المترجم والعمليات الذهنية:
تتضمن العمليات الذهنية التي يقوم بها المترجم بصورة إرادية أو غير إرادية ما يلي:
- معرفة وحدات الأشكال البصرية.
- معرفة وحدات الأشكال السمعية.
- معرفة وحدات الرموز البصرية.
- معرفة وحدات الرموز السمعية.
- معرفة وحدات المعاني.
- معرفة وحدات المواقف السلوكية.
- معرفة فئات الأشكال.
- معرفة فئات المعاني.
- معرفة فئات الرموز.
التفكير ومشكلات الترجمة:
إن عملية التفكير عبارة عن سلسلة مترابطة من الأنشطة العقلية يقوم بها الدماغ البشري نتيجة لتعرضه لمثيرات يتم استقبالها من خلال واحدة أو أكثر من الحواس الخمس ( البصر، السمع، الشم، التذوق، اللمس)، والتفكير هو مفهوم مجرد يتضمن أنشطة مرئية ملموسة وغير مرئية وغير ملموسة وتظهر نتائجه في صور مرئية او حركية أو مسموعة، ووفقاً لطبيعة عمل المترجم فإن أهم حاستين يعتمد عليهما عمله هما البصر والسمع
- البصر: وهو قدرة الدماغ والعين على كشف الموجة الكهرومغناطيسية للضوء
- السمع: وهو قدرة الأذن على التقاط ترددات الموجات الصوتية المنتقله عبر الهواء وإدراكها
ويمكننا تقسيم التفكير بصورة عامة إلى صنفين أساسيين هما:
(1) التفكير التفريقي (Divergent Thinking): ويقوم على أساس التعامل مع النتائج المتاحة والتعامل معها وتطويرها للوصول إلى نتائج صائبة.
(2) التفكير التجميعي (Convergent Thinking): ويقوم على أساس تنمية المعلومات التي تم التوصل إليها وإستخراج معلومات جديدة.
ومن بين العمليات الذهنية التي يقوم بها المترجم عند قيامه بعملية الترجمة أنه يوظف مهارات التفكير التي سبق وعرضناها في (استكشاف) النص الأصلي...
تشير عملية (استكشاف) النص الأصلي إلى السعي لتكوين مخزون من الأفكار والمعلومات يمكن للمترجم من خلاله الوصول إلى جوهر النص ومضمونه وتحديد سماته لينتقل بعد ذلك إلى مرحلة النقل إلى اللغة الهدف، وهذا يتطلب من المترجم أن:
أ) قراءة النص قراءة جيدة.
ب) استخراج الأفكار العامة التي يحتويها النص ويعكسها العنوان.
ت) استنباط ما يمكن أن يستدل عليه من خلال النص.
ث) تصنيف الكلمات والألفاظ وتحديد معانيها ودلالاتها.
ج) معرفة الخصائص الزمنية والمكانية والثقافية المرتبطة بالنص.
وعلى المترجم النابه أن يستخدم طرق التفكير الناقد القائم على التأمل والقراءة العميقة، واستخلاص المعلومات الأساسية والضرورية وتكوين صورة إجمالية حول النص، وأن يكون المترجم متفتح الذهن فيهتم بوجهة نظر صاحب النص ويجعلها تتغلب على وجهة نظره الخاصة، وعليه أن يتجنب إصدار الأحكام الخاصة ويتحرى الدقة والحيادية ويمتنع عن تكوين مواقف خاصة أو مشاعر واتجاهات تجاه النص، وكي تتعمق الفائدة فلابد لنا أن نشير هنا إلى الآلية التي يتم بها التفكير الناقد خاصة وأنه يساعد المترجم على إنجاز عمله بدقة ومهارة... لذا فإنه يمكننا القول أن جمع المعلومات ذات الصلة بالموضوع وصاحب النص، و تمييز خصائص النص وموضوعه وأسلوبه هي من أهم آليات التفكير الناقد الذي يحتاجه المترجم للتعامل مع النصوص.
