سيرة لغة: قصة ارتقاء اللغة الإنجليزية بعد... موتها - ترجمة سلسلة The Adventure Of English

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فيصل كريم
    مشرف
    • Oct 2011
    • 296

    سيرة لغة: قصة ارتقاء اللغة الإنجليزية بعد... موتها - ترجمة سلسلة The Adventure Of English

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والحمد لله رب العالمين واهب العقل ومالك يوم الدين
    والصلاة والسلام على سيدنا وشفيعنا إمام المرسلين


    أما بعد،،،

    فيسعدني أيها الأخوة والأخوات الكرام بالجمعية الدولية لمترجمي العربية أن نقدم لحضراتكم موضوعا من مواضيع ترجماتنا نأمل من الله أن يحوز على اهتمامكم ورضاكم. وهذا الموضوع يرتبط ارتباطا وثيق الصلة بما نحن نتعامل به ومعه. إنها اللغة الإنجليزية بكل ما بها من شؤون وشجون، وكيف لا تكتنفها الشجون وتاريخها يتأرجح ما بين الصراع والسكينة وبين الحياة إلى الموت وبين التقوقع والانزواء إلى الرفعة والارتقاء. وهذا ما سنجتهد بطرحه. وقد شاركني بترجمة هذا العمل الوثائقي وكتابة الموضوع أخي وزميلي أحمد الزعبي من سوريا الشقيقة. وعلى مدار شهر كامل تقريبا تمكنا أنا والأخ الزعبي من إخراج ترجمة لهذه السلسلة عبر ست حلقات من ضمن ثمانية (وشرحت ظروف عدم ترجمة الحلقتين الأخيرتين بالرد الثاني) ونأمل من الله أن تنال رضى المشاهدين والمتخصصين باللغة وعلم اللغة الاجتماعي والتاريخي. على أننا لا بد أن نشير أن هذه الترجمات ما هي إلا اجتهاد ذاتي من قبل المترجمين اللذين خاضا غمار هذه "المغامرة" الشيقة والشاقة، ولا أنكر أننا كنا نشتكي أحيانا من صعوبة استيعاب عبارات وجمل وأصوات قد لا يكون لها أحيانا من شرح أو تفسير في الشبكة العنكبوتية وكذلك القواميس والمراجع اللغوية. ومن الطرائف التي أتذكرها عند ترجمتنا لبعض العبارات والأصوات التي استعصت علينا أننا بحثنا عنها على شكل صور علنا نصل للشكل المقصود من المرادف المذكور، فمثلا كان لا بد علينا أن نتوغل أحيانا بلغة الهنود الحمر وكلماتها التي ولجت للإنجليزية الأمريكية التي تزعم أنها أصح من "الإنجليزية الإنجليزية". هذا بخلاف العودة للغة الإنجليزية القديمة Old English وكذا التطرق للغة اللاتينية وصراعها مع الإنجليزية القديمة التي قتلها فيما بعد الحكام الجدد النورمانديين ورتل على قبرها الترانيم كبار قساوسة كانتربيري. وبهذا كانت المهمة تصعب بأحيان كثيرة، إلا إن تعاوننا المكثف ورغبتنا الحثيثة بإنجاز العمل جعلا النتيجة تصل لما هو بين أيدي حضراتكم. وهذا ليس إلا من باب الاجتهاد الذي قد نخطيء به، ويتوجب علينا شكر كل نقد أو تصحيح لأي أخطاء قد لا تتراءى لنا، وهنا سيحدث الانجاز الحقيقي الذي ستستفيد منه الأجيال اللاحقة ممن قد يقع بإيديهم هذا العمل.

    أترككم بهذه المشاركة الأولى التي يستهلها الأخ أحمد الزعبي بإضاءات عن تطور التاريخ الأدبي للغة الإنجليزية. ثم سأعرض بالمشاركة التي تليها نظرة خاصة عن مراحل حياة اللغة الإنجليزية وموتها ثم عودتها للحياة بشكل مختلف ومتطور. أما المشاركة الثالثة فستحتوي على ملخص للحلقات وعرضها كاملة من خلال قناة اليوتيوب.




    The Adventure of English

    مــغــامــرة الــلــغــة الإنــجــلــيــزيــة





    السادة مشرفي وأعضاء ملتقى الأدباء والمبدعين العرب يسعدنا أن نسافر معًا في مغامرة للتعرف على تاريخ اللغة الإنجليزية.





    إنها مغامرة سنخوض غمارها على مدى 8 حلقات، مغامرة تختلف عن بقية المغامرات، فهي مغامرة في التاريخ ومغامرة في الأدب.


    إنها مغامرة في اللغة بدأها الإنسان الإنجليزي
    منذ مئات السنوات، واليوم ينفق سكان العالم المليارات لتعلم هذه اللغة.



    إنه لمن المدهش حقاً أن لغة جزيرة منعزلة في غرب أوربا قد أصبحت اللغة المسيطرة في العالم ولغة العلم والتجارة والاقتصاد واللغة التي يتحدثها ما يزيد عن 500 مليون نسمة، فما هو السر الكامن خلف اللغة الإنجليزية وهل هي متفردة بخصائص لغوية ونحوية جعلت منها لغة مرنة تتقبل كل ما هو جديد في ميادين الحياة كافة.







    سنكتشف هذه الأسرار وغيرها بهذا البرنامج الذي يسلط الضوء
    على كيفية نشوء اللغة الإنجليزية
    ومراحل تطورها والنكسات التي تعرضت لها عبر تاريخها الذي لا يتجاوز الـ 600 عام.


    هذه السلسلة هي من تقديم "ميلفن براغ" وعلى مدار 8 حلقات حيث يسافر "براغ" في أنحاء انجلترا ليكشف جذور اللغة وتطورها من لغة بسيطة إلى ماهي عليه الآن، وهذه السلسلة من انتاج عام 2002 وتتكون من 8 حلقات
    كما أشرت سابقاً ولكن لسوء الحظ لم نجد ملفات نصية باللغة الإنجليزية سوى للحلقات الست الأولى.



    وقد قام أخي فيصل بمراسلة الشركة المسؤولة عن توزيع البرنامج وطلب منهم ملفات الترجمة ولكن الجواب كان الرفض القاطع من طرفهم، أما بالنسبة للترجمة السماعية للحلقتين الأخيرتين فالأمر صعب جداً نظراً لأن البرنامج يحوي مصطلحات لغوية دقيقة
    ومن غير الوارد تأويل بعضها في حال الترجمة السماعية،



    لذا آثرنا أنا وأخي فيصل ترجمة الحلقات المتوفرة بالنص الإنجليزي ومن ثم الإنتظار إلى حين توافر نص للحلقتين الأخيرتين.


    وهذه نبذة عن مقدم السلسلة





    مـيلـفـن بـراغ


    ولد "ميلفن براغ" عام 1939 في "ويجتون" في بريطانيا وحصل على منحة دراسية في جامعة أكسفورد لدراسة التاريخ وفي العام 1961 حصل على وظيفة في هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي وقام "براغ" بتقديم برنامج بداية الأسبوع عامي 88 و98 وقدم بعد ذلك برنامج "On Giant's Shoulders" وأجرى خلاله مقابلات مع علماء للكشف عن أسلافهم الساميين ومن العام 1999 إلى العام 2001 قدم برنامج "The Routes of English" وهو بمناسبة مرور 1000 عام على استخدام الإنجليزية كلغة منطوقة وقد قام بكتابة ما يزيد عن 19 رواية.


    وهو أيضا نائب رئيس جمعية أصدقاء المكتبة البريطانية، وهي مؤسسة خيرية أنشئت لتوفير الدعم المالي للمكتبة البريطانية وحصل على دكتوراه فخرية من الجامعة المفتوحة عام 1989 وحصل في عام 1998 على لقب "بارون" بعد تعيينه في مجلس اللوردات عن مقاطعة "ويغتون"، كما أنه يحمل 13 دكتوراه فخرية من جامعات مختلفة وفي عام 2010 حصل على الزمالة من الجمعية الملكية البريطانية.



    وأرغب بالتنويه أننا اتفقنا أنا وأخي الأستاذ فيصل على تقاسم موضوع اللغة، فهو سيتحدث في معرض مشاركته عن اللغة الإنجليزية وتاريخها وقواعدها، بينما سأتولى أنا الحديث عن الأدب الإنجليزي ورواده ودوره في تطور اللغة.




    بريطانيا أم أمريكا، أيهما أقرب؟




    الأدب الإنـجـلـيـزي


    مـقـدمـة


    إن التحدث عن أدب لغة عمرها 600 عام يبدو أمراً سهلاً، ولكن تتضح صعوبة المسألة عند الاطلاع على مراحل تطورها والأدباء الذين ساهموا في نهضة الأدب واللغة على حد سواء حيث أشار مقدم البرنامج لذلك بقوله:
    "من خلال صقل الشعراء لأساليبهم، كانوا أيضاً يصقلون الإنجليزية كلغة مناسبة لمعظم المحاولات الشعرية والتجارب المسرحية"
    وعند حديثنا عن الأدب الإنجليزي لا يمكننا تجاهل الشعراء والمؤلفين المسرحيين الذين ساهموا في صياغة كلمات جديدة لم تعرفها اللغة من قبل، وقد حاولت قدر الإمكان استعراض بعض أهم الأدباء دون الإطالة في الموضوع بالرغم من كوني متخرج حديثاً من قسم اللغة الإنجليزية ولي ذكريات مع كل رواية ومسرحية وقصيدة حيث طرق هذا البرنامج باب الماضي مرة أخرى ولكن سأحاول الإختصار ما استطعت ولكن حسب التسلسل الزمني.





    بداية ظهور الأدب الإنجليزي في العصور الوسطى



    بدأت الأعمال الأدبية بالظهور في زمن "جفري تشوسر" (1340- 1400)، ولكننا لا ننكر وجود محاولات لكتابة الشعر أو حتى النثر قبل عصر "تشوسر" ولكنها لا تندرج تحت مسمى الأدب الإنجليزي لكونها مكتوبة بالإنجليزية القديمة وقصيدة "بيولف" مثال على ذلك وهي أقدم قصيدة في تاريخ إنجلترا حيث ظهرت في عصر الأنجلوساكسون ومؤلفها مجهول الهوية ومن المستحيل استيعابها دون ترجمتها إلى الإنجليزية الحديثة وبالرجوع إلى "تشوسر" نجد أهم أعماله وهي "حكايات كانتربري"





    وتعتبر أول قصيدة مكتوبة باللغة الإنجليزية تتحدث هذه القصيدة عن مجموعة من الحجاج من طبقات إجتماعية مختلفة في طريقهم إلى "كانتربري" لزيارة ضريح القديس "بيكيت"، وخلال هذه الرحلة يروي كل شخص من هؤلاء الحجاج قصة لتمضية الوقت خلال هذه الرحلة الطويلة وتختلف أصول كل فرد منهم حيث نجد بينهم الفارس والراهب والتاجر والطحان وغيرهم وقد استعار "تشوسر" أفكار القصيدة من مصادر مختلفة وأبرزها الإنجيل وقصيدة "ديكاميرون" للشاعر الإيطالي "بوكاتشيو".


