الاستماع والقراءة بوابتي الترجمة.. فعندما تسمع أو تقرأ يبدأ عقلك في التعامل مع العديد من المهام بصورة فائقة السرعة حتى أنك لا تشعر بها وهي تتم بشكل تلقائي... فعندما تقرأ تطالع عيناك الأحرف والمقاطع والكلمات والجمل والعبارات عبر عملية تغذية العقل البيانات ليبدأ في التعامل معها واستيعابها ... لذا فإن أول شرط من شروط الترجمة الجيدة لأي نص أن تقرأ النص بصورة جيدة وبالتالي تفهمه جيداً، وتسعى بعد ذلك إلى ترجمته بصورة جيدة عبر نص يمكن للمتلقي قراءته وفهمه جيدا، وهذا ما ينطبق أيضاً على عملية الاستماع حيث يتم تحويل الأصوات المفردة إلى تراكيب صوتية تحدد منطوق الكلمة وتستدعي معناها المختزن في العقل أو تدفع المستمع إلى البحث عن معناها. وكما هو الحال في القراءة فإن الأحرف المفردة كالأصوات المفردة لا تحمل أي معنى، وقد يمكنك أن تكون صورة عامة عن محتوى النص ومضمونه من خلال قراءتك –أو سماعك- للفقرات الافتتاحية منه أو بداياته.
وعملية القراءة ليست بسيطة أو لحظية بل إن لها مراحل تبدأ من تجميع الأحرف المكونة للكلمة وتحويلها إلى صورة شكلية يدركها العقل، ولكن ذلك لا يعني أنه بمجرد تحديد شكل الكلمة فإن ذلك يمكننا من التوصل إلى معناها. لقد اعتدنا حتى وقت قريب أن نطالع نصوصاً من لغتنا العربية مذيلة صفحاتها بقائمة تضم معاني المفردات (مثل: يم = بحر)، وعلى أساس هذه المترادفات تبدأ عملية تحديد المعنى واستدعائه من ذاكرتنا عند قراءة النص، ويجب أن نلاحظ هنا أن ثمة فارق كبير بين تحديد الكلمة من خلال تجميع أحرفها بصورة بصرية مرئية أو سمعية وبين إدراك معنى الكلمة وهما عمليتين منفصلتين حتى وإن كانتا تتمان بسرعة فائقة فلا نلحظ وجود فترة زمنية فاصلة بينهما.
إن أول عملية يقوم بها المترجم هي عملية "قراءة" النص وتتضمن هذه العملية نشاطين أحدهما إدراكي معرفي والآخر نفسي شعوري... والقراءة في حد ذاتها عملية ترجمة عقلية شعورية تتم بصورة تلقائية، وعندما نقرأ الكلمات فإننا لا نحفظها أو نخزنها في عقولنا ومع استمرارنا في القراءة تتولد لدينا بعض من التأثيرات الشعورية فنجد أن هناك جملاً وعبارات بعينها قد التصقت بعقولنا نتيجة للأثر النفسي الذي أحدثته فنحفظ كلماتها، لكن ما بقي من النص يتحول داخل عقولنا إلى علامات ومعان باستخدام لغة خاصة هي اللغة العقلية.
كلما ازداد ما يمارسه الفرد من عمليات القراءة أو الاستماع، ازدادت الحصيلة الموسوعية للكلمات والمعاني عنده كما أن وقت التعرف على الكلمات من خلال أحرفها سيختصر ويقل فلا يعد القارئ في حاجة إلى قراءة كافة أحرف الكلمة في كل جملة بل يمكنه أن يتخطى ذلك من خلال قراءة بعض الأحرف وربطها برسم الكلمة. إن عملية الربط بين تركيبة معينة من الأحرف أو الأصوات ومفهوم معين وإدراك ما تحمله من معاني وفق سياق استخدامها هي ما نطلق عليه " تحديد المحتوى المفاهيمي " Defining The Conceptual Content" وهذا لا يقتصر على مزيج الأحرف والأصوات بل قد نصل إليه من خلال رسم الكلمة أو الصورة.
