بعض مظاهر تغير الصيغ الصرفية في العربية المعاصرة
د. وفاء كامل فايد
مشكلة البحث :
نلحظ فى الاستعمال المعاصر لعدد من الصيغ الصرفية ، كالأفعال والمصادر ، اختلافا عما هو مرصود بالمعاجم العربية . وقد يقع هذا الاختلاف فى البنية اللغوية ، أو الاستعمال كالتعدي واللزوم مثلا ، أو يكون اختلافا فى دلالة هذه الصيغ الصرفية . وهذا يستلزم إلقاء الضوء على هذه الظاهرة ، ثم رصدها وتحليلها .
أهداف البحث :
1- رصد مظاهر التغير فى الاستعمال المعاصر للصيغ الصرفية العربية .
2- تلمّس موقف المعجم العربي من الكلمات التى حدث لها تغير فى الاستعمال المعاصر، وتبيّن هل أتيح للاستخدام الجديد شرعية الدخول فى المعجم أم لا .
3- بحث موقف مجمع اللغة العربية بالقاهرة من الكلمات والصيغ المستحدثة .
4- تعرّف المشكلات المعجمية للاستعمال المعاصر للصيغ الصرفية العربية ، ومحاولة البحث عن آفاق جديدة للمعجم تلاحق فيها الاستعمالات الحالية .
مـادة البحث :
حاولت الباحثة الحصول على عينة جيدة التمثيل للاستخدام المعاصر ، فعنيت برصد لغة الصحافة من خلال جريدة ( الأهرام ) اليومية المصرية ، وبها مقالات لكتاب غير مصريين ، من لبنان والمغرب ، وأضافت إليها أعدادا من مجلات (عالم الفكر) ، و(المجلة العربية للعلوم الإنسانية) ، وعددا من ( أخبار الهيئة ) ، خاصا بمؤتمر ( التعليم التطبيقي المستمر ) ، تضمن ملخصات لبحوث هذا المؤتمر ، بالإضافة إلى بعض إصدارات جمعية المعجمية العربية في تونس ، وكتاب ( اللغة العربية والحاسوب ) ؛ لتعكس نماذج من الاستعمال المعاصر للغة البحوث الخاصة بالعلوم الإنسانية .
خطـوات البحث :
عرضت الباحثة المادة المجموعة فى العينة على معجمين رئيسين حديثين سجلا الألفاظ المحدثة؛ لتقارن بين المعنى والاستعمال فى كل من العينة والمعجمين ، وهما : المعجم الوسيط والمعجم العربى الأساسي. واستبعدت الباحثة من المادة ما سجل في المعجمين على اعتبار أنه - بدخوله فيهما- أصبح له من الشيوع ما يبعده عن أن يُعَدَّ من الكلمات المحدثة موضع البحث. ثم رصدت المادة المتبقية من العينة - وهى التى لم تشرح بالمعجمين السابقين، أو التى دخلت فى أحدهما دون الآخر- لتشكّل مادة الدراسة .
وصنفت الباحثة هذه الكلمات ، ودرستها من أكثر من زاوية هى :
أولا : التغير فى بنية الكلمة :
1- الأفعال :
2- المصادر : وقسمتها إلى : - مصادر مفردة .
- مصادر مجموعة .
- المصدر الصناعي مفردا .
- المصدر الصناعي مجموعا .
- المصدر الصناعي المجموع من كلمة مجموعة .
- المصدر غير القياسي .
3- الكلمات المنسوبة .
4- اسم المكان واسم الآلة .
5- المعرَّب .
ثانيا : التغير فى استعمال الكلمة :
وتناولت فيه الأفعال التى تغيرت فى الاستعمال المعاصر ، سواء أكان التغير من التعدى إلى اللزوم ، أو بتغيّر فى حرف الجر الذى تتعدى بواسطته .
ثالثا : التغير فى دلالة الكلمة :
وذكرت فيه الكلمات التى حدث لها تغيّر فى معناها عند المعاصرين .
أولا : الاختلاف فى بنية الكلمة :
( 1 ) - الأفعال :
أ - صيغة ( استفعل ) :
1- اسْتَـقْـطَبَ :
من الاستخدامات المعاصرة صيغة (استفعل) من الفعل ( قطب ) فى مثل تُستقطب الكفاءات) .
وقد ورد الفعل المجرد( قطب) متعديا في كل من اللسان والمعجم الوسيط بمعنى(جمع). ولم ترد الصيغة (استفعل) منه في اللسان، ووردت بمعنى آخر في المعجم الوسيط.
والاستعمال الحديث للصيغة يلمح فيه إمكان اندراجه فى إطار قرار المجمع بشأن قياسية صيغة ( استفعل ) للاتخاذ والجعل .
ب - صيغة ( فَاعَلَ ) :
2- ( هاتَفَ ) :
تستخدم حديثا الصيغة ( فَاعَلَ) متعدية من الفعل هَتَفَ، يقال: هاتَفَهُ بمعنى : حادثه هاتفيا.
جـ - صيغة ( تَفَاعَلَ ) :
3- ( تَنامَى ) :
تستخدم الصيغة تَفَاعَلَ من الفعل : ( نما ) عند المعاصرين ، فيقال : تَنَامَى الشيء ، بمعنى تزايد . كما يستخدم اسم الفاعل من هذه الصيغة فيقال : " المد المتنامي " .
وقد جـاء بقـرارات المجمع أن صيغة ( تَفَاعَلَ ) قياسية للفعل المطاوع الذى ورد على وزن ( فَاعَلَ ) . ولا ينطبق هذا القرار على الفعل تنامى ؛ إذ لم يُعْرف الفعل ( نَامَاهُ ) فى العربية المعاصرة .
4- ( تَماشَى ) :
استخدمت الصيغة ( تَفَاعَلَ ) من الفعل : ( مشى ) ، بمعنى : تناسب أو تواءم وتَوافَق وتمشّى . وقد انفرد المعجم الوسيط بذكرها خلافا للمعجمين الأساسي واللسان، ولكنه أوردها بمعنى آخر غير المعنى المعاصر.
وصيغة : ( تَـفاعَـلَ ) هنا هى الصيغة القياسية لمطاوعة الصيغة : ( فَـاعَـلَ ) ، ولكنها لا تستخدم لهذا المعنى في الاستعمال المعاصر .
د ـ صيغة ( أفعَـلَ ) :
5- ( أفشَـلَ ) :
من مظاهر التغير في البنية الصرفية تعدية الفعل ( فشل) بالهمزة. ولم ترد الصيغة (أفـعـَلَ) من الجذر ( ف ش ل ) بكل من المعجمين الوسيط والأساسي .
وقد أصدر مجمع اللغة العربية قرارا بقياسية تعدية الفعل الثلاثي بالهمزة.
( 2 ) - المصادر :
أ - المصدر بصيغة الإفراد :
من التغير اللغوى فى العربية المعاصرة استخدام بعض صيغ المصادر بمعنى لم يستعمل من قبل ، مثل :
1- ( استبيان ) :
بمعنى: استطلاع المعلومات وفقا لصيغة معينة. وقد ورد هذا المعنى في المعجم الأساسي، ولم يرد في الوسيط .