تقوم عملية الترجمة على معالجة النصوص المكتوبة أو المسموعة ونقلها من محتوى لغة المصدر إلى محتوى لغة الهدف مع الحفاظ على التراكيب اللغوية والدلالات المعنوية والمعاني الضمنية، لذا فإن النص هو مشكلة المترجم التي ينبغي عليه وضع استراتيجيات للتعامل معها وحصر وحل المشكلات الجزئية التي يتضمنها النص بوصفه المشكلة الأساسية لذا فإننا نفرد هذا الجزء لتناول النقاط الأساسية التي يتم من خلالها الانطلاق إلى حل مشكلة النص بوصفها المشكلة الرئيسية لدى المترجم، ولنستكشف الأطر العامة لذلك وفق أسس التفكير والعمليات الذهنية المرتبطة به:
مفهوم حل المشكلات: ونعني به جملة العمليات التي يقوم بها الفرد مستخدماً المعلومات والمعارف التي سبق له تعلمها، والمهارات التي اكتسبها في التغلب على موقف بشكل جديد، وغير مألوف له في السيطرة عليه، والوصول إلى حل له
أسلوب حل المشكلة: هو أسلوب يستخدمه المترجم بهدف الوصول إلى حالة اشباع معرفي من خلال الوصول إلى الحلول أو الاجابات حل أو إجابة أو اكتشاف.
خطوات حل مشكلات الترجمة:
حل المشكلات هو نشاط ذهني معرفي يسير في خطوات معرفية ذهنية مرتبة ومنظمة في عقل المترجم ويمكن تحديد خطواتها بما يلي:
- الشعور بالمشكلة: وهذه الخطوة تتمثل في إدراك معوق أو عقبة تحول دون الوصول إلى أهداف محددة يسعى المترجم وراء تحقيقها مثل إدراك المعاني أو إيجاد التراكيب المكافئة.
- تحديد المشكلة: هو ما يعني وصفها بدقة مما يتيح للمترجم رسم وتعيين حدودها ومميزاتها بحيث يمكن له التعامل معها.
- تحليل المشكلة: وهذا يتضمن تعرف المترجم على العناصر الأساسية في المشكلة التي يواجهها واستبعاد العناصر غير ذات الصلة بحيث يسهل عليه التركيز على المشكلة التي تواجهه
- جمع البيانات المرتبطة بالمشكلة: وفي هذه المرحلة يحدد المترجم المصادر المتاحة لجمع المعلومات والبيانات حول المشكلة الموجودة في النص.
- اقتراح الحلول: حيث يقوم عقل المترجم بتمييز وتحديد عدد من الفرضيات والحلول التي يمكن من خلالها حل المشكلة التي تواجهه.
- اختبار الحلول المقترحة: حيث يقوم المترجم بحصر الحلول المقترحة ودراسة كل منها على حدة ووضع أفضليات لها بناء على المعايير التي وضعها المترجم.
- الحلول الإبداعية: وهي عملية طرح لحلول جديدة غير مألوفة وغير مسبوقة وذلك من خلال العمليات الإبداعية المختلفة
نموذج تطبيقي مبسط:
(طلب من المترجم ترجمة نص يضم حوالي 10000 كلمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية وكان موضوعه يدور حول أجهزة قياس ضغط الدم وكانت المدة المحددة لتسليم العمل هي خمسة أيام فقط... )
ومن خلال هذه المعطيات فإنه يمكننا تخيل المشكلات الحالية.. منها:
- مشكلات تتعلق بالوقت المتاح.
- مشكلات تتعلق بمحتوى النص.
- مشكلات تتعلق بالتخصص.
