بدلا من نظرية المؤامرة

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    عضو منتسب
    • Mar 2010
    • 43

    #16
    شروطُ الكتابة المؤهِّلةُ للفهم.

    قبل الفذلكة عن الفهم وانعدامه يجب التأكد من أن الذي "لم يفهم" قد قرأ ما كان ينبغي عليه فهمه، وما دام لم يقرأه فلا يجوز اتهامه بأنه لم يفهمه إن كان مفهموما أصلا؛ المعضلة ليست في انعدام الفهم، أو في قلته، ولكنها في كتابة ما لا يُفهم إلا من قِبل كاتبه فقط فلا عجب إذن إن عزف الناس عن قراءته أو عن التفاعل معه؛ إن أردت، أيها الكاتب النبيه (الحديث إلى عموم الكُتّاب وليس إلى شخص بعينه)، أن تُفهم فاكتبْ ما يُفهم بأن تكون كتابتك من نوع "s.m.a.r.t"(إن صح الوصف) تمتاز بالوضوح والدقة والمباشرة والبساطة وقابلة للإدراك (الفهم).
    اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وانفع بنا غيرنا، اللهم آمين يا رب العالمين.


    [frame="13 98"]
    "للخيال على الكاتب سلطان لا يقاوم،
    فإن كنت كاتبا، فلا تقاوم خيالك و لكن قوِّمه !"

    (حسين ليشوري)
    [/frame]

    تعليق

    • Dr-A-K-Mazhar
      ملاح
      • Nov 2007
      • 1864

      #17

      السنن الإلهية بدلا من نظرية المؤامرة

      بعض التوضيحات الهامة.............(3)


      القوانين أو السنن الإلهية تغطى كل مناحى الحياة المادية و الحيوية و الاجتماعية.

      ومما سبق يمكن تقسيم ظواهر الحياة إلي ظواهر تدرسها علوم المادة، وظواهر تدرسها العلوم الحيوية و ظواهر تدرسها العلوم الاجتماعية. و العلوم الاجتماعية تدرس ظواهر السياسة والاجتماع و الاقتصاد و التربية و النفس.

      و موضوع هذه الصفحة عن السنن الإلهية وتبحث فى السنن الاجتماعية و علاقتها بمفهوم "المؤامرة"،. و يمكن عرض "نظرية المؤامرة" من حيث انتماءها لهذه السنن.


      وهذا الوجه من القانون العام يتعلق بخضوع البشر له باعتبارهم أفراداً وأمماً وجماعات . وأعني بخضوعهم له خضوع تصرفاتهم وأفعالهم وسلوكهم في الحياة وما يكونون عليه من أحوال وما يترتب على ذلك من نتائج كالرفاهية أو الضيق في العيش ، والسعادة والشقاء والعز والذل والرقي والتأخر والقوة والضعف ونحو ذلك من الأمور الاجتماعية في الدنيا وما يصيبهم في الآخرة من عذاب أو نعيم وفقاً لأحكام سنن الله.

      و لكن كيف نعرف سنن الله؟

      والسبيل لمعرفة سنن الله الرجوع إلى كتاب الله العظيم وسنّة نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ففيه للمتأمل و المتدبر القول الفصل عن السنن الإلهية التي تجري بموجبها أحداث ووقائع البشر ، فهذا البيان هو الحق المبين والقول الصدق "وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً" ، وهو الإخبار الحق الصادق عن هذا القانون العام "وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً."


      أما فى العالم الغربى فالمصادر تختلف، فسنن الله فى علوم المادة (فيزياء، كيمياء، احياء، فلك...إلخ) مجالها علوم الطبيعة و الهندسة، و سنن الله فى علوم الحياة( البيولوجيا، النبات، الحيوان، الفسيولوجيا، ...إلخ) مجالها علوم البيولوجيا و الخلايا والطب. و سنن الله فى الحياة الإنسانية مجالها العلوم الاجتماعية و الإنسانية.

