تعليقات على كتاب (فقه اللهجات العربيات) للدكتور بهجت قبيسي

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمد الأقطش
    أقود سفينتي وسط الرمال
    • Aug 2009
    • 409

    #31
    ثم قال في الجدول المذكور (ص89): «كلمة أعراب ماتت بدليل أن ابن خلدون (1322 - 1406م) كان يعني باستعماله كلمة عرب مدلول البدو... إلخ». ثم ذكر أن تحديده القرن العاشر لموت هذه الكلمة هو استنادًا إلى ما قام به الماسوريون على النص العبري للتوراة وذلك لمجيء هذه الكلمة (عرب) بمعنى (أعرابي) في سفر إرميا.



    أقول: هنا نقطتان، أحدهما عن ابن خلدون والأخرى عن الكلمة العبرية.

    فأما ابن خلدون، فالظاهر أن الدكتور قبيسي اكتفى بما فهمه مِن مقدمة تاريخه، فبنى عليه هذه النتيجة. وواقع الأمر أن تاريخ ابن خلدون نفسه - وسيرته الذاتية الملحقة به - طافح بذكر كلمة (الأعراب) ولم تكن الكلمة ميتة كما يرى الدكتور قبيسي! كما استخدم ابن خلدون أيضًا كلمة (عرب) استخدامًا عِرْقيًّا مع القبائل ذات الأصول العربية في مقابل البربر والأعراق الأخرى، بل عرَّف ابن خلدون بنسبه وأنه مِن عرب اليمن.

    يتبع
    [frame="4 93"]
    ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

    [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

    تعليق

    • ahmed_allaithy
      رئيس الجمعية
      • May 2006
      • 4025

      #32
      المشاركة الأصلية بواسطة أحمد الأقطش
      ثالثًا: قوله إن الحرف الآرامي المربع استعمله ورقة بن نوفل، أحال بخصوص هذه المعلومة في الهامش إلى كتاب الشيخ البوطي (هذه مشكلاتهم) وقال إنها فيه عن كتاب الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر ج3 ص597. وقد عدتُ إلى الكتابين وطبعًا ليس فيهما هذا الكلام. الذي قاله البوطي عن ورقة بن نوفل هو التالي (ص184): «وكان يكتب الكتب العربية بالحروف العبرانية»، ثم نقل قصته مع النبي صلى الله عليه وسلم من كتاب ابن حجر المذكور. وحديث ورقة بن نوفل معروف مشهور في كتب الحديث الشريف فقد أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما، فالرجوع إلى هذه المصادر هو الأولى. وقد وقع في متن الحديث: «وكان امرأً تنصَّر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي، فيكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب». هذا هو أصل المعلومة المتعلقة بورقة بن نوفل وهي أنه كان مطَّلعًا على الإنجيل ويكتب منه أشياء باللغة العربية. فأين في النص ما يتعلق بخط الكتابة؟ وأمَّا البوطي فيظهر أنه اعتمد على رواية أخرى للحديث، وهي عند البخاري أيضًا، تقول: «وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب». وهذا لا علاقة له بخط الكتابة أيضًا، بل يفيد أن ورقة كان ينسخ الكتب العبرية بلغتها العبرية. فسواء كان اللفظ الصحيح في الحديث هو العربي أو العبراني، فالنص في الحالتين لا يقول إن ورقة كان يكتب اللغة العربية بالحروف الآرامية!

      يتبع

      جميل، خاصة وأن هذه الرواية عن ورقة بن نوفل هي إخبار لا غير. فلم تصل إلينا ولا إلى غيرنا فيما هو معلوم أي نصوص كتبها ورقة بخط يده. فأي استنتاج يتعلق بهذه الكتابة (فيما عدا ما تقوله الرواية لا غير) هو محض تخمين لا تقوم به حجة، ولا يعد علميا بالمرة.
      د. أحـمـد اللَّيثـي
      رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
      تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

      فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

      تعليق

      • أحمد الأقطش
        أقود سفينتي وسط الرمال
        • Aug 2009
        • 409

        #33
        وأمَّا عن العبارة المذكورة في سفر إرميا، فنذكر النص العبري ونُتبعه بباقي النصوص المقارنة:

        العبري: (כַּֽעֲרָבִ֖י בַּמִּדְבָּ֑ר).
        اليوناني: (ωσεί κορώονη ερημουμένη).
        الآرامي: (כְעַרבָאֵי דְשָרַן בִשכוּנִין בְמַדבְרָא).
        السرياني: (ܐܝܟ ܢܥܒܼܐ ܒܡܕܒܪܐ).
        اللاتيني: (quasi latro in solitudine).
        الإنجليزية (الملك جيمز): (as the Arabian in the wilderness).
        العربية (روما 1671): مثل اللص في البرية.
        العربية (لندن 1811): مثل غداف بري.
        العربية (بروتستانت 1865): كأعرابي في البادية.
        العربية (يسوعية 1897): كالأعرابي في البادية.

        [frame="4 93"]
        ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

        [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

        تعليق

        • أحمد الأقطش
          أقود سفينتي وسط الرمال
          • Aug 2009
          • 409

          #34
          المشاركة الأصلية بواسطة ahmed_allaithy
          جميل، خاصة وأن هذه الرواية عن ورقة بن نوفل هي إخبار لا غير. فلم تصل إلينا ولا إلى غيرنا فيما هو معلوم أي نصوص كتبها ورقة بخط يده. فأي استنتاج يتعلق بهذه الكتابة (فيما عدا ما تقوله الرواية لا غير) هو محض تخمين لا تقوم به حجة، ولا يعد علميا بالمرة.
          أحسنتم يا دكتور أحمد، هو كذلك.

          [frame="4 93"]
          ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

          [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

          تعليق

          • أحمد الأقطش
            أقود سفينتي وسط الرمال
            • Aug 2009
            • 409

            #35
            المشاركة الأصلية بواسطة أحمد الأقطش
            العربية (بروتستانت 1865): كأعرابي في البادية.
            صوابه: كأعرابي في البرية.
            والسهو منِّي.
            [frame="4 93"]
            ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

            [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

            تعليق

            • أحمد الأقطش
              أقود سفينتي وسط الرمال
              • Aug 2009
              • 409

              #36
              المشاركة الأصلية بواسطة أحمد الأقطش

              اليوناني: (ωσεί κορώονη ερημουμένη).
              صوابه: (κορώνη).
              والسهو منِّي.
              [frame="4 93"]
              ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

              [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

              تعليق

              • أحمد الأقطش
                أقود سفينتي وسط الرمال
                • Aug 2009
                • 409

                #37
                فأمَّا الترجمة اليونانية، فواضح أنها قرأت الكلمة العبرية على أنها (עֺרֵב عوريب) أي غراب، لأنها هكذا ترجمتها. وهو نفس الشيء الذي فعلته الترجمة السريانية حيث ترجمت الكلمة إلى (نعبا).
                وأمَّا اللاتينية فترجمت الكلمة إلى latro أي لص وقاطع طريق، وهو يدل على أنها قرأت الكلمة على أنها عربي، أي أنه إنسان وليس طائرًا. وترجمة روما العربية اعتمدت بالطبع على الفولجاتا، وكذا الترجمات اللاحقة قبل الترجمة البروتستانتية.

                لكن هذا ليس الموضع الوحيد الذي وردت فيه هذه الكلمة العبرية للدلالة على العروبة في الصحراء، فقد سبق ووردت أيضًا في سفر إشعياء (13: 20). وبيانه كالتالي:
                العبري: (וְלֹֽא־יַהֵ֥ל שָׁם֙ עֲרָבִ֔י).
                اليوناني: (οὐδὲ μὴ διέλθωσιν αὐτὴν Ἄραβες).
                الآرامي: (וְלָא יִפרוֹס תַמָן עַרבַי מַשכְנֵיה).
                السرياني: (ܘܠܐ ܢܫܪܘܢ ܬܡܢ ܥܪ̈ܒܝܐ).
                اللاتيني: (nec ponet ibi tentoria Arabs).
                الإنجليزية (الملك جيمز): (neither shall the Arabian pitch tent there).
                العربية (روما 1671): ولا يخيِّم هناك عربي.
                العربية (لندن 1811): ولا تعبُر بها الأعراب.
                العربية (بروتستانت 1865): ولا يخيِّم هناك أعرابي.
                العربية (يسوعية 1897): ولا يَضرب أعرابي فيها خِباءً.

