محاولة لفهم ما جاء فى خطاب السيسى الأخير فى الأمم المتحدة حول الخلافة و الإخوان والإرهاب

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Dr-A-K-Mazhar
    ملاح
    • Nov 2007
    • 1864

    #46

    [align=center]محاولة لفهم ما جاء فى خطاب السيسى الأخير فى الأمم المتحدة حول الخلافة و الإخوان والإرهاب
    (31)

    أولاً: الفعل السياسى و الكلام السياسى على مستوى الدولة (متابعة)[/align]


    مازلت ابحث فى عقل السيسى عن موقع "الإخوان" و خصوصا أن ما نعرفه عنه قليل ، و أنه كان موظفا فى الدولة و غير معروف للناس حتى استلم مقعده فى المجلس العسكرى ... ثم وزيرا للدفاع وبعدها تحرك و اطاح برئيسه " محمد مرسى" الذى أقسم له!!....وما يثير التأمل ما ذكره كرئيس لدولة مصر فى خطابه الأخير فى الأمم المتحدة عن "الإخوان" و الخلافة" و "الإرهاب" و كأنهم شىء واحد.

    تاريخ مختصر جداً للإخوان كقوة فعل سياسى على الأرض

    سقطت آخر خلافة رسميا عام 1924 ، و نشأ الإخوان 1928 ومن أهدافهم الخلافة ، و زاد نشاطهم الدعوى أساساً فى عصر الملك ودخلوا ملعب السياسة و حدثت عدة اغتيالات و كان مصير مؤسسهم " حسن البنا" الاغتيال ايضا. ، و من خلال العمل السياسى شارك الإخوان فى حرب 1948، و عملت الجماعة للوصول للحكم و حدثت لقاءات بينها و بين الضباط الأحرار قبل يوليو 1952 ، و فى البداية كان هناك قبول من الضباط الأحرار لهم فى جسم الدوله حتى أنك لو شاهدت بعض الأفلام القديمة للعروض العسكرية قبل تنحية رئيس مصر بعد 53 "محمد نجيب" كنت ترى بعض كتائب الأخوان فى العرض و رافعين علما عليه "الإخوان المسلمين" ، و دخلوا فى السياسة و طلبو بعض الوزارت و رفض اصحاب القوة العسكرية طلبهم ، و دخل قادة الجيش أيضا فى السياسة منذ 1952 ورفضوا مشاركة الإخوان فى سياسة مصر ووضعوهم فى السجون و اعدموا بعض قياداتهم. و بعد موت عبد الناصر خرجوا من السجون ، وانشقت منهم جماعات لم تتفق مع منهجهم ، و دخل الإخوان لعبة "الفعل السياسى" وما يتبعها من صراعات السياسة ، و ارتضوا بقواعد اللعب كما تحددها الدولة ، و بحثوا عن مقاعد مجلس الشعب ، وبدأو يحصدون مقاعد اكثر فى عصر مبارك، و يبدوا أن عملهم فى السياسة لم يعجب مبارك ووضع لهم بعض الحدود ، وتوسعت قاعدتهم ، وهنا اصبحوا يمثلون تهديدا لبعض القوى فى مصر و لقادة المؤسسة العسكرية ، وبعض قوى الخارج الذى لا تقبل الإسلام السياسى.

    الاخوان إذن منافس فى الحكم و عدو منظم وقديم للمؤسسة العسكرية ، له فكر سياسى بأصول إسلامية ، وهذا الفكر غير مقبول من رؤساء المؤسسة العسكرية ، ومن بعض الناس فى مصر كفكر دينى ، و غير مقبول أيضا من بعض الدول المتحالف معها السيسى.

    السيسى و أخونة الدولة

    قبل عزل مرسى سمعنا كثيرا من "دكاكين الكلام السياسي" عن اخونة الدولة ، و يبدو أن السيسى ايضا لا يريد الإخوان لأنهم يعملون على أخونة الدولة. و لكن....

    ماذا تعنى أخونة الدولة؟

    تعنى ..

    أولاً: اخونة الدولة بتغيير المسؤولين عن إدارة الدولة

    ثانيا: اخونة الدولة من ناحية تطبيق الإسلام فى دولة مصر

    فهل هذه ثمثل تهديدا لمصر فى رأس السيسى؟

    ( يتبع)

    تعليق

    • Dr-A-K-Mazhar
      ملاح
      • Nov 2007
      • 1864

      #47

      [align=center]محاولة لفهم ما جاء فى خطاب السيسى الأخير فى الأمم المتحدة حول الخلافة و الإخوان والإرهاب
      (32)[/align]

      أولاً: اخونة الدولة تعنى تغيير المسؤلين عن إدارة الدولة

      من الواضح لمن يعرف نظام الحكم فى مصر أن نسبة كبيرة ممن يرأس المؤسسات المصرية و المحافظات و رؤساء المدن ، و ايضا الكثير ممن يرأس الشركات والمحليات و المدراء الكبار و رؤساء المصانع الحربية ،و شركة مصر للطيران و هيئة التصنيع الحربى و... من لواءات الجيش و الشرطة ، وهى أذرع من يحكم للسيطرة على مفاصل الدولة . واخونة الدولة إذن تعنى إضعاف الأزرع التى تتسلط على مفاصل الدولة.

      و لكن عندما يهدف الجيش إلى أن تكون له وظائف سياسية ، فهل يرضى قادة الجيش بالتخلى عن هذه المناصب لإناس من غير الجيش؟

      هل يتخلى لواءات الجيش والشرطة عن الامتيازات و السلطة بتركهم الإخوان فى الحكم؟

      طبعا لا..لأن ذلك شىء مكروه لهم و قد اسمته "دكاكين الكلام السياسي" اخونة الدولة!!


      ثانيا: ماذا تعنى اخونة الدولة من ناحية تطبيق الإسلام فى دولة مصر

      هل تعنى أخونة الدولة ...

      00- السماح بالزواج بأربعة؟
      00- منع الربا والخمور و العرى؟
      00- اجبار السيدات على الحجاب المرأة (وربما فى تصور بعض "دكاكين الكلام السياسى" اجبار النقاب)؟
      00- اجبار الناس على صلاة الجماعة 5 مرات يوميا؟
      00- قطع يد السارق؟
      00- رجم الزانى؟
      اخذ زكاة المال بالقوة؟
      00- تطبيق بعض احكام الطلاق و الخلع؟
      00- تطبيق حد الردة؟

      ربما هذا فى تصورهم ما تعنيه " أخونه الدولة"

      و ما نموذج تطبيق الإسلام المرفوض فى تصورهم و أن الأخوان ستتبناه؟

      نموذج السعودية فهى تطبق الإسلام و لا يعترض الناس هناك و يتحالف معها السيسى
      ربما نموذج تطبيق تركيا للإسلام.. ز لكن السيسى لا يحب تركيا كما نلاحظ من "دكاكين الكلام السياسى" الرسمية
      وماذا عن تطبيق نموذج ماليزيا للإسلام ؟
      أو نماذج افغانستان و باكستان؟

      ربما هذا التصور عن الأخونة هو ما يتمسك به السيسى و اتباعه.

      و لكننا نسمع من طرف واحد فقط ، و لم نسمع قول الإخوان فى موضوع "الأخونه" حتى تتزن الصورة ، فهل يمكن أن يقول لنا مرسى عن مفهومه للأخونة؟


      [align=center]السيسى و الأخوان :ملخص[/align]
      السيسى ليس مفكرا سياسيا و لا يدل تاريخه و سيرته الذاتية أنه يملك رؤية سياسية ( قومية أو تغريبية أو إسلامية أو رأسمالية أو اشتراكية أو شيوعية أو عاكانية أو يسارية أو تقدمية أو ليبرالية أو...) و لكن ربما تأثر من خلال وظيفته فى الجيش و كون رأيا بخلطة مصرية عسكرية. ومن هنا يمكن أن نلخص موقف السيسى من الإخوان فى واحد أو كل من الاحتمالات التالية:

      1) يتبنى موقف عبد الناصر من الإخوان منذ خمسينيات القرن المنصرم. ولا يريد أن يصل تيار إسلامى ( الأخوان) للحكم لتأثير هذا التيار الإسلامى على وضع الجيش و قيادتة التى تتحكم فى مفاصل الدولة و تملك جزء كبير من اقتصاد مصر.