      و بخصوص "نظرية المؤامرة" فالمسلم لو تأمل القرآن لوجب عليه فهم ما يحدث بناء علي سنن الله في الحياة الاجتماعية لخضوع البشر لسنن الله تعالى أو القوانين التى جاءت الآيات القرآنية مشيرة تارة وموضحة أخرى إلى تأكيد بعض معاني الشريعة الإسلامية للمسلمين ونشرها فيما بينهم لتبصيرهم بها ودعوتهم إلى مراجعة نفوسهم وصفاتهم وأحوالهم . ليعلموا يقيناً أن ما هم عليه ، وما أصابهم وما حل في ديارهم ، لم يحدث شيء من ذلك قط (صدفة) أو خبط عشواء ، بل كان نتيجة حتمية لما فعلوه أو قصروا في فعله ، وليعلموا أيضاً على وجه اليقين أن الخلاص من الحالة السيئة التي هم عليها لا يكون أبداً إلا بإتباع ما تقضي به سنن الله تعالى . عسى أن يكون فيما كتبه المؤلف محركاً ودافعاً لهم للعمل الجدّي الدؤوب الصامت وفقاً لمقتضيات سنن الله في التبديل والتحويل من السيىء إلى الحسن ، إلى حيث أراد الله تعالى للمؤمنين من العزة والكرامة والقيادة للبشر جميعاً.


      ( يتبع)

      و فيه نماذج لسنن الله كما نفهمها من آيات القرآن ، و بعد ذلك أطرح التأصيل اللغوي و القرآني لمعني "النظر و التنظير"


      تعليق

      • Dr-A-K-Mazhar
        ملاح
        • Nov 2007
        • 1864

        #18
        [align=center]السنن الإلهية بدلا من نظرية المؤامرة

        بعض التوضيحات الهامة.............(4)
        [/align]

        مختصر للسنن الإلهية

        00 ـ سنّة الله في الأسباب والمسببات .... [ قانون السببية ]

        00 ـ سنّة الله في اتباع هداه والإعراض عنه .... [ قانون الهدى والضلال ]

        00 ـ سنّة الله في التدافع بين الحق والباطل ...... [ قانون التدافع ]

        00 ـ سنّة الله في الفتنة والابتلاء....... [ قانون الابتلاء ]

        00 ـ سنّة الله في الظلم والظالمين...... [ قانون الظلم ]

        00 ـ سنّة الله في الاختلاف والمختلفين.....[ قانون الاختلاف ]

        00 ـ سنّة الله في المتساوين والمختلفين.......[ قانون التماثل والأضداد ]

        00- ـ سنّة الله في الترف والمترفين ..........[ قانون الترف ]

        00 ـ سنّة الله في الطغيان والطغاة ..........[ قانون الطغيان والطغاة ]

        00 ـ سنّة الله في بطر النعمة وتغيرها ....... [ قانون بطر النعم وتغيرها ]

        00 ـ سنّة الله في الذنوب والسيئات.... [ قانون الذنوب والسيئات ]

        00 ـ سنّة الله في التقوى والإيمان والعمل الصالح........ [ قانون التقوى والإيمان والعمل الصالح ]

        00 ـ سنّة الله في الاستدراج..........[ قانون الاستدراج ] .

        00 ـ سنّة الله في المكر والماكرين .......[ قانون المكر ]

        00 ـ سنّة الله في طلب الدّنيا والآخرة ......[ قانون طلب الدنيا والآخرة ]

        00 ـ سنّة الله في الرزق ......[ قانون الرزق ]

        00 ـ سنّة الله في الفظاظة والغلظة والرفق ......[ قانون الفظاظة والغلظة والرفق ]


        ( يتبع)

        و فيه التأصيل القرآني و اللغوي لمفهوم النظر و التنظير

        تعليق

        • Dr-A-K-Mazhar
          ملاح
          • Nov 2007
          • 1864

          #19
          [align=center]السنن الإلهية بدلا من نظرية المؤامرة

          بعض التوضيحات الهامة.............(5)
          [/align]

          آيات السير و النظر

          لتوضيح سطحية التفكير العقلي و النقدي و اللغوي عند من يكرر كلمة "نظرية" و "تنظير" بخصوص " نظرية المؤامرة" سأوضح معني تنظير و نظر أولاً من آيات القرآن، ثم بعد ذلك سأوضح كيف وصلت عقول البشر في القرن ال 21 إلي وضع عدة خطوات منهجية لاقتراح و مراجعة و تصحيح و تعديل أو رفض نظرية ما.

