منتدى صالح الخريبي أبو خلدون

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد زعل السلوم
    عضو منتسب
    • Oct 2009
    • 746

    منتدى صالح الخريبي أبو خلدون

    لون العقل آخر تحديث:الجمعة ,29/01/2010




    صالح الخريبي


    هذا هو المقال الأخير الذي كتبه الزميل صالح الخريبي “أبوخلدون” الذي وافته المنية مساء أمس إثر عارض صحي.. أسكنه الله فسيح جناته وألهم أهله وذويه وزملائه الصبر والسلوان..



    “إنا لله وإنا إليه راجعون”







    سمعنا عن الثورات البرتقالية، والثورة الحمراء، والدم الأزرق الذي يجري في عروق أبناء وبنات الأسر المالكة في أوروبا ويصرون على عدم خلطه بدماء أخرى، وسمعنا عن الشعور الشقراء التي تتوج رؤوس حفيدات القياصرة من الروسيات اللواتي أخذن قلوب شبابنا بالمعروف. وشعراء الموجات الجديدة يحدثوننا عن الحزن الرمادي، والقلب الأخضر الذي يتحول إلى شمعة ترقص فوق الشمعدان على حد تعبير فايزة أحمد، ولكننا لم نسمع عن عقول ملونة بالتكنيكولور، عقول صفر وخضر وزرق وحمر وبنفسجية إلى آخر ما هنالك من ألوان، وأن هذه العقول تكشف شخصية صاحبها، كبصمات الأصابع أو بصمة ال”دي أن أي” مثلاً.



    صاحب نظرية تقسيم العقول إلى ألوان هو عالم النفس السويسري المشهور كارل يونج، زميل سيجموند فرويد، الذي يعتبر من أعمدة علم النفس في القرن العشرين، ويبدو أن الرجل استحى فلم يطلق على النتائج التي توصل إليها أسماء لونية، فجاءت أستاذة علم النفس شيلا جلاسوف، وقالت إن البحوث التي أجراها يونج تكشف أن كل إنسان له شخصية سيكولوجية يمكن أن تصنف حسب الألوان، وأصدرت مؤخراً كتاباً بهذا المعنى بعنون “لون عقلك”.



    وتقول شيلا، في كتابها، إن عقول البشر يمكن تصنيفها إلى أربعة ألوان، هي الأصفر والأخضر والأزرق والبرتقالي، وكل لون له صفات محددة تميز صاحبه، ومثال على ذلك، فإن أصحاب العقول الصفراء يصرّون على معرفة المطلوب منهم بوضوح، والطفل من هؤلاء يريد أن يعرف ما المطلوب منه، في المدرسة والبيت، ولذلك فإنه يعيش حياته في توتر دائم، إنه يسير وفق جدول مرسوم مسبقاً، وعندما يتعرض روتين هذا الجدول لتغيير يثور ويتمرّد، ولذلك ينبغي على آباء هؤلاء أن يطلعوهم بشكل دائم على التغييرات التي تحدث في جداول حياتهم.



    أما أصحاب العقول الزرق فإن أكثر ما يسعدهم هو تمضية الوقت في التحدث إلى أفراد العائلة والمرح معهم، ويميل هؤلاء إلى التمرد عندما لا نتيح لهم الفرصة للتحدث عن مشاكلهم، وينبغي على آباء هؤلاء الاستماع إلى مشاكلهم بعناية، وعدم إهمالها.



    والأطفال من أصحاب العقول الخضر يميلون إلى اللعب مع شخص واحد فقط، ويتصرّفون بعصبية إذا فرضنا عليهم التواصل مع أطفال لا يرغبون هم في التواصل معهم. أما أصحاب العقول البرتقالية فإنهم يميلون إلى النشاطات التي يسهمون هم في وضع قوانينها، حتى لو كانت اللعب بالوحل، ولا تروق لهم الألعاب الرياضية التي يضطرون فيها إلى الالتزام بقواعد معينة، لأنهم يحسون أنها تسلبهم حريتهم.



    وتصنيف العقل إلى ألوان نظرية فضفاضة، فكل طفل مثلاً يرغب في معرفة ما المطلوب منه بالضبط، في البيت أو المدرسة، وكل طفل يجد سعادة في التحدث إلى أفراد عائلته، ويتمنى أن يستمع والداه إلى مشاكله باهتمام، وكل طفل لا تروق له الألعاب التي يلتزم فيها بقوانين معينة. فما فائدة نظرية ألوان العقل إذاً؟



    abukhaldoun@maktoob.com
  • محمد زعل السلوم
    عضو منتسب
    • Oct 2009
    • 746

    #2
    الشقراوات آخر تحديث:الخميس ,28/01/2010




    صالح الخريبي


    اعتاد شعراؤنا القدامى على التغزل بذوات البشرة البيضاء، فقد كانوا يرون أن اللون الأبيض هو “رداء الحسن” ويقول أحدهم “بيضاء قد لبست رداء الحسن فهو لجلدها جلد”. وعبلة التي ذكرها عنترة بينما الرماح تنهل من الأجسام وبيض الهند تقطر دما كانت بيضاء البشرة، وكذلك ليلى التي طارت بلب المجنون، وبثينة التي فتنت جميل، وما أظن إلا أن خولة التي شغلت لبيد إلا بيضاء البشرة أيضا، وإن كان هو لم يذكر ذلك في شعره، وعشيقات امرؤ القيس بيضاوات، ولم يعشق عمر بن أبي ربيعة أي سمراء بدليل أنه لم يذكر السمراوات في شعره. ونزار قباني لم يكن يهتم كثيراً للون، فكتب ديوان شعر كاملاً للسمراوات، وتغزل بالشقراوات ذوات الشعر الذي يشبه حقول قمح لم تحصد، وبذوات البشرة البيضاء اللواتي تشبه شعورهن شلال الضوء الأبيض.



    وعلى العكس من ذلك، فإن مطربينا غنوا للسمراوات، ابتداء من كارم محمود إلى عبدالحليم حافظ، وقليل جداً منهم غنى للشقراوات، كفهد بلان، ولكن معظم فتياتنا فتنهن الشعر الأشقر، فصبغن شعورهن به، ومنهن الفنانة نادية لطفي في صباها، وجاكلين التي ألحقت باسمها اسم مونرو، والفنانة مادونا التي جعلت شعارها: وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم.



    وأطرف دراسة عن الشقراوات صدرت في بريطانيا، وموضوعها: “تأثير لون شعر المرأة على سلوكها”، وقد خرجت الدراسة التي أجراها بيتر آيتون، أستاذ علم النفس في جامعة لندن، بنتيجة غريبة هي أن ذوات الشعر الأشقر لسن “ناعمات” كما نتصور، وإنما شديدات العدوانية، والفتيات اللواتي يصبغن شعورهن باللون الأشقر سرعان ما يتصرفن بعدوانية مثلهن. وتلوم الدراسة الرجال لأنهم يبدون اهتماماً كبيراً بالشقراوات دون غيرهن من النساء.



    وبصراحة، أثارت الدراسة دهشتي، بقدر ما أثارت دهشة العلماء الذين أجروها، فمارلين مونرو كانت شقراء، وكذلك كل فاتنات السينما في هوليوود، ولكن العلماء الذين أجروا الدراسة برروا عدوانية الشقراوات بشيئين، أولهما أن الاهتمام الذي يبديه الرجال بالشقراوات يجعل الشقراء أكثر ثقة بنفسها، وإذا صادف أنها لم تحصل على هذا الاهتمام فإنها تصبح عدوانية، تماماً كالطفل المشاكس الذي يكسر الأواني للفت انتباه والديه. والسبب الثاني أن الشقراء لا تنظر إلى نفسها كحالة خاصة، وتعتقد أن الرجال يعاملون كل النساء الجميلات كملكات، كما يعاملونها هي، ولذلك فإنها لا تأبه بالامتيازات التي يمنحونها لها.