فإذا ما ركزنا على المشكلات المتعلقة بمجال التخصص مثلاً، فإن خطوات حل هذه المشكلة تتمثل فيما يلي:
أولاً:الشعور بالمشكلة:
عندما تكون الخلفية الأكاديمية والمعرفية للمترجم غير ذات ارتباط مباشر أو عميق بمجال النص وفي حالتنا هذه فنحن نتحدث عن مجال علمي طبي تطبيقي تقني هو: موضوع عن أجهزة قياس ضغط الدم ( أجهزة قياس.... موضوع تقني + ضغط الدم .... موضوع طبي + المضمون العام ... موضوع علمي) والمعوقات هنا هي عدم توافر الخلفية المعرفية وربما اللغوية التخصصية حول هذا التخصص
ثانيا: تحديد المشكلة:
هنا يحدد المترجم المشكلات التي يواجهها ويبين إذا ما كانت مشكلات لغوية فقط أم هي مشكلات تتعلق بالتخصص العلمي أم كلاهما... ولنفترض أن ما يواجهه المترجم هو مجموعة من المشكلات المختلطة على المستويين اللغوي والتخصصي، وهذا يتضمن (على سبيل المثال)
عدم معرفة المصطلحات والمسميات الواردة في النص.
عدم معرفة السمات الأساسية للكتابة العلمية.
عدم معرفة أسس العلوم الطبية وقضاياها.
ثالثاً: تحليل المشكلة:
في هذه المرحلة يتعين على المترجم إجراء توصيف دقيق لعناصر كل مشكلة من هذه المشكلات فمثلا بالنسبة لمشكلة عدم معرفة المصطلحات والمسميات الواردة بالنص فعليه أن يستخرج هذه المصطلحات والمسميات وحصرها وبالطبع فإن المترجم يستبعد هنا المصطلحات والمسميات التي يعرفها (استبعاد العناصر غير ذات الصلة)
رابعاً: جمع البيانات المرتبطة بالمشكلة:
وبعد أن حدد المترجم المصطلحات والمسميات التي تمثل عقبة أمام عمله فإنه ينتقل إلى مرحلة أخرى يقوم فيها بحصر المصادر المتاحة التي يمكنه من خلالها التعرف على معاني ودلالات هذه المصطلحات وما يقابلها في اللغة المصدر(القواميس- المعاجم- المسارد المتخصصة- أشخاص مختصين- مراجع بلغة الهدف ولغة المصدر)
خامساً: اقتراح الحلول:
بعد مرحلة جمع البيانات يقوم المترجم بحصر ما توصل له من معان ومقابلات لهذه المصطلحات والمسميات وحصر ما لم يستطع التوصل إليه ( وهنا يمكن اعبارنا أمام مشكلة جديدة هي مشكلة المصطلحات والمسميات التي لم يستطع المترجم التوصل إليها، لنبدأ مجموعة جديدة من مراحل حل المشكلات)، ويقوم المترجم بترتيب المعاني والمفاهيم التي توصل إليها واختيار أدقها وأكثرها شيوعاً ( معيار الاختيار هنا الدقة أو الشيوع)
سادساً: اختبار الحلول المقترحة:
بعد الانتهاء من ترتيب الحلول المقترحة لكل مصطلح أو مسمى يتم تجربة استخدامه ضمن سياق النسق وبيان إذا ما كانت مناسبة ومتسقة مع الخصائص اللغوية للنص الهدف
سابعاً: الحلول الإبداعية:
في هذه المرحلة يتعين على المترجم اعمال فكره واستخدام مهاراته ومعارفه المخزونة سابقاً والتي حصلها خلال المراحل السابقة لحل المشكلة ليبدأ في طرح صياغات جديدة لترجمة المصطلحات والمسميات غير المتوافرة وعليه هنا أن يلتزم بالأسس المعرفية واللغوية وخصائص الاشتقاق والدلالة بحيث يكون المصطلح أو المسمى الذي ابتكره معبراً عن المصطلح أو المسمى الأصلي في لغة المصدر ... وهنا نركز على ضرورة التيقن من عدم توافر مقابلات لهذه المصطلحات أو المسميات فلا يجوز طرح ترجمات لمصطلح أو مسمى له مقابل متوافر إلا في أضيق حدود تطوير المقابل القديم.