          ومن ناحية القرآن سأعتمد علي الآيات التالية التي تحث الناس علي التفكر و التأمل و التدبر والسير النظر، ومنها معاني النظر و التنظير لمعرفة العواقب.


          1. قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (آل عمران137)

          2. قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (الأنعام 11 )

          3. وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ (يوسف 109)

          4. وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّـهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (النحل 36)

          5. أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ(الحج 46)

          6. قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (النمل 69 )

          7. قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّـهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّـهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(العنكبوت 20 )

          8. أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ(الروم 9)

          9. قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ (الروم 42)

          10. أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (فاطر 44)

          11. أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّـهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّـهِ مِن وَاقٍ ( غافر 21)

          12. أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ (غافر 82 )

          13. أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (محمد 10 )

          ( يتبع)

          و فيها معاني السير و النظر و علاقة ذلك بالتنظير و سنن الله في الكون

          تعليق

          • Dr-A-K-Mazhar
            ملاح
            • Nov 2007
            • 1864

            #20

            تعليق

            • Dr-A-K-Mazhar
              ملاح
              • Nov 2007
              • 1864

              #21
              طريق المفكّرين يبدأ بالبحث، وينتهي بالتفاني في البحث

              تعليق

              • Dr-A-K-Mazhar
                ملاح
                • Nov 2007
                • 1864

                #22

                السنن الإلهية بدلا من نظرية المؤامرة

                بعض التوضيحات الهامة...................(6)

                النظر و التنظير و النظريات

                عرضت سابقاً لآيات قرآنية عن السير و النظر، وهي دعوة للمسلمين للنظر و التأمل و التفكر و تدبر العواقب. و الآيات تمثل التأسيس الفكري لمعاني النظر و التنظير و النظريات كما تطورت في مسيرة الفكر و العلم. أن السير و النظر و التنظير ووضع النظريات تمثل عمليات يقوم بها العقل لوصف و تفسير و فهم ما يراه و يلاحظه من ظواهر في الكون و الحياة، و تفتح له الطريق لمعرفة العواقب .


                لو قرأنا الآيات السابقة و تأملنا ما تضمنته من رسالة للسير و النظر للمسلم، الذي يقرأ و يتدبر آيات الله، لأدركنا معاني كثيرة للنظر و التنظير و النظريات كمجهودات إنسانية ، بتوجيه إلهى للمشاهدة و الملاحظة و الفهم و النظر و التنظيرومعرفة العواقب، لبناء فكر يربط مشاهد السير بتأمل الأحوال وببناء نظريات تساعد علي معرفة الأسباب و تتنبأ بالعواقب. الله يقول للملسمين انظروا و تدبروا العواقب. ولكن كيف يقوم المسلمون بالسير و النظر ، و كيف يتوصلون لمعرفة العواقب؟

                بالنظر و التأمل و جمع المشاهد و التنظير لربط المشاهدات بالنظريات و محاولة الوصول لقوانين و سنن أودعها الله في الأفاق و الأنفس، و من المعرفة التي تأسست علي السير و النظر و التفكر و التدبر يقترح العقل نظريات تجمع المشاهدات و الاحداث و تربطها معا برؤية تفسر وتساعد علي مواجهة ما يمكن أن يواجهه المسلم و الاستعداد له.

                ومن تتبع مسيرة البلاد المسلمة ندرك أن التوجيه الإلهي بالسير و النظر لم تكتمل مسيرته عند المسلمين، فبعد فترات من الإذهار الحضاري و التمكن من الأرض، حيث امكنهم تطبيق التوجيه الإلهي بالسير و النظر، تراجع المسلمون عن تطبيق معاني الوحي علي أنفسهم و في الحياة. فتوقف عمل المفكرين عن إنتاج فكر يهدف للفهم و اكتشاف قوانين للسير و الحركة و توقع العواقب و المآلات ، وكلها تساعد علي الاستعداد لمواجهة ظروف تحدث لم يقابلوها في الماضي ، وحل مشاكل جديدة تواجه المسلمين.

