في عصر فوضى العولمة الثقافية المخلوطة بالعولمة الاقتصادية و حب الاستهلاك ، وفى سيادة و تسلط أنظمة سياسية لا تهتم لا بالتعليم و لا بالبحث و لا بالنشر العلمي المنضبط .
تظهر مجموعات من الناس التي تضع نفسها في خانة الفكر و الثقافة فيكتبون بل ينقلون من هنا و هناك ، و يقصون و يلصقون دون اهتمام بالتأصيل ولا بإدراك علاقة الفكر باللغة و يفتون اعتمادا على محصول ضئيل مما قرأوه و حفظوه في قضايا العلم و المعرفة، و يتكلمون عن شيء أسمه العقل و يكررون عناوين "الفكر و الفلسفة و العلم و المعرفة و الثقافة" ، فتضيع معهم كثير من المفاهيم المنضبطة ، و البعض منهم لا يهتم بلغة الكتابة، و لكنهم يكتبون و يتكلمون بعامية مخلوطة بالعربية في موضوعات كبيرة..
الدين العقل الفلسفة المنطق
و
المعارف و العلوم
و
الثقافة
و
المدنية و الحضارة
.
الإصلاح و التقدم و النهضة.
فهل ستؤدى أي من هذه الكتابات إلى وعى حقيقي بما يجرى على الأرض ، و كيف يمكن تغييره.... أي إلى التقدم و النهوض؟
لا اعتقد..
لماذا؟
لأن الناس بالملايين وليس لديها لا الوقت ولا الجهد و لا الطاقة للانشغال بالهام و المستقبل.
و لأنه في عالم اليوم ...التغيير و النهضة وتعميق الوعى تحتاج عمل احترافي و مؤسسي وجماعي منتظم، فالعمل الفردي اصبح غير مؤثر في عالم العولمة الثقافية و تأثير الاقتصاد العالمي و انهماك الناس في الاستهلاك أو البحث عن الاستهلاك أو الحلم بالاستهلاك المادي لبضائع العولمة الاقتصادية... و سيطرة الشركات متعدية ، أو متعددة ، الجنسية و ما تصرفه من إعلانات تجارية.
و لأنه في عالمنا المفتوح ...الكلام ببلاش والفعل قليل و الرؤية منعدمة، و الدول ومؤسساتها لا تخطط للمواطنين و لكن لأصحاب النفوذ و السيطرة في الدولة.
( يتبع)
تعليق