      2) يتبنى " السيسي" آراء لبعض المفكرين حول الدين و السياسة ، و أن لا دين فى السياسة ولا سياسة فى الدين ، و كقائد للجيش وكقوة قتل لن يسمح بوصول تيار إسلامى للحكم.

      3) لا يرى أن الخلافة تصلح للحكم بتأثير آراء على عقله ( من الداخل و الخارج) اقتنع بها ، و خصوصا بعد تولى د. مرسى سلطة الحكم عام 2012 و تحركات مرسى وعلاقاته من تركيا ( و تركيا لها اتجاه إسلامى و هى صاحبة أخر خلافة) ، وعدم قبول دكاكين السياسة المصرية ، التابعة لقوة من يحكم فى مصر و المناهضة للفكر الإسلامى ، أن يظهر من يمهد الطريق للخلافة.


      هذا عن الإخوان ...وماذا بعد عن "الإرهاب" فى عقل السيسي؟

      ( يتبع)

      تعليق

      • Dr-A-K-Mazhar
        ملاح
        • Nov 2007
        • 1864

        #48

        [align=center]محاولة لفهم ما جاء فى خطاب السيسى الأخير فى الأمم المتحدة حول الخلافة و الإخوان والإرهاب
        ( 33)

        الإرهاب و السيسى ، والسيسى و الإرهاب[/align]


        كان من المفترض أن اكمل على هذه الصفحة ما حاولت فهمه من معانى الإرهاب فى عقل السيسى ، عندما قام ومساعديه بالإعداد لخطابه فى الأمم المتحدة ، و لكننى توقفت لصعوبات معلوماتية و فكرية استطيع بها أن اجد إجابة على السؤال

        ما "الإرهاب" المقصود فى خطاب السيسى ، و معانيه فى عقل من يسمع خطابه من ممثلين دول العالم؟

        كتبت سابقا أن من يتعامل مع السياسة يتعامل معها من حيث

        00- السياسة ككلام
        و
        00- السياسة كفعل

        ووصفت كلام السياسة عند مشجعين "مدرجات السياسة" و " كلام دكاكين السياسة"، وهنا ايضا على هذه الصفحات أنا اتكلم سياسة ، و لكننى لا اريد أن اكون متكلما من مدرجات مشجعين السياسة ، ولا من مدمنى بضائع ومنتجات "دكاكين الكلام السياسى "، و لكننى ابحث عن كلام سياسى من نوع أخر ، كلام سياسى لتوصيف " الفعل السياسى" و مستوياته .

        والتكلم فى السياسة لوصف الفعل السياسى و آلياته يواجه مشكلة أساسية وهى أن الفاعلين السياسيين يستعملون دكاكين الكلام السياسى للإستهلاك السياسى المحلى و العالمى لكلمة "إرهاب" ، ويتلقفها المشجعون فى مدرجات الكلام السياسى و يتجادلون مع مشجعين أخرين ، و يشترون بضائعم عن "الإرهاب" من "دكاكين سياسية" يحبونها. فهل يمكن أن نصل لأى رأى عن "الإرهاب" يحتمل الصحة فى هذه الغابة من كلام دكاكين سياسية عن "الإرهاب" تابعة لصاحب قرار الفعل السياسى: "السيسى"؟؟

        لذلك قررت أن اتجول بعيدا عن دكاكين كلام السياسة و كلام السياسيين الموجهة لمشجعين المدرجات للاستهلاك الشعبى و التعبوى لكلمة " الإرهاب" باحثا عن الفجوات المعرفية و الأزمات الفكرية الخاصة بموضوع "الإرهاب"

        ( يتبع)

        تعليق

        • Dr-A-K-Mazhar
          ملاح
          • Nov 2007
          • 1864

          #49

          [align=center]محاولة لفهم ما جاء فى خطاب السيسى الأخير فى الأمم المتحدة حول الخلافة و الإخوان والإرهاب
          ( 34)

          الإرهاب و السيسى ، والسيسى و الإرهاب ( متابعة)
          [/align]

          ما الإرهاب فى عقل السيسى؟

          كمحاولة أولية(يمكن أن نعيد صياغتها) يمكن أن نعرف "الإرهاب" بأنه فعل من أفراد أو جماعات أو دول يسبب قتل و ترويع ، و أضرار مادية ومعنوية للناس و الأملاك ، و لكن هناك عدة احداث تشترك فى هذا التوصيف فكيف يمكن التمييز بين إرهاب و لا إرهاب فى احداث تشترك فى القتل و الترويع و الإضرار بالنفوس و الأملاك؟

          ربما نجد الإجابة عند الساسة و من يملك "دكاكين الكلام السياسى" ، و عند كل من يقول كلمة "إرهاب" ، ولأننا هنا نحاول فهم ما يعنيه السيسى بكلمة "إرهاب" ، فسوف أسأل السيسى عدة اسئلة عن حوادث ليقول لنا هل هى إرهاب أم أنها ليست من الإرهاب.

          يا رئيس مصر ومحارب الإرهاب ..ماذا تعنى بكلمة إرهاب ؟

          ولتوضيح إجابتك من خلال امثلة ، فما هو الإرهاب فى الحالات التالية:

          00- هل ما قامت به قوات الجيش والشرطة من قتل فى رابعة و النهضة يعتبر إرهاب أم لا؟
          00- هل استعمال قناصة لقتل متظاهرين يعتبر إرهاب أم لا؟
          00- هل استعمال امريكا لطائرات دون طيار فى باكستان و اليمن و افغانستان لقتل ناس إرهاب أم لا؟
          00- هل تفجير إنسان نفسه فى سوق تجارى إرهاب أم لا؟
          00- هل قتل مصليين برصاص فى صلاتهم للفجر إرهاب أم لا؟
          00- هل قتل جنود اسرائيل لمصليين فى القدس إرهاب أم لا؟
          00- هل ما تقوم به إسرائيل من اغتيالات لقادة حماس إرهاب أم لا؟
          00- هل إعدام عبد الناصر لسيد قطب و عبد القادر عودة لمجرد "كتابة كتب" إرهاب أم لا؟
          00- هل قصف طائرات إسرائيليه لفلسطينين من المدنيين و النساء و الأطفال فى غزة و هدم بيوتهم إرهاب أم لا؟
          00- هل تهجير السيسى للمصريين فى سينا و هدم منازلهم إرهاب أم لا؟
          00- هل تفخيخ سيارات و قتل جنود امريكان فى العراق إرهاب أم لا؟
          00- هل السطو على منازل و سرقتها و ربما قتل اصحاب البيوت إرهاب أم لا؟
          00- هل اغتصاب جماعى لمسلمات و قتل بعضهن إرهاب أم لا؟
          00- هل إلقاء قنابل ذرية على يابانيين فى هيروشيما و نجازاكى إرهاب أم لا؟
          00- هل إلقاء براميل متفجرة على السوريين فى بلدهم إرهاب أم لا؟
          00- هل احتلال الانجليز لاستراليا و إلغاء هوية أهلها الأصليين إرهاب أم لا؟
          00- هل قتل الهنود الحمر (سكان أمريكا الاصليين) و الاستيلاء على اراضيهم إرهاب أم لا؟
          00- هل استعباد سكان أفريقيا الأصليين و بيعهم كعبيد لأمريكا إرهاب أم لا؟
          00- هل تقسيم انجلترا و فرنسا للشعوب العربية و الولاء لأحكام سايكس بيكو إرهاب أم لا؟
          00- هل ما قام به المستدمر ( المستعمر) الفرنسى لشعب الجزائر إرهاب أم ليس من الإرهاب؟
          00- هل ما فعله حافظ الاسد من قتل بالطائرات لجزء من شعبه إرهاب أم لا؟
          00- هل ما فعله "مبارك"( عندما كان طيارا فى القوات الجوية) بضرب جزيرة أبا السودانية بطائرات مصرية إرهاب أم لا؟
          00- هل استعمال مواد كيماوية لقتل أهل حلابجة إرهاب أم لا؟
          00- هل ما فعلته أمريكا فى فيتنام من قتل و تدمير إرهاب أم لا؟
          00- هل ما فعلته أمريكا ومن ساعدها من دول عربية فى تقسيم العراق وتدمير شعبه إرهاب أم لا؟


          ومازالت الأسئلة مستمرة عن احداث من "فعل" دول و افراد وجماعات ، و اضرار و قتل و ترويع...

