مشكلة الحب والعشق في الترجمة!

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحمن السليمان
    عضو مؤسس، أستاذ جامعي
    • May 2006
    • 5732

    مشكلة الحب والعشق في الترجمة!

    [align=justify]يترجم المترجمون (حب) و(عشق) إلى اللغات الأجنبية بـ (حب) لأسباب كثيرة منها أن هدف الترجمة قد يقتضي ذلك، ومنها لأن المترجمين الجيدين اليوم أندر من العلملة الصعبة في خزائن الدول المفلسة!

    فالحب والعشق شيئان مختلفان .. الحب حالة روحانية، والعشق حالة شهوانية .. العشق يتضمن معنى الوصل والنكاح، أما الحب فيحتمل الوجهين إلا أنه يشير بالإطلاق إلى الحالات الروحانية العالية. إن لفظة (حب) في العربية مثل لفظة (نور) ذات المعنيين الحسي (= الضوء) والمجازي (= النور/الإشراق). فالعشق هو الترجمة الجسدية للحب. ولا أقصد بذلك النكاح بل العشق الذي يولد الشبق الذي يترجم الحب إلى نكاح كيفما اتفق!

    وفي الحقيق إن عشق وشبق مشتقان من الجذر الثنائي القديم /ش ق/ الذي يوحي لي حسي اللغوي بأن معناه الأصلي (الحَرْوَقة على النكاح)، فأضافوا إليه العين وجعلوها فاء الفعل: (عشق) ليحصلوا على (عشق) الذي يعني الحب بهدف الوصل والنكاح .. ثم أضافوا الباء وجعلوها عين الفعل (شبق) ليحصلوا على (شبق) الذي هو شدة الغُلْمة وطلب النكاح المفرط (= hypersexuality). فهذان مفهومان مرتبطان فالحب روحاني والتعفف من فيوضاته الروحانية .. والعشق جسدي على الدوام والشبق من فيوضاته الشهوانية! الحب يكمل الانسان والعشق ينقص منه! والحب الروحاني العفيف يكون في الإنسان فقط (النفس الناطقة)، أما العشق فيشترك فيه الانسان مع الحيوان (النفس الحيوانية) التي يشترك سائر الحيوان فيها حاشا النبات الذي له نفس نباتية، والذي لم يبلغنا عنه خبر يفيد أن النبات يعشق مثلما يفعل الحيوان .. قال رؤبة يصف حماراً شديد الغلمة: "لا يَتْرُك الغَيْرةَ من عَهْدِ الشبق"! (لسان العرب، مادة شبق). ومما يؤكد ما ذهبنا إليه من استقراء معنى العشق الحسي نفسه، وهو لزوم الشيء والالتصاق به التصاق! قال: "ولذلك قيل للكَلِف عاشِق للزومه هواه" (لسان العرب، مادة عشق). يقال: عشقته يعني التصقت به! واليوم نستعمل في العربية الفعل (عشق) في علم الميكانيكا للدلالة على تعشيق الآلات ببعضها بعضا أي تشابكها تشابكا لتصبح كيانا واحدا. ومما أحفظ في الميجانا البلدية قول القوَّال الظريف: (عشقت فيكي مثل عزقة ببرغي)! أي: اشتبكت معك واتحدت بك والتصقت بك مثل التصاق البرغي بالعزقة!

    طبعا هنالك أصناف أخرى من الحب لا يتسع المجال لشرحها، مثل الهوى والغرام والهيام الخ .. واللغات الأجنبية لا تميز مثلما تميز العربية بين الحب والعشق والهوى والغرام والهيام الخ، لأن ليس لها غنى العربية الفاحش .. فاللغات الأوربية – على سبيل المثال – فقيرة إلى مثل هذه اللطائف والنكت .. واللفظة الأوربية الوحيدة التي تفي بمعنى (العشق) أيما وفاء هي (ἔρως/eros) اليونانية التي اشتق منها لاحقا (على زمان فرويد!) كلمات مثل erotic, érotique, erotischen etc.. فهذه الأخيرة تدل خير دلالة على العشق في اللغات الأوربية!

    وأما (الحب) في اليونانية فيشار إليه بكلمة ἀγαπη أو agape التي وظفتها النصرانية أيضا للدلالة على مفهوم الحب (= المحبة) فيها.