    وبالنسبة للمسرح في العصور الوسطى فقد كان مقتصراً على عروض داخل الكنيسة يقوم بها الرهبان داخل الكنيسة وهي عروض دينية وشعائرية معظمها تتحدث عن السيد المسيح ثم انتقل المسرح إلى خارج الكنيسة وأخذ أشكالاً مختلفة ولكن ضمن السياق الإنجيلي كطوفان نوح وسير حياة القديسين ولم يلبث المسرح أن انتقل إلى مراكز المدن والقرى واقتضى ذلك مشاركة ممثلين من خارج الكنيسة وصناعة منصات ومسارح لتأدية تلك العروض ولم يعد للكنيسة سيطرة على المسرح بعد الآن وظهرت في تلك الفترة عربات مخصصة لهذه المسرحيات وهي تتألف من حجرتين علوية وسفلية ولها 6 إطارات وإعتمدوا على الأقنعة لتقديم شخصيات مختلفة وظلت المسرحيات الدينية هي المسيطرة على هذا النوع من المسرحيات.





    الأدب الإنجليزي في عصر النهضة



    يُعتبر القرن الخامس عشر نهاية العصور الوسطى وبداية ما يُعرف بعصر النهضة والسبب لإختيار هذا القرن يرجع لعدة حوادث مهمة حصلت في مطلع ذلك القرن، نذكر منها إكتشاف القارة الأمريكية وإختراع الطباعة وسقوط القسطنطينية ويُعتبر عصر النهضة بداية عصر ذهبي للأدب فقد تزامن مع ظهور أعظم المؤلفين المسرحيين والشعراء في تاريخ إنجلترا والسبب في هذه النهضة الأدبية هو حل الملك "هنري الثامن" للكنائس والأبرشيات التي كانت بمثابة مصدر رزق للمتخرجين من جامعات كامبريدج وأكسفورد بعد ثورة الإصلاح البروتستانتي فانتقل هؤلاء الخريجين للكتابة والتأليف
    لإعالة أنفسهم وبذلك إنطلق العصر الذهبي الإليزابيثي.


    وكذلك لا ننسى الاستقرار والرخاء الذين جلبتهما الملكة إليزابيث خلال فترة جلوسها على عرش إنجلترا الأمر الذى قاد لإزدهار جميع أشكال الأدب في عصرها أما الطابع المسيطر في تلك الحقبة كانت محاكاة الأعمال الكلاسيكية التراجيدية لكتّاب مثل الشاعر الإيطالي "لوسيوس سنيكا" (4ق.م - 65م).


    وقد ارتبط الأدب في عصر النهضة في إنجلترا بأسماء بارزة كان لهم دور عظيم الأثر في ارتقائه وارتقاء اللغة الإنجليزية في آن معاً كما أشرت سابقاً، وسأستعرض هنا بعجالة بعض أهم الأسماء التي لمعت في سماء الأدب الإنجليزي خلال عصر النهضة والمعروف أيضاً بـ"العصر الإليزابيثي"


    "كريستوفر مارلو" (1564-1593)





    أحد أعظم المؤلفين المسرحيين وصاحب أروع المسرحيات في تاريخ الأدب الإنجليزي.


    ويدّعي بعض النقاد لو أن "مارلو" وصل من العمر لنفس سن "شكسبير" لكان قد تفوّق عليه
    في مجال المسرح حيث لم يعش "مارلو" سوى 29 عاماً.


    ومن الجدير ذكره أن "مارلو" هو أول من كتب مسرحيات تراجيدية في العصر الإليزابيثي ومن مسرحياته التراجيدية نذكر
    "دكتور فاوست" و"يهودي مالطة" و"إدوارد الثاني"
    وتعتبر مأساة دكتور فاوست من أعظم التراجيديات على مر التاريخ وتتحدث هذه المسرحية عن شخصية اسمها "فاوست"
    حيث يبيع روحه للشيطان "مفستُوفوليس" لقاء 24 عامًا يحقق فيها الشيطان لـ"فاوست" كل رغباته وكان فاوست في هذه السنوات يطوف أرجاء أوروبا ممارساً السحروالشعوذة وفي النهاية يذهب إلى الجحيم ويتملكه الرعب بسبب اللعنة التي حلت به وقد تُرجم الكتاب إلى العديد من اللغات وأعيدت كتابته ثلاث مرات في السنوات الـ 125 التالية.


    "وليم شكسبير" (1546-1616)



    عند محاولة الإطلاع على الأدب الإنجليزي فإن أول ما يصادفنا هو مسرحيات وسونيتات الكاتب المسرحي الأعظم على مر التاريخ ألا وهو "وليم شكسبير".


    وُلد وليم شكسبير لأبوين من الطبقة الوسطى في بلدة تجارية صغيرة اسمها "ستراتفورد ـ أبون ـ آفون".


    يرجع الإقبال الشديد الذي قوبلت به أعمال شكسبير إلى أسباب عدة، أهمها فهم الكاتب للطبيعة البشرية فقد فهم شكسبير طبيعة الإنسان بشكل متميز، لم يتح إلا لقلة من الكَُّتاب المسرحيين الآخرين، مما مكنه من رسم شخصيات ذات معنى تعدى حدود الزمان والمكان اللذين جرت فيهما أحداث مسرحياته.


    قام شكسبير بتأليف 37 مسرحية على الأقل، ويكاد يتفق النقاد على تصنيفها في ثلاثة أنواع هي: المسرحيات الكوميدية والتراجيدية والمسرحيات التاريخية تملّك شكسبير وستة من رفاقه عام 1599 مسرح جلوب، وهو مسرح مفتوح يقع في ساوثوارك، إحدى ضواحي لندن، ويُعد من أكبر مسارح منطقة لندن، إذ يتسع لثلاثة آلاف متفرج.




    صورة لمسرح "الجلوب"


    ومن أهم أعماله المسرحية نذكر "تاجر البدقية" و"الملك لير" و"هاملت" و"عطيل" و"ماكبث" و"أنطوني وكليوبترا" وغيرها الكثير من المسرحيات التي استطاعت سبر أعماق الإنسان وكان ذلك تأسيساً لعلم النفس الحديث فيما يتعلق بتحليل النفس البشرية وقد كتب "شكسبير" نمطاً جديداً من الشعر أصبح يُعرف بـ"سوناتة شكسبير"،وهذا النوع من القصائد له وزن وقافية مختلفة عما سبقها من أنواع الشعر.


    شكسبير "حقائق وطرائف"
    مما قرأته عن "شكسبير" أنه كان بارعاً في بناء مسرحياته على قصص أو روايات موجودة في السابق وقد تعرّض للنقد الشديد وتم وصفه أحياناً بأنه كان يسرق أعماله من مؤلفين آخرين ومن وجهة نظري المتواضعة فإنني أعتقد أن هذا الأمر تحديداً هو سر نجاح "شكسبير" فمجرد إحضار قصة أو رواية وإعادة صياغتها وإضافة حبكة وشخصيات جديدة عليها وتحويلها إلى عمل خالد تتناقله الأجيال ويُدرس في جامعات العالم ويتم ترجمته إلى معظم اللغات العالمية لهو أمر عظيم
    ولا يمكن لأحد القيام به سوى كاتب بحجم وعبقرية "شكسبير".


    ومما قرأته أيضاً أن "شكسبير" من أصل عربي واسمه الحقيقي "شيخ زبير"
    ولكنني لم أجد دليلاً يقود لهذا الإعتقاد ولا حتى من أين نشأ، حيث أن "شكسبير" إنجليزي أباً عن جد.


    ومن الجدير ذكره أن "شكسبير" - في سرحياته الأخيرة على وجه التحديد - لم يكن يستطيع الصبر للرجوع إلى ذاكرته في انتقاء الكلمات، فكلما صادفته فكرة معينة وأراد التعبير عنها كان يلجأ مباشرة إلى الإبتكار لذا فمن المؤكد أن "شكسبير" أضاف إلى اللغة الإنجليزية مئات الكلمات الجديدة.


    ومن المعروف أنه خلال العصور الوسطى وحتى العصر الإليزابيثي كان محظوراً على النساء المشاركة في التمثيل لذلك استبدل شكسبير شخصيات النساء بأطفال يرتدون ثياب النساء.


    السّير "فيليب سيدني" (1554- 1586)





    كان "سيدني" شاعراً وكاتباً ورجل بلاط وجندياً خلال فترة حكم "إليزابيث" وله عدة مؤلفات وقصائد، فمن قصائده الطويلة "أستروفيل وستيلا" والتي تتألف من 108 قصائد وقد ألف أيضاً كتاباً مشهوراً اسمه "الدفاع عن الشعر"، عرض "سيدني" في هذا الكتاب تعريف الشعر ومن هو الشاعر الحقيقي.



    الأدب خلال فترة استعادة الملكية (القرن السابع عشر)



    تم إطلاق اسم استعادة الملكية على هذا العصر بعد رجوع الملك "تشارلز" الثاني إلى بريطانيا من منفاه في فرنسا وتوليه للعرش ومع رجوعه أحضر معه الذوق الفرنسي في كافة مجالات الحياة في فن العمارة والموسيقى والأدب وأصبح مسموحاً للنساء أن تأخذ أدوراً في المسرحيات وقد حاول البيوريتانيون تطبيق قانون أخلاقي صارم خلال فترة بقائهم في الحكم. وبعد عودة الملكية، كان هناك ردة فعل قوية ضد هذا القانون إذ مارس النبلاء والطبقة العليا حياة إباحية وماجنة أحيانًا وقد عكس كُتّاب هذه الفترة، خاصة الهزليون منهم هذه الإباحية في أعمالهم الأدبية ومن أبرز هؤلاء الكتاب "جون درايدن" و"وليم ويتشرلي" و"وليم كونجريف".