                هذا والسبعينية وترجوم يوناثان والبشيطتا والفولجاتا سابقة على الإسلام وليس فقط على الماسوريين. فاستناد الدكتور قبيسي على زمن الماسوريين باعتباره حدًّا فاصلاً بين الدلالة القديمة - كما يراها - والدلالة الجديدة، لا أساس له.
                [frame="4 93"]
                ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                تعليق

                • مصطفى أحمد إنشاصي
                  عضو منتسب
                  • Jun 2018
                  • 2

                  #38
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  نسأل الله تعالى في هذه الأيام المباركة وخواتيم شهر رمضان الكريم أن يغفر لنا جميعاً وأن يجعلنا من العتقاء وأن ينر قلوبنا بنور الإيمان والعلم اقائم على منهجيته تعالى في فهم الأمور وتمحيصها في خضم هذا تلك التنافضات العلمية التي تعج بها كتب القدماء والمعاصرين وأن يجمعنا على علم نافع للأمة ويكون صدقة جارية لنا بعد مماتنا...
                  بداية أشكر الأخت الكريمة الدكتورة ريمة على نشر ردي على الموضوع هنا في الجموعة الوتسية وإن كنت تفاجأت بنشره عند زيارتي للمنتدى لمتابعة بقية ما ينشره الأخ الكريم أحمد الأقطش، وعلى متابعتها كما قرأت في رد لها موضوع سرعة تفعيل عضويتي في منتداكم الكرين، علماً أني كنت عضواً فيه من سنوات طويلة مضت ولتشابه الأسماء كان يحدث بعض الخلط وصعوبة الدخول للمنتدى فتوقفت عن متابعته، فالدكتورة تتميز بحس وشغف علمي وروح للنقاش وتبادل الآراء وغالباً ما تنشر بعض ما يصلها وترى أنه قد يكون فيه فائدة للقارئ أو يثري النقاشان حول موضوع ما دون الرجوع لصاحبه جزاها الله خير على هذه الروح ...
                  واسمحوا لي أن أوضح موقفي ورأي بإيجاز الذي ورد جزء منه في الرد الذي نشرته الدكتورة ريمة:
                  للعلم فقط عن نفسي لست قومياً ولا أحمل أي فكر بعينه سواء إسلامي أو علماني، أنا مسلم وأجتهد في فهم الإسلام وتقديم شيء له إن استطعت. فكري كله يدور حول: أن فلسطين هي قضية الأمة المركزية ويجب على الجميع الانطلاق في عمله وعلمه من خلالها، وما الموضوع الذي نناقشه إلا أحد أهم الغايات الاستشراقية والآثارية والجهود الكبيرة التي قام بها علماء الآثار في وطننا وحرفوا وزورا وأحدثوا اضطرابات كثيرة في الفهم لتاريخنا وما كشفت عنه تنقيباتهم الآثارية وحفرياتهم ودراساتهم لماضينا كله، بسبب ليهم عنق الحقيقة لدى كثيرين منهم وخاصة علماء الآثار التوراتيين لتتوافق أو تطابق ما ورد في كتاب التوراة المُحرف من أساطير وخرافات وحقائق أيضاً خدمة للمشروع التواراتي الذي وضعه كتبة التوراة بدية في السبي البابلي واستكمله طوال قرون بعد ذلك، وأصبح الآن جوهر فكرتهم وسيادتهم العالمية تهيمن وتسيطر على واقع العالم من خلال خرافة السامية والأجناس السامية التي أباد العلماء القدامي والمعاصرين ذرية كل من ركب مع نوح في السفينة وذرية ذرية وأحفاد سام بن نوح المزعوم لصالح ابنه ابن واحد جاء من نسله إبراهيم عليه السلام، وأصبح لدينا عرب بائدة وعرب عاربة وعرب مستعربة و... الحديث يطول
                  ثم أني أركز دهودي قدر الاستطاعة على تنقية تلك العلوم والمعارف والنتائج الآثارية وما استخلصه العلماء ووضعوه من علوم مما علق بها من آثار توراتية انعكست على الحقيقة وتزيفتها لصالح المشروع التوراتي، ونفي خرافة السامية وأسطورة أصل الأجناس المحصورة في أبناء نوح عليه السلام الثلاثة فقط، وكل ما ترتب على تلك الخرافة من انحرافات علمية وحقائق تاريخية!
                  كما أني آخذ بالرأي الذي يعتبر حدود الجزيرة العربية أو شبه الجزيرة العربية تمتد إلى شمال سوريا والعراق الحاليين وتصل إلى حدود تركيا الحالية، وأن كل القبائل التي هاجرت أو تنقلت لأسباب محتلفة داخل تلك الحدود هي قبائل عربية يجمعها أصل واحد ومشترك في كل ما صدر عن علماء الآثار واللغويات ...،علماً أنه يستحيل الحفاظ على النقاء العرقي لأي منها أو من شعوب العالم لأسباب أصبحت معروفة، وذلك يتعارض مع كذبة السامية ...!
                  أتحفظ على كل الأنساب التوراتية ولا أقبل بها، وكذلك على كل ما يسمى سامياً أو يشتق منه على طريقة التوراة ومنها الشعوب السامية واللغات السامية، وخاصة اعتبار العبرية القديمة لغة خاصة باليهود أو بني إسرائيل وأنها الأقرب إلى اللغة العربية التي يعتبرها اللعلماء اللغة السامية الأم، وذلك لأن ما يسمى اللغة البرية القديمة هي اللغة الكنعانية فبني إسرائيل لم يكونوا أهل حضارة ولا مدنية ولكنهم سرقوا تاريخ وتراث الكنعانيين من الإله إلى أقل أمر في حياتهم ...
                  أطلت والحديث يطول ومن عيوب الكتابة عندي أني أسترسل أوقات فأعذروني ومتابعتي للموضوع هنا لأستفيد منه في أبحاثي وكتاباتي عن ما ذكرته من جوانب اهتمامي
                  تحياتي للجميع

