الرسالة المنذرية في الأسود والكلاب
الرسالة المنذرية في الأسود والكلاب
حدثنا الأستاذ أحمد أبو شهبة فقال: "في مقالك السابق قلت أنه لا يصح أن يكون العدو أسدا، لأن في ذلك امتداح له وإعلاء من شأنه ورفع لمرتبته، وإنما الأجدر به أن يكون كلبا لأن في ذلك ذم له وتحقير من شأنه وتنزيل لمرتبته. وأنا أرى أنك جانبت الحق في ذلك، لأننا في نظر أعدائنا أعداء بينما نحن أسود، فيصبح العدو أسدا، وفي هذا نقض لادعائك. كما أنك جانبت الحق في وصفك للكلب بالخسة والحقارة بالنظر لما عرف عنه من وفاء".
وأرى أن أخي الكريم قد اختلطت عليه الأمور، وأنه قد خلط الحابل بالنابل، فأصبح لا يفرق بين أسد وكلب، ولا بين ظالم ومظلوم، ولا بين معتدى ومعتدى عليه.
فالعدو لغة هو المعتدي، فإذا كان هناك طرفان بينهما خلاف أو عداء، فإن أحدهما يكون معتديا، بينما يكون الآخر معتدى عليه، فهل يستوي المعتدي مع المعتدى عليه؟ بالطبع لا يستويان، ولا يسمح العدل، ولا تسمح المروءة لأحد أن يساوي بينهما، فالطرف المعتدي يوصف بأنه العدو وينسب إليه كل ذميم سيء من الصفات، وأما الطرف المعتدى عليه المنتقم لحقه وشرفه فلا يوصف إلا بأنبل وأشرف وأحسن الصفات. لذلك فالأول يوصف بأنه كلب عدواني عقور، في حين يوصف الثاني بأنه أسد نبيل هصور.
ولست أرى لوفاء الكلاب الذليلة من حيث الرتب وزنا عند مقارنتها مع الأسود النبيلة، لأن الكلاب عدوانية بطبيعتها، ولا يؤتمن جانبها وشرها، بدليل استخدامها من أجل ابعاد الفضوليين واللصوص، فكان الأولى أن يشبه كل عدو معتد بها. كما أن وفاء الكلاب ليس إلا واسطة لغاية، وتأمينا لمصلحة، ونوعا رخيصا من النفاق، ويكفي الكلاب وضاعة نباحها على كل من هب ودب، ناهيك عن كونها مزعجة لأهلها، منجسة لما حولها.
والله أعلم،
منذر أبو هواش
نحن أعداء لهؤلاء الكلاب وهم ينظرون الينا على اننا اعداء ونحن أسود. إذا فكون العدو أسدا ليس بمستحيل، ولكن لا آرى الكلب وضيعا فكيف جاء وجه الشبه هنا؟ ولماذا يصفون الانسان الخسيس الوضيع بالكلب رغم ان تلك الصفتين لا تنطبقا على الكلب الذى عرف دائما بالوفاء؟
الرسالة المنذرية في الأسود والكلاب
حدثنا الأستاذ أحمد أبو شهبة فقال: "في مقالك السابق قلت أنه لا يصح أن يكون العدو أسدا، لأن في ذلك امتداح له وإعلاء من شأنه ورفع لمرتبته، وإنما الأجدر به أن يكون كلبا لأن في ذلك ذم له وتحقير من شأنه وتنزيل لمرتبته. وأنا أرى أنك جانبت الحق في ذلك، لأننا في نظر أعدائنا أعداء بينما نحن أسود، فيصبح العدو أسدا، وفي هذا نقض لادعائك. كما أنك جانبت الحق في وصفك للكلب بالخسة والحقارة بالنظر لما عرف عنه من وفاء".
وأرى أن أخي الكريم قد اختلطت عليه الأمور، وأنه قد خلط الحابل بالنابل، فأصبح لا يفرق بين أسد وكلب، ولا بين ظالم ومظلوم، ولا بين معتدى ومعتدى عليه.
فالعدو لغة هو المعتدي، فإذا كان هناك طرفان بينهما خلاف أو عداء، فإن أحدهما يكون معتديا، بينما يكون الآخر معتدى عليه، فهل يستوي المعتدي مع المعتدى عليه؟ بالطبع لا يستويان، ولا يسمح العدل، ولا تسمح المروءة لأحد أن يساوي بينهما، فالطرف المعتدي يوصف بأنه العدو وينسب إليه كل ذميم سيء من الصفات، وأما الطرف المعتدى عليه المنتقم لحقه وشرفه فلا يوصف إلا بأنبل وأشرف وأحسن الصفات. لذلك فالأول يوصف بأنه كلب عدواني عقور، في حين يوصف الثاني بأنه أسد نبيل هصور.
ولست أرى لوفاء الكلاب الذليلة من حيث الرتب وزنا عند مقارنتها مع الأسود النبيلة، لأن الكلاب عدوانية بطبيعتها، ولا يؤتمن جانبها وشرها، بدليل استخدامها من أجل ابعاد الفضوليين واللصوص، فكان الأولى أن يشبه كل عدو معتد بها. كما أن وفاء الكلاب ليس إلا واسطة لغاية، وتأمينا لمصلحة، ونوعا رخيصا من النفاق، ويكفي الكلاب وضاعة نباحها على كل من هب ودب، ناهيك عن كونها مزعجة لأهلها، منجسة لما حولها.
والله أعلم،
منذر أبو هواش
تعليق