الكِسف والحاصب والدخان: الحدث المرتقب - ترجمة الفيلم الوثائقي Last Day Of Dinosaurs

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فيصل كريم
    مشرف
    • Oct 2011
    • 296

    الكِسف والحاصب والدخان: الحدث المرتقب - ترجمة الفيلم الوثائقي Last Day Of Dinosaurs

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والحمد لله رب العالمين
    والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين

    يقول الله تعالى في كتابه الفرقان المبين


    {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ} سبأ: 8-9

    أما الكِسف فهو المادة الرئيسة التي نتناول بحثها في هذا الموضوع، بالإضافة إلى ظواهر غير طبيعية أخرى كالحاصب والدخان، ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم قبل 14 قرن من الزمان، ويأتي العلم الحديث ليكتشف هذه الظواهر ويقدم لها تحليلا علميا جادا، وهذا يعزّز من حقيقة أن على العلوم الوضعية والطبيعية أن تقرن بحثها بالنتائج النهائية والحتمية لما يقدمه للبشرية العلم الأكبر والأشمل، وهو الوارد في كتاب الله وسنة نبيه المطهّرة. ومن هنا نلج إلى باب واسع من أبواب العلم المستقبلي الذي يتميز به دين الإسلام ألا وهو علم أشراط الساعة. ويعرض العمل الوثائقي هذه المظاهر المخيفة باقتراب كبير مما عرضه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهذا دليل آخر على وجوب اقتران العلم الأصغر بالعلم الأكبر.

    وسنخصّص في الجزء الثاني من هذا الموضوع مساحة لعرض بحث علمي وضعه الدكتور محمد أحمد المبيض وكان أحد فصول كتابه الكبير " الموسوعة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة" الذي طرح في الأسواق بطبعته الأولى عام 2006. وقد كان لي شرف الحديث مع الدكتور المبيض حفظه الله والنقاش حول العمل الوثائقي ومدى تطابق نقاطه مع ما ورد في بحثه القيّم، وهو سنعرّج عليه بالرد التالي بمشيئة الله تعالى.






    Last Day Of Dinosaurs

    آخر أيام الديناصورات




    يضعنا هذا العمل الوثائقي أمام واقع مرعب ولا قَبل للإنسان بتغييره أو التحكم به، وهو تساؤل يتمثل بالتالي: هل يوجد ضامن على عدم سقوط كويكب أو نيزك ضخم على الأرض يعمل على إحداث دمار هائل يفنى على إثره ملايين البشر ويغيّر من طبيعة الحياة على الأرض لمدة طويلة؟ والإجابة الصارخة بطبيعة الحال أنه لا وجود لضمان كهذا في الكون المتلاطم الذي تقبع الأرض بنقطة ضئيلة به. وهو ذات التحذير الذي يوجهه لنا الله تعالى بصورة مباشرة

    {أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ ، أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً} الإسراء: 68

    فهذا تحذير شامل للبشرية سواء أكانوا من المؤمنين أم من الكافرين، أنه ما من مأمن بهذا الكون الذي لا نعرف عنه إلا القليل من سقوط كويكبات أو نيازك أو صخور ضخمة أو كثيفة. إلا أن الصورة ليست عشوائية هكذا (كما يطرحها العمل الوثائقي) بل محصّنة بحماية الله تعالى للإرض ولخليفتها الإنسان حتى ينتهي من أداء رسالته التي كُلف بأدائها، وتكون رسالته مبنية على الحق الذي أؤتمن عليه. ولكن لكل شيء نهاية، ولكل أجل كتاب. وعندما يحين تمام الوقت لتصفية الحساب، فما من مهرب من الله عز وجل إلا إليه، وحينها سيعلم الذين ظلموا أي مآل سينتهون إليه.

    الحقيقة أن هذا العمل الوثائقي يطرح سيناريو مرعب في حالة تكراره، ورغم إن هذا الوثائقي ناقش هذه الواقع الكارثي من خلال تطبيق نظرية انقراض الديناصورات عبر سقوط نيزك أو كويكب كبير نسبيًا، إلا إن هذا الواقع قابل للتطبيق في زماننا هذا أو في أي زمن آخر، لا سيما عندما نكون أمام عاملين حاسمين وهما:

    - عدم قدرة الإنسان على منع أو تقليل وقع هذه الطامة المستقبلية

    - ثبوت وجود مواد ضخمة سيّارة في هذا الكون قادرة على إحداث أضرارة ضخمة بكواكب تفوق الأرض حجما

    ولعل سبب انقراض الديناصورات السريع يكمن في ضخامة أحجامها وعدم قدرتها على التكيّف أو التأقلم مع صعوبة الظواهر الصعبة لهذه الكارثة الكبرى، وهو ما سيثبته العمل الوثائقي. فهذا العمل أثبت عدة أمور ذكرها الحق سبحانه في كتابه الحكيم وفصّل رسول الله عليه الصلاة والسلام بعضًا من مظاهرها، وهي تتمثل كما جاء بالعمل الوثائقي بالتالي:

    - الكِسف:



    وهو الكويكب أو النيزك الضخم الذي سيأتي من الفضاء
    {أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ السَّمَاءِ} سبأ: 9

    - الحاصب:



    وهي الريح المحمّلة بحجارة تقصف موقعًا معينًا أو مخلوقات بعينهم وتكون نتيجة حتمية لسقوط الكويكب كما سيعرضه العمل
    {أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ ، أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً} الإسراء: 68

    - الدخان:



    وهي الغيمة الدخانية Ejecta Cloud التي تنشأ هنا كنتيجة أخرى مصاحبة لسقوط الكويكب، حيث ستغطي كامل الكرة الكرة الأرضية وتحجب نور الشمس مدة طويلة، وقد ذكرها الله على سبيل الجزم بأنها واقعة لا محالة بالآية التالية:

    {‏فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ} الدخان: 10

    وما يصاحبه ذلك من هطول مطر لا يعمل على زرع النبات على الأرض كما هو المعتاد، وهذا من الآيات الإعجازية الدالة على نبوة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، حيث ذكر هذه الظاهرة الخطيرة في حديث شريف (وهو ما شرحه الدكتور محمد المبيض ببحثه أدناه) وهذا نصه:

    ((ليست السّنَة بأن لا تمطروا ولكن السّنَة بأن تمطروا وتمطروا ولا تنبت الأرض شيئًا)) رواه مسلم

    مع العلم أن في القرآن الكريم توجد سورة كاملة باسم الدخان، وهذا من الدلائل التامة على تقارب علامات الساعة وأن الحق لا يوجد إلا عند من حذّر البشرية من اقتراب الوعد الحق.

