هيمنة النص

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالقادر الغنامي
    كبار الشخصيات
    • May 2006
    • 218

    هيمنة النص

    من أعظم المشكلات التي يعانيها بعض المترجمين عدم قدرتهم على التخلص من "هيمنة" النص المنقول.

    كان أحد أساتذتنا يقول: الناس يقدسون الشيء المكتوب! ولعل هذه "القدسية" أو "الهالة" من أسباب عدم استطاعة هؤلاء المترجمن "التحرر" من "الهيمنة"!

    والواقع أن "الترجمة الحرفية" ما هي إلا انعكاس لهذه الهيمنة .. و"الترجمة بتصرف" إلا تخلص منها...

    هذا، وفيما يلي نماذج لهيمنة النص المنقول:

    Metadata (في مجال الحاسوبيات)
    البيانات الماورائية

    الصواب: بيانات توصيفية (في جملة اقتراحات)

    End with a happy note
    انتهى بنغمة مفرحة

    الصواب: انتهى نهاية سعيدة (في جملة اقتراحات)

    The commission has concluded its consideration ...
    اختتمت اللجنة نظرها

    الأفضل: فرغت اللجنة من النظر في ...

    والله أعلم
    الترجمة فهم وإفهام
    الترجمة السياق
    الترجمة الحوار

    www.atida.org

    مستقبَلات الأمة واحدة، وإنْ كانت الطرق إليها متعددة
    مَن ترك غيره يخطط له، رَهَن له مستقبله

    facebook.com/oumma.futures
    twitter.com/oummafutures

    العلم الذي لا عمل معه، لا قيمة له
  • ahmed_allaithy
    رئيس الجمعية
    • May 2006
    • 4026

