مختصر تاريخ الترجمة العربية/ حسام الدين مصطفى

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسام الدين مصطفى
    عضو منتسب
    • Feb 2012
    • 50

    مختصر تاريخ الترجمة العربية/ حسام الدين مصطفى

    تاريخ الترجمة العربية
    مدخل

    إن ظهور الترجمة كنشاط إنساني يواكب التطور الاجتماعي البشري، فالترجمة كانت ولا تزال هي أداة التواصل بين الأمم والشعوب التي تختلف لغاتها، وقد بزغت الترجمة كنتيجة للأنشطة الإنسانية، وما تضمنه من نشاطات دينية واقتصادية وعسكرية، استطاعت أن تخرج بالشعوب من حدودها الجغرافية لتتفاعل مع جيرانها، وكان أول صور الترجمة هي الترجمة الشفوية نظراً لبساطة النظم اللغوية وعدم اختراع الكتابة، فكانت الترجمة هي أداة التفاهم بين القبائل والتجمعات البشرية، سواء خلال الأنشطة التجارية التي تتم وقت السلم، أو المعاهدات والاتفاقيات التي تظهر في وقت الحرب، وفي العصور القديمة لعبت الترجمة دوراً هاماً في نشر التعاليم الدينية، والنتاج الفني والأدبي، وساعدت في إحداث التفاعل بين الحضارات القديمة كالبابلية والآشورية والفينيقية والفرعونية والإغريقية.
    لعل التاريخ البشري لم يشهد حركة فتوحات كتلك التي شهدها خلال عصر الإسكندر الأكبر، وأهم ما اتسمت به حركة الفتوحات هذه أنها نقلت حضارة اليونان وخرجت بها إلى خارج حدودها، وامتدت لتغطي مساحات شاسعة من الأراضي التي بدأ سكانها في التعرف إلى ثقافات وعلوم بعضهم البعض، و مخالطة الأمم التي لم يكن يربط بينها أي علاقة إلا بعض الصلات التجارية القليلة، لكن خضوع تلك الأمم لسيطرة الإسكندر الأكبر أوجد رابطاً مزج بين هذه الثقافات، وأوجد في هذه المناطق التي فتحها حضارة تأثرت بالحضارة اليونانية، ولاشك أن الترجمة كانت موجودة خلال هذه الفترة كضرورة تواصلية ومعرفية، لتظهر على يديها الحضارة الهلينسية بعد وفاة الإسكندر الأكبر عام 323 ق.م، وامتدت حتى القرن السابع الميلادي، وقد شهدت هذه الفترة التي تصل إلى نحو ألف عام تفاعلا حضاريا بين المراكز الحضارية التي انتشرت خلال فتوحات الإسكندر الأكبر في الإسكندرية، وانطاكيا، نصيبين، وجنديسابور، و سعى السريان إلى نقل معارف اليونان وعلومهم إلى اللغة السريانية، خاصة بعد غلق مدرسة الرها سنة 489 م ورحيل علماؤها إلى نصيبين، ونقلوا معهم علوم الفلسفة اليونانية والطب اليوناني، إضافة إلى أن كثير من علماء اليونان تركوا بلادهم خشية الاضطهاد الديني، وعندما أغلقت مدرسة أثينا سنة 528 م اتجه علماؤها شرقا إلى دولة الفرس، ليستقر السريان في جنديسابور لتبدأ مرحلة جديدة من مراحل ترجمة المعرفة الإنسانية.
    برز الكثير من المترجمين الغربيين في العصور القديمة والحديثة، ولعل أبرزهم هو الخطيب الروماني شيشرون(106-43 ق.م )، والذي تنسب إليه أقدم مدرسة من مدارس الترجمة، والتي تقوم على حرية النقل مع التمسك بالقيم البلاغية والجمالية في التعبير، وهناك أيضاً الراهب جيروم سافرونيك ( 340-430م) الذي اشتهر بترجمته الإنجيل من اللغة الإغريقية إلى اللغة اللاتينية، وكان أول من طرح فكرة الفصل بين ترجمة النصوص الدينية والنصوص الدنيوية، وأوضح أن الترجمة السليمة إنما تعتمد على فهم المترجم للنص الأصلي وقدرته على استخدام أدوات لغته الأم، أو اللغة التي يترجم إليها، وليس لغة النص الأصلي، وهناك أيضاً الإيطالي ليوناردو ارتينو (1374-1444م) الذي ركز على ضرورة نقل خصائص النص الأصلي نقلا تاما، والتلازم بين اللفظ والمضمون، مشيراً إلى أنه إذا ما كان المضمون يشير إلى المعنى، فان اللفظ يشير إلى البلاغة في النص، ومن بعده جاء إتين دوليير (1509-1586) بمنهجه الذي عرف بالمنهج التصحيحي في الترجمة منادياً بضرورة أن يفهم المترجم محتوى النص الأصلي جيداً، وأن يدرك قصد وهدف المؤلف من النص.
    [align=center]حسام الدين مصطفى
    مترجم وباحث وكاتب
    رئيس جمعية المترجمين واللغويين المصريين
    www.egytrans.org
    active5005@yahoo.com
    [/align]
  • حسام الدين مصطفى
    عضو منتسب
    • Feb 2012
    • 50

