقطط تبول على الأرض بجوار أسرة المرضى، وفضلات المرضى من القساطر والدماء وكل القمامة على الوسائد، والطعام يسبب دخول المستشفى أصلا..
                      والمخدرات تحت سمع وبصر ورعاية وغض طرف المتابعين، وهول لا يمكن وصفه بأنه مستشفى حيث يكشف الطبيب على المريض في لمح البصر ولا أجهزة تذكر؟
                      فهل هؤلاء ليسوا مصريين مثل مبارك؟ هل جريمتهم أكبر من قتل الشباب وتسميم الشعب وتجويع الناس وتجهيل المجتمع وإفقاره وتلويثه وفتح ثغراته للمناوئين وهدم إعلامه وتعليمه وثقافته؟
                      هل جريمتهم أكبر ممن ترك المخدرات والفساد ينهش البشر ويسكنون المقابر؟ ليتفرغ للأمن السياسي لتركيب ابنه؟
                      إما أن يوضع معهم أو يوضعوا معه! إما أن يدخل مشفى من التي أنشأها وكان مسؤولا عمن ماتوا فيها وتيتم أطفالهم,
                      لتنال المستشفى نفس الحظوة الفندقية وإما أن نذهب بهؤلاء للعقوبة التشجيعية في شرم.
                      **
                      هل اقتصادنا متدهور بسبب الوقفات وتتمة الثورة؟
                      لابد للمتحدث من جنرالات الخبرة أن يعرف معنى اقتصاد، فهل نتفق على تعريف؟
                      هل هو مخزون السولار والعملة الورقية؟
                      ومعنى تدهور؟ ومعاييره؟
                      ومحيطه الزمني؟
                      هل هو عارض أم عميق يتوقع استمراره لأعوام؟
                      ومتى بدأ؟ هل كان متدهورا قبل الثورة؟ ولماذا؟
                      ومعنى ثورة؟ وهل الثورة بهذا المعنى نافعة أم مؤذية للاقتصاد؟
                      ثم ما وضعنا الأن؟ وهل ما ينادى به من رعب وترهيب ووجوب
                      وقوفنا جميعا عن كل شيء إلا الانتاج!
                      شيء حقيقي وواقعي وعملي أم لا؟
                      هل كلنا أصلا ننتج؟
                      وهل وقوفنا للمطالبة مثلا بقرار مؤجل لتغيير كادر الأطباء المسحوقين يعطل الانتاج؟
                      ولماذا لا تصدر القرار المؤجل منذ سنين وتقضي أنت على سبب الفتنة؟ القرار نظري ولن ينفق قرش الأن ولا أحد يطالب بسيولة الأن.؟
                      ولماذا تبقي وزيرا من الفئة المحسوبة على النظام السارق السابق؟
                      هل هذا يدعم الانتاج؟ أليس لدينا مئات الأساتذة وغير الأساتذة من العباقرة المشهورين عالميا لإدارة كل وزارة؟ ومحافظة ومدينة؟
                      هل اللصوص فقط على قوائم الاختيار؟

                      وهل المطالب بالتوقف لدفع الانتاج طلبه صحيح أم مغرض؟
                      ومن هؤلاء الذين يقولون ذلك هل هم من الشرفاء طول مسيرتهم؟
                      وهل الوقفات لو أجيب عنها بتوكيل الشرفاء-وليس أعضاء الوطني السابقين- وتفويضهم لجدولة المطالب ستنهار البلاد؟
                      وهل لو تمت العدالة الحاسمة السريعة الواضحة ستنقلب البلاد وتأكل التراب؟ ولماذا التلكؤ في ترك بقايا الوطني لأشهر؟
                      هل المقصود اقتصاد الدولة أم اقتصاد الفرد؟ الأفراد ليس لديهم ما يخسرونه,
                      لأنهم ليسوا شركاء كما يفترض، ولا يشعرون بانتعاش حين ترتفع أسعار البترول وتنتعش السياحة والصناعة، ولكن يتم تحصيل الخسائر للكبار منهم بأشكال مختلفة كلما حدثت نكبة لأن النظام السابق تركهم مجدبين ممحلين معدمين,
                      والقراءات العالمية المضللة مثل صندوق النقد والهيئات الرسمية التي كانت تقول تونس ازدهرت وتبين انه ازدهار على الورق، لأنه كان يذهب لجيوب نظام زين العابدين وليلى، اللذين ازدهر جيبهما,
                      وهو نفس وضعنا لو حدث ازدهار في ظل الفساد السياسي والمالي ورجال
                      الأعمال الذين هم ابناء الشيطان..
                      الذين يقودون الثورة المضادة الأن في الإعلام فسيكونون هم المستفيد
                      وستظل الرشوة وسرقة الأقوات والمقدرات، ولا تحرر اقتصادي بدون ثورة كاملة وتنظيف تام، وساعتها تخرج الأموال المخزنة والطاقات المكبوتة، وتعود العقول المهاجرة والثروات المرحلة، وتجتذب الاستثمارات كذلك.
                      ولكي تقرأ قراءة صحيحة يجب أن تكون الأرقام صحيحة من مصادر شريفة
                      منذ القدم، وليس الشرف الوقتي الذي لبسه الجميع بعد الثورة
                      ويجب أن تقارن الأرقام بما كانت عليه قبل الثورة، وتقرأ قراءة صحيحة في إطارها الزمني، الذي هو فترة خروج من شرنقة ظلمات الفساد، وهي فترة لها ثمن والخروج منها بعد تطهير البقية الباقية له ثمن، وله خطوات..
                      وأي جدل في ذلك يصور أن الثورة كانت للجياع فقط، وطلبا للخبز فقط,
                      وأن المنطق أن نجلس ونسمع الكلام ونصمت، ونتوقف عن الاضرابات,
                      فهو يهدم منطق الكرامة، الذي هو أغلى من الحياة ومن الجوع والتشرد لدى من يفقهونه.
                      وحين نرى الحكومة ليست عليها علامات استفهام فسنجلس جميعا، ولن ترى ما يسمى تعطيلا للانتاج وهو ليس كذلك، لكن ساعتها لو جرى سنستنكره جميعا، لأننا نرى حكومة مطمئنة, وتصرفات لا تثير الريبة,
                      ولن نرى قرارات مؤجلة وهي مصيرية! ولا تكلف شيئا سوى التوقيع عليها

                      من يريد أن يصمد ويفيق وينال الشرف سيفعل..
                      فقد صمدت مدن محاصرة عبر التاريخ الحديث والقديم، ودفعت الثمن,
                      وأكل أهلها القطط ونشارة الخشب، وأفاقت وباتت رمزا,
                      وتقدمت بعد أن قوضت زمنا من الدهر,
                      ونحن لسنا كذلك,
                      ولو كنا فسندفع ثمن النظام الجديد، ولا يصح مبدأ اللقمة المغموسة بالذل والسرقة والأمر الواقع، وهناك مواقع كثيرة فتحت قضية الوضع الاقتصادي الحالي وما يمكن فعله فورا ولم يفعل، وما هو كذب ولا يحدث ويتم تهويل حجمه،

                      هناك ملف "الثورة ومواجهة معضلات الاقتصاد المصري"
                      كل ما ارتبط بنظام مبارك المخلوع من خراب وتخريب وترك البلد في حال مزر,
                      وكيف يمكننا اصلاحه,
                      ومنه علي سبيل المثال نظام الاجور الفاسد,
                      وسوء وضعف تمويل الخدمات الصحية والتعليمية العامة,
                      وضعف النمو وتخلف هيكل الناتج... وغيرها من المشكلات,
                      والتي كانت من الاسباب الرئيسية لثورة الشعب المصري,
                      ومن العار أن يحاولوا تهويل الوضع الأمني والوضع الاقتصادي لصالح السكوت عن بقايا فساد سياسي وتطهير مالي للرموز, فمثلا: الوضع الأمني كلما نشر شيء نكتشف بالتقصي أنه وهم أو مبالغة,
                      والاحتياطي الاقتصادي هو نفس الاحتياطي قبل, الثورة ولكنه يقولونه كأنه معلومة جديدة, وحقيقة صادمة..
                      مطلوب من الواقف على الحياد في موقع المسئولية أن يعقد مؤتمرا عاما علنيا وشفافا وشاملا لكل الأطياف
                      لأن الإعلام بات فوضى ويبرمج عكس التيار، وهنا رسائل متضاربة من مصادر
                      محسوبة على النظام الجديد في مصر بكل أسف
                      التخويف بالبلطجة وبانهيار الاقتصاد
                      لو لم نترك رجال الأعمال السارقين -كي لا يخاف المستثمر ويهتز السوق
                      المبني على النهب والتهليب -وبوجوب الصمت والخضوع والانتاج! مع إطباق
                      الشفاه وحبس اللسان وإلا جاعت مصر وتعرت..
                      ..
                      سقط النظام ولم يسقط الإعلام، وهذا أنكى من بطش الداخلية
                      لابد من ميثاق شرف وردع، وتقييم فوري ويومي للحملات التي لا يصح تسميتها حرية صحافة وإعلام، أرقام اقتصادية خاطئة أو معروضة بطريقة مغرضة، لتوحي إيحاءات خاطئة بأننا على شفا انهيار وبأن سببه ما لا يحبون فاسمعوا الكلام وأطيعوا التوجيهات ويصورون هذا كأننا يجب أن نعد أنفسنا للموت جوعا وبردا وحرا واختناقا، ولأكل لحم بعضنا خلال أشهر، لأن مصر لا شمس فيها ولاأرض ولا ماء ولابحر، ولن تتحرك نانومتر في عودة أي منتج..

                      **
                      "توك شو"
                      بعض الناس فقير في صفة الاتزان والوقار، وما يسمى المروءة بكل أسف

                      إنّي لأعجبُ من قوم يشُفّهم..حب الزخارفِ لا يدرون ما العرضُ*
                      ألا عقول ألا أحلامَ تزجرهم..بلى عقول وأحلام بها مرض*

                      بعض الناس فقير في صفة الاتزان والوقار، وما يسمى المروءة بكل أسف..
                      يعني شكلا ومضمونا،، لكني فوجئت بمن يستمع لطنينه وهذا ما دفعني للكتابة..
                      ما نحتاجه لنا ولمن نسمعه ويوجه ربات بيوتنا هو:
                      الضمير..الحساسية في المشاعر والمكون المعنوي الذي يولد الحياء
                      والخجل الداخلي !
                      ويجعل المرء ينزعج ويتألم داخليا لوأخطأ، وأين هذا!

                      من أجل هذا كان كلامي لدهشتي وذهولي من جلوس بقية من المصريين والخليجيين لمشاهدة السيرك الإعلامي، وهو يدق الأسافين وهو يعوج فمه..

                      وكقاعدة عامة قالها الشاعر في مدرسة الأيام وفوائد المحن:
                      ولكم تقلبت الليالي بالورى ** فتبين الشرفاء والغوغاء

                      **
                      أدب الحوار المفتقد بين بعض "النخبة"
                      من يحترم غيره-أيا كان اختلافه- يجعل نفسه عنوان احترام! (فرغت يا أبا الوليد)
                      ومن تعالى وتجاهل فقد هوى بنفسه للسفه، ومن كون رؤية دون تبين من- وعن- صاحبها فقد كون طمسا ملفقا، ومن الخطأ كذلك الخلط بين تحيز النفس لجماعة وبين الامتزاج والتحمس للحقيقة، أو بين رؤية فئة لصالح المجموع من منظورها أو لمصلحتها، إنصافا أو انتهازا!
                      وبين الصواب الذي يقيم المواقف ويزن أصحابها..
                      **
                      لجنة طمس الحقائق!
                      أحيانا تتحول لجنة تقصي الحقائق إلى: لجنة طمس الحقائق!
                      لو أن هناك إعلاميين مستقلين يعرضون جوانب الصورة وأعماق المشهد، ويستمعون لجميع المتحدثين..
                      بدلا من العيش في زمن الإعلام القديم الأوحد، الذي يبرمج الناس ويلوث أدمغتهم، ويكرر إنكار البدهيات ويلح في تسويد الصورة، والتشكيك في مصداقية كل ناطق ومنطق..


                      **
                      عند عودتنا إلى ديارنا وفي المطار..
                      في المطار تبين أنه حتى بعد الثورة لم تنته هذه المرحلة
                      وربما يلزمها وقفة مليونية لغسل الأدران والافتراء، الذي بني كله على تلفيق وانتحال وتعذيب
                      القوائم على الكمبيوتر كما هي، وبمجرد دخولنا ظهر على الشاشة كلام لا نعلمه، فأوقفونا.. ولا ندري أي كلام يبرر تعليق دخول المرء لموطنه! دون تهمة قانونية معلومة محددة، وحقوق مفهومة، بل وربما يساق لمعتقل!
                      فقال الضابط ستنتظر معنا قليلا..
                      فتعجبت..
                      وأشاروا على بالجلوس في ركن من الصالة مخصص لمن ينتظرون هذا الأمر العجيب ووجدت مجموعة فتيات فلسطينيات! يدرسن قادمات من الأردن، وتم احتجازهن أيضا معي لوقت لا أعلم مداه, ولو كن أمريكيات أو صهيونيات لربما مرقن كالبرق!
                      ثم اثنين مصريين تم صرفهما سريعا، وقال لي الرئيس لما سألته وهو يرى الحالة الصحية والأجهزة برقبتي وظهري, إننا سنتصل نسأل؟ ولم يقل يسأل من؟ ومن له الحق في أن يقول؟ وماذا سيقول؟ وبأي منطق..
                      وإن كنت مدانا أو متهما فبماذا ولماذا وكيف وأين القضاء والقانون والمحامي والشفافية؟ أعلمني بحالي وأعطني فرصتي لأدافع عن نفسي وأطلب ما يتوجب عليكم تجاهي طبقا للوائح العرفية والشرعية والقانونية! ويكون موقفي وتوقيفي معلوما ومعلنا وواضحا وتتحملون نتيجة عطلتي وثمنها! ماديا وصحيا ومعنويا! أليس هذا هو العدل
                      أن أعاقب بحق أو أترك بحق
                      لا أن تخضع لمزاج فرد وبشكل عشوائي، لا رابط له ولا ضابط ولا توثيق لأي حدث فيه وانتظرت بجانب الفتيات ربما ثلث أو نصف ساعة، وقال لي ضابط ءاخر افصل أشياءك وحاسوبك وهاتفك، واجعل حقائبك مستقلة لأنها ستتعرض لتفتيش خاص
                      ففعلت
                      وبعد بعض الوقت جاء ءاخر وقال لا تقلق لم يعودوا يؤخرون عادة كثيرا، ولا يتوقع الاختفاء كما كان إلا فيما قل
                      وبعد قليل جاء أحدهم بالبسبور وقال
                      تفضل...
                      والملاحظ أن الفظاظة والغلظة والسماجة متوفرتان في عدد من الضباط
                      والكبت فقط بعد الثورة بسبب خوفهم من الشعب
                      وبالطبع فلا ثقافة ولا رؤية ولا تقدير لشيء، لأنه لم يتم تعليمه بشكل كاف للأسف، ولا تأهيله إلا لشيء واحد..
                      فالضابط من هؤلاء يتعامل بنفس الوجه والتعبيرات والألفاظ
                      وبنفس العقلية التي تفترض أنك لا يمكنك أن تسأل فضلا عن أن تجاب!
                      ولا حتى أن ينظر لك ويفهمك
                      وأنه لا شأن لك بحياتك وبما سيجري معك ولك وفيك
                      لكن ما يكبته هو الجو الجديد فتخرج الأمور بأقل مما كانت قبلا من فمه ولسانه لكنها هي هي
                      وهذا ما نريد أن نسعى لتغييره ليتعلم
                      أن الناس ليسوا مجرمين ولا عبيدا صما بكما عميا عنده
                      وأن الكلام وقراءة الحقوق على صاحبها، فضلا عن الابتسامة والتهذيب واجبات وليست منحا
                      من شخص يفترض أنه موظف وراتبه من قوتك ليخدمك وتخدمه، كل في مكانه في إطار احترام


                      ***

                      **
                      الحمد لله كثيرا

                      الحمد لله كثيرا على كل شيء، وبدون شيء بل لذاته تعالى، وهو خالق
                      كل شيء، وهو الكبير الأول

                      ءاية الكرسي

                      "الله لا إله إلا هو الحي القيوم..."

                      تدبرها معي، وما بعدها، واصمت قليلا.. وتأمل لنفسك..

                      أصل الدين- تأملات..

