القضية الأرمنيةfficeffice" /><O></O>
أخمد السلطان عبد الحميد حركة التمرد التي قام بها الأرمن بتحريض من الدول الغربية، فأطلقت عليه أوربا اسم «السلطان الأحمر» لأنه عاقب الأرمن الذين ذبحوا المسلمين ولم يستثنوا منهم النساء والأطفال[1]، فتلقفه مؤرخونا من أذناب الغرب ليرددوه دون أي حرج. فهذا اللقب يردده هؤلاء اليوم كما رددوه بالأمس ليسروا به عدوَّنا ويغيظوا أمتنا.<O></O>
فالتمرد الذي قام به الأرمن في القرن التاسع عشر ضد الدولة العثمانية، فجأة ودون مقدمات، بعد أن كانوا على مر القرون السابقة يعيشون حياة هادئة وطائعة في ظل الحكم الإسلامي، أمرٌ مهم يستدعي الوقوف عنده. ونرى أنه يتعين علينا تناوُل هذا الموضوع بشكل يختلف عن الطرق السابقة.<O></O>
فماالعامل الأساسي لإحداث حركات التمرد المسلحة التي قام بها الأرمن في مختلف أنحاء بلاد الأناضول، وأسفرت عن استشهاد الآلاف المسلمين الأبرياء، إنه أمر جدير بالوقوف عنده.<O></O>
ففي معاهدتي أياستفانوس وبرلين، اللتين وقعتا بعد الحرب العثمانية الروسية، مُنِح الأرمن بعض الحقوق السياسية، لكن السلطان عبد الحميد لم ينفذ بنود المعاهدة الخاصة بهذه الحقوق، لأنه وجد فيها محاذير كثيرة على أمن البلاد، مما حدا بالأرمن، وبتحريض من الدول الغربية، القيام بكثير من حركات التمرد المسلحة.<O></O>
وأنشأ الأرمن حزب الهنشاق عام 1889 في جنيف، وحزب الطاشناق عام 1895 في تفليس[2]. وعندما قضى السلطان عبد الحميد على تمرد الأرمن في ساسون بقسوة عام 1894، أرسلت حكومتا إنجلترا وفرنسا إلى تركيا لجان تحقيق. وبالرغم من أن الأرمن هم الذين كانوا مسببي هذه الإضطرابات، فإن الدول الغربية انحازت إلى جانب الأرمن وادعت بأن السلطان عبد الحميد قام بمجزرة ضد الأرمن في ساسون.<O></O>
ولما أعلن المسيو هاناتو الذي عين وزيراً للخارجية الفرنسية في 30/5/1894 أن السلطان عبد الحميد يعامل الرعايا المسلمين وغير المسلمين معاملة جيدة جداً ويحافظ على كافة حقوقهم، لم يعجب المسئولين الغربيين لأنه كان محايداً، ولم يلبث أن أقيل هذا الوزير من منصبه.<O></O>
قال المسيو هاناتو في مجلة «Revue de Paris» الصادرة في 1/12/1895 بأن السلطان عبد الحميد لم يقم بمجزرة ضد الأرمن، بل وكان عادلاً مع جميع رعاياه، وتابع قوله: <O></O>
«كان عبد الحميد رجلا أسمر، شاحب الوجه، قلق النظرات، وكانت له يدان ناعمتان جميلتان، ربط بهما بين جميع أفراد العالم الإسلامي من أواسط إفريقيا وآسيا حتى بلاد البلقان، وبنفس هاتين اليدين الناعمتين كان يمسك بإحداهما بالقدس وبالأخرى مفتاح مضيق الدردنيل فقد كانت هاتان اليدان مشغولتين جداً»[3].<O></O>
وإنجلترا التي شجعت الأرمن وصفَّقت لهم بحرارة أرادت استغلال حركات التمرد هذه للتفاهم مع الروس كي يطلقوا يدهم للتدخل في شرقي الأناضول[4]. ومن فضل الله ومنّته أنهم لم يستطيعوا أن يحققوا مثل هذا الاتفاق.<O></O>
فبعد الحركات المسلحة المناوئة للدولة في ساسون ووان وزيتون، قام الأرمن عام 1895 بحركات تمرد واسعة النطاق في طرابزون وأرضروم وإرزنجان وبتليس وديار بكر وملاطية وسيواس وماردين وفي مناطق أخرى كثيرة.<O></O>