          و يا رئيس مصر كيف يمكن تحديد ما الإرهاب و ما ليس بإرهاب فى الحوادث السابقة وما يقدمه القراء من احداث لم أذكرها؟

          و أنا أدعوك عزيزى القارىء أن تجمع احداث و حوادث من التاريخ المحلى و العالمى لنسأل السيسى عنها وهل هو يراها "إرهاب" أم لا؟


          ( يتبع)

          تعليق

          • Dr-A-K-Mazhar
            ملاح
            • Nov 2007
            • 1864

            #50

            [align=center]محاولة لفهم ما جاء فى خطاب السيسى الأخير فى الأمم المتحدة حول الخلافة و الإخوان والإرهاب
            ( 35)

            الإرهاب و السيسى ، والسيسى و الإرهاب ( متابعة)[/align]


            السيسى كما نعرفه حتى الآن لا يملك فكرا يقنعنا أنه يعرف ما هو "الإرهاب" ، و الأقرب للتصور الآن ( و ربما يتغير هذا التصور فى المستقبل بزيادة حصيلتنا المعلوماتية و المعرفية عنه وعن تحالفاته) أنه تبنى المصطلح من مصدر ما ( داخليا و خارجيا) ليطلقه على عدو له فى معركة سياسية مع خصوم وأعداء له ولحلفاء تجمعه بهم مفهوم مشترك للإرهاب ، و تبنى ايضا أسماء من ينطبق عليهم كلمة "إرهاب" من أفراد وجماعات ولكنه فى كل الأحوال لم يوضح ما هو الإرهاب !!

            يقوم بالفعل السياسى فى الدول من يملك القوة ، ومن يسيطر على الوعى العام ليقبل المواطن ما يمليه صاحب القوة. و رجال السياسة فى الحكم لهم من القوة و السلطة ما يسهل لهم القيام بفعل سياسى ، وعادة لا يستشيرون شعوبهم، فهم أدرى بمصالح و أمن القوى الفاعلة فى الدولة ، وهم أدرى من شعوبهم بمصالح شعوبهم !!!و ما ييسر حياة مواطنى دولتهم!!! ، لذلك يقومون بما يحقق مصالح ما ( عادة غير مكتوبة) ، و غالبا مصالح مرتبطة بفكر من يحكم وملئه و يستعملون كلمات مثل "الإرهاب" لتبرير افعالهم ، ولا يجدون من يحاسبهم.

            السيسى رجل من رجال الجيش ، والجيش قوة قتل كما قال هو، والسيسى يمثل قوة قتل ، هذا ما نعرفه حتى الآن ، ولا نعرف كثيرا عن مخه الفكرى و عقله السياسى ، فربما تظهر عبقريته مستقبلا ، و ربما يظهر غير ذلك عندما نعرف اكثر عن عقله و تفكيره السياسى . و لكن فى موضوع الإرهاب ليس لدينا إلا معلومات عن قوة الجيش كما استخدمها السيسى فى افعاله ، وقوة و نفوذ إدارة الشئون المعنوية فى تمهيد الطريق للتفويض ، وقوة الإعلام وما بثه لتسطيح العقول ، تطبيقا لما قاله نفسه عن أهمية أن يكون له أذرع فى الإعلام ( لتهيئة العقول لقبوله مُخلصا قبل أن يصبح رئيسا لمصر ). و بمنطق القوة يمكن أن يملى ما يراه صاحب القرار السياسى و قوة تنفيذه من معانى "إرهاب".

            هذا مجرد توصيف فقط و لكننا نحتاج معلومات و معارف نثق بها تمكننا مع معرفة افضل بكلمة "الإرهاب" ، و تحتاج فكر رشيد ووعى عميق بما يجرى فى أوطاننا ليفسر لنا الإرهاب فعلا و كلاما ... و لكننا أمام معضلة لأن مستوى المعلومات المتاحة و المعارف المتراكمة و كتابات الفكر ضحلة ، فنحن فى أزمة بل أزمات فى موضوع الإرهاب توصيفا و تصنيفا و توضيحا و تطبيقا ( استخراج المناط و تحقيق المناط).

            و إذا كان اصحاب الفعل السياسى هم الأعلى تأثيرا و الاقوى سلطة و الأعلى صوتا والأقل اهتماما بالتأصيل الفكرى ، وهم أصحاب القرار ، فأين اصحاب الفكر الأصيل؟ وأين ما يطلقون على انفسهم " مفكرون و خبراء سياسية" ؟؟

            وهل تلاحظ معى عزيزى القارىء أن اكثر من يكتب فى السياسة ليس له منهج بحث فى دراسة الظواهر السياسية و ارتباطها بعقائد الشعوب وبالحياة الاجتماعية و الثقافية للشعوب و مصادر الثروة والاقتصاد و مصالح اصحاب القوى من الفاعلين فى ساحة السياسة ، وهم من لهم خطط و آليات للفعل ضد المخالف لهم فكريا.

            وعادة من يكتب فى السياسة يكتب موضوعات إنشاء ، ويكرر و يجتر ما هو معروف ، و يطلق عدة احكام دون تدقيق ولا مراجعة. و كم من كاتب أو مفكر سياسى اعتمد على مصادر كافية من المعلومات قبل أن يبدى رأيا؟ وكم منهم اضاف من خياله ما ليس له وجود فى الواقع ، أو أُعجب بتفسير ما وارتضاه فتصوره من الحقائق ، وكم منهم كتب دون تسرع بحثا عن افضل الآراء التى تفسر افعال الساسة ؟ وكم منهم من اعتاد على نقل آراء و آراء و آراء كحاطب ليل ، و قص و لصق أحكام وتهم وافتراءات و أكاذيب من هنا و هناك ؟ وكم منهم من اعتاد على تجميع مقالات ، فينتقى ما يُعجب به و يلخصه ، و ينقل لنا ما قاله زيد و قاله عبيد ، أو قال فلان و قال علان؟ وكم منهم كان عادلاً منصفا فى نقل آراء من يكره و يقبل منها الصحيح ، و يراجع ما نقل لو اكتشف خطأ ما؟ وكم منهم اعتمد على معايير الحب و الكراهية و التحزب لفئة ما أو ايديولوجية ما فى تقييم افعال الساسة.

            و عموما فنحن فى عالم السياسة فى بلادنا نواجه ازمتين :

            1) أزمة فكر و فعل الفاعلين فى السياسة و تحالفتهم و عدم وضع شعوبهم فى الاعتبار.

            2) أزمة فى الفكر السياسى و اختيار افضل نظام سياسى يحقق حاجات و مصالح الشعوب و ليس الحكام.