    ومن جانب آخر، فإننا عندما نحاول مقارنة عدم قدرة الديناصورات على تجاوز تلك الكارثة مع احتمال وقوع ظواهر مشابهة لها للإنسان، فمما لا شك فيه أن ملايين البشر ستهلك وستتعرض بيئتهم وجغرافيتهم إلى أضرار وتغيّرات شتّى. ولكني أتصوّر أن الإنسان يمتلك مقوّمات أفضل لتدارك التداعيات اللاحقة للكارثة، أو على الأقل تجنّب ما هو اسوأ منها. لأن مثل هذه الكوارث لن تقضي على البشرية دفعة واحدة هكذا، بل ستستمر الحياة حتى يأذن الخالق بنهاية الكون ككل، فلا يبقى على وجه الأرض مسلم موّحد على الإطلاق.

    والحقيقة الأهم التي لا مفر منها أن هذا الحدث تحديدًا (ألا وهو سقوط نيزك كبير على الأرض) سيتكرر لا محالة على الأرض في زمن لا يعلمه إلا الله سبحانه وحده، إلا إن وقائع أخرى تؤكد أنه ليس حدثًا جديدًا. فقد أثبت علماء الجيولوجيا موقع "قوم لوط" وهما مدينتي سدوم وعمورية حيث تعرضتا إلى الحاصب وهي الريح المصحوبة بصخور مسوّمة للعذاب، أي أنها تأتي تحديدا لشخص محدد فلا تخطئه وتفتك به فتكًا، وأدى هذا الفتك الجماعي إلى أن يُقلب عالي هاتين المدينتين الملعونتين إلى أسفلها كما ذكر الباري عز وجل في كتابه الحكيم. وهناك مظاهر أخرى مشابهة لعذاب محدّد مثل قصف جيش أبرهة الحبشي بحجارة من سجّيل، وكذلك الخسف الذي تعرض له قارون.

    وسبب إثارة الرعب بهذا العمل الوثائقي أن الإنسان وهو المتسيّد للأرض، بكل ما وصلت إليه علومه وتقنياته الحديثة المتطورة وأسلحته التدميرية الفتاكة، سيقف مكتوف الأيدي أمام هذا التهديد الفضائي، وسيذكر المؤرخون بتهكم مرير كيف أن الإنسان حاول ذات يوم تغطية عجزه وقلة حيلته بطغيان أجوف مدّعيًا أن بإمكانه السفر للفضاء الخارجي والعثور على كوكب آخر قابل للحياة والسفر إليه (كما ذكرت ناشيونال جيوغرافيك مثلاً في فيلمها الوثائقي الجاد لا الهزلي Evacuate The Earth) أو أن البشر قادرون على توقّع قدوم نيازك كبرى للأرض (وهذا ممكن) وأنهم قادرون على تدميره أو تفتيته قبل وصوله لمدار الأرض (كما رأينا بالفيلم الهوليودي الخزعبلاتي الشهير Armageddon) وكل هذا وغيره من قبيل الأوهام والأمنيات، فلا يستطيع الإنسان للأسف سوى مواجهة أخيه الإنسان أو إيذائه أو التعرّض له بأي شكل، أما القوى الطبيعية كالزلازل والبراكين والموجات الارتدادية (تسونامي) فلا يملك أن يفعل أمامها شيئا، فما بالك إن كانت قوى خارقة للطبيعة. فلا بد عليه بالنهاية من الرضوخ والتسليم بضعفه بهذه الحالة، ولكن على البشرية في ذات الوقت إدراك مكامن قوتها الحقيقية، وهي عوامل الإيمان المرتبط بالتفكير العميق والتأمّل وفهم غرض الوجود على الأرض المتمثّل بالاختبار الصعب وكيفية النجاح به، وهذا الفهم لن يتأتى إلا بالتواضع وعدم الاستكبار وتقوى الخالق الجبار المتعالي

    {يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} الأعراف: 35-36

    إن دراسة علم أشراط الساعة هو أمر ضروري على كل مسلم باحث عن حقيقة مستقبل الإنسان على الأرض، وهو كذلك علم يثبت أن الإسلام بكافة علومه وتشريعاته هو الطريق الأمثل لتجاوز تداعيات هذا الابتلاءات الحتمية، وهذا العلم ليس حكرًا على المسلمين بل هو مفتوح للبشرية لدراسته، ولكن ما قيمة هذه الدراسة والبحث إن لم تؤمن بأحقية هذه الرسالة وصدقها كطريق وحيد لنجاة البشرية ووصولها لهدف السعادة السرمدية؟ فالعقل لوحده غير قادر على أدراك معالم الحقيقة الكبرى مهما بلغت العلوم الإنسانية من تطوّر وتحديث، فلا بد من الإيمان بالله والتسليم لأمره والرضوخ لحكمه حتى تكتمل مظاهر قوة الإنسان على الأرض ونجاحه في الاختبار العسير.


    عن الترجمة

    ساعد بتنقيح الترجمة وتصحيحها زميلنا العزيز أحمد الزعبي جزاه الله خيرًا. وتوجد من الترجمة ثلاث نسخ الأولى للنسخة التالية

    Discovery.Channel.Last.Day.of.the.Dinosaurs.HDTV.X viD-MOMENTUM

    وهي نسخة بحجم 350 ميجا ومدة 43 دقيقة، ولا أنصح بمشاهدته لقصورها عن الكثير من المشاهد الضرورية

    ونسخة

    Last.Day.Of.The.Dinosaurs.2010.720p.BluRay.x264.-.SONiDO

    أو ما شابهها من نسخ البلوراي الأخرى، حيث أنها بمدة ساعة وخمس دقائق، أي تزيد على النسخة السابقة بأكثر من عشرين دقيقة.

