[align=justify]دعتني أسقفية مدينة (دن بوس) في هولندة للمشاركة في ندوة حوار ديني انعقدت منتصف شهر مايو/أيار الماضي. ومدينة (دن بوس) الهولندية مدينة ذات أغلبية كاثوليكية في بلد يشكل البروتستانت فيه الأكثرية.
وقد دعى المنظمون إلى الندوة كلا من القس الكاثوليكي (أنطوان بودار)، الأستاذ في جامعة تيلبورغ في هولندة، والمفكر العلماني الأستاذ (غير غروت)، الأستاذ في جامعة إرازموس في هولندة، والحاخامة اليهودية (هيتي غرونفيلد) من اليهودية الليبرالية (وهي التيار اليهودي الوحيد الذي يسمح بحاخامية النساء لديهم وهي أول امرأة يهودية أصبحت حاخامة في هولندة). وأدار الحوار الأستاذ (كلاس فان در كامب) أمين سر اتحاد الكنائس البروتستانتية في هولندة. وبذلك تكون الديانات والمعتقدات الرئيسية في هولندة قد (مُثِّلت) في الندوة. وأقول (مُثِّلت) لأن الندوة كانت في الحقيقة حوارا مفتوحا بين مثقفين من ديانات ومعتقدات مختلفة أكثر منها حوارا دينيا رسميا .. ولكن العارفين بشؤون الديانات والمعتقدات في الغرب يعون أن لأي حوار أجندة مخصوصة به وقد كانت أجندة هذه الندوة العلاقات الاجتماعية بين أتباع الديانات والمعتقدات في هولندة والبينولوكس، حيث يسكن قرابة مليوني مسلم، وجس النبض في المسائل العقدية .. ووضع أجندة لندوات حوار مستقبلي.
بدأ الحديث وديا وشارك الحضور فيه بالتعليق على أطروحات المتحاورين، وصوّتوا على بعض الأطروحات .. وكان الحديث عاما إلا أن القس الكاثوليكي (أنطوان بودار) خرج قليلا عن الخط العام وقال بحدة "إن هولندة أصبحت بلدا يسكنه الكفار والمسلمون وبضعة مسيحيين"! ومن الواضح أن القس أراد أن يعبر عن إحباطه من انتشار العلمانية والإلحاد في هولندة (وسائر دول الغرب) بحيث احتفى التدين إلا من أوساط المسلمين وأقلية قلية جدا من النصارى واليهود، وهو ما يثير استياء العلمانيين من المسلمين الذين يرون فيهم أناسا يعيدون الدين إلى أوربا بعد إخراجه منها إخراجا شبه كلي بعد قرنين من العلمانية المتطرفة بعد الثورة الفرنسية ..
رد المفكر العلماني الأستاذ (غير غروت) على القس الكاثوليكي (أنطوان بودار)، ونشأ معمعان بينهما وقال (إن الغرب اليوم يعيش عصر ما بعد النصرانية أوPost Christian Era، وإن إدارة عقارب الساعة إلى الوراء غير ممكنة) .. وذكرت أنا القس الكاثوليكي بشكر الفاتيكان للمسلمين في الغرب لأنهم ردوا للدين والتدين فيه هيبتهما الضائعة، وأن تدينهم الملحوظ جعل شرائح كثيرة من النصارى تنظر في المرآة.
وردا على سؤال فيما إذا كنا نعتبر الأديان متساوية من حيث القيمة أجاب كل واحد منا بـ كلا! وكان معمعان سببه محاولة القس أنطوان بودار جس نبضي .. فعلق معي ومع الجمهور![/align]
المتحاورون:
وقد دعى المنظمون إلى الندوة كلا من القس الكاثوليكي (أنطوان بودار)، الأستاذ في جامعة تيلبورغ في هولندة، والمفكر العلماني الأستاذ (غير غروت)، الأستاذ في جامعة إرازموس في هولندة، والحاخامة اليهودية (هيتي غرونفيلد) من اليهودية الليبرالية (وهي التيار اليهودي الوحيد الذي يسمح بحاخامية النساء لديهم وهي أول امرأة يهودية أصبحت حاخامة في هولندة). وأدار الحوار الأستاذ (كلاس فان در كامب) أمين سر اتحاد الكنائس البروتستانتية في هولندة. وبذلك تكون الديانات والمعتقدات الرئيسية في هولندة قد (مُثِّلت) في الندوة. وأقول (مُثِّلت) لأن الندوة كانت في الحقيقة حوارا مفتوحا بين مثقفين من ديانات ومعتقدات مختلفة أكثر منها حوارا دينيا رسميا .. ولكن العارفين بشؤون الديانات والمعتقدات في الغرب يعون أن لأي حوار أجندة مخصوصة به وقد كانت أجندة هذه الندوة العلاقات الاجتماعية بين أتباع الديانات والمعتقدات في هولندة والبينولوكس، حيث يسكن قرابة مليوني مسلم، وجس النبض في المسائل العقدية .. ووضع أجندة لندوات حوار مستقبلي.
بدأ الحديث وديا وشارك الحضور فيه بالتعليق على أطروحات المتحاورين، وصوّتوا على بعض الأطروحات .. وكان الحديث عاما إلا أن القس الكاثوليكي (أنطوان بودار) خرج قليلا عن الخط العام وقال بحدة "إن هولندة أصبحت بلدا يسكنه الكفار والمسلمون وبضعة مسيحيين"! ومن الواضح أن القس أراد أن يعبر عن إحباطه من انتشار العلمانية والإلحاد في هولندة (وسائر دول الغرب) بحيث احتفى التدين إلا من أوساط المسلمين وأقلية قلية جدا من النصارى واليهود، وهو ما يثير استياء العلمانيين من المسلمين الذين يرون فيهم أناسا يعيدون الدين إلى أوربا بعد إخراجه منها إخراجا شبه كلي بعد قرنين من العلمانية المتطرفة بعد الثورة الفرنسية ..
رد المفكر العلماني الأستاذ (غير غروت) على القس الكاثوليكي (أنطوان بودار)، ونشأ معمعان بينهما وقال (إن الغرب اليوم يعيش عصر ما بعد النصرانية أوPost Christian Era، وإن إدارة عقارب الساعة إلى الوراء غير ممكنة) .. وذكرت أنا القس الكاثوليكي بشكر الفاتيكان للمسلمين في الغرب لأنهم ردوا للدين والتدين فيه هيبتهما الضائعة، وأن تدينهم الملحوظ جعل شرائح كثيرة من النصارى تنظر في المرآة.
وردا على سؤال فيما إذا كنا نعتبر الأديان متساوية من حيث القيمة أجاب كل واحد منا بـ كلا! وكان معمعان سببه محاولة القس أنطوان بودار جس نبضي .. فعلق معي ومع الجمهور![/align]
المتحاورون:
تعليق