تأملات في صفقة الأسرى الأخيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحمن السليمان
    عضو مؤسس، أستاذ جامعي
    • May 2006
    • 5732

    تأملات في صفقة الأسرى الأخيرة

    تأملات في صفقة الأسرى الأخيرة
    [align=justify]
    ترسخ صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، التي أطلق فيها سراح 1027 أسير عربي مقابل أسير يهودي واحد، مبدأ رسخته إسرائيل في الصفقات السابقة وتجتهد كثيرا في ترسيخه على الدوام، ألا وهو أن قيمة الانسان اليهودي الواحد أكثر من قيمة ألف انسان عربي .. ولقد ركزت وكالات الإعلام العالمية كثيرا على هذه النقطة في تعاطيها مع الخبر عن إتمام صفقة التبادل .. ولقد قرأت هذه الصباح أخبار الصفقة في الصحف العالمية، فانزعجت كثيرا من الإمعان في التركيز على قيمة العربي مقارنة بقيمة اليهودي.

    وترسيخ هذه الحقيقة، حقيقة أن قيمة الانسان اليهودي، في الوقع، أغلى من قيمة ألف انسان عربي، ليس إنجازا يهوديا، بل إنجاز عربي بامتياز، ذلك أن الأنظمة القومية (الناصرية والبعثية) التي عرفها العالم العربي هي التي جعلت قيمة ألف انسان عربي أقل من قيمة الانسان اليهودي الواحد، بل هي التي جعلت من قيمة الانسان العربي أقل من قيمة علبة سردين فاسدة. ولن يحترم أحد في العالم مواطنين يعتبرههم حكامهم "جرذانا" و"جراثيم" فقط لأنهم طالبوا بحقوقهم المشروعة .. ولن يقيم أحد في العالم اعتبارا لمواطنين يعتبرهم بعض المثقفين وأشباه المثقفين "حميرا" و"كلابا" فقط لأنهم طالبوا بحقوقهم الطبيعية أيضا .. ولن يقدر أحد في العالم مواطنين يعتبرهم نبيحةُ الأنظمة القمعية خونة فقط لأنهم يطالبون بحقوقهم الآدمية أيضا .. فالاحترام يفرضه الشخص على الآخر، وهو ـ أي احترام الذات ـ غير موجود على الإطلاق .. ومن يهن يسهل الهوان عليه كما قال شاعر العرب.

    لذلك ينبغي وقف الاسطوانة المشروخة، أسطوانة المقاومة والممانعة التي حررت ألف أسير عربي بأسير يهودي واحد .. فألف لعنة على مقاومة وممانعة تجعلان من قيمة الانسان اليهودي الواحد أكثر من قيمة ألف انسان عربي .. ولا بد للعرب أن يتوقفوا عن ممارسة رذيلة الكذب التي زرعتها فيهم وسائل إعلام الأنظمة القومية .. لا بد لهم عن التوقف عن اعتبار الهزائم المنكرة التي ابتلي العرب بها نصرا مجيدا .. لا بد من التوقف عن اعتبار هذا الإذلال لهم أمام العالم عزا وكرامة .. لا بد لهم من التأمل مليا في أسباب النصر والعزة والكرامة الحقيقية، ذلك أن قيمة العربية الحقيقة اليوم في ميزان الأمم، لا شيء على الإطلاق، وأن للنصر والعزة والكرامة أسبابا غير ما يدعيه خريجو الكباريهات السياسية العربية.
    [/align]
  • حامد السحلي
    إعراب e3rab.com
    • Nov 2006
    • 1373