    [/align]
  • Farouq_Mawasi
    Senior Member
    • May 2006
    • 310

    #2
    الغالي أبا ياسين، ولك حبي!

    ورد في لسان العرب أن ثعلب سئل عن الحب والعشق : أيهما أحمد؟
    فقال: الحب، لأن العشق فيه إفراط، وسمي العاشق عاشقًا، لأنه يذبل من شدة الهوى، كما تذبل العشقة إذا قُطعت. والعَشَقة هي شجرة تخضر، ثم تدق وتصفر، وعن الزجاج أن اشتقاق العاشق منه.
    ويرى اللسان أن العشق هو فرط الحب، يكون في عفاف الحب وفي دعارته، فيقال للكلف عاشق للزومه هواه، والأعشى يقول بعد أن وصف أرقه:
    " أرقت، وما هذا السهاد المؤرِّقُ
    وما بي من سقم وما بي معشق"
    ، والمعشق هو العشق بعينه.
    ويذكرني قول الأعشى بحكاية كسرى الذي سمع البيت ،فقال : اقبضوا عليه، إذن هو لص!
    ومن الجدير بالذكر -يا صديقي الأعز- أن العسكري في الفروق اللغوية ربط العشق بالفعل، وهو يمايز بين العشق والمحبة.
    أعجبتني جولتك اللغوية!
    [align=center] [glow=ff99ff] تحية فاروقية[/glow][/align]
    أ. د/ فاروق مواسي

    تعليق

    • عبدالرحمن السليمان
      عضو مؤسس، أستاذ جامعي
      • May 2006
      • 5732

      #3
      [align=justify]الحبيب أبا السيد،

      شكرا جزيلا على تعقيبك الغني أيها الحبيب.

      لدي سؤال منهجي: لمعظم المفردات معان حسية ومعان مجازية. ومعلوم أن المعاني المجازية تكون بعد حصول المعاني الحسية.

      فـ (العشق الإلهي) لدى متصوفة المسلمين هو البقاء مع الله وهي الدرجة التي تلي الفناء بزعمهم (ودرجاتهم هي: 1. التقرب 2. التشوف 3. الفناء 4. البقاء). والبقاء هو اللزوم والالتصاق بطريقة أو بأخرى. فهل يصح لغويا ومنطقيا الاستشهاد بالمعنى المجازي - وهو طارئ - على المعنى الحسي - وهو أصيل؟

      هذا فيما يتعلق بالمعاني الحسية والمجازية. من جهة أخرى قد تكتسب اللفظة فوق ذلك معنى اصطلاحيا فتصبح تدل على مفهوم في علم ما مثل (التعشيق) في الميكانيكا وهو إدخال ذكور المعادن في إناث المعادن (مثل "بريز" الكهرباء). فهل يصح أيضا الاستشهاد بالمعنى المصطلحي على المعنى الحسي الذي هو المعنى الأصلي للكلمة في مراحلها الأولى؟

      أفدنا أيها الصديق الصدوق.

      وتحية عبدرحمانية عطرة. [/align]

      تعليق

      • عبدالرحمن السليمان
        عضو مؤسس، أستاذ جامعي
        • May 2006
        • 5732

        #4
        [align=justify]كنت سألت أستاذنا الحبيب الدكتور فاروق رأيه في هذه المسألة، فأجابني مشكورا بما يلي:

        الأخ الكريم الحبيب الأصيل

        أحييك وأشتاق لكم.

        لم أعد إليك لأني لم أجد في أصول اللغة.

        ما يربط بين العشق ولزوم الجنس إلا الفروق اللغوية بشيء من التحفظ، فثمة كتب كثيرة عن العشق والعشاق، منها -تزيين الأسواق في أخبار العشاق-، ومعظم قصصهم إن لم يكن جميعها ليس فيها " نوم" ، ثم إن العشق هو مبالغة في الحب، وهناك درجات منها- الوله والتدله والكلف والشغف، وليس ثمة ميزان نقيس به. وقد وضع الثعالبي في فقه اللغة تدريجًا في ترتيب الحب وتفصيله: أول مراتب الحب الهوى ثم العلاقة، وهي الحب اللازم للقلب، ثم الكلف، وهو شدة الحب، ثم العشق، وهو اسم لما فضل عن المقدار الذي اسمه الحب، ثم الشغف، وهو إحراق الحب القلب مع لذة يجدها، اللوعة ، اللاعج ....الشغف....، الجوى...، التيم ...، التبل....، التدليه ...، الهيام ( ص 211) وقوله ما فضل عن المقدار في رأيي أنه هو الزيادة في الشيء وأعود إلى الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري ، وأنقل لك ما يقارب رأيك، وهو ما ورد في الفرق بين المحبة والعشق:

        "إن العشق شدة الشهوة لنيل المراد من المعشوق إذا كان إنسانًا، والعزم على مواقعته عند التمكن منه، ولو كان العشق مفارقًا للشهوة لجاز أن يكون العاشق خاليًا من أن يشتهي النيل ممن يعشقه. إلا أنها شهوة مخصوصة لا تفارق موضعها، وهي شهوة الرجل للنيل ممن يعشقه، ولا تسمى شهوته لشرب الخمر وأكل الطيب عشقًا. والعشق أيضًا هو الشهوة التي إذا أفرطت وامنتع نيل ما يتعلق بها قتلت صاحبها، ولا يقتل من الشهوات غيرها، ألا ترى أنه لم يمت أحد من شهوة الخمر والطعام والطيب، ولا من محبة داره أو ماله، ومات خلق كثير من شهوة الخلوة مع المعشوق والنيل منه انتهى ( ص 140).

        وبالطبع فإن رأيه غير قاطع مانع، فلسان العرب له شرح للفظ ذكرته لك، وأرى أن نأخذ به ، فنحن لا نستطيع أن نقيد اللغة لدلالة حادة، فالمجاز يفعل ويغير، وتأريخية الكلمة وظروف الزمان والمكان تعمل عملها.

        لم أنشر المادة ، فهي لك أولاً ، وقد تركت القرار لك بخصوص إظهارها. ومهما يكن فاجتهاداتك قمينة بأن نقدر النظر فيها، وأن نحييك على استقصاءات قد تصيب وقد تخطئ، ولكن الذي لا يحاول هو الذي لا ينقده الناس.

        محبتي مع تحيتي.
        [/align]

        تعليق

        • عبدالرحمن السليمان
          عضو مؤسس، أستاذ جامعي
          • May 2006
          • 5732

          #5
          [align=justify]أخي الحبيب أبا السيد،

          أحلى تحية!

          تسنى لي هذا المساء أن أفتح بعض المصادر (نصوص أصلية وليس معاجم) التي توقعت أن يرد فيها لفظ العشق بوفرة، وكان كما توقعت، إذ ورد العشق ومشتقاته فيها بوفرة وفي سيااقات معظمها – إن لم يكن كلها – ذو حمولة جنسية نكاحية شاذة إلا قليلا!

          قال في أوقات عقد النكاح لابن قيم الجوزية (في كتاب: موسوعة الجنس عند العرب. نصوص مختارة. منشورات الجمل. كولونيا، ألمانيا 1997. الجزء الأول، صفحة 24): "والعشق مركب من أمرين: استحسان للمعشوق، وطمع في الوصول إليه. فمتى انتفى أحدهما: انتفى العشق"!

          وقال (المصدر ذاته الصفحة 31): "فترى من يعشق امرأة غيره"، ولم يقل: يحب امرأة غيره، ذلك أن حب امرأة الغير انحراف وشذوذ في الملة! وقال (المصدر ذاته): "ويعشق المُردان والبغايا"، وليس: "يحب المردان والبغايا"، ذلك أن في قوله: "يحب" تطبيعا لحالة غير طبيعية وهذا من عبقرية اللغة!

          وجاء في القيان للجاحظ (انظر النسخة الرقمية) ـ والحديث لبثينة صاحبة جميل: "هل لك فيما يكون بين الرِّجال والنساء فيما يشفي غليل العشق ويُطفئ نائرة الشوق، قالت‏:‏ لا‏". لماذا لم يقل: "غليل الحب"؟ إذن القصد ههنا واضح ولا يحتاج إلى رسم بياني!

