همس الماس

**عبدالرحمن السليمان** · 03-07-2007, 11:17 PM

_MD_RE: همس الماس

شكرا للدكتورة الفاضلة وفاء على هذه القصيدة المختارة، وأغتنمها فرصة لأقول لحضرتها إننا ـ الدكتور فاروق والعبد الفقير ـ نذكرها بالخير وندعو لها بالخير أيضا هذه الأيام.سلمك الله.

**وفاء كامل فايد** · 03-08-2007, 05:42 AM

_MD_RE: همس الماس

بارك الله فيكما ، أخويّ العزيزين ، ووفقكما في كل ما تقومان به ، وأعاد الله أخي الدكتور فاروق إلى أسرته سالما تحياتي وفاء

**وفاء كامل فايد** · 03-16-2007, 10:43 PM

_MD_RE: همس الماس

 مقدمة القصائد المترجمة ( همس الماس ) بقلم المترجمهَمَْسُ الماسقصائد لـــــ : "مارك ستراند" (أمير شعراء أمريكا)ترجمة وتقديم : بشير رفعت جائزة اتحاد الكتاب للترجمة2006/2007م شَرَفُ الخيانة المُمَوْسَقَةإنَّ نَقْلَ الألفاظ محاولةٌ بائسةٌ لإحياء لحظةٍ ميتة ؛ فالفعلُ "قَتَلَ" لا يمكن أن يكون كامل الدلالة على مَشْهَدِ القتل الحَيِّ بكلِّ ما فيه من دمويةٍ وعنفٍ وعصبيَّةٍ وتشنُّجٍ وإزهاقِ روحٍ وذهولِ مشاهدة .والأحاديث المروية عن النبيِّ (ص) لا يمكن أن تكون بالإيقاع ذاته الذي خَرَجَتْْ به في لحظة القول الأولى ؛ لأنَّ كلَّ لحظةٍ وكلَّ موقفٍ هو خَلْقٌ جديدٌ يموت لحظةَ أن يولَد ، فلا يمكن للعالَم أن يبعث فيه الروحَ مَرَّةً أخرى .هل يمكن للبشر جميعاً أن يشعروا الآن بالرهبة المقدسة ذاتها التي شعر بها مَنْ عاشوا زمنَ الوحي وهم يتلقون الآيات وقد أُنْزِلت لتوِّها رطبةً غَضَّةً من حديقة السماء؟!لقد كان أبو جَهْلٍ والأخنسُ بنُ شريق وأبو سفيان يتسللون ليلاً إلى بيت النبيٌ (ص) ليسمعوا قراءته ، ثم يلتقون ويتلاومون ويتعاهدون على ألاَّ يعودوا ، ويعودون رغم ذلك مرتين أخريين . وفي هذا يقول اللهُ :"وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآنِ والغَوْا فيه لعلكم تَغْلبون"لكنَّنا الآن لا نشعر بالرجفة ذاتِها التي يمكن أن يكون لها مِثْلُ هذا السِّحْرِ السماويِّ .كُلُّ حَكْيٍ خيانةٌ بدرجةٍ أو بأخرى ، فما بالُكم بترجمة الشعر؟ إنَّ الشِّعْرَ شُعْلةٌ مُقَدَّسة وسحْرٌ غامضٌ وغموضٌ ساحرٌ وجسدٌ مراوغٌ ومراوغةٌ مُجَسَّدة ، وترجمة الشعْرِ إطفاءٌ وانطفاءٌ للشعلة المقدسة ومحاولةٌ لنفخ الروح فى جسدٍ باردٍ وقلبٍ يابس .المترجم ليس خائناً ، لكنَّ الجسدَ هُلاَميٌّ مراوغٌ والسحْرَ معقودٌ والساحرَ لا يفضي بأسراره للمسحورين .إنني أَعجب من الدوريات الأدبية التي لا تخلو من إفرادِ بابٍ لترجمة الشعر : كيف يصبر قراؤها على هذه الترجمات ؟ وهل لها قرَّاءٌ أصْلاً يستسيغونها ويعيدون قراءتَها ؟ هل للمترجم أصحابٌ يقرأ عليهم أسْطُراً ممَّا أنجز ؟ أم أنه يواري تَرْجَمَتَه كما يواري سَوْأَتَهُ ؟ هل قرأ المحررون هذه الترجمات قبل أن ينشروها ؟ أم ينشرونها من باب "نُصّ العَمى ولا العمى كُلُّه" ؟هل يُفَكِّر المحررون في معنى النّص الشعريِّ المترجَم أم أنهم يجدون رونقاً وقيافةً في وضْعِ اسمٍ أجنبيٍّ في دوريَّةٍ عربية؟