ربما يمكننا إدراك مدى أهمية قراءة النص إذا عرفنا أن القراءة في مجملها هي عملية ونشاط عقلي يقوم من خلاله القارئ بإعادة بناء للأفكار التي سعى المؤلف أن يوصلها من خلال علامات مرسومة وهي الأحرف أو أصوات مسموعة وبالتالي يجتهد القارئ هنا في السعي إلى إعادة صياغة هذه الأفكار باستخدام الأحرف أو الأصوات بهدف توصيل محتواها الأصلي سواء لنفسه أو لغيره، وهنا لب الموضوع وجوهره فلابد أن نركز على أن المترجم الجيد هو في الأساس قارئ جيد، وعندما يشرع المترجم في قراءة النص الأصلي (باللغة المصدر) تتحول الأفكار والمعاني إلى مجرد فروض وتخمينات غير مترابطة فينتقل بعدها إلى عملية أخرى وهي الربط بين المفاهيم والمعاني والدلالات من خلال سياق النص، وهذا يدفعنا إلى ضرورة التنبيه على أن الكلمة الواحدة قد تحمل أكثر من معنى وترسم أكثر من فكرة تختلف بطبيعتها وفق محتوى النص وموضوعه، ومثال بسيط على ذلك في لغتنا العربية استخدام كلمة (عين) فهذه الكلمة قد يضع لها البعض مرادفاً واحداً أساسياً هو أن (العين أداة البصر) بينما نجد أن كلمة عين قد تعني عين الإنسان التي يبصر بها، أو عين ماء أو قد تعني جاسوس وذلك وفقاً للسياق الذي استخدمت فيه.
إننا هنا لا نتحدث عن المعنى المجازي للكلمة أو استخدامها الرمزي وإنما نتحدث عن معنى أصلي لا سبيل إلى تحديده إلا من خلال فهم واستيعاب النص عبر عملية قراءة متأنية.
بعد أن ننتهي من عملية القراءة وتحديد المعنى وفقاً للسياق ننتقل إلى مرحلة أعلى وأدق وهي مرحلة التحليل وفيها يقوم القارئ/ المترجم بالبحث في المحتوى الموسوعي المعرفي المختزن في عقله والمفترض أنه كونه من خلال قراءاته ودراساته وخبراته النظرية أو العملية فيبدأ في ترسيم دائرة عامة تحدد قالب الموضوع. إن تمييز قالب الموضوع عملية لا تقل في الأهمية عن سابقتها فهي العملية التي على أساسها يبدأ المترجم في تحديد النمط اللغوي واللفظي المستخدم، والأسلوب الذي يستعين به والذي لابد وأن يتفق مع أسلوب المؤلف، وبكلمات أخرى فإن المترجم عندما يوكل إليه ترجمة بيان عسكري، فلا سبيل أمامه إلى استخدام صياغات أدبية مفرطة، كما أنه لا يمكن للمترجم أن يستخدم الأسلوب الأدبي الساخر عند ترجمة مأساة تراجيدية، وكلما اتسعت دائرة القراءة لدى المترجم كلما تيسر له أن يربط بين الكلمات الواردة في النص الأصلي والمعاني العامة التي تشير إليها الكلمات في اللغة الهدف.
لعلنا الآن قد ندرك السبب الذي دفعنا للحديث عن القراءة، والتأكيد على أنها ليست مجرد " فك شفرة" كلمات وعبارات مكتوبة بلغة المصدر، وإنما هي أيضاً ربط لتلك الكلمات بثقافة أهل لغة المصدر، ويليها بعد ذلك تحويلها إلى ما يماثلها لدى ثقافة أهل لغة الهدف، وتبزغ أهمية هذه الجزئية بشكل واضح عند التعرض لترجمة النصوص الدينية فعلى سبيل المثال فهناك فارق بين اللثام والحجاب، وإن كانت الكلمة الموازية لكليهما في اللغة الإنجليزية وهي (veil) ، إلا أن الدلالة الدينية تجعل هناك فارقاً كبيراً بين اللثام والحجاب.كذا وهناك مثال آخر ربما يزيد الصورة إيضاحاً ويبين لنا ضرورة الربط بين المعنى اللفظي والمضمون الثقافي للكلمة ... ففي اللغة الإنجليزية هناك تعبيري boyfriend أو girlfriend واللذان يترجمهما البعض إلى العربية خطأ بلفظي صديق أو صديقة، ولكن العارف بثقافة الغرب يدرك أن هناك ثمة فارق كبير بين المفهوم الغربي والعربي لهذا النوع من الصداقة.