    #2
    هيمنة النص .... وخرط القتاد

    <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: " traditional="" arabic?;="" mso-ansi-font-size:="" 13.0pt;="" mso-ansi-language:="" en-us?="">أخي عبد القادر، الإخوة والأخوات الأفاضل </span></strong><span dir="ltr" style="font-size: 18pt; mso-ansi-language: en-us"><p></p></span></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: " traditional="" arabic?;="" mso-ansi-font-size:="" 13.0pt;="" mso-ansi-language:="" en-us?="">السلام عليكم ورحمة الله وبركاته <p></p></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: " traditional="" arabic?;="" mso-ansi-font-size:="" 13.0pt;="" mso-ansi-language:="" en-us?="">لا شك أن هيمنة النص الأصلي عند الترجمة مسألة واردة. وكما تفضلتَ بالقول فإن المترجم يحاول التخلص من تلك الهيمنة ما استطاع إلى ذلك سبيلا. ولعل هذا هو السبب في أهمية المراجعة للترجمة وإعادة صياغتها حتى يخرج النص كما لو كان مكتوباً باللغة الهدف ابتداءً. <p></p></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: " traditional="" arabic?;="" mso-ansi-font-size:="" 13.0pt;="" mso-ansi-language:="" en-us?="">وفي الحقيقة فإن هذه الأقول جميعها تحتاج إلى إعادة نظر. وأعني بذلك أن تلك "الهيمنة" ليست بالضرورة شيئاً سيئاً في جميع الأحوال. وليس من المجدي أن يحاول المترجم التخلص من تلك الهيمنة على الإطلاق، وليس من النقائص دائماً أن يدرك القارئ منذ اللحظة الأولى أن النص مترجم، بل قد يكون من غير الطبيعي أن يبدو النص غير ذلك في بعض الأحيان. واسمح لي أن أتجرأ وأقول إن الترجمة الحرفية أحياناً هي المنفذ الوحيد والمخرج من ورطة النص، ولا أعني بالحرفية وضع كلمة موضع كلمة أخرى في النص الهدف، بل المسألة أكبر من ذلك، وسأتناولها بالتعليق لاحقاً. واسمح لي ثانية أن أسحب بطرف هذا الموضوع وأن أتناول معك ومع جميع المهتمين بعض النقاط الهامة في هذا المجال ولنبدأ بما أسميتَه "هيمنة النص المصدر": <p></p></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: " traditional="" arabic?;="" mso-ansi-font-size:="" 13.0pt;="" mso-ansi-language:="" en-us?="">من النصوص ما تبدو عبقريته في طريقة تأليفه، أو في لغته، أو في تراكيبه وتعبيراته، أو في بلاغته، أو في دقة ألفاظه وتعمد استخدام مفردات معينة بدلالات لغوية لا يمكن غض الطرف عنها. واللغة الإنسانية عموماً لغة يشوبها النقص، فكما نعلم جميعاً أن الثابت أن أي كاتب أو مؤلف حين يعود إلى ما سبق وخطته يداه لا تطمئن نفسه إلا بعد أن يمسك بقلمه الأحمر فيعدل ويغير ويبدل بغية التحسين. وإن لم يستطع ذلك -كأن يكون الكتاب أو المقال قد نشر بالفعل- جال في نفسه أنه لو كان قال كذا كان أحسن، أو لو بدل النص بغيره لكان يُستحسن. <p></p></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: " traditional="" arabic?;="" mso-ansi-font-size:="" 13.0pt;="" mso-ansi-language:="" en-us?="">والنص -مع هذا- بالفعل عند الانتهاء منه -حتى وإن كان يعاني من بعض أوجه النقص أو القصور- له قدسيته. ولكنها قدسية غير مطلقة، بل نسبية. وهكذا كل كلام البشر. فكم من مترجم غيّر ما قاله المؤلف لخطأ ظاهر في النص، أو لغلط مطبعي، أو لأي سبب من الأسباب، وأستثني من هذا تعمد تشويه النص الأصلي. وكم من مترجم غير ترجمته ليخرج بترجمة مخالفة تماماً لما بدأه. <p></p></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: " traditional="" arabic?;="" mso-ansi-font-size:="" 13.0pt;="" mso-ansi-language:="" en-us?