حين أرى مشاكل انجلترا و الفوضى التي تعاني منها في خروجها من الاتحاد الأوروبي، أسال الناس....
أين المخابرات الجبارة التي تتحكم في مصير الملايين من شعوبنا و تخطط المكائد لهم؟
أين هذه المخابرات الجبارة في مشاكل فرنسا و مظاهرات السترات الصفر؟
أين هذه المخابرات الجبارة في مشاكل أمريكا و تعطيل العمل في المؤسسات الحكومية و منع رواتب الموظفين و إغلاق شركات بسبب تصرفات عناد حمقاء بين ترامب و الكونجرس؟
في عصرنا الحالي، صنع الإعلام و التعليم شعوب لديها استعداد عقلي للإستعمار كما يقول مالك بن نبي!!
هذا الإستعداد العقلي يعتبر نفسه مفعول به دائما!
أي مشكلة أو كارثة يقع فيها ينسبها إلى الإله العملاق الذي يسميه .. مؤامرات خارجية .. صهيوامريكية.. مؤامرات دولية ... الخ من مبررات الغباء!
و هذا الإستعداد لا يرتبط بتيار سياسي معين !.. بل هو منتشر في كل التيارات !
هناك من يعتبر ظ¢ظ¥ يناير مؤامرة خارجية... و في المقابل هناك من يعتبر ظ£ظ* يونيو مؤامرة خارجية!! .. رغم أن كلاهما عكس بعض !!!
من يعيش في موقف المفعول به دائما .. هو في الحقيقة أحمق..يقدم الفرصة و الخدمات المجانية ليستغله الآخرين!!
لماذا تتزايد قوة الصين رغم مؤامرات الغرب عليها ؟ .. بينما يتراجع العرب رغم رضا الغرب عليهم و على حكامهم ؟
لماذا تتطور قوة إيران السياسية و العسكرية رغم حصار اقتصادي و سياسي شديد استمر ظ¤ظ* سنة؟ ... بينما نتراجع مصر في كل المجالات رغم رضا إسرائيل و أمريكا عنها ؟
لماذا تقف تركيا أمام أوروبا و تتحدى و تفاوض و تكسب ؟ ... بينما تخسر السعودية و الامارات و الخليج أمام أوروبا و أمريكا؟
هؤلاء المفعول بهم في كل موقف سيبحثوا عن مبررات لتبرير وتفسير تكاسلهم و فشلهم و عدم مبادرتهم... و تبرير نجاح الآخرين من دونهم !
المفعول به هو شخص لا ينقصه القوة ولا القدرة ..لكن ينقصه التفكير و الخيال و الثقة العقلية بأنه يستطيع
المفعول به لا يتحرك الحركة الأولى.. دائما ينتظر من الفاعل الحركة الأولى..ثم يقوم برد الفعل
الشعوب المفعول بها تمت صناعة عقولها في ما يسمى النخبة المثقفة و الإعلام و التعليم... تتعلم العبودية ... و أنها لا تستطيع
تتعلم عبادة أسيادها المستعمرين و الطغاة .. فتستسلم لهم .. و لمؤامراتهم دون مقاومة ... تكتفي بالدفاع ..ولا تبادر بالهجوم
يجب أن تتعلم كيف تبادر بالهجوم..فالهجوم هو أفضل وسيلة للدفاع !
د. خالد عماره
تعليق