                      حقا أصل الدين له ثمن، هو ثمن الخروج على الظلم، وقد دفعه الأنبياء -عليهم الصلوات والتسليم-
                      والصالحون والمصلحون والحواريون عبر الأيام، فلم يكن هناك الاستقرار بالمفهوم المعاصر،
                      بل شردوا
                      وخرجوا من الديار، وهاجروا وأوذوا، وقدموا الأرواح والأعمار، فدا لتطهير الأرض من أوثان
                      الحجر والبشر..
                      وعلموا أن النعيم والهدوء والرخاء والهناء هناك في الجنة! إن لم تتحق دولة العدل المنشودة في الدنيا، على يد الجيل الأول أو الذين اصطفاهم الله منهم، ولقد تحققت في حقب كثيرة من التاريخ هذه الأمثلة العظيمة..
                      ونحن الأن في أول خطوة من أول ميل في الطريق، فالتحرر من الذل والظلم والهضم والابتذال والمهانة والتسخير والاستخفاف بالعقول والأرواح وكرامة الأنفس بداية لوقفة النفس باحثة عن خالقها، لأننا فقدنا روح ومعالم الدين، وحصرناها في شعائر! ثم فرغنا الشعائر من مضمونها وروحها، ومن معناها العميق العريض، الذي يفترض أن يغير السلوك، صيرناها مجرد أداء لشعائر سميناها عبادات بطريقة توحي أنها كل شيء وأول وءاخر شيء.. وساهمت الحكومات في ذلك بإعلام وتعليم وثقافة مفسدة، ومنظومة حياة تشجع وتدفع المرء للفساد، أو الانزواء..
                      كما يقف الأن الأوربيون المستقرون! يتلمسون سبيل علاج الخواء النفسي والروحي، وأمراض الحضارة الداخلية
                      وشراستها الخارجية، وجواب أسئلة العقل والكون الملحة..

                      وبعض الناس ينكر كلمة أصل الدين كمصطلح! رغم ورودها لفظا ومعنى في كتابات
                      الأعلام، ورغم نطق الأدلة على أن النصوص تقسم الأمر لكبير وأكبر
                      وبعضهم ينكرها كمعنى ومفهوم، ويجعل الأمور مائعة ولفظية
                      مجردة، كلمة توحيد تصف صاحبها بوصف أبدي!
                      أو فلسفية كعلم الكلام، بلا نضرة السنة وبساطة الفطرة ونصاعة الحقيقة..
                      أو مجرد سمو روحي بلا مواقف..
                      دون انضباط برسالة لها ثمن غال وحدود واضحة، ورحم الله أبا بكر الصديق ورضي عنه
                      وبعضهم يجعل الأصل واضحا، لكنه خال من النداوة والدفء الروحي، والتزكية والسير القلبي
                      في مقام التسبيح والتحليق المستمر في سماء العبودية، بسجود المقترب ليل نهار
                      رغم أن تأملنا لآية الكرسي وما بعدها من ءايات" الله لا إله إلا هو الحي القيوم..."
                      يبين أن هناك أصلا شاملا لحدود التوحيد
                      ونواقضه"التي بات الناس يعلمون نواقض الوضوء ولا يعلمونها! ويعلمون معنى
                      الذكر ولا يعرفون معنى أصل الدين ومعالمه وحدود التوحيد ومفهومه.."
                      ويبين أن هذا الأصل شامل للعمق الروحي، وللب العبادة ومعاني الأذكار والإخبات
                      والإنابة، ومعاني الأسماء الحسنى
                      ولا يفوتنا أن نقول أنه قد غاب ظل الأخلاق كذلك للأسف في بعض التصورات!
                      التي تظن الحق ينفك عن الأخلاق وينفصل!
                      ولا يثبت على الحقيقة من لا خلاق له..
                      وهذا على الجانب الآخر ممن يجعلون الأمر مجرد دعوة فقط لمحاسن الأخلاق
                      وكذلك أن معرفة الحقيقة النظرية والقاعدة لا تكفي دون فهم الواقع وسبر أغواره
                      ليمكن فهم الدين والعيش به
                      وأصل الدين وحدوده التي يجب الالتزام بها
                      ومعالمه التي يجب تبصرها والدخول في سلطانها محبة وقبولا وانقيادا
                      تم تذويبه في الأذهان ومحوه وطمسه في العقول

                      والأمر مرتبط كما أسلفنا مرارا بالتقليد الأعمى وبقضية الضلال والإضلال
                      وبالتقليد لأجل غير مسمى! فلو كنت تطلب العلم لترفع العجز عن نفسك
                      وتتقي براثن الإضلال لقل السوء..

                      وقد وردني سؤال له صلة:

                      هل البلاء عقوبة؟

                      هناك قواعد لمنع الوقوع تحت تأثير هاجس أو ضغط نفسي من مخالف

                      أولا: أن المعجزة أو الخارق للعادة قد يحدث مع الضلال، كما جرى مع
                      عجل بني إسرائيل، وهذا اختبار للعقل البشري، فقد منحنا الله تعالى إياه لكي
                      نتعرف عليه تعالى ونعبده، ونحاسب لو عطلناه كالبهائم لهذا قال تعالى “كما
                      تأكل الأنعام والنار مثوى لهم” وكما تحدث خوارق يسمونها كرامات مع سحرة
                      ومع غلاة الصوفية الذين يخرقون أفواههم بالسيوف ووو حتى مع الهندوس!
                      لهذا: الكرامة هي الاستقامة
                      والكرامة تسر المؤمن ولا تغره..
                      والكرامة لأجل من جاهد له وليست لأجله هو!
                      والنظر يكون بعرض المرء على الكتاب والسنة، ثم نقر بأنها كرامة..
                      فالدودة التي تأكل خضرة داخل الصخرة لم تسق لها الخضرة لبيان قربها هي من الله تعالى
                      أساسا"لك"، بل يجب هنا أن تسبح المولى الذي لا ينسى...

                      والعكس بالعكس
                      البلية هي البلية في الدين.. أن تكون مبتدعا أو ضالا تماما وأنت تحسب أن معك الدليل
                      أو ألا تكون حريصا أصلا على التقرب لرب العالمين والبعد عما يسخطه

                      ثانيا: أن النعيم قد يحدث للضال، وهذا يعني أنه لو أصابك النعيم يجب ان تسأل نفسك أيضا
                      وتقلق، ولا تأكل ما ترزق دون تدبر
                      وهنا يكون استدراجا “سنستدرجهم...
                      وأملي لهم...
                      أذهبتم طيباتكم....
                      “فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن..
                      "فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن..
                      "كلا...
                      فالأمر مرفوض-بكلمة كلا- قرءانيا ليست الموازين بسعة الحال
                      والنعيم، أو المشكلات وقد سمى القرءان كلا الحالين ابتلاء
                      وهناك نصوص تتحدث عن ابتلاء عابر للمؤمن كل حين
                      وابتلاء للكافر بقصمة واحدة
                      والسنن الكونية للأفراد تختلف عن الجماعات، والبلاء مشترك "يألمون كما تألمون"
                      والعليم بالحقيقة- هل هو رفع لدرجتك أم لا- هو من يعلم الصورة كاملة
                      بعمقها -وهو القلب- وهذا علم الله تعالى
                      وقد يعلم المرء من نفسه ما لا يعلمه عنه غيره

                      ثالثا: أن المرء عليه التأمل والتبصر والتحرز ومراجعة النفس دوما، كما قال ابن قدامة ما معناه أن احتياجنا لله تعالى كمثل غريق متعلق بخشبة طافية، حتى لو كنا في بيوتنا ءامنين
                      ونحن في زمان الفتن نحتاج اليقين بما نحن عليه، ليس لأن الضغوط قد تحمل رسالة
                      بل لأن المرء لابد أن يتحرى لدينه كل وقت، كي لا ينهار أمام محنة أو مغريات
                      خاصة في زماننا وتعدد الفرق الإسلامية والسياسية وغيرها داخل مسمى السنة فضلا عما هو خارجها ولا شأن لنا به..
                      فعليه التعمق في دراسة وفهم العقيدة والخلافات المعاصرة والحق فيها، وفقه العزلة الشعورية، وفقه الواقع الذي لا غنى عنه لتطبيق الفهم واتخاذ المواقف، ولو حتى كانت بالصمت والعزوف عن المشاطرة، أو منطقا خاصا
                      كمؤمن ءال فرعون
                      ومما يوصى به في ذلك "كطريق وليس كنتائج":
                      كتاب: طريق الدعوة في ظلال القرءان-مجمع جمعه أحمد فائز وهو جزءان
                      الواجبات المتحمات على كل مسلم - علماء نجد
                      كتاب الفتن لشتى المحدثين
                      مذكرات علم أصول الفقه -أصول أهل السنة
                      كتب التفسير الأول.. ورسائل تدبر القرءان للسلف الصالح بداية من القرون الفاضلة
                      مرورا بابن الجوزي وابن قيم الجوزية
                      كتب الرقاق والقلوب والأخلاق والتراجم ومنها سير أعلام النبلاء

                      والصواب أن نحدد منهج الاستدلال، يعني في أي حوار بم نستدل؟ وكيف نستوثق من صحة استدلالنا
                      من ناحية ثبوته ودلالته.. أي فهمه وواقعنا الذي ينطبق عليه..
                      ومن ثم تسمع ما يدعيه فلان أو فلان، ثم نقارن، والتقليد هنا منهي عنه لأن المقلد لا دين له
                      وهو دليل موت الأحياء وليس حياة الأموات، فمن قلد ميتا فهو ميت، ومن قلد حيا فهو معدوم..
                      بلا علم.. بلا عقل
                      وقد كان الناس يسألون ويطلبون الدليل من التشريع وفهم الواقع, وكانوا يطالبون العلماء
                      والخلفاء بالبيان، ويوم صاربعض العلماء ءالهة وقع تابعوهم في الغي
                      -
                      لذا أتعجب أن يدعي بعضهم الأن أن تقليده هو الدين، والدين ما جاء إلا لترك التقليد الأعمى، وترك اتباع الآباء والكبراء والكهان والأحبارالمضلين
                      -
                      ويدعي أنه لا أهلية لك لفهم الدليل، ولا فهم الواقع للأبد.. وهذه كارثة عقلية ودينية
                      وعار حضاري يبرأ منه الإسلام
                      حقيقة الإسلام أو حتى الإسلام الصحيح ظاهرا لا تشتملان الخضوع لطاعة سيد
                      أو مكتب يعلوا فوق رقاب البشرية ويحدد لهم الصواب وهم نيام
                      لذاأستنكرعلى بعض الإسلاميين- وهي لفظة جامعة لمن يرى الحل
                      الإسلامي- سواءكان صوابا أو مجانبا للصواب في فهمه للإسلام أو فهمه للواقع -
                      -أن يكونوا مقلدين.. التقليد الاعمى
                      التقليد مرفوض إسلاميا، والمقلد لا دين له، أما الاتباع الذي يسمى تقليدا, لكنه على بصيرة وتدبر وتأمل وتحر، سواء للأمور الدينية أو الدنيوية فمشروع
                      نتفق طبعا في الفروع ودقائق الأمور
                      التي تحتاج استنباط طائفة متفقهة متخصصة يشرع الاتباع
                      وهو لا يخلو من تحر ونظر واستفسار وحرص وعدم تقديس ولا إغماض عن خلاف معتبر
                      السياق الذي نحن بصدده
                      يدور حول العقيدة والفتن المتفرقة والفرق المفتتنة، والاختيارات المصيرية
                      في الحياة، والأصول.. والمواقف التي يوضع عليها اسم الدين من كلا الطرفين..سياسيا ودينيا أيضا.. والأنكى أنه لا يقدم لك سبيلا لتطلب العلم، لتصير يوما ما مميزا، بل يحتم عليك الصمت وإيقاف العقل والتفكر والتدبر، وكلها أوامر شرعية واجبة على كل أحد قدر وسعه، خاصة في المصير و" بل الإنسان على نفسه بصيرة"،
                      رغم كون الداعي لنفسه ومنهجه ولتقليد الناس إياه لا يختلف عن غيره في ادعائه الصواب، وفي وضعه للعرض في ثوب شرعي، قد يكون خاليا من الدليل الصحيح في الواقع والمناط الصحيح..
                      أو خاليا من وجه الاستدلال الصائب، ويتبعه جمهور متعصب بلا بينة، فيجمع بعضهم بين الجهل والعصبية, ووصم غيره بالجهل، وهو لا يقدر على تبيين موقفه ولا مناقشته ولا الدفاع عنه!
                      فكيف تكون أنت جاهلا لأنك لم تثق في شيخه هو ووثقت في غيره مثلا؟
                      أو لأنك طلبت العلم الصحيح والفهم الصحيح ووصلت لغير ما وصل إليه..!
                      فهو لم يسر -لم يوجب عليهم السير- في طريق لرفع هذا الجهل!، الذي ركب عقولهم به للأبد
                      لأنك لو كنت معذورا لقلة علمك بالدليل وبالواقع، فلست معذورا لو اعرضت عن التعلم لتستقل
                      عن رؤوس الجهال الذين يسألون فيضلون، أو عن الدعاة على أبواب جهنم، والمبتدعة والملبسين للحق بالباطل والصادين عن سبيل الخير، والكاتمين للعلم، وكلها أصناف حذر منها القرءان

                      ***
                      "غلبت الروم..."

                      هل نؤيد الثورة الليبية حتى لو كانت قد انحرفت؟
                      بارك الله عليك وحفظك وهدانا للحق أجمعين، وأستغفر الله العظيم.
                      ونعوذ بالله من إرادة الباطل.
                      عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : كَانَ الْمُسْلِمُونَ يُحِبُّونَ أَنْ يَظْهَرَ الرُّومُ عَلَى الْفُرْسِ ؛ لأَنَّهُمْ أَهْلُ كِتَابٍ ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يُحِبُّونَ أَنْ يَظْهَرَ فَارِسٌ عَلَى الرُّومِ ؛ لأَنَّهُمْ أَهْلُ أَوْثَانٍ
                      وإنما قد نسر بعلو الروم على الفرس، رغم كون كلا الطرفين مخالف لأصل الحقيقة، لأن أهل الكتاب أقرب، وهناك قواسم مشتركة، وأمل أكبر في الالتقاء على كلمة سواء، أو حتى في التعايش ونختار بين خير الخيرين والآخر منهما..إن كان في أيهما خير..
                      او بين شر الشرين والأول منهما، ولا خيار لأنه لا حل ثالث في الأفق المنظور، والصمت اختيار يؤدي لنتيجة منهما، وهنا لا تخوين، فكل يجتهد بعقله والأمر مرتبط بفهم الحال والمآل.. فكلاهما باطل من وجوه..
                      ولا بأس بقبول خيار مرحلي سيء، لكسر دائرة الجمود والتكلس التي تحنطنا
                      فيها عشرات السنين، ومن مستعمر غاز إلى مستعمر وطني، والعكس، وكلاهما مخرب هادم للدين والتخويف بالغرب وهم، لأن الغرب يسكننا ويأكلنا ويسبينا منذ أمد بعيد، وهو الأن يمتطي الثورات إن فشل في إجهاضها، أو يحاول..أما التحول لنمط استعماري ءاخر فقد يكون أحيانا أقل سوءا،
                      كالمستجير من النار بالرمضاء، وليس العكس.. وجو الثورات بدأ بهذا الشكل العام، ولم يكن نقيا مائة بالمائة، ولا خيار في ترشيده فورا، ولا يصح وقفه بذريعة به من دخن.. فنحن في قعر الرماد بأي حال، والمجالس العسكرية قد تكون وضعت في موضع الشرف قدرا! فاضطرت أن تتصرف بشرف، وتحيتنا للجيوش ككيان لا تعني تحية الكبار، الذين كانوا جزءا من الثلة, ولا تحية لكل فعل وعقيدة ومسلك سلكوه بل هي تشجيع لمن بدأ يتحسن..