لقد صار التشدُّق بكذا اسماً من الثقافات الأجنبيَّةِ عقيدةً زائفةً ومسيطرةً في آنٍ. فإذا جلستَ إلى أيِّ صَبِيٍّ سيلومُك على عدم قراءتك لـ "ميلان كونديرا" و"جارثيا ماركيز" و"لوركا" و"أكتافيوباث" و"إدجار ألان بو" و"بول فاليري" . وهو وايْمُ اللهِ لم يقرأ أيَّاً منهم بلغته الأصليَّة أو باللغة العربية . ولستُ في حاجةٍ إلى أن أذكر ما قد يبادِرك به البعضُ من سَرْد عناوين النظريات النقدية ، ولا مانع من أن يشفعوا سَرْدَ مسمَّى النظريات بسرد اسم أحدِ المؤسسين أو المنظِّرين . ولا مانع لديهم من بعض التراخي لبعض الوقت :سيقولون لك : "ليس لدينا نظريَّةٌ نقديَّةٌ عربَّيةٌ ماعدا نظرية النَّظْم عند الجرجانيِّ" / ولو كان عندنا نظرياتٌ عربيةٌ لما قرأوها ، والدليل على ذلك أنهم لم يقرأوا كتاب الجرجانيِّ الذي يضمُّ هذه النظرية ، وهو "دلائل الإعجاز" بتحقيق العَلاَّمة محمود محمد شاكر ، ومن قبله الشيخ محمد رشيد رضا .قد تحسبون أنني انحرفتُ يَمْنَةً أو يَسْرَةً عن موضوع الترجمة ، لكنَّ الحديث ذو شجون "والهَمّ واحدْ والمَلَلْ مشتركْ" على حَدِّ تعبير صلاح جاهين .ما دَوْرُ مترجم الشِّعْرِ ، إذَنْ ؟ هل يجاري السائد ويصير اسمُهُ لامعاً ضمْنَ من لاَّ تخلو مطبوعةٌ من أسمائهم ؟ أم يقف مع نفسه قليلاً ليقدِّمَ شِعْرَاً كما يليق بجلالِ الشعريَّة؟<line id="_x0000_s1026" style="z-index: 1; left: 0px; position: absolute; text-align: left; flip: x" to="376.95pt,89.45pt" from="331.95pt,89.45pt" /><wrap anchorx="page" /></wrap /></line />ماهو دورُ المطبِّب أمام الجسد الذي يتداعى والروح التي توشك على الروغان الأليم في منحنيات العدم وفضاءات التخفي والاختفاء ؟ لابُدَّ حينئذٍ من محاولة "إنباض" الجسد قدْرَ الإمكان حتى لو باءت المحاولةُ بالفشل . إنَّ احتمال نجاحها ولو بنسبةٍ ضئيلة يبيح المحاولة ، ذلك أنَّ الفشل في مثل هذه الأحوال لن يزيد الأمْرَ خسراناً ، أمَّا النجاح فهو انتصارٌ ساحقٌ ومروِّع … إنه انتصارٌ على كلاحة الموت وتَخَشُّب الجسد وتغضُّن الجثة .وقد حاولتُ في هذه المجموعة أن أبعث النبضَ في جسد القصيدة ، حاولتُ أن أحملها من سرير الجسد إلى أرجوحة الإيقاع محاولاً ألاَّ تسقطَ من بين يَدَيَّ .إنَّ تغيير جنسِ القصيدة من الشِّعر إلى النثر الرديء هو عبثٌ في طبيعة الخِلْقة وتحويلٌ للجسدِ المؤنث أو المذكَّر إلى جسدٍ مخنَّثٍ ، وإخصاءٌ لعنفوانِ أحصنةِ الإيقاع ، وبَتْرٌ لقوائم الجِمالِ التي حملتْ فوق أسنامِها جيناتِ السليقةِ العربية .والسؤال الذي يطرحه القاريء كلما قرأ ترجمةً شعريَّةً رائقةً ذاتَ إيقاعٍ هو : ما مدى التزامك بالنَّصِّ المترجَم عنه ؟ أو بصيغة أخرى : هل هي ترجمةٌ أمينة ؟ والسؤال بصيغتيه يحتاج إلى تعليقٍ قبل الإجابة . أمَّا التعليق فهو أنَّ هذا السؤال ينبع من اعتياد الرداءة في ترجمة الشعر تحديداً ، حيث يحسب القاريء أن ترجمة الشعر شرطها الوحيد هو أن تكون بلا معنًى وبلا إيقاعٍ وبلا حالةٍ شعرية تتلبس المترجِم . وهذا ما حدا بالقاريء العربيِّ إلى أن يَسِمَ قصيدة النثر في أحوالها الرديئة بأنها مثل الشعر المترجَم.أمَّا الإجابة فهي أنَّ ترجمة الشعر ترجمةً إيقاعيةً لا تستدعي البُعْدَ عن الأمانة على الإطلاق ، بل تستدعي الغوص داخل الكلمة حتى نصل إلى لبابها السحريِّ أو الشعريِّ ، وهذا بلا شك يدعو إلى مزيد من التأني الذي لا يطيقه إَّلا ذوو العزم .