وصيغة هذا المصدر ينكرها الصرفيون ؛ ففي هذا الفعل (استبْيَن)- وما ماثله - ينقلون حركة حرف العلة : الياء ، وهي الفتحة، إلى الحرف الصحيح الساكن قبله، فتصير الصيغة هي : استبان ، ومصدرها : ( استبانة ).
وقد أقر المجمع جواز استخدام هذا المصدر .
2- ( الاسـتقواء ) :
ترد عند الكتاب اللبنانيين المعاصرين بمعنى: إظهار القوة .
ولم يرد الفعل ( استقوى)، أو المصدر: ( استقواء ) فى كل من المعجمين الوسيط والأساسي. وصيغة استفعل هنا قياسية للاتخاذ والجعل.
3- الاستنسـاخ ) :
بمعنى استخلاص خلية حية ومعالجتها لإنتاج نسخة أخرى من كائن حي. وهو على صيغة (استفعل) من الفعل: نسخ ، ويمكن أن يكون أقرب معنى له هو الاتخاذ والجعل ، أى اتخذ نسخة .
وقد ورد الفعل ( استنسخ ) في القرآن الكريم " إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون" : الجاثية، الآية29 ، بمعنى : نستكتب الملائكة أعمالكم المنتخب- ص 778). وأشار المعجمان الوسيط والأساسى إلى أن معنى الفعل (استنسخ) هو طلب النسخ .
وقد عرف هذا المصدر بالمعنى الحديث بعد صدور المعجمين الأساسي والوسيط ، ومن هنا كان من غير الطبيعي أو المتوقع أن يرد هذا المعنى الحديث في أى من المعجمين .
4- ( الاسـتنسـال ):
مصدر حديث شاع فى المغرب العربى على صيغة ( الاستنساخ ) ، وبمعناه .
ولم يرد هذا المصدر بكل من لسان العرب والمعجم الوسيط والمعجم الأساسي ؛ نظرا لحداثة استعماله .
ويمكن أن يلمح فى معنى المصدر : طلب النسل . غير أن اللفظ المشرقي أقرب- في رأيي- للمعنى؛ لأنه إيجاد للمثيل وليس للنسل .
5- مصدر الفعل( فعَّل):
استعمل المعاصرون هذا المصدر في كلمات: (التحديث)، و(التدوير) ـ بمعنى المعالجة ـ و(التطبيع)، و(التـفعـيل) بمعنى (تـقوية العمل)، و( التمـشيط ) أى: ( التفتيش بدقة )، و(التهميش) بمعنى جعل الشيء هامشياً.
6- المصادر غير القياسية:
استعمل المعاصرون بعض المصادر على غير قياس، منها: ( الخصخصة) و( فَسـفسـة) بمعنى: التفتيت ، و(عسـكرة) للتعبير عن زيادة القدرة العسكرية، و( العصـرنة) بمعنى التحديث أو جعل الشيء معاصرا، و( الهيكلـة) بمعنى عمل هـيـكل، و( الخوصصة)، و(العولمـة)، و(القولبـة)، بمعنى: عمل قالب.
كما استعملوا صيغة المصدر: فعَالَـة، في مثل: (الشـراكة) بمعنى الاشتراك. واستعملوا صيغة المصدر ( التصحّر)، وكذلك المصدر: ( إفشـال).
المصادر المعرّبة: ستذكر تحت عنوان : ( المعرّب ) من هذا البحث.
ب - جمع المصدر:
كثر استعمال المصادر المجموعة عند المعاصرين . وقد ذهب النحاة إلى أن المصادر التى لا يقصد بها بيان العدد أو النوع لا تثنى ولا تجمع ، بخلاف المصادر الدالة على العدد : فقد أجمعوا على جواز تثنيتها وجمعها .
أما المصدر الدال على النوع فقد اختلفوا فيه . واتخذ مجمع اللغة العربية قرارا بجوازه.
والمصادر التى استخدمها المعاصرون منها ما يتفق فى معناه مع المعنى بالمعاجم ، ومنها ما يختلف فى معناه الحديث عن المعنى المعجمي ، وستذكر فى موضعها من البحث .
ومن المصادر المجموعة عند المعاصرين ما كان جمعه يفيد الدلالة على العدد ، ومنها ما يدل على اختلاف أنواعه ، كما أن منها مالا يندرج تحت أحد هذين النوعين .
ومن المصادر المجموعة الشائعة عند المعاصرين ، التي اتفق النحاة على حق تثنيتها وجمعها ؛ نظرا لدلالة الجمع فيها على العدد ، ما لم يورده المعجمان الأساسي والوسيط مثل: التعديـات، المواجهـات. ومنها ما أورده المعجم الأساسي ولم يرد في المعجم الوسيط، مثل: إجـراءات ، تخفيضـات ، تداعيـات- بمعنى: تواترات أو استدعاءات- الاقترابـات ، توجيهـات.
ومن المصادر المجموعة عند المعاصرين ما يدل الجمع فيها على اختلاف الأنواع. ومنها ما لم يرد بصيغة الجمع بالمعجمين، مثل: تجلّيـات، التحيـزات، تنويعـات، توجهات.
ومنها ما ورد بأحد المعجمين المعتمدين فحسب مثل: التحديـات، فعـاليـات،النجـاحـات.
ومن المصادر التي تستعمل عند المعاصرين بصيغة الجمع ما لا يندرج تحت المصادر الدالة على النوع أو العدد ، مثل : تخصيصـات- بمعنى الميزانية المخصصة - تمـديـدات.
جـ - المصدر الصناعي :
أجاز مجمع اللغة العربية قياسية المصدر الصناعي.
وقد وردت المصادر الصناعية المستحدثة عند المعاصرين مفردة ومجموعة.
فالمفردة مثل: آلية - محدودية - المحسـوبية - احتفالية - دافعية - المـرجعيـة- تراكمية - الشرعية - الشفافية - إشكاليـة - مصـداقيـة - الصـلاحيـة – المعجمية - العقلانية - المستقبلية - المقبولية - استقلالية - الإلغائية - الإنتاجية - التنافسية - هيكلية - التوافيقية - الاتكالية.
II المصدر الصناعي المجموع :
من المصادر الصناعية المجموعة على ألسنة المعاصرين: آليات - جدليات - المحليات - أخلاقيات - سلوكيات - فعاليات - عنديات.
وقد ورد المصدر الصناعي من كلمة مجموعة جمع تأنيث، هي: المعلوماتية، كما جمع هذا المصدر فى: المعلوماتيات.
ويُلحظ أن عدداً من المصادر الصناعية المذكورة يدخل في إطار المصطلحات العلمية ـ ولها قوانينها الخاصة ـ كما أن منها ما يندرج تحت الاستعمالات العامة، ومع ذلك فجميعها استعمالات حديثة.
د- المصدر المستعمل على غير قياس
من المصادر التى استعملت حديثا بصيغة غير مسبوقة للمصدر من قبل كلمة ( التركيبة) في مثل: ( التركيبة السكانية).
ولايوجد المصدر بهذه الصيغة فى كل من المعجمين الوسيط والأساسي.
والصيغة على هذا النحو هى اسم مرة، وليس المقصود من استعمال هذا المصدر الدلالة على المرة.