            ( يتبع)

            تعليق

            • Dr-A-K-Mazhar
              ملاح
              • Nov 2007
              • 1864

              #51

              [align=center]محاولة لفهم ما جاء فى خطاب السيسى الأخير فى الأمم المتحدة حول الخلافة و الإخوان والإرهاب
              ( 36)

              ازمة المعرفة والفكر مع كلمة "الإرهاب"[/align]

              كلمة "الإرهاب" عند المستمع العادى كلمة واضحة التأثير على عواطفه وانفعالاته، و يمكن أن يستعملها الحاكم مع أجهزة الإعلام و خبراء "دكاكين الكلام السياسىط لتحريك كتل من البشر مع أو ضد ...الإرهاب كلمة لها تأثير على التصور و الخيال فى عقول من يسمعها ، كلمة مشحونة بمعانى و نتائج سلبية تتمثل فى التدمير و الإضرار و القتل و إسالة الدماء والترويع و التخويف و....

              ولكن عندما نتأملها و نحاول معرفة ما ترمى إليه و من يقوم بالإرهاب نواجه عدة مشاكل ، فالأعمال التى تتصف بالإرهاب ممكن أن يقوم به أفراد أو جماعات أو دول ضد أفراد أو جماعات أو دول ، و لكن...

              00- من الذى يحكم على فرد أو جماعة أو دولة بالإرهاب؟ وما المعايير التى تحدد من هو الإرهابى كفرد أو كجماعة أو كدولة؟
              00- و من الذى ابتكر كلمة الإرهاب فى السياق السياسى المعاصر و عمل على شيوعها؟
              00- وما تاريخ استعمالاتها؟
              00- و من لهم صلاحية الإتهام بالإرهاب و عقاب الإرهابى : القضاه أم الساسة ؟

              المعلومات الضرورية خطوة إولى

              نحن نواجه أزمة مع كلمة " إرهاب" لاننا نفتقد معلومات حقيقية (ضرورية وكافية) و احصائيات عن حوادث معاصرة يقال أنها إرهاب ، ومقارناتها بحوادث فى نفس الفترة الزمانية لا تتسم بالإرهاب ( مع معرفة من اطلق هذا الحكم فى الحالتين) ، وكتابات ومصادر معلومات ومعارف من الأرشيف ( أى ليست معاصرة) عن حوادث و احصائيات و عن احداث قتل وإصابات و ترويع الناس دون تكبير أو تصغير أو فبركة: انواع و اعداد ،واحجام الاضرار المادية والمعنوية ، مع مقارنات مع الحوادث المتكررة فى الحياة اليومية مثل حوادث القتل و السطو و السرقات والاعتداءات (فى دول وجماعات و بين أفراد) ، أو حوادث قتل فى حروب وترويع و تهجير أسر ، و تدمير أملاك ، و الاضرار المادية والنفسية و حجمها مع تحديد الأعداد المصابة و أسباب القتل ودوافعه ، و من قام بها: دول أو جماعات أو أفراد؟ ثمن نقرأ لمفكرين و محللين جادين علميين بمستو عال يصنفون الظاهرة ، ويضعون بعض المعايير الفكرية.. ثم نسألهم:

              00- أى من الحوادث السابقة تُعتبر "إرهاب" و أيها لا يعتبر إرهاب؟

              وفى حالة حوادث الإرهاب :

              00- من المسئول جماعة أو دولة أو أفراد ، فنحكم عليه ونقول هذا إرهابى و هذا ليس إرهابى؟

              و يقدمون لنا أسباب ما يحدث و دوافعه و إمكانية علاجه أو التقليل منه. و لكن المعلومات الموثقة المتاحة على مستوى دول العالم قليلة ، و المفكرين المتعاملين معها نادر وجودهم.

              الإرهاب ونقص معلومات

              مصادر المعرفة و توثيقها يمكن الحصول عليها و لكن بمجهود يعتمد على الدولة وقوانينها للحصول على احصائيات ومعلومات موثقة ، ومقدار المعوقات التى تقف فى طريق الباحث عن المعلومات و توصيف الحوادث ، وحصر اعداد القتلى و نوع ودرجة الأضرار و عدد المتضررين و الاضرار المادية. أما الأضرار المعنوية و الترويع النفس فيعد معضله يختلط فيها الحقيقى بالتصورى و المتخيل ، فيمكن أن يتضررالكثير من الناس نفسيا و معنويا بما يسمعوه من قصص مشوشة و صور مفبركة و معلومات مشوهة ، فيصاب الكثير منهم بآلام نفسية و ينحازون مع مصدر المعلومات عن مصدر الإرهاب التى تنقله "دكاكين الكلام السياسى"

              وفى غياب المعلومات و المفكرين سيظل الناس تحت تأثيرالبث المستمر من "دكاكين الكلام السياسى" و الذى عادة فى وقتنا المعاصر يربط الإرهاب بالإسلام و الجماعات الإسلامية. وهذا الاتجاه اصبح مشهواً فى العالم الغربى و بدأ ينتشر فى عالمنا العربى والإسلامى ، و ربما هذا الارتباط يشير إلى العلاقة فى كلام السيسى حول الإخوان والإرهاب. وفى هذا السياق يُحتمل أن السيسى يحاول تأكيد الصورة المنشرة عالميا بين الإرهاب و الإسلام. وهذا يفتح المجال لفهم العلاقة بين "الإرهاب" و الجماعات الإسلامية عموما ومنها الإخوان .

              ( يتبع) و فيه

              الإرهاب و الجماعات الإسلامية

              الإرهاب وازمات فكر و ندرة مفكرين

              تعليق

              • Dr-A-K-Mazhar
                ملاح
                • Nov 2007
                • 1864

                #52

                [align=center]محاولة لفهم ما جاء فى خطاب السيسى الأخير فى الأمم المتحدة حول الخلافة و الإخوان والإرهاب
                (37 )

                السيسى ومعلوماته عن الإرهاب والجماعات الإسلامية[/align]

                تكلم السيسى عن الإرهاب ، و لكننى لا أعرف مصادره المعلوماتية عن الإرهاب، وربما مستشاروه ومن كتب خطابه اكثر علما منه. فما مصدر السيسى المعلوماتى عن الإرهاب؟ دعونى اخمن.

                كان السيسى رئيسا للاستخبارات العسكرية ، وهى مؤسسة عسكرية مهتمة بمعلومات عن الجيش و التسليح والاستراتيجيات العسكرية ، و الخرائط للجغرافيا العسكرية (الطبوغرافيا العسكرية) و الأعداء و قوتهم وتخطيطهم و تسليحهم و خططهم و......فهل الاستخبارات العسكرية تعتبر الجماعات الإسلامية من العدو وتضعها فى بؤرة اهتمامها و تدرسها؟ وهل اظهرت ابحاثهم أنها مصدرالإرهاب ؟

                لا استطيع أن اجيب على هذا السؤال ، و لكننى اعلم أن جهاز الشرطة المصرية منذ أيام عبد الناصر مهتم بمتابعة و جمع معلومات عن الجماعات الإسلامية ، و بعض ضباط الشرطة خبراء فى كتابات قادة الحركات الإسلامية و المفكرين الحركيين و المنظرين (مثل سيد قطب و حسن البنا) لمتابعتهم و تصفية الخطير منهم ، أو زرع بعض الجواسيس بينهم. و ايضا بعض مؤسسات الدولة المصرية بها متخصصين فى دراسة الجماعات الإسلامية مثل مركز الإهرام للدراسات الاستراتيجية. وهذا الاهتمام بدراسة الجماعات و الحركات الإسلامية ظهر ايضا فى الغرب ربما قبل مصر و البلاد العربية و الإسلامية.