                      **
                      تأييدنا للثورات لا يعني تأييدنا لكل جوانبها،
                      فهي حراك به خلط، من وسط بيئة هي أصل الخلط والخبط والضلال الممنهج قسرا وبالإغواء، وقد نوهنا لأن مطالبها لا تقيم دولة الحق والخير، لكنها خطوة ليفيق الناس، ويصبح لهم حق التفوه والتنفس والتفكير
                      وتأييدنا للثورات لا يعني تأييدنا للمجالس الانتقالية الحكومية الجديدة
                      لكنه تأييد للحياة .. ومن ثم ندعوا الأحياء لتقوى الله.. "اعبدوا الله ما لكم من إله غيره"
                      تأملوا معي هذه الفقرات التي وصلتني من دراسة عبر البريد الالكتروني لتبين حجم التدخل الموجود
                      والخلل المتوفر أصلا
                      لكي لا يخوف مخوف بالتدخل أو بفساد أكبر

                      ((
                      1- حرب العراق على الكويت وتدخل الأجانب ودخول القواعد العسكرية
                      الى بلدان المسلمين واحتلالها من جديد تحت مسمى
                      تحرير الكويت، حيث ربضت هذه الجيوش في السعودية وقطر والبحرين
                      وفلسطين التاريخية – النقب - ودخلت الجماعات الاسلامية
                      في جدل فقهي حول الاستعانة بالأجنبي لما ينتهي بعد ، وكان سببا
                      اساسيا في انشقاق الحركات الاسلامية في بعض البلدان .
                      2- سقوط العراق بمساعدة أجنبية وعربية رسمية
                      تورطت حنى النخاع كسوريا والاردن
                      ومصر والسعودية ودول الخليج وعلى راسها قطر
                      والامارات- المارينز قواعده في قطر والبحرية الامريكية
                      واسطولها السادس قواعدها في البحرين ، وقوات
                      كبيرة من الجيش الامريكي تربض في
                      الاراضي السعودية كالخبر والجحفة وغيرها- وداخلية وانكشاف
                      المستور من حجم العملاء وتورط ساسة وعلماء شرعيين
                      وعلميين وعسكريين وخروج الطائفية الشيعية من قمقمها
                      ليتحول العراق الى مذبحة لشعبه ولتسيطر على مقدراته عصابات صهيونية
                      وامريكية وعربية وايرانية ، حتى قيل ان العراق اضحى مرتعا
                      لاجهزة المخابرات العالمية وعلى ارضه تتم صراعات
                      هذه الاجهزة التي نقلت عملها من افغانستان الى العراق .
                      3- الحرب على غزة عام 2008/2009، والتي كشفت بالكامل
                      حجم خيانة الأنظمة العربية وتورطها بشكل أو آخر بجريمة
                      إبادة الشعب الفلسطيني الذي ارتضى نهج المقاومة.
                      حرب غزة كشفت الكثير من مساوئ الأنظمة العربية سواء
                      كانت مرتمية بأحضان الغرب أو ما زالت تتشدق بثوريتها..
                      الجميع سقط في الامتحان وحتى بعض الحركات
                      والجماعات والفرق الاسلامية بما في ذلك المؤسسات الدينية الرسمية

                      **
                      الخطاب الاسلامي المعاصر ترك الانظمة في العراء وكشف عوارها وما عادت تنطلي على الشعوب لعبة الارهاب والتشدد، والعزف على حبال الخلاف بين الاسلاميين وغيرهم.
                      لقد كشف الخطاب الاسلامي حقيقة الغرب والعرب على حد سواء وحدد هذا الخطاب عدة مكونات كلها تظافرت لهذه اللحظة التاريخية الحاسمة التي انطلقت من تونس وما زالت تتحرك في ربوع العالم العربي.))
                      انتهي النقل الذي بين القوسين
                      **
                      أيتها الشعوب التي خرجت .. اصبري.. الوقت في صالحك أنت..
                      هناك أناس عميان لأنهم يريدون أن يكونوا عميانا، وهؤلاء لا تأس على نتيجة الحوار معهم..
                      هناك أناس لا يرون في كل شيء إلا أسوأ ما فيه، ويجعلونه هو كل ما فيه!
                      هناك من يرى الثورات سيئة، لأنها لم تناد بالحق كاملا، ولابد أن نقول: لن نكون
                      مسلمين حتى نكون بشرا.. ذوي عقول نحترمها نحن، وكرامة إنسانية
                      نعرفها لأنفسنا"كما كان الأنصار والمهاجرين لهم شيم واستقلالية عقلية ونفسية وروحية"
                      وذوي إرادة وهمة واستعلاء، والثورات خطوة في طريق عودتنا للآدمية، التي فقدناها مع فقدنا لقيم الإيمان ومعالمه وحدوده بعد ذلك..وعشنا في التسخير
                      والتقليد الأعمى والتبعية الذليلة..داخل بعضنا ثم منا لغيرنا..
                      أيتها الشعوب التي خرجت .. اصبري.. الوقت في صالحك أنت..
                      الوقت ليس مع فرعون وهامان وقارون
                      بل ينقص فرصهم، ويقلص قواهم.. أنت من يلعب بأعصابهم وتماسكهم.
                      اصبري.. فالوقت -كذلك -يجعل ثورتك فيما بعد إن شاء الله أكثر زخما وثروة، وأكبر رصيدا معنويا في قلوب من يعرفها، ومن عاشها، ومن ثم يحافظ عليها.
                      اصبري فإن عدت ستتجرعين ما تهربين منه إن جزعت
                      اصبري.. فالوقت تربية معنوية وقلبية، وبدنية مادية! ومجتمعية! وتآلف وتهذيب للجموع
                      لتتعلم كيف تعمل معا عملا جماعيا رغم الاختلاف والغربة، وتتدبر مصيرها، وتعرف
                      صاحبها من عدوها في المجتمع الدولي والمجتمع الداخلي، ولعلها ستتأمل الأن وليس غدا
                      وتعرف ربها حق المعرفة، ومن ثم تفيق لتبصر حقيقة كونها وغايته، فلا
                      تخرج إلا وقد رسمت طريقها، ووفرت كثيرا.. فلن نخترع منهجا وفلسفة ودينا جديدا
                      فالثوابت البشرية ستظل ثوابت" الحقائق الكبرى وعالم الروح والنفس ورغائبها"، والمتغيرات
                      ليست هي المحك ولن تكون..

                      **
                      "أربابا من دون الله"

                      نرفض عبادة الكبار وعدم تخطئتهم في كل دين.. ومبدأ التعصب لكبير
                      الطائفة عموما نستنكره عندنا أو عند غيرنا ... تأليه البشر وعصمة منطقهم أو فهمهم وتقديرهم فضلا عن تصرفاتهم ...كله مرفوض ..لا في الدين ولا في الدنيا وعلومها التجريبية..
                      ولا اعتراف بحق الفيتو لأحد! ولا احتكار حق تفسير القانون والقرارات الدولية والمحلية! والفتنة الداخلية والدولية تحل بمحاكمات علنية.. وشفافية •

                      **
                      "تخرج الحي من الميت"

                      "الحَقُّ فيهِ زَيتُهُ، وَفَتيلُهُ .. صِدقُ الحَديثِ وَنورُهُ الإِصلاحُ"

                      *لقد بدأنا نعود من التيه،وسرنا خطوات على الطريق، أفقنا ويممنا وجهنا نحو التطهر والتغيير...
                      قضت المحن على الفرقة المفتعلة، وعلى كثير من الفتن الإعلامية، وقربت
                      الشعوب من بعضها، اللهم أتمم لنا نورنا وبصرنا السبيل وبلغنا رضاك
                      علمنا ما ينفعنا لكي لا نخرج من ظلمات إلى سراب ءاخر، ندور فيه أعواما وأعمارا..
                      أو إلى زيف حضاري أجوف فقاعي بارد، نتحول فيه إلى ءالات منتجة، أو وحوش
                      بلا روح، وأشباح بلا حس، أو حيوانات تعب وتلعب، وترتع ولا تستشرف
                      ولا تتأمل، ولا تعرفك سبحانك..
                      ولا تراك في كل شيء، ولا تصل إليك، ولا تستبصر غاية ولا نهاية
                      ولا هداية! فتحيا بلا إله يحب ويتبع هداه، وهي لا قوام لها طرفة عين دونه تبارك وتعالى..
                      ومن استغنى عنك طغى وأوبق نفسه

                      *الحكمة والتعقل وحسن الفهم من أنفس الأمور فقد يؤذي المرء
                      نفسه وقومه بأشد مما يفعله به أعداؤه بقصور فهمه.
                      *الحكمة لا تعني ألا تدفع ثمن مواقفك، وثمن أفعالك، وثمن الشرف!
                      الحكمة لا تعني ألا تفعل شيئا له ثمن يدفع!
                      وألا تقف دوما في الجانب الرمادي! بلا موقف..
                      وأن تتكلم حينما يكون التحدث مغنما! ومسموحا ومطلوبا! بعد الثورة.. ولا تقول ءاسف!
                      أسفت لصمتي بينكم..
                      الحكمة لا تعني أن تكون واقعيا-بمعنى: نفعيا ماديا أنانيا- وتلغي
                      الكرامة والشرف من حساباتك، ومن رؤيتك للكون أصلا، وتعتبر
                      الحق والمبادئ والمثل عواطف جياشة... من نسي الله تعالى
                      سينسى الأخلاق والقيم والشيم، وسيبيع ضميره وجسده وجسد أمته، وسيبرر لنفسه كل
                      دناءة، ويمنطق كل تنازل لأنه يعبد الحياة والمصلحة والراحة الشخصية




                      "قريش عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم أمورا كالملك ، والمال الوفير، وحلولا وسطا لتبادل عبادة كل إله سنة، وأحيانا مجرد ترك جزئية واحدة فرعية مثل عمل مجلس للأغنياء ومجلس للفقراء وساعتها يوافق كل السادة والكبراء والرؤساء على الإسلام، وهذه صفقة تعتبر رابحة مقارنة بما نتحدث عنه من تنازلات، و كان بإمكان النبي صلى الله عليه وسلم أن يرضى بهذا الخيار، في الوقت الذي يسعى فيه إلى الوصول بهم إلى ما يريده وكف الأذى وفسح المجال للدعوة، لكنه لم يفعل ذلك وكان عمله وعمل كل الأنبياء صلوات الله عليهم دوما بعكس الأسباب، وفي ظروف يظن الناظر أنها مستحيلة وببداية فردية بسيطة أمام هول كبير، لكن التوكل والاستمرار واجبان والنتائج من قدر الله"
                      "التدرج في التأهيل والتوعية والإقناع وفي توفير الظروف الملائمة، ولكن عرض العقيدة والشريعة يكون كما هما في صورة التنزيل الأخيرة الناسخة لما قبلها، فهذا هو الدين الذي كمل وتم ولا يصح انتقاصه، ومن رفض الطاعة التي هي تنفيذ السمع فقد رفض مقتضى الشهادتين وأباه، أما التدرج الأول في مكة المكرمة في التشريع فهو رباني قدري، وليس لأحد أن يكرره أو يقيس عليه، وإلا للزم أن نقول الخمر حلال للجدد والصلاة بعد سنوات من دخول الدين، والصوم كذلك، ويجب النظر لأن من يشهد الشهادتين لا ينبغي له التدرج في الفروض "بخلاف المستحبات"، لأن من دخل الدين بعد تحريم الخمر وفرض الصيام لم يؤخذ بالتدرج، رغم أن بعضهم طلب ذلك وتحليل النبيذ لأنهم لا شراب لهم سواه، وكان من الممكن أن يؤدي ذلك لرفضهم الدين لكن النبي صلى الله عليه وسلم رفض ذلك ولم يأخذهم بالتدرج، بل عرض عليهم التشريعات النهائية، بحالتها وقتها"

                      **
                      "اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة"

                      بعض المثقفين يمقتون الدين
                      نعم..
                      بعض من يحسبون أنهم من المثقفين..
                      نصف مسلمات العلوم لا يفهمونها، ونصف مسلمات الملة لا يوقنون بها، لهذا فالحديث يجب أن يكون من أول حرف الألف في الإدراك والاستدلال، والتصور عن كل شيء وصولا للسياسة والمجتمع، وليس من حيث النتيجة التي وصل إليها كل طرف ولا تخوين لأحد ولا ازدراء لفئة ولا انتقاص لكرامة أو عقل
                      قلنا كلنا في سفينة واحدة ولنا حقوق ومشاركة لا مواجهة
                      على الأقل في الوقت الحالي نتوافق ولو تغير توازن القوى لصالح طرف فسنة الدفع ستقيمه فوق الآخر
                      قالوا وصول الأغلبية لغيرنا انقلاب على الديمقراطية، الديمقراطية هي أن تكون مصر غربية وغربية يعني نموذج معين، أخلاقيا وسلوكيا قبل أن يكون معرفيا واقتصاديا، ولو اختار الناس غير ذلك فهم قصر وغير ناضجين، ولم يفهموا ولم تتح فرصة وفترة كافية لدعايتهم ودعوتهم
                      وعرض البدائل التي تقلص أكثر من دينهم عليهم



                      ***
                      " مسألة الشريعة والتصور الحضاري الشامل والأحزاب الإسلامية"
                      ننوه لأن الشعب إذا لم يرتض الشريعة فهو لم يرتض الإسلام ولا الله تعالى ربا
                      وأن الشريعة لا تستجدى!
                      وأن توازن القوى هو الذي يحمى خيارات الأغلبية كما يسمونها
                      فكم من أقلية تحكم أغلبية بالحديد والنار وانظر حولك وخلفك!
                      ولا نتحدث عن المسائل الخلافية، بل عن النصوص الثابتة سندا ودلالة والتي
                      أجمع عليها العلماء..
                      " مسألة الشريعة والتصور الحضاري الشامل والأحزاب الإسلامية"


                      فقرة منقولة مما قيل ومما جرى:
                      "- أن الذين يخوفون الناس من تطبيق الشريعة الإسلامية
                      مدعين أن الشريعة الإسلامية هي فقط قطع يد السارق، وجلد الزاني
                      هم مجموعة من المغالطين، فمواد الحدود أقل من عشر مواد
                      من بين 3650 مادة -مستقاة من الشريعة قننتها لجنة
                      تقنين الشريعة- تضمها القوانين المقدمة للمجلس لإقرارها وتطبيقها.
                      - أنه إذا افترضنا جدلاً صحة مزاعم الحكومة من
                      أننا نطبق 90% من أحكام الشريعة، وأن الباقي مما يتعارض مع الشريعة
                      هو 10% فقط، فهذا ينبغي أن يكون حافزاً لنا لاستكمال هذا الجزء اليسير
                      حتى نغلق هذا الملف إلى الأبد.
                      أن إقامة المجتمع الفاضل الذي يدعو إليه الإسلام، لن يتم في يوم وليلة بمجرد تشريع القوانين،
                      وإنما هذه القوانين هي أحد الخطوات الضرورية ينبغي أن يصاحبها خطوات مماثلة
                      للإصلاح في المجال التعليمي، الاجتماعي والإعلامي والاقتصادي والدعوي."
                      ***
                      - مشروع قانون المعاملات المدنية ويقع في 1000 مادة.
                      - مشروع قانون الإثبات ويقع في 181 مادة،
                      - مشروع قانون التقاضي ويقع في 513 مادة،
                      - مشروع قانون العقوبات القسم العام والحدود والتعزيرات ويقع في635 مادة،
                      - مشروع قانون التجارة البحرية ويقع في 443 مادة،
                      - مشروع قانون التجارة ويقع في 776 مادة." (انتهت فقرات النقل الأول..)


                      ...هذا فضلا عن الرؤية الإسلامية للإنسان، وتنميته روحيا وعقليا، ولمثلث الإعلام
                      والتعليم والثقافة مع المنظور الحضاري الأخلاقي، وفي التنمية وإعمار الأرض ومجالات
                      البحث-كي لا تشتط العلوم فتجري تجاربا على أجنة كأنها فئران أو تهلك أمما لتجربة أسلحة
                      جديدة أو أو - والسياسة الخارجية وكل الحقائب الوزارية، والمهام الرئاسية، بل والفردية
                      والتنفيذية المحلية، فتصرفنا نابع من قيمنا ورسالتنا، وربط الإشراف على السياحة والفن بالقيم
                      والأخلاق منعا للإيدز والانحراف الخلقي والفجور ..
                      كان الحوار قديما نحو: من يقيم الإسلام تصورا كاملا حضاريا ومنه الشريعة هو مجتمع يؤمن
                      ويحيا لذلك وليس برلمانا يصوت كأنما هي مقترح وليست دينا، والأن باتت ظاهرة الأحزاب تستلزم النظر في تجارب من سبق حول الشريعة
                      هل الشريعة هي المطلب فقط؟
                      وهل هي الشيء الوحيد الذي ينقص الشعب؟
                      وهل تطبيقها يكون فقط بالتوافق والتواصي والسؤال والاستجداء وإقناع كل سائر في الطرقات..؟
                      بفائدتها الدنيوية؟ أم الأخروية؟
                      وهل الطائفة التي تحب الإسلام وتتبناه كاملا تاما معها تفويض
                      بقبول والتوقيع والدخول في كل وأي منظومة سياسية؟ أو دستورية؟ وفي قبول
                      كون دينهم فكرة تعرض وتسوق ويصوت عليها، وكذلك كل الملل والشرائع
                      ويحكم الكون منطق الكثرة والأكثرية والأغلبية .. وهكذا نكون أدينا ما علينا؟
                      وعلى أية حال :
                      ليست المسألة خلافا فقهيا في مسألة، بل كيف يكون "إسلاميا" ولا صلة له بالمطالبة بالشريعة
                      الإسلامية؟ ولا يتحرك من خلال التصور الإسلامي؟ أليس هذا هو وصف الإسلامي؟ ومن ثم يقبل
                      الناس أو يرفضون ما ينادي به؟
                      أو يناقشونه؟

                      المناداة بتفعيل قوانين الشريعة، لأنها واجبة، ولأنها الأقوم
                      والأصلح للعباد، وهي خيار الأغلبية وخصوصيتهم وحقهم كأغلبية..
                      وواجبهم تحقيقها بالتوافق أو بتوازن القوى لو كانوا صادقين في رغبتهم

                      فهناك قائمة بقانون كامل شامل مستقى من القرءان والسنة، على شكل لوائح لأطر
                      المعاملات والأنظمة كما شرعها الخلاق العليم سبحانه، ومسطورة بشكل مرقم ومفهرس
                      كمراجع قانونية، وهي أولى من القوانين التي ألفها البشر بلا شك عند العقلاء، واختيار
                      الناس لقوانينهم أمر يخصهم، وهذه القوانين موضوعة في أدراج مجلس الشعب منذ أربعين
                      سنة تقريبا، أعدها الأزهر ومجموعة من البرلمانيين والقانونيين، وتفاخر رئيس
                      المجلس في الثمانينات المحجوب أنه تركها معطلة حبيسة الأدراج..
                      وظلت مشاريع القوانين محبوسة في أدراج المجلس

                      نقل: "وقد عملت هذه اللجان بحماس بالتعاون مع الأزهر ومجمع البحوث، وقسم التشريع بوزارة العدل،
                      لعدة سنوات ...ما يزيد عن أربعين شهراً حتى أصدرت عدداً من القوانين المطبوعة،
                      احتفظت بها أمانة المجلس، والنسخ متوافرة لهذه القوانين الشرعية." انتهى


                      لكن هل الإشكالية هي تطبيق؟ أي تنفيذ المواد؟ وهل الرغبة أي الإرادة متوفرة
                      لدى من يقول" لا أقول يشهد" ألا إله إلا الله.. وما هو التصنيف العقدي للمواقف السياسية
                      أم أن السياسة لا حكم للرب تعالى عليها..
                      وهل الكيان المسمى حزبا منهجه البحث عن التوافق والموافقة على قرار الأغلبية؟


                      دولة منشودة، بها الإسلام بكامل تصوره
                      ويسعى لها
                      ويسعى لها من يرى أنه لن يتكسب من ورائها..
                      هذه الدول المعاصرة التي زعمت وتزعم أنها إسلامية تتأكل بهذا الزعم فقط
                      وما نتحدث عنه يشمل العدل والحقوق المكفولة والكفاية الاجتماعية قبل أن يعاقب سارقا
                      وأنا لست من أنصار دعوى إقامة الدولة التي يطلقها من ليس لديهم تصور عن التوحيد
                      وعلى من ليس لديهم قبول أو أحيانا ليس لديهم فهم لهذا الإسلام..
                      لأن هذا يعني صراعا كبيرا.. وبلا شك من يطلبون إقامتها بطريقة المقالات فقط لا يملكون
                      قدرة على إدارة البلاد وهي تناوئ منهجهم..
                      لهذا أرى أن مرحلة الوعي.."عموما"
                      تسبق مرحلة العمل..لكن جزءا من هذا الوعي هو بث هذه المقالات-مجرد بثها هام
                      للنظر والمباحثة- لدعوة القوم لما ينتسبون إليه
                      وهو الإسلام.. أما من يفترضون سلفا أنهم قابلون ومتفهمون وسيتحملون التبعات
                      وينطبق عليهم الوصف
                      الخيري فهم مخالفون للواقع لأننا لا نرى حرقة نفسية ولا عملا دؤوبا لإقامة هذه الدار المنشودة
                      ولا إعراضا عن التحاكم لغيرها لا في الجانب الذي لهم فيه الخيار ولا في غيره..