( 3 ) النسـب :
شاع فى العربية المعاصرة النسب على غير قياس إلى بعض الكلمات ، كما فى النسـب إلى بنية ، وحياة، ودولة، وسلطة، وتنمية، ونهضة ، فيقال: بنيوى، وحياتى، ودولتى، وسلطوى، وتنموى ، ونهضوى . كما شاع النسب إلى بعض الأسماء المنتهية بألف التأنيث الممدودة ، فى مثل: عشوائي .
ويلحظ فى هذه الكلمات أنها تنقسم إلى ثلاثة أنواع هى :
1- ما ينتهي بتاء التأنيث ، مثل : بنية ودولة وسلطة ونهضة .
2- ما يأتي قبل تاء تأنيثه ياء رابعة منقلبة عن أصل ، هو الواو فى كلمة تنمية .
1- ما ينتهى بألف التأنيث الممدودة .
والقياس فى النوع الأول يكون بحذف تاء التأنيث ، وكسر ما قبلها، وإلحاق ياء النسب بآخر الاسم. أما النوع الثانى فيجوز فى النسب إليه وجهان : تنمِىّ ، بحذف الياء ، وهو الأرجح ، وتنمَوِيّ ، بقلب الياء واوا ، وفتح ما قبلها . والنوع الثالث قياسه : عشواوي.
النسب إلى الجمع :
يشيع فى الاستعمال المعاصر النسب إلى جمع التكسير، فى كلمة ( وثائقي ).
والأصل هنا النسب إلى المفرد : ( وثيقة ) ، بحذف تاء التأنيث ، وإضافة ياء النسبة المشددة ، فيكون الاسم المنسوب : وثيقي.
وقد أجاز مجمع اللغة العربية حذف الياء وإثباتها فى النسب إلى فعيل ، بفتح الفاء وضمها.
وعلى هذا يمكن أن يقال : وَثيقي ، وأيضا وَثـَقي . أما النسب إلى الجمع على النحو السابق فلم يعرف عند القدماء.
( 4 ) : أبنية صرفية مختلفة :
استحدثت فى الاستعمال المعاصر أبنية جديدة من بعض الأفعال ، كما ظهرت أبنية استخدمت بمعان مختلفة عن المعنى الحديث، مثل الكلمات: المتعولمون ، والمردود ، والمهمشون ، ومخرجات ، والمَبْوَلَة ، ومطبَّات.
أ - اسـم الفاعـل :
من الفعل تعولم، في كلمة المتعولم.
ووزن( تَفَوْعَلَ) مطاوع( فَوْعَلَ)، وهو من الأوزان العربية المعروفة للملحق بالرباعي.
ب - اسـم المفعـول :
كثر استعمال اسم المفعول عند المعاصرين بمعنى مغاير عن المعنى المذكور بالمعاجم، ومنه
ما جاء من الفـعـل الثـلاثى، مثل ( المردود )، ومنه أيضا ما كان من الفعل المزيد ، مثل
كلمتي : ( المهمَّشون) و ( مُخْرَجات ).
جـ - اسـم المكـان واسـم الآلـة :
1- مَبْــوَلَة :
يشيع استخدام كلمة ( مَبْوَلَة ) للدلالة على المكان المخصص لكي يبول فيه الشخص خارج المنزل ، وأيضا للدلالة على الوعاء الذى يبول فيه المريض حين يلازم الفراش .
وهى صـيغة اسم مكان أو اسم آلة ، فعلها ثلاثي أجوف، هو : ( بال )، ووزنها القياسي حين يقصد بها المكان : ( مَفْعَلَة ) بفتح الميم وفتح العين ، وحين يقصد بها الآلة يكون وزنها القياسي هو : ( مِفْعَلة ) بكسر الميم وفتح العين.
ولم ترد هذه الكلمة بالمعاجم لأى من المعنيين المعاصرين.
وقياسية اسم المكان فى هذا الفعل هو مَبَالَة .
ونلحظ هنا أن الكلمة لم يحدث بها إعلال بنقل حركة الواو ( الفتحة ) إلى الباء؛ وذلك لعدم استثقال الكلمة على هذا النحو كما فى مثل الفعلين: استَجْوَبَ، واستصْوَبَ .
وعند استخدام هذه الكلمة اسما للآلة ، تكون الصيغة قد تغيرت عند المحدثين فأصبحت على وزن ( مَفْعَلَة ) بفتح الميم ، بدلا من ( مِفْعَلة ) بكسرها ، وهذا تغير فى استعمال هذه الصيغة عند المعاصرين.
3- مَطَبَّــات :
ترد فى الاستعمال المعاصر بمعنى حُفَر أو أماكن غير مستوية يمكن أن يهبط فيها المرء أثناء سيره أو الطائرة أثناء تحليقها.
وكلمة ( مَطَبّ ) اسم مكان على وزن ( مَفْعَل ) ، من الفعل طَبَّ . ولم ترد هذه الكلمة بهذا المعنى بكل من تاج العروس ولسان العرب والمعجم الوسيط والمعجم الأساسي.
( 5 ) - المعــرَّب :
أقر مجمع اللغة العربية التعريب. ومن الكلمات المعرَّبة التى استعملها المعاصرون كلمات معرّبة، مثل: أيديـولوجيـا ، وقد ورد منها المصدر: تأدلج، كما اشتقت منها صيغة اسم المفعول: مؤدلج- بيروقـراطيـة - تكنولـوجيـا- كَـَـوادِر- التكـويـد- الميكنـة- تمليــر ( الفعل من المليار)- ملايينيـر ( جمع مليونير).
ثانيـا : التغير في الاستعمـال
نلحظ فى العربية المعاصرة تغيرا فى استعمال الأفعال التالية :
1- أكّــد:
وهو فعل لا يتعدى إلا بنفسه فى المعاجم العربية ، على حين يتعدى بنفسه وبحرف الجر فى الاستخدام المعاصر، فيقال : ( أكّد فلان الخبرَ )، و(أكّـد على ضرورة الاهتـمام بالتعليم ).
2- التقــى :
هذا الفعل يتعدى بنفسه فى المعاجم . ونلحظ أنه يتعدى بنفسه ، فى الاستعمال السعودي والكويتي والشامي للغة العربية ، ويتعدى بكل من حرف الجـر ( الباء) والظرف ( مع) ، فى الاستعمال المصري المعاصر.
3- رَكّـزَ (*) ( على - فى ) :
الاختلاف فى الاستعمال المعاصر فى هذا الفعل إنما انحصر فى استعماله متعديا بحرفي الجر: ( على) و ( فى) ، فضلا عن تعدّيه بنفسه .
ولم يرد الفعل إلا متعديا بنفسه فى كل من المعجمين الوسيط والأساسى .
4- تعــرّف(*)( على ) :
هذا الفعل يتعدى بنفسه، كما يتعدى بوساطة حرف الجر ( إلى) فى المعجمين الوسيط والأساسي . أما تعدي الفعل ( تعرّف ) بحرف الجر (على ) فاستعمال معاصر، لم يذكر فى المعاجم .