    إضافة إلى ذلك، كشفت الدراسة أن الشقراوات أقل النساء تقدماً في الحياة الوظيفية، وأقلهن نجاحا في الوصول إلى المناصب الإدارية الكبيرة، مما يشير إلى أنهن يجدن صعوبة في التكيف مع أجواء العمل.



    ويبدو أن النتائج التي توصلت إليها الدراسة صحيحة، فقد صبغت المذيعة فانيسا فيلتز شعرها باللون الأشقر، وقالت إن هذا اللون يلفت الانتباه أكثر، لكنها أضافت: “بعد الصبغ أصبحت أكثر ميلا للعدوانية”. وتعترف السياسية البريطانية آن ويدكومب، من حزب المحافظين: “بعد صبغ شعري باللون الأشقر أصبح الناس يتكلمون إليّ بهدوء”.



    أبو خلدون



    abukhaldoun@maktoob.com

    تعليق

    • محمد زعل السلوم
      عضو منتسب
      • Oct 2009
      • 746

      #3
      نهاية العالم آخر تحديث:الأربعاء ,27/01/2010




      صالح الخريبي


      قبل مدة، عرضت دور السينما المحلية فيلم (2010)، الذي يتحدث عن نهاية العالم حسب تقويم المايا، ولكن العالم الروسي السكندر توتوكوف يتصور سيناريو آخر للحدث يستند إلى أسس علمية، لا إلى التقاويم والتكهنات، فهو يقول إن أبحاثه كشفت أن الشمس تتمدد بشكل مستمر، وبعد ملايين السنين ستلامس قشرتها الخارجية الغلاف الجوي لعطارد وتحول هذا الكوكب الصغير الذي ارتبط في أذهان الفلكيين بالحكمة والنباهة إلى بخار، ومع استمرار تمددها ستصل إلى الغلاف الجوي للزهرة، التي ترتبط في أذهان المنجمين بالحب والجمال والحياة الناعمة، فتبخرها هي أيضاً، ثم تستمر بالتمدد حتى تصل إلى الغلاف الجوي للأرض، وتبخرها هي أيضاً، ولكن البشر في ذلك الحين سيكونون قد انتقلوا إلى كوكب آخر وأرّضوه (أي حولوا جوه إلى ما يشبه الأرض) وبدأوا حياة جديدة .



      حديث البروفيسور الروسي عن نهاية العالم مشروع مؤجل، إذ إنه سيحدث بعد ملايين، وربما مليارات السنين . ولكن هنالك من يتكهن بالنهاية قبل انتهاء هذا القرن، ومن ذلك الفلكي الفرنسي ميشيل نوستراداموس، الذي نشر تكهناته (القرون) عام 1556 وتحدث فيها عن كل ما يجري في العالم حتى “اليوم الآخر” .



      وأول مرة سمعت فيها عن نوستراداموس كانت عام 1967 من سليم اللوزي، وكنت في ذلك الحين صحافياً ناشئاً، وزرته في مكتبه برفقة مدير تحرير “الحوادث” في ذلك الحين، الياس سحاب، ودار الحديث عن توتر العلاقات بين مصر و”إسرائيل” بسبب طلب عبدالناصر سحب القوات الدولية من سيناء، فقال اللوزي أشعر بالخوف، فنوستراداموس يتحدث عن حرب بين العرب و”إسرائيل” في هذه السنة ويقول إن الانتصار فيها، إذا جرت، سيكون ل”إسرائيل”، واستغربت أن يؤمن شخص مثل اللوزي بتخاريف الفلكيين، فقال لي أن نوستراداموس كتب تاريخ العالم منذ عام ،1556 وأثبتت الأيام صحة تكهناته .



      ويقول نوستراداموس إن بداية نهاية العالم ستكون “خطراً يأتي من الشرق” و”ناراً تسقط من السماء وتدمر المدينة الجديدة” أي نيويورك، واحتلال المسلمين العرب لأوروبا بأكملها قبل منتصف هذا القرن، ونشر الإسلام فيها، (وهو ما تكهنت به البلغارية العمياء فانجا التي ماتت عام 1996)، وظهور المسيح الدجال .



      وظهور المسيح الدجال تنبأ به الفلكي الأمريكي أدجار كاسي الذي توفي عام ،1945 وقال إنه قبل ظهوره سيحدث تغير في تموضع القطبين الشمالي والجنوبي مما يؤدي إلى الكثير من الزلازل والانفجارات في المنطقة القطبية، والجفاف والقحط وندرة الغذاء وتغير في تضاريس أوروبا وغرق اليابان تحت البحر، وحدوث تصدع في القسم الشرقي من أمريكا يؤدي إلى اختفاء ولاية كاليفورنيا بأكملها تحت مياه المحيط .



      والعرافة الروسية ماترونا موسكوفسكايا التي توفيت عام 1952 توقعت أن ينتهي العالم بكارثة طبيعية، وقالت: “لن تحدث حروب في المستقبل، وستموتون من دون حرب، وسيسقط الكثير من الضحايا، ينامون على الأرض ويموتون، في المساء، سيكون كل شيء على الأرض، وفي الصباح يسقط الجميع” .



      والطريف في تكهنات العرافة البلغارية فانجا أنها أعطت إشارة لبداية النهاية هي: اختفاء الثوم والبصل والنحل من الأسواق . وعندما يحدث ذلك، لنا أن نخاف .



      أبو خلدون



      abukhaldoun@maktoob .com

      تعليق

      • محمد زعل السلوم
        عضو منتسب
        • Oct 2009
        • 746

        #4
        زلازل مفتعلة آخر تحديث:الثلاثاء ,26/01/2010




        صالح الخريبي









        في الماضي كنا نعرف ما يجري في العالم من خلال موسكو وواشنطن، فقد كانت أصابع الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي تمتد إلى كل مكان، تشعلان الحرائق هنا وتعمدان إلى التخفيف من حدتها هناك، ولم يكن أمام الشعوب الصغيرة في العالم الثالث التي يطالها اللهيب إلا الصبر والسلوان .



        وموسكو هي التي كشفت لنا عن اتفاقية سايكس بيكو، التي عقدت بين بريطانيا وفرنسا عشية انتهاء الحرب العالمية الأولى لشرذمة الوطن العربي، وهي التي كشفت لنا عن المخطط الصهيوني للهيمنة على العالم، من خلال نشر وثائق جمعت في ما بعد في كتاب باسم “بروتوكولات حكماء صهيون”، وهي التي أعلنت أن “الإيدز” خرج من المختبرات العسكرية الأمريكية وليس من القرود الإفريقية، وقالت في حينه إنه جزء من برنامج لإنتاج أسلحة جرثومية هدفها الفتك بالشعوب الفقيرة من دون حرب . كما أنها هي التي كشفت للعالم فضيحة “إيران كونترا”، عندما كانت الحرب العراقية - الإيرانية في أوجها .



        وهنالك من يقول إن انفجار مفاعل “تشرنوبيل” تم بعملية تخريبية أمريكية، وأذكر أن صديقاً أرسل لي في حينه شريطاً مسجلاً لاتصال هاتفي أجراه أحد عملاء المخابرات الأمريكية الستة الذين شاركوا في العملية، بمحطة إذاعة محلية أمريكية قال فيه إن الذين شاركوا في العملية تعرضوا للاغتيال، واحداً بعد الآخر، ليدفن السر معهم، ولم يتبق غيره، وإن المخابرات الأمريكية تطارده هو الآخر لاغتياله، وشرح هذا الشخص لمحطة الإذاعة الطريقة التي جرى فيها تنفيذ العملية، وقال إن الهدف منها هو إشعار موسكو بأن اليد الأمريكية طويلة جداً، وإنها تستطيع الوصول إلى أي مكان .



        وبعد حصول زلزال أرمينيا الشهير في ديسمبر/كانون الأول ،1988 الذي راح ضحيته ما يزيد على 25 ألف شخص، أعلن خبراء عسكريون أمريكيون أن الزلزال من إنتاج الحكومة السوفييتية، للتغطية على المشاكل الداخلية التي يعاني منها السوفييت . وسمعنا بعدها عن دخول الزلزال مختبرات إنتاج الأسلحة، بهدف انتاج سلاح يحدث دماراً هائلاً من دون ترك بصمات تدل على فاعله . وها نحن نسمع مسؤولاً عسكرياً كبيراً في الجيش الروسي يقول إن الهزة الأرضية حدثت بسبب سلاح أمريكي جديد لإحداث الزلازل تجري تجربته حالياً .