                      إلى متى تطول مرحلة الوعي قبل الحكم:

                      لجواب الذي أفهمه"ولا أعبر فيه سوى عن نفسي وليس عن الإسلاميين":
                      إلى حين تتكون فئة محترمة واعية تتبنى الخيار، وتشرف بوعيها الشرعي والتقني من يتردد في شأنه"أخرجوا لنا أكفاءنا من قومنا"، وقادرة على الوفاء بواجباتها، وصيانة بلادها من الضغوط الخارجية والداخلية..
                      أو إلى حين حدوث قبول وتوافق عام شامل حقيقي وعن عمق ويكون هذا خيارا جماعيا أو غالبا.. وكل شيء نسبي فتوازن الحجم ليس شرطا حتميا، بل هناك دوما فارق، ولكن التوكل لا يلغي الأسباب..
                      وكذلك ما يمكن تأجيله أمر نسبي، لكنه لا يصل لحالة اللافتة التي تعطي صبغة بلا مضمون علمي ولا إعلامي أو ثقافي أو تعليمي، فضلا عن المضمون العملي، فساعتها قد يكون أولى بالإسلاميين العكوف على المشاركة للإصلاح تحت راية عامة، والله أعلم.. وأرى الأهم هو تصحيح التصور العقدي، والتركيبة العقلية والذهنية التي طمست في جانب منهج التلقي، والأهلية الفردية والشيم
                      وبعده التصور الحضاري عن الإسلام.. وبالتوازي يكون النهوض التقني..

                      **
                      "أيحسب الإنسان أن يترك سدى"؟

                      الهوية ونحن عند مفترق الطرق أمام الدساتير
                      وهناك فئام في أول الطريق، ومرحلة الهوية يبحث عنها السائر دوما، خاصة في أوله، وعند ءاخره أيضا! بعدما يجد نفسه وصل للمنتهى، ولا زال يشعر بالخواء وبأنه أمسك الماء.. وقد لا يفكر الجائع مثل كبار المتأملين الأن، لكنه سيقف عندما يرى أسئلة صعبة ومقترحات عجيبة باسم الحق والعدل والإنسانية، خاصة أنه لا يوجد أي نموذج واقعي مشرف متكامل في العالم، ولا نموذج يجيب كل أسئلة الكون والفطرة سوى الإيمان وهي فرصة للتفكير "ثم تتفكروافرصة للتفكير "ثم تتفكروا"

                      **
                      على هامش الثورة
                      للفتيان والفتيات ولمن يبلغها كما قرأها

                      "وكذلك جعلناكم أمة وسطا"

                      مصطلح الوسطية وغيره مصطلحات واسعة لم يحددها كثيرون..فصارت
                      أحيانا مثل حصان طروادة.. ممرا للخداع والتخريب وخلخلة الأسس.. رغم كونها في أصلها حق وحقيقة ولها أصل ثابت.. لكنهم لا يضعون أصولا للحفاظ على الأصول! ولا ضوابط تمنع تحول الوسطية إلى اللادينية- باسم الدين- وإلى التميع.. والعصيان تحت اسم التأويل..
                      الذي هو الجحود حين يصادم النص الثابت قطعي الدلالة بدعوى الاجتهاد وما هو إلا تحريف..
                      وإلا فماذا بقي من الحقيقة والابتلاء بالطاعة
                      إن كنا سنغير كل الأوامر بدعوى أن المصلحة والمبادئ العامة تقتضي كذا وكذا..
                      ثم يأتي جيل من بعدنا يغير ما غيرنا وبهذا يكون الدين عدة ملامح ووصايا عامة ويؤلف الناس شرعة ومنهاجا كل فترة.. وبالمثل يكون التنوير براقا ككلمة ويتم به الذوبان
                      والانبطاح تحت اسم الانفتاح..
                      وعلى الطرف الأخر نرفض التشدد والقسوة والتعسف في تطبيق فهم معين للنص
                      الذي تنوع في فهمه الفقهاء الأعلام وأكابر التابعين، ووسعته الأصول الفقهية التي اتفق عليها أهل القرون الفاضلة والطوائف الأولى وعت المقاصد وحازت الفضل وفهمت لغة النص ولغة الاصطلاح الشرعي التي أضافت لدلالات النص..ومحيط تنزيله وسياقه ومناطه كاملا..
                      وألحظ أن التشدد يكون في الجزئيات..
                      مع تهاون وتعامي في الكبائر والطوام، وفساد سياسي-إن صح التعبير أي في النصوص التي تصطم بالساسة وتحكي عن الجور- ومعه التهاون في التمسك بروح وعمق معنى الدين في القلب وفي الحياة، بل وفي حفظ أصوله وكلياته العقدية وتكوينه للنفس ..
                      فيخرج دعاة يضعون رأسهم برأس الأئمة الأربعة في جزئيات الفقه العملية التفصيلية..
                      ولا يحافظون على كليات العقيدة ولا موقف لهم في الصدع بالحقيقة كاملة كسيد الشهداء وسائر النبلاء
                      ولا في الزهد في الدنيا..

                      "يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله"


                      " تطهير أخلاقي وسلوكي، بمناسبة بدايتنا الجديدة"

                      الكلام لا يعنى به شخص معين، بل هو تطهير أخلاقي وسلوكي، بمناسبة بدايتنا الجديدة

                      نحتاج إلى همة ونهضة، وعلم وتعلم مستمر، وإلى تطوير دائم، وتقييم متتابع لبرنامج النهضة الشاملة
                      ونحن بحاجة لتطهير فكري وعقدي، من الشوائب والمغالطات، ولتحديد هويتنا لننافس اليابان والأمريكان في الدنيا! نعم ..
                      في العلم والتقنية والنشاط والابتكار..
                      لكن لا نأخذ الخواء والانتحار والمادية، أو عبادة الشيطان والإيدز، والمصلحة المتوحشة ضد شرائح منا أو من شعوب نمتصها تباعا، فسوف نتطلع للأمام والأعلى في القيم والروحانية، والطاعة لتعاليم رب السماء والأرض، فهذا هو النموذج الكريم الرباني، فهل سنقلد نموذجا أخلاقيا عولميا هوليووديا؟ أم فطريا عربيا؟
                      وكلا طرفي قصد الأمور ذميم، فمن ظن النموذج الصائب هو فناء المرأة فالرسل لم يفعلوا ذلك، ولا أصحابهم ولا حوارييهم
                      فالأمر ليس محقا للمرأة، ولا منعا وكبتا، ولا سائر التصرفات التي لم يفعلها المقتدى بفعله صلى الله عليه وسلم، ولا أيضا سائر الأوصاف التي يصف بها بعض الناس الصواب لأنهم يكرهونه، أو لا يعقلون
                      قدر الأمر وحكمته، ولا قدر الآمر الكريم ومكانته الأعلى
                      والعبرة بالكتاب الكريم والسنة الغراء، وفهم من عايشوها وتطبيقهم دون سواهم
                      ومن بالغ فليس مشرعا ولا متبوعا
                      ومن فرط كذلك فليس مشرعا ولا متبوعا
                      ودوما -وفي كثير من التكاليف-ستكون هناك مساحة اختبرنا بها الحق سبحانه، ليست قطعية، وفيها مجال للاجتهاد لإعمال العقل، ولامتحان القلب المخلص، ولنبتلي باختلافنا، ونسعى للتقويم والتفاهم والتراحم والتسامح والتعايش
                      كثيرون في الغرب يقولون إن الزنا منتشر بسبب الاستهتار بالعلاقات، وفوضى
                      رفع الحواجز والكلفة، وتلاشي الحشمة والوقار، ومحق الحياء الجميل الراقي، وانقراض
                      حمرة الوجنة الحيية، وعدم ضبط الاختلاط بالأخلاق ولا بقدر الحاجة.. فيحدث التعود ثم الألفة
                      والرغبة، والتسويل الشيطاني والإعجاب والزلل..
                      **
                      سبحان الذي أسرى بعبده..
                      ليلا..
                      من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى..

                      - التأمل في تنزه وتقدس وقدرة الخلاق قبل ذات الآية والمعجزة
                      -حنان وشرف قبولك ووصفك بالعبودية لله القيوم الجليل، وجمال هذا المقام لاتساقه مع الحقيقة كذلك
                      - ومدرسة الليل وفضله، حين تلقى الكريم المحبوب الأعظم، والربط بين المسجدين!
                      وحقا من تهاون في المسجد الثاني هان وفرط في الأول!
                      وكلاهما رمز كما أنهما حقيقة قيمة بذاتها.. والتهاون دلالة على حال صاحبه لا ما اؤتمن عليه..
                      ***
                      يكتب كأنما يأكل أو كأنما يلعب أو يشرب
                      يكتب أحدهم لك جملة ولا يرى أنه أعطاك شيئا
                      لأنه يكتب كأنما يأكل أو كأنما يلعب أو يشرب، فيضع ما يسيل من فمه وذهنه
                      أيا كان وما يحفظ من عبارات لا يحياها ولايعنيها، ويكتب شخص ءاخر لك
                      فيرى هو حين كتب، ويرى منك إذا كتبت له كأنما فعلتما شيئا كبيرا جليلا، لأنه يفهم ويحس
                      قداسة الكلمة والأمانة وينطق من قلبه
                      يتأبى لسانه وبنانه إخراج كلمة لايحسها ولايشعربها، فقد تعود الصدق وصار لايطيق نقش طلاء الكذب وبسمة النفاق، واعتاد أن الكلمة شيء كبير وجزء من نفس صاحبها
                      وقطعة من كيانه وقلبه وروحه، فيقدر كل كلمة تصله من الأحياء حسب تصنيفه
                      وهو تصنيف الفطرة (وما يستوي الأحياء ولا الأموات) ولا تنفك قواعد الحياة عن بعضها
                      ولا يتجزأ المبدأ، ولا يستحلي القذارة أبدا طاهر أمين

                      **
                      كما يبحث القلب..

                      كما يبحث القلب عن الزوج المتمم لكيانه
                      والذات التي تؤنسه وتكمله يبحث عن الرب الذي يحوطه ويرعاه
                      ويتمم إقراره به ومعرفته له والدخول في محبته بنيان قلبه
                      وأمن نفسه واتساق عقله وذهنه
                      بإجابات كل أسئلة الكون والنفس فيه وراحة ضميره
                      بسيره في فلك الحقيقة ومدار التناسب مع خلقه
                      فيتواءم بلا وحشة، ولاتشتت أو قلق في وضعه الأكمل والأمثل، ليعبده بتمام مفهوم العبادة
                      وجماله ويحيا حقيقة التشرف بالالتجاء إليه والتقرب

                      **
                      "طلب العلم فريضة"

                      د. إسلام المازني

                      تعليق

                      • Dr_Almazeny
                        كبار الشخصيات
                        • May 2006
                        • 151

                        #26



                        الحمد لله الذي أبقى فينا ما لا نضل إن تمسكنا به..

                        قال بعضهم:

                        ومن البلية أن من *** أفتى بنكبتها فتاها

                        غضب الكثيرون من تصريحات أردوغان، وتفاوتت نسبة الغضب وموضوعيته، وليست فئة واحدة
                        من الإسلاميين هي التي غضبت، ولا اقتصر الغضب على الإسلاميين دون سواهم، ورأى بعضنا أنه
                        جاء يكحلها فاقتلع مقلتيها.. فقد انتظروه ليقول أنه إسلامي كما يعرف القاصي والداني.. فقال ما قال..


                        هنا عشر رسائل متفرقة في البريد الملتهب خلال الأيام الماضية أضع كلماتي فيها، كما هي
                        كل إجابة رسالة قصيرة! يفهم منها السؤال والاعتراض والامتعاض:


                        كنا ننتظره بشوق:

                        فصافحي قومه يا مصر منشدةً ... القوم قومي والاعوان أعواني

                        *قد نختلف مع إسلاميته ومع نهجه، ولكنا لم نتصور أن نصل ليوم يكون فيه الكلام عن تصريحاته
                        إما نفيا لمفهومها، وإما ردا عليه.. كأنما نرد على هيلاري كلينتون وساركوزي..
                        والعيب ليس فيه بالضرورة.. ومن الجميل أن لدينا ثوابت لم تهتز لكلامه، ورد كثيرون عليه أو عنه..
                        ولو كانت الأقوال قد فهمت خطأ وصعب عليه التصحيح، لأن سيوف العلمانية في بلده تترقب لسانه لتقطف
                        فلابد أن يكون لنا عقل ولا نبني على حسن النية مناهجنا.. لأن كل ما تطرق له الاحتمال سقط به الاستدلال..

                        وهناك تشويش نعم..
                        يصفق له يمين ويسار في وقت واحد! كل يصفق لما يهوى، فهذا يصفق للتقدم والشمم السياسي، وذاك يصفق لنموذج صرح
                        بأنه لادين له كنموذج، وثالث يصفق للافتة إسلامية يرى غيره أنه: لم يبق منها سواها

                        وهناك من يختلفون ويترقبون أي فرصة للقفز إلى ما يريدون..



                        وقد كان الخلاف على هواك ... وحِرصاً كان ذلك أو ظنونا

                        حتى تعريف مصر يختلفون فيه، ليس مع القيادة التى ترى نفسها مصر والشعب زيادة حمل، وجميلة تراعيها، بل بعضهم
                        يرى مصر حاضره ورغبته هو وصورة يتمناها..

                        ..فكيفَ تخلصُ مصر *** مِن طامعٍ في اِزديادِ

                        من يريد الخير ويتفهم سعة معنى الخير للدنيا والأخرة، ويتفهم ثمن القيم الواجب دفعه شعبيا
                        أوفرديا لن يضع أسوة إلا الأنبياء أولا :"فبهداهم اقتده.." راجعوها رحمكم الله

                        نعم طار به الناس، لأنه بشر.. رجل .. نظيف ..أمين..و حين يكون شخص أو أمة في قاع القاع أو تحت ما هو تحت
                        فهنا يكون أي بصيص، ولو من أهل الكتاب المختلفين معنا، أو معدن خير في الجاهلية خيرا مما
                        هو فيه، حيث ما هو فيه: لا ءادمية ولا عقل ولا ذمة ولا دين
                        وقد كتبت نقدا للتجربة الماليزية وللتجربة التركية "عن معايشة لا قراءة" في مواقع عدة منذ سنين لكي لا
                        يقول أحد أن أردوجان فتى أحلام كل الإسلاميين.

                        *الوضع عموما عنده مختلف عنا، فعلاج السل ليس كعلاج الجدري، فهو يخرج ببلده-حسب أحسن الظنون وأوسع الاجتهادات
                        العقلية لا الشرعية- من علمانية محاربة وشعب نسبة كبيرة منه متأمركة
                        روحا وحسا وعقلا وقيما، وجيش شاهر سيفه على رقبة أبسط حرف يمت للنور بصلة
                        أو شبهة مآل للخير -وقد رأيت هناك-في التسعينيات- شواطئا للعراة
                        وخمورا تسيل كالمياه -والعرب يستجمون هناك- وإعلاما إباحيا فظيعا، وأمراضا للحضارة
                        أضعاف ما لدينا -وهذه سلبيات التقدم العلماني غير المنضبط والساحق للقيم
                        وللفقراء وللأخر المؤمن-وهو -أردوغان -يعود بهم من كل هذا... ولا يدعمه ولا يسير إليه..