                و تراجع المسلمون و توقفت العقول عن الانتاج و اكتفت بالتكرار و التقليد و النقل من هنا و هناك، توقفت عن النظر و التأمل و التدبر و التفكر لمعرفة اكثر و اشمل لسنن الله في النفوس و الآفاق ، و معرفة أسس النهوض بتطبيق الفكر، و إدراك اشمل لعمل السنن وتطبيقها في الحياة.

                و كان آخر انتاج المسلمون في الفكر و العلم ما قام به الحسن بن الهيثم في نظريات الضوء، و ابن النفيس في نظريات عن القلب و الدورة الدموية، و البيروني و الخوارزمي و عمر الخيام في نظريات في الرياضيات و حل المعادلات، و البياتي في نظريات علم الفلك، و ابن خلدون في نظريات علم الاجتماع.


                توقف السير و النظر و التنظير ووضع النظريات عند المسلمين، و اكمل الغرب المسيرة بتطوير و تعميق معاني النظرية تأسيسا و تنظيراً و فهماً و تطبيقاً. و تغيرت معاني التنظير و النظريات في الغرب، و تجمدت و تشوهت معاني السير و النظر عند العرب و المسلمين.


                و مع مرور الوقت و تمكن الكسل من العقول ، و التأخر في البحث، تمسك بعض المسلمين بثقافة مغلوطة لمعاني السير و النظر، و اصبحت العقول لا تعي معني النظر و التنظير و النظريات كأسس للفهم و العمل، و ساد الفهم أن السير و النظر و التنظير أمور خيالية و أحلام غير واقعية، و دخل هذا الفهم في الثقافة السائدة ثقافة التخلف و التأخر، مع الاعتماد و ترجمة و نقل و تكرار نتائج السير و النظر التي يصل إليها غير المسلمين.

                و تطور العلم و تغير و تقدم في غير بلاد المسلمين و أصبح لمفهوم النظر و التنظير و النظريات معاني غير سائدة في ثقافة المسلمين الحالية، و أصبح مفهوم النظرية المعاصر هو بناء فكري يستمد من السير و النظر ، يعمل علي وصف الظواهر و تصنيفها بالمشاهدة و الملاحظة ووضع فرضيات للتفسير و التنبؤ بالعواقب لما يمكن أن يحدث والاستعداد لمواجهة مشاكل جديدة، لا يوجد حلول محفوظة لها ، من خلال فهم القوانين و السنن التي أودعها الله في الأفاق و الانفس.

                و هذا هو مفهوم النظرية في العلم المعاصر.

                ( يتبع)

                حول

                التنظير و النظريات في العلم المعاصر

                تعليق

                • Dr-A-K-Mazhar
                  ملاح
                  • Nov 2007
                  • 1864

                  #23


                  السنن الإلهية بدلاً من نظرية المؤامرة

                  بعض التوضيحات الهامة...................(7)

                  التنظير و النظريات في العلم المعاصر

                  ظل العلم في الكتابات العربية يعني المعرفة، والمعارف تُلتمس بأي من المناهج المناسبة و المتاحة للمعرفة. و المعارف متعددة : طبيعية و اجتماعية و اقتصادية و دينية و سياسية، و....إلخ. والمعارف تؤخذ من كتب و مقالات و نشرات و أقوال من هنا وهناك، و عدم ثبات معيار الانتقاء و عدم الدقة في التوثيق أدت إلي تعدد الآراء المذاهب و الأحكام. و تأخر العرب و توقف انتاجهم العلمي منذ قرون. وتركز مفهومهم للعلم علي العارف المجمعة من كتب ونصوص و تنسقيها و تحليل الكلمات و الاستنباط اللغوي من عبارات و ألفاظ، و جمع قصص و أحداث و تفاصيل كثيرة كلها تنتمي لمراجع و مقالات مكتوبة. و النقد لا يخرج عن هذا المنهج الاستنباطي بمقارنة أقوال و تصحيح لغة و تعديل معاني ألفاظ، و ترجيح أقوال علي أقوال و النقد والحكم علي أشخاص،...