أراد السلطان عبد الحميد أن يخمد تمرد الأرمن، فجمع الجنود من شرقي وجنوب شرقي الأناضول، وكوَّن منهم جيشاً سماه «الحميدية». وبعد تشكيل هذا الجيش لم يستطع الأرمن أن يثبتوا وجودهم في مناطق شرقي الأناضول، فقاموا بتاريخ 26 أغسطس عام 1886 بالهجوم على البنك العثماني في اسطنبول وأزهقوا في هذا الهجوم كثيراً من الأرواح البريئة. كما قاموا في عام 1904 بمحاولة اغتيال ضد السلطان عبد الحميد.<O></O>
لكن السلطان عبد الحميد رغم كل الضغوط الأوربية وحملات التشويه التي قامت بها تلك الدول وتسميتهم له بـ«السلطان الأحمر» كان مصمماً على إخماد التمرد الأرمني ومنعهم من تحقيق آمالهم.<O></O>
وعندما حال السلطان عبد الحميد وبشدة دون أن يحقق اليهود أطماعهم في إنشاء دولة إسرائيل في فلسطين، ودون أن يحقق الأرمن أطماعهم بتأسيس دولة أرمينية في الأناضول، اجتمعت كل هذه العناصر المناوئة وقررت التنسيق فيما بينها في كافة المجالات. ويدل تاريخ مجريات هذه الأحداث بأن القضية الأرمنية كانت وليدة أمر التنظيمات ودستور المشروطية الثانية الذي رفع الأرمن إلى مستوى المواطنين المسلمين ومنحهم حقوقاً وامتيازات كبيرة.<O></O>
<HR align=left SIZE=1 width="33%">[1]Malcolm Mac Coll, Le Sultan et les Grandes Puissances (Paris 1899) وGilles ffice:smarttags" /><?xml:namespace prefix = st1 ns = "urn:schemas-microsoft-com</st1:City><ST1lace w:st="on">Roy</ST1lace> ,Le Sultan Rouge (<st1:City w:st="on"><ST1lace w:st="on">Paris</ST1lace></st1:City>,1936)وكثير غيره.<O></O>
أخمد السلطان عبد الحميد حركة التمرد التي قام بها الأرمن بتحريض من الدول الغربية، فأطلقت عليه أوربا اسم «السلطان الأحمر» لأنه عاقب الأرمن الذين ذبحوا المسلمين ولم يستثنوا منهم النساء والأطفال[1]، فتلقفه مؤرخونا من أذناب الغرب ليرددوه دون أي حرج. فهذا اللقب يردده هؤلاء اليوم كما رددوه بالأمس ليسروا به عدوَّنا ويغيظوا أمتنا.<O></O>
فالتمرد الذي قام به الأرمن في القرن التاسع عشر ضد الدولة العثمانية، فجأة ودون مقدمات، بعد أن كانوا على مر القرون السابقة يعيشون حياة هادئة وطائعة في ظل الحكم الإسلامي، أمرٌ مهم يستدعي الوقوف عنده. ونرى أنه يتعين علينا تناوُل هذا الموضوع بشكل يختلف عن الطرق السابقة.<O></O>
فماالعامل الأساسي لإحداث حركات التمرد المسلحة التي قام بها الأرمن في مختلف أنحاء بلاد الأناضول، وأسفرت عن استشهاد الآلاف المسلمين الأبرياء، إنه أمر جدير بالوقوف عنده.<O></O>
ففي معاهدتي أياستفانوس وبرلين، اللتين وقعتا بعد الحرب العثمانية الروسية، مُنِح الأرمن بعض الحقوق السياسية، لكن السلطان عبد الحميد لم ينفذ بنود المعاهدة الخاصة بهذه الحقوق، لأنه وجد فيها محاذير كثيرة على أمن البلاد، مما حدا بالأرمن، وبتحريض من الدول الغربية، القيام بكثير من حركات التمرد المسلحة.<O></O>
وأنشأ الأرمن حزب الهنشاق عام 1889 في جنيف، وحزب الطاشناق عام 1895 في تفليس[2]. وعندما قضى السلطان عبد الحميد على تمرد الأرمن في ساسون بقسوة عام 1894، أرسلت حكومتا إنجلترا وفرنسا إلى تركيا لجان تحقيق. وبالرغم من أن الأرمن هم الذين كانوا مسببي هذه الإضطرابات، فإن الدول الغربية انحازت إلى جانب الأرمن وادعت بأن السلطان عبد الحميد قام بمجزرة ضد الأرمن في ساسون.<O></O>
