في اللغة الآرامية
[align=justify]اللغة الآرامية لغة سامية عريقة كان لها حظ كبير من الانتشار الواسع قبل أن تحل العربية محلها بعد الفتوحات الإسلامية.
انتشرت الآرامية في بلاد الرافدين والشام انتشاراً واسعاً بعد سقوط الدولة الآشورية في القرن الخامس قبل الميلاد ودحرت كل اللغات المستعملة في العراق والشام وأصبحت اللغة المحكية فيهما وبقيت هكذا حتى انتشار العربية بعد البعثة. فمن الطبيعي إذاً أن تتوزع الآرامية على لهجات كثيرة أهمها:
1. آرامية الدولة:
هي الآرامية التي استعملها الفرس البارثيين في بداية دولتهم. والفرس البارثيون هم الذين دحروا الآشوريين في القرن الخامس قبل الميلاد وأسسو على أنقاض دولتهم الدولة الفارسية الأولى. كانت هذه الآرامية تكتب بالخط السامي القديم المشتق من الفينيقية.
2. الآرامية الكتابية:
بعد السبي البابلي لليهود أهمل اليهود العبرية وأصبحوا يتكلمون الآرامية. ومعروف أن الفرس البارثيين هم الذين سمحوا لليهود بالعودة إلى فلسطين بعد السبي البابلي. أصبحت العبرية التوراتية لغة مندثرة لا يفهمها جمهور اليهود، فكتب الأحبار اليهود بعض كتب العهد القديم، أو قطع منها (كتاب دانييل مثلاً) باللغة الآرامية. وبهذه اللهجة الآرامية دُونت شروح التلمودَيْن التلمود البابلي والتلمود المقدسي. تسمى هذه الآرامية بالآرامية الكتابية، وتكتب بالكتابة الآرامية التقليدية (وهي: אבגדהוז = أبجد هوز). وقد أخذ اليهود أبجديتهم الحالية من الآراميين كما ترى.
3. الكلدانية:
هي اللهجة الآرامية التي كانت منتشرة في العراق ولا يزال أتباع الكنيسة الكلدانية يتكلمون بها. تكتب هذه اللهجة بالخط السرياني المسمى بالإسترانجيلو (من اليونانية أي الكتابة المستديرة) وكذلك بالكتابة النسطورية. وتستعمل هذه اللهجة أيضاً لغة كنسية لأتباع الكنيسة الكلدانية المعروفين في المصادر الإسلامية بالنساطرة.
4. السريانية:
وهي أهم لهجة آرامية لأسباب كثيرة فهي اللغة التي تحدث بها السيد المسيح عليه وعلى نبينا السلام، وهي اللغة التي نقلت بواسطتها طائفة لا بأس بها من علوم اليونان إلى العربية، ولا تزال محكية في مناطق في سورية ولبنان مثل معلولة وصيدنايا وغيرهما. تكتب هذه اللهجة بكتابة خاصة بها اسمها "سِرْطا" (أي السطر، مع العلم أن الألف نهاية الكلمة في السريانية هي للتعريف وتلفظ o في السريانية الحديثة). وتسمى هذه اللهجة بالإنكليزية Syriac وبالفرنسية Syriaque وتستعمل أيضاً لغة كنسية لأتباع الكنيسة السريانية المعروفين في المصادر الإسلامية باليعاقبة.
5. هنالك لهجات آرامية أخرى كالمندعية والتدمرية والنبطية وغيرها ولكن الفرق بينها كالفرق بين عربية أهل دمشق وأهل درعا! والتدمرية والنبطية هما لهجتان آراميتان استعملهما استعمالاً رسمياً عرب الشمال، فالتدمريون والأنباط (الأنباط: أنباط الدولة النبطية في الأردن وعاصمتها سلع بالعربية أو البتراء باليونانية، وليس "النبيط"، وهو الاسم الذي كان المؤرخون الإسلاميون يطلقونه على السكان الأصليين في الدولتين الأموية والعباسية) هم عرب أقحاح كما هو معروف.
وللحديث تتمة إن شاء الله.[/align]
تعليق