                  من ناحية أخري أخذ الغرب القيادة و أكمل المسيرة، و تطور العلم عندهم و أصبح أحد مناهج المعرفة عندهم. و العلم المعاصر طور مفاهيم التنظير و النظرية كثيراً، وعدل و أضاف مفاهيم الفرضيات و المبادىء و المسلمات و القوانين لتصبح عوامل و عناصر داخلة في عمليات التنظير و معني النظرية. و اصبحت النظرية عندهم تعني مجموعة من التعاريف و المسلمات و الفرضيات و القوانين التي يمكنها شرح ووصف و تفسير سلوك ظواهر متعدد طبيعية و سياسية و اجتماعية. وتركزت جهود و أبحاث جزء من علماءهم في تحسين النظريات واكتشاف القوانين و تعديلها، بحيث يمكنها أن تتنبأ ببعض الملامح الممكنة مستقبلاً لسلوك الظواهر.

                  و بناء علي ذلك قسم علماء الغرب العلوم بمقدار درجة التحقق من صلاحية ودقة القوانين إلي

                  00
                  - علوم طبيعية و حيوية( فيزياء و فلك و كيمياء، وبيولوجيا و أرصاد جوية،....) و لغتها الأساسية الرياضيات

                  00- علوم اجتماعية ( اجتماع، انثروبولوجيا، تربية ، اقتصاد، سياسة،....) وهى متأخرة مقارنة بالعلوم الطبيعية من حيث مقدار صلاحية القوانين التي تفسر سلوك الظواهر الاجتماعية

                  00- دراسات إنسانية و تتضمن التاريخ و الفلسفة ، و اللغات و الأدب و الشعر و القصة و...

                  اما بالنسبة لمعايير صحة نظرية ما فقدموا مفاهيم جديدة خاصة بالتحقق و التكذيب والصلاحية، وحساب و قياس الاتجاهات الاحصائية التي يمكن رصدها لنتائج تطبيق النظريات.

                  و النظريات من هذه الناحية هي دراسة للواقع تتم بجمع معلومات كافية و قياس بعض المحددات و التسليم بفرضيات ومحاولات التحقق من صحتها، ومن ثم بناء النظريات التي تربط أجزاء متعددة من عناصر الظاهرة. و الهدف بالإضافة للفهم و التفسير محاولة التنبؤ و التطبيق لحل مشاكل علمية و اجتماعية و اقتصادية و سياسية، أو التخطيط لتحقيق مصالح.

                  ( يتبع)

                  تعليق

                  • Dr-A-K-Mazhar
                    ملاح
                    • Nov 2007
                    • 1864

                    #24

                    السنن الإلهية بدلاً من نظرية المؤامرة

                    بعض التوضيحات الهامة...................(8)


                    كيف نتأكد من مصداقية النظرية؟

                    قبل أن نحكم علي درجة إقناع نظرية ما، فأننا نرغب في معرفة أي المزاعم الوقائعية (التي اعتمدت عليها النظرية) أكثر موثوقية.

                    ولكن كيف نحدد الموثوقية؟

                    إجابة السؤال تعتمد علي معرفة الآتي:

                    00- ما إثبات ما جاء في النظرية؟

                    00- كيف نطمئن أنه صحيح؟

                    00- ما الشواهد علي صحة النظرية؟

                    00- ما مقدار جودة الشواهد؟

                    00- هل الباحث أو الدارس متيقن من صدق الشواهد؟

                    00- هل الشواهد كافية أم مجرد انتقاءات لإثبات النتيجة، وإهمال شواهد تقود لعكس النتائج؟

                    الشواهد


                    الشواهد مفاهيم تعتمد علي معلومات صريحة و صحيحة يعرضها صاحب المقال أو الحكم أو الاستدلال ليدعم موثوقية ما توصل إليه

                    و ليست كل الشواهد متساوية في مصداقيتها.