    #2
    شاليطهم وشلوطنا لفيصل القاسم

    شاليطهم وشلوطنا
    [align=justify]د. فيصل القاسم

    [/align][align=justify] وأخيراً هذا هو جلعاد شاليط الأسير الإسرائيلي الذي أطبقت شهرته الآفاق وقد أمّن التحرر من الأسر بعد أن حقق نجومية تضاهي نجومية أشهر الشخصيات في العالم. من منا لم يسمع باسم ذلك الجندي الإسرائيلي الذي أسرته حركة حماس؟ فقد أصبح أشهر من نار على علم بعد أن جعلته وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية وحتى العربية على كل لسان لكثرة ما تحدثت عن "محنته" وضرورة إطلاق سراحه. وكان بعض قادة حركة حماس قد أعلنوا أنهم لا يذهبون إلى بلد عربي، إلا ويفتح المسؤولون العرب معهم ملف الأسير الإسرائيلي، ويطالبونهم بإطلاق سراحه. وكم تعجب مسؤولو حماس من ذلك الحماس العربي المنقطع النظير للإفراج عن "شاليط" الإسرائيلي، بينما لا يحرك أولئك المسؤولون ساكناً من أجل إطلاق عشرات الألوف من "الشلــّوطات" العرب في السجون الإسرائيلية الغراء..

    أما إذا لم تعرفوا من المقصود بـ"الشلــّوطات" العرب فهم الأسرى أو المساجين العرب الذين يقبعون في السجون الإسرائيلية والأمريكية والأجنبية منذ عشرات السنين، ولم يلتفت إلى محنتهم أحد. إنهم مجرد "شلــّوط" في عرف الحكومات العربية. ولمن لا يعرف معنى مفردة "شلــّوط"، فهو نوع من الأحذية الرخيصة الذي يتندر البعض برداءته وقلة قيمته.

    لا أذيع سراً إذا قلت إن قيمة الإنسان العربي في بورصة الأنظمة العربية لا تساوي قشرة بصلة، فالحكومات التي تسوم شعوبها سوء العذاب داخل البلاد، وتحاربها بلقمة عيشها، وتدوس كرامتها، وتنكل بها ليل نهار لا يهمها أسر مواطن لها من قبل العدو أو جهة أجنبية، أو اختفاء بعض رعاياها في ظروف غامضة في هذه المنطقة أو تلك من العالم، ولا يضيرها أن يبقى المئات من مواطنيها في سجون الأعداء عشرات السنين. فالذي يضطهد مواطنيه في الداخل لن يتحرك لنجدة أسير له، أو معتقل في الخارج. وكم من المساجين العرب يدخلون سجوناً ومعتقلات أجنبية ويقضون داخلها عشرات السنين، ثم يموتون دون أن يسمع بهم أحد، أو تلتفت إلى قضيتهم حكومة عربية.

    متى نظمت الحكومات العربية حملات كبرى للضغط من أجل إطلاق أسير لها، أو الإفراج عن بعض رعاياها الذين يقبعون في غياهب سجون العالم؟ هل سمعتم عن بلد عربي تأهب لإطلاق سجين من معتقل غوانتانامو الأمريكي الرهيب؟ بالطبع لا. فقد صمتت الدول العربية التي لها مساجين في المعتقلات الأمريكية صمت القبور، ولم تحرك ساكناً، ولو على عينك يا تاجر، من أجل لفت الأنظار إلى محنة أسراها ومعتقليها. ولولا ضغوط وتدخلات الحكومات الغربية لما خرج بعض المساجين العرب الذين يحملون جنسيات أوروبية من غوانتانامو.

    متى سمعتم عن حملة عربية للإفراج عن الأسرى العرب في السجون الإسرائيلية؟ هل سأل أحدكم نفسه لماذا لا تتردد إسرائيل في استبدال مئات الأسرى الأحياء العرب برفات جندي إسرائيلي؟ السبب بسيط، فشتان بين "الشاليط" و"الشلــّوط".