    "جون درايدن" (1631 -1700)

    برع "درايدن" بوصفه شاعراً مسرحيًا وناقدًا أدبيًا. وكان يعتقد أن الإنسان جزءٌ من المجتمع الذي يمتد بجذوره إلى العهد الإغريقي والروماني القديم ومن أبرز أعماله "أبشالوم وأكيتوفيل" وتناول فيها خصوم الملك بالسخرية والازدراء، كما كتب أيضاً مسرحية "كل شيء في سبيل الحب" وهي محاكاة لمسرحية شكسبير "أنطوني وكليوبترا" وقد تم تنصيبه شاعرًا للبلاط الملكي عام 1668م.



    الأدب الإنجليزي في عصر التنوير
    (من القرن الـ17 إلى القرن الـ18)


    وهي مرحلة من التاريخ شهدت تأكيداً على دور العقل الريادي وأهميته في الوصول إلى حقيقة الأشياء وقد تولى مهمة وضع النظريات في هذا المجال مجموعة من الفلاسفة والمفكرين أبرزهم "رينيه ديكارت" و"جان جاك روسو" والفيلسوف "جون لوك"، ومن الأدباء برز في هذا العصر "ألكسندر بوب".


    "ألكسندر بوب" (1688-1744)





    أشهر شاعر إنجليزي في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي. وقد ولد مشوهاً وطوله لم يزد عن 140سم وكان أحدب الظهر وكان حساساً تجاه هذا التشوه، وتسخر أشعاره الهجائية الرائعة من العديد من الحماقات البشرية، أما ظرفه اللاذع فقد جعله واحدًا من أكثر الكُتَّاب إثارة في إنجلترا في عصره.


    كتب بوب أشعاره في ثنائيات جريئة تتكون من بيتين مقفيين يتألف كل منهما من عشرة مقاطع لفظية، وهي أشعار حسنة الصياغة. وأصبح "بوب" واحدًا من أكثر الشعراء الغربيين الذين يتم الاستشهاد بأشعارهم وقد نظم العديد من الأبيات الشهيرة منها ثنائية من مقال في النقد، معبرًا عن آرائه الأدبية وتعد قصيدة بوب اغتصاب الخصلة أكثر قصيدة ملحمية ساخرة في اللغة الإنجليزية وفي هذه القصيدة انتقد بوب تفاهات الناس المتأنقين،
    وهي تحكي قصة امرأة شابة رائعة الحسن كان أحد خاطبيها قد نتف خصلة من شعرها في حفلة.



    "صمويل جونسون" (1709-1784)





    تكمن مكانة جونسون في الأدب الإنجليزي أساسًا في مقدمة نسخته عن مسرحيات وليم شكسبير وفي مجموعة مقالاته حياة الشعراء الإنجليز وتبدو بعض آراء "جونسون" في أعماله هذه غريبة لكن الملاحظ فيها شدة الذكاء وقوة التحكم وقوة وبراعة الكتابة.


    حيث جعله ذلك أحد أفضل النقَّاد في اللغة الإنجليزية وبالرغم من أن جونسون كان رجلاً بارزًا إلا أن أعماله بوصفه كاتبًا كانت أكثر روعة وقد أعلن جونسون أنه كان يتحدث من أجل المتعة، ويكتب من أجل كسب العيش.


    الأدب الإنجليزي في العصر الرومانسي


    قادت ثورات حدثت في نهاية القرن الـ18 إلى تمهيد الطريق لبداية العصر الرومانسي ومن هذه الثورات الثورة الفرنسية والثورة الصناعية وبدأت الثورة الصناعية في بريطانيا لأسباب منها المخزون الكبير من الفحم الحجري والحديد وهما المصدران الطبيعيان اللذان اعتمد عليهما التصنيع بينما كانت المواد الخام الصناعية الأخرى تأتي من مستعمرات بريطانيا وبحلول منتصف القرن الثامن عشر الميلادي أصبحت البلاد القوة الاستعمارية الرائدة في العالم ولم تعد مستعمرات بريطانيا مصدرًا للمواد الخام فحسب بل صارت تمثل أسواقًا للمنتجات المصنَّعة وظهر مجموعة من الشعراء في هذه المرحلة أطلق عليهم الشعراء الرومانسيون.


    ومنهم "وليم بليك" و"وليم وردزورث" و"صامويل كلوريدج"


    وقد أهمل الشعراء الرومانسيون دور العقل والدين والقانون في المجتمع واعتبروها فاسدة حيث اعتقدوا أن الطبيعة والطفولة هما مصدر البراءة ويجب عدم تلويثها بشرور الإنسان، وسأتحدث عن "وليم بليك" كنموذج عن هؤلاء الشعراء.


    "وليم بليك" (1757-1827)





    شاعر إنجليزي ورسام مشهور، ولكنه لم يكن يتبع الطرق المألوفة التقليدية التي كان يتبعها غيره. ولم يكن من السهل فهم صوره الرمزية وأشعاره الخيالية لأنه قد اخترع أساطيره الخاصة للتعبير عن أفكاره ومن المعروف رسمه لتصاميم أغلفة كتبه ومن أهم أعماله "الزواج بين السماء والجحيم"، وفيه يمجد الشيطان ويصوره بأنه رمز للحرية، ولكن الأدب الرومانسي لم يستمر طويلاً بسبب وفاة أدبائه في أعمار مبكرة.





    العصر الفيكتوري والأدب



    لقد غيرت الثورة الصناعية خلال عصر الملكة "فيكتوريا" وجه إنجلترا وحولته من بلد زراعي إلى بلد صناعي حيث شاهد سكان لندن القطار والسيارات والمحركات البخارية للمرة الأولى وسبب ذلك تلوثاً في البيئة، وظهر الشك بوجود الرب جلياً في هذا العصر مع بروز نظريات لعلماء مثل "داروين"، أما في مجال الأدب فقد ظهر على الساحة أدباء كتبوا روايات ما تزال خالدة إلى يومنا الحاضر أمثال "تشارلز ديكنز" والأخوات برونتي ومنهن "إميلي برونتي" مؤلفة رواية "مرتفعات ويذرنج" و"تشارلوت برونتي" مؤلفة رواية "جين آير".


    وكما هو جلي فقد كان للفن الروائي النصيب الأكبر في هذا العصر كما كان للصراع الطبقي نصيب في تلك الروايات وسنأتي على ذكر ذلك في حديثنا عن "تشارلز ديكنز"


    "تشارلز ديكنز" (1812-1870)





    روائي إنجليزي شهير يعد واحدًا من أكثر الكتاب شعبية في جميع العصور ومن أشهر مؤلفاته: "ترنيمة عيد الميلاد" و"ديفيد كوبرفيلد" و"آمال عظيمة" و"أوليفر تويست" و"أوراق بيكويك" و"قصة مدينتين"، كان ديكنز دقيق الملاحظة لما يجري في الحياة، كما كان ذا فهم واسع للجنس البشري وخاصة الشباب وأبدى عطفًا على الفقراء والضعفاء، كما انتقد وسخر من كل أناني جشع غليظ القلب.


    وبجانب ذلك، كان فنانــًا هزليــًا مبدعًا واشتهرأيضاً بقصة ذلك الطفل اليتيم الذي تعرض للاستغلال على أيدي اليهودي والذي سخره ليعمل كلص، وما تزال رواية "أوليفر تويست" رمزاً لاستغلال الأطفال حول العالم.



    الأدب الإنجليزي في العصر الحديث



    شهد العصر الحديث ظهور نوع جديد من الأدب لجأ إلى الرمزية في تناوله للحياة.


    أما العالم فقد كان يمر بحالة من اليأس والضياع خصوصاً بعد الحربين العالميتين والقضاء على ملايين البشر وهذا ما عكسه الشعر والمسرح على حد سواء، ومن أبرز أدباء هذا العصر
    "دي إتش لورنس" و"جورج برنارد شو" و"جورج أورويل" و"تي إس إليوت".


    جورج برنارد شو (1856-1950)





    وهو كاتب مسرحي أيرلندي المولد، وناقد، وكاتب. يعد من أشهر الشخصيات الأدبية في أوائل القرن العشرين وأهمها. نال جائزة نوبل للأدب عام 1925م.


    لم يرُقْ لشو المسرح الفكتوري الرومانسي، والعاطفي في أواخر القرن التاسع عشر، ويرجع هذا لتأثره الشديد بالدراما الاجتماعية الثورية للكاتب المسرحي النرويجي هنريك إبسن ورأى شو المسرح منبرًا لتدعيم الإصلاح الاجتماعي كتب خلال حياته العملية، أكثر من 50 مسرحية. وكانت معظمها من نوع الهزل وكان الحوار فيها عن الأخلاقيات مهمًّا، مثلما هو بالنسبة للقيم التقليدية الدرامية، تصويرًا ومناشدةً لمشاعر المشاهدين ومن أهم أعماله "الرجل والسلاح" وهي ملهاة مناهضة للحرب.


    "صمويل بيكيت" والمسرح العبثي





    فيما يتعلق بالمسرح نشأ في هذه الحقبة ما يسمى بالمسرح العبثي وكان زعيم هذا النوع من المسرح الأيرلندي "صمويل بيكيت" وهو روائي وكاتب مسرحي حصل على جائزة نوبل للأدب عام 1969 وله عدة مسرحيات منها "نهاية اللعبة" و"وفاة مالون" وأحد أروع المسرحيات في الأدب الإنجليزي وهي مسرحية "في انتظار جودو" والتي كان لها الأثر العظيم في اعتباره الشخصية الرئيسية في دائرة رواد الأدب والمسرح العالمي وتتناول هذه المسرحية رجلين يقفان في مكان وزمان غير معلومين ويمضيان المسرحية في انتظار شخص لا يأتي أبداً واسمه "جودو".


    يناقش بيكيت في هذه المسرحية جدلية الحياة وأنها بلا هدف وأن الإنسان أصبح كائناً مجرداً من الإحساس ومن أي خبرات حتى مجرد معرفة الوقت.


    توماس ستيرنس إليوت (1888-1965)





    واحد من أبرز الشعراء الإنجليز في القرن العشرين. عُرف بقصائده الشهيرة "أغنية حب لألفرد بروفروك" و"الأرض اليباب" و"أربعاء الرماد" ومسرحية "اغتيال في الكاتدرائية" تحرر من الأساليب الفنية والمواضيع الأساسية لشعر ما قبل الحرب العالمية الأولى وساعدت أشعاره وأعماله النقدية على إعادة تشكيل الأدب الأوروبي المعاصر،
    وفي عام 1948م حصل "إليوت" على جائزة نوبل للآداب.


    وتظهر الرمزية واضحة في قصيدته الطويلة "الأرض اليباب"
    وتنقسم هذه القصيدة إلى أربعة أجزاء أحدثت ضجة كبيرة عند صدورها (1922م).