          وجاء في القيان أيضا: "وإنّ في الجمع بين الرِّجال والقيان ما دعا إلى الفسق والارتباط والعشق مع ما ينزل بصاحبه من الغُلمة التي تضطرُّ إلى الفجور وتحميل على الفاحشة وأنَّ أكثر من يحضُر إنمّا يحضُر لذلك لا لسماع ولا ابتياع‏".‏

          وجاء في القيان أيضا: "ولا يعمل عملاً ينتج خيراً غير إغرائه بالقيان وقيادته عليهنّ فإنّه لا ينجم الأمر إلاّ وغايته فيهنّ العشق فيعوق عن ذلك ضبط الموالي ومراعاة الرقباء وشدَّة الحجاب فيضطر العاشق إلى الشراء ويحلّ به الفرج ويكون الشيطان المدحور"‏.‏

          وقال في رسالة أخرى: "إن القينة كانت تعرف كل ما يحبب بها الرجال وكل ما يثير شهوته .. وكانت تعيش على ذكر الزنا والقيادة والعشق والصبوة والشوق والغلمة"! وانظر مكان /عشق/ من هذه الجملة يا رعاك الله!

          فعشق في جميع هذه النصوص مرتبطة بالشبق والنكاح والشوق إليه وفي الحقيقة إن كل هذه الألفاظ (شبق/شوق/عشق الخ مشتقة من الجذر الثنائي /شق/ أضيف إليه ثالث للإتيان بمعنى دقيق).

          فما رأيك أيها الحبيب؟!
          وتحية عبدالرحمانية.
          [/align]

          تعليق

          • Farouq_Mawasi
            Senior Member
            • May 2006
            • 310

            #6
            التحيات الطيبات، ونفحة شوق، وعبقة ود.
            ما طرحته انتقائي يا عزيزي، ولو كانت النماذج كلها على غرار ما أتيت به- وبذكاء- لمهرنا توقيعنا هنا.
            ولكني أدعوك لتصفح مصارع العشاق للسرّاج المتوفى سنة 1106 م ، وسترى مئات القصص العذرية المحضة، ورحم الله من قال :
            لا تخف ما صنعت بك الأشواق
            واشرح هواك فكانا عشاق
            قد كان يخفى الحب لولا دمعك الــ
            جاري ولولا قلبك الخفاق
            فعسى يعينك من شكوت له الهوى
            في حمله فالعاشقون رفاق
            للشاب الظريف ، الديوان ص 161 وله في تصبر
            العاشقين وحسرتهم ص 162

            [frame="12 98"]
            [glow=ffccff]تحية فاروقية[/glow]
            [/frame]
            أ. د/ فاروق مواسي

            تعليق

            • ahmed_allaithy
              رئيس الجمعية
              • May 2006
              • 4024