    #2
    تاريخ الترجمة العربية:
    لم يعش العرب في معزل عن جيرانهم من الأمم الأخرى، بل اختلطوا بجيرانهم من الفرس والروم وغيرهم، وتواصلوا معهم وتأثروا بهم وأثروا فيهم، وقد أسهم النشاط التجاري للعرب في توسيع نطاق تواصلهم مع جيرانهم، ونشأت بينهم صلات نجد آثارها في المحتوى اللغوي والثقافي لهذه الأمم، ومما لاشك فيه أن هذا التأثير ما كان له أن يبلغ هذا المستوى لولا نشاط الترجمة بين لغات هذه الأمم ولغة العرب، فهناك بعض ألفاظ أعجمية استخدمها العرب في كلامهم، كما أن لغتي الفرس والروم تضمنت كلمات وتراكيب ومصطلحات عربية، ظهرت فيما نقلوه عن العرب من آداب وعلوم أسهمت في بناء وتطوير حضارتهم، وقد أبدى العرب اهتماماً كبيراً بالترجمة منذ بداية عصر فجر الإسلام، والذي نشطت خلاله عملية الدعوة إلى الإسلام خارج حدود شبه جزيرة العرب، وبداية الفتوحات الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين، وفي زمن الدولة الأموية حيث اهتم خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بترجمة وتعريب الدواوين في محاولة لتعريب نظام الحكم، ثم تزايد هذا الاهتمام بالترجمة في العصر العباسي، وذلك بسب الفتوحات التي امتدت شرقاً وغرباً، واستوجبت ضرورة التواصل الدائم مع الأمم الأخرى، والإطلاع على ثقافاتهم وعلومهم وآدابهم، فظهرت العديد من ترجمات الآداب الفارسية والعلوم اليونانية
    بلغ اهتمام العرب بالترجمة أوجه في عصر الخليفة هارون الرشيد وولده المأمون الذي أغدق على المترجمين، وأجزل لهم العطاء لقاء ما يقومون بترجمته من كتب غير العرب إلى اللغة العربية، وكان أشهر المترجمين في هذه الفترة حنين بن اسحق، وابنه اسحق بن حنين بن اسحق، وثابت ابن قرة، و يوحنا بن البطريق، وابن الحمصي، و أبو بشر متى بن يونس، و يحيى بن عدي، وابن المقفع، وقد اشتهروا بإتقانهم للغتين العربية والسريانية، وخبرتهم بالعلوم والمجالات التي كانوا يترجمون فيها، فضلاً عن أن بعضهم قد أقام فترة في البلاد التي تتحدث اللغة المترجم منها، فقد ثبت أن حنين ابن اسحاق قد سافر إلى اليونان، وعاش فيها ليتمكن من إتقان اللغة اليونانية، وجدير بالذكر أن حركة الترجمة خلال العصر العباسي لم تكن قاصرة على النقل إلى اللغة العربية، بل تم نقل الكثير من المؤلفات العربية إلى اللغات الأجنبية، ويمكننا أن نميز مسار حركة الترجمة العربية وفق المراحل التالية:
    الترجمة في العصر النبوي:
    هناك مؤشرات عديدة تشير إلى أن عصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد شهد أنشطة للترجمة، خاصة مع ما استلزمه نشر الدعوة من التواصل مع أمم غير العرب، ويروى أن سلمان الفارسي كان له السبق في ترجمة معاني فاتحة الكتاب إلى اللغة الفارسية على أيام النبي صلى الله عليه وسلم، واشتهر زيد بن ثابت الأنصاري الخزرجى بأنه أول مترجم في الإسلام، وورد في المصادر " انه كان يكتب إلى الملوك، ويجيب بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم وكان يتقن اللغة السريانية والفارسية واليونانية، كما أن هناك بردة عتيقة يرجع تاريخها إلى سنة 22هجرية، وعليها نص باسم عمر وبن العاص وبه ثلاثة أسطر باليونانية ومن تحته الترجمة بالعربية.
    الترجمة في العصر الأموي:
    رغم اهتمام الأمويون بالفتوحات وتوسيع أرجاء دولتهم، إلا أن اهتمامهم بالترجمة والنقل لم يقل عن اهتمامهم بتوسيع هذه الدولة، وذلك بغرض تقوية هذه الدولة والانتقال بها نحو أطوار الحداثة، فترجموا ونقلوا إلى العربية أمهات كتب العلوم اللاتينية واليونانية وما نقل إلى السيريانية في الطب والفلك والكيمياء والعمارة، إضافة إلى الكيمياء التي عني بها خالد بن يزيد سعياً منه على تحويل المعادن إلى ذهب، وفي عهده تم ترجمة أول كتاب من اليونانية إلى العربية وكان كتاب "أحكام النجوم" الذي ألفه الحكيم "هرمس"، وترجم أول كتاب في الطب في عهد مروان بن الحكم ألفه "أهرن بن أعين" الطبيب الذي عاصر هرقل، وعاش بالإسكندرية نحو عام 610م، وترجمه الطبيب البصري "ماسرجويه" من السريانية إلى العربية، وكان من أشهر المترجمين في العصر الأموي يعقوب الرهاوي الذي ترجم الكثير من الكتب من اليونانية إلى العربية.