                    أنواع الشواهد و درجة مصداقيتها

                    العديد من النظريات والاعتقادات و الآراء تعوزها الشواهد الكافية التي تؤيدها أو تفندها بصورة جلية

                    ( يتبع)

                    تعليق

                    • Dr-A-K-Mazhar
                      ملاح
                      • Nov 2007
                      • 1864

                      #25

                      السنن الإلهية بدلاً من نظرية المؤامرة

                      بعض التوضيحات الهامة...................(9)


                      الأنواع الأساسية من الشواهد التي تساق لتأييد نظرية ما:

                      العديد من النظريات والاعتقادات و الآراء تعوزها الشواهد الكافية التي تؤيدها أو تفندها بصورة جلية. ومن الشواهد:

                      00- الحدس

                      00- الخبرة الذاتية

                      00- شهادات من شخصيات

                      00- اللجوء لسلطة ما

                      00- الملاحظات الشخصية

                      00- الأمثلة

                      00- الدراسات و البحوث

                      00- المماثلة


                      و السؤال: ما مدي موثوقية هذه الشواهد؟

                      ( يتبع)

                      تعليق

                      • Dr-A-K-Mazhar
                        ملاح
                        • Nov 2007
                        • 1864

                        #26


                        السنن الإلهية بدلاً من نظرية المؤامرة

                        بعض التوضيحات الهامة...................(10)

                        ما الشواهد التي تؤيد نظرية المؤامرة؟


                        بعض الملاحظات و الأمثلة لعدد من الحوادث تعتبر من الشواهد، ونظرية المؤامرة تحاول تفسير مثل هذه الشواهد التي تحتاج فهم و توضيح، و ربما لا يتفق الكثير علي جودة الشواهد كأساس لأي مؤامرة، لأنها مجرد قصص و حكايات يتناقلها الناس ووسائل الإعلام، و لكن ألا توجد نظريات أخري ممكن أن تفسر نفس الشواهد بغير المؤامرة؟

                        وجود تفسيرات بديلة متعددة و محتملة و ربما أقوي للأحداث يفقد ثقتنا بالتفسير الأصلي المتضمن في نظرية المؤامرة.

                        مثال: وضع الباحث صرصورا علي منضدة في معمل لدراسة سلوك الحشرات، ثم طرق علي المنضدة بشدة فتحرك الصرصور و جري.

                        بعد ذلك امسك الباحث بالصرصور و قطع أرجله ووضعه مرة ثانية علي المنضدة و كرر التجربة و طرق عليها، سمع الصرصور الصوت القوي مثل التجربة الأولي، ولكنه لم يتحرك و لم يجر، ولأن كل شىء في التجربة لم يتغير غير قطع أرجل الصرصور، فكان استنتاج الباحث، لعدم حركة الصرصور بعد قطع أرجله، أن الصرصور يسمع من أرجله. فعندما قطع أرجل الصرصور لم يعد يسمع ولم يتحرك من تأثير صوت الطرق علي المنضدة.

                        النتيجة: الصرصور يسمع من رجله!!

                        و السؤال ألا يمكن تفسير عدم حركة الصرصور بأسباب أخري غير فقدان حاسة السمع نتيجة قطع أرجله؟

                        و بالمثل......أحداث و شواهد تفسر بنظرية المؤامرة....

                        و السؤال: ألا يوجد بديل افضل و أكثر معقولية لتفسير نفس الشواهد؟؟


                        ( يتبع)

                        تعليق

                        • Dr-A-K-Mazhar
                          ملاح
                          • Nov 2007
                          • 1864

                          #27

                          [align=center]
                          السنن الإلهية بدلاً من نظرية المؤامرة

                          بعض التوضيحات الهامة...................(11)

                          [/align]

                          متي تصبح نظرية المؤامرة من العلم؟

                          العلم منهج لبحث الظواهر، فكيف نطرح موضوع المؤامرة بمنهج علمي؟

                          المؤامرة محاولة تفسير و فهم و تبرير ظاهرة متفق عليها في العالم العربى-الإسلامي.

