إبراهيم عبدالمعطي متولي
تتهم اللغة العربية بأنها لغة صعبة، وفي هذا ظلم للغتنا التي كرمها الله بأن أنزل بها آخر كتبه، وجعله محفوظا إلى يوم الدين، وفي حفظه لكتابه حفظ للغة العربية. لغتنا ليست ضعيفة، لأن اللغات لا تقوى ولا تضعف إلا بقوة وضعف أهلها، فحال لغتنا في عصرنا من حالنا الضعيف.. لغتنا الآن مفترى عليها، ومن أدلة الافتراء ما شاع عن أن مجمع اللغة العربية قدم مقابلا لكلمة "الساندويتش" هو "شاطر ومشطور وبينهما طازج"، والواقع أن ما نسب إلى المجمع هو عبارة وليس كلمة معجمية.
بحثت عن كلمة "ساندوتيش" في المعجم الوسيط الذي أصدره مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ويتاح تحميله على الإنترنت، فلم أجدها ضمن كلمات المعجم، وكذلك لم أجد عبارة "شاطر ومشطور وبينهما طازج"، والذي وجدته هو كلمة "شطيرة" التي عرَّفها المجمع بأنها "خبزة تشق ويوضع فيها الإدام" وجمعها شطائر، وكتب بجوار التعريف "محدثة" أي أنها من الكلمات التي استحدثت في العصر الحديث ولم تكن موجودة قديما، وواضح أن هذه الكلمة هي المقابل لكلمة "ساندويتش" الإنجليزية.
شاعت عبارة "شاطر ومشطور وبينهما طازج" تهكما على المجمع وخوفا من تعقيده اللغة، وأنقل كلمة للعقاد من كتاب "هل تنتحر اللغة العربية؟" للناقد الرائع الراحل رجاء النقاش. يقول العقاد: "وقد شاع في وقت من الأوقات أن المجمع يترجم كلمة السندويتش بالشاطر والمشطور وبينهما طازج، ولو شاع هذا عن دار للمجانين، لوجب على السامع أن يتردد فيه، وإنما اقترح المجمع كلمة "الشطيرة" وهي ترجمة حسنة جدا للكلمة الأجنبية "سندويتش" التي لا يزيد معناها على اسم رجل كان يأكل هذه "الشطيرة" من الطعام بين حين وحين".
وذكر الكاتب الكبير أنيس منصور أن عبارة "شاطر ومشطور وبينهما طازج" أطلقها الشاعر كامل الشناوي. يقول أنيس في مقال بعنوان "الشاطر والمشطور والقهوشية" على موقع جريدة الشرق الأوسط: " أشهر ما نسب إلى المجمع اللغوي ما ابتدعه الشاعر كامل الشناوي عندما أراد أن يعرف السندوتش فقال: شاطر ومشطور وبينهما طازج، وانتشرت هذه العبارة على أنها من إبداعات المجمع اللغوي مما أضحك الناس عليه".
ولم تقتصر هذه الشائعة على عامة الناس فحسب، وإنما امتدت إلى كثير من المثقفين والكتاب الذين لم يكلفوا أنفسهم مشقة البحث عن الحقيقة، ومنهم الكاتب فرج بوالعَشّة الذي نُشر له مقال في جريدة إيلاف الإلكترونية، تحت عنوان " لا زال الطريق طويلا إلى ابن رشد، ما بالك بأركون"، حيث يقول الكاتب: "استغرق المجمع اللغوي في ترجمة السندويش إلى العربية، جلسة صاخبة، انتهت بتسميته:"شاطر ومشطور وبينهما طازج" وتلك ليست نكتة"، والتعليق الأخير من الكاتب نفسه، وبالفعل هي نكتة لأن الكاتب نقل شيئا ليس له أساس من الصحة ونسبه إلى المجمع على أنه حقيقة، كما أنه أخطأ في اللغة في عنوان مقاله حيث بدأ بكلمة "لا زال" والفعل الماضي لا تدخل عليه "لا" والصحيح هو "ما زال" ويجوز في المضارع أن نقول "ما يزال" و"لا يزال".
ونجد هذا الخطأ لدى كاتب آخر هو مصطفى محمد كتوعة في مقال بعنوان "الاثنينية.. والصالونات الأدبية" والمقصود بها صالون الاثنينية للأديب السعودي عبدالمقصود خوجة. نشر المقال على موقع الاثنينية، ويقول فيه كاتبه: "وكم يقف الإنسان حائراً أمام اختيار مفرد لغوي مثل: "شاطر ومشطور وبينهما طازج" الذي اختاره مجمع اللغة العربية المصري بدلاً من كلمة.. "ساندويتش" ولا أتصور أن يقف مشتر أمام بائع ليقول له أعطني "شاطر ومشطور وبينهما طازج".. بدلاً من أن يستخدم مباشرة كلمة ساندويتش أو أن يقول له أعطني شاطر إذا أردنا الاختصار في الزمن ومفردات اللفظ"، مع ملاحظة أن الكاتب أخطأ حينما قال إن "شاطر ومشطور وبينهما طازج" مفرد لغوي، والصواب أنها عبارة لغوية.