    نظر إليها بعض النقاد على أنها عمل رائع، كما وصفها الآخرون بأنها مجرد خدعة ومع أن هذه القصيدة تتضمن العديد من التلميحات الأدبية الغامضة بلغات أخرى، فإن اتجاهها واضح فهي تعكس ماشاهده إليوت في أوروبا المعاصرة من إفلاس في القيم الروحية ومقارنتها بما كان عليه الماضي من قيم ووحدة.


    الــخــاتــمــة


    شهدت إنجلترا بعد الحرب العالمية الثانية نشاطًا مسرحيًا كبيرًا، فقد جدد "تي. إس. إليوت" و"كريستوفر فراي" المسرحية الشعرية واشتهر العديد من كتاب الجيل المسرحي الجديد منهم "هارولد بنتر" و"جون أردن" و"إدوارد بوند" وغيرهم أما في الولايات المتحدة، فقد كان أبرز كتاب المسرحية منذ بداية الأربعينيات من القرن العشرين "تنيسي وليمز" و"آرثر ميلر" وكلاهما مزجا الحوار الواقعي مع الأساليب التعبيرية في العرض المسرحي و"إدوارد ألبي" الذي حققت مسرحيته "من يخاف فرجينيا وولف" نجاحًا كبيرًا.
    وفي القرن العشرين، بدأت المسارح غير التجارية تتولى عرض المسرحيات الجديدة مثل مسرحية سام شبردالطفل المدفون.


    وفي النهاية، ما يزال الأدب بشتى أشكاله ومذاهبه وعلى اختلاف جنسيات مؤلفيه في مختلف أنحاء العالم
    أداة للتعبير عن الغضب من الظلم السياسي والاجتماعي ونقداً للواقع ومنبراً للحديث بحرية عما يخشى الأديب قوله في الحياة الواقعية ويتخذ هذا التعبير
    شكل صور ورموز تبتعد عن الواقع أحياناً وتلامسه أحياناً أخرى، فالأدب هو سجل الإنسانية ومحراب المبدعين
    والعين التي ترصد الواقع وتسعى إلى النهوض به.
    فكم من قصيدة أو رواية أو مسرحية كانت سبباً في ثورة، أو حافزاً لصحوة شعب.



    __________________________________________


  • فيصل كريم
    مشرف
    • Oct 2011
    • 296

    #2
    <center>
    بسم الله الرحمن الرحيم
    أشكر الأخ العزيز أحمد الزعبي على ما أورده من افتتاحية طيبة لموضوعنا اليوم الخاص بترجمة السلسلة الوثائقية "مغامرة اللغة الإنجليزية" وهي التي انتجتها شبكة LWT التلفزيونية (London Weekend Television) التابعة لشركة وشبكة ITV البريطانية. وقام بتقديم وانتاج السلسلة الكاتب البريطاني البارون ميلفين براج. وتم انتاج السلسلة عام 2003، وقد تعرفنا عليها قبل ثلاثة أعوام تقريبا حين عرضها الزميل محمد عوض بمنتدى الديفيدي العربي كموضوع هام لنا كمهتمين باللغة الإنجليزية.


    إبراءً للذمة!
    وقبل أن أخوض بمحتوى الموضوع اسمحوا لي بالقول أن السلسلة قمنا بترجمة جميع حلقاتها ما عدا الحلقتين الأخيرتين، وذلك لسبب بسيط وهو عدم توفر ملفات إنجليزية لهما. وقد يقول قائل لماذا لم تتم ترجمتهما سماعيا على الأقل؟ وهو تساؤل معقول ومنطقي وفي محله. والحقيقة أننا كما تعلمون أيها الأخوة والأخوات خضنا بعضا من تجارب الأعمال السماعية وهي ليست جديدة علينا، ولكن الأمر يختلف مع هذه السلسلة ذلك أنها تقوم على مادة علمية موضوعية بحتة لا تحتمل التأويل والخطأ، وهذا حال أي برنامج علمي يعتمد على الدقة والشرح الأكاديمي العلمي لا مجال فيه للمجازفة أو التفسير الجانبي. وكما هو معلوم فإن الترجمة السماعية مهما بلغ احتراف المترجم بها قد يقع بها بالعديد من الهفوات أو الأخطاء أو عدم التمكن من سماع أو فهم سياق أو كلمات معينة. والست حلقات الأولى بحد ذاتها تكوّن موضوعا متكاملا عن تطور اللغة الإنجليزية منذ نشأتها، بينما الحلقتين الأخيرتين رغم اتصالهما بالسلسلة من الممكن متابعة السلسلة من دونهما بالواقع. لكن على كل حال فإننا على استعداد لترجمة هاتين الحلقتين في حال توفر ملفات أصلية لهما. وقد بذلت بهذا الشأن أقصى ما أستطيع أملا بذلك دون جدوى، حيث طلبت من الأستاذ طارق عبد الهادي المشرف العام بمنتدى الديفيدي العربي التحقق عما إذا كانت توجد فعلا ترجمة للحلقتين الأخيرتين عبر اسطواناتها الأصلية وسعى لذلك مشكورا، لكن الرجل لم يجدها إطلاقا. ثم قمت بمراسلة الشركة الموزعة Acorn مستفسرا عن وجود ترجمة للحلقتين الأخيرتين من عدمه، فأكد لي أحدهم ويدعى تشاد كامبل أن ترجمة الحلقتين لأخيرتين موجودتان بالنسخ الحديثة من اسطوانة ديفيدي السلسلة. فزادت حيرتنا بالواقع. لكن كلامه كما نقول بالخليجي "مأخوذ خيره" بمعنى أنه غير قابل للتصديق. لأنه لو كان كذلك فلماذا لم تقم مجموعة ضخمة مثل MVGroup أو غيرها برفعها ليستفيد منها الجميع وهي المعروفة بسعيها الدائم لكل ما هو وثائقي إن كان زعم السيد كامبل صادقا؟! اللهم بلغت، اللهم فاشهد!
    قصة اللغة الإنجليزية... وموتها!
    لقد مرت اللغة الإنجليزية فعلا بقصة غريبة وعجيبة كما ظهر بالسلسلة، وهي مغامرة طويلة ومثيرة ومغامرة مصيرية ومعقدة، كما ذكرنا سابقا. وهذه المغامرة أيها الأخوة والأخوات مميتة في أحسن الأحوال. ولا يتعجب أحد حين أقول:
    أن اللغة الإنجليزية قد ماتت
    وبكى على أطلالها من بكى وسخر على موتها من سخر. ومن قتلها سار بجنازتها مزهوا متفاخرا. وهذا الأمر وقع منذ مئات السنين ولا غرابة به. والوصف الحالي للغة "الإنجليزية" التي نقصدها غير دقيق إطلاقا. فما هو الكيان أو الشخصية أو الشيء "الإنجليزي" الذي نسمي به هذه اللغة؟ أليس هو الوصف الذي نطلقه على القبائل الأنجلوساكسونية المتجمعة والتي غزت الجزر البريطانية منذ عام 449 ميلادية؟ فهؤلاء القوم الذين يتكونون أساسا من ثلاثة قبائل بربرية الأنجلز والساكسون والفريز هم من انشأ أو أقام الكيان "الإنجليزي". وقاموا كذلك بالتحدث باللغة الإنجليزية الأصلية، ومحوا من الخارطة الشعب السلتي المعزول من الخارطة مع لغته. نعم أصبحت هناك منذ ذلك التاريخ لغة موجودة اسمها "الإنجليزية". والمثير للدهشة أن ما تسمى "اللغة الإنجليزية القديمة Old English كانت لغة مختلفة تماما وكليا عن الحالية، بل والأغرب على سبيل المثال أنها كانت تعتمد على التصريف أو الإعراب inflection مثلها بذلك مثل اللغة العربية حيث تضاف الضمائر لأواخر الكلمات: مثلا كلمة Gum باللغة الإنجليزية القديمة بمعنى رجل أو جندي كان يتم إضافة حرف الضمير بآخر الكلمة إذا أردنا قول "رجله" أو "جنديه" تصبح هكذا Gumum في حين أننا نقول هذه الكلمة الآن His Man. واضمحلال أي لغة أو موتها هو أمر طبيعي يعتمد على مدى حيويتها وارتباطها بالنشاطات الحياتية والمعيشية الأخرى كالعلوم والتقنيات الحديثة والتجارة والصناعة وغيرها من المجالات. وهذا ما لم يكن متوفرا للغة الإنجليزية بذلك الحين، حيث كانت تعاني من عصور الظلام Dark Ages والغزوات المتتالية. فإن كان لنا أن نصف هذه اللغة على أنها إنجليزية فإن هذا لا بد أن يقترن بالأنجلوساكسون وغزوهم لبريطانيا وإحلالهم لسكانها بمستعمرين جدد عن طريق الإبادة العرقية طويلة المدى، وهذه العملية استمرت بدءا من عام 449 وحتى عام 1099 حين وقع الغزو النورماندي. ولكن حتى أثناء فترة الحكم الأنجلوساكسوني التي امتدت لما يزيد عن 600 عام، فإن بريطانيا قد تعرضت لغزوات متعددة كان من أهمها غزو الفايكينج وسيطرتهم على البلاد، حيث واجهت اللغة الإنجليزية أكبر خطر ماحق عليها.