    وهو ما اقتضى منّي ضبط ترجمة النسختين كلاً على حدة

    أما النسخة الثالثة فهي النسخة المتوفرة على اليوتيوب التي من الممكن تنزيها عبر برامج التنزيل المتعددة. ولم أستطع للأسف رفع الفيلم على قناتي باليوتيوب لتعرضها لعقوبة خفض مدة الفيديو لـ15 دقيقة فقط، ولعلنا نتمكن من ذلك إن رفعت العقوبة خلال فترة لاحقة بإذن الله.



    ويمكن الحصول على الترجمة والتورنت عبر الرابط التالي

    من هنا





    وأقدّم لكم بالرد التالي بحث الدكتور محمد أحمد المبيض حول هذه العلامة من من علامات الساعة الكبرى وقبل ذلك نسرد انطباعاته عن العمل الوثائقي.
  • فيصل كريم
    مشرف
    • Oct 2011
    • 296

    #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    تعرفتُ خلال ترجمتي لهذا العمل الوثائقي على الدكتور الفاضل محمد أحمد المبيض الذي تجاوب معي مشكورا لمناقشة هذا العمل. وقد أثار هذا الفيلم الوثائقي اهتمام الدكتور المبيض حيث أكد ما تطرق إليه من نتائج في كتابه الضخم "الموسوعة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة" الذي ألفه قبل انتاج العمل الوثائقي بأربعة أعوام تقريبا. وقبل أن أضع حواري مع الدكتور بعد مشاهدته للعمل، أود أن أقدم لحضرتكم نبذة عن الدكتور محمد المبيض وتخصصه وأبرز مؤلفاته مع التنويه بمدونته نداء الروح التي يستعرض بها فقرات موسعة من مؤلفاته وكتبه:





    هو باحث فلسطيني متخصص بالدراسات الإسلامية، دكتوراة مع مرتبة الشرف الأولى من البرنامج المشترك بين جامعتي عين شمس بمصر والأقصى في فلسطين. حائز على الجائزة العالمية للسيرة النبوية التي تعقدها رابطة العالم الإسلامية. حائز على درجة تميز والأول في محوره في المؤتمر الدولي بعنوان النص بين التحليل والتأويل له العديد من المؤلفات المطبوعة والموزعة في عدة دول عربية منها:
    - مصلحة حفظ النفس في الشريعة الإسلامية
    - الموسوعة في الفتن والملاحم واشراط الساعة
    - المس الشيطاني واحكامه في الشريعة الإسلامية رسالة علمية
    - نبي الرحمة
    - ثقافة السلام عند رسول الإسلام
    - اخلاقيات الحرب في السيرة النبوية
    - كتب في ميزان الشرع

    وقد تسنّى للدكتور محمد المبيض مشاهدة العمل الوثائقي وكوّن عنه عدة انطباعات يجملها بنفسه بالنقاط التالية:
    - يتوافق العمل الوثائقي كثيراً مع الأفكار التي ذكرتُها في الحدث الكوني وآية الدخان والتي كتبتها قبل قرابة 7 سنوات لأنه مطبوع في 2006 م وطبعاً الكتابة قبل الطباعة.
    - الربط بين الكسف والدخان الذي يلف الأرض وهذا يتوافق جدا مع طرحي وما ذكرته بخصوص الآية من سورة الطور.
    - الربط بين مطر عذاب يصيب المدن وبين المطر الناري الذي ينزل بعد الكسف أو النيزك.
    - تحرك طبقات الأرض وانفجار البراكين يتوافق وسنوات الزلازل والبراكين خاصة البراكين التي يهرب بسببها أهل المدينة المنورة منها.
    - ذهاب الغطاء النباتي وشح الأكسجين وهذا معنى قول النبي ((ليست السنة ألا تمطروا...)) وقد تميزتُ في تحليلي للحديث بطريقة لم أجدها من غيري وهذا من فضل الله علي
    - لكن ما أجزم به هنا ان الحدث الكوني او آية الدخان لن تكون بنفس الشكل المذكور في الفيلم بل تكون بوضع أخف ويتسارع الزمان أو حركة الكرة الأرضية من باب الرحمة لأن البشرية ستبقى بعد الحدث لكن بوضع جديد.
    - وهنا يجب أن نفرّق بين الضربة العشوائية والضربة المسوّمة من لدن حكيم خبير وهذا ما لم يذكره أو يتصوره الفيلم ومنتجوه.
    - عموماً ترجمة هذا الفيلم شيء رائع، وقد يشير هذا الفيلم إلى حدث مستقبلي قريب والناس عنه غافلون، فترجمته ونشره فيه تحذير وتنبيه للناس قبل فوات الأوان.


    وقد تفضّل الدكتور محمد المبيض بتقديم نسخته الخاصة من البحث لمحدثكم بالإضافة إلى نسخة من كتاب آخر سيصدر له قريبًا بإذن الله، فأشكره جزيل الشكر على هذا الكرم الكبير.
    واسمحوا لي هنا أن أضع بين أيديكم بحث الدكتور محمد أحمد المبيض حول هذا الموضوع بالغ الأهمية وهو جزء من فصول كتابه "الموسوعة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة"

    بسم الله الرحمن الرحيم


    يعتبر موضوع الحدث الكوني وآية الدخان من أهم فصول دراسة الفتن والملاحم، يحتاج إلى تأمل شديد لأنه يمثل حلقة الوصل بين العلامات الصغرى والكبرى ويفسر أهم أسرار علامات الساعة وهذا الفصل هو خلاصة قراءة تأمّلية لآلاف الصفحات المتخصصة في علامات الساعة، أي هو نتاج لدراسة علمية تأمّلية واسعة ولا يدرك أسرار هذا الفصل إلا من كان له باع في علم العلامات، لذا أرجو قراءته ببطء وبتأمّل شديد ومتابعة كل مقالاته بتسلسل، بسم الله نبدأ البحث


    مقدمات بين يدي آية الدخان

    بالنظر لبعض علامات الساعة نجد أنها تشير إلى تغيرات مناخية وجيولوجية أو طبيعية غير معهودة بالنسبة لتصوراتنا، وهذه العلامات قد تشير بمجموعها إلى وقوع حدث رباني عظيم يترتب عليه تغير جوهري بخصوص الأرض، وهذا التغير لا تستبعده تصورات العلماء في عصرنا الحديث.
    وهذه محاولة للربط بين ما يتصوره العلماء – خاصة علماء الفلك – وبين الأدلة القرآنية والحديثية خاصة المتعلقة بآية الدخان التي تعتبر إحدى العلامات العشر، وأرى أن أمهّد لهذه المحاولة ببعض المقدمات التي ليس لها علاقة مباشرة بالموضوع إلا أنها تسهل علينا فهم الأدلة التفصيلية المتعلقة بالموضوع .