        وليس من قبيل المصادفة إعلان “إسرائيل” أنها ستجري بعد غد الخميس تجربة لإحداث هزة أرضية في صحراء النقب، والهدف المعلن من التجربة هو اختبار أجهزة رصد الزلازل من انتاج “إسرائيلي” لمعرفة مدى دقتها . ويشارك في التجربة خبراء أمريكيون في إطار التعاون الاستراتيجي بين واشنطن والكيان الصهيوني .



        وعندما نتذكر أن “إسرائيل” تمتلك خبرة كبيرة في الأبحاث التي تتعلق بالزلازل، حصلت عليها عن طريق العلماء اليهود الذين لجأوا إليها من الاتحاد السوفييتي، فإننا لا نستطيع تجنب طرح هذا السؤال: ماذا يحدث إذا قررت “إسرائيل” إحداث زلزال تحت المسجد الأقصى؟










        abukhaldoun@maktoob.com

        تعليق

        • محمد زعل السلوم
          عضو منتسب
          • Oct 2009
          • 746

          #5
          أطفال فقدوا الطفولة آخر تحديث:الاثنين ,25/01/2010




          صالح الخريبي


          في إحدى قصص الأديب محمود الخطيب، يتجمع الأطفال حول قطة صغيرة، ويخططون لقتلها، فيقترح أحدهم إحضار سطل من الحليب لتشجيع القطة على الشرب منه، وعندما تفعل، يلقي الأطفال حجراً كبيراً على رأسها لكي ينهرس الرأس وتسيل الدماء وتختلط بالحليب، ويقول لرفاقه: “حدثوني أن مزج الحليب بالدم يعطي لوناً جميلاً، فلنجربه” . وأذكر أنني عندما قرأت القصة شعرت بضيق شديد، وقلت في نفسي: “إن شقاوة الأطفال لا يمكن أن تصل إلى هذا الحد” .



          وفي الماضي، كنا نحسد الأطفال ونقول “إنهم لا يعرفون الهموم”، وإن قلوبهم “متفتحة للحياة”، وتنظر إليها “بمنظار وردي”، وتراها بألوان زاهية، ونعتقد أن الطفل لا يعرف الخديعة، ولا النفاق، ولم تضغط عليه الحياة وإنما تكشف له عن وجهها الجميل فقط . وكنا عندما نتحدث عن شخص مقبل على الدنيا، لا يعرف الحزن سبيلا إلى قلبه نشبهه بالطفل، أما الآن، فقد اختلفت الصورة، وقبل أن يلفظ القرن العشرون أنفاسه الأخيرة أورث أمراضنا النفسية لأطفالنا، وبات الطفل، حتى قبل سن الخامسة من العمر، يعاني مما يعاني منه الكبار من ضغوط، بما في ذلك الكآبة والقلق والشعور بالإحباط، بل وحتى الميل إلى الجرائم .



          وقبل مدة أجرى المعهد الوطني الأمريكي للصحة النفسية دراسة على مدى خمس سنوات حول الصحة النفسية للأطفال كشفت نتائج مذهلة بدت مفاجئة حتى للعلماء المختصين الذين كانوا يعتقدون أن الأطفال في حصانة من الأمراض النفسية الخطيرة، وقالت البروفيسورة جوان لوبي، أستاذة الطب النفسي في جامعة واشنطن، التي قدمت الدراسة في اجتماع للأكاديمية الأمريكية لعلماء النفس إن ما يطلق عليه العلماء “دليل الاضطرابات النفسية الرسمي” يتناول الأمراض النفسية لدى الكبار ولا ينطبق على الأطفال دون السادسة ولذلك فإن أعراض الأمراض النفسية التي تظهر على الأطفال تمر من دون أن يلحظها أحد” . ولكن البروفيسورة جوان ذكرت في دراستها أن العلماء لاحظوا، على مدى السنوات الأربع التي استغرقتها الدراسة، أن الأطفال يخضعون ل”نوبات” و”تقلب في المزاج” قد تستمر لمدة اسبوعين، شبيهة بتلك التي يخضع لها الكبار الذين يعانون من أمراض نفسية، وأضافت: “الطفل، بالطبع، لا يعبر عن كآبته بنوازع انتحارية، أو أفكار سوداوية، كما يفعل الكبار، ولكن هذه الأفكار موجودة لديه” .



          ومن أعراض الكآبة عند الأطفال: سرعة الغضب، وحدة الطبع، والشكوى الدائمة والتذمر، واجتناب الاختلاط بالآخرين، وعدم الاستمتاع باللعب كما يحدث بالنسبة لباقي الأطفال، والتعبير عن مشاعر سلبية أثناء اللعب . ويقول العلماء في مقال نشرته مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي إنهم قاموا بتحليل مؤشرات القلق والكآبة في إحصائيات شملت حالات ما يزيد على 40192 طفلاً وصبياً في سن الطفولة والمراهقة، فاكتشفوا أن هذه المؤشرات ارتفعت إلى حد مذهل خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي، وعزا العلماء هذا الارتفاع إلى ضعف التواصل الاجتماعي، حيث يقضي الطفل معظم وقته أمام التلفزيون أو الكمبيوتر، وإلى التهديدات البيئية وغياب الأمن، وارتفاع نسبة الطلاق بين الآباء والامهات وانخفاض المستوى المعيشي .



          وقبل مدة، نشر أحدهم كتابا بعنوان “أحزان الأطفال” بدا عنوانه غريبا بعض الشيء، إذ من يتصور أن الأطفال الذين ينظرون إلى الحياة بمنظار وردي يعرفون الحزن؟



          أبو خلدون



          abukhaldoun@maktoob .com

          تعليق

          • محمد زعل السلوم
            عضو منتسب
            • Oct 2009
            • 746

            #6
            الكائنات الفضائية آخر تحديث:الأحد ,24/01/2010




            صالح الخريبي


            تغير السؤال من: هل الأطباق الطائرة وكائناتها الفضائية موجودة إلى: متى يتم الاتصال بيننا وبين هذه الكائنات مجهولة الهوية التي تفد إلينا من مكان لا نعرف عنه شيئا . فقد تكرر ظهور الأطباق على نحو لافت للنظر إلى درجة أن أحداً لم يعد يشك بوجودها، وكثرت الأصوات التي تتحدث عن اتصال بينها وبين البشر . وآخر ظهور لها كان في المكسيك في 18 يناير الجاري عندما سارت فترة طويلة بمحاذاة طائرة تابعة للخطوط الجوية المكسيكية واقتربت إلى مسافة 200 متر منها، بحيث شاهدها كل الركاب على متن الطائرة بوضوح، وقال الركاب إن الجسم الطائر كان مستدير الشكل يصدر أضواء تتغير بين الرمادي والأحمر الغامق . وقبل ذلك بأيام قال أحد المسؤولين في برج المراقبة في مطار المكسيك الدولي إنه شاهد طبقاً طائراً يقترب من المطار ثم يغيب، وقال آخرون إنهم شاهدوا طبقاً يطير على علو منخفض إلى درجة أنه كاد يلامس سطح المياه في أحد الأنهار .