                        فلو كنا مفلسين لكان ينبغي تطوير التجربة، فكيف ولدينا نهج لم نطبقه ونفشل"ولن"-ولم نحاول أصلا-..؟
                        ولدينا وكتاب كريم متوازن عظيم يقي شطحات الليبرالية الفوضوية والعلمانية متعددة السلبيات
                        والمخازي -والفضل في نجاح تركيا ليس لقيم العلمانية
                        التي نتنازع الكلام عليها مع النخبة المزعومة
                        بل لقيم الفطرة التي أذن الله تعالى في نفعها حين يشاء، كالمحاسبة للجميع والجدية والشفافية..
                        هذا وأوافق على التعايش في أي إطار لواختلف الشعب وصار منقسما على نفسه، وتهدد السلم
                        وبتنا على باب محرقة، ولكن على ألا يصاغ هذا على أنه هو الإسلام، ولا على أنه الحل
                        السحري لكل بلد تريد التقدم، بل هو رضا بالواقع-في البلاد التي حالها الواقع كتركيا -جيشا وشعبا - حتى يقبل
                        الناس ويتفهموا رسالات الله تعالى


                        *نعم.. هو قال على الملأ- في مصر وتونس- كلاما عن العلمانية
                        وأنه يعمل طبقا لذلك، ولهذا الحد يحتاج أن يسمعنا تعريف الإسلام عموما وللفرد والأمة، وهل يشمل
                        نظاما شاملا لتوجيه البلاد وسياستها الخارجية، وإعلامها وتعليمها واقتصادها
                        وقوانين عقوباتها ولوائح مكوناتها بقدر ما توفر فيه كلام الله تعالى، ونصوص
                        كلام نبيه صلى الله عليه وسلم -مما اتفق على صحة سنده ومتنه وفهمه"
                        أهل السنة"بالنسبة لنا" ولا نقول الجمهور- باستثناء ما شذ فيه الخلاف
                        فلا يعتبر خلافا مؤثرا ومذهبا معتبرا حينئذ، وإلا ما بقي لنا شيء مع كل زلة وغفلة وفلتة لسان-
                        وماهية الدولة هل هي أفراد الحكومة المنفذين أم المشرعين أم القاضين بحكم
                        ارتضوه بينهم؟ أم كلهم؟ وهل لو ارتضوا جميعا أو أغلبهم تقنين الشريعة
                        وأخذوا بموادها التي جمعها السابقون، وأعاد ترتيبها مجمع البحوث
                        والمجلس الأعلى والأزهر-وهي في الأدراج بمصر- وأصدر قانونا جنائيا وبحريا
                        وتجاريا وغيره يكونون كافرين بالعلمانية؟ ومخطئين في حق النهضة كذلك؟
                        لنفهم ما ضرر أن نلقي العلمانية في القمامة؟ بمعنى إلقاء ما لا نرتضيه منها..
                        وما النهضة وغايتها؟ وهل نستنسخ حالهم أم نطوره وننتقي؟
                        وهل نستورد التقنية ونسترجع القيم من تراثنا؟ أم نستورد القيم؟
                        وهل كل القيم هناك إيجابية؟ وهل يعانون أفول العلمانية؟ أخاطب هنا
                        من يقرؤون لفلاسفة الغرب ومنظريه عن ظلام العلمانية الثلجي والخواء البارد الذي لفهم
                        أم أن الدولة -العلمانية- كتاب! وتسلسل إداري ونظامي ومرجعية في إطار نظري
                        مخالف لكتاب الرب تبارك وتعالى؟

                        ولأن الواقع في الظلام الدامس تبهره شمعة كما يبهره مصباح أو ثريا
                        فقد تعلق به كثيرون ..لكن بعد الإفاقة من الصدمة يكون الاتزان والنظر السديد
                        دون توهج العين واهتزاز الخاطر



                        *-لقد دافع "حسب بعض القراءات" عن العلمانية وكأن الإسلام تميمة شخصية سرية
                        والأديان تعويذة أو صنم في غرفة بيتك تبدأ وتنتهي صلتك به على عتبة بابها!
                        هل جاء يبشر بالعلمانية؟ فلماذا لا يبشر بالماسونية أيضا؟ وبالدولة اليهودية المتقدمة كإسرائيل
                        أو بالدولة الشيوعية المتطورة-كدولة- كالصين وروسيا أو .....ولماذا
                        لا يقول لنا سلبيات التجربة العلمانية -على الفكر والخلق والاقتصاد الفردي وكل منحى..- أم أنها خير كله!
                        العلمانية التي نعرفها منذ قوم عاد وثمود "أصلاتك تأمرك ...." راجع الآية الكريمة وتأمل
                        هل سنعيد إنتاجها؟ اسما أم قيما؟ ولماذا؟ ما الأزمة لدينا؟ هل لدينا أزمة منهج؟
                        هل لدينا أزمة مجتمع؟ أم مجتمع دولي يؤزم موقف شرذمة منا، لصالح مكاسبهم هم وهواهم واشمئزازهم؟
                        وهذا تقاطعا مع غايات هذا المجتمع الدولي ؟

                        والقاسم المشترك بين الأمم المتقدمة-قديما وحديثا- ليس هو العلمانية بل هو شيء من
                        العدل والاهتمام بالعلم

                        أيقولُ عنّا الغربُ إنّا أمّة .. لا تَهتدي لطريقهِ المسلوكِ
                        كذبَ العداةُ فأنتِ أوّل أمّة .. سادت وإن هانوكِ أو سلبوكِ

                        على أية حال.. زوبعة ستمضي، هو ليس حجة ولا نبيا للإسلام، ولا مؤسسا للعلمانية
                        العبرة الأن أننا كلنا كمصريين نريد الشفافية والمساواة أمام القضاء

                        ولنتأمل كلامه ليس فقط على ضوء " احكم بينهم بما أنزل الله" بل كذلك:
                        "وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه..."ما معناها؟
                        وهل النهضة تقتضي أن يضع البشر خلفهم كل رسالات الله تبارك وتعالى
                        وكل كتبه عز وجل .. هذا إن كان عن كفر بأن الكون له رب وملك، فأنتم متسقون مع أنفسكم "في هذه الجزئية" ومتناقضون معها
                        في بقية حقائق الكون والأنفس التي تشهد بأن الله حي قيوم عليم قدير.. أما إن قدمتم ذلك لنا على أنه يمكنك أن تعيش مسلما
                        ولا تسعى لإنشاء كيان يحتكم لتصورك، لا لتصور يقف على مسافة واحدة من تشريعات وعقائد وعبادات وأخلاق ومعاملات
                        عبدة الأوثان وعبدة الشيطان وعبدة النيران وعبدة البقر وعبدة الشهوة والمال والهوى وكل الملل والنحل ...فلا ..ارجع
                        إلى ربك ...إلى كلماته تعالى لتعلم أن ذلك محال...وعليك أن تختار وأن تدفع ثمن الاختيار...:

                        وهل ترىَ مصرُ صُبحاً بعدَ ليلتها .. وهل تقَرُّ عُيونٌ بعدَ تسهيد



                        *ماذا عن التغطية الإعلامية لكلامه وللموضوع..
                        فتحت التلفزيون وشعرت أن بعضهم ليس عندهم دم، وقلوبهم ماتت.. ولن أتحدث عن مستوى
                        المغالطات والتخلف العقلي والفكري والتشوهات النفسية
                        إعلام ساذج وشعارات مستهلكة وسمجة، سبحان الله، أليس لديهم كذب منمق، أو تلفيق راق متقن، شبعنا
                        من هذه النغمة الرديئة سنين- هل هذا وقت الكلام عن الدستور والمبادئ الحاكمة مرة ثانية؟
                        وأنتم تعلمون أنها مفخخة لتشعل شرارة وتدخلنا الدوامة ثانيا.. ولن تكون هناك انتخابات ولن يولي العسكر
                        ولن تكون هناك علمانية ولا مدنية ولا إخوانية ولا أي شيء بل سنظل ندور لصالح من يريدنا أن نقف هنا
                        أطول فترة ممكنة..

                        روحي فدى مصرٍ وتسلم ...روحها مما دهاها






                        *لنراجع بعض الاستدراك:
                        هل قال أن العلمانية حلوة المذاق؟ وأنها سبب تقدم تركيا؟ أم أن هنك علمانيات متنوعة زمنيا وجغرافيا ؟وما الفرق بينها وبين الإسلام؟
                        يا سيدي..... الإسلام :
                        سلم إلى الودود مقاليد قلبك، وليس فقط مقاليد أمرك
                        وليس هناك أنواع أمام الله تعالى منه
                        أما الأنواع التي تؤكل بها الأموال فكثيرة من كل المناهج وليس فقط الإسلام
                        "لا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا"

                        أخلاقهم كَصِفات الماء حائلة .. يا شرَّ مُنقلب منها ومنتقلِ
                        والماءُ يُغريك بالألوان يَسرِقها ... منَ الإناءِ وأشكال على نحلِ


                        فضلا عن أن هناك أنواع وإصدارات من الليبرالية والعلمانية والمدنية ركعت للصهيونية
                        وهدمت دولا على أشلاء أهلها في العراق وأفغانستان وأحرقت الأحياء في جوانتنامو
                        وأبو غريب وجانجي، وفي سجون عربية يشرفون عليها ولا يفتحون ملفاتها إلا وقت اللزوم، وهناك
                        أنواع أحرقت الناس أحياء، وبقوات مفوضة برلمانيا-بطريقة ديمقراطية
                        وتفويض دولي علماني والتاريخ طويل جدا وعريض جدا

                        وبهذا فحقوق الإنسان اتسعت لتشمل العبث في شخصيات شعوب ومسخ هوياتها الثقافية، وتأييد
                        القذافي ومذابحه-سابقا حتى حين- ولكثيرين مثله، وغض الطرف وحفظ الملفات لوقت المصلحة فقط..
                        فأي نموذج دولي هو المطروح، إذا ما دامت كلها بلا سقف وبلا مبدأ؟ أم أن مصر ستكون أول دولة
                        مدنية ليبرالية علمانية نظرية تتبع منظمات حقوق الإنسان بشفافية..
                        لأن كل النماذج بلا قيم وبلا سقف، وليس فقط بلا سقف للحريات والشطح، بل بلا حدود
                        للتجاوزات التي تسمح بها أسنان الدولة المدنية في الشعوب المسلمة




                        أيريدون بكم أن تجمعوا *** رقة الدين إلى الخلق الهزيل

                        "أحمد شوقي.."

                        أقول هذا بعد الأمير شوقي
                        لأن هناك ليبراليات وعلمانيات ومدنيات جدارها مثقوب أو بلا باب بأصول لولوجه، فتصل للرسوم
                        المستهزئة بالدين وللإباحية الاجتماعية..
                        ولمنع الحجاب في المدارس، والنقاب في الشوارع، والمآذن فوق الجوامع، ومنع تدريس القرءان في المناهج
                        وتعدد الزوجات مع السماح بتعدد العشيقات وتأجير
                        العاهرات، وشذوذ الرجال وسحاق السيدات، وكل شطح علمي يلوث الكون واقتصادي يغرق العالم في الكساد..

                        ..الأن أتمنى أن نعقد مؤتمرا لتعريف العلمانية المصرية، والليبرالية المصرية، والمدنية المصرية بحدودها وضوابطها، لكي
                        لا يزعم أحد تنصله..لا نريد جملا بل إجابات كاملة مفصلة كما لدينا تفاصيل في فقهنا وأصوله..

                        ستقولون وما لنا بهذه الشطحات والتطرف العلماني، وهاكم الضوابط"محترمة مرضية للعامة المتربصين طبعا"، ومن أين ستنبع
                        هذه الضوابط؟ أليس من
                        ثقافة الأغلبية؟ إذا المرفوض هو ذكر كلمة الإسلام
                        ومسألة التوافق لا الأغلبية مسألة خرافية، لأن الإجماع مستحيل، وسيرفض كل مشروع دخيل،
                        وأنتم مقامرون، وستذكرون ما أقول لكم



                        *هولندا تؤهل العاهرات لترك المهنة"راجعو وسائل إعلامهم"، بينما على الطرف الأدنى مخرجة مصرية
                        تريد تثبيت العمالة المؤقتة منهن ويعيبون على الكتاتني رفضه للبيكيني.. وفتحه للقضية.. بالله من الذي فتحها
                        ومن الذي لا يرى في العلمنة سوى الجنس؟ ولا يرى في الإسلاميين سوى الزي؟

                        المطلوب أولا بلسان الإسلاميين:
                        سيادة العدل، الإدارة والسلطة للمؤسسات، المواطنون أحراربمعنى الكلمة، الإعلام حر نظيف بقيمنا
                        وبلا توجيه سياسي مالي مبطن، المحاسبة المستمرة،الكفاءة معيار التنصيب..




                        * كان يمكنه أن يقول سبب تقدمنا هو العدل والحرية والشفافية والنظام والمحاسبة الدائبة والاهتمام بالتعليم


                        إن الشعوب إذا أرادوا نهضة .. بذرائع العلم الصحيح تذرّعوا


                        والإسلام لا يضاد العلمانية في قيم العدل والمساواة أمام القضاء والشفافية

                        الناسُ أَهلٌ وَإِخوانٌ سَواسِيَةٌ ** في كُلِّ شَيءٍ فَلا رَأسٌ وَلا ذَنبُ

                        العَدلُ إِن حَكَموا وَالحَقُّ إِن طَلَبوا ** وَالخَيرُ إِن عَمِلوا وَالبِرُّ إِن رَغِبوا




                        *وختاما.. قال ابن القيم:
                        ((والله يحب الإنصاف، بل هو أفضل حلية تحلَّى بها الرجل، خصوصاً مَن نصب نفسه حَكَماً بين الأقوال والمذاهب))

                        ((والكلمةالواحدة يقولها اثنان،يريد بها أحدهما أعظم الباطل، ويريد بها الآخر محض الحق، والاعتبار بطريقة القائل وسيرته
                        ومذهبه، ومايدعو إليه ))

                        وصلِّ يا ربِّ على محمّدِ * وسلِّمَن في دهرنا وسرمدِ

                        "طلب العلم فريضة"

                        د. إسلام المازني

                        تعليق

                        • Dr_Almazeny
                          كبار الشخصيات
                          • May 2006
                          • 151

                          #27
                          بسم الله الرحمن الرحيم
                          الحمد لله رب العالمين
                          هذا ءاخر ما رزق الله تعالى به مما يناسب المقام الذي جعلناه
                          للبناء والتربية وصناعة البطولة...
                          من الدروس المستفادة من سورة يوسف عليه السلام
                          بمنتهى الوضوح:
                          * أنك يمكن أن تبتلى بالأذى المادي، وتقع في محن
                          وبالأذى المعنوي كذلك!
                          *أن المحنة قد تطول سنين عددا
                          * أن هذا لا يعني سخط الله تعالى عليك ما دمت مستقيما
                          *أن اليأس ممنوع، فالفرج مخبوء، وقد يؤجل عقودا "فقد تأخر عن يعقوب عليه السلام وعن يوسف عليه السلام مرتين"
                          * أن الشكر في قلب المحنة واجب، لأنه دوما يكون فيها خيرات كوامن
                          للمتأمل بعين البصيرة !
                          *أن معية الله تعالى تطيب العيش حتى لو في السجن والكرب،
                          ولو في جو التهم المحيطة بالمرء "فقد كان عليه السلام شاكرا ممتنا حامدا مثنيا على ربه، وهو في السجن.."
                          *أن معرفة الله وشكره بهما يطيب القلب، وهذا لأن هذا القلب عرف
                          قيمة هذه المعرفة الحقة لله تعالى، وأنها أثمن شيء في الكون، ونعمة أن الله تعالى وصله، وكان معه، وبصره
                          هداه وفارق الضلال وأهله، وأنه تعالى ألهم قلبه، وألهج لسانه ....بذكره، فلا يزال شكره لربه نديا متغلغلا في فؤاده،
                          ولسانه رطبا، وكيانه راضيا، معلنا الرضا الجميل..

                          *أن معية الله تعالى توجد للمرء مهنة أخرى في الحياة، ينشغل بها
                          ويهتم بها بحب وولاء لها، وانتماء... وحتى في ظروف العجز الظاهري
                          يقوم بهذه المهنة، أويوجد غيرها مهما كان بسيطا تفصيليا،
                          مما يمت بصلة للخير ومقاومة الشر، فالنية تجعل الصغير كبيرا، والدرهم سابقا لألف درهم..
                          وتجعل من في السقاية ممن لا يؤبه له أفضل من القائد المبرز.. فالتقي النقي سابق وإن تأخر..
                          وتكون مهنة المرء الجديدة تلك في الحياة شغله الجميل، ومن ضمن أوليات مهمته
                          تبليغ الرسالة بالأدب، والوضوح والحسم، وحمل القضية
                          دون طلب! أي دون طلب من أحد..! ودون طلب أجر ولا ثمن ولا شهرة.. "فقد كان مهتما
                          بدعوة السجناء

                          *الشجاعة: لأن السجن والبلاء قد يأتيك وأنت لم تناضل نضاﻻ يعرضك له، ولم تجازف
                          ولم تحارب.. بل وأنت معتزل....وقد سجن يوسف عليه السلام في غير حرب ..واتهم، فكان حبسا
                          وقذفا رمي به..
                          فلماذا تبتعد عن النضال ما دام المقدر كائنا والمكتوب
                          صائرا، والمقضي حتما..فلو مكتوب أنك مسجون فستسجن...!
                          وصلت الرسالة أحبتي؟
                          "طلب العلم فريضة"

                          د. إسلام المازني

                          تعليق

                          • Dr_Almazeny
                            كبار الشخصيات
                            • May 2006
                            • 151

                            #28
                            " لم تلبسون الحق بالباطل..." هذه إشارة قرءانية لداء، وقد بين القرءان الدواء كثيرا:

                            التلبيس حول الحق أزلي، علاجه في التركيز على الحق ﻻ الرجال...فينكشف الحال...
                            التركيز على عوامل جلاء البصيرة، وعلى التجرد و التدبر الفردي، ﻷن الفتن
                            ﻻ تقول أنا فتن، بل أنا السنة! و المضلل يقول أنا عالم إمام
                            ﻻ يقول أنا مضل! ...
                            التلبيس في حال الناس بسبب أناس يفعلون الشيء و يبررون ضده...
                            و يصرحون بالتصريح و نقيضه...
                            و يأمرون بالمعروف و يقومون به بخير وجه، ثم يفعلون المنكر والشر..و يلبسون كل شيء ثوب الحق

                            ...إذا قبلت أن تتحكم فيك لجنة أو هيئة أو مؤسسة أو سلطة
                            وو تعلن هي رفضها لأي أساس ديني ومرجعيتها هي غير دينك بل وضعية مختلطة، ثم
                            ﻻ تعترف بأنك إما أقلية أو محتل من أقلية؟
                            فماذا تكون؟

                            **وﻻ يعني ضلال كثير من الرموز أن كل ما تقول فساد ، بل أحيانا يقفون ضد الفساد، وهذا سبب التلبيس على الناس ، و في
                            الرواية: تعرف منهم وتنكر....