                ومن نماذج الكتب التى درست الحركات الإسلامية كتاب نشر عام 1985

                Islam in Revolution: Fundamentalism in the Arab World
                (Contemporary Issues in the Middle East)
                By R. Hrair Dekmejian

                حيث بحث المؤلف 91 حركة إسلامية و جمع معلومات احصائية عن مراكز تواجد كل حركة وعدد اعضائها ، واتجاه قادتها الإسلامى . وقد ترجم هذا الكتاب إلى العربية فى تسعينات القرن الماضى تحت عنوان الأصولية الإسلامية. وهذه بعض تعليقات على الكتاب من غير المسلمين:
                [align=left]
                1)
                This book identifies 91 fundamentalist groups now active in the Arab world, as well as large organizations such as the Muslim Brotherhood; and it seeks to explain the increase in violence within the Islamic world and reflects developments in the area over the past nine years

                2)
                This book, though published in 1985 and therefore not dealing directly with the Taliban or Osama bin Laden, remains a valuable (especially now!) study of Islamic fundamentalism. The author, R. Hrair Dekmejian, looks at the history, social-psychological roots, ideology and practice, motives and goals, of Islamic fundamentalist movements in the Arab world. Among the more interesting parts of the book are the author's profile of fundamentalist psychology (alienation, dogmatism, inferiority-superiority, activism-aggressiveness, authoritarianism, intolerance, paranoia-projectivity, conspiratorial outlook, idealism-sense of duty, etc.) and the bases for Islamic revivalism (misrule, class conflict, military impotence, modernization and culture crisis, and identity crisis)

                The author also examines specific Islamic fundamentalist groups in the Arab world, the potential consequences of Islamic fundamentalism, and "Islamic Fundamentalism and U.S. Interests." Despite being more than 15 years old, "Islam in Revolution" could not be more timely today. I strongly recommend it if you want to understand current world events

                3)
                This book is key to understanding the diverging and converging roots of political Islam, one of the underlying forces of political upheaval and anti-Western sentiment that also fuels terrorism in the Mideast and beyond. It is one of the few books that explores trends in both Sunni and Shi'a Islamic schools, and links them both to political movements in areas where the U.S. is now engaged in the GWOT. It is a very useful primer for those who want to delve beyond the headlines. It would benefit from an update or epilogue by the author that continues to track trends since it was written

                4)
                This book as a study, should have nominated facts within a certain time frame covering all actions and reactions and consequences then come up with a conclusion at the end of the book. On the contrary, the book adopts a preset point of view; try in all ways to support it. Utilizing certain historic events regardless of the overall incident context and ignoring other related events within the same era. It uses complex jargons to convince the reader of its depth as a study. My opinion is that it's a collection of articles milted and put together in a book that goes with the overall trend and the dominating Anti-Islamic atmosphere
                [/align]

                و فى الغرب دراسات كثيرة مماثلة ظهرت منذ القرن الماضى.
                ( يتبع)

                تعليق

                • Dr-A-K-Mazhar
                  ملاح
                  • Nov 2007
                  • 1864

                  #53

                  [align=center]محاولة لفهم ما جاء فى خطاب السيسى الأخير فى الأمم المتحدة حول الخلافة و الإخوان والإرهاب
                  (38 )


                  الإرهاب والجماعات الإسلامية ( تابع)[/align]

                  تكونت ملامح الصورة التى تربط الإرهاب ببعض الجماعات الإسلامية ببطىء أولا ثم تسارعت و تم تعميمها على كل الجماعات الإسلامية ، ثم ارتبط فى الأذهان الإرهاب بالإسلام . وقد ساعد على تبلور الصورة عدة أحداث وتفسيرها سياسياً و إعلاميا و تصويرها فى أعمال تلفزيونية و سينمائية . وفى محاولة تكوين صورة الإرهاب على مراحل ، و الارتباط بينه و بين الجماعات الإسلامية ، هذه بعض علامات على الطريق التى تساعد فى فهم الصورة.

                  [align=center]انتخابات وانقلابات و إرهاب[/align]

                  00- انتخابات ديمقراطية فى الجزائر و فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ ، ثم انقلب عليها الجيش و تبع ذلك احداث عنف و قتل ووصفت الجماعة الإسلامية بالإرهاب

                  00- انتخابات ديمقراطية فى فلسطين وفوز حماس ثم الانقلاب عليها ، ثم وصفها بالإرهاب

                  00- انتخابات فى مصر ديمقراطية و فوز الإخوان ثم القبض علي الرئيس المنتخب و قيادات الإخوان و قتل المعترضين فى رابعة و النهضة و وضعهم فى السجون حتى الآن دون محاكمات ، و الحكم بإعدام على مئات من مؤيدهم والإعلان أن الإخوان جماعة إرهابية بعد وصفهم بالإرهاب.

                  [align=center]أحداث تاريخية و ربطها بالإرهاب[/align]

                  هذه بعض الأمثلة دون إحصاء متكامل ،و لا ترتيب متسلسل زمنى:

                  -- ثورة الخمينى فى إيران..و سميت ثورة إسلامية ضد الشاه رضا بهلوى ، ثم احداث رهائن السفارة الأمريكية......ثم أصبحت ايران دولة إرهابية

                  -- فوز اربكان عن حزب إسلامى فى تركيا و انقلاب الجيش عليه

                  -- حركة جهيمان و الإرهاب

                  -- حركة أمل ثم حزب الله ، وقيامه بعدة عمليات ثم وسمه بالإرهاب

                  -- اغتيال الشيخ حسين الذهبى و الجماعة الإسلامية-مصطفى شكرى( الأسم الإعلامى : التكفير و الهجرة)

                  --اغتيال السادات

                  --احداث العنف فى مصر ، و مراجعات بعض الجماعات الإسلامية و الإفراج عنها

                  --أحداث فى الشيشان وربط الإرهاب بمسلمى الشيشان

                  --حركة المجاهدين الأفغان و تأثيرات المخابرات الباكستانية و الخليجية والأمريكية

                  --حركة طالبان والملا عمر

                  --القاعدة و إسامة بن لادن والإرهاب القاعدى

                  [align=center]الإرهاب فى السينما والتلفزيون المصرى[/align]

                  ربما الانتشار الواسع للعلاقة بين بعض الجماعات الإسلامية و الإرهاب نشأ من بعض الأفلام مثل أفلام عادل أمام (مثلا الإرهابى) ومسلسلات تلفزيونية ، و اعمال السيناريست وحيد حامد (مثلا الجماعة) و بعض برامج الفضائيات المصرية و....وهذه كلها مصدر شعبى للربط بين الإرهاب والجماعات الإسلامية

                  الخلاصة:

                  1) الإرهاب مصدره جماعات إسلامية
                  2) الإخوان جماعة إسلامية
                  _______________

                  الاستنتاج : الإخوان جماعة إرهابية

                  ( يتبع)

                  تعليق

                  • Dr-A-K-Mazhar
                    ملاح
                    • Nov 2007
                    • 1864

                    #54

                    [align=center]محاولة لفهم ما جاء فى خطاب السيسى الأخير فى الأمم المتحدة حول الخلافة و الإخوان والإرهاب
                    (39)

                    الإرهاب: أزمات فكر و ندرة مفكرين[/align]

                    فى هذه المعمعه تأتى و ظيفة نوع نادر من المفكرين الذين يمكنهم من المعلومات المتاحة بالتوثيق والوصيف و التصنيف و تحليل هذه المعلومات من وضع تعاريف لكلمة "إرهاب" ثم يناقشها مفكرون أخرون و تستمر جولات من الحوار و النقد والمراجعة حتى يستقر على تعريف الإرهاب و ظروف حدوثه وما يبرره و ما لا يمكن تبريره . ولماذا ترتكب حوادث تسمى إرهابا على مستوى دول و جماعات و أفراد . و أنها مهمة فكرية عسيرة يعوق حريتها النظام السياسى فى الدولة.