="">ورغم كل هذا فإن ما يجده المترجم هو ما هو مكتوب أمامه، فهو يتعامل مع النص من هذا المنطلق محاولاً أن ينفذ إلى عقل المؤلف وفكره، واستحضار ما كان يجول برأسه ساعة الكتابة. وهو ينجح أحياناً نجاحاً باهراً، ويفشل أحياناً أخرى فشلاً ذريعاً. وفيما بين ذلك يعمل أغلب المترجمين، وينجزون أعمالهم على هذا النحو. والخلاصة أن المترجم لا يتبقى له سوى ما هو مكتوب أمامه ليتعامل معه. وقلّ من المترجمين من يحظى بوجود المؤلف إلى جواره ليوضح له ما غمض عليه، ويبين له ما التبس فهمه. <p></p></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: " traditional="" arabic?;="" mso-ansi-font-size:="" 13.0pt;="" mso-ansi-language:="" en-us?="">وهناك من الموضوعات ما لا يمكن النظر إلى نصوصه إلا نظرة مقدسة. ولا يخفى علينا أن على رأس القائمة النصوص الدينية التي يساندها وحي سماوي حقيقي أو مفترض. فالكتب المقدسة في جميع الأديان هي من هذا النوع. أما النصوص الدينية الشارحة فهي في درجة أدنى من النصوص المفترض فيها الوحي أو المصدر الإلهي. وبوضوح أكثر فإن هذا أيضاً من الأمور الشائكة حتى في المناقشات العلمية؛ ذلك أن نظرة المسلم -مثلاً- للقرآن الكريم والحديث الشريف تختلف عن نظرته للكتب المقدسة للأديان والفلسفات والمذاهب الأخرى. ولكن المحك هو أن أصحاب الديانات والمذاهب الأخرى ينظرون إلى كتبهم المقدسة نظرة لا تختلف كثيراً عن نظرة المسلم لكتاب الله وسنة نبيه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم. ومن ثم فإن ما يدور بخلد المترجم المسلم عند محاولة ترجمة القرآن الكريم قد لا يختلف كثيراً عما يدور بذهن المترجم غير المسلم عند ترجمة نصوص كتابه المقدس، مع الأخذ في الاعتبار أن النظرة الدينية للنص الهدف هي نظرة مختلفة أيضاً. فبينما يعتبر الإسلام أي ترجمة للقرآن المجيد أو الحديث الشريف مجرد ترجمة لا تحل محل النص، ولا تقربه في المكانة، فإن من أصحاب الديانات الأخرى ما يعتبرون النص الهدف "نصاً" له نفس القدسية، ولا يفرقون بين النص والترجمة، وخاصة حين يكون النص الموجود" "الأصلي" ما هو إلا "ترجمة"، كما هو الحال مثلاً عند التعامل مع إنجيل متى الذي يوجد باليونانية دون أصل أرامي، على افتراض أن له أصلاً آرامياً. <p></p></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: " traditional="" arabic?;="" mso-ansi-font-size:="" 13.0pt;="" mso-ansi-language:="" en-us?="">للنص المصدر -بالطبع- بريق وتأثير لا يمكن الفكاك منه. فالنصوص الدينية ذات الصيغ <span style="color: red">العمدية</span>، والألفاظ <span style="color: red">الثابتة</span> تفرض على المترجم قيوداً لا يواجهها عند ترجمة غيرها من النصوص. ويشبه النصوص الدينية في هذا الأمر كل نص عمدي الصياغة والألفاظ كنصوص القوانين والدساتير مثلاً مع الفارق. وهي على الرغم من بشريتها وقصورها بل وغموضها أحياناً لا تسمح للمترجم بحرية كبيرة في التصرف؛ ذلك أن المترجم لا يملك تفسيرها وإن كان يملك ترجمتها. وقد وجدت -من خبرتي الشخصية- أن عدم فهم بعض النصوص لا يمنع في الحقيقة من ترجمتها ترجمة صحيحة دقيقة. ولا يمكن أن ينكر هذا إلا من لا يجيد التعامل مع النصوص أو من هو متأثر بأفكار ترجمية تلقينية، لا تساندها الخبرة العملية الكافية. ولعل أوضح الأمثلة هو ترجمة المصطلحات الفنية أو القانونية أو المالية ... إلخ التي لا يمكن للمترجم التصرف فيها. والغريب أنها لا تتسم بنفس المرونة الموجودة في المصطلحات الدينية -الإسلامية خاصة- على الرغم من قدسية الأخيرة، وبشرية الأولى. <p></p></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: " traditional="" arabic?;="" mso-ansi-font-size:="" 13.0pt;="" mso-ansi-language:="" en-us?