    خارطة توسع الفايكنج


    الملك ألفريد
    ورغم أن الملك ألفريد نجح بإنقاذ النصف الجنوبي من بريطانيا وإعادته للحكم الإنجليزي، إلا أن أو عملية تهجين للغة الإنجليزية قد وقعت فأصبحت الإنجليزية لغة هجينة Mongrel حيث حدث تفاعل إيجابي بينها وبين اللغة النرويجية القديمة -لغة الغزاة- وأثّرت الأخيرة عبر السنين بالإنجليزية القديمة وأزاحت عنها مثلا الشكل التصريفي السابق وجعلت الضمائر والحروف منفصلة كما هي الآن كما ورد بالحلقة الأولى من السلسلة. والملك ألفريد لا يبجله الإنجليز لإنه دحر الفايكنج وأبعدهم شمالا فحسب، بل لأنه عمل كذلك على بقاء اللغة القديمة والمحافظة عليها. وتأتّى ذلك عبر عمله التدويني الهام المسمى "سجلات الأنجلو-ساكسون التاريخية"، وقامت كذلك قصيدة "بيوولف" الطويلة بنفس الإسهام، وهي قصيدة لم يتم التعرف على شخصية مؤلفها أو مؤلفيها إلى يومنا هذا. لكن من ناحية أخرى، ساهم هذا التفاعل التهجيني، إن جاز التعبير، باثراء اللغة الإنجليزية وجعلها قابلة للإدخال وتقبل الجديد. وفي الواقع، اللغة الإنجليزية جاهزة أصلا لمثل هذه العملية لا سيما وأن الأنجلوساكسون والفايكنج كانوا ينبعون من أصول بربرية متقاربة
    مراسم موت اللغة مع تتويج النورمانديين


    الملك إدوارك الأول



    الملك هنري الخامس

    كنا قد تحدثنا سابقا عن الغزو النورماندي بموضوع تاريخ بريطانيا (راجع الموضوع). ولكن من أبرز نتائج هذا الغزو أو الفتح أن اللغة الإنجليزية تعرضت للاضمحلال والتعتيم والقمع. فلغة الحكام الجدد الذين فتحوا بريطانيا عام 1099 أصبحت الفرنسية الشمالية الكلاسيكية (النورماندية) التي أضحت لغة البلاط والحكم والتجارة. أما لغة المعاملات الرسمية والدينية والكنائس والأديرة بالدولة فهي بلا منازع اللغة اللاتينية بذلك العصر. فلم يبق للغة الإنجليزية إلا أن تعيش تحت الظلال كلغة ثالثة، ويطلق القصر عليها أحيانا لغة الرعاع والعمال Plough Boy. واستمر هذا الوضع لمدة تزيد عن 400 سنة. ورغم أن اللغة الإنجليزية ظلت تكافح للبقاء على قيد الحياة، إلا إنها أخذت شكلا يختلف تماما عن شكلها السابق قبل الغزو. فقد تلقحت بالكثير والكثير من المفردات والتعابير الفرنسية واللاتينية واليونانية الكلاسيكية، ويعتبرها البعض بالتالي لغة جديدة إن لم تكن لغة ميتة تم إحياءها من جديد بشكل مختلف. وهنا لا بد أن نذكر أن معظم ما شاهدناه من أفلام روائية تتحدث عن تلك الحقبة تحديدا 1099 وحتى منتصف القرن الخامس عشر (مثل الرائعة The Lion In Winter وفيلم ميل جيبسون الشهير BraveHeart وغيرها الكثير) يدخل من ضمن الزيف التاريخي ومحاولة تجميل وتلوين التاريخ كما ذكرنا سابقا (راجع هذا الموضوع). فلم يكن ملوك وحكام إنجلترا ونبلائها يتحدثون إلا بالفرنسية النورماندية. ولكن الملوك النورمانديون يستخدمون اللغة الإنجليزية كعامل مفيد وورقة رابحة بإيديهم لا سيما عند اشتعال حروبهم الطويلة مع الفرنسيين. وقد حدث هذا الأمر على سبيل المثال لا الحصر مرتين، أولها مع الملك إدوارد الأول "قاهر أو مطرقة الاسكتلنديين" كما يطلق عليه (الذي تم تجسيده مثلا بفيلم القلب الشجاع)، وذلك بعام 1295 حين هدد الملك الفرنسي فيليب الأول بغزو إنجلترا. فاستغل إدوارد عامل اللغة الإنجليزية لتجميع الشعب وحشده رغم أنه لا يتكلمها ولا يفقه بها شيئا. والمرة الثانية كانت عام 1417 حين قرر الملك هنري الخامس وهو يخوض الحرب ضد فرنسا أن يجعل مراسلات الدولة ومعاملاتها الرسمية باللغة الإنجليزية وذلك كوسيلة دعائية لجمع عموم الشعب. فعادت الروح للغة إنجليزية جديدة مختلفة وقد تلقحت من كل حدب حدب وصوب: من اللغة الجرمانية الفريزية والنرويجية واللاتينية واليونانية والرومانية والفرنسية، بل وحتى من العربية. فمن طرائف الأشياء، أن ملوك الإنجليز الذين لم يكونوا معتادين على الاستحمام إلا مرة واحدة بالعام -ولا ندري كل كم عام يستحم عامة الشعب- أدخلوا الكثير من كلمات النظافة والاغتسال من اللغة العربية ومنها مثلا كلمة Massage بمعنى التدليك ومس الجسد بعد الاستحمام كما يذكر ذلك صراحة موقع قاموس ويبستر.

    مع جزيل الشكر للاستاذ أحمد الشقيري وبرنامجه "خواطر" لهذه المعلومة
    إنجليزية تموت... وأخرى تولد
    ومن باب "رب ضارة نافعة"، فقد أدى الطاعون الذي فتك بربع إلى ثلث الشعب البريطاني بالعصور الوسطى إلى خلق وضع يسمح للغة الإنجليزية بالإزدهار، فمن الموت جاءت الحياة، يا سبحان الله! فقد ضرب الطاعون الدبلي المهلك أماكن التجمعات البشرية الكثيفة لا سيما تجمعات الطبقات الراقية والنبلاء بل وقد ضرب الطاعون أفرادا كثيرين من الأسرة الحاكمة، وفتك كذلك بتجمعات رجال الدين والكنيسة. وكان من ينفذ بجلده هاربا من هذه التجمعات ناج بأحوال كثيرة. فكان أن ترتب على هذا أن ضعفت السلطة الملكية بلغتها الفرنسية وتقلص نفوذ الكنيسة بلغتها اللاتينية، وظهرت طبقة جديدة استفادت من هذه الأوضاع التي خلقها الطاعون لتتبوأ مراكز مهمة بدءا من الأديرة والكنائس ومرورا بالقطاعات التجارية والاقتصادية وانتهاءا بقصر الحكم والبلاط. وفرضت هذه الطبقة تحجيم النظام الإقطاعي الجائر، وجلبت معها لغتها الأم، الإنجليزية، لتعود من الموت بشكل واسلوب جديد. وشيئا فشيئا بُعثت هذه اللغة للحياة، وأصبحت لغة السلطة والنظام بعد أن قمعت ووئدت وعاشت تحت الظلام Underground لمدة تزيد عن 400 عام. فهل ستكون هي نفس اللغة الإنجليزية الأصلية Old English أم أنها لغة مختلفة وجديدة؟ ليس هناك من اعتراض على تسمية اللغة الجديدة "إنجليزية" مجازا، ولكن التوصيف الصحيح قد يكون من خلال تسميتها لغة مفتوحة أو حرة أو عالمية، ذلك أنها أثبتت قدرة هائلة على الاكتساب والاستيعاب والمرونة والتجدد، وتفوقت على العديد من اللغات الأكثر عراقة منها كالعربية والصينية والسنسكريتية والفارسية وغيرها. وأصبحت مؤخرا لغة القانون والتقنيات والالكترونيات الجديدة والصناعة والتعامل المالي والتجاري، فنجحت نجاحا إنسانيا هائلا سواء تمت تسميتها "بالإنجليزية" أو أي تسمية أخرى.
    لا تقل لغة إنجليزية... بل لغات إنجليزية!
    من سيشاهد السلسلة سيرى بوضوح أن الإنجليز بكل شفافية يعترفون أن لغتهم صعبة. وليس من الثابت معرفة مكمن الصعوبة بالتحديد. ولكن وصف الصعب هو أيضا غير دقيق. فليس هناك لغة بالعالم توصف بالسهلة أو الصعبة. لأن اللغات ما هي إلا وسيلة للتعبير عن الأفكار والمشاعر والانطباعات والآراء.

    قصيدة طريفة معلقة على حائط أحد المدارس ببريطانيا
    تشير لعدم تلاؤم المفردات الإنجليزية

    وجميع اللغات البشرية المختلفة حاليا نبعت من أصل واحد وخرجت من مكان واحد ألا وهو المكان الذي حط عليه نبي الله نوح عليه السلام بعد الطوفان، بلاد الرافدين Mesopotamia قبل 4 آلاف سنة من ميلاد المسيح. لكن المعضلة باللغة الإنجليزية قد تتمثل بعدم وضوح قواعدها ومفرداتها بشكل محدد وثابت. ولا ندعي مثلا أنها أصعب من قواعد اللغة العربية وعلم نحوها وصرفها، كلا طبعا. لكن يقف المرء أحيانا متحيرا عن سبب عدم نطق بعض حروف الكلمات. على سبيل المثال، لماذا لا ننطق صوت حرف K بكلمة Know؟ ولماذا لا ننطق صوت حرف L بكلمة Would؟ ولماذا ننطق حروف ch بكلمة Anchor بصوت (كـ) وليس (تشـ) كالمعتاد؟ ويقع على عاتق علماء اللغة توضيح هذا المنهج بالتعامل مع المفردات وكيفية نطقها. وتوضح الحلقة الثالثة من السلسلة هذا المنهج أن الهيئة المعنية بالمحافظة على اللغة والمسماة "المستشارية" Chancery حدث ما بين أعضائها منذ قرون بعيدة جدال حول الاسلوب الأمثل لكتابة اللغة، فكان هناك من هم "إصلاحيون" أرادوا كتابة اللغة حسب نطقها، وهنالك من هم "تقليديون" أرادوا المحافظة على اللغة ونطقها بالطريقة التي كانت عليها. وبالنهاية "انتصر التقليديون" للأسف كما يذكر ميلفين براج بالحلقة التي تحوي تفاصيل مثيرة للاهتمام بهذا الشأن.

    قاعة المستشارية ببداية القرن التاسع عشر
    وقد حاول الإنجليز بالواقع تشذيب لغتهم لا سيما في عصر التنوير، حيث عمل سامويل جونسون صاحب أهم قاموس إنجليزي متكامل A Dictionary of the English Language مثلا على فرض الرقابة والحذف حتى على المفردات الحوارية الفظة التي أبدعها وليام شكسبير في مسرحياته وقصائده التي يتناولها العامة قبل الخاصة، ورغم أن العصر الرومانسي ساعد كذلك بتهذيب اللغة نوعا ما على يد مؤلفة رائعة مثل جاين أوستن، إلا أن قوة وعمق أفكار شكسبير وحواراته التي لا تنسى لا يمكن كبتها مدة طويلة وإلا ستكون كالبركان الثائر بوجه الرقيب ومقصه الذي لا يميز. ولكن من جانب آخر، فإن الأمر المثير للاستغراب أن إنجلترا كبلد صغير الحجم نسبيا، لا تتفق فيها منطقتان على اسلوب نطق موحد. فالشمال يختلف نطقه عن الشرق، والجنوب يختلف نطقه عن الغرب وهكذا. وهذا أدى إلى إفساد نطق اللغة نوعا ما. وما حدث تاليا يثبت هذا الأمر. فقد عمل المستعمرون في مستعمرة نيوإنجلاند في شرق أمريكا على تصحيح المفاسد اللغوية التي جرت في بريطانيا، فقاموا بتكوين مناهج وكتب تعمل على أخذ الصحيح من أصل اللغة وتطبيقها بعض النظر عن استخدام هذه التطببقات في بريطانيا أم لا.