                    نحن فى أشد الحاجة إلى فكر صارم يدرس الظاهرة ، وعقول لبحثها بمنهج علمى. ولكن بتأمل ما تصدره دور النشر ، وما يُنشر من ابحاث على مستوى بلاد العالم العربى ، و الدراسات الجادة المستقلة و أسماء من يكتب و ماذا يكتب نرى أن وضع المفكرين الجادين و المثابرين و الصبورين على جمع المعلومات وتوثيقها و تحليلها قليل. أما مقالات الصحف والمجلات فهى فى الغالب كتابات تلخيص خواطر و آراء ، و تجميع قصص و استعارة استنتاجات من معلومات منقوصة و غير كافية و انتقائية ، لذلك لا تمثل نتائج بحوث علمية تبحث عن الحقيقة.

                    بحثا عن جذور المشكلة


                    يبدو أن الإرهاب فى منطقتنا و ليد الأنظمة الحاكمة غير العادلة ، وعدم وجود نسبة من الشعب على وعى حقيقى بما يجرى .وما نحن فيه من مشاكل و اضطرابات هو عدم وجود النظام السياسى المناسب بعد سقوط الخلافة و تفرق و تقسم بلاد العرب تحت عدة نظم للحكم مرتبطة بقوى و طنية أو قوى اجنبية (خصوصا انجلترا و فرنسا و ) أو فكر قومى أو حكم عسكرى. و توزعت الأهداف و الطموحات بين من يريد حكم إسلامى و عودة للخلافة ، و بين رافض لهذد الفكرة تحت تأثير عدة عوامل.

                    فالسائد على مسرح السياسة فى بلادنا هوعدم الاتفاق على رؤية فكرية للنظام السياسى للشعوب العربية من ناحية التأصيل و التنظير و التطبيق. و تتعدد الرؤية الفكرية بين عدد قليل من المهتمين بالشأن السياسى و نظام الحكم ، و الصراع بين هذه الأقليات و تحالفتها الداخلية و الخارجية لتصل إلى السلطة و تحقق رؤيتها هو ما يحرك الأحداث. و الصراع هو بين الأقليات أما الأغلبية فلا نعرف عنها شيئا و ربما ليس لها اهتمام ولا دراسة و لا قراءة ولا رأى حول موضوع السياسة و مصدرها ومن يحكم و كيف يحكم ومن يحاسبه؟

                    ( يتبع)

                    تعليق

                    • Dr-A-K-Mazhar
                      ملاح
                      • Nov 2007
                      • 1864

                      #55

                      [align=center]محاولة لفهم ما جاء فى خطاب السيسى الأخير فى الأمم المتحدة حول الخلافة و الإخوان والإرهاب
                      (40)

                      بحثا عن جذور المشكلة ( متابعة)[/align]

                      منذ سقوط الخلافة و العالم العربى فى صراعات

                      صراعات أفكار و عقائد
                      صراع بين السيف و القلم أو الأقلام
                      أو
                      بين سلطة من يحكم و يأخذ القرار و سلطة المعرفة لمن لا يحكم
                      و بين طموحات للحكم على أساس إسلامى أو رفض للحكم الإسلامى

                      و المعضلة هى فى المعرفة الو اضحة بما يجرى تحت السطح ، و عدم شفافية أفكار المجموعات التى لها و جهات نظر مختلفة لسياسة الحكم والاقتصاد: إسلامية...رأسمالية...ليبرالية....ارستقراطية ..ملكية...عشائرية...عسكرية ..قبلية.. ديمقراطية ..اشتراكية ...قومية عربية ( بعثية أوناصرية )..شيوعية...ديكتاتورية...أم مازال الهدف مجهولا؟؟

                      النتيجة:
                      الإرهاب له علاقة بمن يدير الدول ، والدول ترعى شعوب ، و الشعوب لها حقوق و مصالح و لكنها عاجزة عن تحقيق مصالحها فى وجود قوى من عدد قليل من الافراد تدير الدولة . والدول انظمة سياسة عادة لا يختارها الشعب بل هو يجد نفسه فيها . و الفاعل السياسى فى الدولة عدد قليل من الناس عادة اسمهم "الكبار" ، وهم من يقرر مصير شعوبهم ، و يستعين الناس بأتباع "الكبار" لتسيير أمور حياتهم. فالشعوب عادة يسوقها الحكام باختلاف فى الآليات والأسلوب.

                      وتتغير الأنظمة السياسية أما ببطىء أو بسرعة فى ثورات ، و إذا فشلت الثورات لا يحدث تغيرات كبيرة أما إذا نجحت فتتغير الانظمة والتشريعات و القوانين ولكن فى مخاض عسير و تأخذ وقتا لمقاومة معوقات كثيرة من العاملين فى النظام القديم

                      أما غالبية الشعوب فتطيع الأنظمة والقوى المسيطرة على الحياة السياسية ، وليس لها تأثير فى اختيار نظام الدولة: رأسمالى أو شيوعى أو اشتراكى أو إسلامى ، ومن يحدد النظام هو من بيده السلطة فيضع التشريعات والقوانين ، و الشعب يطيع الدولة وليس من صلاحياته وضع قوانين ولا تشريعات و لا يستطيع أن يغير أو يعدل قوانين المرور والهجرة و الجنسية و...و... ،و لا نظام الجيش ولا الأجور ولا العملة ولا العلم ولا...


                      و صاحب القرار السياسى و الفعل على الارض هو من يحدد الإرهاب ، ويطلقه على فرد أو جماعة أو دوله ،والحاكم السياسى يستعمل قوة دولته فى تنفيذ ما يأخذه من قرار عن الإرهاب.

                      ففى هذا الوضع ماذا نحن فاعلون؟

                      من الضرورى تعميق وعى نسبة مؤثرة من الناس بما يحدث دون تشويش افكار الأخرين ، و لابد من تحييد و سائل الإعلام حتى لا تمسح عقول الناس. و ربما من أهم الخطوات تغيير نظام التعليم.

                      ( يتبع)

                      تعليق

                      • Dr-A-K-Mazhar
                        ملاح
                        • Nov 2007
                        • 1864

                        #56

                        [align=center]محاولة لفهم ما جاء فى خطاب السيسى الأخير فى الأمم المتحدة حول الخلافة و الإخوان والإرهاب
                        (41)[/align]

                        كتبت سابقا عن الفرق بين الفعل السياسى و الكلام السياسى ، وان كلام غالبية الناس فى السياسة وجدالاتهم لاتؤثر عادة فى القوى السياسة الفاعلة ...إلا إذا وصلت القوى الداخلية لحد مؤثر على القوى الفاعلة على الأرض ( حالة الثورات أو تحالفات حزبية فى بلاد مستقرة سياسياً ). و فى كل بلد ناس "كبار" لهم مقاليد السلطة ولا يريدون أحد له سلطة القرار و الفعل غير أنفسهم. و فهم السياسة كما نرى مشاهدها على الأرض لا تتم إلا بالبحث عن الفاعلين المؤثرين فى سياسة كل دولة و من يأخذ القرار فيها ، و حروبه على من يعارضه وتحالفاته مع من يقف معه داخل دولته. هذا على مستوى الدولة الواحدة ، و تتكرر سيناريوهات الفعل السياسى على مستوى دول كل منطقة جغرافية ، وعلى مستوى دول العالم. و فى المناطق الحيوية و الاستراتيجية ( بها مصادر للثروة أ و مواقع لها تأثيرات جيوسياسة-جيوبولتيكس) فى العالم تظهر بوضوح التفاعلات الناتجة من محاولات تغيير نظام الحكم فى الدولة و ظهور قوى جديدة ، و حسابات القوى المختلفة للقوة الجديدة على مسرح الفعل السياسى و تأثيراتها على مصالح القوى الداخلية و قوى الخارج المتأثرة بتغيير نظام الحكم. و البلاد التى تستطيع تقدير قوتها الحقيقة و مصالحها الحقيقة يمكن ان تقف ضد قوى دول كبرى ، و اكبر قدرات الدول تستند إلى قوة و توحد شعوبها ، فمن تقف شعوبه معه يمكن أن يقاوم اعتى القوى ، ومن لم يضع شعبه أولا فلا يستطيع أن يواجه القوى الكبرى فيتحالف معها لتحقيق مصالح قوى داخلية متحالفه معه و قوى فى المنطقة و قوى دول عالمية لهم مصالح مشتركة . وموضوع الخلافة و الإخوان و الإرهاب يمكن فهمه ضمن هذا الإطار.

