[align=center]في تطور دلالة مفردة: تزمت ومتزمت[/align]
بات شائعا، في العربية الحديثة، استعمال كلمة: تَزَمَّتَ، بمعنى تشدد و مُتّزّمِّت، بمعنى متشدد في شؤون الدين أو الفكر عموما
لا تتفق دلالة هذا المعنى مع دلالة الفعل في المعاجم العربية التقليدية، ومنها لسان العرب، ودلالة الفعل في سياقات نصية قديمة
فقد جاء، تحت الجذر زَمَتَ، في اللسان العرب المعاني التالية:
1.الزَّمِيتُ والزِّمِّيتُ: الحليم الساكن، القليل الكلام
وقد ذكر ابن الاثير نقلا عن كتاب للهروي في صفة النبي، عليه السلام،
{ أَنه كان من أَزْمَتِهم في المجلس أَي من أَرْزَنِهم وأَوْقَرِهم. }
تَزَمَّتَ، وما أَشدَّ تَزَمُّتَه. ورجل مُتَزَمِّتٌ،
2.الزِّمِّيت بمعنى الساكن
كما ورد في قول شاعر:
والقَبْرُ صِهْرٌ ضامِنٌ زِمِّيتُ،،،، ليس لمَنْ ضُمِّنَه تَزْبِيتٌ
وخلاصة ذلك، يشير الجذر زمت إلى ثلاثة معاني أساسية، هي:
1.السكون
2.السكوت والصمت، وقلة الكلام في المجلس
3.الوقار
السؤال ، الذي يجدر أن نطرحه هنا:
كيف تحولت دلالة هذا الجذر ومشتقاته في العربية التقليدية، من دلالة على صفات وشمائل إيجابية: كما ورد في الحديث في شمائل النبي، وكما ورد في إجلال قدر القبر في بيت الشعر، إلى دلالة على وصفات ذميمة سلبية في العربية الحديثة ؟
وكيف استقر استخدام هذه المفردة في العربية الحديث بهذه الدلالة المستحدثة المناقضة للدلالة الأصلية، وتلاشى، في المقابل، دلالتها الأصلية من الاستخدام اللغوي الحديث؟
تحية خالصة
تعليق