وهكذا بالنسبة لكل مشكلة أساسية أو جزئية من المشكلات التي تضمنتها الحالة المطروحة فإنه يمكن تطبيق نفس المراحل الإجرائية التي اتبعناها في مشكلة (المصطلحات والمسميات)
معوقات التفكير السليم لدى المترجم:
هناك بعض أمور قد تمنع المترجم وتعيقه عن ممارسة التفكير السليم عند تعامله ما يواجهه أثتاء ممارسة عمله سواء على مستوى الممارسة الاحترافية المهنية أو التعامل مع النصوص أو المنخرطين في منظومة الصناعة بصورة عامة ومن هذه المعوقات ما يلي:
• الافتقار إلى الصحة النفسيّة أو الجسدّية أو الذهنية
• البيئة غير المناسبة التي تؤثر سلبياً على أداء المترجم
• سوء الوضع الاقتصاديّ أو الاجتماعيّ للمترجم
• التربية التقليدية السلبية الإنغلاقية والتمسك بالأفكار القديمة
• السمات الشخصية السلبية كضعف الثقة بالنفس، وعدم وجود الحافز
• السلوكيات الروتينية وعدم تطوير الممارسات المهنية
• ضعف الرغبة في ابتكار الحلول وإيجاد الوسائل
أشرنا فيما سبق إلى أن من أهم العوامل التي تؤثر على عملية الترجمة قدر إدراك المترجم لمضمون النص، وهذا يتوافق مع اعتبارنا عملية الترجمة هي عملية ذهنية في المقام الأول لذا فإن هذه العملية ترتبط إلى حد بعيد بالكثير من الأنشطة الذهنية وسوف نتناول فيما يلي هذه الأنشطة وكيف تتم عملية الترجمة من خلال هذه الأنشطة.
تتضمن العمليات الذهنية التي يقوم بها المترجم بصورة إرادية أو غير إرادية ما يلي:
- معرفة وحدات الأشكال البصرية.
- معرفة وحدات الأشكال السمعية.
- معرفة وحدات الرموز البصرية.
- معرفة وحدات الرموز السمعية.
- معرفة وحدات المعاني.
- معرفة وحدات المواقف السلوكية.
- معرفة فئات الأشكال.
- معرفة فئات المعاني.
- معرفة فئات الرموز.
التفكير ومشكلات الترجمة:
إن عملية التفكير عبارة عن سلسلة مترابطة من الأنشطة العقلية يقوم بها الدماغ البشري نتيجة لتعرضه لمثيرات يتم استقبالها من خلال واحدة أو أكثر من الحواس الخمس ( البصر، السمع، الشم، التذوق، اللمس)، والتفكير هو مفهوم مجرد يتضمن أنشطة مرئية ملموسة وغير مرئية وغير ملموسة وتظهر نتائجه في صور مرئية او حركية أو مسموعة، ووفقاً لطبيعة عمل المترجم فإن أهم حاستين يعتمد عليهما عمله هما البصر والسمع
- البصر: وهو قدرة الدماغ والعين على كشف الموجة الكهرومغناطيسية للضوء
- السمع: وهو قدرة الأذن على التقاط ترددات الموجات الصوتية المنتقله عبر الهواء وإدراكها
ويمكننا تقسيم التفكير بصورة عامة إلى صنفين أساسيين هما:
(1) التفكير التفريقي (Divergent Thinking): ويقوم على أساس التعامل مع النتائج المتاحة والتعامل معها وتطويرها للوصول إلى نتائج صائبة.
(2) التفكير التجميعي (Convergent Thinking): ويقوم على أساس تنمية المعلومات التي تم التوصل إليها وإستخراج معلومات جديدة.