="">فلو أن نصاً دينياً أو قانونياً كُتب بشكل معين وألفاظ بذاتها وتراكيب مخصوصة، ماذا يمكن للمترجم أن يفعل؟ وعندما يتسم نص بالغموض اللاهوتي مثلاً فكيف عساه يتصرف؟ <p></p></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: " traditional="" arabic?;="" mso-ansi-font-size:="" 13.0pt;="" mso-ansi-language:="" en-us?="">النظرة القديمة -والتي لا تزال سائدة حتى كتابة هذه الكلمات- هي الموافقة الشكلية واللغوية للنص الأصلي. <p></p></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: " traditional="" arabic?;="" mso-ansi-font-size:="" 13.0pt;="" mso-ansi-language:="" en-us?="">والنظرة الحديثة -والتي بدأت في الظهور ولم تسد سيادة كاملة بعد- هي "محاولة" التخلص من قيود النص باعتبار دينيته أو قانونيته، والتعامل معه كنص فحسب. <p></p></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: " traditional="" arabic?;="" mso-ansi-font-size:="" 13.0pt;="" mso-ansi-language:="" en-us?="">وتظهر النظرة الأولى في ترجمات القرآن مثلاً فنرى أغلب المترجمين يتقيدون بالتراكيب العربية، ويحاول مشاكلة ما يعتبرونه قديماً من الألفاظ فيستخدمون ألفاظاً قديمة، وتعبيرات انحسر شيوعها، وقواعد نحوية قلّ مستخدموها. ومن ناحية الشكل نجد ترجمات كثيرة لمترجمين مختلفين قيدوا أنفسهم بترجمة كل آية على حدة واعتبارها وحدة كاملة. فتجد كل آية جملة تامة، إلا في القليل النادر. وكذا الحال في النصوص القانونية التي يعاب على المترجم إن هو تصرف فيها من نفسه، فغير وبدل أو تصرف حتى وإن كان التصرف لا يعدو وضع فصلات ونقاط وغير ذلك من علامات الترقيم. <p></p></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: " traditional="" arabic?;="" mso-ansi-font-size:="" 13.0pt;="" mso-ansi-language:="" en-us?="">أما النظرة الأخيرة فهي التي ترمي إلى التحرر من <span style="color: red">الشكل</span> بمختلف أنواعه فتجد بعض مترجمي القرآن الكريم يحاولون التخلص من الألفاظ والتعبيرات والتراكيب اللغوية القديمة، في محاولة "لتحديث" النص لغوياً، ولكي يحظى بالقبول عند القارئ الحديث الذي قد يجد الأسلوب القديم معطِّلاً لفهمه، وعائقاً أمام استمتاعه بالنص الذي يقرأه. ويستخدم المترجم لغة دارجة يحاول أن تشتمل على سمات البساطة والسلاسة، بل والسرعة التي هي من سمات العصر كله. ومن ناحية الشكل يحولون النص إلى فقرات كي يشبه في هيئته ما اعتاد القارئ الحديث عليه. فهو يرى بعينيه ما هو معتاد عليه فيُقبل على قراءته باستعداد نفسي معين. فشكل المقال في جريدة غير شكل القصيدة مثلاً، ولكل استعداده النفسي الذي ينعكس ويتفاعل في نفس القارئ بمجرد النظر. وفي النصوص القانوية الحديثة نرى علامات الترقيم قد بدأت تظهر بشكل أكثر من ذي قبل، والتعبيرات اللاتينية تنحسر بشكل أو بآخر ... إلخ. <p></p></span></strong></p><strong style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; color: red; font-family: " traditional="" arabic?;="" mso-ansi-font-size:="" 13.0pt;="" mso-ansi-language:="" en-us?=""><p></p></span></strong><p></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: " traditional="" arabic?;="" mso-ansi-font-size:="" 13.0pt;="" mso-ansi-language:="" en-us?="">وللحديث بقية ... <p></p></span></strong></p><p class="MsoNormal" style="margin: 0cm 0cm 0pt"><span style="mso-ansi-language: en-us"><p><font size="4"></font></p></span></p>
    د. أحـمـد اللَّيثـي
    رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

    فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

    تعليق

    • ahmed_allaithy
      رئيس الجمعية
      • May 2006
      • 4026

      #3
      هيمنة النص_وخرط القتاد

      <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: " traditional="" arabic?;="" mso-ansi-font-size:="" 13.0pt;="" mso-ansi-language:="" en-us?="">ولكن المشكلة تبدو في <span style="color: red">طبيعة النص المصدر ومحتواه</span>. فالنص الجاد سواء الديني أو العلمي أو القانوني أو غير ذلك تتضائل قيمته في نفس القارئ ووعيه إذا لم يستخدم المترجم من الألفاظ والصيغ والتراكيب ما يعطى النص قدراً مشابهاً من "القدسية" والمهابة الموجودة في النص المصدر. والمترجم الواعي -المتدين خاصة- يعلم أن ترجمته المتصرفة لنص مقدس من الناحية الدينية تترتب عليه مسئوليات جسام. فالترجمة المشوبة بعدم الدقة -وخاصة عند إمكانية تجنب ذلك- تضع المترجم في موقف لا يحسد عليه. ففي الحديث الشريف مثلاً "من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار." فأي مترجم هذا الذي يريد أن يحجز لنفسه بنفسه مقعداً في النار إن هو ترجم حديثاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ترجمة خالفت في بعض جوانبها مقصود الحديث؟ فإن قال قائل إن التعمد شرط، قلنا إن المترجم المدرك لنقائصه اللغوية أو الثقافية أو الترجمية أو العلمية أو الدينية ... إلخ لا يمكن أن يُظَنَّ فيه -أمام نفسه على الأقل- عدم تعمد الخطأ إذا أخطأ. فإن كان مدركاً لنقائصه فلماذا يتصدر للترجمة؟ وإن قال قائل إن النقص طبيعة البشر، قلنا إن الفرق واضح بين من يتخصص ويدرس ويتعلم ويبذل الجهد طيلة عمره، ويشهد له بالعلم، وبين من هو غير ذلك. ولا يعقل أن يقوم خريج اليوم بالتعرض لترجمة نصوص متخصصة وهو لا يزال يحبو في عالم الترجمة. أما من غلبه غروره، وتسلط عليه شيطانه، وغرّه بالله الغرور فتجرأ على ما لا يجوز له التجرؤ عليه فهذا فوق أنه متعمد فهو جاهل. فمصيبته مصيبتان. فإن قال قائل هذا اجتهد وأخطأ، قلنا للاجتهاد شروط وليس اجتهاد من يعلم كاجتهاد من غرته نفسه. <p></p></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: " traditional="" arabic?;="" mso-ansi-font-size:="" 13.0pt;="" mso-ansi-language:="" en-us?="">والنقطة الجامعة هي إن من النصوص الدينية ما تستوي فيه أهمية <span style="color: red">الشكل والمحتوى</span>، ليصبح تأثير الشكل عاملاً مكملاً للرسالة التي يحملها النص. ومن يريد دليلاً على ذلك أتيناه بأكثر من 6200 دليل، بعدد آي القرآن الكريم. وفي هذا تفصيل لاحق إن شاء الله. <p></p></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: " traditional="" arabic?;="" mso-ansi-font-size:="" 13.0pt;="" mso-ansi-language:="" en-us?="">وعلى ما تقدم نقول إن لهيمنة النص أسباب عديدة، وأشكال متنوعة. وليس التخلص منها دائماً بالأمر المحبذ، بل المحك هو النص نفسه وطبيعته ومحتواه. ومع الأسف فإن وضع قواعد للتحكم في هذه الهيمنة بغية تقليلها أو تعديلها أو حتى إعادة تحويلها تحويلاً إيجابياً ليس بالأمر السهل. وكثيراً ما نقرأ رؤوس أقلام لما يجب أن تكون عليه ترجمة النصوص الدينية عموماً والإسلامية خصوصاًً من سلامة اللغة والبعد عن القديم، والأمانة في الترجمة، وعدم التصرف، ومطابقة النص الهدف للنص المصدر، وتجنب الحرفية والالتزام بالمصطلحات والتعبيرات "الإسلامية" (وهي بالمناسبة مصطلحات غير موجودة على الإطلاق في غير العربية)) ... إلخ، هي كلها أمور من الناحية النظرية تبدو سهلة ومنطقية. ولكن الواقع أن من يقول بهذا الكلام ويعنيه هو بين أمرين: إما أنه لا تتعدى خبرته اللغوية والترجمية المستوى المتوسط على أقصى تقدير، أو أن إدراكه اللغوي (معرفته باللغات وطبيعتها) يقف عند حدود لغته الأم. وفي كلا الحالين لا يجوز له أن يتصدر للرأي في هذا الموضوع. أما المترجمون الذين يوافقون على هذا الكلام على إطلاقه -وهم يعلمون أنه ضرب من الوهم- فهم من النوع المتبع لمنهج "اربط الحمار ...."، وهي سياسة لا يجوز اتباعها عندما يكون المقام مقام نص مقدس ككتاب الله أو حديث نبيه. <p></p></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; color: #000099; font-family: " traditional="" arabic?;="" mso-ansi-font-size:="" 13.0pt;="" mso-ansi-language:="" en-us?="">والخلاصة أن تحقيق المعايير أعلاه بنسبة تزيد على 70% -على أقصى تقدير- هو</span></strong><strong style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; color: red; font-family: " traditional="" arabic?;="" mso-ansi-font-size:="" 13.0pt;="" mso-ansi-language:="" en-us?=""> أمر دونه خرط القتاد. <p></p></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: " traditional="" arabic?;="" mso-ansi-font-size:="" 13.0pt;="" mso-ansi-language:="" en-us?="">وللحديث بقية ...</span></strong></p>
      د. أحـمـد اللَّيثـي
      رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
      تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

      فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

      تعليق

      يعمل...