تلخيصاً لما سبق فإن أول خطوة على طريق ترجمة عمل ما، هي أن نقرأه قراءة جيدة متأنية نربط من خلالها بين التراكيب المختلفة للأحرف أو الأصوات بمعاني ومفاهيم تتحدد وفق أسلوب وطبيعة النص وثقافة أهل اللغة التي كتب أو قيل بها، وبمجرد أن يستجمع العقل هذه التراكيب المكتوبة أو المسموعة يسعى إلى تحويلها إلى صور ودلالات مختزنة في ذاكرته، وليس بالضرورة أن يكون لكل لفظ صورة عقلية واحدة، بل يمكن أن تكون هناك عشرات الصور المكافئة لمعنى اللفظ، فتأتي بعد ذلك عملية الانتخاب والاختيار لأفضل الصور العقلية، وأحيانا قد نعجز عن إيجاد أو تحديد أي صورة عقلية يمكن ربطها باللفظ سواء لخطأ في كتابة اللفظ أو نطقه أو لكونه مستحدثاً جديداً على محتوانا المعرفي، وفي هذه الحالة يعمل العقل بصورة سريعة للبحث عن أقرب شبيه أو مثيل لهذا اللفظ الغامض، فعلى سبيل المثال قد تقرأ نصاً إنجليزياً تضمن كلمة مثل (classrom) وهذه الكلمة قد كتبت بطريقة خاطئة -متعمدة- فتجد أن عقلك ينتقل بمجرد الانتباه إلى هذا الخطأ إلى استحضار أقرب شبيه للكلمة وهو (classroom) " حجرة دراسة" ... وهنا ينبغي أن ننبه إلى أن ما يحدد صحة تخميننا هو محتوى النص ذاته وما سبق هذه الكلمة من كلمات وما بني على وجودها من عبارات ... وهذا أمر خطير ... فالترجمة لا تقوم على تخمينات معاني مرسلة بل هي تخمينات تقوم على مبدأ "الترجيح" من خلال فهم العبارة التي تضمنت الكلمة الغامضة أو وضع احتمالات تصويبها وبيان موافقة كل احتمال لطبيعة ما نترجمه
وعملية القراءة ليست بسيطة أو لحظية بل إن لها مراحل تبدأ من تجميع الأحرف المكونة للكلمة وتحويلها إلى صورة شكلية يدركها العقل، ولكن ذلك لا يعني أنه بمجرد تحديد شكل الكلمة فإن ذلك يمكننا من التوصل إلى معناها. لقد اعتدنا حتى وقت قريب أن نطالع نصوصاً من لغتنا العربية مذيلة صفحاتها بقائمة تضم معاني المفردات (مثل: يم = بحر)، وعلى أساس هذه المترادفات تبدأ عملية تحديد المعنى واستدعائه من ذاكرتنا عند قراءة النص، ويجب أن نلاحظ هنا أن ثمة فارق كبير بين تحديد الكلمة من خلال تجميع أحرفها بصورة بصرية مرئية أو سمعية وبين إدراك معنى الكلمة وهما عمليتين منفصلتين حتى وإن كانتا تتمان بسرعة فائقة فلا نلحظ وجود فترة زمنية فاصلة بينهما.
