السيدات والسادة والزملاء الكرام
السلام عليكم،
اسمحوا لي من فضلكم أن أتساءل عن إحدى أشهر التلقينات المتواترة عبر الأجيال و الخاصة باللغة العربية وأعني تسميتها بلسان الضاد. هل اللغة العربية حقيقة لسان الضاد ولا سيما بالمعنى الذي نقل إلينا؟ هل تنفرد اللغة العربية حقيقةً بصوت الضاد وهل يستحيل على متعلّم أجنبي لهذه اللغة ان ينطق صوت الضاد كما قيل لنا؟ أنا أجزم بموجب البحث والتجربة أن هذه المعلومة خاطئة وبالتالي أعتذر من شعراء كبار مثل ابو الطيب المتنبي وأحمد شوقي اللذين ساهما في نشر معلومةٍ مغلوطةٍ مفادها أن اللغة العربية تنفرد عن باقي لغات الأرض بصوت الضاد مما أدى إلى تسمية اللغة العربية بلغة الضاد حتى على الصعيدين الأكاديمي والحكومي. أظن أن صوت الضاد يميز اللغة العربية عن باقي أوبعض اللغات السامية كالعبرية والسريانية اما تعميم هذه المعلومة لتشمل لغات الأرض فهو تعميم خاطئ. هذا وبحسب علمنا القاصر عن الإحاطة بلغات الأرض قديمها وحديثها فإنه قد تناهى إلى مسامعنا أن النظم الصوتية للغات مثل اللغة النيبالية والألبانية (والحبشية القديمة) يشملان صوت الضاد. كما تبين لنا بالتجربة أن الناطقين باللغات الهندو الأوربية مثلاً ينطقون الضاد بوضوح بعد فترة طويلة من التعلم و التدريب حتى ولو تعلموها في سن متأخر، في حين يكون نطقهم لصوت مثل القاف مستحيلاً أو شبه مستحيل. ربما من المفارقة والطريف في الأمر أن نسبة كبيرة جداً من العراقيين تنطق الظاء بدلاً من الضاد وما أوضحها على لسان شاعر كبير مثل مظفر النواب. شخصياً لا أرى كثير المغزى من البحث عن صوت ما تنفرد به العربية ولاسيما أنها تتميز كباقي اللغات السامية بمجموعة كبيرة من الأصوات الفريدة ومنها القاف الذي تشترك به على حد علمي مع الفينيقية والعبرية والسريانية على أقرب تقدير وربما يكون مميزاً للغات السامية أو ذات أصل "سامي" semitic ولكنني لا أجزم بذلك لعدم معرفتي بجميع لغات الأرض قديمها وحديثها وما أبعدني عن ذلك. كما أن علم اللغة المقارن يقارن عموماً بين لغات من نفس المجموعة اللغوية وهي بالطبع بداية جيدة وواعدة ومؤسسة لمعارف لغوية تتخطى الحدود الثقافية.
السلام عليكم،
اسمحوا لي من فضلكم أن أتساءل عن إحدى أشهر التلقينات المتواترة عبر الأجيال و الخاصة باللغة العربية وأعني تسميتها بلسان الضاد. هل اللغة العربية حقيقة لسان الضاد ولا سيما بالمعنى الذي نقل إلينا؟ هل تنفرد اللغة العربية حقيقةً بصوت الضاد وهل يستحيل على متعلّم أجنبي لهذه اللغة ان ينطق صوت الضاد كما قيل لنا؟ أنا أجزم بموجب البحث والتجربة أن هذه المعلومة خاطئة وبالتالي أعتذر من شعراء كبار مثل ابو الطيب المتنبي وأحمد شوقي اللذين ساهما في نشر معلومةٍ مغلوطةٍ مفادها أن اللغة العربية تنفرد عن باقي لغات الأرض بصوت الضاد مما أدى إلى تسمية اللغة العربية بلغة الضاد حتى على الصعيدين الأكاديمي والحكومي. أظن أن صوت الضاد يميز اللغة العربية عن باقي أوبعض اللغات السامية كالعبرية والسريانية اما تعميم هذه المعلومة لتشمل لغات الأرض فهو تعميم خاطئ. هذا وبحسب علمنا القاصر عن الإحاطة بلغات الأرض قديمها وحديثها فإنه قد تناهى إلى مسامعنا أن النظم الصوتية للغات مثل اللغة النيبالية والألبانية (والحبشية القديمة) يشملان صوت الضاد. كما تبين لنا بالتجربة أن الناطقين باللغات الهندو الأوربية مثلاً ينطقون الضاد بوضوح بعد فترة طويلة من التعلم و التدريب حتى ولو تعلموها في سن متأخر، في حين يكون نطقهم لصوت مثل القاف مستحيلاً أو شبه مستحيل. ربما من المفارقة والطريف في الأمر أن نسبة كبيرة جداً من العراقيين تنطق الظاء بدلاً من الضاد وما أوضحها على لسان شاعر كبير مثل مظفر النواب. شخصياً لا أرى كثير المغزى من البحث عن صوت ما تنفرد به العربية ولاسيما أنها تتميز كباقي اللغات السامية بمجموعة كبيرة من الأصوات الفريدة ومنها القاف الذي تشترك به على حد علمي مع الفينيقية والعبرية والسريانية على أقرب تقدير وربما يكون مميزاً للغات السامية أو ذات أصل "سامي" semitic ولكنني لا أجزم بذلك لعدم معرفتي بجميع لغات الأرض قديمها وحديثها وما أبعدني عن ذلك. كما أن علم اللغة المقارن يقارن عموماً بين لغات من نفس المجموعة اللغوية وهي بالطبع بداية جيدة وواعدة ومؤسسة لمعارف لغوية تتخطى الحدود الثقافية.
تعليق