                  تعليق

                  • أحمد الأقطش
                    أقود سفينتي وسط الرمال
                    • Aug 2009
                    • 409

                    #39
                    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،، أهلاً ومرحبًا بكم أستاذ مصطفى، ونسعد بكم في رحاب هذا الملتقى العلمي وبكل ما تكتبونه. والشكر للدكتورة ريمه التي تفاعلت مع الموضوع، فكان من ثمرات ذلك أننا تشرفنا بتواجدك هنا بيننا.

                    حقيقةً ما تفضلتَ به أتفق معه جزئيًّا، فمما لا شك فيه أن كثيرًا من الجهود الأثرية في بلداننا العربية كانت لها توجُّهات توراتية وكانت مدعومة من مؤسسات دينية وسياسية لها ارتباطات بالمشاريع الاستعمارية آنذاك، واستطاعت فرض توجهاتها على مجال التاريخ واللغة. لكن المتابع لمسيرة هذه العلوم يعرف أن العلماء الغربيين أنفسهم وبمرور الوقت كانوا ينتقدون هذه الدراسات ويبينون عوارها، وتخلَّت الأوساط العلمية عن عدد من النظريات والآراء التي كان يرددها سابقوهم، وما ذلك إلا لكثرة المكتشفات الأثرية عبر عشرات السنين مما أثرى الناحية التاريخية واللغوية للمنطقة، فأُعيدَت قراءة النقوش وأُعيدت كتابة فصول أخرى في بعض الجوانب التاريخية هنا وهناك. ومما أسهم بصورة كبيرة في هذا الأمر ظهور أجيال من الآثاريين العرب الذين ولجوا هذا الميدان وأضافوا إليه إضافات هامة لا سيما في النقوش العربية الشمالية.