    كيف للأنظمة العربية التي تتآمر أجهزة أمنها مع الآخرين لملاحقة هذا المواطن العربي أو ذاك وإيداعه السجون وتعذيبه شر عذاب في المعتقلات الأمريكية الطائرة، أو في تلك التي تستضيفها بعض الدول العربية عن طيب خاطر، كيف لها أن تدافع عن سجين أو تعمل من أجل تخليصه من براثن الجلادين الأجانب؟ أليس حرياً بالمطلوبين العرب أن يسجدوا لله عزل وجل كي يقيهم شر الأجهزة العربية التي لا تتردد في بيع خدماتها الأمنية لكل من يريد أن يلاحق أو يقبض على مواطن عربي؟ هل سمعتم في حياتكم عن جهاز أمن إسرائيلي أو أمريكي يتآمر مع جهاز أمن أجنبي لملاحقة أو القبض على مطلوب أمريكي أو إسرائيلي؟ هل يعقل إن أجهزة الأمن في بعض الدول العربية تشارك الأمريكيين في تعذيب بعض المساجين العرب بكل وقاحة؟ ألم تتلقف الأجهزة الأمنية في بعض الدول العربية بعض المشتبه بهم أمريكياً لتكمل مهمة الأمريكيين في التحقيق والتعذيب في السجون العربية؟ هل يعقل إن بعض الدول العربية باركت وقوع بعض مواطنيها في أيدي السجانين الأجانب لا لشيء إلا لأن المساجين مطلوبون سياسياً لهذا البلد العربي أو ذاك؟ ما هذه الدول التي تنتقم من معارضيها بهذه الطريقة البائسة والحقيرة؟أهي دول فعلاً، أم عصابات؟

    متى نشاهد زعيماً عربياً يزور عائلة أسير أو سجين عربي يقبع في المعتقلات الإسرائيلية أو الأجنبية، ويطمئن ذويه بأنه سيعمل قصارى جهده كي يعيده إلى أهله سالماً غانماً، أو على الأقل يواسيهم عاطفياً، كما فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، حيث زار ذوي “شاليط”، وطمأنهم بأن دولته متأهبة لإعادته إلى بيته مهما كلف إطلاقه من أثمان؟

    جميل جداً أن نفرح الآن بخروج أكثر من ألف أسير فلسطيني من المعتقلات الإسرائيلية وعودتهم إلى أهلهم وذويهم، لكن المحزن جداً أن هذا العدد الهائل من الأسرى العرب خرج مقابل أسير إسرائيلي واحد فقط لا غير "قدّس الله سره". ولا داعي أن نقول إنها إهانة فادحة لكل من قال أنا عربي تزيد في إحباط العرب إنسانياً وسياسياً وأخلاقياً، وترفع من شأن الأعداء المستعدين أن يخرجوا ألوف االشلـّوطات العرب من أجل استرجاع يافع إسرائيلي.

    لا عجب أبداً أن تبادل إسرائيل ألوفاً مؤلفة من العرب بفرد واحد وهي تشاهد الجيوش وأجهزة الأمن العربية تطلق النار في الساحات والشوارع على المتظاهرين بشكل عشوائي كما لو كانوا أسراباً من الذباب كي لا نقول قطعاناً من الدواب. هل شاهدتم يوماً جندياً إسرائيلياً يطلق النار على أبناء جلدته بهذه الفاشية والوحشية العربية؟ بالطبع لا، فإسرائيل مستعدة لأن تذهب إلى آخر الدنيا كي تخلص أحد مواطنيها من براثن الخاطفين كما فعلت في مطار عنتيبي الأوغندي ذات يوم، بينما يجنــّد حكامنا كامل قواتهم العسكرية والأمنية لذبح الأبرياء والعزل لمجرد أنهم خرجوا يطالبون بأبسط حقوقهم.

    على العموم طالما أننا لا نحترم أنفسنا فلن يحترمنا أحد وسنظل نبادل ألوف الشلــّوطات العرب بشاليط إسرائيلي واحد.