ثالثـا : التغير في دلالة الكلمة
من أنواع التغير الذي حدث في اللغة العربية المعاصرة تغير دلالة بعض الكلمات ، مثل:
اسـتبانة : وتعني أسئلة موضوعة لقياس دراسة معينة، مُخْرَجات : بمعنى : ناتج أو عائد أو مستخلصات، و( مقلب) في مثل: مقلب قمامة، و(القناعة) بمعنى: الاقتناع، و(استنزال) بمعنى: اقتطاع أو إنقاص، و(منظومة) بمعنى نظام متكامل، و(هيكلة) بمعنى عمل هيكل، و(توأمة) بمعنى إيجاد صلة وثيقة، و(التواجد) بمعنى الوجود.
****************
خاتمة
بهذا يكون البحث قد رصد بعض مظاهر التغير فى الاستعمال المعاصر للصيغ الصرفية العربية ، وبحث كيف تعامل معها المعجمان اللذان ارتضتهما الباحثة ممثلين عن المعاجم العربية الحديثة ، كما وضَّح موقف مجمع اللغة العربية من الكلمات والصيغ التى طرحت على بساط البحث فيه ، فيكون البحث قد حقق أهدافه الثلاثة الأولى . ويبقى الهدف الرابع : تعرّف المشكلات المعجمية للاستعمال المعاصر للصيغ الصرفية العربية .
وقد لحظنا عند دراستنا للتغير فى بنية الكلمة ، ثم فى استعمالها ، وفى دلالتها - أن المعجم العربي الأساسي سجل معظم الكلمات المستحدثة ، على حين وقف المعجم الوسيط وقفة حذرة منها ، فلم يسجل إلا ما بحثه المجمع ، ووافق عليه . وتسجيل المعجم الأساسي للاستخدام المعاصر للكلمات هو رصد للواقع اللغوى المعاصر، وهى ميزة تحسب للمعجم العربي الأساسي . ولكن علينا أن ننظر إلى الأمر من زاوية أخرى .. فهذه الكلمات حصلت على شرعية الاستعمال ، دون أن تحصل على شرعية الدخول فى المعجم .
ولو نظرنا إلى كيفية تعامل المعاجم مع الكلمات والاستعمالات المعاصرة نظرة شاملة فسنجد أمامنا اتجاهين فى التعامل : أحدهما يرد الاستعمال المعاصر إلى القديم ، ثم يحكم بتخطئته، ما لم يكن له أصل عند القدماء . والثانى يغض الطرف عن القديم ، ويسجل الكلمات والاستعمالات المعاصرة دون أن تكتسب الحق الشرعي فى الدخول فى المعجم . وبين هذا الموقف وذاك نجد أنفسنا أمام كمٍّ هائل من الكلمات والصيغ المستحدثة والاستعمالات المعاصرة التى تتداولها الأقلام ، وتنتشر عن طريق وسائل الإعلام. ولا تستطيع المجامع العربية ملاحقتها بالدراسة ، فتستسيغها الآذان مع كثرة التكرار .
ومن هنـا ترى الباحثة أن يكون هناك سرعة استجابة من المجمع المصري والمجامع العربية، بحيث تشكل لجنتان إحداهما لمراجعة الصحف أسبوعيا ، والأخرى لمراجعة الكتب الأدبية ، وتقوم اللجنتان برصد الكلمات والتعبيرات المستجدة ، ثم تعرض على اللجان ثم المجالس لإقرارها - إن كانت ترتكز على أساس لغوي صحيح - أو لإيجاد بديل مناسب لها . ثم توزع هذه القرارات على وسائل الإعلام المختلفة : فلابد من وصل المجامع بوسائل الإعلام ؛ كى يتحقق لقراراتها التداول والشيوع ، عن طريق تكرار الكلمة الصحيحة .
ولما كان مجمع اللغة العربية قد أجاز القياس فى مسائل لغوية كثيرة ، فمن الضروري أن تطبع قرارات المجمع الخاصة بأصول اللغة ، ولاسيما القرارات الخاصة بالقياس ، وكذلك القرارات الخاصة بالألفاظ والأساليب ، فى كتيبات تحتوي على القرارات فقط ، دون البحوث المتصلة بها. وتوزع هذه الكتيبات على وسائل الإعلام المختلفة للعمل بها عند الحاجة .
ولابد لنا من البحث عن آفاق جديدة للمعجم تلاحق فيها الاستعمالات المعاصرة .
ونبدأ بتحديد المادة التى يمكن أن تحصل على شرعية الدخول فى المعجم . وهى مادة لابد أن تضم لغة الصحافة المعاصرة ، إلى جانب الإبداع الأدبى للكتاب .
كما أن من الواجب وضع أسس وشروط للمادة التى يسمح بتسجيلها فى المعجم ، فأمامنا من الكلمات ما هو معرّب ، ودخيل ، وموّلد ، ومحدث ، ومجمعىّ، وليس من الطبيعي أن يفتح الباب على مصراعيه لكل هذه الأنواع لتسجيلها فى المعاجم . والمعرَّب أمره يسير ، فقد اكتسب شرعية الدخول فى المعاجم القديمة ، وصار من بنية اللغة العربية . كما أن المولّد يمكن أن يسير على هذا النهج ، فقد اكتسب شرعيته باستعمال كلماته بين العرب ، وإن كانت بمعنى مغاير لمعناها فى الاستعمال الحديث . والألفاظ المجمعية ألفاظ بحثت فى مجالس المجمع ومؤتمراته ، وقيست على كلام العرب ، أو وجد لها سند من كلام العرب ، فأقرها المجمع .
أما الدخيل والمحدث فيجب أن توضع لكل منهما الضوابط قبل السماح لهما بالتسجيل فى المعجم العربى . ومن الطبيعى أن يسمح للكلمات المحدثة التى تسير على الأقيسة العربية بالدخول فى المعجم ، أما الكلمات المحدثة التى لا تسير على نمط الكلمة العربية فيجب أن تتـواكب دراسة الكلمة وإقرارها ـ أو وضع كلمة بديلة لها ـ مع سرعة انتشار الكـلمة بين وسائل الإعلام ؛ حتى تحل الكلمة الصحيحة بتكرارها - وألفة الناس لها بسبب هذا التكرار- محل الكلمة المحدثة غير الجارية على الأنماط العربية .
وعلينا ألا ننسى أن كثيرا من هذه الصيغ المعاصرة قد اكتسبت معانيها المستحدثة عن طريق التراكيب العبارية التي شكلت جزءا منها . وبعضها كان يستعمل قديما بمعنى مختلف عن معناه في التراكيب المعاصرة ، فالجديد في هذه الحالة مرتبط بالعبارة لا بالكلمة في ذاتها ، ولا بجذر الكلمة الذي يحدد المعنى المعجمي . وهذا يطرح أهمية إدماج هذه الاستعمالات في المعاجم المعاصرة ، بإصدار معاجم خاصة بالتراكيب العبارية ، تدرس فيها الكلمات والصيغ في إطار العبارات التي تستعمل فيها ، فتمكننا من الضبط الدقيق لمعنى الكلمة داخل السياق التركيبي الذي تستعمل فيه . والأمر بين يدى عـلماء المعجمية العربية والمهتمين بها . فلعلنا نصل إلى صيغة واضحة محددة ، تحل لنا هذا المشكل الذى يباعد بين لغتنا المعاصرة ومعجمنا العربى .