                        [align=center]اطار متكامل لرؤية سياسية[/align]

                        بعد هذه الرحلة المتعددة المشاهد فى محاولة لفهم ما يجرى فى عقل رجل عسكرى عن الخلافة و الإخوان و الإرهاب ، رجل وصل للسلطة بالقوة و الانتخابات و التفويض و الديمقراطية ، رجل يتكلم بأسم دولة أمام مملثين لدول العالم ليبرر موقف بلده مما يجرى فيها... أود أن اضع ما يحدث فى إطار سياسى عريض يمثل ما يحدث فى العالم عموما و العالم العربى خصوصاً من قبل سقوط آخر خلافة حتى الآن. و فى هذا الإطار يمكن أن تتضح الصورة أكثر.

                        ( يتبع)

                        تعليق

                        • Dr-A-K-Mazhar
                          ملاح
                          • Nov 2007
                          • 1864

                          #57

                          [align=center]استراحة مع[/align]


                          1) الديمقراطية: سم أم أكسير؟


                          الديمقراطية فيروس فكرى و سلوكى ممكن أن ينتقل من فرد لفرد أومن مجتمع لمجتمع أو من دولة لدولة.

                          و فى حالة انتقال الديمقراطية لمجتمع ما من مجتمع آخر طورها وطبقها بعيوبها ( أى الديمقراطية) وعيوبه ( أى المجتمع) ، فلابد للمجتمع الناقل من العمل دوما على تصحيح أخطاءها وتقويم عيوبه.

                          وفى حالة الجسم الذى جرب الفيروس ، يصبح الجسم قادرا على الاستفادة من الفيروس و أمكن للجسم أن يقوى جهاز مناعته ، أما فى حالة جسم مريض بالدكتاتورية و البيروقراطية و حكم العسكر و الـتأخر العلمى و الأدبى و الإدارى والذى لم يتعرض جهاز مناعته لهذا الفيروس فسيمثل الفيروس لجهاز مناعة الجسم حالة اضطراب ، فأما يستفيد من الفيروس ليقوى و يستعيد صحته ، أو لا يستطيع أن يقاومه فيفتك الفيروس به

                          (يتبع)

                          تعليق

                          • Dr-A-K-Mazhar
                            ملاح
                            • Nov 2007
                            • 1864

                            #58

                            [align=center]محاولة لفهم ما جاء فى خطاب السيسى الأخير فى الأمم المتحدة حول الخلافة و الإخوان والإرهاب
                            (42)

                            عودة على بدء
                            [/align]
                            كل ما كتبته سابقا كان مجرد محاولة لفهم ما فى رأس السيسى حول "الخلافة و الإخوان و الإرهاب" خصوصا أنه خطاب لرئيس دوله يوجهه إلى رؤساء و ممثلين لدول العالم فى الأمم المتحدة. وهى محاولة تقف فى وجهها كثير من الصعوبات لأن الرجل ليس له تاريخ سياسى معروف ، و لا تاريخ عسكرى نرى آثاره فى جيش مصر، حتى تاريخه فى الاستخبارات العسكرية وما قدم لها من تطوير ( صقل مهارات و جمع معلومات و استراتيجيات عسكرية وتطوير أسلحة) ليس له أثر خصوصا (إذا لم تخوننى الذاكرة) إذا ربطته بما قاله السادات أن حرب 73 هى أخر الحروب، ولا نعرف له فكرا واضحا ولا رؤية سياسية لدولة كبيرة مثل مصر!

                            محاولتى فى الصفحات السابقة استندت إلى بعض المعلومات و الاستنتاج منها بتعدد انواع المنطق (منطق الاستنباط والاستقراء و القياس)، و لكنها مع كل ذلك مازالت محاولة تخطىء و تصيب، محاولة لم تكتمل و تحتاج لمراجعات و إضافات.

                            وعموما فيمكن أن تتضح الصورة أكثر لما يجرى فى عقل السيسى ( ومن يقف وراءه ) عندما نقرأ كلامه و نرى أفعاله ضمن إطار سياسى كبير وعام يضم دولة مصر و دول الجوار و دول العالم، أى يضم القوى الفاعلة فى سياسات كل دولة.

                            المحاولة اعتمدت على الفصل بين الكلام السياسى والفعل السياسى فى الدول. أما الكلام السياسى فأنواع ومستويات و افضله و الأكثر فائدة الكلام السياسى عن الفعل السياسى و من يقوم به و آلياته ، بمعنى أنه كلام فى السياسة ولكنه منضبط لفهم ما يحدث على مسرح السياسة المحلى و العالمى تأثراً وتأثيرا ، و القوى الفاعلة و القوى المتصارعة فى كل دولة ، و مستويات التسابق و التعاون و التصارع و التحالفات على مستوى دول العالم و دول مناطقه الجغرافية ( شرق أوسط ، شرق أقصى ، شرق أدنى ، امريكا الجنوبية ، أوراسيا ،...) مع تعدد الاختلافات العقيدية و الثقافية و الحضارية والايديولوجية و تنوع و تضارب الأهداف و المصالح.

                            أما أنواع الكلام السياسى الأخرى ( كلام مدرجات سياسية و دكاكين كلام سياسى) فعلى الإنسان القارىء الباحث عن الفهم أن يعرف من الذى يوجه كلام "دكاكين السياسة" و لمن يوجهه: لقوى متحالفة أو قوى متصارعة أو لغالبية المواطنين؟!! و عادة لا نرى فى كلام الساسة المتحكمين فى السلطة و الموجه لشعوبهم إلا كلاما للإستهلاك المحلى و شحنا للعواطف وإثارة الانفعالات ، و قليلا ما نرى انعكاس معنى كلامهم عن مصالح شعوبهم أو مواطنيهم على الأرض فى الواقع لتسهيل حياة شعوبهم. أما الكثير من كلام المقالات و الكتب و التحليلات السياسية فليس له تأثيرا على تغيير نظام الدولة و لا على تغيير قرار من بيده السلطة، و بالمثل فالأغلبية لا تملك القوة لمحاسبة من يحكم ، وليس لها تأثيرا لإجباره على تحقيق مصالحها.

                            ( يتبع)

                            تعليق

                            • Dr-A-K-Mazhar
                              ملاح
                              • Nov 2007
                              • 1864

                              #59

                              [align=center]محاولة لفهم ما جاء فى خطاب السيسى الأخير فى الأمم المتحدة حول الخلافة و الإخوان والإرهاب
                              (43)

                              أهمية وعى نسبة معتبرة من المواطنين بالفعل السياسى
                              ومعرفة من هم الكبار فى دولتهم؟

                              [/align]


                              الفعل السياسى على مستوى كل دولة بيد من نسميهم "الكبار" أو "النخب" من أصحاب النفوذ و السيطرة و اتباعهم ، و أهمية "الكبار" عند عامة الناس فى كل دولة أصبح من الثقافة العملية الشائعة. ومرتبط بمفهوم و مقام و قوة و تأثير "الكبار" مفهوم الواسطة أو الكوسة فى مصر، و" الكوسة" عملة متداولة لتسيير الأمور، عملة منتشر جدا للوصول لصاحب الفعل فى كل مجال من مجالات الفعل السياسى و الاقتصادى و الاجتماعى فى مصر. و السيسى و اتباعه من الكبار ، و رؤساء المدن و المحافظون من الكبار ، والمناصب العليا فى المجالس المحلية من الكبار ، رؤساء البنوك و الشركات من الكبار و المسؤلين عن كثير من قطاعات الخدمات فى الدولة من الكبار و لواءات الشرطة من الكبار ، وقادة الجيش من الكبار ، والوزراء و من يتبعهم من الكبار ، و الدولة لا تسير إلا بواسطة هؤلاء ، و حتى القانون والتشريعات يمكن أن يلغيها أو لا يطبقها هؤلاء ، ف.. "الكبار" فى كل دولة هم من يحرك الامور.

