طرح عليّ هذا السؤال:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الجواب الصحيح" ( 3 / 75 ) ما نصه: "والمسيح كان عبرانيًا لم يتكلم بغير العبرانية". وقال في ( 1 / 90 ): "ومن قال إن لسان المسيح كان سريانيّاً (أي آراميّاً) أو روميّاً، فقد غلط".
هل الكلام صحيح أم خطأ؟
فكان من الجواب:
إن كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله غير دقيق لأن العبرانية كانت لغة شعائرية على زمانه، بمعنى أن أحدًا لم يكن يتكلم بها بعد السبي البابلي (القرن الخامس قبل الميلاد). واللغة التي كانت سائدة في الشام وقت بعثة عيسى – على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام – كانت الآرامية/السريانية. فكان يتحدث بها أهل الشام وقتها، ومنهم بنو إسرائيل. فاليهود – ومنهم عيسى على نبينا وعليه السلام – كانوا يتحدثون بالآرامية/السريانية، وليس بالعبرانية. هذا مجمع عليه بين الجميع يهودًا وغير يهود.
من الناحية الأدبية: اللغة اليونانية المستعملة في الأناجيل اليونانية لغة متأثرة كثيرا بالآرامية/السريانية مما جعل علماء الإنجيل يعتقدون أن الأناجيل اليونانية لم تكتب أصلاً باليونانية بل ترجمت إليها من لغة جزيرية هي الآرامية/السريانية.
وفي تضاعيف ذلك يذكر إنجيل (الإصحاح 27 الآية 46 ) وكذلك إنجيل مرقص (الإصحاح 15 الآية 34 ) أن المسيح – عليه السلام – عندما شعر بدنو الأجل على الصليب – حسب رواية الأناجيل – خاطب الله بالآرامية/السريانية وليس باليونانية، متضرعًا إليه بقوله: ܐܠ ܐܠ ܠܡܐ ܫܒܩܬܢܝ = إِيل، إِيل، لَما سَبَقْتَنِي؟ ومعناه: "يا ألله، يا ألله، لِمَ تخليتَ عني"؟ ويذكر الإنجيلان هذه العبارة بالآرامية وليس باليونانية أو بالعبرانية. وهذه العبارة الآرامية ترجمة لآية من العهد القديم من سفر المزامير (المزمور 22، الآية 2) هي: אלי אלי למה עזבני = إِيلِي، إِيلِي، لَما عَزَبتَنِي؟ ومعناه: "إلهي، إلهي، لِمَ تخليتَ عني"؟ فلو كان المسيح عليه السلام متحدثا بالعبرية لخاطب الله هنا بالعبرية (= אלי אלי למה עזבני = إِيلِي، إِيلِي، لَما عَزَبتَنِي؟)، وليس بالسريانية (ܐܠ ܐܠ ܠܡܐ ܫܒܩܬܢܝ = إِيل، إِيل، لَما سَبَقْتَنِي؟). فالعبرية لم تكن محكية وقتها، والسريانية كانت لغة القوم.
فائدة لغوية: لا يختلف الفعل الآرامي/السرياني (سبق) ومعناه "تخلى عن" كثيرا عن أخيه العربي (سبق) "سَبَقَ" لأن السبق في الأصل يعني أن تترك أحدا خلفك وتتخلى عنه! أما (إيل) فهو الله في اللغات الجزيرية وجاء في العربية مرتين في سورة التوبة (لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذِمة. سورة التوبة، الآية 10) ومرة في حديث أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – عندما تُلي عليه بعض من كلام مسيلمة النصّاب: "إن هذا لشيء ما جاء به من إلٍّ". وجاء في أواخر أسماء مثل ياليل وشرحبيل وغيرهما. انظر مادة (ألل) في لسان العرب.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الجواب الصحيح" ( 3 / 75 ) ما نصه: "والمسيح كان عبرانيًا لم يتكلم بغير العبرانية". وقال في ( 1 / 90 ): "ومن قال إن لسان المسيح كان سريانيّاً (أي آراميّاً) أو روميّاً، فقد غلط".