**********************
( المرجع : بحوث في العربية المعاصرة - تأليف د. وفاء كامل- عالم الكتب - القاهرة 2003 )
د. وفاء كامل فايد
مشكلة البحث :
نلحظ فى الاستعمال المعاصر لعدد من الصيغ الصرفية ، كالأفعال والمصادر ، اختلافا عما هو مرصود بالمعاجم العربية . وقد يقع هذا الاختلاف فى البنية اللغوية ، أو الاستعمال كالتعدي واللزوم مثلا ، أو يكون اختلافا فى دلالة هذه الصيغ الصرفية . وهذا يستلزم إلقاء الضوء على هذه الظاهرة ، ثم رصدها وتحليلها .
أهداف البحث :
1- رصد مظاهر التغير فى الاستعمال المعاصر للصيغ الصرفية العربية .
2- تلمّس موقف المعجم العربي من الكلمات التى حدث لها تغير فى الاستعمال المعاصر، وتبيّن هل أتيح للاستخدام الجديد شرعية الدخول فى المعجم أم لا .
3- بحث موقف مجمع اللغة العربية بالقاهرة من الكلمات والصيغ المستحدثة .
4- تعرّف المشكلات المعجمية للاستعمال المعاصر للصيغ الصرفية العربية ، ومحاولة البحث عن آفاق جديدة للمعجم تلاحق فيها الاستعمالات الحالية .
مـادة البحث :
حاولت الباحثة الحصول على عينة جيدة التمثيل للاستخدام المعاصر ، فعنيت برصد لغة الصحافة من خلال جريدة ( الأهرام ) اليومية المصرية ، وبها مقالات لكتاب غير مصريين ، من لبنان والمغرب ، وأضافت إليها أعدادا من مجلات (عالم الفكر) ، و(المجلة العربية للعلوم الإنسانية) ، وعددا من ( أخبار الهيئة ) ، خاصا بمؤتمر ( التعليم التطبيقي المستمر ) ، تضمن ملخصات لبحوث هذا المؤتمر ، بالإضافة إلى بعض إصدارات جمعية المعجمية العربية في تونس ، وكتاب ( اللغة العربية والحاسوب ) ؛ لتعكس نماذج من الاستعمال المعاصر للغة البحوث الخاصة بالعلوم الإنسانية .
خطـوات البحث :
عرضت الباحثة المادة المجموعة فى العينة على معجمين رئيسين حديثين سجلا الألفاظ المحدثة؛ لتقارن بين المعنى والاستعمال فى كل من العينة والمعجمين ، وهما : المعجم الوسيط والمعجم العربى الأساسي. واستبعدت الباحثة من المادة ما سجل في المعجمين على اعتبار أنه - بدخوله فيهما- أصبح له من الشيوع ما يبعده عن أن يُعَدَّ من الكلمات المحدثة موضع البحث. ثم رصدت المادة المتبقية من العينة - وهى التى لم تشرح بالمعجمين السابقين، أو التى دخلت فى أحدهما دون الآخر- لتشكّل مادة الدراسة .
وصنفت الباحثة هذه الكلمات ، ودرستها من أكثر من زاوية هى :
أولا : التغير فى بنية الكلمة :
1- الأفعال :
2- المصادر : وقسمتها إلى : - مصادر مفردة .
- مصادر مجموعة .
- المصدر الصناعي مفردا .
- المصدر الصناعي مجموعا .
- المصدر الصناعي المجموع من كلمة مجموعة .
- المصدر غير القياسي .
3- الكلمات المنسوبة .
4- اسم المكان واسم الآلة .
5- المعرَّب .
ثانيا : التغير فى استعمال الكلمة :
وتناولت فيه الأفعال التى تغيرت فى الاستعمال المعاصر ، سواء أكان التغير من التعدى إلى اللزوم ، أو بتغيّر فى حرف الجر الذى تتعدى بواسطته .
ثالثا : التغير فى دلالة الكلمة :
وذكرت فيه الكلمات التى حدث لها تغيّر فى معناها عند المعاصرين .
أولا : الاختلاف فى بنية الكلمة :
( 1 ) - الأفعال :
أ - صيغة ( استفعل ) :
1- اسْتَـقْـطَبَ :
من الاستخدامات المعاصرة صيغة (استفعل) من الفعل ( قطب ) فى مثل تُستقطب الكفاءات) .
وقد ورد الفعل المجرد( قطب) متعديا في كل من اللسان والمعجم الوسيط بمعنى(جمع). ولم ترد الصيغة (استفعل) منه في اللسان، ووردت بمعنى آخر في المعجم الوسيط.
والاستعمال الحديث للصيغة يلمح فيه إمكان اندراجه فى إطار قرار المجمع بشأن قياسية صيغة ( استفعل ) للاتخاذ والجعل .
ب - صيغة ( فَاعَلَ ) :
2- ( هاتَفَ ) :
تستخدم حديثا الصيغة ( فَاعَلَ) متعدية من الفعل هَتَفَ، يقال: هاتَفَهُ بمعنى : حادثه هاتفيا.
جـ - صيغة ( تَفَاعَلَ ) :
3- ( تَنامَى ) :
تستخدم الصيغة تَفَاعَلَ من الفعل : ( نما ) عند المعاصرين ، فيقال : تَنَامَى الشيء ، بمعنى تزايد . كما يستخدم اسم الفاعل من هذه الصيغة فيقال : " المد المتنامي " .
وقد جـاء بقـرارات المجمع أن صيغة ( تَفَاعَلَ ) قياسية للفعل المطاوع الذى ورد على وزن ( فَاعَلَ ) . ولا ينطبق هذا القرار على الفعل تنامى ؛ إذ لم يُعْرف الفعل ( نَامَاهُ ) فى العربية المعاصرة .
4- ( تَماشَى ) :
استخدمت الصيغة ( تَفَاعَلَ ) من الفعل : ( مشى ) ، بمعنى : تناسب أو تواءم وتَوافَق وتمشّى . وقد انفرد المعجم الوسيط بذكرها خلافا للمعجمين الأساسي واللسان، ولكنه أوردها بمعنى آخر غير المعنى المعاصر.
وصيغة : ( تَـفاعَـلَ ) هنا هى الصيغة القياسية لمطاوعة الصيغة : ( فَـاعَـلَ ) ، ولكنها لا تستخدم لهذا المعنى في الاستعمال المعاصر .
د ـ صيغة ( أفعَـلَ ) :
5- ( أفشَـلَ ) :
من مظاهر التغير في البنية الصرفية تعدية الفعل ( فشل) بالهمزة. ولم ترد الصيغة (أفـعـَلَ) من الجذر ( ف ش ل ) بكل من المعجمين الوسيط والأساسي .
وقد أصدر مجمع اللغة العربية قرارا بقياسية تعدية الفعل الثلاثي بالهمزة.
( 2 ) - المصادر :
أ - المصدر بصيغة الإفراد :
من التغير اللغوى فى العربية المعاصرة استخدام بعض صيغ المصادر بمعنى لم يستعمل من قبل ، مثل :
1- ( استبيان ) :
بمعنى: استطلاع المعلومات وفقا لصيغة معينة. وقد ورد هذا المعنى في المعجم الأساسي، ولم يرد في الوسيط .