                    أمَّا عن أنساب الشعوب في التوراة، فلم يعُد العلماء يعتدُّون بها كما تفضلتَ، والغربيون أنفسهم هم مَن فعلوا هذا دون أن يكون للأمر علاقة لا بفلسطين ولا بالعرب. واصطلاح السامية الذي أطلقه شلوتسر في القرن الثامن عشر كان اصطلاحًا اجتهاديًّا شأنه شأن كثير من هذه المصطلحات المبكرة التي أُعيد فيها النظر بعد تطور العلوم. وينبغي لفت الأنظار إلى أن هذا المصطلح ظهر قبل مجيء الصهيونية بحوالي قرن من الزمان، ولم تكن له خلفيات سياسية في ذلك الوقت. ولا ينبغي إهمال السياق العام للدراسات التاريخية واللغوية الذي وُلد فيه هذا المصطلح، ذلك أن اللغات الشرقية على مدار قرون لم يكن لها تخصصات في الغرب إلا في الكليات الدينية حيث يدرس الطلاب هذه اللغات لارتباطها بالكتاب المقدس. فلمَّا بدأت تزدهر الدراسات اللغوية وتوسَّعت دائرة الاهتمام العلمي باللغات الميتة، لا سيما مع ما أحدثته اللغة السنسكريتية من أثر في الأبحاث اللغوية المقارنة، ظهرت الحاجة إلى تصنيف اللغات وتقسيمها وإعطائها تسميات علمية. وقد أدت التطورات في علوم اللغة إلى انفصال دراسة هذه اللغات عن المؤسسات الدينية وأصبح لها استقلالها الأكاديمي.

                    ولعلَّ من المفيد أن نذكر المقولة الأصلية لشلوتسر حتى نقف على مراده من المصطلح:
                    "Vom Mittelländischen Meer an bis zum Eufrat hinein, und von Mesopotamien bis nach Arabien hinunter, herrschte bekanntlich nur Eine Sprache. Also Syrer, Babylonier, Hebräer, und Araber, waren Ein Volk. Auch Phönicier (Hamiten) redeten diese Sparche, die ich die Semitische nennen möchte; sie hatten aber solche erst auf der Gränze gelernt."0
                    A. L. Schlözer, "Von den Chaldäern",im Repertorium für biblische und morgenländische litteratur, z. 8, Leipzig, 1781, s. 161

                    يقول: «مِن البحر المتوسط إلى الفرات، ومِن بلاد الرافدين نزولاً إلى بلاد العرب، لم تَسُدْ في ذلك النطاق كما هو معلوم إلا لغة واحدة، فالسوريون والبابليون والعبرانيون والعرب كانوا شعبًا واحدًا. كما أن الفينيقيين (وهم حاميون) كانوا يتكلمون تلك اللغة التي قد أدعوها السامية؛ والتي لم يتعلموها إلا عبر حدودهم». [وليعذرني المتخصصون في الألمانية على أية أخطاء في الترجمة]

                    طبعًا الخلفية التي كان ينطلق منها شلوتسر هي أنساب التوراة، لكنه هنا اقترح هذه التسمية للغة نفسها ولذلك أدخل في الناطقين بها الفينيقيين مع أنهم عنده من بني حام. وبالرغم من ظهور عدة اقتراحات لتسميات أخرى لهذه الأسرة اللغوية، بقيت هذه التسمية هي الغالبة. على أنها الآن عند استخدامها فإنما يتم التعامل معها باعتبارها تسمية اصطلاحية وليست هوية عِرْقية، ومَن ينظر في الأشجار اللغوية الأخرى وفروعها سيجد أشياء كهذه تكون فيها التسميات غير دقيقة ومع ذلك يتم الاصطلاح عليها لأغراض فنية. أمَّا دخول هذا المصطلح في عالم السياسة لاحقًا وما ارتبط به من أحداث ووقائع، فخارج عن موضوع النقاش.

                    مع خالص التحية واتقديري،،
                    [frame="4 93"]
                    ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                    [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                    تعليق

                    • حامد السحلي
                      إعراب e3rab.com
                      • Nov 2006
                      • 1374