إنَّ الكلمة في اللغة الأجنبية مثل القشرة المتخشبة لجوزة الهند ، إذا اكتفينا بخدشها سنصل إلى قشرةٍ لامعةٍ ونحن نحسب أننا تجاوزنا اللحاء . هكذا يحسب العابرون سراعاً ، يريدون أن يحصدوا الأرز دون أن يوحلوا سيقانهم حتى يغرسوا الشتلات . أمَّا الصابرون على صلف جوزة الهند ، فإنهم يجدون خلف القشرة فضاءً يليق برئة الثمرة التي لم تُدَنِّسْها أظافر العَجَلة وتفاهة التمسُّح . سيجدونها بيضاء كالفُلِّ ينشقُّ عنها صباحُ الولادةِ المقطَّرُ بالندى .إذن ، فلماذا يثور الجدل حول ترجمة الشعر إلى شعر ، ولم يَثُرْ مثل هذا الجدل حول ترجمة الأجناس الأدبية الأخرى = فلم نجد من يدعو إلى ترجمة الرواية بلا شخصيات وبلا حبكةٍ مثلاً ، إلى آخر أبعادها التأسيسية المتعارف عليها ؟ ولم نجد من يدعو إلى ترجمة القصة القصيرة إلى مقالٍ أدبيٍّ ؟ لماذا ؟!لأنَّ الشعر فنُّ الكلمة والإيقاع ، ومن السهل على كلِّ هَيِّ بن بَيّ أن يترجم الكلمة ترجمةً معجميَّة ، ومن الصعب أن يسلكها في ترجمةٍ شعريةٍ تكون أحياناً غير دقيقةٍ معجميَّاً ، ومن المستحيل على غير الموهوب أن يترجم الكلمةَ إلى حالةٍ شعريةٍ إيقاعيةٍ ومعجميَّةٍ دقيقة . هنا انحاز العاجزون إلى حائط الرفض الذي يريد أن ينقض وحبذوا صلفهم في مواجهة موهبة الآخرين.إنَّ ترجمة أولئك الفريق تُعْوِزُها علَّةُ الحركة الداخلية التي تشبه الروح إلى حَدٍّ كبير ، فتصير جُثَّةً لا تدرأ عن نفسها شيئاً . ينهدم البناء ويصير طيفاً ماضياً مثلما تنقلب المقاعد حين تتعامل الطلقات مع رهافة الأوردة ، ويتوارى الشجعان خلف ساتر الهواء الفاضح والمفضوح .ولا أودُّ أن يؤخَذَ كلامي هذا مَأْخَذَ التشنُّج ، فإنَّ المُنْبَتَّ لا أَرْضَاً قَطَعَ ولا ظَهْراً أبقى ، والفنُّ في صوره المختلفة أرحبُ من النظريات الأكاديمية المحفوظة في الحقائب السامسونايت ، ولكلِّ تجربةٍ قانونُها الخاصُّ الذي يستعصي على حَيِّز التعليب والانغلاق . ولا أقول هذا على سبيل الارتداد ، بل على سبيل الاستدراك والمراجعة ؛ فإنَّ قصيدةً مثل “The Waste Land” لـ : "إيليوت" قد تفقد كثيراً من دلالاتها إذا أُدْرِجَتْ في سياقٍ إيقاعيٍّ لا يناسب الإيقاعَ النفسيَّ لبعض المقاطع كما أراده "إيليوت" ، كما أنها تحتشد بخصائص صوتيةٍ ربَّما يخنقها نفقُ الإيقاع العربيّ . المَطْلَبُ البديلُ في الترجمة ، إذن ، هو الحالة الشعرية التي قد تُسَوِّغُ غيابَ الوزن الشعريِّ ، وهذه الحالة الشعرية قد فرضتْ نفسها على ترجمتي لقصيدة "اليد المدنَّسة" والمقطع الثاني من قصيدة "أبي" للشاعر "مارك ستراند" .ولا أقول إنني قد أتيتُ بما لم تستطعهُ الأوائلُ ، بل أقول إنَّ ترجمتي تخلو من أخطاءِ الكبار ، لا لشيءٍ إلاَّ لأنَّها تحتشد بأغلاطِ الصغار . ولا أعلمُ من أمر اللغتين إلاَّ أقل القليل ممَّا يَعْلَمُه الأكاديميون ، ولكنيِّ وجدتُهم لا يكادون يقيمون وزناً لجَمالِ المعرفةِ أو معرفةِ الجَمَال ، ولذلك جاءت ترجماتي محاولةً لحياكةِ ثوبٍ مناسبٍ من نسيجٍ متواضعٍ لجسدٍ نحيل ، فصار الجسدُ أكثر رشاقةً وإن لم يَبْدُ أكبر بنياناً .القصائدُ أيائل … ! نعم ، هذا ما أؤمن به . والترجمة اصطياد الأيائل الرابضة والراكضة في فوضى الأشجار ، فما الذي يغوي الأيائل ؟!يقول التوحيديُّ : "والأيلةُ تُصَاُد بالصفير والغناء ، ويفعل ذلك رَجُلان أحدُهما يُغَنِّي ويُصَفِّر ، والآخر يرشقها بالسهام ؛ فلإصغائها إلى الصفير والغناء لا تحذر السهام" .

همس الماس

همس الماس

تعليق

تعليق

تعليق

إحصائيات Arabic Translators International _ الجمعية الدولية لمترجمي العربية