وصيغة هذا المصدر ينكرها الصرفيون ؛ ففي هذا الفعل (استبْيَن)- وما ماثله - ينقلون حركة حرف العلة : الياء ، وهي الفتحة، إلى الحرف الصحيح الساكن قبله، فتصير الصيغة هي : استبان ، ومصدرها : ( استبانة ).
وقد أقر المجمع جواز استخدام هذا المصدر .
2- ( الاسـتقواء ) :
ترد عند الكتاب اللبنانيين المعاصرين بمعنى: إظهار القوة .
ولم يرد الفعل ( استقوى)، أو المصدر: ( استقواء ) فى كل من المعجمين الوسيط والأساسي. وصيغة استفعل هنا قياسية للاتخاذ والجعل.
3- الاستنسـاخ ) :
بمعنى استخلاص خلية حية ومعالجتها لإنتاج نسخة أخرى من كائن حي. وهو على صيغة (استفعل) من الفعل: نسخ ، ويمكن أن يكون أقرب معنى له هو الاتخاذ والجعل ، أى اتخذ نسخة .
وقد ورد الفعل ( استنسخ ) في القرآن الكريم " إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون" : الجاثية، الآية29 ، بمعنى : نستكتب الملائكة أعمالكم المنتخب- ص 778). وأشار المعجمان الوسيط والأساسى إلى أن معنى الفعل (استنسخ) هو طلب النسخ .
وقد عرف هذا المصدر بالمعنى الحديث بعد صدور المعجمين الأساسي والوسيط ، ومن هنا كان من غير الطبيعي أو المتوقع أن يرد هذا المعنى الحديث في أى من المعجمين .
4- ( الاسـتنسـال ):
مصدر حديث شاع فى المغرب العربى على صيغة ( الاستنساخ ) ، وبمعناه .
ولم يرد هذا المصدر بكل من لسان العرب والمعجم الوسيط والمعجم الأساسي ؛ نظرا لحداثة استعماله .
ويمكن أن يلمح فى معنى المصدر : طلب النسل . غير أن اللفظ المشرقي أقرب- في رأيي- للمعنى؛ لأنه إيجاد للمثيل وليس للنسل .
5- مصدر الفعل( فعَّل):
استعمل المعاصرون هذا المصدر في كلمات: (التحديث)، و(التدوير) ـ بمعنى المعالجة ـ و(التطبيع)، و(التـفعـيل) بمعنى (تـقوية العمل)، و( التمـشيط ) أى: ( التفتيش بدقة )، و(التهميش) بمعنى جعل الشيء هامشياً.
6- المصادر غير القياسية:
استعمل المعاصرون بعض المصادر على غير قياس، منها: ( الخصخصة) و( فَسـفسـة) بمعنى: التفتيت ، و(عسـكرة) للتعبير عن زيادة القدرة العسكرية، و( العصـرنة) بمعنى التحديث أو جعل الشيء معاصرا، و( الهيكلـة) بمعنى عمل هـيـكل، و( الخوصصة)، و(العولمـة)، و(القولبـة)، بمعنى: عمل قالب.
كما استعملوا صيغة المصدر: فعَالَـة، في مثل: (الشـراكة) بمعنى الاشتراك. واستعملوا صيغة المصدر ( التصحّر)، وكذلك المصدر: ( إفشـال).
المصادر المعرّبة: ستذكر تحت عنوان : ( المعرّب ) من هذا البحث.
ب - جمع المصدر:
كثر استعمال المصادر المجموعة عند المعاصرين . وقد ذهب النحاة إلى أن المصادر التى لا يقصد بها بيان العدد أو النوع لا تثنى ولا تجمع ، بخلاف المصادر الدالة على العدد : فقد أجمعوا على جواز تثنيتها وجمعها .
أما المصدر الدال على النوع فقد اختلفوا فيه . واتخذ مجمع اللغة العربية قرارا بجوازه.
والمصادر التى استخدمها المعاصرون منها ما يتفق فى معناه مع المعنى بالمعاجم ، ومنها ما يختلف فى معناه الحديث عن المعنى المعجمي ، وستذكر فى موضعها من البحث .
ومن المصادر المجموعة عند المعاصرين ما كان جمعه يفيد الدلالة على العدد ، ومنها ما يدل على اختلاف أنواعه ، كما أن منها مالا يندرج تحت أحد هذين النوعين .
ومن المصادر المجموعة الشائعة عند المعاصرين ، التي اتفق النحاة على حق تثنيتها وجمعها ؛ نظرا لدلالة الجمع فيها على العدد ، ما لم يورده المعجمان الأساسي والوسيط مثل: التعديـات، المواجهـات. ومنها ما أورده المعجم الأساسي ولم يرد في المعجم الوسيط، مثل: إجـراءات ، تخفيضـات ، تداعيـات- بمعنى: تواترات أو استدعاءات- الاقترابـات ، توجيهـات.
ومن المصادر المجموعة عند المعاصرين ما يدل الجمع فيها على اختلاف الأنواع. ومنها ما لم يرد بصيغة الجمع بالمعجمين، مثل: تجلّيـات، التحيـزات، تنويعـات، توجهات.
ومنها ما ورد بأحد المعجمين المعتمدين فحسب مثل: التحديـات، فعـاليـات،النجـاحـات.
ومن المصادر التي تستعمل عند المعاصرين بصيغة الجمع ما لا يندرج تحت المصادر الدالة على النوع أو العدد ، مثل : تخصيصـات- بمعنى الميزانية المخصصة - تمـديـدات.
جـ - المصدر الصناعي :
أجاز مجمع اللغة العربية قياسية المصدر الصناعي.
وقد وردت المصادر الصناعية المستحدثة عند المعاصرين مفردة ومجموعة.
فالمفردة مثل: آلية - محدودية - المحسـوبية - احتفالية - دافعية - المـرجعيـة- تراكمية - الشرعية - الشفافية - إشكاليـة - مصـداقيـة - الصـلاحيـة – المعجمية - العقلانية - المستقبلية - المقبولية - استقلالية - الإلغائية - الإنتاجية - التنافسية - هيكلية - التوافيقية - الاتكالية.
II المصدر الصناعي المجموع :
من المصادر الصناعية المجموعة على ألسنة المعاصرين: آليات - جدليات - المحليات - أخلاقيات - سلوكيات - فعاليات - عنديات.
وقد ورد المصدر الصناعي من كلمة مجموعة جمع تأنيث، هي: المعلوماتية، كما جمع هذا المصدر فى: المعلوماتيات.
ويُلحظ أن عدداً من المصادر الصناعية المذكورة يدخل في إطار المصطلحات العلمية ـ ولها قوانينها الخاصة ـ كما أن منها ما يندرج تحت الاستعمالات العامة، ومع ذلك فجميعها استعمالات حديثة.
د- المصدر المستعمل على غير قياس
من المصادر التى استعملت حديثا بصيغة غير مسبوقة للمصدر من قبل كلمة ( التركيبة) في مثل: ( التركيبة السكانية).
ولايوجد المصدر بهذه الصيغة فى كل من المعجمين الوسيط والأساسي.
والصيغة على هذا النحو هى اسم مرة، وليس المقصود من استعمال هذا المصدر الدلالة على المرة.