    متى يتحول "الشلــّوط" العربي إلى "شاليط"؟ سؤال طرحته في مقالة سابقة. ومن الواضح أننا سنبقى نطرحه إلا إذا تمكنت ثوراتنا المباركة من تحرير الإنسان العربي من ربقة الاستبداد والطغيان وتحويله إلى"شاليط"؟![/align]
    إعراب نحو حوسبة العربية
    http://e3rab.com/moodle
    المهتمين بحوسبة العربية
    http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
    المدونات العربية الحرة
    http://aracorpus.e3rab.com

    تعليق

    • عبدالرحمن السليمان
      عضو مؤسس، أستاذ جامعي
      • May 2006
      • 5732

      #3
      [align=justify]أخي الأستاذ حامد،

      الأمل في الثورات العربية لأنها هي التي ستعيد للمواطن العربي اعتباره. وإعادة الاعتبار أول خطوة في سبيل توظيف قدرات المواطن العربي في سبيل الرقي بالأوطان والانسان فيها.

      وشكرا على نشر المقال، وتحية طيبة.[/align]

      تعليق

      • Aratype
        مشرف
        • Jul 2007
        • 1629

        #4
        إخواني، بالعكس أرى أن الصفقة ناجحة ولا تهضم حق العرب

        لقد استطاعت حماس رغم أنف العدو الصهيوني إجباره على إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين.
        القضية ليست واحد مقابل ألف وإنما واحد ووراءه العدو الصهيوني مقابل ألف ليس لهم إلا الله...

        والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا !

        تعليق

        • حامد السحلي
          إعراب e3rab.com
          • Nov 2006
          • 1373

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة aratype مشاهدة المشاركة
          إخواني، بالعكس أرى أن الصفقة ناجحة ولا تهضم حق العرب

          لقد استطاعت حماس رغم أنف العدو الصهيوني إجباره على إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين.
          القضية ليست واحد مقابل ألف وإنما واحد ووراءه العدو الصهيوني مقابل ألف ليس لهم إلا الله...

          والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا !
          هذه أؤيدك بها أستاذنا الكريم وأذكر أن حازم صاغيى الصحفي اللبناني كتب تعليقا على صفقة الأسرى أنه يأمل ألا ينتبه العرب إلى معادلة حسابية وهي كم إسرائيليا يجب أن نخطف لنحرر فلسطين؟

          وحسب المعادلة حوالي 3500 ولو استطاع العرب خطف 3500 جندي إسرائيلي فستكون معايير القوى أصلا قد انقلبت
          إعراب نحو حوسبة العربية
          http://e3rab.com/moodle
          المهتمين بحوسبة العربية
          http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
          المدونات العربية الحرة
          http://aracorpus.e3rab.com

          تعليق

          • ahmed_allaithy
            رئيس الجمعية
            • May 2006
            • 3966

            #6
            إن الصحفيين الإسرائيلين والغربيين وغيرهم ممن يروجون أن الإسرائيلي بألف عربي أو أكثر إنما يقولون ذلك من باب العنجهية الفارغة، ويحاولون أن يتجنبوا التصادم مع من يعترضون ليقولوا لإسرائيل كيف تطلقين سراح كل هؤلاء مقابل جندي واحد من ناحية، ولكن الناحية الأخطر هي أن أسر جندي واحد وعدم تدخل إسرائيل لإطلاق سراحه بشتى الطرق والوسائل حتى ولو في مقابل 100 ألف سجين عربي - يعني انهيار الجيش الإسرائيلي بالكامل، فهم محطمون نفسيًا، وتغريهم حكومتهم بكل الوسائل لعدم الفرار من الخدمة وما أشبه، ولذلك فتماسك المنظومة العسكرية جزء منها تعهد الحكومة بتقديم كل وسائل الدعم الممكنة للحفاظ على جنودها.

            كذلك فالمبادلة ليست عددًا، فليس لدى العرب سوى أسير واحد هو شاليط، ولو كان هناك أسرى إسرائيليون آخرون لما تركتهم إسرائيل، ولدخلوا ضمن الاتفاق.
            د. أحـمـد اللَّيثـي
            رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
            تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

            فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

            تعليق

            يعمل...
            X