    المقدمة الأولى: سقوط حجارة من السماء
    شكل من أشكال العقوبات الربانية




    أولاً : الرجم بالحجارة من السماء أحد أربعة أشكال من العذاب.

    اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أنه يملي للظالم فإذا أخذه، أخذه أخذ عزيز مقتدر. وقد بينت كثير من الآيات القرآنية أشكالاً من هذه العقوبات ، لعل أهمها ما ترشد إليه الآية التالية :
    يقول الله سبحانه وتعالى
    {فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}

    فالآية الكريمة ذكرت أربعة أشكال للعقوبة الربانية وهي :

    الحاصب: ويراد به حجارة من السـماء مسومة للعذاب ، وقد أصابت الحجارة قوم لوط .
    الصيحة: ويقصد بها في الراجح صيحة تقع من جبريل أو أحد الملائكة تتقطع لها الأوتار والشرايين ، ثم الخمود النهائي إلى يوم القيامة ، وهذه الصيحة أصابت قوم ثمود ومدين ، وأصحاب القرية .
    الغرق: وهذا الشكل من العذاب كان من نصيب قوم نوح في الطوفان، وفرعون في البحر.
    الخسف: وهذا العذاب أصاب الله سبحانه وتعالى به قارون.

    هذه هي الأشكال الأربعة للعذاب، وقد بدأت الآية بذكر التعذيب بالحجارة، ولعل البداية به إشارة إلى شدته، وإلا فالأولى الابتداء بالغرق لأن العذاب به لقوم نوح كان سابقاً لعذاب قوم لوط، فالفائدة المتصورة من البداية به هو أن الآية بدأت بالأشد ثم الأخف.

    ثانياً : الإشارات التي تتضمنها الآيات المبينة لعقوبة قوم لوط.
    قال الله سبحانه وتعالى

    {قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ}
    / - وقال سبحانه وتعالى : {وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً}
    / - وقال سبحانه وتعالى : {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ}
    / - وقال سبحانه وتعالى : {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ}
    / - وقال سبحانه وتعالى : {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِـباً إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ}

    شرح الغريب :
    سجّيل: اختلف العلماء في المراد به فقالوا: هي حجارة كالمدر؛ أي الطين المطبوخ، أو هي من طين، أو من صخر، وأوجه الأقوال أن سجيل يراد به أن الحجارة مسجل عليها أسماء من تلقى عليهم، أي أنها حجارة عذاب ، وهي هنا مرادفة لمعنى مسوّمة التي دلت عليها الآيات الأخر.
    منضود: أي متراكم بعضه فوق بعض و مترادف في نزوله.
    الحاصب: أصل معنى الحاصب أنها الريح الشديدة التي تحمل الحصى معها ، ويراد بها هنا تلك الحجارة الصغيرة السريعة المقذوفة من السماء.


    هذه الآيات الكريمة تعطينا وصفاً كاملاً لطريقة التعذيب بالحجارة من السماء ويعنينا في هذا المقام عدة أمور منها: أنها حجارة من طين، وهي مسوّمة ، أي معدّة لتعذيب أناس معينين على وجه الخصوص، وهم قوم لوط، وأن هذه الحجارة قد سُجّل عليها أسماء من تقصدهم، أي أن الرمي بالحجارة من السماء ليس طريقة عشوائية، إنما هي عقوبة ربانية محددة سيقت بإحكام لمن يستحقونها.
    ونلحظ من الآيات التي تعبر عن رمي قوم لوط بحجارة من صخر أو طين أو من حصى متراكم أنها عبرت عنه بمواضع أخرى بالمطر، بل اكتفت في بعض الآيات بتسميته مطر السوء، أو مطراً ثم عقبت عليه بقولها فساء مطر المنذرين .
    ووجه مشابهتها بالمطر إشارة لأمرين هما جهة نزولها ، وهو السماء محل نزول المطر، والثاني كناية على كثرتها وتتابعها بما يشبه المطر.
    والملاحظ في كتاب الله سبحانه وتعالى أن كلمة مطر بجميع تصريفاتها لم تذكر إلا للدلالة على الرمي بالحجارة والتعذيب، كما أن كلمة ريح في أغلب الآيات إشارة للعذاب والرياح إشارة للرحمة.

    ==================================
    المقدمة الثانية : التهديد بسقوط حجارة من السماء ما زال
    قائماً، ومن الجهل أن يستبعد الإنسان وقوعه.


    / - قال الله سبحانه وتعالى : {أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ}
    / - {أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ ، أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً}

    شرح :
    الآيتان صريحتان في تهديد كفار البشرية بحجارة من السماء، وقد جاء الاستفهام فيهما على وجه التوبيخ والتهديد ، أي كيف تأمنون وقوع حجارة عليكم من السماء كعقوبة لكم على كفركم ؟ وقد وقع مثل ذلك على أقوام سابقة، والأصل فيكم ما دمتم وقعتم في موجبات العقاب أن تكونوا على حذر تام ووجل وترقب لوقوع حجارة من السماء عليكم، والأمر ليس ببعيد عنكم، وليس مستغرباً، وما هي من الظالمين ببعيد .
    ==================================


    المقدمة الثالثة:
    التهديد بنزول كسف من السماء من أوضح التهديدات القرآنية والنبوية



    / - قال الله سبحانه وتعالى : {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ}