تتهم اللغة العربية بأنها لغة صعبة، وفي هذا ظلم للغتنا التي كرمها الله بأن أنزل بها آخر كتبه، وجعله محفوظا إلى يوم الدين، وفي حفظه لكتابه حفظ للغة العربية. لغتنا ليست ضعيفة، لأن اللغات لا تقوى ولا تضعف إلا بقوة وضعف أهلها، فحال لغتنا في عصرنا من حالنا الضعيف.. لغتنا الآن مفترى عليها، ومن أدلة الافتراء ما شاع عن أن مجمع اللغة العربية قدم مقابلا لكلمة "الساندويتش" هو "شاطر ومشطور وبينهما طازج"، والواقع أن ما نسب إلى المجمع هو عبارة وليس كلمة معجمية.
بحثت عن كلمة "ساندوتيش" في المعجم الوسيط الذي أصدره مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ويتاح تحميله على الإنترنت، فلم أجدها ضمن كلمات المعجم، وكذلك لم أجد عبارة "شاطر ومشطور وبينهما طازج"، والذي وجدته هو كلمة "شطيرة" التي عرَّفها المجمع بأنها "خبزة تشق ويوضع فيها الإدام" وجمعها شطائر، وكتب بجوار التعريف "محدثة" أي أنها من الكلمات التي استحدثت في العصر الحديث ولم تكن موجودة قديما، وواضح أن هذه الكلمة هي المقابل لكلمة "ساندويتش" الإنجليزية.
شاعت عبارة "شاطر ومشطور وبينهما طازج" تهكما على المجمع وخوفا من تعقيده اللغة، وأنقل كلمة للعقاد من كتاب "هل تنتحر اللغة العربية؟" للناقد الرائع الراحل رجاء النقاش. يقول العقاد: "وقد شاع في وقت من الأوقات أن المجمع يترجم كلمة السندويتش بالشاطر والمشطور وبينهما طازج، ولو شاع هذا عن دار للمجانين، لوجب على السامع أن يتردد فيه، وإنما اقترح المجمع كلمة "الشطيرة" وهي ترجمة حسنة جدا للكلمة الأجنبية "سندويتش" التي لا يزيد معناها على اسم رجل كان يأكل هذه "الشطيرة" من الطعام بين حين وحين".
وذكر الكاتب الكبير أنيس منصور أن عبارة "شاطر ومشطور وبينهما طازج" أطلقها الشاعر كامل الشناوي. يقول أنيس في مقال بعنوان "الشاطر والمشطور والقهوشية" على موقع جريدة الشرق الأوسط: " أشهر ما نسب إلى المجمع اللغوي ما ابتدعه الشاعر كامل الشناوي عندما أراد أن يعرف السندوتش فقال: شاطر ومشطور وبينهما طازج، وانتشرت هذه العبارة على أنها من إبداعات المجمع اللغوي مما أضحك الناس عليه".
ولم تقتصر هذه الشائعة على عامة الناس فحسب، وإنما امتدت إلى كثير من المثقفين والكتاب الذين لم يكلفوا أنفسهم مشقة البحث عن الحقيقة، ومنهم الكاتب فرج بوالعَشّة الذي نُشر له مقال في جريدة إيلاف الإلكترونية، تحت عنوان " لا زال الطريق طويلا إلى ابن رشد، ما بالك بأركون"، حيث يقول الكاتب: "استغرق المجمع اللغوي في ترجمة السندويش إلى العربية، جلسة صاخبة، انتهت بتسميته:"شاطر ومشطور وبينهما طازج" وتلك ليست نكتة"، والتعليق الأخير من الكاتب نفسه، وبالفعل هي نكتة لأن الكاتب نقل شيئا ليس له أساس من الصحة ونسبه إلى المجمع على أنه حقيقة، كما أنه أخطأ في اللغة في عنوان مقاله حيث بدأ بكلمة "لا زال" والفعل الماضي لا تدخل عليه "لا" والصحيح هو "ما زال" ويجوز في المضارع أن نقول "ما يزال" و"لا يزال".
ونجد هذا الخطأ لدى كاتب آخر هو مصطفى محمد كتوعة في مقال بعنوان "الاثنينية.. والصالونات الأدبية" والمقصود بها صالون الاثنينية للأديب السعودي عبدالمقصود خوجة. نشر المقال على موقع الاثنينية، ويقول فيه كاتبه: "وكم يقف الإنسان حائراً أمام اختيار مفرد لغوي مثل: "شاطر ومشطور وبينهما طازج" الذي اختاره مجمع اللغة العربية المصري بدلاً من كلمة.. "ساندويتش" ولا أتصور أن يقف مشتر أمام بائع ليقول له أعطني "شاطر ومشطور وبينهما طازج".. بدلاً من أن يستخدم مباشرة كلمة ساندويتش أو أن يقول له أعطني شاطر إذا أردنا الاختصار في الزمن ومفردات اللفظ"، مع ملاحظة أن الكاتب أخطأ حينما قال إن "شاطر ومشطور وبينهما طازج" مفرد لغوي، والصواب أنها عبارة لغوية.
تعليق