              #7
              أخي الفاضل الدكتور عبد الرحمن
              الحقيقة المسألة بسيطة جدًا؛ فالعشق إنما يكون في عفاف الحب ودعارته. فهو ذو شقين. ولما كان العشق هو فرط الحب، فالأرجح أنه لا يأتي بخير؛ لأنه كل شيء فيه زيادة عن الحد (فرط، إفراط) غير محبذ بالمرة. فالإفراط في الطعام وفي شرب الخمر وفي العمل وفي الإنفاق وفي النكاح ... لا يتوقع أن يؤدي إلى خير. بل الثابت بالدليل أن نتيجته سيئة. وهذا السوء على درجات أيضًا. فعلى افتراض ثبات جميع العناصر الأخرى من يشرب كأس خمر ليس كمن يشرب قارورة خمر. وإذا قبلنا بالمتغيرات لأنها أمر واقع فقد يكون تأثير رشفة خمر على شخص يعادل تأثير قارورة كاملة على مدمن مثلاً. فتلك الرشفة الواحدة لذاك الشخص إفراطٌ.
              ومن يقامر بنصف ماله يفقد نصفه، ومن يقامر به كله يشحذ.
              وهكذا الحب والعشق.
              وعلينا التفرقة بين ما هو حلال وحرام.
              فأبو بكر الصديق رضي الله عنه تصدق بماله كله ذات يوم، وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين سأله عما تركه لأهل بيته، قال "تركت لهم الله ورسوله". وهذه درجة إيمانية عالية وإيثار منقطع النظير. هو قد أحب الله ورسوله حتى لم يبق بين جنبيه موضع لغيرهما، فهانت عنده كل زخارف الدنيا ومتاعها. وأمثال هذا لا يضيعون حقوق العباد، لأن حب الله ورسوله يستلزم الامتثال لأوامرهما. والله عز وجل حين يرى في المرء صدق حبه له، وعمله لطاعته لا يضيِّعه وأهل بيته وذويه. فالرجل يوم القيامة يشفع عمله الصالح له ولأهله ولكثير ممن يعرفهم. ومن ثم فالحب في الطاعة أمر محبذ. وكما قال رمز الكرم "ليس في الخير سرف".
              أما أغلب الناس فلهم ميزان آخر إن شاؤوا استندوا إليه؛ فقد جاء في الحديث الشريف "لئن تترك ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم فقراء يتكففون الناس". فالطريق الوسط هو الأفضل. وفي الوصية لا يجوز للمرء أن يوصي بأكثر من ثلث ماله "والثلث كثير"؛ لأن للورثة حقوق لا يمكن التعدي عليها. وهي حقوق فرضها الله عز وجل.
              وحين يحب الإنسان فعليه ألا يسرف في الحب؛ لأن كفة الضرر الناتج عن الإسراف أكثر رجحانًا من الكفة الأخرى. والقاعدة هي أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
              فماذا عما يسمونه "العشق الإلهي"؟
              يقول الله عز وجل "فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه". فلم يستخدم القرآن كلمة العشق لأن غلبة المفسدة كائنة.
              أما الحب فالأغلب عدم المفسدة لأنه شعور طبيعي غير مسرف. ومع هذا فقد يحب الإنسان شيئاً حرامًا، ولكنه لا يسرف فيه. فيكون الحرام حرامًا بقدر المعصية. ولست أدري لماذا يحب البعض الرقص على الحبل، أو الحوم حول الحما! وهو لا يأمن ما قد يقع فيه. ولكن يبدو أن كثيرين لا يهتمون لاستبراء دينهم وعرضهم.


              وورود كلمة العشق في الشعر في أغلبها مبالغة لفظية، الهدف منها تعبير المحب عن عِظَم الحب لمحبوبه في قلبه. وليس شرطًا أن يكون القصد هو دعارة الحب، إلا أن يكون التصريح فينصرف المعنى إلى ذلك الوجه.

              ومن قالوا بحرمة العشق كانوا يتحدثون عن أضراره لرجحان كفتها، وما قد يتبعه من مفاسد ونزوع إلى ارتكاب المعاصي والموبقات بل والكبائر أيضًا.

              أما من يحاولون لَيَّ عنق اللغة، والتصيد في الماء العكر، والقول بحرمة كل شيء على إطلاقه فهم إنما يفعلون ذلك للتعمية والتضليل، ويخرجون الكلام عن سياقه، ويستحمقون القارئ، رغم أن القضية واضحة. ويتناسون أن الأصل في الأشياء الأباحة إلا ما نزل الشرع بتحريمه. فشرب الماء مباح، ولكن إذا شربت الماء وأنت تعلم أنك لو شربته هلكت، فلا يجوز لك أن تشربه. والخمر في الأصل مباحة، أما حرمتها فهي لأن الشرع نزل بتحريمها. والنكاح مباح ولكن إن نكحت أكثر من أربعة صار حرامًا. وهكذا الحب، إن أفرطت فيه (فصار عشقًا) حتى أصابتك لوثته، أو نزع بك إلى ارتكاب حرام، أو منعك عن أداء ما أنت مكلف به صار حرامًا.

              دمت في طاعة الله.
              د. أحـمـد اللَّيثـي
              رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
              تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

              فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

              تعليق

              • عبدالرحمن السليمان
                عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                • May 2006
                • 5732

                #8
                أحالت أستاذة فاضلة في تويتر على هذه الصفحة، فزرتها وتذكرت أستاذنا وأخانا الحبيب الدكتور فاروق مواسي أبا السيد الذي توفاه الله قبل سنة من الآن، رحمه الله رحمة واسعة وجازاه خيرًا على ما قدّم من علم نافع في موقع الجمعية وفي موقعه الشخصي وفي عشرات المواقع الأخرى فضلاً عن أكثر من أربعين كتابًا في اللغة والأدب.

                تغمدك الله بواسه رحمته يا دكتور فاروق.

                https://twitter.com/WAlmehawess/stat...577737218?s=20

                تعليق

                يعمل...