    هذه الآية تتضمن تهديداً لكفار قريش بشكلين من أشكال العذاب من فوقهم ومن تحتهم وهما الخسف والقذف بكسف من السماء، والآية صريحة بأن نزول كسف من السماء هو أحد التهديدات الربانية القائمة التي حُذر بها كفار قريش والبشرية من خلفهم.
    وعقبت الآية بعد ذكر الكسف بأن في ذلك علامة وبرهان لا يستفيد منه، أو من التحذير منه إلا كل عبد تائب راجع إلى الله، أو كل فقيه مطلع على أوجه التصريف الرباني وسننه في الكون . .
    / - قال الله سبحانه وتعالى : {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً}
    هذه الآية جاءت ضمن جملة مطالب لكفار قريش ظنوها من الأمور التعجيزية التي يفحمون بها النبي صلى الله عليه وسلم خلال حوارهم له، والشاهد في الآية أنهم طلبوا منه إسقاط كسف من السماء، والآية صريحة في أنهم سمعوا هذا التهديد من النبي صلى الله عليه وسلم سابقاً؛ أي أن النبي صلى الله عليه وسلم قد هددهم سواء في حديثه معهم أو من خلال القرآن كما بينت الآية السابقة في سورة سبأ، وقد اعتبر الكفار ذلك من مزاعم النبي صلى الله عليه وسلم ، واتهموه بالافتراء في هذا التهديد، و ما النبي صلى الله عليه وسلم إلا رسول مبلغ عن ربه سبحانه وتعالى .
    والشاهد في الآية والتي قبلها أن التهديد بنزول كسف أو نيزك من السماء هو تهديد قائم هدد به النبي صلى الله عليه وسلم كفار قريش لِعَنَتهم ، وما زال التهديد قائماً ، بل هذا التهديد هو من أوضح التهديدات التي تميز بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وجاء القرآن مصرحاً به في عدة مواضع ؛ يرشد إلى ذلك أن هذا التهديد على وجه الخصوص هو الذي طبع في ذاكرة كفار قريش، وقد ذكروا به النبي صلى الله عليه وسل كما دل صريح الآية السابقة ، بل هذا التهديد لاحق لوضوحه كفار قريش حتى في المرحلة النبوية؛ حيث ذكروه قبيل غزوة بدر، وقد بينت الآيات موانع وقوعه يقول الله سبحانه وتعالى:

    { وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ، وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}

    فالآية بينت موانع نزول حجارة من السماء عليهم ، وهي وجود نبي الرحمة بينهم والاستغفار، ومع وفاة النبي صلى الله عليه وسلم يبقى التهديد النبوي والقرآني بنزول كسف من السماء قائماً، وهذا ما تؤكد عليه المقدمة التالية. عقوبة الرجم من السماء من العقوبات المستقبلية
    ==================================


    المقدمة الرابعة : عقوبة الرجم بالحجارة من العقوبات المستقبلية الثابتة


    / - قال الله سبحانه وتعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ}

    / - ذكر أبي بن كعب في تفسير الآية السابقة قوله: «هُنَّ أَرْبَعٌ وَكُلُّهُنَّ عَذَابٌ وَكُلُّهُنَّ وَاقِعٌ لَا مَحَالَةَ فَمَضَتِ اثْنَتَانِ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ rبِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً فَأُلْبِسُوا شِيَعًا وَذَاقَ بَعْضُهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ وَثِنْتَانِ وَاقِعَتَانِ لَا مَحَالَةَ الْخَسْفُ وَالرَّجْمُ»

    الشاهد في الآية والأثر الوارد عن أُبي بن كعب:
    الأثر صريح بأن هذه العقوبات لم تذكر على سبيل التهديد، بل فيها إشارة مستقبلية لما ستقع به الأمة، وقد وقع منها اثنتان وهما التفرق بين الأمة والتشيع لأحزاب، ثم وقوع القتال بين هذه الأحزاب والشيع، وبقي اثنتان، وهما الرجم من السماء إما بحاصب أو بكسف، والزلازل والخسف ، وقد جاء التصريح في أحاديث عدة في علامات الساعة عن وقوع الخسف في الأمة ، أهمه ثلاثة خسوف عظمى، في المشرق والمغرب وجزيرة العرب، أما عن الحاصب أو الكسف فدلالة الأثر تشير إلى أنه لا محالة واقع، ودلائل الحال وسياق الآية يعززان الربط بين العلامتين، وقد يكون الخسف أحد آثار سقوط كسف من السماء .

    / - عن ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: {يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوْ فِي أُمَّتِي - الشَّكُّ مِنْهُ- خَسْفٌ أَوْ مَسْخٌ أَوْ قَذْفٌ فِي أَهْلِ الْقَدَرِ }
    (وفي رواية : {بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ مَسْخٌ وَخَسْفٌ وَقَذْفٌ}
    وفي رواية {يَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ}

    شرح :
    الحديث يتضمن ثلاثة أشكال من العذاب حاصلة في أفراد من الأمة منها القذف وهو الرمي بالحجارة من السماء .
    =====================================
    المقدمة الخامسة :
    نظرة علماء الفلك لإمكانية سقوط كسف أو حاصب من السماء