ومن بين العمليات الذهنية التي يقوم بها المترجم عند قيامه بعملية الترجمة أنه يوظف مهارات التفكير التي سبق وعرضناها في (استكشاف) النص الأصلي...
تشير عملية (استكشاف) النص الأصلي إلى السعي لتكوين مخزون من الأفكار والمعلومات يمكن للمترجم من خلاله الوصول إلى جوهر النص ومضمونه وتحديد سماته لينتقل بعد ذلك إلى مرحلة النقل إلى اللغة الهدف، وهذا يتطلب من المترجم أن:
أ) قراءة النص قراءة جيدة.
ب) استخراج الأفكار العامة التي يحتويها النص ويعكسها العنوان.
ت) استنباط ما يمكن أن يستدل عليه من خلال النص.
ث) تصنيف الكلمات والألفاظ وتحديد معانيها ودلالاتها.
ج) معرفة الخصائص الزمنية والمكانية والثقافية المرتبطة بالنص.
وعلى المترجم النابه أن يستخدم طرق التفكير الناقد القائم على التأمل والقراءة العميقة، واستخلاص المعلومات الأساسية والضرورية وتكوين صورة إجمالية حول النص، وأن يكون المترجم متفتح الذهن فيهتم بوجهة نظر صاحب النص ويجعلها تتغلب على وجهة نظره الخاصة، وعليه أن يتجنب إصدار الأحكام الخاصة ويتحرى الدقة والحيادية ويمتنع عن تكوين مواقف خاصة أو مشاعر واتجاهات تجاه النص، وكي تتعمق الفائدة فلابد لنا أن نشير هنا إلى الآلية التي يتم بها التفكير الناقد خاصة وأنه يساعد المترجم على إنجاز عمله بدقة ومهارة... لذا فإنه يمكننا القول أن جمع المعلومات ذات الصلة بالموضوع وصاحب النص، و تمييز خصائص النص وموضوعه وأسلوبه هي من أهم آليات التفكير الناقد الذي يحتاجه المترجم للتعامل مع النصوص.
تقوم عملية الترجمة على معالجة النصوص المكتوبة أو المسموعة ونقلها من محتوى لغة المصدر إلى محتوى لغة الهدف مع الحفاظ على التراكيب اللغوية والدلالات المعنوية والمعاني الضمنية، لذا فإن النص هو مشكلة المترجم التي ينبغي عليه وضع استراتيجيات للتعامل معها وحصر وحل المشكلات الجزئية التي يتضمنها النص بوصفه المشكلة الأساسية لذا فإننا نفرد هذا الجزء لتناول النقاط الأساسية التي يتم من خلالها الانطلاق إلى حل مشكلة النص بوصفها المشكلة الرئيسية لدى المترجم، ولنستكشف الأطر العامة لذلك وفق أسس التفكير والعمليات الذهنية المرتبطة به:
مفهوم حل المشكلات: ونعني به جملة العمليات التي يقوم بها الفرد مستخدماً المعلومات والمعارف التي سبق له تعلمها، والمهارات التي اكتسبها في التغلب على موقف بشكل جديد، وغير مألوف له في السيطرة عليه، والوصول إلى حل له
أسلوب حل المشكلة: هو أسلوب يستخدمه المترجم بهدف الوصول إلى حالة اشباع معرفي من خلال الوصول إلى الحلول أو الاجابات حل أو إجابة أو اكتشاف.
خطوات حل مشكلات الترجمة:
حل المشكلات هو نشاط ذهني معرفي يسير في خطوات معرفية ذهنية مرتبة ومنظمة في عقل المترجم ويمكن تحديد خطواتها بما يلي:
- الشعور بالمشكلة: وهذه الخطوة تتمثل في إدراك معوق أو عقبة تحول دون الوصول إلى أهداف محددة يسعى المترجم وراء تحقيقها مثل إدراك المعاني أو إيجاد التراكيب المكافئة.