            ويتحدث مصرفيان أرجنتينيان بارزان هما إيفو دوجور ونيستور بيرلينجري، وهما عضوان في مجلس إدارة بنك بيونس آيرس عن اتصال جرى بينهما وبين كائنات فضائية كانا خلاله يغطان في نوم عميق واستيقظا لا يذكران منه شيئا، ويقول الاثنان إنهما اتجها بالسيارة من بيونس آيرس إلى ديل ماتا لمهمة تتعلق بعمل المصرف الذي يعملان فيه، وبعد ما يقرب من نصف ساعة من انطلاقهما شعر إيفو دوجور الذي كان يقود السيارة بنعاس شديد، فطلب من صديقه نيستور تولي القيادة، فالتفت نيستور من شباك السيارة فشاهد طبقاً طائراً على علو منخفض، وقال له نيستور إنه هو الآخر يشعر بنعاس شديد، فأوقف الرجلان السيارة إلى جانب الطريق، وأطفأ إيفو المحرك، وأخذ المفاتيح ووضعها في جيبه، ورفع زجاج النوافذ، واستسلم الاثنان لنوم عميق .



            وبعد فترة، استيقظ إيفور على صوت صديقه يصرخ: “إن السيارة تتحرك”، وأحسا وكأن السيارة تتحرك منذ فترة بسرعة 30 كيلومترا في الساعة، وإنهما قطعا 60 كيلومترا خلال الساعتين اللتين أمضياها في النوم، وكان محرك السيارة فيها متوقفاً، وحاول إيفور إشعال الأضواء، فاشتعلت، وتذكر إنه وضع المفاتيح في جيبه، فأخرجها، وأدار المحرك، فدار . وأدرك الرجلان أنهما قطعا عدة كيلومترات بينما محرك السيارة متوقف عن العمل . ولكنهما لم يتذكرا شيئاً مما حدث لهما أثناء النوم .



            وليس لدينا ما يدفعنا إلى الشك في رواية الرجلين اللذين قدما بلاغاً رسمياً بما حدث لهما، خصوصاً وأن مصداقيتهما لا يرقى إليها الشك، وأغلب الظن أنهما تعرضا للخطف على يد الكائنات الفضائية، فروايتهما تنسجم مع ما يحدث للمخطوفين، إذ ذكر الكثيرون ممن تعرضوا للخطف أثناء قيادة سياراتهم أنهم استيقظوا ليجدوا أنفسهم نائمين في السيارات أمام منازلهم، بينما كانوا على مسافة بعيدة من المنزل عندما حدثت عملية الخطف، مما يشير إلى أن سياراتهم تحركت بعد الخطف .



            أبو خلدون



            abukhaldoun@maktoob .com

            تعليق

            • محمد زعل السلوم
              عضو منتسب
              • Oct 2009
              • 746

              #7
              شخصيتك من وجهك آخر تحديث:السبت ,23/01/2010




              صالح الخريبي


              الفراسة علم شرقي قديم اشتهر به العرب والصينيون . وفي التراث العربي أن رجلاً فقد بعيره في الصحراء فذهب يبحث عنه، والتقى ببدوي فسأله إن كان قد رأى بعيراً شارداً فقال الرجل: “هل بعيرك أعور من عينه اليسرى”، فقال الأعرابي: “هو كذلك بالفعل”، فقال الرجل: “وهل يعاني من عرج في رجله اليمنى؟”، فقال الأعرابي متلهفاً: “أجل، أجل، هل رأيته؟” فقال الرجل: “لا، لم أره” . وساورت الشكوك الأعرابي وقال: “لا تحاول إخفاءه، إنك تصفه كأنك رأيته”، فقال الرجل: “لم أره، ولكنني لاحظت أن العشب على الأرض أُكل من الجانب الأيمن فقط، فخطر لي أن الدابة التي أكلته عوراء من عينها اليسرى، ومن آثار مشيها على الرمال لاحظت أن أثر رجلها اليسرى أعمق من اليمنى، فأدركت أنها تعاني من عرج في ساقها” .



              والصينيون الذين برعوا في الفراسة منذ ما يزيد على 3000 سنة يقولون لك إنهم يعرفون أشياء كثيرة عنك بمجرد النظر إلى وجهك، ويضيفون أن مراحل حياة الإنسان، بأفراحها وأتراحها، تظهر على شكل علامات على الوجه يطلق عليها اسم “البوابات” إذا راقبها الإنسان جيدا أمن الكثير من المتاعب . والبوابة الأولى تقع بين الحاجبين حيث “العين الثالثة”، وتكشف المراحل التي يمر بها الإنسان حتى سن الحادية والأربعين . والبوابة الثانية تقع تحت أرنبة الأنف وتتعلق بالمرحلة بين سن الحادية والأربعين والخمسين، والثالثة عند طرف الشفة السفلى ومدتها من الحادية والخمسين إلى الحادية والستين، والبوابة الأخيرة عند أسفل الذقن ومدتها حتى عمر الحادية والسبعين، وأية ندبة أو علامة أو خط في مناطق هذه البوابات قد تشير إلى متاعب في المرحلة العمرية التي تتبع لها البوابة .



              ويولي الصينيون اهتماماً كبيراً لشكل الوجه، وهم يرون أن الوجه مثلث الشكل الذي تبدو فيه عظمتا الوجنتين بارزتين، مثل وجه الممثلة آثار الحكيم، وجه ناري يشير إلى قوة الإرادة والقدرة على مواجهة الصعاب، وعلى الإخلاص في العلاقات الاجتماعية، والقدرة على الصمود في الأزمات، أما الوجه المستدير الناعم، مثل وجه نيللي فإنه مائي وصاحبه مرن وينظر إلى الأمور من زوايا غير مألوفة ولا يتوقعها الناس، وهو دبلوماسي وهادئ وذكي ويواجه المعارف الجدد والأوضاع بذهن متفتح .



              والوجه المربع يطلق عليه اسم الوجه المعدني، وفيه تكون عظمتا الفكين والجبهة مربعة، وأصحاب هذا الوجه شديدو الاعتداد بآرائهم، ويتمتعون بجاذبية كبيرة ويضعون علاقاتهم العائلية فوق كل اعتبار . والوجه الترابي غليظ الملامح، ويدل على الكرم، والوجه الخشبي مستطيل أو زيتوني الشكل وأصحابه يمتلكون جاذبية آسرة تجتذب الكثيرين، ويسيطرون على أعصابهم تماماً في اللحظات الحرجة، ونادراً ما يغضبون .



              ولكي تعرف شخصيتك من الداخل على طريقة الفراسة الصينية، قف أمام المرآة وتأمل وجهك .



              أبو خلدون



              abukhaldoun@maktoob .com

              تعليق

              • محمد زعل السلوم
                عضو منتسب
                • Oct 2009
                • 746

                #8
                عجائب المخلوقات آخر تحديث:الجمعة ,22/01/2010




                صالح الخريبي






                في دراسة فريدة عن النباتات يذكر الباحث الدكتور صلاح زرد أن الأشجار والنباتات تحس كما نحس، وتحب، وتكره، وتغار وتحقد، وأن هناك أشجاراً تصاب بالجنون من الحب، وأشجاراً تنتحر لأن حبيبها غاب عنها، تماماً كما يحدث في عالم البشر . وفي حديث ألقاه الدكتور زغلول النجار في برنامجه التلفزيوني تحدث عن سلوك الغربان وقال إنها تلتزم بقانون أخلاقي صارم يحظر على الغراب مثلاً تدمير عش صغار غربان آخر، وإذا فعل تعقد له محاكمة في سهل فسيح يقف خلالها مطاطئ الرأس ذليلاً أمام الغربان الآخرين، ويحاكم بنتف ريشه بحيث يصبح غير قادر على الطيران كصغار الغربان التي هدم مسكنها، ثم يطلب منه بناء مسكن لهم، فإذا لم يفعل جرى الاستيلاء على مسكنه ومنحه للغربان الصغار الذين دمر مسكنهم . ويقول الدكتور النجار إن أنثى الطير تلتزم بزوج واحد، وإذا خانها الزوج فإن عقابه هو القتل، حيث تتجمع الغربان عليه وتقتله .



                أشياء غريبة جداً في عالم النبات والطيور والحيوان توضح الآية الكريمة: “وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم” (الأنعام) .



                ويقول الدكتور زرد إن الحب هو العلاقة الأكثر بروزاً في مملكة النباتات، وهناك عقاب واحد للعاشق الخائن في هذه المملكة هو: الموت، إذ إن الشجرة التي تتعرض للخيانة تفرز مادة كيماوية معينة تؤدي إلى قتل العاشق الخائن .