                              و الغالبية عادة تسمع و تطيع أو تتحايل و تتهرب أو تبحث عن واسطة ،ربما تشكو و تبكى وتولول ، وربما تجد من هؤلاء من يكتب أشعار و يسطر مقالات ، لتذم و تمدح ، تنتقد و تسخر ، تنحاز وتتحيز و تتحزب ضد أو مع هؤلاء أو هؤلاء ، و تنقسم الإغلبيات و تتشتت ...و لكن فى الغالب ليس لها أى قرار فى التغيير. ولكنها تمتلك ردود أفعال كلامية و انفعالية وعاطفية ، والساسة الخبراء بنفوس الناس يمكنهم التلاعب بهم بكلام معسول عن حب الوطن و الأرض والأمن الوكنى و الخونة ، و..و... و الغالبية تعودت على هذا النوع من الكلام ، و يمكن أن يثورو على من يكلمهم بغيره. وعلى مقاعد المدرجات السياسية تجد الكثير من المشجعين يرضى بدور المتفرج فيعلل و يبرر لمن يحبه ، ويهلل لهذا و يسب و يذم ذاك ،و يرمى الورود أو يقذف بالحجارة. كلام و ردود افعال لسانية و سلوكية تريح النفوس المتعبة وتفرغ الطاقات العصبية المتراكمة ، وتوجه طاقات الغالبية إلى الإتجاه الخاطىئ، و لكنها لا يهمها معرفة الخلل الحقيقى ولا علاج الاسباب الكامنة وراء الاحتقان و الغضب.

                              ومن الأغلبيات المستسلمة تظهر بعض القوى التى تبحث عن الفعل و التغيير و المنافسة على السلطة للتغيير ،لكنها تنقصها القوة و خبرة التفاعل مع القوى المتمكنة فى الحكم و السلطة ، و فهم عقلية و عواطف و انفعالات الأغلبية المستسلمة لما يجرى ، و "الكبار" المتحكمين و المتسلطين على الأمور ( السياسية والاقتصادية و الاجتماعية) تترصد ظهور لاعبين جدد وتعمل على توقيفهم بكل الطرق.

                              ( يتبع)

                              تعليق

                              • Dr-A-K-Mazhar
                                ملاح
                                • Nov 2007
                                • 1864

                                #60

                                [align=center]محاولة لفهم ما جاء فى خطاب السيسى الأخير فى الأمم المتحدة حول الخلافة و الإخوان والإرهاب
                                (44)

                                أهمية الكلام السياسي لفهم و استيعاب الفعل السياسى[/align]

                                تظهر الحاجة للتغيير فى المجتمعات التى قاست لأوقات طويلة ، و فشل نظامها السياسي فى تحقيق ضرورات مواطنيه، فلم تنجح فى حل مشاكل الناس وتوفير اقل احتياجات شعوبها. و لكن بدون وعى نسبة معتبرة من الغالبية بما يحتاجه التغيير من تعاون مع القوى العاملة على التغيير ، وبدون فهم ما يجرى تحت السطح من فعل القوى المتسلطة التى تقف ضد التغيير...بدون ذلك الوعى فهما و عملا ستفشل جهود التغيير. والغالبية لكى تؤثر لابد لها من تعميق الوعى ، و لكى تكون لها كلمة على ما يجرى على الأرض عليها أن تجتهد لتكون قوى فاعله ، وتدرك آليات الفعل السياسى على الأرض و من يقوم به ، و تقف وراء من يعمل لمصلحتها الحقيقية.

                                و بالنسبة لمصر و غيرها من الدول العربية ، تجد الغالبية مهمومة بالضرورات الحياتية و مشغولة بالبحث عن لقمة العيش ولا يهتمون بالسياسة ولا نظام الحكم. ومع أن العلاقة بين نظام الحكم ووظيفته فى حل مشاكل المواطنين و تسهيل أمور حياتهم و تشريع قوانين تحميهم و تنفيذها ببناء مؤسسات قضائيةعادلة و إسراع عمليات التقاضى ، و .... علاقة واضحة بين نظام الحكم و تحقيق مصالح المواطنين...إلا أن الغالبية لا تدرك هذا الوضوح!

                                تصور معى هذا الوضع..غالبية غير مهتمة بالسياسة واصلاح نظام الحكم ، و تدرك سيطرة "الكبار" فى الوزارت و المؤسسات و المصالح الحكومية و.... ، و تبحث عن الواسطة و المعارف للوصول لل "الكبار" لحل مشاكلهم الحياتية ، تصور معى هذه الغالبية التى تعودت على إرضاء " الكبار" ، و تعودت على الذل و تحمل الظلم و الصبر على الأذى الذى سببه نظام الحكم الذى يسيطر عليه "الكبار" !!

                                فهل يمكن تصور أى أمل من هذه الغالبية لتغيير نظام حكم تعودت عليه ومازالت تسعى للتزلف لل "الكبار" فيه؟

                                وهل يمكن أن يدرك عدد معتبر من هذه الأغلبية معانى الفعل السياسى و حقيقته و مقارنته بالكلام السياسى الشائع التى تعودت عليه ، و إدراك واعى لوظيفة مواطنى الدولة فى تغيير كل " الكبار" لأجل مصالحهم؟

                                هل يمكن للمثقفين و المفكرين أن يقوموا بدورهم على مسرح الأحداث لتوعية نسبة من المواطنين بما يجرى حقيقة؟ أم أن اكثر من يسمى نفسه "مثقفا" أو "مفكرا" أو "كاتبا" أو "إعلاميا" يكتفى بكلام "مدرجات السياسة" أو ينحاز لدكان من "دكاكين الكلام السياسى"؟

                                و اين نجد من يحاول تعميق وعى الناس ، و توضيح الصورة كما هى على الأرض من صراع بين قوى جالسة على الكرسى ، و قوى تريد التغيير ، و فهم حقيقى لمصالح كل قوة و عقديتها و رؤيتها و أيديولوجياتها ...دون تشويه و دون اتهامات و دون مغالطات...

                                دع الناس يعرفون حقيقة القوى الفاعلة...

                                00- جماعات تعتقد بالرأسمالية و البرجماتية وتتبع أمريكا كمثال
                                00- جماعات تريد حكم إسلامى و خلافة
                                00- جماعات تريد دولة قومية بفكر قومى بعثى أو قومى ناصرى أو قومى قبلى أو قبلى عشائرى أو....
                                00- جماعات تريد تقليد الغرب بفكر يساري أو ليبرالي أو عالماني أو شيوعى....



                                و على المواطن أن يختار من يمثله من القوى ليبنى له نظام حكم فعلا للأغلبية و ليس لل "الكبار" فقط ، و يستطيع المواطن أن يحاسب من يختاره لأنه اختاره ، فيختار غيره إذا لم يؤد و ظيفته..اختيار حر و تغيير حر دون إنقلابات

                                و ماذا عن من يسمون أنفسهم "ثوار"؟؟
                                وما هى رؤيتهم؟

                                ( يتبع)

                                تعليق

                                يعمل...