    أما كتب الدواوين في زمن الدولة الأموية فقد نقلت من اليونانية إلى العربية، أيام الخليفة عبد الملك بن مروان، في سورية، ومن الفارسية إلى العربية في العراق على يد الحجاج بن يوسف الثقفي، كذلك ففي مصر تمت ترجمة العديد من الكتب القبطية إلى العربية في عهد عبد العزيز بن عبد الملك، وهنا لابد أن نتوقف أمام اثنين من خلفاء العصر الأموي وهم:
    • خالد بن يزيد بن معاوية الملقب بحكيم آل مروان: أرسل إلى الإسكندرية في طلب بعض الكتب في الطب و الكيمياء لتترجم إلى العربية، ويقول عنه ابن النديم في كتاب "الفهرست": أن خالد كان يسمى حكيم آل مروان، وكان فاضلا في نفسه، وله محبة في العلوم، فأمر بإحضار جماعة من فلاسفة اليونان الذي نزلوا مصر، و تفصحوا بالعربية، وكان هذا أول نقل في الإسلام من لغة إلى لغة، وقال عنه الجاحظ :أنه كان أول من أعطى الترجمة و الفلاسفة و قرب أهل الحكمة و رؤساء كل صنعة.
    • عمر بن عبدالعزيز( 99- 101 ه) : سار على درب خالد بن يزيد، واصطحب معه عند انتقاله إلى المدينة احد علماء مدرسة الإسكندرية بعد أن اسلم على يديه، ونقل علماء مدرسة الإسكندرية إلى مدرسة انطاكيا سنة 100 ه
    الترجمة في العصر العباسي:
    نشطت حركة الترجمة في العصر العباسي بصورة كبيرة بعد أن استتب لهم الأمر وثبتوا ركائز دولتهم، وبداية من عصر أبو جعفر المنصور يمكن تقسيم تاريخ حركة الترجمة إلى مرحلتين:
    • المرحلة الأولى: تبدأ من قيام الدولة العباسية إلى قبل عهد المأمون (750-815 م).
    • المرحلة الثانية: تبدأ من عهد المأمون حتى وفاته (815- 833م).
    وقد ساعد على تنشيط حركة الترجمة إلى العربية في العصر العباسي، تشجيع الخلفاء العباسيين ورعايتهم للمترجمين بصورة جماعية، بينما كانت حركة الترجمة في العصر الأموي محاولات فردية ترتبط بنشاط خلفاء أفراد، لا نظام خلافة متعاقب حيث اعتبر العباسيون الترجمة ركيزة من ركائز دولتهم، ومن أشهر علامات هذه الحركة التي شهدها العصر العباسي ما يتمثل في عهود:
     أبوجعفر المنصور( 136- 158 ه) : اهتم بترجمة الكتب إلى العربية من اليونانية أو الفارسية، وخلال عهده ترجمت بعض كتب ابوقراط و جالينوس في الطب، وكتاب "كليلة و دمنة"، كذلك ففي عهده أخذت حركة الترجمة مساراً مميزا، فقد اهتموا بترجمة الكتب التي تناولت علوم الكلام، وفنون الجدال، وعلم المنطق اليوناني، وذلك حتى يمكنهم الاستفادة منها في الجدل الذي دار بينهم وبين الفرق الأخرى، مما استدعى ضرورة تعلمهم للجدال، وإيجاد الأدلة، وتفنيد الحجج.
     هارون الرشيد (170 -194 ه): اهتم الرشيد بالترجمة، واستعان بمترجمين من لبنان ومصر وسورية، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين ممن كانوا يتقنون لغة أجنبية إلى جانب العربية، وأنشأ دار الحكمة في بغداد، وحرص على تزويدها بالكتب التي نقلت من آسيا الصغرى، والقسطنطينية.
     المأمون ( 198-218 ه) : أجزل العطاء للمترجمين، وأرسل بعثات إلى القسطنطينية لجلب ما يمكن الحصول عليه من مؤلفات يونانية في شتى ألوان المعرفة، وكان ممن أرسلهم الحجاج بن مطر، و ابن البطريق، وقد ذكر ابن النديم انه كان بين المأمون و إمبراطور القسطنطينية مراسلات بهذا الشأن.
    وتعد حركة النقل والترجمة التي حدثت إبان العصر العباسي أول حركة مكرسة ومنظمة في التاريخ،وذلك لتعدد مصادرها، فقد ترجم العرب عن اليونانية والفارسية والهندية والسريانية والقبطية، كما تميزت بتنوعها إذ راحت تغطى كل العلوم على اختلافها من الفلسفة والمنطق والطب والفلك والرياضيات والكيمياء والطبيعيات والأدب.
    [align=center]حسام الدين مصطفى
    مترجم وباحث وكاتب
    رئيس جمعية المترجمين واللغويين المصريين
    www.egytrans.org
    active5005@yahoo.com
    [/align]