                ويذكر أحد العلماء البارزين في الولايات المتحدة أن الشجرة لها ذاكرة، وأنها لا تنسى على الإطلاق وحتى بعد موت عدوها فإنها تستعين “بخدمها وجواريها” من الجذور لملاحقته بعد الموت، وضمان عدم عودته إلى الحياة من جديد، ويقول العالم الأمريكي إنه طلب من أحد أصدقائه كسر فرع من شجرة، وبعد أيام ربط الشجرة بجهاز كشف الكذب، وطلب من صديقه أن يمر من تحتها، وعندما فعل بدأت الشجرة تهتز وكأنها أصيبت بنوبة من الجنون، وسجل جهاز كشف الكذب اهتزازاتها . . كما أرسلت إشارات إلى الأشجار الأخرى المجاورة تحذرها فيها من أن عدوا للأشجار مر من هنا . . فبدأت الأشجار الأخرى تهتز عندمايقترب الرجل منها، وقد تكررت هذه التجربة في كل مرة يقترب فيها الرجل من الشجرة . ويقول الدكتور صلاح إن النباتات تمارس مشاعر الود، والتنافر، وتغازل الأغصان الأوراق، وتتقاتل الجذور مع بعضها بعضاً، وعلاقات الود مقطوعة تماما بين العنب والترمس، بينما علاقة العنب بالزيتون يسودها السلام وعدم الاعتداء . وإذا جاور الكرنب العنب فإن العنب يموت كمداً . ويقول: ان النباتات لا تستطيع التعايش دون حب، والماء ليس وحده الذي يجعل النبتة تنمو . . إذ إن هنالك ما هو أكثر أهمية من الماء والتربة بالنسبة للنبتة، وهو الحب .



                والنمل أكثر براعة من البشر في تنظيم حياته ووضع الاستراتيجيات التي تأخذ في الاعتبار أدق الأمور عند اختيار مسكنه، فقد كشفت الدراسات أنه يضع في اعتباره خيارات كثيرة ثم يختار الأفضل، وعندما يجري الاختيار يلتزم الجميع به، ومع ذلك فإن البشر يتصورون أن النملة لا عقل لها، إلى درجة أن الواحد منا عندما يرغب في وصف آخر بالغباء يقول له: عقلك أصغر من عقل النملة .










                abukhaldoun@maktoob.com

                تعليق

                • محمد زعل السلوم
                  عضو منتسب
                  • Oct 2009
                  • 746

                  #9
                  أصوات أكثر جمالاً آخر تحديث:الخميس ,21/01/2010




                  صالح الخريبي


                  حديث الزميل د. حسن مدن عن الأصوات الذكية والأصوات الغبية، والأصوات الجميلة والأصوات الأكثر جمالاً، أعاد إلى ذهني حواراً جميلاً جرى بين عبد الوهاب وبيني في بداية الستينات حول صوتي فيروز وعبدالحليم حافظ، أعتقد أن فيه إجابة عن السؤال الذي يشغل بال الزميل كما يشغل بال الكثيرين. فقد كان عبد الوهاب يرى أن مساحة الصوت وقوته ليسا كافيين للفت أنظار الناس لصاحبه وتحقيق النجاح له، وقال لي: “في عصر الميكروفون يتساوى صاحب الصوت القوي الواسع وصاحب الصوت المحدود الإمكانات، فقد كان المطرب يقف في الماضي يغني من دون ميكروفون ومن المفروض أن يصل صوته إلى آخر مستمع في الصف الأخير في الصالة، أما الآن، فإن الميكروفون حل هذه المشكلة، ويكفي أن أذكر لك أن فيروز عندما تقدمت للعمل كمطربة في الإذاعة رفضتها اللجنة الفاحصة بحجة أن صوتها ضعيف، وكذلك عبد الحليم، ومع ذلك فإن هذين المطربين حققا، في عصر الميكروفون، نجاحاً اسطورياً لم يحققه ذوو الأصوات الواسعة العريضة. والسبب لأنهما كالفارس الماهر الذي يستطيع أن يلاعب حصانه “على قعر كباية”، على حد تعبير عبد الوهاب، بينما غيرهما لا يستطيع ذلك. ولكن عبد الحليم، والحديث لعبد الوهاب، يخطئ أحياناً في تقدير إمكاناته الصوتية. فقد نسي، مثلاً، أنه يجد صعوبة كبيرة في الانتقال بصوته من آخر السلم الموسيقي إلى أوله، وعندما فعل ذلك في أغنية “قل لي حاجة” وفي المقطع الذي يقول فيه “قول يا قلبي، قول يا أملي” بالذات، بدا صوته مستغرباً”.



                  وسر جاذبية صوتي عبد الحليم وفيروز شيء لا تخطئه الأذن في الصوت لنقل إنه “الجاذبية”، فمحمد قنديل مثلاً، الذي اشتهر بأغنية “يا حلو صبح يا حلو طل” من أقوى الأصوات الرجالية التي كانت على الساحة الفنية في القرن الماضي، ولكن أحداً لا يذكره الآن، لأن صوته يفتقر إلى ذلك الشيء الخفي الموجود في صوت عبد الحليم حافظ. وعوض دوخي الذي أهديت عبدالوهاب شريطا مسجلاً له يغني فيه أغنية “انت عمري” التي لحّنها عبدالوهاب لأم كلثوم، من أضعف الأصوات الرجالية على الإطلاق، ومساحته ضيقة جداً، ولكنه يتمتع بمقدار كبير من الجاذبية جعلته محبباً لدى المستمعين، وعوضتْ له ضيق المساحة التي يفتقر إليها.



                  وعندما بدأ عبد الوهاب يغني كان صوته “باريتون”، وهذا الصوت من أقوى الأصوات الرجالية وأعذبها، ولكنه كان يمتلك إلى جانب ذلك جاذبية الصوت والقدرة على التحكم فيه. وأم كلثوم صوتها ميتزو سوبرانو، وهو الصوت المعادل للباريتون الرجالي. ومن الأصوات الناجحة في الماضي فايزة أحمد، وصوتها من النوع الألتو، وكانت تحسن التحكم فيه، وصوت نجاة الصغيرة الميتزو سوبرانو، ولكنه ضعيف المساحة، ومن المطربين الذين جمعوا بين قوة الصوت وجماله والقدرة على التحكم فيه وديع الصافي، فصوته من أجمل وأقوى وأعذب الأصوات على الإطلاق.



                  ومعظم الأصوات التي نسمعها هذه الأيام مجرد ارتجاجات صوتية تفتقر إلى القوة والعمق والمساحة والجاذبية، والمقاييس الصوتية التي تعارف عليها أهل الفن لا تنطبق عليها، ولذلك فإنها تظل خارج التصنيف، والذوق الفني.



                  أبو خلدون



                  abukhaldoun@maktoob.com

                  تعليق

                  • محمد زعل السلوم
                    عضو منتسب
                    • Oct 2009
                    • 746

                    #10
                    حكاية من نيويورك آخر تحديث:الأربعاء ,20/01/2010




                    صالح الخريبي


                    من بين النكات التي تروى عن النظرة المعادية للإسلام في الولايات المتحدة أن كلباً هاجم طفلاً في إحدى حدائق نيويورك، وبدأت والدة الطفل تصرخ وتولول وتستنجد الناس لإنقاذ ابنها من بين أنياب الكلب، وهم ينظرون إليها بلا اكتراث، كأن المشكلة لا تعنيهم، وأخيراً اشتعلت الحماسة في رأس أحدهم، فهاجم الكلب، وقتله، وخلّص الطفل من بين أنيابه. وتقدم منه مصور تلفزيوني صادف وجوده في الحديقة وقال له: “لقد قمت بعمل بطولي، سنبث الخبر في نشرة هذا المساء ونذكر أن بطلاً من نيويورك أنقذ طفلاً من موت محقق” فقال الرجل: “ولكنني لست من نيويورك”، فقال الصحافي: “إذن، سنذكر أن بطلاً أمريكياً أنقذ طفلاً من بين أنياب كلب هائج” فقال الرجل: “ولست أمريكياً أيضاً، أنا مسلم من الشرق الأوسط”. وفي المساء حملت نشرة الأخبار خبراً عن إرهابي من الشرق الأوسط قتل كلباً في إحدى حدائق نيويورك.