    فتم انشاء قاموس ويبستر خصيصا لهذا الغرض على يد نواه ويبستر عام 1806. ويشهد الكثير من علماء اللغة ومقدم السلسلة نفسها أن أهل نيوإنجلاند قاموا بإنجاز كبير بهذا الشأن فنبذوا غير الصحيح وهذبوا اللغة من مدخلاتها الخاطئة. ولكن اللغة كالحصان الجامح لا يمكن السيطرة عليها تماما. وهذا ما حدث عندما تم العمل على فتح الأراضي الأمريكية الشاسعة بأوامر من حكومة الولايات المتحدة. فلما تحقق ذلك دخلت الكثير من المفردات الجديدة للغة وحصل التفاعل المحتوم بين الإنسان والطبيعة من خلال اللغة وتراكيبها. ثم أن تطورت الأمور بعد أن حدثت الهجرات الكبرى نحو الغرب والجنوب الأمريكي والاختلاط مع السكان الأصليين الهنود الحمر (بعد اقتلاعهم من أرضهم) وكذلك مع السكان الناطقين بالأسبانية، حيث بدأت مثلا اسطورة البحث عن الـ"إلدرادو"!. وكان من نتيجة هذا الاختلاط السكاني تكون لغة بل لغات جديدة داخل هذه القارة. بالحقيقة وقفت حائرا بالحلقة الخامسة من السلسلة بسبب التباين الهائل ما بين لغة غرب أمريكا وشرقها، فقد كنت أترجم لغة إنجليزية مختلفة تماما. ونزيد من الشعر بيتا، أن لغة السود Ebonics تعتبر لغة شبه إنجليزية مختلفة تماما عن اللغات الأنجليزية الأخرى، ولهذا قصة طويلة أخرى لا يتسع مجال بحثنا لها اليوم. وإن قمنا بإضافة التفاعلات اللغوية التي حدثت بأستراليا وجنوب أفريقيا والهند، فإننا نستنتج بكل وضوح أنه لم تعد هناك لغة إنجليزية واحدة، بل تفرعت من هذه اللغة العالمية لغات مختلفة ومتنوعة حسب بيئتها وثقافتها وتفاعلها الإنساني.

    وعلى العموم، فإن كل هذه الوقائع والنقاط والأحداث زادت من أهمية اللغة الإنجليزية الحديثة عالميا. ومكنها العامل التهجيني والاستيعابي من التفوق والانتشار دون أن نغفل الجانب السياسي والاقتصادي، حيث كان لفتوحات الامبراطورية البريطانية طوال القرون الأربعة الماضية دورا هاما بهذا التفوق. ثم حملت الولايات المتحدة التي تعتبر امتدادا طبيعيا للفكر البريطاني لواء هذا التقدم والازدهار طوال فترة القرن العشرين والألفية الجديدة. ولا شك أن هذه السلسلة الوثائقية الرائعة تقدم لنا ملامح مهمة عن تطور الإنجليزية التاريخي واللغوي، وهي مهمة لكل من يريد معرفة اللغة التي يتعامل معها وما هي خصائصها ومميزاتها وعيوبها. وهذه السلسلة لا تهم فقط دارسي اللغة بل جميع من يتعامل بها من مترجمين وغيرهم، ولا أعرف من هو ليس كذلك بالشبكة العنكبوتية. وبالتالي هذا ما اجتهدنا محدثكم فيصل كريم والأخ العزيز أحمد الزعبي لتقديمه لكم. ونأمل من الله أن يصيب هذا الاجتهاد مكامن الإفادة والتنوير. والحمد لله رب العرش العظيم والصلاة والسلام على رسولنا النبي الأميّ الأمين.



    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    </center>

    تعليق

    • فيصل كريم
      مشرف
      • Oct 2011
      • 296

      #3
      <center>
      وهنا عرض لمواضيع الحلقات

      الــحــلــقــة الأولــى

      ولادة لــغــة

      في هذه الحلقة سنكتشف جذور اللغة ونتبع تاريخها حيث نسمع في جملة واحدة
      كلمات من 4 مصادر مختلفة وسنقوم برحلة بحث في عصور الأنجلوساكسون المظلمة
      وجذور الغزاة الدنماركيين واللغة في الفرنسية العصور الوسطى،
      وفي النهاية سنحصل من اللاتينية على المكونات الأساسية
      - ولكنها ليست الوحيدة - والتي ساهمت في ثراء اللغة الإنجليزية الحديثة.

      الحلقة على اليوتيوب مترجمة
      http://www.youtube.com/watch?v=D9HxXjqWdoQ

      الــحــلــقــة الــثــانــيــة
      الإنجليزية تنحدر إلى الحضيض

      سنتابع في هذه الحلقة كيف سيطرت اللغة الفرنسية على إنجلترا لمدة 3 قرون بعد الغزو
      النورماندي وكيف تم استخدام اللاتينية كلغة رسمية للتجارة في البلاد وأصبحت الإنجليزية اللغة
      التي يستخدمها الفلاحون ولغة من الدرجة الثالثة في موطنها الأصلي.

      الحلقة على اليوتيوب مترجمة



      الــحــلــقــة الــثــالــثــة
      معركة على لغة الكتاب المقدس

      نشاهد في هذه الحلقة كيف أصبحت اللغة الإنجليزية ساحة معركة يقاتل فيها الرجال
      حيث أبقت الكنيسة في العصور الوسطى على الإنجيل باللغة اللاتينية
      بينما كان هؤلاء الذين يملكون ترجمة إنجليزية يخاطرون بحياتهم وسنرى تأثير الطباعة
      على اللغة الإنجليزية وكيف أصلح ذلك الكثير من الحالات الشاذة
      في الكتابة والقواعد وهذا ما جعل الإنجليزية لغة يصعب على الطلاب تعلمها.


      الحلقة على اليوتيوب مترجمة




      الــحــلــقــة الــرابــعــة
      هذه الأرض، هذه المملكة، هذه إنجلترا

      سنزور في هذه الحلقة إنجلترا خلال فترة حكم الملكة إليزابيث وسنطلع على أهمية
      الرحلات البحرية والتجارة الخارجية والتي جلبت أعداداً كبيرة من الكلمات الجديدة
      إلى اللغة الإنجليزية وسنشاهد أيضاً دور العلماء في إدخالهم لمصطلحات لاتينية للغة
      مع وجود حركات كانت تدعو لإبقاء الإنجليزية صافية وسنتعرف على دور شكسبير
      في مزجه للغة العامة مع لغة الأرستقراطيين ليأخذ الإنجليزية إلى آفاق جديدة
      وابتكاره لكثير من الكلمات الجديدة والتي ما نزال نستخدمها حتى يومنا الحاضر
      .

      الحلقة على اليوتيوب مترجمة
      http://www.youtube.com/watch?v=o_23U4k1Yd4


      الــحــلــقــة الــخــامــســة
      اللغة الإنجليزية في أمريكا

      سنقوم في هذه الحلقة بتتبع اللغة الإنجليزية عبر رحلتها ما وراء البحار وسنكتشف
      كيف أن لغة الجزر البريطانية أصبحت لغة العالم واللغة التي يتحدثها ويستوعبها
      أكبر عدد من البشر عبر التاريخ وقد استمرت هذه اللغة بالحياة في أمريكا كلغة مجموعة صغيرة
      من المستعمرين من خلال الصدفة وحسب ولكن أمريكا ساهمت في تطوير مفردات جديدة
      وقامت بنشرها حول العالم
      .

      هذه الأرض، هذه المملكة، هذه إنجلترا

      سنزور في هذه الحلقة إنجلترا خلال فترة حكم الملكة إليزابيث وسنطلع على أهمية
      الرحلات البحرية والتجارة الخارجية والتي جلبت أعداداً كبيرة من الكلمات الجديدة
      إلى اللغة الإنجليزية وسنشاهد أيضاً دور العلماء في إدخالهم لمصطلحات لاتينية للغة
      مع وجود حركات كانت تدعو لإبقاء الإنجليزية صافية وسنتعرف على دور شكسبير
      في مزجه للغة العامة مع لغة الأرستقراطيين ليأخذ الإنجليزية إلى آفاق جديدة
      وابتكاره لكثير من الكلمات الجديدة والتي ما نزال نستخدمها حتى يومنا الحاضر
      .

      الحلقة على اليوتيوب مترجمة
      http://www.youtube.com/watch?v=48XKMDfRrAg


      الــحــلــقــة الــســادســة
      الــنـطــق الــســلــيــم

      تستعرض هذه الحلقة أول معجم إنجليزي ظهر في القرن الثامن عشر ومجموعة اللغويين
      الذين فرضوا قواعد جديدة صارمة على اللغة ولكن الإنجليزية استمرت في التغير والتطور
      كما أصبحت الكلمات والأساليب التي يتحدث بها الناس علامة للنسب والمكانة الإجتماعية
      وكان المستوى الإجتماعي يتحدد من خلال عدم نطق بعض الحروف أو الامتناع
      عن استخدام بعض الكلمات غير الملائمة
      .

      الحلقة على اليوتيوب مترجمة
      http://www.youtube.com/watch?v=6Q_MzfjP8KM


      الــحــلــقــة الــســابـعـة
      لـغـة الإمـبـراطـوريـة

      بالسفر إلى أجزاء من الإمبراطورية البريطانية السابقة سنشاهد كيف أن اللغة الإنجليزية
      اصطدمت بثقافات ولغات أخرى ساهمت في إثراء اللغة، وسنقوم بالسفر إلى الهند
      لمشاهدة كيف أن لغة بدأت كلغة بضع مئات من التجار وتحولت إلى قوة وحّدت إمبراطورية
      تضم ألف لغة ولغة. ويمضي "براغ" برحلة نحو الكاريبي ليكتشف مجموعة من جديدة
      من اللهجات الإنجليزية نتجت من امتزاج التأثيرات الأوربية والأفريقية ويتتبع في أستراليا
      نمو اللغة العامية للمدانين المبعدين على نحو سري واستطاعت الهرب
      من سلطة اللغة الإنجليزية القياسية.


      الــحــلــقــة الــثــامــنــة

      لغات كثيرة تحمل اسم الإنجليزية

      سنشاهد في الحلقة الأخيرة صعود قوة الصناعة الأمريكية خلال القرن العشرين
      والتي كانت السبب وراء انتشار الإنجليزية على المستوى العالمي.
      إن الإنجليزية في وقتنا الحاضر هي اللغة المستخدمة أكثر من أي لغة أخرى عبر التاريخ،
      وسنرى التأثيرات الثقافية على اللغة الإنجليزية والتي غيرت طريقة استخدام الناس
      للغة الإنجيلزية حيث دخلت كلمات جديدة إلى اللغة وكيف أن معجم أكسفورد
      استطاع مجاراة التطور السريع للغة الإنجليزية.