( 3 ) النسـب :
شاع فى العربية المعاصرة النسب على غير قياس إلى بعض الكلمات ، كما فى النسـب إلى بنية ، وحياة، ودولة، وسلطة، وتنمية، ونهضة ، فيقال: بنيوى، وحياتى، ودولتى، وسلطوى، وتنموى ، ونهضوى . كما شاع النسب إلى بعض الأسماء المنتهية بألف التأنيث الممدودة ، فى مثل: عشوائي .
ويلحظ فى هذه الكلمات أنها تنقسم إلى ثلاثة أنواع هى :
1- ما ينتهي بتاء التأنيث ، مثل : بنية ودولة وسلطة ونهضة .
2- ما يأتي قبل تاء تأنيثه ياء رابعة منقلبة عن أصل ، هو الواو فى كلمة تنمية .
1- ما ينتهى بألف التأنيث الممدودة .
والقياس فى النوع الأول يكون بحذف تاء التأنيث ، وكسر ما قبلها، وإلحاق ياء النسب بآخر الاسم. أما النوع الثانى فيجوز فى النسب إليه وجهان : تنمِىّ ، بحذف الياء ، وهو الأرجح ، وتنمَوِيّ ، بقلب الياء واوا ، وفتح ما قبلها . والنوع الثالث قياسه : عشواوي.
النسب إلى الجمع :
يشيع فى الاستعمال المعاصر النسب إلى جمع التكسير، فى كلمة ( وثائقي ).
والأصل هنا النسب إلى المفرد : ( وثيقة ) ، بحذف تاء التأنيث ، وإضافة ياء النسبة المشددة ، فيكون الاسم المنسوب : وثيقي.
وقد أجاز مجمع اللغة العربية حذف الياء وإثباتها فى النسب إلى فعيل ، بفتح الفاء وضمها.
وعلى هذا يمكن أن يقال : وَثيقي ، وأيضا وَثـَقي . أما النسب إلى الجمع على النحو السابق فلم يعرف عند القدماء.
( 4 ) : أبنية صرفية مختلفة :
استحدثت فى الاستعمال المعاصر أبنية جديدة من بعض الأفعال ، كما ظهرت أبنية استخدمت بمعان مختلفة عن المعنى الحديث، مثل الكلمات: المتعولمون ، والمردود ، والمهمشون ، ومخرجات ، والمَبْوَلَة ، ومطبَّات.
أ - اسـم الفاعـل :
من الفعل تعولم، في كلمة المتعولم.
ووزن( تَفَوْعَلَ) مطاوع( فَوْعَلَ)، وهو من الأوزان العربية المعروفة للملحق بالرباعي.
ب - اسـم المفعـول :
كثر استعمال اسم المفعول عند المعاصرين بمعنى مغاير عن المعنى المذكور بالمعاجم، ومنه
ما جاء من الفـعـل الثـلاثى، مثل ( المردود )، ومنه أيضا ما كان من الفعل المزيد ، مثل
كلمتي : ( المهمَّشون) و ( مُخْرَجات ).
جـ - اسـم المكـان واسـم الآلـة :
1- مَبْــوَلَة :
يشيع استخدام كلمة ( مَبْوَلَة ) للدلالة على المكان المخصص لكي يبول فيه الشخص خارج المنزل ، وأيضا للدلالة على الوعاء الذى يبول فيه المريض حين يلازم الفراش .
وهى صـيغة اسم مكان أو اسم آلة ، فعلها ثلاثي أجوف، هو : ( بال )، ووزنها القياسي حين يقصد بها المكان : ( مَفْعَلَة ) بفتح الميم وفتح العين ، وحين يقصد بها الآلة يكون وزنها القياسي هو : ( مِفْعَلة ) بكسر الميم وفتح العين.
ولم ترد هذه الكلمة بالمعاجم لأى من المعنيين المعاصرين.
وقياسية اسم المكان فى هذا الفعل هو مَبَالَة .
ونلحظ هنا أن الكلمة لم يحدث بها إعلال بنقل حركة الواو ( الفتحة ) إلى الباء؛ وذلك لعدم استثقال الكلمة على هذا النحو كما فى مثل الفعلين: استَجْوَبَ، واستصْوَبَ .
وعند استخدام هذه الكلمة اسما للآلة ، تكون الصيغة قد تغيرت عند المحدثين فأصبحت على وزن ( مَفْعَلَة ) بفتح الميم ، بدلا من ( مِفْعَلة ) بكسرها ، وهذا تغير فى استعمال هذه الصيغة عند المعاصرين.
3- مَطَبَّــات :
ترد فى الاستعمال المعاصر بمعنى حُفَر أو أماكن غير مستوية يمكن أن يهبط فيها المرء أثناء سيره أو الطائرة أثناء تحليقها.
وكلمة ( مَطَبّ ) اسم مكان على وزن ( مَفْعَل ) ، من الفعل طَبَّ . ولم ترد هذه الكلمة بهذا المعنى بكل من تاج العروس ولسان العرب والمعجم الوسيط والمعجم الأساسي.
( 5 ) - المعــرَّب :
أقر مجمع اللغة العربية التعريب. ومن الكلمات المعرَّبة التى استعملها المعاصرون كلمات معرّبة، مثل: أيديـولوجيـا ، وقد ورد منها المصدر: تأدلج، كما اشتقت منها صيغة اسم المفعول: مؤدلج- بيروقـراطيـة - تكنولـوجيـا- كَـَـوادِر- التكـويـد- الميكنـة- تمليــر ( الفعل من المليار)- ملايينيـر ( جمع مليونير).
ثانيـا : التغير في الاستعمـال
نلحظ فى العربية المعاصرة تغيرا فى استعمال الأفعال التالية :
1- أكّــد:
وهو فعل لا يتعدى إلا بنفسه فى المعاجم العربية ، على حين يتعدى بنفسه وبحرف الجر فى الاستخدام المعاصر، فيقال : ( أكّد فلان الخبرَ )، و(أكّـد على ضرورة الاهتـمام بالتعليم ).
2- التقــى :
هذا الفعل يتعدى بنفسه فى المعاجم . ونلحظ أنه يتعدى بنفسه ، فى الاستعمال السعودي والكويتي والشامي للغة العربية ، ويتعدى بكل من حرف الجـر ( الباء) والظرف ( مع) ، فى الاستعمال المصري المعاصر.
3- رَكّـزَ (*) ( على - فى ) :
الاختلاف فى الاستعمال المعاصر فى هذا الفعل إنما انحصر فى استعماله متعديا بحرفي الجر: ( على) و ( فى) ، فضلا عن تعدّيه بنفسه .
ولم يرد الفعل إلا متعديا بنفسه فى كل من المعجمين الوسيط والأساسى .
4- تعــرّف(*)( على ) :
هذا الفعل يتعدى بنفسه، كما يتعدى بوساطة حرف الجر ( إلى) فى المعجمين الوسيط والأساسي . أما تعدي الفعل ( تعرّف ) بحرف الجر (على ) فاستعمال معاصر، لم يذكر فى المعاجم .