                    شيء من هذا القبيل حدث لطالب في الثامنة والعشرين من العمر، من بنغلاديش، يدرس الطب في إحدى جامعات نيويورك، اسمه محمد أسد الدين، فقد اضطر محمد إلى العمل سائق سيارة أجرة بنصف دوام للمساهمة في تغطية مصاريفه الجامعية، وقبل أيام نقل فوجاً سياحياً من إيطاليا إلى السوق الرئيس في المدينة، واكتشف محمد أن إحدى السيدات المسنات في الفوج نسيت حقيبة يدها في السيارة، ففتح الحقيبة على أمل العثور على أي شيء يدل على شخصية صاحبتها، وفوجئ أنها تحتوي على مبلغ كبير من المال، وكمية من المجوهرات، وعدد من جوازات السفر، وبطاقة بعنوان فندق في نيويورك، فخطر له أن هذا هو الفندق الذي يقيم فيه الفوج السياحي، فاتجه إليه مباشرة، وسأل، فقيل له إن الفوج غير موجود في الفندق، فترك بطاقة صغيرة كتب فيها: “لا تقلقوا على حقيبة اليد ومحتوياتها، فهي في أيد أمينة” وترك رقم هاتفه المحمول.



                    وأثناء التجّول في السوق اكتشفت السيدة فقدان حقيبة يدها، فذهبت لتقديم شكوى في مركز الشرطة، فقال لها الشرطي المناوب: “لا تسرفي في التفاؤل، فهذه نيويورك، والحقيبة لن تعود إليك، ولكننا سنسجل شكواك”. وكادت المرأة تسقط مغشياً عليها، فهي المسؤولة عن أمانات الفوج السياحي، والفوج في مدينة غريبة، ولا يملك مالاً.



                    وفوجئت لدى عودتها إلى الفندق برسالة السائق، فاتصلت به، وبعد فترة وجيزة كان في الفندق، يسلمها الحقيبة، وقال لها إنه لم يعد المال بداخلها ولكنه لم يلمس شيئاً فيها، وعدّت المرأة المال، فوجدته 45 ألف دولار كما كان، وكذلك المجوهرات، فشكرته، وحاولت تقديم مكافأة له، ولكنه رفض.



                    والقصة ليست هنا، وإنما في تغطيتها في أجهزة الإعلام الأمريكية، فقد تجاهلت هذه الأجهزة، باستثناء وكالة الأسوشيتد بريس، اسم سائق السيارة وجنسيته ودينه، ولم تشر إليه بأي شيء باستثناء القول إنه طالب وفد إلى أمريكا لدراسة الطب، وقد سأله مندوب الأسوشيتد بريس: “ألم تفكر في الاحتفاظ بالمال”، خصوصاً أنك بحاجة ماسة إليه، فقال له: “إنني محتاج ولكنني لست جشعاً، وديننا يفرض علينا رد الأمانات إلى أصحابها”. وقد حذفت هذه الجملة من كل أجهزة الإعلام التي نشرت الخبر.



                    أبو خلدون



                    abukhaldoun@maktoob.com

                    تعليق

                    • محمد زعل السلوم
                      عضو منتسب
                      • Oct 2009
                      • 746

                      #11
                      الفضائيات العربية آخر تحديث:الثلاثاء ,19/01/2010




                      صالح الخريبي


                      الولايات المتحدة و”إسرائيل” هما الدولتان الوحيدتان في العالم اللتان ترفعان شعار الديمقراطية ولا تلتزمان بأي مبدأ من مبادئ الديمقراطية في تصرفاتهما وسلوكهما مع الدول الأخرى، ف”إسرائيل” التي كان انضمامها إلى الأمم المتحدة قبل ستة عقود من الزمن مشروطاً بتنفيذها كل المقررات التي صدرت عن هذه المنظمة، لم تنفذ شيئاً حتى الآن . وفي عصر الهيمنة الأمريكية تحولت الأمم المتحدة إلى غطاء لتبرير التجاوزات والتدخلات الأمريكية في الخارج .



                      و”إسرائيل” بدأت غزوها للبنان وغزة بقصف المدنيين والفضائيات ووضع العراقيل في وجه الصحافيين الأجانب لكي لا ينفّذوا مهماتهم، وها هي الولايات المتحدة تقصف الفضائيات العربية التي تضع علامة استفهام على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط بمشروع قرار قدمته للكونجرس، بمنع بث هذه الفضائيات عبر الأقمار الاصطناعية الأمريكية، ومعاقبة أصحاب المحطات الفضائية، لكي تخمد الرأي الآخر كلياً وتتركنا تحت رحمة إعلامها، والطريقة التي يغطي فيها الإعلام الأمريكي الأحداث أبعد ما تكون عن الموضوعية .



                      وقد عرضت “اللوموند” الفرنسية عينة منها أثناء نشوب الاضطرابات في باريس وبعض المدن الفرنسية قبل مدة، في دراسة مطولة قالت فيها إن المواطن الأمريكي الذي يأخذ أخباره من الصحف ويحدد مواقفه استناداً إلى هذه الأخبار قد لا يعلم مثلا انه ليس هنالك مراسل لشبكة “إن بي سي” التلفزيونية في اليابان ولا في أمريكا اللاتينية، ولها في الشرق الأوسط مراسلان، أحدهما في بيروت والآخر في “إسرائيل”، وفي أوروبا لها مراسلان موجودان في موسكو . وعندما تحدث مظاهرة في باريس أو لندن مثلاً، ينتقل المراسل، بعد أيام من حدوث المظاهرة، لتغطيتها، ولتغطية تأخره، يلجأ إلى الحيل التلفزيونية . لذلك ينبغي ألا نستغرب عندما نرى هذه الشبكة تبدأ تغطيتها للمظاهرات التي نظمتها الاتحادات العمالية الفرنسية للمطالبة برفع الأجور قبل مدة بالقول “كانت شوارع باريس تلتهب عند المساء، أما الفرنسيون الذين كانوا يأملون بموسم سياحي طيب فقد أصيبوا بخيبة الأمل”، ولتبرير ذلك جرى حرق سيارة قديمة في مواجهة قوس النصر وتصويرها، رغم أن المظاهرات لم تحدث في تلك المنطقة .



                      والحديث عن شوارع باريس التي تلتهب كان دافعه الوحيد رغبة هذه الشبكة التلفزيونية في تقديم صورة لسيارة ملتهبة، وخلفها برج إيفل أو قوس النصر . لذلك لا ينبغي أن نستغرب إذا وجدنا الرأي العام في الولايات المتحدة يجهل حتى أبسط الأشياء عن الخارج، طالما أن الأخبار التي تحدث في إيطاليا يغطيها مراسل من موسكو، والأحداث التي تجري في بكين يغطيها مراسل من اليابان، والدول التي لها قضية مع الولايات المتحدة، أو تدخل الولايات المتحدة طرفاً في إحدى قضاياها لا تستطيع إيصال صوتها إلى الرأي العام الأمريكي إلا إذا اشترت عدداً من ساعات البث على إحدى الشبكات التلفزيونية الأمريكية الكبيرة .



                      وحتى لو فعلت، فإن صوتها لن يصل إلى الأمريكيين، فقد كشفت الإحصاءات أن 78،4 % من الأمريكيين يديرون ظهورهم للتلفزيون عندما يبدأ ببث خبر خارجي .



                      ويبدو أن فضائياتنا العربية من النوع الذي لا يدير المواطن الأمريكي لها ظهره، لذلك تريد أمريكا أن تسكتها .