                      #40
                      ملحوظة بسيطة
                      خلل نظرية الأنساب التوراتية لايعني نقضها بالكلية وهناك أجزاء منها لايسع مسلم إنكارها
                      فالطوفان وكونه قضى على قوم نوح ثم كانت ذرية نوح هي المتبقية بعده رغم وجود مؤمنين ليسوا من ذريته مع بالفلك أمر ثابت عند المسلمين
                      هل كان الطوفان شاملا للكوكب أم محدودا بمنطقة قوم نوح وهناك بشر آخرون استمروا خارج منطقته موضوع قابل للاجتهاد وأنا أظن أن الطوفان كان شاملا لكني أتقبل الرأي المخالف
                      عاد وثمود والأحقاف قبل إبراهيم ثم إبراهيم وبنيه الذين شكلوا فرعين "عالأقل" بنو إسرائيل وبنو إسماعيل الذين اندمجوا بسكان الحجاز وتكلموا العربية كل هؤلاء أيضا على وجه القطع "الشرعي" من سلالة نوح
                      هل اندمج ببني إسرائيل من لاينتسب لإبراهيم على مر القرون هذا محتمل بل مرجح لكنهم ظلوا كمجموع بني إسرائيل
                      وهل انتسب لإسماعيل من ليس من بنيه أيضا هذا ممكن لكن بنيه بغض النظر عن تسميتهم كانوا الكتلة السائدة في شمال شبه الجزيرة العربية عددا وقوة رغم وجود من لاينتسب لهاجر بينهم
                      ومع الإسلام والفتوحات كان لبني إسماعيل الوزن الأكبر والأرجح "منطقيا وتاريخيا" أنهم شكلوا الكتلة الأكبر من السكان الذين استوطنوا الأرض المفتوحة واختلطوا بأهلها على اختلاف بسرعة الاختلاط وبالتالي حجمه يختلف بحسب سرعة اعتناق سكان البلاد المفتوحة للإسلام والتي يكاد يتفق مؤرخو الإسلام أن مصر كانت الأبطأ تقبلا للدين الجديد واستغرقت هيمنة الإسلام عليها عدديا قرنين ونيف قريبا من زمن الإمامين سعد والشافعي
                      ومن فروع العرب الناطقين بالعربية زمن الرسالة فإن أكثرهم مقاومة للإسلام كانت تغلب وقبائل نجران التي أجلاها عمر للشام وبعض فروع تميم القريبة من تغلب خلافا للزعم القومي أن الغساسنة سكان الشام والمناذرة سكان العراق وكندة بالجوف وجنوب العراق كانوا الأشد تمردا من العرب على الإسلام ومحافظة على نصرانيتهم بل الدلائل متضافرة على دخول معظم عرب العراق والشام عدا تغلب والنجرانيون الإسلام في أواسط العصر الأموي
                      ومسيحيو العراق والشام هم على الأرجح بقايا سكان أصليين ليسوا عربا ولم يكونوا ناطقين بالعربية بالقرن الأول وإن تكلموا العربية بالتدريج ونسوا السريانية إلا قليلا ما يزالون يتكلمونها معظمهم في مناطق معزولة جغرافيا مثل القلمون وسهل الغاب وغيرها
                      إعراب نحو حوسبة العربية
                      http://e3rab.com/moodle
                      المهتمين بحوسبة العربية
                      http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
                      المدونات العربية الحرة
                      http://aracorpus.e3rab.com

                      تعليق

                      • عبدالرحمن السليمان
                        عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                        • May 2006
                        • 5732

                        #41
                        [align=justify]السلام عليكم،

                        في الحقيقة قضية التسمية ليست ذات أهمية. ولا ينبغي لوم شلوتزر على إطلاق اسم (السامية) فلا علاقة لذلك بالسياسة ولا بالصهيونية كما أشار الأستاذ أحمد الأقطش. كان ذلك قبل الصهيونية بزمن بعيد. وقد قالت العرب: (إنما يسمي مَن ولد). فلنلد ثم نسمي كيف نشاء!

                        مصطلح (اللغات السامية) لم يعد يستعمل في البحث العلمي الغربي واستعيض عنه منذ زمن بمصطلح (اللغات الأفروآسيوية).

                        والعرب المشتغلون بهذه اللغات يسمونها اليوم (اللغات الجزيرية) وأحيانا (اللغات العروبية).

                        أجد صعوبة كبيرة في الحديث العلمي عن هذه اللغات مع غير العارفين بها. وأستثني من ذلك نشر المادة العلمية المتعلقة بهذ اللغات بهدف إفادة اللغويين العرب غير المتخصصين الراغبين في التثقف والتزود بمادة علمية يقدمها لهم المتخصصون كما يفعل الأستاذ أحمد الأقطش هنا موفقا.

