من وحي الفهرسة

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • alshamali
    عضو منتسب
    • May 2006
    • 192

    من وحي الفهرسة

    خواطر أسجلها من قلب الحدث ، وعند تسجيلها أرى القلب ينفطر مع كل حرف ينزف من خلالها ! ويحضرني في هذا المقام قول الشاعر ابن دوستْ في الكتب :

    عليكَ بالحفظ دونَ الجميعِ في الكتبِ ... فإِن للكتبِ آفاتٍ تفرقُها
    الماءُ يغرقُها والنارُ تحرقَها ... والفارُ يخرقُها واللصُّ يسرقُها

    وقد أجاد شاعرنا التصوير لما يعتري الكتب من آفات ، أحيانا تكون هذه الآفات طبيعية وفي كثير من الأحايين تكون نتيجة إهمال متعمّد أو عن جهل لما تحويه من قيمة ترخصُ دونها الأثمان مهما غلت !

    والحديث عن الإهمال لهذا المخزون الحضاري ذو شجون ، ويحتاج منا إلى تفعيل عملية الشهيق والزفير في أعلى وتيرة لها ..فترى بعض هذه الكتب المخطوطة غاية في الجمال من حيث التنسيق والتزيين ، وموضوعها بالتأكيد هو الفيصل الأساس ، فقد تكون في التفسير أو في الحديث ، أو العلوم الدينية ، أو في العلوم الدنيوية أو في غيرها ..
    فترى جيوش الأرَضَة أو غيره من أعداء المكتبات ، قد سبقوك إلى التهام العلم !! وقد استأثروا بها قبلك .. واللصوص أيضا لهم نصيب !

    فمن هذه الجيوش من اكتفي ببعض الصفحات ، ومنهم من جاء على نصف المخطوط ، ومنهم من هجره خِلُّه فقال لتحترق روما ، أو لتغرق الأندلس !
    والقوم نائمون عن مايجري في مملكتهم الحضارية ، حتى إذا ما أصبحوا وجدوا الخطر الداهم قد أتى على أغلب هذه الذخائر ، فتنادوا بينهم أن هلموا إلى استنقاذ مايحفظ لنا ماء الوجه ..

    أحمد الغنام
    في الخامس من شهر كانون الثاني سنة إحدى عشر بعد الألفين من الميلاد
    أحمد الغنام
    http://www.dhifaaf.com/vb
    شبكة ضفاف لعلوم اللغة العربية
  • عبدالرحمن السليمان
    عضو مؤسس، أستاذ جامعي
    • May 2006
    • 5732

    #2
    [align=justify]أخي الحبيب الأستاذ أحمد،

    خواطر رائعة تلك التي تكون والانسان في حضرة الكتب والمخطوطات والعلم. فأي شيء أجمل من إخراج أثر السلف المخطوط من دهاليز الإهمال إلى النور؟ وأي شيء أروع من قراءة ما أراد الراحلون أن يخطوه للأجيال القادمة؟

    فهنيئا لك أخي الحبيب، ونصيحة: عقم يديك جيدا بعد تصفح المخطوطة، وضع بقربك طاسة ماء لترطيب أصابعك وقت تقليب الصفحات .. فمن يدري، فربما كان بين الكتب كتاب لملك، وقد دس له منافس له في الملك، أومظلوم، السم في صفحاته ليتخلص منه!!!

    وهلا وغلا![/align]

    تعليق

    • alshamali
      عضو منتسب
      • May 2006
      • 192

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان
      [align=justify]أخي الحبيب الأستاذ أحمد،[/align][align=justify]

      خواطر رائعة تلك التي تكون والانسان في حضرة الكتب والمخطوطات والعلم. فأي شيء أجمل من إخراج أثر السلف المخطوط من دهاليز الإهمال إلى النور؟ وأي شيء أروع من قراءة ما أراد الراحلون أن يخطوه للأجيال القادمة؟

      فهنيئا لك أخي الحبيب، ونصيحة: عقم يديك جيدا بعد تصفح المخطوطة، وضع بقربك طاسة ماء لترطيب أصابعك وقت تقليب الصفحات .. فمن يدري، فربما كان بين الكتب كتاب لملك، وقد دس له منافس له في الملك، أومظلوم، السم في صفحاته ليتخلص منه!!!

      وهلا وغلا![/align]

      أضحك الله سنك أيها الدكتور الحبيب عبد الرحمن !
      ولكأنك تقرأ أفكاري ..

