مقتطفات متفرقات من كتابي الجديد
مـقــدمـــة
مـقــدمـــة
قال اللهُ تعالى ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ (الفرقان:30)
قال ابنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: "هَجْرُ القرآنِ أنواعٌ: أحدُها: هجرُ سماعِه والإيمانِ به والإصغاءِ إليه. والثاني: هجرُ العملِ به، والوقوفِ عند حلالِه وحرامِه، وَإِنْ قَرَأَهُ وَآمَنَ به. والثالثُ: هجرُ تحكيمِه والتحاكمِ إليه في أصولِ الدينِ وفروعِه، واعتقادِ أنه لا يفيدُ اليقينَ، وَأَنَّ أَدِلَّتَهُ لَفْظِيَّةٌ لا تحصل العلمَ. والرابعُ: هجرُ تَدَبُّرِهِ وَتَفَهُّمِهِ وَمَعْرِفَةِ ما أرادَ المتكلمُ بِهِ مِنْهُ. والخامسُ: هجرُ الاستشفاءِ والتداوي به في جميعِ أمراضِ القلوبِ وَأَدْوَائِهَا، فَيَطْلُبُ شِفَاءَ دَائِهِ مِنْ غَيْرِهِ ، وَيَهْجُرُ التَّدَاوِي بِهِ."
وقال شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيْمِيَةَ رَحِمَهُ اللهُ: "مَنْ هَجَرَ القرآنَ فهو من أعداءِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم." انتهى.
وقيل إِنَّ "مَنْ فَرَّطَ في تلاوتِه، أو تَدَبُّرِهِ، أو العملِ به فقد وَقَعَ في شُعْبَةٍ مِنْ شُعَبِ الْهَجْرِ، بِحَسَبِ ما تَرَكَ وفَرَّطَ، وَيُـخْشَى عَلَيْهِ، إِنْ تَـمَادَى في ذلك، أَنْ تُنْزَعَ حلاوةُ القرآنِ من قلبِه، فلا يستريحُ له، ولا يَتَغَنَّى به، ولا يَنْشَرِحُ صدرُه به"[1] .. "ويكونُ منه العدولُ عنه إلى غيره من شِعْرٍ أو قولٍ أو غِنَاءٍ أو لَـهْوٍ أو كلامٍ أو طريقةٍ مأخوذةٍ من غيرِه، وهذه كلُّها مِنْ وَسَائِلِ هَجْرِ الْقُرْآنِ."[2]
نسأل الله تعالى ألا يجعلنا ممن يهجر القرآن.
تعليق