هل الكلام صحيح أم خطأ؟
فكان من الجواب:
إن كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله غير دقيق لأن العبرانية كانت لغة شعائرية على زمانه، بمعنى أن أحدًا لم يكن يتكلم بها بعد السبي البابلي (القرن الخامس قبل الميلاد). واللغة التي كانت سائدة في الشام وقت بعثة عيسى – على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام – كانت الآرامية/السريانية. فكان يتحدث بها أهل الشام وقتها، ومنهم بنو إسرائيل. فاليهود – ومنهم عيسى على نبينا وعليه السلام – كانوا يتحدثون بالآرامية/السريانية، وليس بالعبرانية. هذا مجمع عليه بين الجميع يهودًا وغير يهود.
من الناحية الأدبية: اللغة اليونانية المستعملة في الأناجيل اليونانية لغة متأثرة كثيرا بالآرامية/السريانية مما جعل علماء الإنجيل يعتقدون أن الأناجيل اليونانية لم تكتب أصلاً باليونانية بل ترجمت إليها من لغة جزيرية هي الآرامية/السريانية.
وفي تضاعيف ذلك يذكر إنجيل (الإصحاح 27 الآية 46 ) وكذلك إنجيل مرقص (الإصحاح 15 الآية 34 ) أن المسيح – عليه السلام – عندما شعر بدنو الأجل على الصليب – حسب رواية الأناجيل – خاطب الله بالآرامية/السريانية وليس باليونانية، متضرعًا إليه بقوله: ܐܠ ܐܠ ܠܡܐ ܫܒܩܬܢܝ = إِيل، إِيل، لَما سَبَقْتَنِي؟ ومعناه: "يا ألله، يا ألله، لِمَ تخليتَ عني"؟ ويذكر الإنجيلان هذه العبارة بالآرامية وليس باليونانية أو بالعبرانية. وهذه العبارة الآرامية ترجمة لآية من العهد القديم من سفر المزامير (المزمور 22، الآية 2) هي: אלי אלי למה עזבני = إِيلِي، إِيلِي، لَما عَزَبتَنِي؟ ومعناه: "إلهي، إلهي، لِمَ تخليتَ عني"؟ فلو كان المسيح عليه السلام متحدثا بالعبرية لخاطب الله هنا بالعبرية (= אלי אלי למה עזבני = إِيلِي، إِيلِي، لَما عَزَبتَنِي؟)، وليس بالسريانية (ܐܠ ܐܠ ܠܡܐ ܫܒܩܬܢܝ = إِيل، إِيل، لَما سَبَقْتَنِي؟). فالعبرية لم تكن محكية وقتها، والسريانية كانت لغة القوم.
وهذا بيان آخر: من المعروف أن سيدنا زيت بن ثابت رضي الله عنه تعلم السريانية عندما أمره النبي صلى الله عليه وسلم بأن يتعلم له "كلمات من كتاب يهود" لأنها – أي السريانية – كانت لسان اليهود، وليس العبرية التي لم تكن مستعملة آنذاك خارج مجال العبادة.
تحياتي الطيبة.
فائدة لغوية: لا يختلف الفعل الآرامي/السرياني (سبق) ومعناه "تخلى عن" كثيرا عن أخيه العربي (سبق) "سَبَقَ" لأن السبق في الأصل يعني أن تترك أحدا خلفك وتتخلى عنه! أما (إيل) فهو الله في اللغات الجزيرية وجاء في العربية مرتين في سورة التوبة (لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذِمة. سورة التوبة، الآية 10) ومرة في حديث أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – عندما تُلي عليه بعض من كلام مسيلمة النصّاب: "إن هذا لشيء ما جاء به من إلٍّ". وجاء في أواخر أسماء مثل ياليل وشرحبيل وغيرهما. انظر مادة (ألل) في لسان العرب.
تعليق