                      أبو خلدون


                      abukhaldoun@maktoob .com

                      تعليق

                      • محمد زعل السلوم
                        عضو منتسب
                        • Oct 2009
                        • 746

                        #12
                        البرج الثالث عشر آخر تحديث:الاثنين ,18/01/2010




                        صالح الخريبي


                        سأتعدى اليوم على أساتذة اللغة العربية، وعلى نظارها ومفتشيها ومدققيها في الصحف الذين يصرون على أن أمريكا تضرب الأفغان “من دون” رحمة، لا “دون رحمة”. سأتعدى على هؤلاء جميعا، وعلى مجمع اللغة العربية أيضا، وأغوص في المعاجم بجهد فردي، للبحث عن معنى كلمة “برج”.



                        وفي لسان العرب أن الشيء يبرج عندما يظهر ويرتفع ويراه الجميع، والبرج جمعها بروج، وأبراج، وأبرجة، وهو الحصن، أو البناء المستدير المرتفع، والبروج الفلكية عددها 12 برجاً، تبدأ بالحمل، وتنتهي بالحوت، وإذا كان العرب قد اختاروا حيوانات ناعمة وجذابة لبروجهم (لماذا لا نقول أبرجتهم؟) فإن الصينيين اختاروا حيوانات أقل جاذبية، من بينها القرد، والحية، والتنين، والفأر.



                        ويقول الصينيون إن بوذا هو الذي أوقعهم في هذه المعضلة، فقد دعا الحيوانات إليه، فجاء إليه بعضها، وتأخر البعض الآخر، فقرر مكافأة الحيوانات التي بكرت بالمجيء، وأطلق أسماءها على مجموعات نجمية. وبمحض الصدفة كانت الحيوانات التي جاءت قروداً وأفاعي وتنينات وفئران، وليس خرافاً صغيرة وثيران وسرطانات.



                        وعلماء الفضاء في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) يقولون إنهم اكتشفوا برجاً جديداً، هو البرج الثالث عشر، وقالوا إن عدد البروج ،13 وليس 12. ولست أدري كيف سيتصرف المنجمون إزاء هذا الاكتشاف الذي يقلب حساباتهم رأساً على عقب؟ ومن هم المواليد الذين سيحشرونهم في خانة البرج الثالث عشر، بعد أن وزعوا كل المواليد، عبر التاريخ، على 12 برجا؟ وأغلب الظن أنهم سيقولون إن رقم 13 رقماً منحوساً، ولذلك فإنهم سيقولون إن المنحوسين من كافة الأبراج يقعون تحت حكم البرج الثالث عشر.



                        ومن البرج، اشتق العامة كلمة “براجة”، وتوصيفها هو أنها غجرية، في الغالب، تطوف على الناس، وتقرأ البخت، لمن لا بخت له، أما المبخوتون، فإنهم ليسوا بحاجة لمن يقرأ لهم بخوتهم، وهم يسيرون على هذه القاعدة: المليون يتزوج مليونا، وتتناسل الملايين، وتخلف ملايين جديدة بسرعة غريبة، ولذلك فإنهم يطلقون على المليون في أحاديثهم الخاصة التي لا يسمعها الفقراء أمثالنا اسم “أرنب” لأن الأرانب تتوالد بمتتاليات هندسية، ولا تحملها أمهاتها وهناً على وهن، لمدة تسعة أشهر.



                        وعندنا ظاهرة تنتشر بين النساء انتشار النار في الهشيم هي ظاهرة التبرج، وكأن المرأة لم تعد تقتنع بالوجه الذي حملته منذ الولادة، فطلته بالمساحيق والأصباغ وباتت تغير لون شعرها حسب لون السيارة، والله يستر من الآتي.



                        أبو خلدون

                        تعليق

                        • محمد زعل السلوم
                          عضو منتسب
                          • Oct 2009
                          • 746

                          #13
                          كتاب ربطة العنق آخر تحديث:الأحد ,17/01/2010




                          صالح الخريبي


                          من طريف ما يروى عن جبران الحايك، رئيس تحرير جريدة “لسان الحال” اللبنانية السابق، أنه كان من أكثر خلق الله اهتماما بربطة العنق، إلى درجة أنه كان يختار محرريه ومساعديه استنادا إلى أناقة ربطات أعناقهم لا استنادا إلى كفاءاتهم. وعلى عكس سعيد فريحة، مؤسس دار الصياد، وجبران التويني، مؤسس دار النهار، وسليم اللوزي، مؤسس الحوادث، الذين لم يكونوا يضعون ربطة العنق إلا في المناسبات الرسمية، فإن كبار السن من الصحافيين في لبنان لا يذكرون أنهم رأوا صاحب لسان الحال دون ربطة عنق على الإطلاق، وكان يقول: “إن ربطة العنق حالة حضارية، وهي تعكس ذوق صاحبها ومكانته، وتكشف شخصيته من الداخل”.



                          نتذكر جبران الحايك بمناسبة كتاب صدر في فرنسا قبل مدة بعنوان “كتاب ربطة العنق” من تأليف عالم النفس الفرنسي فرانسوا شيل، وتقديم جان كلود كولبان، صاحب أشهر محل في باريس لبيع ربطات العنق.



                          ويقول الكتاب إن تاريخ ربطة العنق يعود إلى عام 1650 عندما حذا الفرنسيون، بقيادة ملكهم لويس الرابع عشر، حذو المرتزقة الكرواتيين، ولفوا أعناقهم بقطع من القماش ربطوها من الأمام، أعطت الزي الذي يرتدونه رونقاً خاصاً، ومن فرنسا انتقل هذا التقليد إلى باقي الدول الأوروبية، حيث كان النبلاء وعلية القوم يلفون الرقبة بقطعة منشاة من القماش.



                          وفي عام 1924 برزت الحاجة إلى إعطاء قطعة القماش هذه شكلاً عملياً مريحاً وأنيقاً، فصمم جيسي لونجسدورف ربطة العنق كما نعرفها بشكلها الحالي تقريباً. وخلال العقود الماضية التي تكاد تصل إلى القرن لم يتغير شكل الربطة، وإن تغير السبب الذي يدفع الرجال إلى استخدامها، فهي لم تعد دليل المكانة الاجتماعية والأبهة، والقدرة المالية كما كانت في الماضي، وإنما أصبحت وسيلة من وسائل الزينة للرجال من كل الأوساط والطبقات. ومن هنا جاءت دلالاتها الكبيرة، كما يقول فرانسوا شيل.



                          ويمضي العالم الفرنسي في حديث طويل حول دلالات ربطة العنق، من المستطيلة إلى مدببة الطرف، إلى الرفيعة، إلى العريضة، ودلالات ألوانها ورسوماتها، فهذه تدل على القوة، وتلك على الرغبة في السيطرة، أو على شخصية مرحة واجتماعية. ويقول إن ربطة العنق تحكي أشياء كثيرة، وأنه استمع إلى هذه الأشياء باهتمام بالغ، وسجلها في كتابه.



                          و”كتاب ربطة العنق” يأتي في وقت بدأ الناس فيه يتخلون عن ربطة العنق، ويميلون إلى لبس السبور، واعتقد أن أدونيس والسياب والبياتي ربما لا يعرفون أن الربطة موجودة، ومصطفى محمود كان يرى فيها نذير شؤم، يضاف إلى ذلك أن عالم النفس الفرنسي تجاهل أن الربطة نادرا ما تكون من اختيار الرجل، فقد كشفت إحصائية أن 78% من ربطات العنق التي “يتزين” بها الرجال هي من اختيار نسائهم.



                          وأحيانا يكون اختيار الربطة لأسباب أخرى، ومثال على ذلك: كان جبران الحايك يختار زميلا صحافيا عُرِفَ برداءة ذوقه في اختيار الربطات، ويذهب معه إلى أحد المحلات التجارية، ويطلب منه أن يختار له 20 ربطة عنق مثلا، وعندما يفرغ الزميل من الاختيار، يضع الحايك الربطات التي جرى اختيارها جانبا، ويقول لصاحب المحل: “أعطني 20 ربطة من الباقي”، فهل تكون الدلالة في هذه الحالة على ذوق الحايك، أم على الذوق المعاكس لذوق زميله؟



                          أبو خلدون



                          abukhaldoun@maktoob.com

                          تعليق

                          • محمد زعل السلوم
                            عضو منتسب
                            • Oct 2009
                            • 746

                            #14
                            السعادة آخر تحديث:السبت ,16/01/2010




                            صالح الخريبي


                            الحكيم الهندي جيورد يقول لأحد تلامذته ممن تعبوا في البحث عن السعادة: “سأعلمك هذا السر، إذا أردت السعادة، فكن سعيداً”.