    تعليق

    • حسام الدين مصطفى
      عضو منتسب
      • Feb 2012
      • 50

      #3
      الجاحظ والترجمة:
      يركز معظم المنظرين للترجمة على النظريات الحديثة والغربية التي تناولت الترجمة من نواح مختلفة، ويغمطون الجاحظ حقه في أنه أول من نظر للترجمة، وتحدث عنها كعلم، ووضع شروطاً للترجمة، وممارستها ومن يمارسها، وهو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الكناني البصري، وقد ولد في البصرة سنة 159 هـ في خلافة المهدي ثالث الخلفاء العباسيين، وتوفي بها سنة 255 هـ في خلافة المهتدي بالله، فعاصر خلفاء بني العباس حين كانت الثقافة والحضارة العربية الإسلامية في أوجها، وقد أورد في كتابه ( الحيوان) ما يمثل أقدم نظرية في الترجمة، وهو بذلك قد سبق من نعرفهم من أصحاب نظريات الترجمة بنحو ألف عام.
      الترجمة في الأندلس:
      كانت الأندلس نقطة انطلاق جديدة للترجمة عن العربية، فظهرت المحاولات الأولى لترجمة القرآن الكريم بوصفه الكتاب المقدس والناموس الأعظم عند المسلمين، وقد ظهرت الترجمة الأولى سنة 1130م بأمر وتوجيه من رئيس رهبان دير (كلوني) بطرس الموقر، ولقد تولى مهمة الترجمة (روبرت القطوني)، ثم تلتها ترجمة جماعة دير (كلوني) سنة 1143م، وخلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين كثرت ترجمات القرآن إلى اللغة القشتالية بدلاً من اللاتينية بأمر من الملك ألفونسو العاشر، وهناك ترجمة مطران كنيسة سقوفيا (جون السقوفي) للقرآن إلى الأسبانية ثم إلى اللاتينية، وأشرك معه في هذه المهمة فقيهاً حاذقاً اسمه عيسى ابن جابر السقوفي
      العصر الحديث:
      إن غالبية ما ترجم إلى العربية بعد القرن السادس الميلادي تركز في كتب ومؤلفات دينية، وكانت تترجم عن اللاتينية واليونانية والإيطالية ومن هذه الترجمات:
      • كتاب سفر المزامير ترجم إلى العربية سنة 1610م.
      • التعليم المسيحي للكاردينال بلارمين ترجمة يوحنا الحصروني، روما- 1613م.
      • تاريخ المسيح، ترجمة بطرس مخلوف طبع في روما عام 1674م.
      • جدلية السيف القاطع ترجمة خريستو دولس- أسقف غزة، والمطران يواصاف بن سويدان العمراني طبع سنة 1696م.
      • كتاب المزامير طبقاً لترجمة عبد الإله بن الفضل الأنطاكي- طبع عام 1735م.
      • التعليم المسيحي ترجمه من اليونانية إلى العربية الشماس صفرانيوس، حلب 1740م
      • العشاء الرباني لافسترانيوس ارجنتس ترجمة مسعد نسو، بوخارست عام 1747م.