- تحديد المشكلة: هو ما يعني وصفها بدقة مما يتيح للمترجم رسم وتعيين حدودها ومميزاتها بحيث يمكن له التعامل معها.
- تحليل المشكلة: وهذا يتضمن تعرف المترجم على العناصر الأساسية في المشكلة التي يواجهها واستبعاد العناصر غير ذات الصلة بحيث يسهل عليه التركيز على المشكلة التي تواجهه
- جمع البيانات المرتبطة بالمشكلة: وفي هذه المرحلة يحدد المترجم المصادر المتاحة لجمع المعلومات والبيانات حول المشكلة الموجودة في النص.
- اقتراح الحلول: حيث يقوم عقل المترجم بتمييز وتحديد عدد من الفرضيات والحلول التي يمكن من خلالها حل المشكلة التي تواجهه.
- اختبار الحلول المقترحة: حيث يقوم المترجم بحصر الحلول المقترحة ودراسة كل منها على حدة ووضع أفضليات لها بناء على المعايير التي وضعها المترجم.
- الحلول الإبداعية: وهي عملية طرح لحلول جديدة غير مألوفة وغير مسبوقة وذلك من خلال العمليات الإبداعية المختلفة
نموذج تطبيقي مبسط:
(طلب من المترجم ترجمة نص يضم حوالي 10000 كلمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية وكان موضوعه يدور حول أجهزة قياس ضغط الدم وكانت المدة المحددة لتسليم العمل هي خمسة أيام فقط... )
ومن خلال هذه المعطيات فإنه يمكننا تخيل المشكلات الحالية.. منها:
- مشكلات تتعلق بالوقت المتاح.
- مشكلات تتعلق بمحتوى النص.
- مشكلات تتعلق بالتخصص.
فإذا ما ركزنا على المشكلات المتعلقة بمجال التخصص مثلاً، فإن خطوات حل هذه المشكلة تتمثل فيما يلي:
أولاً:الشعور بالمشكلة:
عندما تكون الخلفية الأكاديمية والمعرفية للمترجم غير ذات ارتباط مباشر أو عميق بمجال النص وفي حالتنا هذه فنحن نتحدث عن مجال علمي طبي تطبيقي تقني هو: موضوع عن أجهزة قياس ضغط الدم ( أجهزة قياس.... موضوع تقني + ضغط الدم .... موضوع طبي + المضمون العام ... موضوع علمي) والمعوقات هنا هي عدم توافر الخلفية المعرفية وربما اللغوية التخصصية حول هذا التخصص
ثانيا: تحديد المشكلة:
هنا يحدد المترجم المشكلات التي يواجهها ويبين إذا ما كانت مشكلات لغوية فقط أم هي مشكلات تتعلق بالتخصص العلمي أم كلاهما... ولنفترض أن ما يواجهه المترجم هو مجموعة من المشكلات المختلطة على المستويين اللغوي والتخصصي، وهذا يتضمن (على سبيل المثال)
عدم معرفة المصطلحات والمسميات الواردة في النص.
عدم معرفة السمات الأساسية للكتابة العلمية.
عدم معرفة أسس العلوم الطبية وقضاياها.