    هذه المقدمة لها علاقة بما توصل إليه علماء الفلك من تصورات مبنية على المشاهد أمام أعينهم حول إمكانية أو مدى احتمالية سقوط نيزك أو جرم سماوي نحو الأرض، وقد استقيت هذه المعلومات من برنامج تلفزيوني علمي حديث جداً بعنوان: أخطار تهدد الأرض، وكان عنوان الحلقة : نيازك مدمرة .
    وقد شارك في هذا البرنامج أبرز علماء الفلك في العصر الحاضر، وأهمية هذا البرنامج تكمن في حداثته، حيث أعد في سنوات ما بعد الألفين، إضافة إلى ذلك أنه يبين لنا آخر النتائج والتصورات الحاصلة عند علماء الفلك ، وملخص الأفكار الهامة التي تضمنها هذا البرنامج أرصده في التالي:
    - راقب الفلكيون ظاهرة غريبة قريبة من المشتري في عام 1994م، وعندما تم تحليل هذه الظاهرة وجدوها عبارة عن عشرين قطعة من نيزك متفتت ، تقترب من مجال المشترى، وتم معاينة هذه الظاهرة من خلال توجيه المراصد والأقمار الصناعية نحوها لملاحظة ما يترتب عليها، وتم تصوير ارتطام تلك القطع وما ترتب عليها من دمار و انفجارات، تعادل فيه المنطقة المدمرة والمتأثرة حجم الأرض أو قريباً من ذلك .
    - بدأ الفلكيون بعد معاينة هذه الظاهرة التفكير بجدية في احتمالية ضرب نيزك أو مذنب الكرة الأرضية .
    - شاهد العلماء نيزك يسمى غراند تيتون يدخل مجال الأرض ، و بدأ بالاحتراق نتيجة احتكاكه بالغلاف الجوي ثم خرج من الغلاف مغيراً مساره .
    - خلال مراقبة سير نيزك كبير سماه العلماء ( نيزك 1998) ، وجد العلماء أن مساره يتجه نحو الأرض ، ووفق دراسة لسرعته ومساره توقع العلماء أن يضرب الكرة الأرضية سنة 2028م، الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر، ولوحظ بعد ذلك أن هذا النيزك قد غير مساره قليلاً.
    - يذكر العلماء أنهم يرون قرابة الإثنا عشر نيزكاً خطراً يهدد الأرض سنوياً، ومعدل النيازك المتوقع من كل واحد منها أن يضرب الكرة الأرضية هو 1500 نيزكاً، وهذا الرقم قابل للزيادة، إضافة إلى ذلك أن هناك عشرين جسماً غير مكتشف، أو ليس تحت الرصد يتوقع ارتطامها بالأرض، يقول بعض علماء الفلك محللاً ظاهرة النيازك: يتوقع من بعض النيازك ارتطامها بالكرة الأرضية بعد ربع مليون سنة، وبعضها يتوقع ارتطامه بعد أسبوع . وظاهرة النيازك ليس من السهل ضبط التصورات حولها؛ ويعلق أحد العلماء بعد اجتماع فلكي ضم أكثر العلماء المتخصصين بتلك الظاهرة أنه من المحتم أن نصطدم بأحد النيازك.


    تصورات العلماء للنتائج المترتبة على سقوط كسف أو نيزك على الأرض:

    أ-ضرب نيزك بحجم ميل مربع لمدينة شيكاغو كفيل بتدميرها كاملاً مخلفاً حفرة عظيمة تحته ، ويترتب عليه التأثير القاتل والمدمر لمدن عدة حوله .
    ب- بعد نزول النيزك يتوقع زيادة درجة الحرارة .
    ت- يترتب على نزول النيزك هالة من الدخان عظيمة جداً تلفّ الكرة الأرضية، وتحجب الشمس عنها، ويستمر هذا الدخان مدة عام على الأقل.
    ث- يترتب على ذلك القضاء على المزروعات والغطاء النباتي على الكرة الأرضية بكاملها، إما بشكل كلي أو نسبي وهذا سينجم على أثره مجاعة غير متصور أبعادها ونتائجها .
    ج- يذكر العلماء أن سقوط نيزك في العصور السحيقة كان سبباً في إنهاء الحياة على الأرض، أو حياة الديناصورات في تلك الحقبة .
    ح- يقول بعض العلماء أن نيزكاً واحداً كفيلاً بإنهاء الحياة البشرية .
    خ- يرى بعض العلماء أن الساعات الأولى من نزول نيزك كفيلة بقتل ملايين البشر.


    أقول :
    هذه أبرز تصورات علماء الفلك، وقد استندوا في هذه التصورات على ما لاحظوه من نتائج مدمرة عاينوها سنة 94م في المشترى، وما وقع في المشتري ليس ببعيد عن الأرض في معتقدهم.
    وهذه المعلومات التي ذكرتها مبنية على البحث العلمي البحت، ولا علاقة لها بتصورات ومعتقدات سابقة، وسنلحظ خلال مقارنتها مع ما ثبت عندنا مدى التطابق بين هذه التصورات، وبين ما تورده علامات الساعة كما سيتضح.


    خلاصة القول فيما سبق ذكره في هذا المبحث

    1- سقوط كسف أو حجارة من الأحجار من السماء هو شكل من أشكال العذاب التي دل القرآن على وقوعه.

    2- من الأمم التي أخبر الله سبحانه وتعالى عن تعذيبهم بالحجارة قوم لوط .

    3- طبيعة الرجم من السماء ليس حالة عشوائية ، بل هي عقوبة ربانية تقع وفق المشيئة والحكمة الربانية

    4- التهديد بإسقاط حجارة أو كسف من السماء ما زال قائماً، وقد بينت الآيات أنه من الجهل الأمن من عدم وقوعه.

    5- جاء في بعض علامات الساعة ما يشير إلى وقوعه في حق بعض أفراد من الأمة

    6- نلحظ من بعض الآيات أنها تربط بين سقوط الكسف من السماء وبين حالة من السحاب الأسود المتراكم، وهو يطابق ما يذكره علماء الفلك من أن سقوط نيزك كفيل بإنشاء هالة من الدخان الكثيف يلف الكرة الأرضية ويحجب الشمس.

    7- نلحظ أن الأمن من احتمالية سقوط كسف أو حجارة، والذي وقع به أهل الكفر استهجنته الآيات لأنههم استبعدوا خطراً قريباً منهم ومحدق بهم في كل لحظة، وهذا الأمن من جهلهم، ويلحظ أن أكثر الناس خوفاً من وقوعه، ويتوقعونه في كل لحظة هم علماء الفلك، وذلك لما عاينوه من قرائن ومشاهدات تعزز وقوعه.





    وفي النهاية أشكر الدكتور محمد أحمد المبيض على تعاونه الطيب. ونسأل الله تعالى أن يضع هذا العمل بميزان حسناتنا ويأجرنا حسب اجتهادنا وألا يأخذنا بسهونا وأخطائنا وهو الغفور الرقيب البصير.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    مترجم العمل ومقدّم الموضوع

    فيصل كريم

    تعليق

    • فيصل كريم
      مشرف
      • Oct 2011
      • 296

      #3
      هنا رابط مشاهدة مباشرة للفيلم الوثائقي بالترجمة لمن يرغب بمشاهدته


      Sorry, we couldn’t find that page

      تعليق

      • Dr-A-K-Mazhar
        ملاح
        • Nov 2007
        • 1864

        #4
        أخى الأستاذ الفاضل فيصل كريم

        تحية طيبة

        مجهود كبير وعمل رائع تُشكر عليه وجزاك الله كل خير.