      واسمحوا لي أن أتوجه بالشكر لأستاذنا الفاضل عباس مشالي
      على تصميمه لبوستر السلسلة بأنامله الكريمة ولمساته الجميلة،
      كما نتوجه بالشكر للأخ العزيز محمد الصادي على مجهوده الخرافي
      في رفع روابط جميع نسخ السلسلة على أكثر من رابط
      وكذلك دمج الترجمة بنسخة
      rmvb على أكثر من سيرفر،
      فله عميق الشكر والإمتنان.



      ولا يسعنا بالنهاية سوى الإشارة إلى أنه من يُقدر قيمة هذا العمل
      هو كل من يلمس أهمية اللغة الإنجليزية ويرغب بمعرفة
      كيفية تطورها وازدهارها ووصولها إلى مرتبة عالمية من حيث
      الإنتشار والتأثير في العصر الحديث.
      فرغم أن العمل ككل يحمل مادة دسمة للمتلقي، إلا أنه من غير الممكن
      معرفة كيفية التعامل مع هذه اللغة المتطورة سوى بعد التعرف
      على عنصر التطور التاريخي للإنجليزية. وأخيرًا نأمل أن تمكن
      ترجمة هذا العمل من نشر الفائدة العلمية واللغوية لكل الدارسين
      والباحثين والمهتمين بالعلوم البشرية واللغوية.

      وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة على الرسول الأميّ الأمين.
      وتقبلوا أطيب الأمنيات من مترجمي العمل
      فيصل كريم & أحمد الزعبي

      </center>

      تعليق

      • عبدالرحمن السليمان
        عضو مؤسس، أستاذ جامعي
        • May 2006
        • 5732

        #4
        [align=justify]الشكر الجزيل موصول للأستاذين الكريمين فيصل كريم وأحمد الزعبي، وكذلك للأستاذين الفاضلين عباس مشالي ومحمد الصادي على جهدهم الملحوظ في تحقيق هذا العمل الرائع.

        وأتمنى لو فرّغ بعض أساتذة الترجمة واللغة بعضا من وقتهم لمراجعة هذا العمل وغيره من الأعمال الكبيرة التي ينشرها الأستاذ فيصل كريم مع حضرته حتى تصل إلى درجة الكمال الترجمي إن صح التعبير، ذلك إن في هذه الأعمال جهدا ضخما يستحق الشكر والتقدير، سوف يصبح أثره أعظم لو كانت هنالك مراجعة من الأستاذة.

        أخي الأستاذ فيصل كريم: شكر الله لك ولصحبك هذه الجهود الطيبة.

        تحياتي العطرة.[/align]

        تعليق

        • فيصل كريم
          مشرف
          • Oct 2011
          • 296

          #5
          شكرا جزيلا لك استاذي الفاضل د. عبد الرحمن سليمان على ما تفضلتم بذكره.

          واتفق مع حضرتك تماما فيما ذكرته من اقتراح إيجابي ومثمر للغاية. وأنا على استعداد لتقديم ترجماتي المرئية مسبقا وقبل النشر لأي من الأساتذة الأفاضل المشهود لهم بالخبرة والكفاءة بمجال الترجمة من الإنجليزية إلى العربية (وهي الشق الذي نتعامل هنا بمجال الترجمة المرئية). وحتى تكون الصورة للأساتذة الكرام ممن يوافقون على المراجعة والتنقيح واضحة، فأود ذكر أن مجال الترجمة المرئية/المنظورة يتباين عن مجال الترجمة التحريرية بعدد من الفوارق مثل: الاختصار وعدم الاسترسال والتطويل وأحيانا القدرة على الاختزال عند الصياغة وإعادة الصياغة - مراعاة عدم الخروج عن مجرى سياق الحوار المنطوق مرئيا عند الصياغة وإعادة الصياغة(وهذا يتطلب مشاهدة الترجمة مرئيا بعد مراجعتها). وهذه مجرد نماذج أو مباديء إن جاز الوصف يتعين على المراجع أخذها بعين الاعتبارات وقت أداء هذه العملية.

          والحقيقة إنني أود القول أن العملية برمتها تدخل ضمن إطار الهواية، أي أنه لا أجر مادي لها. وهي عملية تتطلب تخصيصا لجزء من الوقت اليومي وتقسيما لكمية العمل على هذا الوقت المستقطع لهذه الهواية. وإن كنت أتمنى أن من سيتولى عملية مراجعة مشروع ترجمتي المقبل هو حضرتكم يا د. عبد الرحمن السليمان. والمشروع يتلخص بسلسلة Getting Our Way للبي بي سي وقدمه السير كرستوفر مايرز، وهذا رابطه الملخص لحلقاته

          Series looking back at 500 years of intrigue to construct a history of British diplomacy


          ولا أعلم إن سبق لكم فتح ملفات SRT النصية، ولكنها تقرأ من خلال المذكرة Notepad أو حتى عبر الوورد Office Word. والملفات النصية الإنجليزية موجودة بهذا الرابط

          الحلقة الأولى

          الحلقة الثانية

          الحلقة الثالثة

          ولكن طبعا هذا يعتمد على مدى تفرغ المراجع لهذه العملية سواء د. عبد الرحمن أو أيا من الأساتذة الأفاضل الذين يرغبون بذلك، على أنني يجب أن أوضح أن العملية ستستغرق بإذن الله فترة غير قصيرة ما بين كل حلقة وأخرى قد تأخذ مدة شهر تقريبا. وطبعا سيشرفني جعل اسم المراجع الكريم متصدرا الترجمة ليظهر بالمادة المرئية ذاتها.

          أكرر الشكر للدكتور عبد الرحمن السليمان، وأبشره أن ساعة الحرية قد دنت في سورية والعالم العربي. وليس علينا سوى الصبر والثبات لنرى انتصار بأم العين، وذلك ليس ببعيد عن قدرة العزيز الحكيم سبحانه.

          تعليق

          • ahmed_allaithy
            رئيس الجمعية
            • May 2006
            • 4026

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة فيصل كريم
            ....ملفات srt النصية، ولكنها تقرأ من خلال المذكرة notepad أو حتى عبر الوورد office word. والملفات النصية الإنجليزية موجودة بهذا الرابط

            الحلقة الأولى

            الحلقة الثانية

            الحلقة الثالثة.
            هل يمكن وضع الملفات النصية المقابلة المشتملة على الترجمة العربية أيضًا؟
            د. أحـمـد اللَّيثـي
            رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
            تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

            فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

            تعليق

            • فيصل كريم
              مشرف
              • Oct 2011
              • 296

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ahmed_allaithy
              هل يمكن وضع الملفات النصية المقابلة المشتملة على الترجمة العربية أيضًا؟
              أهلا بك استاذي الفاضل د. أحمد الليثي،
              هو الحقيقة، أنا لم ابدأ بعد بترجمة السلسلة المذكورة لحد الآن. ولكنني سأعمل على الترجمة خلال وقت قريب بإذن الله. فإذا حضرتك مستعد لمراجعة الترجمة، فيسعدني تقديمها لك قبل النشر.

              بانتظار ردكم.

              تعليق

              • ahmed_allaithy
                رئيس الجمعية
                • May 2006
                • 4026

                #8
                حياك الله أستاذ فيصل.
                يمكن وضع الترجمة تباعًا وعمل ما يشبه ورشة عمل على المنتدى للمناقشة، ويشارك فيها الجميع بآرائه.
                د. أحـمـد اللَّيثـي
                رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

                فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

                تعليق

                • فيصل كريم
                  مشرف
                  • Oct 2011
                  • 296

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة ahmed_allaithy
                  حياك الله أستاذ فيصل.
                  يمكن وضع الترجمة تباعًا وعمل ما يشبه ورشة عمل على المنتدى للمناقشة، ويشارك فيها الجميع بآرائه.
                  خلاص يا استاذنا الفاضل، سابدأ بإذن الله بترجمة أولى حلقات السلسلة مباشرة بعد نهاية ترجمتي الحالية (الفيلم الكلاسيكي Judgment At Nuremberg). وسأفتح بعد إذنكم موضوعا بهذا القسم ولنسمه مثلا "ورشة عمل ترجمة سلسلة Getting Our Way". ومن الممكن مبدئيا أن ينتهي العمل بترجمة الحلقة الأولى خلال الفترة من 15 إلى 20 يناير/كانون الثاني المقبل بحول الله.

                  فتقبل مني أطيب تحية

                  تعليق

                  • BashirShawish
                    أعضاء رسميون
                    • May 2006
                    • 384

                    #10
                    مغمارة اللغة الإنجليزية:-
                    أولا أود أن أشكر الأستاذين الكريمين فيصل كريم وأحمد الزعبي على عملهما الجبار بترجمة السلسة الخاصة ب "مغامرة اللغة الإنجليزية" .<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-comfficeffice" /><o></o>
                    وأنا هنا لن أعلق على الترجمة وإنما أود أن أبدي بعض الملاحظات عما جاء في التقديم للحلقة السادسة حول "النطق السليم" حيث جاء في ذلك التقديم أن "أول معجم إنجليزي ظهر في القرن الثامن عشر ومجموعة اللغويين الذين فرضوا قواعد جديدة صارمة على اللغة ولكن الإنجليزية استمرت في التغير والتطور كما أصبحت الكلمات والأساليب التي يتحدث بها الناس علامة للنسب والمكانة الإجتماعية وكان المستوى الإجتماعي يتحدد من خلال عدم نطق بعض الحروف..."<o></o>
                    إن وظيفة واضع المعجم هو رصد الكلمات المستعملة وتسجيلها وليس فرض تهجية معينة أو نطق معيّن على تلك الكلمات. ولذلك فإن اللغويين في تلك الفترة لم يفرضوا أية قواعد جديدة على اللغة الإنجليزية وإنما قاموا بتسجيل القواعد والنطق والتهجية التي كانت مستعملة لنوع واحد من عدة لهجات كانت سائدة وهذه اللهجة هي اللغة المعيارية" Standard English " وقد ظهرت هذه اللغة المعيارية في القرن الخامس عشروكانت هذه اللهجة سائدة في لندن وقد ساعد على ظهورها وانتشارها بداية الطباعة حيث طبعت بها الكتب وايضا نظرا لمركز لندن كمركز اقتصادي وسياسي وقدوم الناس من جميع أنحاء انجلترا إليها وأصبحت هذه اللهجة مفهومة في جميع المناطق وليس في لندن وحدها. أصبحت هذه اللهجة أيضا اللغة المستعملة في التعليم ولغة الإدارة إلخ. طبعا واضع المعجم لا يستطيع إلاّ أن يختار اللغة الشائعة والتي يمكن فهمها في جميع المناطق وليس لغة أو لهجة جهة معينة.كما اننا لا نستيطع أن نقول أن شخص ما يقوم بنطق حرف ما أو لا ينطفه لأن اللغة أصلا منطوقة وليست مكتوبة والكتابة هي التي تلت النطق . الحروف وضعت لتمثل الأصوات وليس العكس والذي حدث في الإختلاف بين النطق والكتابة ووجود حروف مكتوبة لا تنطق هو أن اللغة المنطوقة أو لنقل الأصوات المتحدث بها تغيرت ولكن الكتابة بقت كما هي.<o></o>
                    د/ بشير محمد الشاوش