                            بين قوله تعالى" فبما رحمة من الله لنت لهم" وبين قوله تعالى في التعامل مع المناوئين "واغلظ عليهم" وقوله سبحانه عند وجوب الحد "ولا تأخذكم بهما رأفة.."

                            **لو واسينا بعضنا وحنونا على بعضنا، ولم نشعل جو التنافس الأحمق لصالح الذئب المتفرج، لتحولنا لجو لا يسلبنا
                            الطاقة كل صباح، فكلنا جراح
                            ..كلنا بحاجة للحنو المتبادل، والإشفاق.. حتى لو أشركوا بالله " يا (بني) اركب معنا..."
                            وهذا لا يلغي الوضوح بل يلطف الحوار ويلغي الشحناء، و لا يلين العزائم، بل إن المشاعر الدافقة
                            هي التي تهون الصعاب، وتسهل بذل الروح، وتحقر الدنيا في عين المرء فيبذل لرفع الظلم نفسه .. ·

                            **الوضوح قد يستلزم الحدة والزجر والهجر أحيانا، المعني في كلامي هو منع
                            تسمم الجو بين الفرقاء، ربما حدث هذا لثقل النصيحة على النفس التي لم تتهذب
                            ولم تسم بذاتها، لأن في النصح-بطبعه لأول وهلة علوا من الناصح على المنصوح، وربما
                            بسبب الأسلوب والمهاترات، وبسبب الأثرة !


                            ** لكن هناك استثناءات:
                            حين تكون هناك واحدة تغتصب مثلا، أو شخص يذبح من الوريد للوريد وءاخر يتهمه بأنه الهرج! لا يدري القاتل
                            فيم قتل ولا المقتول فيم قتل! رغم أن الجميع من أمريكا للصين ومن روسيا لكيب تاون يعلمون
                            أنه صراع بين ظلم وعدل، ولدى بعضهم بين شرع ووضع، ودفع عن أرض مستلبة سيادتها
                            واستقلالها، وعن عرض انتهك مرارا، ولا زال، وعن مال منهوب، فمن مات دون
                            هذا فهذا ليس فتنة ولا هرجا ....بل واضح كالشمس: فرعون وحاشيته ضد بني مصر ...
                            لا لبس ولا حيرة ولا بلبلة ...معتد ومعتدى عليه! مدبر مكيدة، وضحية مكادة!...
                            رافض للذل والظلم والغبن والقهر ولعملاء ووكلاء الاستعمار، وأمامه طابور خامس ! .... .
                            حتى لو كان مشركا فالمسلم حري به الوقوف معه لرد الظلم عنه، مثل حلف الفضول وحرب الفجار
                            وما شابه كثير كثير...
                            .....وأحيانا نتسامح في الشدة والحدة، وبعض الناس يظن الهدهدة والتربيت
                            هي الرفق الواجب دوما، رغم كون الزجر والهجر والتوبيخ والتقريع والفضح
                            يكون كالكي علاجا أخيرا..
                            والرفق في مقام الخطاب المباشر والوعظ الفردي ربما، وحين يتسع المقام وقتا وظرفا...

                            أما أن نفترض أن كل أمر هو حمال أوجه! فهذا بحر لا ساحل له..خاصة لو انتشر الهوى!
                            فحتى الحدث الواحد و المشهد الساطع يعطيه بعض الناس تفسيرا بهواه و عنوانا يؤيده و بهواه!
                            بقي أن يقول : الشمس طالعة من أجلي أنا! أين الإنصاف ؟
                            "طلب العلم فريضة"

                            د. إسلام المازني

                            تعليق

                            • Dr_Almazeny
                              كبار الشخصيات
                              • May 2006
                              • 151

                              #29
                              "إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال ..."
                              أمانة راية الإسلام! "أي إسلام نريد؟"


                              قال تعالى:
                              " قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم"
                              ...........

                              "سألوا النبي صلى الله عليه وسلم حتى أحفوه بالمسألة ، فصعد النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم المنبر فقال : ( لا تسألوني عن شيء إلا بينت لكم ) . فجعلت أنظر يمينا وشمالا ، فإذا كل رجل رأسه في ثوبه يبكي..."...البخاري...


                              *لا أسرار في الطب، و لا أسرار في الدين!
                              *المصلحة باب من الشرع، وليست بابا لهدم الشرع!
                              *المصالح هي الراحات والمكاسب!، والمفاسد هي كل أذى وضرر...!!
                              غيرنا يفكر لنا؟
                              *المنافسة فاسدة، والمرجعية باطلة، ولافتة المصلحة هي الشرع لافتة مضللة!
                              *الجماعة المؤمنة عنوانها ليس مجرد التنمية ولا تحرير اﻷرض-فلسطين أو غيرها-
                              *يكفي لافتة:مبادئ الشرع! ولم نعد بحاجة لتلفيق أدلة وانتحال قياس، بعد هذا الابتكار...

                              *بناء اﻷمة قبل ادعاء الدولة...
                              *الإرادة غير الإرادة الجازمة!
                              *العقيدة ليست دراسة مؤلفات ومتون فقط
                              ولم يقدم النبي- صلى الله عليه وسلم- نفسه لقومه على أنه صانع تقدم اقتصادي مبشر بالرخاء، فهذا اختصار مخل! و قد يكون مضللا! فقد قدم نفسه كحامل رسالة، وكمشرف على تطبيقها المحفوف بالمخاطر..


                              *فلنتفق أحبتي على مفهوم الحق، ماهو؟ ثم ننظر للأشخاص، لنأخذ الموقف الشرعي.

                              *فلنتفق ما هو الوضوح المطلوب في القول والفعل!
                              وما هو وضوح الموقف! مشاركة أواجتنابا.

                              *وما هو المرجو والمأمول، وما الغاية؟ "أي إسلام نريد؟"



                              * إلإسلامي -الذي يقدم نفسه كإسلامي- عليه أن يتكلم بحسم عن المنهج والنظام، وكونه منهجا ونظاما يبنى على تفرد الإسلام وخصوصيته، وكونه منهجا شاملا كاملا تاما يتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم، وليس "كما نعيش".
                              وعلى الإسلامي أن يبين أن التغيير المنشود جذري، لا شكلي ولا لفظي:
                              ونتمتم "المادة الثانية من الدستور!"
                              أم هو مذهب ابن زيدون المسكين:
                              " .......* فَالطَيّفُ يُقنِعُنا وَالذِكرُ يَكفينا! "

                              أما السؤال: ما حجم البعد بيننا وبين الإسلام كله؟
                              هل هو غياب بعض أحكام تفصيلية؟
                              أم أن هناك مشكلة في الحقيقة، وفي الروح والمضمون، والقصد
                              ومعها مشكلة كبرى ليست شكلية ولا مظهرية، ولا في الدقائق! بل في جل
                              معالم وبناء النظام كله، وفي التوجه العام للبلاد والعباد، وفي البناء التعليمي
                              والإعلامي والثقافي والتربوي والدستوري والتشريعي واللائحي والتنفيذي بكل ضوابطه؟

                              1-ما موقف الإسلام -والمسلم- من المسار الديمقراطي المصري
                              والرضا بالأكثرية؟ هل هو اضطرار أم هي وسطية وهذا هو الطبيعي!
                              وشكل يعبر عن الجوهر الإسلامي القديم!!!


                              2-وما موقف الإسلام -والمسلم- من مسار التحاكم للقوانين الوضعية
                              و اللجان والقضاة والمستشارين الذين يحكمون بغير ما أنزل الله؟
                              بتشريع مختلط، أو بعقيدتهم عقلا وقلبا وهوى، وبانطباعهم!
                              هل يجوز أن يتحاكم مسلم إلى من يحكم بغير ما أنزل الله..لجنة أو مستشارا
                              أو قاضيا؟



                              3-وما ضوابط هذا المسوغ المصلحي الضروري إن صح في نقض
                              أصل! كما كنتم تقولون عن نقض أصل الاستسلام والرضا" فلا وربك لا يؤمنون
                              حتى يحكموك فيما شجر بينهم..ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما.." ؟
                              يا دكتور "وسطي"، ويا مستشار "وضعي"
                              "وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"

                              و"َلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ"


                              *قولوا جيشكم لم يقبل...وشعبكم لم يرد أن يبذل ويضغط..
                              قولوا نحن لم نجد من يقبل بالمرجعية للكتاب والسنة، واكتفى
                              الجمع بالاستسلام للاحتلال، العامل بالمبادئ العامة بين الملل والأديان والنحل والفرق والفلسفات، وهي العدل والرحمة والسماحة...
                              فقررنا التوافق! والعمل كبنائين مغتربين محترفين موظفين، كأنما نحن في أمريكا! ليفهم الناس عامة وجندا مغبة خيارهم..
                              أو أدخلوا الإسلام في السياسة كما هو .."ملة أبيكم إبراهيم"
                              "أن احكم بينهم بما أنزل الله"
                              وليس فيه -خسئتم- تأليها وحصانة لفئة، ولا جمودا، بل علماء وخبراء يجتهدون
                              لكن في الوصول للحقيقة، بضوابطه هو، لا تضييعها..!
                              يا دكتور وسطي:
                              "وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"

                              ويا مستشار وضعي:
                              "وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"
                              المنافسة فاسدة، والمرجعية باطلة، ولافتة المصلحة هي الشرع لافتة مضللة،
                              والعكس هو الصحيح، إلا لو قصدتم المصلحة الأخروية
                              أو الأممية العامة أوالآجلة..
                              الصواب: المصلحة في تطبيق الشرع..وهي الجنة..
                              قالوا: فما لنا؟ قال: الجنة..لم يقل الرخاء والنعمة، نعم قد يأتيان بعد محنة وتمحيص وفتنة وثبات! لكنه ليس ثمن الإيمان، ولم يكن أبدا في الدنيا! وأساسه اليقين بيوم الدين الذي فيه حسن الجزاء..
                              وإلا فأين تذهبون :
                              "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ...."

                              اتقوا الله...

                              لَكِن أَرى أَنَّ في الأَقوالِ مَنقَصَةً ** مالَم تُسَدَّ الأَقاويلُ الأَفاعيلُ


                              *الجماعة المؤمنة عنوانها ليس تحرير اﻷرض-فلسطين أو غيرها- بل اﻹنسان! وبرسالة اﻹسلام، عنوانها منهج اﻹسلام كله، ملة وشرعة، وليس اختصاره في كلمة الشريعة، ثم تصوير هذه الشريعة الكريمة على أنها المصلحة النسبية التقديرية البشرية المتقلبة، وبعض الحدود المؤجلة !!!!... .مرجعية العبودية لله تعالى ﻻ تتنازل عنها..
                              نختلف في الاجتهاد والمحاولة في تلمس الصواب وحكم الكتاب، وليس في التحاكم إليه أصلا كمبدأ! ...
                              عليك أن توضح للناس منذ اللحظة اﻷولى أنها أمة كتابها القرءان، وأنه لو رفض الناس تحكيم القرءان والتقاضي للتشريع بمجلس -مختار منهم من أفهمهم وأنقاهم- يستقي من القرءان قدر وسعه حكمه ومراده، فقد خلعوا اﻹسلام من حياتهم...لم يعودوا من أهله...نعم فرق بين استغلال النص وبين اﻹخلاص معه، وفرق بين الفهم لما فيه خلاف وبين المحكم، لكن هذا ﻻ يؤثر مطلقا في العقد اﻻجتماعي اﻷساسي، وفي أننا نعود ونرد كل أمر لله تعالى و إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، ونختلف أحيانا في فهمه وتطبيقه، لكننا ﻻ نجعل ذلك ذريعة لنبذه، أو للادعاء بأنه ﻻ حدود للاختلاف ولا باب للاجتهاد، بل لا سياج! وكأن العلم فوضى..القسط والعدل والإنصاف والإخلاص ثم العقل...
                              ولو ظهرت روائح غير ذلك فهي ظاهرة طبيعية عبر التاريخ، وعلاجها معروف، فبحر المصالح والمفاسد ﻻ ساحل له، وبحر سد الذرائع ﻻ قاع له، لو لم تكن بقية الفطرة والفكرة صحيحة، وبهذا يمكن أن نلبس كل شيء ثوب الشرع....بل يكفي لافتة:مبادئ الشرع!
                              ولم نعد بحاجة لتلفيق أدلة وانتحال قياس، بعد هذا الابتكار...
                              السادة يقولون كل هذا ﻻ يصح وباطل، وإما إسلام ! أوتقولوا: نتوافق (لأنكم اخترتم الباطل والضلال، وكأنكم شعب إسرائيل، ولستم على شيء)
                              "وكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ"
                              "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ"
                              نعم لقد أتى الإسلام بتغيير منظومة الأخلاق بالتوازي مع القوانين..
                              ‏ومنظومة الفن والأدب، وغاية العلم، ومدى التجريب فيه "بالأنساب مثلا"، والعلاقات كافة، وظهور المرء في مجتمعه، وما يسمح بعقده من اتفاقات مالية وبدنية ودولية! ما العيب في هذا؟ إنه الله! خالقكم؟
                              نعم، المسافة كبيرة.. إذا قولوها:
                              بناء اﻷمة قبل ادعاء الدولة...ليس كل اﻷمة، بل القله الثائرة المثابرة صاحبة القضية...النواة العاملة للحكومة الحاملة! الحاملة للرسالة الواضحة المعالم..التي ستحميها من هولاكو؟ أم أنه سيفسح لها الطريق في النظام العالمي؟ أم أنه سيسمح لها بالتدرج، وبالنمو البطيء حتى تكبر وتأكله؟ أم أن هولاكو المحلي سيعطيها السلاطة على طبق من فضة؟


                              *الإرادة غير الإرادة الجازمة!
                              شتان بين شعب يريد شيئا، وشعب يريد شيئا إرادة جازمة...أي دونها العمل والفداء
                              والله تعالى يطلب الدين منا إرادة جازمة....هل هذا واضح يا كرام؟
                              يمكنك أن تريد شيئا وتحزن لفقده، لأنه لا يتوفر عن طريق مشوار إلى
                              لجنة انتخاب! أو دفع جزء من مالك! لكنك لست مستعدا أن تموت في سبيله...

                              *جاء النبي -صلى الله عليه وسلم - والقوم في حالة تخبط شرعي، منهم معاند جاحد مغضوب عليه، ومنهم ضال تائه جاهل ملبس عليه، يظن أنه يحسن صنعا،
                              وكان -صلى الله عليه وسلم -طريقه واضحا، يتبرأ ممن خالف أصل نهجه
                              وممن حاول أن يفرغ النهج من مضمونه كذلك، كمن خالف في المحكمات والروايات
                              كثيرة، أي أنه صلى الله عليه وسلم جاء بالإسلام شاملا، تصورا ورؤية للكون ونظرة للحقيقة، وقوانين للتطبيق، ودعوة للعدل والحق والكرامة وإعمار الأرض، وليس لأحد أن يأخذ جانبا واحدا من الإسلام ويعرضه، ويتبناه كأنه هو كل شيء..
                              نعم إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها، ونعم للجمال والخير، ونعم أقرب القربات تحرير الرق، ومعاملة الفقير واليتيم والخادم المنكسر والأسير بالرقة والرحمة، والعطف على الحيوان، وعدم لعن الجماد وو.. كل هذا خير..
                              لكنه ليس كل شيء، وليس أول شيء، ولا الشيء الوحيد، ولا يغني عن سواه أمام الله تعالى..
                              *العقيدة ليست دراسة مؤلفات ومتون فقط، مع التركيز على اﻷسماء الحسنى والصفات فقط رغم عظمتها، أوعلى نوع واحد من الشرك، بل مع عدم المفاصلة فيه! وترك بقية أنواع الضلال والشرك، أو طرح قضايا لم تعد قضية الرأي العام كما كانت وقت إضافتها للمتون، فقد كانوا يضعون المسائل كلما استجدت فتنة، للضبط والردع و التبيين، وليست أيضا التركيز على المفاصلة دون التربية على ربط القلب ووصله بحقيقة اﻹيمان، من نطق القلب وقوله! ونبضه وعمله، وما يسمى قول القلب وعمل القلب وعمل الجوارح، وتحرك اﻷركان بالمواقف! وبالأداء والبذل، و بالسعي في سبيلها، وبالتعبير عنها بالقلم وباللسان..