ثالثـا : التغير في دلالة الكلمة
من أنواع التغير الذي حدث في اللغة العربية المعاصرة تغير دلالة بعض الكلمات ، مثل:
اسـتبانة : وتعني أسئلة موضوعة لقياس دراسة معينة، مُخْرَجات : بمعنى : ناتج أو عائد أو مستخلصات، و( مقلب) في مثل: مقلب قمامة، و(القناعة) بمعنى: الاقتناع، و(استنزال) بمعنى: اقتطاع أو إنقاص، و(منظومة) بمعنى نظام متكامل، و(هيكلة) بمعنى عمل هيكل، و(توأمة) بمعنى إيجاد صلة وثيقة، و(التواجد) بمعنى الوجود.
****************
خاتمة
بهذا يكون البحث قد رصد بعض مظاهر التغير فى الاستعمال المعاصر للصيغ الصرفية العربية ، وبحث كيف تعامل معها المعجمان اللذان ارتضتهما الباحثة ممثلين عن المعاجم العربية الحديثة ، كما وضَّح موقف مجمع اللغة العربية من الكلمات والصيغ التى طرحت على بساط البحث فيه ، فيكون البحث قد حقق أهدافه الثلاثة الأولى . ويبقى الهدف الرابع : تعرّف المشكلات المعجمية للاستعمال المعاصر للصيغ الصرفية العربية .
وقد لحظنا عند دراستنا للتغير فى بنية الكلمة ، ثم فى استعمالها ، وفى دلالتها - أن المعجم العربي الأساسي سجل معظم الكلمات المستحدثة ، على حين وقف المعجم الوسيط وقفة حذرة منها ، فلم يسجل إلا ما بحثه المجمع ، ووافق عليه . وتسجيل المعجم الأساسي للاستخدام المعاصر للكلمات هو رصد للواقع اللغوى المعاصر، وهى ميزة تحسب للمعجم العربي الأساسي . ولكن علينا أن ننظر إلى الأمر من زاوية أخرى .. فهذه الكلمات حصلت على شرعية الاستعمال ، دون أن تحصل على شرعية الدخول فى المعجم .
ولو نظرنا إلى كيفية تعامل المعاجم مع الكلمات والاستعمالات المعاصرة نظرة شاملة فسنجد أمامنا اتجاهين فى التعامل : أحدهما يرد الاستعمال المعاصر إلى القديم ، ثم يحكم بتخطئته، ما لم يكن له أصل عند القدماء . والثانى يغض الطرف عن القديم ، ويسجل الكلمات والاستعمالات المعاصرة دون أن تكتسب الحق الشرعي فى الدخول فى المعجم . وبين هذا الموقف وذاك نجد أنفسنا أمام كمٍّ هائل من الكلمات والصيغ المستحدثة والاستعمالات المعاصرة التى تتداولها الأقلام ، وتنتشر عن طريق وسائل الإعلام. ولا تستطيع المجامع العربية ملاحقتها بالدراسة ، فتستسيغها الآذان مع كثرة التكرار .
ومن هنـا ترى الباحثة أن يكون هناك سرعة استجابة من المجمع المصري والمجامع العربية، بحيث تشكل لجنتان إحداهما لمراجعة الصحف أسبوعيا ، والأخرى لمراجعة الكتب الأدبية ، وتقوم اللجنتان برصد الكلمات والتعبيرات المستجدة ، ثم تعرض على اللجان ثم المجالس لإقرارها - إن كانت ترتكز على أساس لغوي صحيح - أو لإيجاد بديل مناسب لها . ثم توزع هذه القرارات على وسائل الإعلام المختلفة : فلابد من وصل المجامع بوسائل الإعلام ؛ كى يتحقق لقراراتها التداول والشيوع ، عن طريق تكرار الكلمة الصحيحة .
ولما كان مجمع اللغة العربية قد أجاز القياس فى مسائل لغوية كثيرة ، فمن الضروري أن تطبع قرارات المجمع الخاصة بأصول اللغة ، ولاسيما القرارات الخاصة بالقياس ، وكذلك القرارات الخاصة بالألفاظ والأساليب ، فى كتيبات تحتوي على القرارات فقط ، دون البحوث المتصلة بها. وتوزع هذه الكتيبات على وسائل الإعلام المختلفة للعمل بها عند الحاجة .
ولابد لنا من البحث عن آفاق جديدة للمعجم تلاحق فيها الاستعمالات المعاصرة .
ونبدأ بتحديد المادة التى يمكن أن تحصل على شرعية الدخول فى المعجم . وهى مادة لابد أن تضم لغة الصحافة المعاصرة ، إلى جانب الإبداع الأدبى للكتاب .
كما أن من الواجب وضع أسس وشروط للمادة التى يسمح بتسجيلها فى المعجم ، فأمامنا من الكلمات ما هو معرّب ، ودخيل ، وموّلد ، ومحدث ، ومجمعىّ، وليس من الطبيعي أن يفتح الباب على مصراعيه لكل هذه الأنواع لتسجيلها فى المعاجم . والمعرَّب أمره يسير ، فقد اكتسب شرعية الدخول فى المعاجم القديمة ، وصار من بنية اللغة العربية . كما أن المولّد يمكن أن يسير على هذا النهج ، فقد اكتسب شرعيته باستعمال كلماته بين العرب ، وإن كانت بمعنى مغاير لمعناها فى الاستعمال الحديث . والألفاظ المجمعية ألفاظ بحثت فى مجالس المجمع ومؤتمراته ، وقيست على كلام العرب ، أو وجد لها سند من كلام العرب ، فأقرها المجمع .
أما الدخيل والمحدث فيجب أن توضع لكل منهما الضوابط قبل السماح لهما بالتسجيل فى المعجم العربى . ومن الطبيعى أن يسمح للكلمات المحدثة التى تسير على الأقيسة العربية بالدخول فى المعجم ، أما الكلمات المحدثة التى لا تسير على نمط الكلمة العربية فيجب أن تتـواكب دراسة الكلمة وإقرارها ـ أو وضع كلمة بديلة لها ـ مع سرعة انتشار الكـلمة بين وسائل الإعلام ؛ حتى تحل الكلمة الصحيحة بتكرارها - وألفة الناس لها بسبب هذا التكرار- محل الكلمة المحدثة غير الجارية على الأنماط العربية .
وعلينا ألا ننسى أن كثيرا من هذه الصيغ المعاصرة قد اكتسبت معانيها المستحدثة عن طريق التراكيب العبارية التي شكلت جزءا منها . وبعضها كان يستعمل قديما بمعنى مختلف عن معناه في التراكيب المعاصرة ، فالجديد في هذه الحالة مرتبط بالعبارة لا بالكلمة في ذاتها ، ولا بجذر الكلمة الذي يحدد المعنى المعجمي . وهذا يطرح أهمية إدماج هذه الاستعمالات في المعاجم المعاصرة ، بإصدار معاجم خاصة بالتراكيب العبارية ، تدرس فيها الكلمات والصيغ في إطار العبارات التي تستعمل فيها ، فتمكننا من الضبط الدقيق لمعنى الكلمة داخل السياق التركيبي الذي تستعمل فيه . والأمر بين يدى عـلماء المعجمية العربية والمهتمين بها . فلعلنا نصل إلى صيغة واضحة محددة ، تحل لنا هذا المشكل الذى يباعد بين لغتنا المعاصرة ومعجمنا العربى .
**********************
( المرجع : بحوث في العربية المعاصرة - تأليف د. وفاء كامل- عالم الكتب - القاهرة 2003 )
تعليق