      تحياتي لك ،
      أحمد الغنام
      http://www.dhifaaf.com/vb
      شبكة ضفاف لعلوم اللغة العربية

      تعليق

      • alshamali
        عضو منتسب
        • May 2006
        • 192

        #4
        عدوى من القرن الخامس للهجرة !

        كنت قد فرغت من فهرسة مخطوط قديم يعود تاريخ نسخه للقرن الخامس الهجري ، وفي هذه الأثناء شعرت بحكة من جانب الرقبة على الطرف الأيمن منها ، حككتها فزادت وتيرتها ! تنبهت لمقال أستاذنا الذي تدربنا على يديه في الفهرسة ، وهو من المراجع المهمة في هذا العلم إذ نبهنا وقتها حين قال لنا : يجب عليكم أن تقوموا بتعقيم أيديكم بعد الانتهاء من التصفح من المخطوط ، فسألته ولم يا أستاذي الفاضل ؟
        فرد قائلا : إنه كان في القديم من النساخ من يكون مصابا بأحد الأمراض المعدية ، ولا شك أن هذا المرض قد ينتقل إليكم ، فقديما لم يكن الطبّ تقدم في القضاء على كثير من تلك الأمراض المعدية !
        جعلني وقتها أتأمل كيف لعالم مضى على فراقه هذه الحياة الدنيا قرونا وقرونا ، أستطيع أن اصل حبلي بحبله ، ولكن عن طريق أحد الأوبئة ..
        عجيبة هذه الحياة وعجيب فيها الإنسان !

        في التاسع من شهر كانون الثاني للسنة ألفين بعد إحدى عشر ميلادي .
        أحمد الغنام
        http://www.dhifaaf.com/vb
        شبكة ضفاف لعلوم اللغة العربية

        تعليق

        • alshamali
          عضو منتسب
          • May 2006
          • 192

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة alshamali
          خواطر أسجلها من قلب الحدث ، وعند تسجيلها أرى القلب ينفطر مع كل حرف ينزف من خلالها ! ويحضرني في هذا المقام قول الشاعر ابن دوستْ في الكتب :

          عليكَ بالحفظ دونَ الجمعِ في الكتبِ ... فإِن للكتبِ آفاتٍ تفرقُها
          الماءُ يغرقُها والنارُ تحرقَها ... والفارُ يخرقُها واللصُّ يسرقُها

          وقد أجاد شاعرنا التصوير لما يعتري الكتب من آفات ، أحيانا تكون هذه الآفات طبيعية وفي كثير من الأحايين تكون نتيجة إهمال متعمّد أو عن جهل لما تحويه من قيمة ترخصُ دونها الأثمان مهما غلت !

          والحديث عن الإهمال لهذا المخزون الحضاري ذو شجون ، ويحتاج منا إلى تفعيل عملية الشهيق والزفير في أعلى وتيرة لها ..فترى بعض هذه الكتب المخطوطة غاية في الجمال من حيث التنسيق والتزيين ، وموضوعها بالتأكيد هو الفيصل الأساس ، فقد تكون في التفسير أو في الحديث ، أو العلوم الدينية ، أو في العلوم الدنيوية أو في غيرها ..
          فترى جيوش الأرَضَة أو غيره من أعداء المكتبات ، قد سبقوك إلى التهام العلم !! وقد استأثروا بها قبلك .. واللصوص أيضا لهم نصيب !

          فمن هذه الجيوش من اكتفي ببعض الصفحات ، ومنهم من جاء على نصف المخطوط ، ومنهم من هجره خِلُّه فقال لتحترق روما ، أو لتغرق الأندلس !
          والقوم نائمون عن مايجري في مملكتهم الحضارية ، حتى إذا ما أصبحوا وجدوا الخطر الداهم قد أتى على أغلب هذه الذخائر ، فتنادوا بينهم أن هلموا إلى استنقاذ مايحفظ لنا ماء الوجه ..

          أحمد الغنام
          في الخامس من شهر كانون الثاني سنة إحدى عشر بعد الألفين من الميلاد
          عليكَ بالحفظ دونَ الجمعِ في الكتبِ ... فإِن للكتبِ آفاتٍ تفرقُها
          الماءُ يغرقُها والنارُ تحرقَها ... والفارُ يخرقُها واللصُّ يسرقُها



          أحمد الغنام
          http://www.dhifaaf.com/vb
          شبكة ضفاف لعلوم اللغة العربية

          تعليق

          يعمل...