                            والسعادة ليست قطاراً في محطة تقف على الرصيف وتنتظره، وعندما يأتي تتنفس بارتياح وتقول “الحمد لله، الآن أصبحت سعيداً”. إنها عمل وسعي، والذين يقولون إنهم ليسوا سعداء يقيسون السعادة بمقياس ما لا يملكون، ويعتقدون أن ما ينقصهم من أشياء مادية دنيوية هو العامل الرئيسي في تحقيق السعادة، فالفقير يتصور السعادة في المال، والمريض في الصحة، والجندي في العودة ظافرا من معركة، ولكن كل هذه الأشياء، رغم أهميتها، لا تدفع الجسم إلى إفراز الاندروفين الذي يحقق الإحساس بالسعادة، والذي يمتلك المال لا يحس أن المال يحقق له السعادة.



                            والممثل السوري جمال سليمان ليس فيلسوفاً، ومع ذلك فإن له كلمة تتوافق مع حتميات الحياة هي أنني أعتمد على العمل، فالحظ حالة نفسية.



                            ويذكر تورمان كوزينز، في كتابه “تشريح المرض”، أنه شفي من مرض أقعده عن الحركة، واستعاد صحته، وعاد إلى حياته الطبيعية بدواء بسيط جداً هو الضحك، ويقول إنه لاحظ أن أسلوبه الصارم والشديد في الحياة هو السبب الرئيسي لمرضه، فأخذ يتابع الأفلام الكوميدية ويقرأ المجلات الساخرة ويتابع البرامج الكوميدية في التلفزيون، وبعد فترة بسيطة زالت كل أعراض مرضه، وشفي تماماً.



                            ولعلك تلاحظ أن الطفل، وهو من أكثر الكائنات سعادة في العالم، يضحك بلا توقف على أي شيء، فهو يضحك إذا ابتسمت في وجهه، ويضحك إذا نفرت، ويضحك إذا سألته عن اسمه أو قدمت له شيئاً، كأنه يعلم بفطرته أن الضحك ضروري لسلامته النفسية والجسدية.



                            وفي الهند نواد خاصة للضحك، يلتقي أعضاؤها في جلسات، ويضحكون من أعماقهم بلا توقف، يضحكون من أي شيء، وعلى أي شيء، ويرون في ذلك حالة تصعيد لقدراتهم الذاتية والروحية، ويرون في الاهتزازات التي تحدث لهم أثناء الضحك فوائد كثيرة لجهازهم العصبي والتنفسي.



                            وكان هنري ميلر يقول “إنني لا أملك مالاً، ولكنني أسعد إنسان في العالم”. ويقول بران وولف: “لو راقبت شخصا سعيدا لوجدته دائماً مشغولاً في عمل شيء، أو ممارسة هواية، أو تعليم ابنه، أو العناية بالنباتات في حديقته، ولن تجده أبداً مشغولاً في البحث عن السعادة وكأنها خاتم سقط من إصبعه في عرض الطريق”.



                            والسعيد هو السعيد بما يملك، لا بما يريد أن يملك، ويقول كامو “لو راقبت الوهج الذي يشع على وجه الحبيب عندما يلتقي بحبيبه لشعرت أن الإنسان خلق لكي يطلق ذلك الوهج على وجوه المحيطين به”. وهل هنالك سعادة أكثر من أن يكون كل المحيطين بك يحبونك؟



                            أبو خلدون



                            abukhaldoun@maktoob.com

                            تعليق

                            • محمد زعل السلوم
                              عضو منتسب
                              • Oct 2009
                              • 746

                              #15
                              الشجرة آخر تحديث:الجمعة ,15/01/2010




                              صالح الخريبي


                              هنري فورد، عبقري الصناعة الأمريكية، كان يقول “سواء اعتقدت أنك ستنجح أم لا، فإنك على حق”. ولعل الشيء الوحيد الذي يحول دون تحقيقنا النجاح في أي عمل هو اعتقادنا أننا لن ننجح، ومن يعتقد أنه لن ينجح لا يمتلك الإرادة والتصميم للقيام بالعمل.



                              كل شيء في حياتنا بحاجة إلى إرادة وتصميم، وكما في الطبيعة كذلك في الحياة، فالشجرة في عملية نموها لا تتحول إلى شجرة بين ليلة وضحاها، وإنما تواجه الكثير من التحديات، فهي تخسر بعض أوراقها بين الحين والآخر، ولكنها تعوض خسارتها من الأوراق وتستمر في النمو، مع ذلك فإنها لا تصل إلى حجمها الكبير من دون خسارة، ومن دون كفاح. تلك هي سنة الحياة التي لا يشذ عنها شيء في هذا الكون.



                              الصعاب جزء رئيس من عملية تحقيق الأهداف.



                              لو درسنا سير الناجحين لوجدنا أن كل واحد منهم واجه عقبة كبيرة أو أكثر، وهو في سبيله لتحقيق النجاح، تمكن من التغلب عليها وتذليلها لأنه كان يؤمن بأنه سينجح.



                              فتوماس أديسون فُصِل من المدرسة وأجرى ما يقرب من ألف تجربة فاشلة قبل التمكن من اختراع الكهرباء، وعندما سئل: ألم يتطرق اليأس إلى نفسك بعد كل هذه التجارب الفاشلة؟” قال “على العكس، فقد توصلت إلى ما يزيد على ألف طريقة لا نستطيع فيها أن ننتج كهرباء”. وخوليو أجليسياس فصل من المدرسة أيضاً، ولكن ذلك لم يمنعه من أن يصبح واحدا من أشهر المطربين في العالم.



                              ولو استسلم الرئيس الأمريكي ابراهام لينكولن، محرر العبيد، لليأس بعد العقبات الكثيرة التي واجهها في حياته لما دخل التاريخ كأحد أعظم القادة في التاريخ، فقد بدأ لينكولن حياته تاجراً، وفشل في التجارة وهو في الثانية والعشرين من العمر، وفي الثالثة والعشرين خسر في انتخابات الكونجرس، فعاد للتجارة، ولكنه فشل مرة أخرى، وعندما بلغ السابعة والعشرين أصيب بانهيار عصبي، وخسر بعد ذلك في انتخابات الكونجرس ثلاث مرات، وفي انتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي مرة واحدة، وعندما بلغ السادسة والأربعين من العمر رشح نفسه لمنصب نائب الرئيس ففشل أيضاً، وفشل في انتخابات دورة أخرى لمجلس الشيوخ بعد ذلك بعام. ومع ذلك فإنه جرى انتخابه ليصبح رئيساً للولايات المتحدة بعد بلوغه الثانية والخمسين من العمر. ونابليون بونابرت تغلب على إعاقته الشديدة، وهي قصر القامة، وقاد جيشا غزا أوروبا كلها، وونستون تشرشل كان يعاني من صعوبة في الكلام، ورغم ذلك فإنه وصل إلى رئاسة الوزراء البريطانية وأصبح أحد الخطباء المؤثرين في القرن العشرين.



                              القائمة لا تنتهي، وكلها توحي بشيء واحد هو أن ما نتصوره مصاعب وحتى إعاقات يمكن أن يتحول إلى عوامل محفزة تساعدنا على تحقيق أهدافنا، إذا فعلنا ما تفعله الشجرة. أن نصر على كسوة أنفسنا بالورق الأخضر الجميل كلما سقط الورق، وأن نصر على الاستمرار في النمو، رغم العقبات.



                              abukhaldoun@maktoob.com

                              تعليق

                              يعمل...