حوارات دينية وثقافية أشارك فيها!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحمن السليمان
    عضو مؤسس، أستاذ جامعي
    • May 2006
    • 5732

    حوارات دينية وثقافية أشارك فيها!

    [align=justify]دعتني أسقفية مدينة (دن بوس) في هولندة للمشاركة في ندوة حوار ديني انعقدت منتصف شهر مايو/أيار الماضي. ومدينة (دن بوس) الهولندية مدينة ذات أغلبية كاثوليكية في بلد يشكل البروتستانت فيه الأكثرية.

    وقد دعى المنظمون إلى الندوة كلا من القس الكاثوليكي (أنطوان بودار)، الأستاذ في جامعة تيلبورغ في هولندة، والمفكر العلماني الأستاذ (غير غروت)، الأستاذ في جامعة إرازموس في هولندة، والحاخامة اليهودية (هيتي غرونفيلد) من اليهودية الليبرالية (وهي التيار اليهودي الوحيد الذي يسمح بحاخامية النساء لديهم وهي أول امرأة يهودية أصبحت حاخامة في هولندة). وأدار الحوار الأستاذ (كلاس فان در كامب) أمين سر اتحاد الكنائس البروتستانتية في هولندة. وبذلك تكون الديانات والمعتقدات الرئيسية في هولندة قد (مُثِّلت) في الندوة. وأقول (مُثِّلت) لأن الندوة كانت في الحقيقة حوارا مفتوحا بين مثقفين من ديانات ومعتقدات مختلفة أكثر منها حوارا دينيا رسميا .. ولكن العارفين بشؤون الديانات والمعتقدات في الغرب يعون أن لأي حوار أجندة مخصوصة به وقد كانت أجندة هذه الندوة العلاقات الاجتماعية بين أتباع الديانات والمعتقدات في هولندة والبينولوكس، حيث يسكن قرابة مليوني مسلم، وجس النبض في المسائل العقدية .. ووضع أجندة لندوات حوار مستقبلي.

    بدأ الحديث وديا وشارك الحضور فيه بالتعليق على أطروحات المتحاورين، وصوّتوا على بعض الأطروحات .. وكان الحديث عاما إلا أن القس الكاثوليكي (أنطوان بودار) خرج قليلا عن الخط العام وقال بحدة "إن هولندة أصبحت بلدا يسكنه الكفار والمسلمون وبضعة مسيحيين"! ومن الواضح أن القس أراد أن يعبر عن إحباطه من انتشار العلمانية والإلحاد في هولندة (وسائر دول الغرب) بحيث احتفى التدين إلا من أوساط المسلمين وأقلية قلية جدا من النصارى واليهود، وهو ما يثير استياء العلمانيين من المسلمين الذين يرون فيهم أناسا يعيدون الدين إلى أوربا بعد إخراجه منها إخراجا شبه كلي بعد قرنين من العلمانية المتطرفة بعد الثورة الفرنسية ..

    رد المفكر العلماني الأستاذ (غير غروت) على القس الكاثوليكي (أنطوان بودار)، ونشأ معمعان بينهما وقال (إن الغرب اليوم يعيش عصر ما بعد النصرانية أوPost Christian Era، وإن إدارة عقارب الساعة إلى الوراء غير ممكنة) .. وذكرت أنا القس الكاثوليكي بشكر الفاتيكان للمسلمين في الغرب لأنهم ردوا للدين والتدين فيه هيبتهما الضائعة، وأن تدينهم الملحوظ جعل شرائح كثيرة من النصارى تنظر في المرآة.

    وردا على سؤال فيما إذا كنا نعتبر الأديان متساوية من حيث القيمة أجاب كل واحد منا بـ كلا! وكان معمعان سببه محاولة القس أنطوان بودار جس نبضي .. فعلق معي ومع الجمهور![/align]

    المتحاورون:



  • منذر أبو هواش
    Senior Member
    • May 2006
    • 769

    #2
    حوار الطرشان ...

    أخي عبد الرحمن،

    هذا خبر مقتضب جدا لحوار مهم جدا ...

    فهل من تفاصيل للنقاط المثارة في الحوار ؟
    وخصوصا ملاحظات المحاورين غير المسلمين على الإسلام ...

    ودمتم
    منذر أبو هواش
    مترجم اللغتين التركية والعثمانية
    Munzer Abu Hawash
    ARAPÇA - TÜRKÇE - OSMANLICA TERCÜME

    munzer_hawash@yahoo.com
    http://ar-tr-en-babylon-sozluk.tr.gg

    تعليق

    • عبدالرحمن السليمان
      عضو مؤسس، أستاذ جامعي
      • May 2006
      • 5732

      #3
      [align=justify]أخي منذر،

      صدقت! كان هذا الحوار منذ شهر ونصف ومنذ ذلك الوقت وأنا أتحين الفرصة لكتابة مقال فيه ولم أستطع لضيق الوقت فنشرت أمس هذه اللمحة الموجزة.

