مازلت أذكر..ولكن!

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • RHajjar
    عضو رسمي
    • Nov 2008
    • 310

    مازلت أذكر..ولكن!

    مازلت أذكر...ولكن!


    لست أدري عدد المرات التي اجتازت بها قدماي هذا الطريق...
    كل ما أذكره هو روائح اليامسين المنبعثة من عرائش متدلية على جدران المنازل، وأشجار الزيتون المنحنية على الطريق لتظللني...
    تلك الطريق الترابية الضيقة التي طالما عبرتُ إلى مدرستي لمدة خمس سنوات وحقيبتي على كتفي....
    مازلت أذكر رائحة الليمون المنكهة برطوبة الفجر التي كنت أستيقظ معها كل صباح...
    ومازلت أذكر غرفتي الصغيرة بسريرين الزرقاوين، طالما ضمتني أنا وأخواتي الثلاث لسنوات أربع، كنا نلعب وندرس فيها، وكنا ننام متلاصقتين أنا وأختي التي تكبرني بعام واحدٍ فقط،
    اعتدنا انقطاع الكهرباء، نتظاهر برباطة الجأش، ولكن كنت أسمع حينها هدير الصمت تمزقه ضربات قلوبنا الوجلة، وأزيز الطائرات.
    مازلت أذكر لعبتي الصغيرة التي ورثتها عن أختي، كم كانت صديقتي تحبها بعيونها الواسعة، وشعرها المموج الطويل
    مازلت أذكر طعم البرتقال الشهي، وعصير الليمون المحلى بالسكر، تقدمه أمي لجاراتنا عندما يزرنها، كنت أشرب منه الكأس تلو الأخرى إلى أن أشعر بحرقة في لساني.
    مازلت أذكر جارنا أبو أنس ومحله الصغير في زاوية الشارع كنت أتوقف عنده لأشتري بعض السكاكر، ولأرتاح قليلًا من عناء الطريق الصاعد بقوة،
    كان يعطيني في كل مرة ٍ قطعة من الشوكولا مجانًا، ويحمِّلني بصوته الدافئ العالي سلاماً معطرًا برائحة الزعتر والزيتون لأبي .
    مازلت أذكر...
    ومازلت أذكر ...
    رغم أن ذلك كله قد تلاشى، لم يعد منه إلا لعبتي الجميلة التي مازلت أحتضنها منذ ذلك اليوم، ولكنها أصبحت بذراع وحيدة، و دون عينين.
    التعديل الأخير تم بواسطة RHajjar; الساعة 03-10-2010, 03:41 PM.
  • حامد السحلي
    إعراب e3rab.com
    • Nov 2006
    • 1374

    #2
    الأخت رود
    كنت عندما أقرأ البرتقال الحزين ليحيى حقي أو حق لا يموت لغسان كنفاني تدمع عيناي والآن دمعت عيناي

    أدعو الله أن ينصر المستضعفين من عباده
    وتحياتي
    إعراب نحو حوسبة العربية
    http://e3rab.com/moodle
    المهتمين بحوسبة العربية
    http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
    المدونات العربية الحرة
    http://aracorpus.e3rab.com

    تعليق

    • ahmed_allaithy
      رئيس الجمعية
      • May 2006
      • 4026

      #3
      حين لا يتبقي لدينا سوى الذكرى يستوي عندنا كل شيء، ويفقد الجديد بهجته لأننا نرى فيه اصطناعاً لا يقارن بطعم الذكرى الحقيقي.

      دمت في طاعة الله يا دكتورة رود.
      د. أحـمـد اللَّيثـي
      رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
      تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

      فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

      تعليق

      • RHajjar
        عضو رسمي
        • Nov 2008
        • 310

        #4
        الأخ الفاضل حامد،

        مؤثرة وجميلة كانت كلماتك ومرورك الكريم، فألف شكر
        والواقع أكثر أسىً ولابد من بضع كلماتٍ مؤلمةٍ نخطها وسطور، لانلبث أن نمضي...بينما هي واقعٌ يتنفسه الآخرون منًّا، طالما هم على قيد الحياة.

        أؤمن على دعائك ونسأل الله أن يكون قريبًا.

        تقديري.

        تعليق

        • RHajjar
          عضو رسمي
          • Nov 2008
          • 310

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ahmed_allaithy
          حين لا يتبقي لدينا سوى الذكرى يستوي عندنا كل شيء، ويفقد الجديد بهجته لأننا نرى فيه اصطناعاً لا يقارن بطعم الذكرى الحقيقي.

          دمت في طاعة الله يا دكتورة رود.
          الدكتور أحمد الفاضل،

          في الحقيقة، بقيت أتفكر بها...إذ تحمل إضافتك عبق المأثور من حكمة الماضي ولكن في صياغة الحاضر، فكان لها بعض بهجة الجديد وشيئًا من حقيقة القديم.

          تقديري وشكري للمرور الكريم.

          تعليق

          يعمل...