الوهم آخر تحديث:الخميس ,14/01/2010
صالح الخريبي
من بين التجارب التي أجراها العلماء النازيون تجربة حول الوهم كانوا يحضرون فيها المحكوم بالإعدام ويقولون له: “لن نعلقك على حبل المشنقة، ولكنك ستموت بهدوء، عن طريقة تصفية الدم من جسمك نقطة نقطة، من خلال جرح في إصبعك، وسيظل الدم يقطر لمدة ثلاث ساعات، تموت بعدها”، ثم يغمضون عينيه، ويقيدون يديه خلف ظهره، ويعلقون كيساً مليئاً بالماء الفاتر، أو الدم، على الجدار وراءه ويحدثون في الكيس ثقباً صغيراً بحيث يرشح نقطة نقطة، ثم يخزون المحكوم في اصبعه، ويتركون الكيس ينز النقاط على الأصبع، بينما المسكين يتصور أن دمه هو الذي يقطر، وفي معظم الحالات كان الرجل يسقط جثة هامدة، بعد الفترة التي حددوها بالضبط.
والوهم قاتل، وكان الشاعر ابراهيم طوقان يرى أن الوهم يمكن أن يحدث عجزاً في الجسم السليم وفي الحياة، ويقول: “لكن توهمت السقام فأسقم الوهم البدن/ وظننت أنك قد وهنت فدب في العظم الوهن”. وعندما كنا نتوهم أن “إسرائيل” قوة لا تقهر كانت تزحف في الحروب فنجري أمامها، فتحصل من وهمنا على ما يزيد عن كل ما يمكن أن تحصل عليه بقدراتها العسكرية. ويذكر المفكر الكبير محمد حسنين هيكل أن الخطة “الإسرائيلية” لحرب الأيام الستة لم تكن تتضمن احتلال سيناء بأكملها، ولكن عبد الحكيم عامر تصور أن “إسرائيل” لن تجد أية صعوبة في احتلال سيناء وستستمر في الزحف نحو مدن القناة، فأصدر أمراً بانسحاب الجيش من سيناء لحماية المدن، وهكذا وجدت “إسرائيل” الطريق أمامها سالكة، فاستمرت في الزحف إلى أن وصلت إلى شواطئ القناة. وعندما تخلصنا، ولو نسبياً، من وهمنا بأن “إسرائيل” قوة لا تقهر، انتصرنا عليها في حرب اكتوبر/تشرين الأول، كما انتصرنا عليها في لبنان وغزة.
ويقول العلماء إن عقلنا الباطن أشبه بالمغناطيس، وكما يجذب المغناطيس الأشياء إليه، يجذب العقل الأشياء التي نخزنها فيه، بل إنه يجذب الظروف والأشخاص المناسبين لتحويلها إلى حقيقة واقعة، ويقول نابوليون هيل في كتابه “فكّر واجمع ثروة” إن عقولنا تتمغنط بالأفكار التي نختزنها فيها، وبوسيلة ما، لم يتوصل العلم إلى اكتشافها حتى الآن، يقوم المغناطيس في عقلنا بجذب القوى المؤثرة والأشخاص والظروف الحياتية التي تتناسب مع طبيعة هذه الأفكار”.
ويقول ريتشارد باك “إننا نجذب إلى حياتنا كل الأشياء التي نحملها في عقولنا”.
وفي سورة الرعد يقول أصدق القائلين: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”، وفي ذلك إشارة واضحة إلى العلاقة بين ما نفكر به، وما يمر بنا من أحداث، فالله بحكمته وعدله يمكن أن يغير ما يعاني منه الإنسان من ضيق وشظف عيش بمجرد قيام الإنسان بتغيير الأفكار الموجودة في عقله، بأن يستبدل الأفكار السلبية بأفكار إيجابية لإتاحة الفرصة أمام المغناطيس الموجود في دماغه لاجتذاب الأشخاص والظروف والقوى المؤثرة التي تساعد على تحقيقها.
وعندما تفكر بطريقة سلبية، فإن الضحية الوحيدة لتفكيرك هي أنت، لأن عقلك يجتذب القوى السلبية ويحركها لإحداث ما تفكر به، وعلى العكس عندما تفكر بطريقة إيجابية.