إن أول عملية يقوم بها المترجم هي عملية "قراءة" النص وتتضمن هذه العملية نشاطين أحدهما إدراكي معرفي والآخر نفسي شعوري... والقراءة في حد ذاتها عملية ترجمة عقلية شعورية تتم بصورة تلقائية، وعندما نقرأ الكلمات فإننا لا نحفظها أو نخزنها في عقولنا ومع استمرارنا في القراءة تتولد لدينا بعض من التأثيرات الشعورية فنجد أن هناك جملاً وعبارات بعينها قد التصقت بعقولنا نتيجة للأثر النفسي الذي أحدثته فنحفظ كلماتها، لكن ما بقي من النص يتحول داخل عقولنا إلى علامات ومعان باستخدام لغة خاصة هي اللغة العقلية.
كلما ازداد ما يمارسه الفرد من عمليات القراءة أو الاستماع، ازدادت الحصيلة الموسوعية للكلمات والمعاني عنده كما أن وقت التعرف على الكلمات من خلال أحرفها سيختصر ويقل فلا يعد القارئ في حاجة إلى قراءة كافة أحرف الكلمة في كل جملة بل يمكنه أن يتخطى ذلك من خلال قراءة بعض الأحرف وربطها برسم الكلمة. إن عملية الربط بين تركيبة معينة من الأحرف أو الأصوات ومفهوم معين وإدراك ما تحمله من معاني وفق سياق استخدامها هي ما نطلق عليه " تحديد المحتوى المفاهيمي " Defining The Conceptual Content" وهذا لا يقتصر على مزيج الأحرف والأصوات بل قد نصل إليه من خلال رسم الكلمة أو الصورة.
ربما يمكننا إدراك مدى أهمية قراءة النص إذا عرفنا أن القراءة في مجملها هي عملية ونشاط عقلي يقوم من خلاله القارئ بإعادة بناء للأفكار التي سعى المؤلف أن يوصلها من خلال علامات مرسومة وهي الأحرف أو أصوات مسموعة وبالتالي يجتهد القارئ هنا في السعي إلى إعادة صياغة هذه الأفكار باستخدام الأحرف أو الأصوات بهدف توصيل محتواها الأصلي سواء لنفسه أو لغيره، وهنا لب الموضوع وجوهره فلابد أن نركز على أن المترجم الجيد هو في الأساس قارئ جيد، وعندما يشرع المترجم في قراءة النص الأصلي (باللغة المصدر) تتحول الأفكار والمعاني إلى مجرد فروض وتخمينات غير مترابطة فينتقل بعدها إلى عملية أخرى وهي الربط بين المفاهيم والمعاني والدلالات من خلال سياق النص، وهذا يدفعنا إلى ضرورة التنبيه على أن الكلمة الواحدة قد تحمل أكثر من معنى وترسم أكثر من فكرة تختلف بطبيعتها وفق محتوى النص وموضوعه، ومثال بسيط على ذلك في لغتنا العربية استخدام كلمة (عين) فهذه الكلمة قد يضع لها البعض مرادفاً واحداً أساسياً هو أن (العين أداة البصر) بينما نجد أن كلمة عين قد تعني عين الإنسان التي يبصر بها، أو عين ماء أو قد تعني جاسوس وذلك وفقاً للسياق الذي استخدمت فيه.
إننا هنا لا نتحدث عن المعنى المجازي للكلمة أو استخدامها الرمزي وإنما نتحدث عن معنى أصلي لا سبيل إلى تحديده إلا من خلال فهم واستيعاب النص عبر عملية قراءة متأنية.
بعد أن ننتهي من عملية القراءة وتحديد المعنى وفقاً للسياق ننتقل إلى مرحلة أعلى وأدق وهي مرحلة التحليل وفيها يقوم القارئ/ المترجم بالبحث في المحتوى الموسوعي المعرفي المختزن في عقله والمفترض أنه كونه من خلال قراءاته ودراساته وخبراته النظرية أو العملية فيبدأ في ترسيم دائرة عامة تحدد قالب الموضوع. إن تمييز قالب الموضوع عملية لا تقل في الأهمية عن سابقتها فهي العملية التي على أساسها يبدأ المترجم في تحديد النمط اللغوي واللفظي المستخدم، والأسلوب الذي يستعين به والذي لابد وأن يتفق مع أسلوب المؤلف، وبكلمات أخرى فإن المترجم عندما يوكل إليه ترجمة بيان عسكري، فلا سبيل أمامه إلى استخدام صياغات أدبية مفرطة، كما أنه لا يمكن للمترجم أن يستخدم الأسلوب الأدبي الساخر عند ترجمة مأساة تراجيدية، وكلما اتسعت دائرة القراءة لدى المترجم كلما تيسر له أن يربط بين الكلمات الواردة في النص الأصلي والمعاني العامة التي تشير إليها الكلمات في اللغة الهدف.