ثالثاً: تحليل المشكلة:
في هذه المرحلة يتعين على المترجم إجراء توصيف دقيق لعناصر كل مشكلة من هذه المشكلات فمثلا بالنسبة لمشكلة عدم معرفة المصطلحات والمسميات الواردة بالنص فعليه أن يستخرج هذه المصطلحات والمسميات وحصرها وبالطبع فإن المترجم يستبعد هنا المصطلحات والمسميات التي يعرفها (استبعاد العناصر غير ذات الصلة)
رابعاً: جمع البيانات المرتبطة بالمشكلة:
وبعد أن حدد المترجم المصطلحات والمسميات التي تمثل عقبة أمام عمله فإنه ينتقل إلى مرحلة أخرى يقوم فيها بحصر المصادر المتاحة التي يمكنه من خلالها التعرف على معاني ودلالات هذه المصطلحات وما يقابلها في اللغة المصدر(القواميس- المعاجم- المسارد المتخصصة- أشخاص مختصين- مراجع بلغة الهدف ولغة المصدر)
خامساً: اقتراح الحلول:
بعد مرحلة جمع البيانات يقوم المترجم بحصر ما توصل له من معان ومقابلات لهذه المصطلحات والمسميات وحصر ما لم يستطع التوصل إليه ( وهنا يمكن اعبارنا أمام مشكلة جديدة هي مشكلة المصطلحات والمسميات التي لم يستطع المترجم التوصل إليها، لنبدأ مجموعة جديدة من مراحل حل المشكلات)، ويقوم المترجم بترتيب المعاني والمفاهيم التي توصل إليها واختيار أدقها وأكثرها شيوعاً ( معيار الاختيار هنا الدقة أو الشيوع)
سادساً: اختبار الحلول المقترحة:
بعد الانتهاء من ترتيب الحلول المقترحة لكل مصطلح أو مسمى يتم تجربة استخدامه ضمن سياق النسق وبيان إذا ما كانت مناسبة ومتسقة مع الخصائص اللغوية للنص الهدف
سابعاً: الحلول الإبداعية:
في هذه المرحلة يتعين على المترجم اعمال فكره واستخدام مهاراته ومعارفه المخزونة سابقاً والتي حصلها خلال المراحل السابقة لحل المشكلة ليبدأ في طرح صياغات جديدة لترجمة المصطلحات والمسميات غير المتوافرة وعليه هنا أن يلتزم بالأسس المعرفية واللغوية وخصائص الاشتقاق والدلالة بحيث يكون المصطلح أو المسمى الذي ابتكره معبراً عن المصطلح أو المسمى الأصلي في لغة المصدر ... وهنا نركز على ضرورة التيقن من عدم توافر مقابلات لهذه المصطلحات أو المسميات فلا يجوز طرح ترجمات لمصطلح أو مسمى له مقابل متوافر إلا في أضيق حدود تطوير المقابل القديم.
وهكذا بالنسبة لكل مشكلة أساسية أو جزئية من المشكلات التي تضمنتها الحالة المطروحة فإنه يمكن تطبيق نفس المراحل الإجرائية التي اتبعناها في مشكلة (المصطلحات والمسميات)
معوقات التفكير السليم لدى المترجم:
هناك بعض أمور قد تمنع المترجم وتعيقه عن ممارسة التفكير السليم عند تعامله ما يواجهه أثتاء ممارسة عمله سواء على مستوى الممارسة الاحترافية المهنية أو التعامل مع النصوص أو المنخرطين في منظومة الصناعة بصورة عامة ومن هذه المعوقات ما يلي:
• الافتقار إلى الصحة النفسيّة أو الجسدّية أو الذهنية
• البيئة غير المناسبة التي تؤثر سلبياً على أداء المترجم
• سوء الوضع الاقتصاديّ أو الاجتماعيّ للمترجم
• التربية التقليدية السلبية الإنغلاقية والتمسك بالأفكار القديمة
• السمات الشخصية السلبية كضعف الثقة بالنفس، وعدم وجود الحافز
• السلوكيات الروتينية وعدم تطوير الممارسات المهنية
• ضعف الرغبة في ابتكار الحلول وإيجاد الوسائل
أشرنا فيما سبق إلى أن من أهم العوامل التي تؤثر على عملية الترجمة قدر إدراك المترجم لمضمون النص، وهذا يتوافق مع اعتبارنا عملية الترجمة هي عملية ذهنية في المقام الأول لذا فإن هذه العملية ترتبط إلى حد بعيد بالكثير من الأنشطة الذهنية وسوف نتناول فيما يلي هذه الأنشطة وكيف تتم عملية الترجمة من خلال هذه الأنشطة.
تعليق