                              4- وهل تم هذا البيان للناس؟:
                              إنكم أيها الناس بهذا المسار تستفتون على الشرع
                              وتتحاكمون للوضع؟ وما عاقبة هذا عليكم..؟ ودلالته ومقتضاه؟
                              بمعنى:
                              هل يجوز التقاضي والتحاكم للقضاة واللجان التي
                              لا تحكم بشرع الله؟
                              هل تم إعلام الناس بالبلاغ المبين"هذا بلاغ للناس"
                              البيان المفصل الشفاف حول هذا؟
                              ليس حول الشريعة، بل حول طريقة عرض
                              وتصويت القوم عليها، وتحاكمهم لمستشاري مبارك في الدماء والبلاد؟

                              جزء من الواجب تجاه الناس، ومن المعنى المطلوب هو تصحيح المفهوم أثناء اﻷداء، ﻷن الله تعالى سيحاسب الذي يجعلهم يأكلون الحرام كأنه قمة الطاعة والحلال، ﻻ اضطرارا بفرض اﻹكراه!

                              5- وهل هذا سبيل مشروع لعودة الإسلام؟
                              -ولا نتطرق لمسألة إن كان غير واقعي عمليا، فهذه مسألة أخرى- إن شاء الله
                              " فهناك أناس تريد شكل الديمقراطية، وأناس تريد شكل الإسلام"
                              "وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"
                              وليس هذا في الأحوال الشخصية فقط، حسب الدين الجديد الذي يروج له الإعلام والوسطيون! راجعوا القرءان، فهو ليس كتابا للأحوال الشخصية فقط بل لكل الأحوال.......! وكفاكم تدليسا على النفس، فأسوأ أنواع الكذب في رأيي هو الكذب على النفس، ﻷنه يبرر بقيتها، و يمنعك من التدارك ومن الرجوع، ﻷنك تعتبر نفسك فعلت الصواب.

                              6- هل يجوز شرعا المشاركة فيما يسمى اللعبة الديمقراطية، أو العملية الديمقراطية، بالوضع الحالي المصري الذي زعمتم خصوصيته؟

                              7-وما ضوابط الإكراه والضرورة التي تمنع الوقوع في الضلال بدعوى المصلحة والحاجة ورفع الضرر وتجنب المفسدة وو؟ أم أن كل من
                              يتصور أمرا فهو مجتهد معذور، حتى لو خالف كل الثوابت السابقة؟

                              8--هل واجب الشعب ليحافظ على دينه وعلى أمانة الملة والرسالة يقف عند الذهاب لصندوق الانتخاب؟
                              واعتبار نفسه مضطرا فيما سوى ذلك؟ ثم التآلف مع الواقع؟ وما المعتقد الصحيح
                              حيال ذلك؟ وحيال الربيع العربي!

                              ولا تستشر إلا هماماً سميدعاً ** صديقاً صدوقاً عالماً بالتجارب
                              وإياك والشورى لكل مخذل ** ضعيف جنان طائش غير راسب


                              9- ليس هناك أحد كبير على أن يخطئ، ولا مجموعة معصوم إجماعها من الخطأ، بل هناك أوقات يكون الحق فيها أهله في ضعف وكتمان وفتن، وتظهر الفرق وتبدل الموازين باسم الدين!، وتكون الغربة حال الدين الحق.

                              10-ليس هناك أحد صغير على أن يأتي بالحق، ولا أن ينظر في الكتاب الكريم، خاصة في أمهات الأمور الجلية الفطرية، التي لا تحتاج استنباطا، والعبرة
                              بما قال وليست بمن قال، -ابن القيم رحمه الله تعالى-ومسألة أخذ الدين عن الأتقياء، والاسناد خاصة بالنقل والشهادة والفتيا في عضل الأمور
                              للمقلد، وليست مبررا لرد الحق على قائله بدعوى أنه مخلوق
                              ضال أو مبتدع أو حتى شيطان " صدقك وهو كذوب"



                              ثم...:
                              ما الفرق إذا بين الكهنوت والاتباع عندكم؟ إذا كان الكاهن كما نعلم
                              يحرف المعنى أواللفظ، ويحتكر تفسير وفهم النص، وفهم المناط والواقع الذي يطبق
                              فيه...فمسألة ذكر الدليل والأثر هنا وترك غيره من الأدلة اختياره هو
                              وفهمه هو ...ولا يصح لك مراجعته، لأنك لست من طبقته و لا من درجته، فمسألة ذكر الدليل صارت طقسا للأداء لا التفاعل! أوتبركا فقط!
                              أو ذرا للرماد .....
                              لا أسرار في الطب، و لا أسرار في الدين، كل شيء له معايير وموازين، و مرجع.. كيلا يتأله أحد...وكل متخصص ملزم بأن يبين للعالم والجاهل من أين أتى بما يقول ولماذا, وإلا انتكسنا قردة وخنازيرا..
                              في العلوم الدينية والدنيوية...ونحن وسط بين التقليد من هذا النوع، وبين الوسطية الهجينة, فليس
                              معنى رفضنا الميوعة أننا لا نفكر، بل على العكس: نصطدم فكريا! وننادي:
                              ...مطلوب تشغيل الضمير...مع تشغيل العقل والتفكير بحرية المسلم! العربي
                              المفكر الذي كان يستمع ويختار الإسلام! التفكير خارج التابوت وليس الصندوق...فبعضنا موتى..

                              تصعيب الأمر الشرعي و تهويله يعطي قداسة لفهم ورأي من هو غير معصوم!
                              ويجعله كأنه هو الدين، وفي وضع كهذا سنضطر للاكتفاء! مع تقديرنا لعصور
                              كان العلماء فيها كأحمد وابن جبير: الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات، انتهى الكلام.....وما تحرجنا منه تركناه...
                              كان الصحابة يعيشون الصدق بالبساطة الجزلة المتينة.



                              11- لا يجوز لمن ينتسب للعلم والفتيا والدعوة والريادة الميدانية
                              القيادية أن يعرض في الكلام، أو أن يقول صراحة ما يخالف الإسلام،
                              لأن هذا إما ضلال إن صدق، أو هو غش وغدر إن كذب.


                              12- لا يجوز اتباع طريقة غير شرعية -بفرض جدلي أنها
                              ستنجح- لإقامة دولة شرعية، أو التمكين للدين، فهذا كالغدر، وكالمتصدق بالمسروق.

                              13- الوضوح ليس متوفرا، وإحساسنا بأنك تنتهج التدسس والخجل، والحرج
                              ورغبتك في طمأنة السامع لأنك لا تعرض -أو لا تعرف بالقدر الكافي- قيمة وعظمة رسالة
                              الإسلام التي تدعيها، ودقة تفاصيلها، ولا علوها على التجارب الأرضية،
                              ولا تبين أنك لست مستحييا منها، بل هم في عوار وضلال كبير وخراب وابتذال
                              منهجي بين، يظهر من أمراض حضارتهم الداخلية في مجتمعهم والمنعكسة على الشعوب
                              بسببهم، بل وعلى كوكب الأرض وبيئته.

                              نعم - إجابة من آخر "القصد!"-
                              نعم ... و آه ثم آه... الإسلام ضد النظام والمنهج والإبداع الذي تعنون
                              والذي تمارسون...

                              مسكين يا من تنازلت لهم عن كل شيء ولم يرضوا، لأنك لم تتبع قبلتهم، وتصلي مرة وظهرك للكعبة..."حتى تتبع ملتهم ..."
                              كم ذا أُريدُ وَلا أُرادُ *** يا سوءَ ما لَقِيَ الفُؤادُ!


                              14-أنت وسطي! ما معناها؟ وسطي بين
                              الفساد والصلاح؟
                              لو كنت تقول صراحة: وسطي بين جمود فهم وبين فقه عميق؟
                              فلا بأس لكن أين هو؟
                              ما دمنا نتكلم بين إسلامي
                              ولا ديني!
                              وعلماني!
                              ولا إسلامي!
                              ومضاد للإسلام العملي!
                              يريد الجري والتفلت من قيود الشريعة!
                              ويقر لك بمبادئ الشريعة، ولو سألته ما هي؟ فسيقول لك:
                              هي السماحة والحرية والعدل...وكأنما ندور حول نفسنا..وهل
                              هناك أمة أو دولة على وجه الأرض تقول أن مبدأها الجور والظلم والحيف!
                              وما هو الضابط للعدل؟ وللعقل؟ وللحرية؟ لو اختلفنا؟
                              المصلحة من يحددها؟ لو رأى بعضنا الصلاح في
                              جزئيات من مناهج وكليات من ملل شتى؟ وتجارب أخرى؟
                              (المصلحة باب من الشرع، وليست بابا لهدم الشرع!)
                              قال تعالى: " قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ!، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ"


                              15- المطلوب إما أن تعلن أنك لست إسلاميا! وأنك مصلح أرضي، وإما تفرد
                              المنهج كما أنزل، وتميز التصرف والموقف العملي!
                              نريد الموقف الصحيح الإيجابي أوالسلبي بالعزلة!
                              " فاعتزال الباطل واعتزال العبث، والخلط موقف إيجابي، تتوارثه الأجيال، ويقوض
                              بنيان الباطل، باجتنابه وتجاهله،"والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها"
                              والانسحاب من الجلسات، ومن الهيئات موقف معروف تاريخيا، ومخجل لأهلها، ومحرج لهم، وساحب
                              للبساط وهو شهادة من صاحبه بإعراضه
                              "فأعرض عنهم"..ثم هو يبني بدعوته وعمله، ولا يشترط أن يبيت في
                              كهف وإن كان ليس عيبا..
                              حتى لو خسرت نتيجة الخطوة اللحظيةـ فهي لسيت الغاية
                              المهم أن تكون أقررت بالحق، وأبلغت الرسالة، والتزمت وانقدت
                              للوسيلة الشرعية، لا التحاكم إلى فئة ضالة، ولا إلى صوت الكثرة تحت مبدأ
                              الشرعية للأكثرية!
                              ولا إلى القضاء الوضعي الذي جاءت النبوة بإزالته، ولم يفعل الأنبياء أيا منها..

                              لو أن خليفة راشدا رئيسا مهديا قائدا متأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم
                              بين أظهرنا هل سيتقاضى للقانون الوضعي واللجنة الوضعية؟
                              هل هذه المناورات والتجارب من السنن الكونية للتمكين؟
                              هل حلال على كل رواد العالم حرام علينا التغيير الشامل؟
                              وبكل سبيل؟ شعوب عليها حظر، ولا تريد كسره بالثمن..




                              16-التطمينات للغرب وللفرقاء وللشعب!؟؟

                              هل تشعرون بالحرج من الإسلام فتريدون تبديله؟
                              "كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه "
                              "بعدت عليهم الشقة"
                              "لكبيرة إلا على الخاشعين"
                              لا ينفك مشروع الإسلام عن القائمين عليه، ولا عن مسألة الإيمان
                              لأنه تحمل أمانة ورسالة وقضية، وكفاح وبذل وتعب،
                              وقيم مختلفة عن الخلل الأخلاقي والعقدي والتسيب المنهجي، وعن
                              العمل للدنيا استغراقا ولأجل الدنيا...
                              وبه تشريعات ناسخة لما قبلها! ولم يأت ليكون مرحليا عرضة
                              للنسخ زمنيا! بل كل فساد في كل زمان هو بترك القرءان.. أم سترون
                              الأكل من الشجرة مصلحة! " وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ"
                              وتقف مع الفنانات تقول لهن الإسلام لا يقيد الفن! ولا يحجر!
                              بل أنت من تحتاج إلى الحجر..
                              كيف يقال أن الإسلام لا شأن له بالقوانين والمعاملات والعلاقات
                              الخارجية وبالطعام، ولا يقيد الحريات والإبداع ولا الفن، ولا
                              يفرق عما يفهمه عامة الناس، ولا تغيير عما يجمع كل
                              العوام ؟
                              الإسلام منهج وملة وشريعة، وطريقة للفهم مبنية على
                              كتاب محكم مفصل، وعلى سنة محققة مدققة..
                              الإسلام له ركائز، فهو لا يقدم نفسه كمنهج أرضي، وكخطة تقدم وتقشف وبناء فقط..
                              ولا أهله كمصلحين للزراعة فقط..
                              ولا ينسى أبدا طرفة عين أنه مبني على الإيمان
                              والتسليم لله تعالى، وليس فقط ربوبيته سبحانه،بل إلهيته وأمره ونهيه، وحتى حين يترك جزءا من هذا أو ذاك فيترك لأمر أعظم، ولتعارضه مع واجب
                              أعلى ليس إلا..
                              وإلا ما هاجر وعذب وافتقر، ما دامت المصالح هي الراحات والمكاسب، والمفاسد هي كل أذى وضرر...!! ما أعجب هذا
                              وأي دين هذا الذي ينفذ فيه المرء ما يحب، ويدخر ما يحرص عليه!
                              والحقيقة أن المحنة والاختبار والابتلاء أمور لا تكون إلا بالأذى
                              والجهد والكد والضرر الواجب تحمله، لأنه عابر زائل
                              "لن يضروكم إلا أذى"
                              "هاجروا وجاهدوا ..."
                              لو لم يكن هناك فارق بين الإسلامي وغيره من العامة
                              فما هي رسالته؟
                              ومن قبل كانوا في الجهالة والردى ** حيارى سكارى قد عثوا في المفاسد
                              فأنقذهم ربي من الجهل والهوى ** وأحياهم محيي الرياض الهوامد

                              لو لم يفرق الإسلامي نفسه ومنهجه عن بقية العاملين للكون والوطن! -للبلد وللأرض والقوم- فما هي الرسالة التي يحملها
                              الإسلامي للدنيا، ولعشيرته؟
                              هل هي فكرة صوفية مبدؤها ومنتهاها القلب، وبعض السلوك؟
                              مسألة المبادئ العامة للشريعة هل معناها
                              نسيان الأحكام بدعوى أنها نص؟ كلام الله تعالى ووصايا نبيه صلى
                              الله عليه وسلم؟ الوصايا العشر التي يكفر بها الليبراليون الأن؟
                              هل معنى "مبادئ" هو نفي وجود محكمات في الأحكام وحدود قطعية وثوابت،
                              وهل استدعاء مسألة الضرورة كل حين معناها أننا مضطرون لترك
                              أجزاء من الإسلام بسبب ضغط معين؟
                              ومسألة المصلحة هل معناها أن القرءان والسنة
                              والرسالة يمكن إغلاقهم، والاكتفاء بكلمة المصلحة
                              وتدوير اللفظ على كل ما نريد؟.....
                              ويبقى اللفظ! إذا فاسمعوا:

                              "لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم"..
                              اللفظ! رصيدكم وحظكم من الدين!
                              كلا ليس هذا فقط هو الإسلام، وليس فقط صلة بين المرء
                              وخالقه سبحانه، بل هذه الصلة العظيمة مسألة كبيرة من كل أكبر وأعظم،
                              وأشمل ...وهو انعكاس عملي لهذه الصلة! التطبيق..اتباع الأمر..تنفيذ السمع! الذي هو
                              الطاعة..
                              المشروع الإسلامي لا ينفصل عن جانبه‏ العقائدي الفكري الإيديولوجي...
                              أعني ( لا ينفصل إسلاميا! ) عند الله تعالى..أما عندكم عمليا في الدنيا فيمكنكم أن تجعلوا القرءان عضين..
                              وإلا فقولوا للناس ليس هناك بعد الإسلام إسلام! (لأنكم لو اخترتم
                              منهجا شاملا سواه فقد اخترتم الباطل والضلال و كأنكم شعب إسرائيل لستم على شيء)



                              الإسلامي الحق!.. هناك فارق بينه وبين عامة الناس، وعامة المثقفين بلا شك..لا تقل:... "لا تخافوا، ليس عندي جديد مختلف، بل الإسلام هو هو ما نعرفه كلنا، لا جديد.."
                              كلا! بل هناك تجديد للأصل الغض الطري الندي..
                              الإسلام ليس مشروعا! بمعنى مشروع حضاري فقط، وليس مشروعا تنمويا! ولا وسيلة للنهضة فقط..
                              بل لا ضمانة فيه في الدنيا بالاستقرار والرخاء لجيل معين، بل لا ضمانة سوى ما ضمنه الرسل والأنبياء
                              والحواريين والصديقين والشهداء عند ربهم يوم الحساب..

                              وما كان هذا الأمر بدعاً فقد جرى * لأفضل خلق الله صفوة هاشم
                              محمد الهادي إلى الرشد والهدى * وأصحابه أهل النهى والمكارم

                              والإسلام مبني على معرفة الله تعالى، والعمل له سبحانه، وليس على برنامج إصلاحي حرفي مهني فقط، ولا يمكن إلغاء هذا الجانب من الرؤية والرسالة للدولة، والمهمة العامة للدولة ككيان يتحرك باستراتيجية، ولا لكل فرد فيها كعضو في حلم الدولة وتطويرها ووظيفتها ..
                              وهذا يختلف عن الفكرة الليبرالية-وغيرها- في التطوير، وفي الحرية
                              بلا شك، ويختلف عن بقية البرامج التي هي -مثلا- اقتصادية
                              لصالح المجتمع حسب وجهة نظر واضعيها،
                              فهو ليس مجرد رؤية اقتصادية للصعود بمجتمع للرفاهية، بل هو يشمل معها منهجا
                              إعلاميا وتعليميا وثقافيا مختلفا، وفيه ضوابط مختلفة بلا شك عن المناهج الأخرى،
                              وعن الصورة النمطية السائدة، وكفى تمييعا للأمور...











