أُخْذَةُ كِشْ
[align=justify]أقدم إليكم نصاً أكادياً (بابلياً) من القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد يُعرف في علم الآشوريات "بأُخذة كِشْ" لأنه عُثر على رقيمه في مدينة كِشْ. والأُخذة هي تعويذة يستكتبها الرجلُ الكاهنَ أو الساحرَ لاستمالة قلب امرأة يهواها ... ولا يزال هذا التقليد معمولاً به في العالم العربي كما هو معروف!
وهذه الأخذة استكتبها رجل من كِش أحدَ الكهان لاستمالة قلب امرأة يتعشقها كانت فيما يبدو تصده. وكنت ترجمت هذه الأخذة فيما ترجمت من النصوص أيام الدراسة وعدت إليها ونقحتها تنقيحاً طفيفاً إلا أني حافظت على "حرفية الترجمة" حتى أمكن القراء من استشفاف القرابة اللغوية بين الأكادية والعربية.
ولحسن الحظ وجدت قبل عام من الآن كتاباً في العربية عالج فيه كاتباه هذا النص معالجة علمية جيدة جداً وقدماه شارِحَين إياه بمقارنته مع العربية مقارنة عميقة لأنهما متخصِّصَيْن في علم الآشوريات. وأنصح الزملاء المهتمين بالنصوص القديمة للشرق باقتنائه وقراءته خصوصاً وأن المصادر العربية التي تقدم النصوص السامية والشرقية القديمة من اللغات الأصلية (وليس نقلاً عن اللغات الأوربية) نادرة جداً. والكتاب هو:
"أُخْذَةُ كِش، أقدم نص أدبي في العالم* ". تقديم وتحقيق: ألبير فريد هنري نقاش وحسني زينة. 123 صفحة. مكتبة لسان المشرق. ديوان النصوص الأصلية 1. بيروت، 1989. [/align]
[align=center]نص الأخذة بالبابلية:
إِلُ حَيا إِرْحَمَ(م) يِرَءَّمْ
إِرْحَمَ(م) مَرَءْ إِلتُ عَشْتَرْ إِنْ زَجِّ(م) يُثَّبْ
إِنْ رُغْتِ كَنَكْتِ(م) يُدَرَّءْ
وَرْدَتا دَمِقْتا تُحْتَنـّا(م)
كِرِيشُمْ تُرْدا تُرْدامْ(م)
أَنَ كِرِي رُغْتِ كَنَكْتِ(م) طِيبْ دادْكَ
آخُذْْ فاكِ شَ رُقَّتِ(م)، آخُذْ بُرَّماتِ عِنيكِ، آخُذْ عُرْكِ شَ ثِنَتتِ(م)
أَشْحِطْ كِرِيشْ إِلُ سِينْ أَبْـتُكْ جِشْ صَرْبَتَ(م)
يُومِيشَّ دُورِي تَنِتَّ(م) تِزْكَرِينِـي
كِِ رَعي يطور صأن(م) عَنْزِ(م) جَلُمَشَ لَخْرِ(م) فُخَسَّ أَتانِ(م) مُهْرَشْ
شِرْكُوا يِداشُ شَمْنُ(م) طِيبُوتُ(م) شَفَتاشُ
أسامْ شَمْنِ(م) إِنْ قاتِيشُ أَسامْ إِرِنِ(م) إِنْ فُودِيشُ
إِرْحَمَ(م) يُدَبَّـبُشِ(م) وَ يِشْكُـنُشِ أَنَ مُخُّوتِ(م).
آخُذْْ فاكِ شَ دَدِ
إِلتُ عَشْتَرْ و إِلتُ إَشْخَرَ أُتِمِّيكِ
قَدِ زَوَرْشُ وَ زَوَرْكِ لا يَعْـتَمْدا لا تَفَسَّحِينِّ
ترجمة عربية حرفية
[الـ]إِلُّ [= الإله]حَيا [الـ] يَرحَمَ يَرأَمُ
[الـ]يَرْحَمُ ابنُ [الـ]إِلَّةِ [= الإلهة] عَشْتَر جالِس [= قائم] في المحراب
بِرَغْوَة شَجرة المُرِّ يَنْدَفِعُ [= يَتَجَلّى]
البَتُولَتانِ الحَسْناوانِ حُنِّيتا [= اِسْتُرْضِيَتا/اِسْتُشْفِعَتا]
وَرَدَتا الكَرْمَ وَصَدَرَتا
في كَرْمِ رَغْوَة شجرة المر طَيِّبْ دادَك [= وِدَّك]
أخَّذْتُ فاكِ ذا [الـ]رِقَّةِ، أخَّذْتُ عَينَيك [الـ]زَرقاوَين، أخَّذتُ حِرَكِ ذا [الـ]ثِنَةِ!
شَطَحْتُ إلى كَرْمِ [الـ]إِلِّ[= الإله] سِين، بَتَكْتُ [= قَطَعتُ] من غَرَبَة الفُرات
يوميًا دَهري [= طِوالَ حياتي] تمجديًاذكرتني
كَ[الـ]راعِي يَطُورُ [الـ]ضَّأْنَ، [الـ]عَنزةِ جَدْيَها، [الـ]شاةِ حَملَها، [الـ]أَتانِ مُهْرَها
شِرْكانِ يَداهُ، سَمْن [= دُهْنٌ] وطِيبٌ شَفَتاهُ
وَسامةُ سَمْنٍ [= دُهْنِ الأَرْزِ العَطِر] في كَفَّيْـهِ، وَسامةُ [= دُهْنِ] الأَرْزِ في فُودَيهِ
[الـ]يَرْحمُ دَمْدَمَ عليها ثم سَكنَها في مُخَيْخِها!
أخَّذْتُ فاكِ [الـ] دَدِي [= الحبيب]
[بِالـ]إِلَّةِ [= الإلهة] عَشْتَر و[الـ]إِلَّةِ [= الإلهة] إِشْخَرَ
ألا تتفسحي قبلما زَوْرُهُ وَزَوْرُكِ يَعْتَمِدان [كناية عن الوصل].
[/align]
تعليق