أبو خلدون
abukhaldoun@maktoob.com
صالح الخريبي
من بين التجارب التي أجراها العلماء النازيون تجربة حول الوهم كانوا يحضرون فيها المحكوم بالإعدام ويقولون له: “لن نعلقك على حبل المشنقة، ولكنك ستموت بهدوء، عن طريقة تصفية الدم من جسمك نقطة نقطة، من خلال جرح في إصبعك، وسيظل الدم يقطر لمدة ثلاث ساعات، تموت بعدها”، ثم يغمضون عينيه، ويقيدون يديه خلف ظهره، ويعلقون كيساً مليئاً بالماء الفاتر، أو الدم، على الجدار وراءه ويحدثون في الكيس ثقباً صغيراً بحيث يرشح نقطة نقطة، ثم يخزون المحكوم في اصبعه، ويتركون الكيس ينز النقاط على الأصبع، بينما المسكين يتصور أن دمه هو الذي يقطر، وفي معظم الحالات كان الرجل يسقط جثة هامدة، بعد الفترة التي حددوها بالضبط.
والوهم قاتل، وكان الشاعر ابراهيم طوقان يرى أن الوهم يمكن أن يحدث عجزاً في الجسم السليم وفي الحياة، ويقول: “لكن توهمت السقام فأسقم الوهم البدن/ وظننت أنك قد وهنت فدب في العظم الوهن”. وعندما كنا نتوهم أن “إسرائيل” قوة لا تقهر كانت تزحف في الحروب فنجري أمامها، فتحصل من وهمنا على ما يزيد عن كل ما يمكن أن تحصل عليه بقدراتها العسكرية. ويذكر المفكر الكبير محمد حسنين هيكل أن الخطة “الإسرائيلية” لحرب الأيام الستة لم تكن تتضمن احتلال سيناء بأكملها، ولكن عبد الحكيم عامر تصور أن “إسرائيل” لن تجد أية صعوبة في احتلال سيناء وستستمر في الزحف نحو مدن القناة، فأصدر أمراً بانسحاب الجيش من سيناء لحماية المدن، وهكذا وجدت “إسرائيل” الطريق أمامها سالكة، فاستمرت في الزحف إلى أن وصلت إلى شواطئ القناة. وعندما تخلصنا، ولو نسبياً، من وهمنا بأن “إسرائيل” قوة لا تقهر، انتصرنا عليها في حرب اكتوبر/تشرين الأول، كما انتصرنا عليها في لبنان وغزة.
ويقول العلماء إن عقلنا الباطن أشبه بالمغناطيس، وكما يجذب المغناطيس الأشياء إليه، يجذب العقل الأشياء التي نخزنها فيه، بل إنه يجذب الظروف والأشخاص المناسبين لتحويلها إلى حقيقة واقعة، ويقول نابوليون هيل في كتابه “فكّر واجمع ثروة” إن عقولنا تتمغنط بالأفكار التي نختزنها فيها، وبوسيلة ما، لم يتوصل العلم إلى اكتشافها حتى الآن، يقوم المغناطيس في عقلنا بجذب القوى المؤثرة والأشخاص والظروف الحياتية التي تتناسب مع طبيعة هذه الأفكار”.
ويقول ريتشارد باك “إننا نجذب إلى حياتنا كل الأشياء التي نحملها في عقولنا”.
وفي سورة الرعد يقول أصدق القائلين: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”، وفي ذلك إشارة واضحة إلى العلاقة بين ما نفكر به، وما يمر بنا من أحداث، فالله بحكمته وعدله يمكن أن يغير ما يعاني منه الإنسان من ضيق وشظف عيش بمجرد قيام الإنسان بتغيير الأفكار الموجودة في عقله، بأن يستبدل الأفكار السلبية بأفكار إيجابية لإتاحة الفرصة أمام المغناطيس الموجود في دماغه لاجتذاب الأشخاص والظروف والقوى المؤثرة التي تساعد على تحقيقها.
وعندما تفكر بطريقة سلبية، فإن الضحية الوحيدة لتفكيرك هي أنت، لأن عقلك يجتذب القوى السلبية ويحركها لإحداث ما تفكر به، وعلى العكس عندما تفكر بطريقة إيجابية.
أبو خلدون
abukhaldoun@maktoob.com
تعليق