                        تحياتي الطيبة.[/align]

                        تعليق

                        • أحمد الأقطش
                          أقود سفينتي وسط الرمال
                          • Aug 2009
                          • 409

                          #42
                          المشاركة الأصلية بواسطة حامد السحلي
                          عاد وثمود والأحقاف قبل إبراهيم ثم إبراهيم وبنيه الذين شكلوا فرعين "عالأقل" بنو إسرائيل وبنو إسماعيل الذين اندمجوا بسكان الحجاز وتكلموا العربية كل هؤلاء أيضا على وجه القطع "الشرعي" من سلالة نوح
                          الانتساب إلى نوح كالانتساب إلى آدم، هو من تحصيل الحاصل. الإشكال في الأنساب المفصَّلة. وللأسف اندفع المسلمون بعد إسلامهم إلى النهل مِن معين أهل الكتاب باعتبارهم أوتوا العلم مِن قبلهم، فأدخلوا موروثاتهم في موروثاتهم وأعطوها شعار الاعتماد. أما القرآن فليس فيه إلا إشارات عابرة تخص أنساب الأنبياء، بعكس التوراة التي ذكرت تفصيلات الأنساب. والتاريخ السحيق يتعذر معه القطع بشيء، لا سيما مع نقص المعطيات الأثرية.
                          [frame="4 93"]
                          ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                          [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                          تعليق

                          • أحمد الأقطش
                            أقود سفينتي وسط الرمال
                            • Aug 2009
                            • 409

                            #43
                            المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان
                            [align=justify]مصطلح (اللغات السامية) لم يعد يستعمل في البحث العلمي الغربي واستعيض عنه منذ زمن بمصطلح (اللغات الأفروآسيوية).[/align]
                            تبقى مشكلة التصنيف والتسميات، مع كون هذا المصطلح Semitic ما يزال متداولاً لهذه اللغات الآسيوية، مع استخدام مصطلح Afro-Asiatic للأسرة الكبيرة التي تضم اللغات الأفريقية.
                            [frame="4 93"]
                            ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                            [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                            تعليق

                            • عبدالرحمن السليمان
                              عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                              • May 2006
                              • 5732

                              #44
                              المشاركة الأصلية بواسطة أحمد الأقطش

                              تبقى مشكلة التصنيف والتسميات، مع كون هذا المصطلح Semitic ما يزال متداولاً لهذه اللغات الآسيوية، مع استخدام مصطلح Afro-Asiatic للأسرة الكبيرة التي تضم اللغات الأفريقية.
                              [align=justify]نعم للأسرة التي كانت تدعى باللغات الحامية السامية (Hamito-Semitic Languages). ويفضل استعمال (اللغات الجزيرية) باطراد للدلالة على هذه الأسرة الكبيرة، مع التمييز بين اللغات الجزيرية الشرقية (= اللغات السامية)، واللغات الجزيرية الغربية (= اللغات الحامية). وهذه التسمية مستعملة على نطاق محدود.

                              ونحن بحاجة إلى مؤتمر علمي للمشتغلين بهذ اللغات من العرب للاتفاق على اسم جامع مانع لها انطلاقا من رؤية تاريخية صحيحة تأخذ بعين الاعتبار البحث العلمي الغربي وكذلك المنظومة الفكرية العربية. وأؤمن بأن مصطلح (اللغات الجزيرية) مناسب لذلك.

                              تحياتي الطيبة. [/align]

                              تعليق

                              • أحمد الأقطش
                                أقود سفينتي وسط الرمال
                                • Aug 2009
                                • 409

                                #45
                                المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان
                                [align=justify]ونحن بحاجة إلى مؤتمر علمي للمشتغلين بهذ اللغات من العرب للاتفاق على اسم جامع مانع لها انطلاقا من رؤية تاريخية صحيحة تأخذ بعين الاعتبار البحث العلمي الغربي وكذلك المنظومة الفكرية العربية. وأؤمن بأن مصطلح (اللغات الجزيرية) مناسب لذلك.[/align]
                                أحسنتم يا دكتور عبد الرحمن، والأمل كبير إن شاء الله.

                                [frame="4 93"]
                                ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                                [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                                تعليق

                                يعمل...