                          ربما يتفق الكثير علي استمرار سلسلة من الهزائم والانكسارات والتبعية في السياسة و الاقتصاد و العلم في بلاد العالم العربي و الإسلامي. وكل ما نلاحظه من سلوك الدول العربية و الإسلامية جمود وتراجع في الفعل المبني علي رؤية استراتيجية، سواء كانت رؤية عربية أو إسلامية. و عادة ما يكتفي أصحاب القرار في هذه الدول بردود أفعال آنية ، و غالباً ما تكون ردود العامة و المثقفين والمفكرين ردود أفعال صوتية.

                          فكيف نفهم و نفسر هذه الظاهرة علمياً؟

                          وهل المؤامرة هي التفسير الوحيد؟

                          أم أنه ممكن أن نجد تفسيرات أكثر عمقاً و شمولاً تساعد علي معرفة الخلل في جهاز مناعة الدول، وآليات النهوض و الانطلاق مثل باقى دول العالم المتقدم؟

                          ( يتبع)


                          تعليق

                          • Dr-A-K-Mazhar
                            ملاح
                            • Nov 2007
                            • 1864

                            #28
                            [align=center]السنن الإلهية بدلاً من نظرية المؤامرة [/align]

                            النظرية عند أصحاب التفكير العلمي محاولة للتفسير و الفهم لأحداث و ظواهر في مجال ما، و تتكون النظرية من مجموعة من الأفكار و التعريفات و المفاهيم و الفرضيات و القوانين و المسلمات . و ليس ضروريا وجود تفسير وحيد للظواهر العلمية أو الاجتماعية، لذلك تفسير الظاهرة ممكن بأكثر من نظرية. والاختيار الأفضل يكون للنظرية التي تقدم تفسيرات أوسع و أعمق و يمكنها من تصورات سيناريوهات تنبؤية مستقبلية يمكن اختبارها.

                            المؤامرة والبحث عن نظرية بديلة

                            التوجيه القرآني في الآيات الخاصة بالنظر و التدبر و التفكر يمثل دعوة للمسلم بالنظر و التفكر و التأمل، وبخصوص نظرية المؤامرة و محدوديتها في الفهم أليس الأكثر فهما و عمقا هو البحث في السنن الإلهية بدلا من نظرية المؤامرة

                            نظرية المؤامرة

                            ما يثير التفكير حول نظرية المؤامرة انها أصبحت فكرة متداولة و معروفة للجميع سواء لمعتنق النظرية أو لغيره، ومع ذلك لم يفعل المتأمر عليهم أي شىء لفعل مضاد لمن يتأمر عليهم!!

                            يعرفون و يؤكدون وجود مؤامرت منذ سنين، ولم يتحركوا لوأد المؤامرة، ماذا يعني ذلك؟

                            ماذا قيمة المعرفة إذن مع القبول بمؤامرات وعدم فعل أي شىء إلا الصياح و تكرار الكلام علي وجود مؤامرة!!

                            والسؤال: ما معني مؤامرة إذن و الجميع يعلمون ( شعوب ودول و حكومات) بوجود مؤامرة عليهم و لا يفعلون أي شىء سوى الكلام و تكرار إدعاءات مؤامرات؟

                            ألا يعني ذلك أنهم أنفسهم ( شعوب و حكومات و رؤساء و استخبارات دول ووزرات خارجية و داخلية) مشتركين فيها.

                            ومن هذا المنطلق أليس الأولي البحث عن السنن الاجتماعية و قوانين السلوك التي تفسر الظواهر افضل من نظرية المؤامرة؟

                            تعليق

                            • Dr-A-K-Mazhar
                              ملاح
                              • Nov 2007
                              • 1864

                              #29
                              [align=center]ما الأفضل: السنن الإلهية أم نظرية المؤامرة؟[/align]

                              عندما نحاول تفسير ما يحدث فليس هناك نظرية واحدة تصمد لكل نقد، فأكبر عيوب نظرية المؤامرة أنها هلامية غير محددة ، و لا تتعامل مع مؤامرة بل مؤامرات.