      في الحقيقة نميز بين ثلاثة أنواع من الحوار بين الأديان في الغرب:

      1. الحوار العقائدي؛
      2. الحوار الاجتماعي؛
      3. حوار الطرشان

      وحوارنا كان اجتماعيا ذا طابع ودي بهدف تبادل الرؤى في المسائل الاجتماعية والدينية والفكرية في هولندة والأراضي المنخفضة (هولندة وبلجيكا ولوكسمبورغ) حيث يسكن قرابة مليوني مسلم في يتعايشون مع الديانات والمعتقدات الأخرى. لذلك كان التركيز على حرية الاعتقاد وحرية تنظيم المؤسسات الدينية لكل ديانة أو معتقد وضرورة الاحترام المتبادل الخ. ويرى أصحاب الديانات أنفسهم في خندق واحد عندما يتعلق الأمر بضرورة احترام الديانات لأن العلمانية كادت أن تقضي على النصرانية واليهودية أيضا. وهذا بدا بوضوح من قول الحاخامة الليبرالية بالحرف الواحد: (اليهودية تطبيق وليست إيمانا. وبمقدور اليهودي أن يكون يهوديا صالحا دونما حاجة إلى الإيمان بوجود الله)! وهذا كلام جديد بالنسبة إلى جميع الحضور. فالأديان تتأقلم مع العلمانية كي تبقى حية إلا الإسلام. وهذا ما يثير حفيظة العلمانيين على الإسلام، فيرون فيه الدين الذي يدير عقارب الساعة إلى الوراء .. لكن المعتدلين من النصارى واليهود يرون في الإسلام الدين الذي يرد للتدين في الغرب هيبته الضائعة .. لذلك يلتقى المسلمون والنصارى واليهود في مسائل مشتركة مثل الموقف من البيئة والإجهاض والموت الرحيم والأخلاق والمادية وغير ذلك مما لا تختلف الديانات الثلاث فيه اختلافا يذكر.

      لكن الحوار ذا الطابع الاجتماعي لا يخلو من جس للنبض في المسائل العقدية. وأنا وعلى الرغم من معرفتي الجيدة باليهودية والنصرانية من مصادرهما الأولية (العهدين القديم والجديد) باللغات الأصلية (العبرية والآرامية واليونانية واللاتينية) فإني لا أحبذ المشاركة في مناظرات عقدية (وهي نادرة جدا) بعكس الحوار ذي الطابع الاجتماعي فهذا أراه ضروريا في هذه البلاد. وقد تجلى جس النبض في السؤال فيما إذا كانت الديانات الثلاث (الإسلام والنصرانية واليهودية) وكذلك الاعتقادات اللادينية (مثل العلمانية والإنسية) متساوية من حيث القيمة. هذا سؤال عقدي لاهوتي أجاب عليه كل أحد بكلا لكن التعليل اختلف. وتعليلي كان هو أن المعيار للحكم في هذه المسألة في الإسلام هو (لا إلاه إلا الله محمد رسول الله). أما الحاخامة فأجابت بالقول إنها تعتبر كل الأديان ذات قيمة ولكن لأتباعها فقط (يعني: النصرانية جيدة للنصارى وليس لليهود، واليهودية جيدة لليهود وليس للنصارى الخ) .. فأثار القس أنطوان بودار، تلميحا لا تصريحا، المقارنة بين دعوة المسيح عليه السلام، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقال ما معناه إن الأولى كانت كلها محبة في محبة وإن الثانية لم تخل من العنف والحرب .. فلفت نظر القس إلى طبيعة دعوة المسيح عليه السلام كما ترويها الأناجيل، ودعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وإلى أهمية تحقيق العدل على الأرض بدلا من الكلام العائم .. وأشرت إلى الحروب الكثيرة التي شنت باسم المسيحية في الماضي، وإلى الدماء الكثيرة التي أهريقت باسم المسيح عليه السلام، وإلى تعايش الديانات الذي عرفته المجتمعات الإسلامية بفضل العدالة التي أقرها الإسلام. وضربت ثلاثة أمثلة هي تعايش الأديان في الأندلس ومصر والمغرب والعراق والشام وغيرها من بلاد الإسلام من جهة، والحروب الصيبية وما خلفته من دمار مادي ونفسي من جهة أخرى .. فأقر الجمهور (الذي كان يعلق على كل محور من محاور الحوار) كلامي، ونقد كلام القس. وأهم نقد سمعته هو من مدير الحوار (وهو أمين سر الكنائس البروتستانتية) الذي ذكر القس الكاثوليكي باضطهاد الكاثوليك للبروتستانت في محاكم التفتيش باسم المسيح .. فاضطر القس إلى الاعتذار لي ثم له ثم للجمهور.

      هذا ما لدي الآن. وفي الحقيقة خصصت هذه الصفحة لسرد تجربتي الشخصية في الحوار الديني أو الثقافي أو الاجتماعي الذي أشارك فيه في هذه البلاد كي أدونها من جهة وكي أطلعكم عليها من جهة أخرى لتطلعوا على أحوال الحوار في الغرب (الأراضي المنخفضة في هذه الحالة) عموما ومساهمة مسلمي الغرب فيه خصوصا. لذلك أعتذر لأبي صالح على نقل مشاركته القيمة إلى مكان آخر. وأرحب بكم وبأسئلتكم في هذا الخصوص على الدوام.

      وتحية طيبة عطرة.
      [/align]

      تعليق

      يعمل...
      X