لعلنا الآن قد ندرك السبب الذي دفعنا للحديث عن القراءة، والتأكيد على أنها ليست مجرد " فك شفرة" كلمات وعبارات مكتوبة بلغة المصدر، وإنما هي أيضاً ربط لتلك الكلمات بثقافة أهل لغة المصدر، ويليها بعد ذلك تحويلها إلى ما يماثلها لدى ثقافة أهل لغة الهدف، وتبزغ أهمية هذه الجزئية بشكل واضح عند التعرض لترجمة النصوص الدينية فعلى سبيل المثال فهناك فارق بين اللثام والحجاب، وإن كانت الكلمة الموازية لكليهما في اللغة الإنجليزية وهي (veil) ، إلا أن الدلالة الدينية تجعل هناك فارقاً كبيراً بين اللثام والحجاب.كذا وهناك مثال آخر ربما يزيد الصورة إيضاحاً ويبين لنا ضرورة الربط بين المعنى اللفظي والمضمون الثقافي للكلمة ... ففي اللغة الإنجليزية هناك تعبيري boyfriend أو girlfriend واللذان يترجمهما البعض إلى العربية خطأ بلفظي صديق أو صديقة، ولكن العارف بثقافة الغرب يدرك أن هناك ثمة فارق كبير بين المفهوم الغربي والعربي لهذا النوع من الصداقة.
تلخيصاً لما سبق فإن أول خطوة على طريق ترجمة عمل ما، هي أن نقرأه قراءة جيدة متأنية نربط من خلالها بين التراكيب المختلفة للأحرف أو الأصوات بمعاني ومفاهيم تتحدد وفق أسلوب وطبيعة النص وثقافة أهل اللغة التي كتب أو قيل بها، وبمجرد أن يستجمع العقل هذه التراكيب المكتوبة أو المسموعة يسعى إلى تحويلها إلى صور ودلالات مختزنة في ذاكرته، وليس بالضرورة أن يكون لكل لفظ صورة عقلية واحدة، بل يمكن أن تكون هناك عشرات الصور المكافئة لمعنى اللفظ، فتأتي بعد ذلك عملية الانتخاب والاختيار لأفضل الصور العقلية، وأحيانا قد نعجز عن إيجاد أو تحديد أي صورة عقلية يمكن ربطها باللفظ سواء لخطأ في كتابة اللفظ أو نطقه أو لكونه مستحدثاً جديداً على محتوانا المعرفي، وفي هذه الحالة يعمل العقل بصورة سريعة للبحث عن أقرب شبيه أو مثيل لهذا اللفظ الغامض، فعلى سبيل المثال قد تقرأ نصاً إنجليزياً تضمن كلمة مثل (classrom) وهذه الكلمة قد كتبت بطريقة خاطئة -متعمدة- فتجد أن عقلك ينتقل بمجرد الانتباه إلى هذا الخطأ إلى استحضار أقرب شبيه للكلمة وهو (classroom) " حجرة دراسة" ... وهنا ينبغي أن ننبه إلى أن ما يحدد صحة تخميننا هو محتوى النص ذاته وما سبق هذه الكلمة من كلمات وما بني على وجودها من عبارات ... وهذا أمر خطير ... فالترجمة لا تقوم على تخمينات معاني مرسلة بل هي تخمينات تقوم على مبدأ "الترجيح" من خلال فهم العبارة التي تضمنت الكلمة الغامضة أو وضع احتمالات تصويبها وبيان موافقة كل احتمال لطبيعة ما نترجمه
تعليق