      • مرشد الكاهن، تأليف الأب سنيري وترجمة بطرس فروماج، طبع عام 1760م.
      الترجمة في عصر محمد علي:
      شهدت هذه المرحلة الاتجاه إلى ترجمة معارف في مجالات أخرى غير الدين، وأمر بإنشاء مدرسة الألسن في مصر ووضع على رأسها الشيخ رفاعة الطهطاوي، وترجم خلال هذه الفترة العديد من الكتب الأجنبية وخاصة الفرنسية وشملت موضوعاتها العديد من المجالات..
      رفاعة الطهطاوي ومدرسة الألسن:
      رغبة من محمد على في ترسيخ دعائم ملكه في مصر، وسعيا منه لمسايرة التطور الذي كانت تعيشه أوربا في ذلك الوقت، فقد طلب من أعضاء البعثات التي أرسلها إلى أوربا أن ينقلوا العلوم والآداب التي اطلعوا عليها ويترجموها، لكن ظهر أن بعضاً من أولئك المبتعثين لا يجيدون الترجمة وفنها، فاقترح عليه رفاعة الطهطاوي إنشاء مدرسة الألسن لتكون مختصة بتعليم الترجمة وإعداد المترجمين، فأنشئت المدرسة في عام 1835 م، وكانت تسمى مدرسة الترجمة، ثم عرفت لاحقاً بمدرسة الألسن، وكان الطالب يدرس اللغات العربية والتركية والإنجليزية والفرنسية بالإضافة إلى والتاريخ والجغرافيا والرياضيات والرياضة، وكانت مدة الدراسة خمس سنوات، ومن الكتب التي ترجمت في هذه الفترة: تاريخ الفلاسفة اليونانيين، وسير أخلاق الأمم، وقلائد المفاخر في غريب عوائد الأوائل والأواخر، وبداية القدماء وهداية الحكماء، وقرة النفوس والعيون بسير ما توسط من القرون، ونظم اللآليء في السلوك فيمن حكم فرنسا من الملوك، وتاريخ ملوك فرنسا، ومطلع شموس السير في وقائع كارلوس الثاني عشر، ونظم اللآليء في السلوك في من حكم فرنسا من الملوك، إتحاف الملوك الألبا بتقدم الجمعيات في أوربا.
      [align=center]حسام الدين مصطفى
      مترجم وباحث وكاتب
      رئيس جمعية المترجمين واللغويين المصريين
      www.egytrans.org
      active5005@yahoo.com
      [/align]

      تعليق

      • Dr-A-K-Mazhar
        ملاح
        • Nov 2007
        • 1864

        #4
        أخى الكريم د. حسام

        تحية طيبة

        و الشكر لما خطه قلمك على هذه الصفحات وفى انتظار باقى المقالة ، و ربما بعدها بعض الأسئلة حول الترجمة فى العصر الحديث.

        و دمت

        تعليق

        • Mr. Omar Almassry
          عضو منتسب
          • Oct 2016
          • 2

          #5
          شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

          تعليق

          يعمل...