                    تعليق

                    • فيصل كريم
                      مشرف
                      • Oct 2011
                      • 296

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة BashirShawish
                      مغمارة اللغة الإنجليزية:-
                      أولا أود أن أشكر الأستاذين الكريمين فيصل كريم وأحمد الزعبي على عملهما الجبار بترجمة السلسة الخاصة ب "مغامرة اللغة الإنجليزية" .<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-comfficeffice" /><o></o>
                      وأنا هنا لن أعلق على الترجمة وإنما أود أن أبدي بعض الملاحظات عما جاء في التقديم للحلقة السادسة حول "النطق السليم" حيث جاء في ذلك التقديم أن "أول معجم إنجليزي ظهر في القرن الثامن عشر ومجموعة اللغويين الذين فرضوا قواعد جديدة صارمة على اللغة ولكن الإنجليزية استمرت في التغير والتطور كما أصبحت الكلمات والأساليب التي يتحدث بها الناس علامة للنسب والمكانة الإجتماعية وكان المستوى الإجتماعي يتحدد من خلال عدم نطق بعض الحروف..."<o></o>
                      إن وظيفة واضع المعجم هو رصد الكلمات المستعملة وتسجيلها وليس فرض تهجية معينة أو نطق معيّن على تلك الكلمات. ولذلك فإن اللغويين في تلك الفترة لم يفرضوا أية قواعد جديدة على اللغة الإنجليزية وإنما قاموا بتسجيل القواعد والنطق والتهجية التي كانت مستعملة لنوع واحد من عدة لهجات كانت سائدة وهذه اللهجة هي اللغة المعيارية" Standard English " وقد ظهرت هذه اللغة المعيارية في القرن الخامس عشروكانت هذه اللهجة سائدة في لندن وقد ساعد على ظهورها وانتشارها بداية الطباعة حيث طبعت بها الكتب وايضا نظرا لمركز لندن كمركز اقتصادي وسياسي وقدوم الناس من جميع أنحاء انجلترا إليها وأصبحت هذه اللهجة مفهومة في جميع المناطق وليس في لندن وحدها. أصبحت هذه اللهجة أيضا اللغة المستعملة في التعليم ولغة الإدارة إلخ. طبعا واضع المعجم لا يستطيع إلاّ أن يختار اللغة الشائعة والتي يمكن فهمها في جميع المناطق وليس لغة أو لهجة جهة معينة.كما اننا لا نستيطع أن نقول أن شخص ما يقوم بنطق حرف ما أو لا ينطفه لأن اللغة أصلا منطوقة وليست مكتوبة والكتابة هي التي تلت النطق . الحروف وضعت لتمثل الأصوات وليس العكس والذي حدث في الإختلاف بين النطق والكتابة ووجود حروف مكتوبة لا تنطق هو أن اللغة المنطوقة أو لنقل الأصوات المتحدث بها تغيرت ولكن الكتابة بقت كما هي.<o></o>
                      الدكتور الفاضل بشير محمد شاويش، أسعدتني مشاركتك بما تفضلت بها من ملاحظات قيمة بخصوص مسألة "النطق السليم" والمعجم الإنجليزي. والحقيقة أنني لست متخصصا بعلم المعاجم والمسارد الذي يعتبر علما قائما بحد ذاته. ولكن ما ورد بالسلسلة يقدم لنا ملامحا مهمة عن مسألة اللهجات وتعددها وتباينها في إنجلترا. وقضية "الفرض" لا أعلم إن كان لنا نوصف بها الحالة التي سادت في تلك البلاد، فلهجة مسرحيات شكسبير مثلا اعتبرت ابتذالا لغويا فلم توضع كثير من المفردات "الشكسبيرية" بذلك المعجم (كما ورد بالحلقة السادسة). بينما قام مهاجرو مستعمرة نيوإنجلاند باستعمال "ما هو صحيح لغويا ونبذ ما هو مشكوك بسلامته اللغوية فنجحوا بعمل قاموس ويبستر" كما ورد بالحلقة الخامسة من السلسلة. وعلى العموم لا يحق لي الجزم بهذه المسألة، ولكن أظن أن المقصود من العبارة -التي هي بالمناسبة ترجمة أيضا لملخص الحلقة- فرض للقواعد وليس لتهجئة المعاجم. والنص الأصلي الإنجليزي هو كالتالي:

                      In eighteenth century Britain, the first English dictionary was produced. A cohort of grammarians imposed new rules on the language. English continued to change and develop and the way people talked and the words they used became a badge of class and breeding and social death could result from dropping an h' or using an inappropriate word

                      وتقبل مني جزيل الشكر والعرفان.

                      تعليق

                      • BashirShawish
                        أعضاء رسميون
                        • May 2006
                        • 384

                        #12
                        الأستاذ الفاضل فيصل
                        السلام عليكم
                        أشكركم جزيل الشكر على ردكم السريع على مداخلتي وأكرر شكري لكم على العمل الرائع الذي قمتم به.
                        في رأي المتواضع أعتقد أن واضع المعجم مهتم بالكلمات وتهجيتها ونطقها ومعناها واستعمالها في السياق أوالسياقات التي يمكن أن تكون بها(هذه أهم ما يتناوله المعجم) وهذا لا يشمل القواعد(أي النحو)
                        بالنسبة للغة التي استعملها شكسبير ، فلم تكن اللغة المعيارية (حسب فهمي) وكانت اللغة المستعملة في القرن السادس عشر بينما اول معجم وضع في القرن الثامن عشر. اللغة الإنجليزية تعرضت إلى تغيير في القرن السادس عشر والقرن السابع عشر في النطق أطلق عليه " Great Vowel Shiftحيث تغيرت الأصوات المتحركة . مثلا كلمة wifeونطقها الحالي "وايف" كانت تنطق "ويف" . أنا هنا لا أستطيع أن أعطي النطق الصحيح لأنني لا أستطيع استعمال الرموز الصوتية ولكنني أقرّب النطق باستعمال الحروف العربية.
                        على كل أشكركم ثانية على مجهودكم الرائع وعذرا على إبداء الملاحظات والتي هي بناء على قراءتي للموضوع.
                        د/ بشير محمد الشاوش

                        تعليق

                        • فيصل كريم
                          مشرف
                          • Oct 2011
                          • 296

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة BashirShawish
                          الأستاذ الفاضل فيصل
                          السلام عليكم
                          أشكركم جزيل الشكر على ردكم السريع على مداخلتي وأكرر شكري لكم على العمل الرائع الذي قمتم به.
                          في رأي المتواضع أعتقد أن واضع المعجم مهتم بالكلمات وتهجيتها ونطقها ومعناها واستعمالها في السياق أوالسياقات التي يمكن أن تكون بها(هذه أهم ما يتناوله المعجم) وهذا لا يشمل القواعد(أي النحو)
                          بالنسبة للغة التي استعملها شكسبير ، فلم تكن اللغة المعيارية (حسب فهمي) وكانت اللغة المستعملة في القرن السادس عشر بينما اول معجم وضع في القرن الثامن عشر. اللغة الإنجليزية تعرضت إلى تغيير في القرن السادس عشر والقرن السابع عشر في النطق أطلق عليه " Great Vowel Shiftحيث تغيرت الأصوات المتحركة . مثلا كلمة wifeونطقها الحالي "وايف" كانت تنطق "ويف" . أنا هنا لا أستطيع أن أعطي النطق الصحيح لأنني لا أستطيع استعمال الرموز الصوتية ولكنني أقرّب النطق باستعمال الحروف العربية.
                          على كل أشكركم ثانية على مجهودكم الرائع وعذرا على إبداء الملاحظات والتي هي بناء على قراءتي للموضوع.

                          بارك الله بكم يا دكتور بشير شاوش، واتفق مع حضرتك بما تفضلت به سوى أنك لو شاهدت الحلقة السادسة ستجد أنها تذكر أن صامويل جونسون صاحب المعجم الأوليّ الذي نتحدث عنه كان قد استثنى فعلا كلمات ومفردات كثيرة لا يعرفها أو غير متأكد من معانيها أو اعتبرها غير لائقة أو سوقية أو لأسباب أخرى كثيرة. ومنها كلمات ذكرت بمسرحيات شكسبير. وكل شيء هنا نسبي ووقتي، فشكسبير خبا نجمه في بريطانيا في القرنين الثامن والتاسع عشر لكنه عاد بقوة بالقرن العشرين وغدا رمزا من رموز الأدب والدراما.

                          ولعلك يا استاذي الفاضل استبقتنا قليلا بهذا النقاش. حيث تحدثت بموضوع تاريخ بريطانيا عن التطور اللغوي للإنجليزية على مدار التاريخ، آمل أن ينال حظا من الإعجاب لديك، ويسرني كذلك تلقي أي انتقاد تراه بأي نقطة. الموضوع من هنا

                          بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، وأقدم لحضراتكم أحد المواضيع المشتركة التي اجتهدنا وعملنا بها كثيرا، ويترافق مع العمل والجهد الكثير من الذكريات والتجارب الإنسانية التي مررنا بها لتكوّن محطة بحياتنا والأيام القادمة كفيلة بأن تكشف مدى عمق وتأثير هذه المحطة. فهل هي محطة عابرة سيطويها النسيان وتندثر مع


                          تقبل مني أطيب تحية

                          تعليق

                          • مترجم
                            عضو منتسب
                            • Feb 2011
                            • 5

                            #14
                            رائع جدا بارك الله فيك

                            تعليق

                            • فيصل كريم
                              مشرف
                              • Oct 2011
                              • 296

                              #15
                              حياك الله أخي مترجم وجوزيت خيرا على تشجيعك الطيب.

                              تقبل مني أطيب تحية

                              تعليق

                              يعمل...