                              هل انتقاد الشيخ فلان لابد أن يوحع قلبك ويعد مدحا لغيره؟ أو انتقاصا من قدره هو المصون، ومن قيمته الكريمة، وذاته ومجهوده؟ أو رفعا لقدر الناصح المنتقد ومنافسة بينه وبين الشيخ؟
                              وهل عداء الطغاة المحليين والعالميين لفلان دليل أنه على صواب تام؟
                              وماذا إذا؟ وهم يعادون كثيرين مختلفين مع بعضهم أصلا؟
                              ويعادون شركائهم الملاحدة عند الصراع الدولي؟
                              هل يجوز لنا التفكير والنظر والتحري والتدبر؟
                              أم أن غيرنا يفكر لنا؟

                              و"َلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ"

                              * بعض الناس يفتعل معركة وهمية، وربما يضخم حجما ضئيلا، حين يصور للناس كأنما هناك جمع غفير يرى اﻹسلام هو قطع اليد، وأنه هو العاقل المعتدل، الذي سيقدم لهم اﻹسلام الكامل الذي هو العدل والرحمة بلا تفاصيل....وبالمناسبة لو يرون إلغاء الحدود لكيلا يغضب الأوروبيون لرقة حلف الناتو المرهف...فقد كانوا يتعللون بأن الحدود عندنا موقوفة نظرا للمجاعة تعطل فماذا عن بلجيكا؟ هل نعرض عليهم إسلاما بالهوى........لقد رفض النبي صلى الله عليه وسلم وكل اﻷنبياء أن يسيروا في طريق التغيير وفق قوانين الظلم...لم يتحاكموا إليها، ولم يقدموا أنفسهم كشيوخ قبائل يوفرون الاستقرار، ويحققون السيادة فقط، كما كان سادة دار الندوة، وكما كان عبد الله بن أبي بن سلول يحلم بملك المدينة، وﻻ كحكماء أوكهان أوأشرافا يتقاضى الناس إليهم للعدل وفقط، مثل كعب بن الأشرف، بل قالوا: كل هذا باطل ﻻ نتقدم للحكم عن طريقه، وكله قاصر ناقص، ﻻ يغني شيءا....هناك إله خلاق عليم حاكم ببيان منزل نجتهد في تطبيقه، لا في إخفائه لإرضاء العامة والعلمانيين ووو! ، وهناك بعث وحساب ودين و كتاب! هناك وصايا عشر عند أهل الكتاب، ووصايا مثلها عندنا، وهي مشتركة بين الرساﻻت، وﻻ تخضع للعقل، الذي صار يسوغ ويسمح ويقنن ما لم يأذن به نبي في قومه وﻻ ملك مبعوث..ﻻ نبي الله سليمان وﻻ داود وﻻ موسى وﻻ محمد صلى الله عليهم جميعا وسلم أذن بما يجري قانونا وخلقا وعرفا وحضارة الأن! بدعوى العقل واﻹرادة وووو فهي تحرم الفوضى المقننة ومواثيق العهر والعار سياسيا وأدبيا وإعلاميا وأخلاقيا، وتمنع الزنا الذي لا يجرمونه والشذوذ والقتل وتقنن الحدود والقصاص وو؟؟ فعقل الغرب والشرق وأوروبا جعلهم يقننون منهجا في التعامل بينهم، ويغيرونه تباعا، وفي التعامل مع العالم، ومع الأخلاق والفلسفة والرؤية للعالم، ومع الرسالة والمهمة الكونية للفرد والأمة! والحكومة! بل والتعامل مع الكتب المقدسة والنبوات، ويشمل نظامهم كل ما جاء اﻷنبياء لرفضه وهدمه....ولم يقدم النبي- صلى الله عليه وسلم- نفسه لقومه على أنه صانع تقدم اقتصادي مبشر بالرخاء، فهذا اختصار مخل! و قد يكون مضللا! فقد قدم نفسه كحامل رسالة، وكمشرف على تطبيقها المحفوف بالمخاطر..



                              *يكفيك أن تعيش مع إخلاصك لمولاك، إن كنت مخلصا
                              يكفيك أن تعيش مع صدقك بينك وبين ربك، إن كنت صادقا
                              فأنت تصدق نفسك، وضميرك يرتاح إلى معتقدك وقولك وعملك..
                              وإلى موقفك!

                              "وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"

                              "واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم"
                              "واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه"


                              "طلب العلم فريضة"

                              د. إسلام المازني

                              تعليق

                              • Dr_Almazeny
                                كبار الشخصيات
                                • May 2006
                                • 151

                                #30
                                ءاية الكرسي بين التدبر والتفسير"1-8"

                                الحمد لله رب العالمين..
                                اللهم صل على محمد وعلى ءال محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى ءال إبراهيم

                                سلامٌ على المعروف في الكتبِ نعته ** ولكن أهل الكفر أخفوه حُسدا
                                سلام على من قام بالوحي منذراً * وقام به جنح الدجى متهجّداً
                                سلامٌ على من كلّف العرب سورةً * تشابهه نظماً فكلٌ تبلدا

                                قال تعالى:
                                " الله لا إله إلا هو الحي القيوم......"

                                هذه أعظم ءاية، وهي من "من دستور المسلمين وديوانهم المرجعي"، وفيها موعظة للمتفقهين والمفتين، ولواضعي الدساتير والمستفتين، وللمعنيين من بني ءادم عليه السلام... من الليبراليين واليساريين والسائرين في كل مسالك الدنيا والدين..


                                دينٌ تُصانُ حقوقُ العالمين به ** ويستوي عنده الساداتُ والخدمُ
                                ضلّ الألى تركوا دُستورَهُ سفهاً ** فلا الدساتيرُ أغنتهم ولا النُّظمُ

                                ءاية فيها نصيحة علمية عملية إلى الكرام الناطقين بالفتيا، المتحدثين باسم الدين، وإلى كتبة الدساتير، والباحثين عن الحقيقة، والمتحدثين باسم الحرية والمدنية ..

                                آيةٌ للرّسول تبقَى وكم مِنْ ** ءايةٍ للرّسول ذاتِ اتّصال

                                لنا أرشيف عظيم، يتعامل مع الثوابت والمتغيرات بحكمة بالغة، فيضع
                                محكمات كريمة لما لا يتغير مثل عقيدة المرء ورؤيته وتصوره وفهمه للدين والإيمان ومعرفته بربه تعالى شأنه، وفي دواء رغباته وعيوبه البشرية الأزلية، الفردية والأممية، ويضع عموميات أخرى تفاصيلها متطورة متجددة، تحت قيم عامة، لما يستجد من حاجياته اليومية حسب الزمان والمكان، والظرف والحال الفردي والعام.. وضوابط ذلك والعجز والضرورة وما شابه معلومة، والمماحكات والحيل والتملص أمور معلومة! وإنكار البدهي معلوم!

                                هو الأَحد القَيوم من بعد خَلقه ** وما زال في ديمومة الخَلق أَولا...
                                وما خَلَق الإنسان إلّا لغاية** ولَم يترك الإنسان في الأَرض مهملا...

                                قال تعالى:
                                "ولكن الله يفعل ما يريد.."
                                تأمل جيدا فهذا تعليم وتذكير... تأمل في أحداث عمرك، وحال الكون
                                وتقلبه من حولك، واتل كلمات ربك:
                                " ولكن الله يفعل ما يريد"

                                ثم انظر إلى العظمة بعدها يا بني:
                                " الحي القيوم"
                                " لا تأخذه سنة ولا نوم"
                                " لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء" :


                                لا قدرة لكم ولا قوة، ولا تقومون حتى بأمر أنفسكم،
                                ولا عندكم حتى مجرد علم بما تواجهون، ولا دراية، ولا إحاطة إدراك بأي شيء لم يرد أن تعلموه ....
                                أحيانا تعلم وتعجز...فتقف أمام تلك القوة الهائلة، عارفا بقدر الفارق بينك وبينها..
                                لكنك هنا-أمام قدرة الله تعالى- لا تعلم إلا ما يشاء لك...فأنت هنا عبد مخلوق ضئيل، محدود المعرفة والقوة دوما.. والفارق أبعد من تصورك.. ولا مقارنة، فليست مواجهة دنيوية... فلمن تركع؟ لصخر أصم؟ أو لطاغية مغتر! لديه علم محدود، وقوة محددة، لكنه ظن أنه قادر عنتري حتى ضد الموت، وعلى الأرض المزينة إلى أبد وأمد غير ذي حد...
                                وكم رأيناهم يموتون ويمرضون ويصابون بالجنون، ويخسرون كل شيء!
                                وقد كانوا أخذوا بكل سبب للحماية والوقاية!
                                كم من ملكٍ أوفى عدداً ** فبنى ليقيم ولم يُقِمِ


                                العالم الحق يعلم كلما فهم شيئا جديدا أن العمق المعرفي أمامه بعيد، لا ينفذ أمام عينه، ولا يدرك أمده، وغير محدود قراره، هذا حول الكون وبنائه وقوانينه المتقنة المحكمة، التي بنيت بإعجاز وإبداع بل وبجمال أيضا، فكيف حول الخالق البارئ لكل هذا، المصور الحكيم المهيمن،
                                العالم الحق يعلم ويقر للعالم من حوله أنه لا ينتهي أمامه مدى للحقائق والنظريات، وأنه يزداد معرفة بأن هناك الكثير لم يعلمه بعد،
                                ولم يكتشفه ولم يفهمه على وجهه، وأنه ينقض أحيانا علم من سبقوه وأنه يرى الكثير من الدقة، ويزداد علما بجهله، وتواضعا
                                ويعرف قدره...

                                وأمت عبيدك يا مميت موحداً ** لأنال خير سعادة السعداء
                                يا حي يا قيوم أحيي مهجتي ** بتلاوة القرءان ذي الأنباء

                                وهو الحي سبحانه:
                                وَما الناسُ إِلّا مَيِّتٌ وَابنُ مَيِّتٍ ** تَأَجَّلَ حَيٌّ مِنهُمُ أَو تَعَجَّلا..
                                فَلا تَحسَبَنَّ اللَهَ يَخلُفُ وَعدَهُ ** بِما كانَ أَوصى المُرسَلينَ وَأَرسَلا..

                                هذا عن العلم، ولا تحيط بشيء من علمه تعالى، إلا بما شاء..
                                ثم: القدرة والطاقة وإمكان العمل، والقوة والبقاء والحياة والرزق والحفظ والرعاية، والعناية بالمجموع وبالفرد!
                                هو : "القيوم" وحده،
                                --
                                قال ابن القيم:
                                هَذَا وَمِن أوصَافِهِ القَيُّومُ وَال ** قَيُّومُ فِي أوصَافِهِ أمَرَانِ
                                إحدَاهُمَا القَيُّومُ قَامِ بِنَفسِهِ ** وَالكَونُ قَامَ بِهِ هُمَا الأمرَانِ
                                ------
                                وكلنا عبيد القيوم، سبحانه! لا شك في ذلك، إلا لدى العميان..
                                وأنت لا تقدر على أي شيء بذاتك، بل أنت نفسك قائم بإرادته وقوته وحفظه، وتدبيره هو سبحانه القيوم، الذي به حياة وقيام واستمرار كل شيء، وهو لا يحول ولا يزول، وكلنا يرى أسبابه الدنيوية أحيانا تنفذ أمام المقادير، ويرى النتائج شاهدة في الواقع والتاريخ أنها ليست بيد فرد أو أمة، أو بسبب فاعل مطلق، بل بيد عليم خبير، وقدرته مطلقة تلغي السبب أحيانا، وتعمل في غيابه، أو تلغي أثره، أوتعمل بعكسه أحيانا فتكون العاقبة كما يريد الحق وكما في سننه الكونية التي لا تتبدل، أفتتخذه عدوا؟ أو تتخذ عدوه وليا!
                                "لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء...."...
                                أليست هذه خطيئة؟
                                أليست المسارعة إلى مغفرته أولى بي وبك:

                                وَلَم يَبغِ إِلّا أَن نَبوءَ بِفَضلِهِ ** عَلَينا وَإِلّا أَن نَتوبَ فَيَقبَلا!

                                "لا تأخذه سنة ولا نوم":
                                هل نسيت أنك ضعيف مهما ملكت، وأنك مجرد إنسان، وأنك تنام وتسقط وتغيب،



                                يا من يجيب دعا المضطرّ في الظلم ** يا كاشف الضرّ والبلوى مع السقم
                                قد نام وفدُك حول البيت وانتبهوا ** وأنتَ يا حيّ يا قيّومُ لم تنَمِ

                                وهو سبحانه لا ينام، بل يحفظك أنت في نومك! حتى يمتلئ كيسك
                                ويأتي أجلك، فتأخذ جزاءك..
                                فأين تذهب؟
                                "من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه"
                                لا صلة ولا زلفى، ولا واسطة تغني، إلا أن
                                يأذن هو سبحانه للشفعاء المرضيين فيشفعوا للموحدين المرضيين،
                                فهم محتاجون مثلك إليه.. وسبيله واحد لا صلة به وإليه إلا منه..
                                هو ولي المؤمنين، ومخرجهم من عتمة التيه إلى ضياء النور، والطغاة
                                يسحبون فريقهم إلى مرحلتين، إلى سواد الظلمات ثم منها إلى النار!
                                "الله لا إله إلا هو الحي القيوم"
                                "لا تأخذه سنة ولا نوم.."
                                " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه"
                                "يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم..ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء"
                                ثم بعد تمام البيان
                                "{ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ ءامنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ،
                                وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ }
                                فهل ترى الطغاة ينهون عن الصلاة فقط؟ وترى الشأن الذي خلقنا له هو الذكر والشعائر والمشاعر"الجليلة" فقط؟ أم ترانا معبدين بالطاعة، وتلمس مراد الله من كتابه، ومحبته ونصرته، وحمل رسالته، والتمسك بوحيه؟
                                أم نفرغه من مضمونه، ليبقى لهوانا ما يريد؟
                                فرغنا كل أمر من حقيقته لغاية ومقصد وعلة ومصلحة، ثم فرغت هذه المصطلحات من تعريفها القرءاني، ومن اعتبارات التصور للمؤمن الرباني، المؤمن الذي يعلم الكتاب ويدرسه، " ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وما كنتم تدرسون"
                                وصارت العلة عجيبة متلونة ملتوية، محدودة مبتسرة مختزلة مختلة، والمقاصد مختلفة حسب حكمة المغريات، كأنه لا محنة في الحياة ولا ثمن لكلمة الدين، و صارت الغايات شتى، ترضي الناس ليرضوا عن الدين!، والمصالح قصيرة عابرة، بل وغير معتبرة عند عرضها على ميراث أنبياء وعلماء شرفاء" ليسوا سواء"، بل هي مصالح قاصرة متصادمة شوهاء وأحيانا متفحشة...
                                ثم فرغنا كل وصف من مضمونه ومسماه، و من معناه ومدلوله!
                                وأعطينا لكل أمر صكا بالشرعية، ولكل سائر صكا بأنه من المستسلمين
                                لرب العالمين...
                                " لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا.."
                                "فاستمسك بالذي أوحي إليك"
                                "ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه
                                ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله.."

                                هل وضعنا العنوان أننا مرجعيتنا الكتاب ثم اختلفنا في الفهم؟
                                أستغفر الله..
                                إني أراكم على خطر عظيم، خطر أن تستمروا فيما تكتبون، كما تكتبونه...
                                وما أبرئ نفسي، ولو حتم على الناصح أن يسلم من العيب ما تكلم
                                أحد منذ خلق الله الخلق...
                                يا حيُّ يا قيُّومُ يا سبُّوحُ يا * قُدُّوسُ يَا من ما لَهُ من ثاني
                                اِرحَم ضَعِيفاً قَد أَتاكَ وَمَالهُ * شيءٌ منَ الحَسناتِ في المِيزانِ

                                قال الطبري البليغ العبقري رحمة الله عليه :
                                وأما تأويل قوله:"لا إله إلا هو"
                                فإن معناه: النهي عن أن يعبد شيء غير الله الحي القيوم.
                                وأما قوله:"الحي" فإنه يعني: الذي له الحياة الدائمة، والبقاء الذي لا أول له بحد، ولا آخر له بأمد ، إذ كان كل ما سواه فإنه وإن كان حيا

                                فلحياته أول محدود، وآخر ممدود، ينقطع بانقطاع أمدها، وينقضي بانقضاء غايتها.
                                عن الربيع قوله:"الحي" حي لا يموت.!"
                                قال أمية ابن أبي الصلت الثقفي:
                                لم تخلق السماء والنجوم...
                                والشمس معها قمر يعوم
                                قدره المهيمن القيوم...
                                والجسر والجنة والجحيم
                                إلا لأمر شأنه عظيم

                                "طلب العلم فريضة"

                                د. إسلام المازني

                                تعليق

                                يعمل...
                                X