        والآن أحب أن اعرض تلخيصا للفكرة الأساسية للعمل..

        نحن أما قضية تفسير للغيب ( المستقبل من الغيب و بعض أحداث الماضى من الغيب ايضا) يحاول أن يستعين بنتائج العلم و يربطها بتفسير لنصوص من القرآن ليقول أن نهاية العالم ستكون مثل ما حدث سابقا...

        حاصب..حجارة...كسف....

        و اعطاء ما حدث للديناصورات كنموذج.

        بمعنى يأخذ اخبار عن احداث ماضية (المصدر:تفسيرنصوص دينية من ناحية، و نظرية علمية عن انقراض الديناصورات فى الماضى من ناحية أخرى)

        ثم يحاول أن يتنبأ بأن أحداث نهاية العالم (الكون أو الأرض غيرمحددة) مستقبلا ستكون بنفس السيناريو ، اعتمادا على تفسير لنصوص ظنية الدلالة ، واستنادا إلى نظرية علمية خاصة بفناء الديناصورات وهى ايضا ظنية و ليس عليها اتفاق.

        أخى العزيز فيصل كريم

        هل ما قمت به من تلخيص للموضوع دقيق ؟




        وتحياتى

        تعليق

        • فيصل كريم
          مشرف
          • Oct 2011
          • 296

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة Dr-A-K-Mazhar
          أخى الأستاذ الفاضل فيصل كريم

          تحية طيبة

          مجهود كبير وعمل رائع تُشكر عليه وجزاك الله كل خير.

          والآن أحب أن اعرض تلخيصا للفكرة الأساسية للعمل..

          نحن أما قضية تفسير للغيب ( المستقبل من الغيب و بعض أحداث الماضى من الغيب ايضا) يحاول أن يستعين بنتائج العلم و يربطها بتفسير لنصوص من القرآن ليقول أن نهاية العالم ستكون مثل ما حدث سابقا...

          حاصب..حجارة...كسف....

          و اعطاء ما حدث للديناصورات كنموذج.

          بمعنى يأخذ اخبار عن احداث ماضية (المصدر:تفسيرنصوص دينية من ناحية، و نظرية علمية عن انقراض الديناصورات فى الماضى من ناحية أخرى)

          ثم يحاول أن يتنبأ بأن أحداث نهاية العالم (الكون أو الأرض غيرمحددة) مستقبلا ستكون بنفس السيناريو ، اعتمادا على تفسير لنصوص ظنية الدلالة ، واستنادا إلى نظرية علمية خاصة بفناء الديناصورات وهى ايضا ظنية و ليس عليها اتفاق.

          أخى العزيز فيصل كريم

          هل ما قمت به من تلخيص للموضوع دقيق ؟




          وتحياتى
          حياكم الله يا أستاذنا الدكتور عبد الحميد مظهر، وشكرا لك على نقاشك الطيب.

          وقبل الإجابة على نقاط حضرتكم، أود أن أشدد وأؤكد أن مجالي ليس الفقه في الدين واستنباط أحكامه ودلالات الأحكام القطعية وغيرها، فهناك علماء أجلاء يختصون بهذا المجال، كما إنني لست مختصا بالعلوم التطبيقية والنظرية، فهذا مجال له علماؤه المختصون مثل حضرتكم. وبالتالي لا أود أن يساء فهم ما أذكره من كلمات فيظن أنني تجرأت باقتحام هذين المجالين العلميين، فما أنا سوى ممارس للترجمة ولم أصل بعد لمستوى أن أحظى بلقب "مترجم". وليس هذا سوى نقاش عام لمحاولة فهم نقاط الموضوع، وأرجو الله تعالى ألا يأخذ كلامنا علينا، حسب فهمي القليل.

          وحتى يكون نقاشنا بعيدا عن سوء الفهم، فلا بد من تعريف مفهوم "قطعي الدلالة" في النص، وهو ما يبدو أنني تسرّعت به. فهو حسب الرابط الوارد من موقع إسلام ويب أدناه: "أن دلالة ألفاظ النص لا تحتمل أكثر من تفسير واحد" وهذا يتعلق بنصوص معينة في القرآن، أما القرآن ذاته فهو "قطعي الثبوت لتواتره من الرسول عليه الصلاة والسلام ثم إلى الصحابة ثم إلى التابعين ثم إلى تابعي التابعين وهكذا إلى وصلتنا متواترة" "ومعنى التواتر: أن يرويها في كل طبقة عدد من الناس يستحيل تواطؤه على الكذب، وهذا مفيد لليقين، أي أن القرآن مقطوع بصحة سنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم."

          أضخم موقع للإفتاء على الإنترنت يقدم فتاوى شرعية مبنية على الكتاب والسنة ومسترشدة بالمذاهبالإسلامية ومنفتحة على الواقع المعاصر جامعة بين الأصالة والتيسير


          وبالتالي فإن قولي السابق "أن النصوص سالفة الذكر قطعية الدلالة" لا يتسم بالدقة والتوافق مع التعريف الصحيح أعلاه، ومن هنا فإن الحذر مطلوب حتى لا نقع بمطب الخوض مما ليس لنا به علم، فسبحانك لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا. وأعتقد أن هذا رد على النقطة الثالثة من تعقيب الدكتور عبد الحميد مظهر وفيه اعتراف بقصور العلم وعدم وضوح المفاهيم، وهو مما أعتذر إلى الله سبحانه عنه. وأتمنى أن يتفضل علينا علماء الفقه والحديث كي يفيدونا بعلمهم كما أسلف الدكتور مظهر.
          وهنا ردي على النقاط الأخرى:

          أولا: إذا كان معنى مفهوم "قطعي الدلالة" وانطباقه على فهمنا بهذا الموضوع يعني أن ذات الذي حدث مع الديناصورات سيحدث في بداية النهاية أو أشراط الساعة، فإن الإجابة ستكون بالنفي. لأن الأحداث القادمة ستختلف عن ما جرى في السابق حتى لو تقاربت مظاهرهما بنسب ودرجات معينة. والمؤكد بطبيعة الحال إن كليهما في علم الله سبحانه.