ولما أعلن المسيو هاناتو الذي عين وزيراً للخارجية الفرنسية في 30/5/1894 أن السلطان عبد الحميد يعامل الرعايا المسلمين وغير المسلمين معاملة جيدة جداً ويحافظ على كافة حقوقهم، لم يعجب المسئولين الغربيين لأنه كان محايداً، ولم يلبث أن أقيل هذا الوزير من منصبه.<O></O>
قال المسيو هاناتو في مجلة «Revue de Paris» الصادرة في 1/12/1895 بأن السلطان عبد الحميد لم يقم بمجزرة ضد الأرمن، بل وكان عادلاً مع جميع رعاياه، وتابع قوله: <O></O>
«كان عبد الحميد رجلا أسمر، شاحب الوجه، قلق النظرات، وكانت له يدان ناعمتان جميلتان، ربط بهما بين جميع أفراد العالم الإسلامي من أواسط إفريقيا وآسيا حتى بلاد البلقان، وبنفس هاتين اليدين الناعمتين كان يمسك بإحداهما بالقدس وبالأخرى مفتاح مضيق الدردنيل فقد كانت هاتان اليدان مشغولتين جداً»[3].<O></O>
وإنجلترا التي شجعت الأرمن وصفَّقت لهم بحرارة أرادت استغلال حركات التمرد هذه للتفاهم مع الروس كي يطلقوا يدهم للتدخل في شرقي الأناضول[4]. ومن فضل الله ومنّته أنهم لم يستطيعوا أن يحققوا مثل هذا الاتفاق.<O></O>
فبعد الحركات المسلحة المناوئة للدولة في ساسون ووان وزيتون، قام الأرمن عام 1895 بحركات تمرد واسعة النطاق في طرابزون وأرضروم وإرزنجان وبتليس وديار بكر وملاطية وسيواس وماردين وفي مناطق أخرى كثيرة.<O></O>
أراد السلطان عبد الحميد أن يخمد تمرد الأرمن، فجمع الجنود من شرقي وجنوب شرقي الأناضول، وكوَّن منهم جيشاً سماه «الحميدية». وبعد تشكيل هذا الجيش لم يستطع الأرمن أن يثبتوا وجودهم في مناطق شرقي الأناضول، فقاموا بتاريخ 26 أغسطس عام 1886 بالهجوم على البنك العثماني في اسطنبول وأزهقوا في هذا الهجوم كثيراً من الأرواح البريئة. كما قاموا في عام 1904 بمحاولة اغتيال ضد السلطان عبد الحميد.<O></O>
لكن السلطان عبد الحميد رغم كل الضغوط الأوربية وحملات التشويه التي قامت بها تلك الدول وتسميتهم له بـ«السلطان الأحمر» كان مصمماً على إخماد التمرد الأرمني ومنعهم من تحقيق آمالهم.<O></O>
وعندما حال السلطان عبد الحميد وبشدة دون أن يحقق اليهود أطماعهم في إنشاء دولة إسرائيل في فلسطين، ودون أن يحقق الأرمن أطماعهم بتأسيس دولة أرمينية في الأناضول، اجتمعت كل هذه العناصر المناوئة وقررت التنسيق فيما بينها في كافة المجالات. ويدل تاريخ مجريات هذه الأحداث بأن القضية الأرمنية كانت وليدة أمر التنظيمات ودستور المشروطية الثانية الذي رفع الأرمن إلى مستوى المواطنين المسلمين ومنحهم حقوقاً وامتيازات كبيرة.<O></O>
<HR align=left SIZE=1 width="33%">[1]Malcolm Mac Coll, Le Sultan et les Grandes Puissances (Paris 1899) وGilles ffice:smarttags" /><?xml:namespace prefix = st1 ns = "urn:schemas-microsoft-com</st1:City><ST1lace w:st="on">Roy</ST1lace> ,Le Sultan Rouge (<st1:City w:st="on"><ST1lace w:st="on">Paris</ST1lace></st1:City>,1936)وكثير غيره.<O></O>
[2]Jean-Piierre Alem, L Frmenie, <st1:City w:st="on"><ST1lace w:st="on">Paris</ST1lace></st1:City> 1962,P.49<O></O>
[3]Malcolm Mac Coll نفس المصدر ص 14<O></O>
[4]نفس المصدر ص 14<O></O>
تعليق