                              نظرية المؤامرة استعمالها شخصى قصصى مزاجى روائي ....غير موضوعي....تفتقد الموضوعية

                              أليست السنن و القوانين أفضل للتفسير و إنارة الطريق و الفهم مع الاستعداد لمواجهة المؤمرات؟!

                              أيهما أفضل "نظرية مؤامرة" بكل عيوبها العلمية و عدم قدرتها على التحديد و معرفة بدقة المتآمر و الاستعداد له؟

                              أم سنن و قوانين تنتسب لعلم الاجتماع و تستند إلى دراسة الظواهر الاجتماعية و نظم الحكم السياسية و كيف تعمل فتساعد على الفهم الأكثر عمقاً

                              مؤامرة أم مؤامرات

                              فمما يشتت الذهن و يحير العقل عندما تقرأ عن نظرية المؤامرة فى الصحف و المجلات أو تقرأ تأكيداً لها من منقولات فى فيديوهات يوتيوب أو كتابات على الأنترنت، أو تسمع عنها فى خطابات مثقفين و صحفيين أو مسئولين و تتأمل كل ذلك...تتحير و تسأل:

                              هل هى مؤامرة أم مؤامرات؟

                              رؤساء أو مسئولون فى دول يقولون أن هناك مؤامرات عليهم من مواطنين عملاء لجماعات مناوئة فى نفس الدول

                              أو جماعات معارضة فى الدولة تقول أن هناك مؤامرة عليها من نفس الدولة!

                              رؤساء دول يقولون أن هناك مؤامرات على دولتهم من دول خارجية

                              فى البلاد العربية تسمع مؤامرات من دول عربية على دول عربية أخرى

                              فى نفس البلد تسمع عن مؤامرات الطرف الثالث!!

                              فى كثير من البلاد البعض يقول عن مؤامرات على بلده.

                              فى روسيا مؤامرات من أمريكا لإسقاط روسيا

                              دول إسلامية تقول بمؤامرات من جماعات إسلاميىة إرهابية لإسقاط الدولة

                              بلاد أخرى تقول أن هناك مؤامرات عليها من قوميات و أعراق أخرى..

                              ....إلخ

                              إذن مما تقرأ يتضح أن المؤامرت من الجميع على الجميع!

                              00- مؤامرات من قوميين على إسلاميين
                              00- ومن إسلاميين على علمانيين
                              00- ومؤامرات من الغرب على الإسلام
                              00- ومؤامرات من متشددين دينيين على الغرب المتقدم
                              00- ومن غربيين على شرقيين
                              00- ومن أعراق على أعراق
                              00- ومن دول على دول

                              و هكذا...

                              أنها نظريات المؤامرات..

                              و لكن لماذا كل هؤلاء يتآمرون على كل هؤلاء باختلاف العقائد و اللغات و الثقافات و الأديان و المذاهب السياسية؟

                              فهل هى مؤامرات فعلاً علينا أم عليهم أم على الجميع؟

                              لذلك فكل مجموعة أو شخص أو بلد يمكنها أن تستعمل نظرية المؤامرة...

                              وهذا أكبر سبب لضياع الموضوعية

                              أما السنن و القوانين الاجتماعية فلا تعتمد على شخص أو مزاج أو موهبة لتفسير كل شىء بمؤامرة


                              تعليق

                              • Dr-A-K-Mazhar
                                ملاح
                                • Nov 2007
                                • 1864

                                #30

                                [align=center]نظرية المؤامرة: سقوط الأندلس[/align]

                                لقد تآمر العرب على العرب، و تناحر العرب هناك و استعان العرب لقتال العرب بمن طردهم بعد ذلك

                                و سقطت الأندلس

                                و السؤال:....


                                ما الأفضل للعقل لفهم سقوط الأندلس: السنن الإلهية أم نظرية المؤامرة؟



                                تعليق

                                يعمل...