          ثانيا: الحمد لله أن هدف الموضوع واضح بالنسبة لي لكي أكون صادقا بنقل هذه الأفكار التي قد تشوبها بعض نقاط عدم الدقة أحيانا. والمهم أن النية تكون صافية لله عز وجل مع وجوب تعزيزها باكتساب العلم الصحيح.


          مثال 1: أعتقد أن الرد أعلاه ناقش فحوى هذا المثال.

          مثال 2: نعم، اتفقنا يا دكتور على عدم قطعية النصوص الدلالة لتعدد وتباين تفسيرها (حسب تعريف المفهوم). أما النهاية أو الساعة أو القيامة فهي تشمل الكون بأكمله وليس الأرض أو المجموعة الشمسية أو درب التبانة فقط، اعتمادا على ذكر الحق تعالى في الفرقان:

          {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} الأنبياء: 104

          وعندما يحدث حدث هائل كهذا، فإنه بالمنطق البسيط لا بد أن يسبقه مخاضات واضطرابات كبرى. واعتقادي -وقد يكون اعتقاد غير صحيح أو دقيق- أن العلم قد لا يستطيع إثبات هذه الحقيقة إثباتا نظريا أو عمليا. وليس معنى عدم قدرة العلم على إثبات هذه الحقيقة أو عدم وجود الآليات التي تمكن من فهم نهاية الكون (كما بدأ) أن هنالك شكا في هذه الحقيقة، كما نحن متفقون عليه كمسلمين. فالإشكالية تكمن بالكيفية والطريقة رغبة في الفهم، ولا أستطيع الجزم إن كان هذا مضيعة للوقت أو مفيد للبشرية. وهناك من العلماء من حاول إثبات هذه الحقيقة القرآنية عبر العلم النظري كالفيزياء مثل هذا الأستاذ السوري منصور كيالي الذي يقدم تصورا نظريا "ظنيا" لنهاية الأرض والكون



          ولا أقول أنني أؤمن بمثل هذه النظرية بالجملة، ولكنها تبقى كإشارات محفزة للتفكير والتأمل.

          مثال 3: اتفق مع حضرتك بهذه النقطة.

          رابعا: هناك أحاديث متواترة ومرفوعة كثيرة عن أشراط الساعة، وهناك أحاديث غريبة أي "التي وقع فيها وجه من وجوه التفرّد" أو آحاد أي "ينقصه التواتر ويغلب عليه الظن ويوجب العمل دون العلم". ومن ضمن الصنف الأول في أشراط الساعة حديث تميم الداري الذي أخرجه مسلم وروته فاطمة بنت قيس رضي الله عنها، وكذلك الأحاديث الكثيرة في نزول نبي الله عيسى إلى الأرض. وهناك أحاديث أخرى كالتي تتحدث عن المهدي وأخباره لايؤثم المرء إن لم يجعلها أساسا من أسس أشراط الساعة. وهذا ما ذكره مثلا دكتور عمر عبد الكافي واعتمده في سلسلته الدينية "الوعد الحق" حيث أكد هو وآخرون أن من الجائز عدم الاعتماد على مثل هذه الأحاديث رغم قوة سند بعضها وذلك لقلة تواترها، فالإجابة هنا أنه يوجد أحاديث كثيرة متواترة في أشراط الساعة وتوجد أحاديث أخرى خلاف ذلك، والله أعلم.

          خامسا: سياقات الآيات الواردة في الموضوع جاءت بطبيعة الحال متعددة ومختلفة، ولضيق الوقت يصعب حصرها هنا. ولكن إذا كان الله تعالى يهدد على سبيل المثال بإحدى الآيات مشركي قريش بسقوط كسف من السماء ولم ينفذ هذا التهديد، فهل هذا يعني انتهاء أثر التهديد على باقي البشرية؟ فلا أرى تعارضا بين ورود المفهوم في السياق وشموليته وسرمديته في الزمان. نعم، قد يختلف التفسير من زمن إلى زمن تبعا لتطور فكر الإنسان وإدراكه للفكرة الواردة في النص، واختلاف التفاسير قد لا يعني بالضرورة خطأها أو بطلانها، بل ربما عدم اكتمال صورة بعضها. وعلينا أن نسأل أهل الفقه هنا: هل وجود مثل هذه الآيات، التي يشير لها بعض العلماء على أنها دالة على ظواهر أشراط الساعة، في خارج هذا السياق، هل ينفي ذلك أنها تشير إلى أحداث بدايات الساعة؟ فالأفضل أن نترك الحكم في هذا الشأن إلى علماء الفقه عسى أن يعيننا ذلك على فهم الصورة بدقة أكبر. والله تعالى أعلم.


          شكرا لكم يا دكتور عبد الحميد مظهر على هذا النقاش المحفز للتفكير وتصحيح المفاهيم. وبانتظار المزيد منكم بإذن الله.

          تعليق

          • Dr-A-K-Mazhar
            ملاح
            • Nov 2007
            • 1864

            #6
            أخى العزيز الاستاذ فيصل

            تحية طيبة

            و اشكرك على ما تفضلت به ، و سأعود إن شاء الله لتوضيح بعض النقاط

            و دمت

            تعليق

            • Dr-A-K-Mazhar
              ملاح
              • Nov 2007
              • 1864

              #7
              الأستاذ الكريم فيصل

              تحياتى


              من أصعب و أعقد المشاكل التى يواجهها العقل....مسأئل البدايات و النهايات.


              البدايات عن احوال و أحداث حدثت منذ زمن بعيد

              و النهايات عن تو قعات و تنبوءات عن أحوال و أحداث فى المستقبل.

              فكيف يمكن أن نعرف مسائل البدايات و النهايات فى كل مجالات المعرفة الإنسانية؟


              الإنسان يعتمد على مصادر للمعرفة...

              وما نبحث عنه هو من الغيب....

              فما مصادر المعرفة للغيب سواء كان ماضى أو مستقبل؟

              و ما المنهج الذى نستعمله للتأكد من صحة ما نتوصل إليه من معرف ظنية؟


              هذه الاسئلة لها علاقة واضحة بموضوع حضرتك

              ( يتبع)

              تعليق

              يعمل...