دعوى الأصول الآرامية للقرآن الكريم

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إدارة الجمعية
    الإدارة
    • May 2009
    • 214

    دعوى الأصول الآرامية للقرآن الكريم

    دعاوى الأصول الآرامية/السريانية للغة العربية وللقرآن الكريم[1]



    أ.د. عبدالرحمن السليمان

    ملخص:

    كثر في الآونة الأخيرة الكلام الذي يزعم فيه أصحابه أن العربية مشتقة من الآرامية/السريانية وأن القرآن الكريم لا يفهم إلا من خلال الآرامية/السريانية. وقد صاغ شخص مجهول يحمل الاسم الوهمي كريستوفر لوكسمبورج هذا الكلام في كتاب يروج له كله أو بعضه مجموعة من أصحاب الجدل الديني في بعض القنوات والمواقع بسبب طبيعته الجدلية. وكان آخر المروجين لهذا الكلام الشاب السعودي لؤي الشريف في كلمات له على (السنابات) أثار بها زوبعة كبيرة في الخليج العربي وخارجه.

    وقد سبق ذلك دعاوى تذهب إلى أن النحو العربي مؤسس وفق منطق أرسطو، وأنه متأثر بالنحو السرياني، وأن العرب أخذوا نظام الإعجام والحركات عن السريان. وكان مصدر هذه الدعوى المستشرق الألماني آدلبرت ميركس (1838-1909)، وتلقفها منه اللبناني أنيس فريحة وروج لها في بعض كتاباته.


    وعلى الرغم من أن هذه الدعاوى – باستثناء دعوى ميركس – ليست علمية
    ، بمعنى أن أيةً منها لا تستند إلى إطار معرفي معين ولا إلى منهج علمي معروف، فإنها انتشرت في بعض الأوساط الرقمية غير العلمية. ومما ساعد على انتشارها إهمال معظم الجامعات العربية لدراسة اللغات الجزيرية وآدابها وتاريخ الشعوب المتحدثة بها.

    سوف نتوقف في هذه الدراسة عند دعوى تأثير الآرامية/السريانية على العربية وعلى نحوها من جهة، ودعوى تفسير القرآن الكريم من خلال الآرامية/السريانية من جهة أخرى، وما يتعلق بذلك من كلام يخص اللغة العربية ونظام كتابتها.


    الكلمات المفتاحية:
    اللغة العربية، اللغة الآرامية/السريانية، اللغات الجزيرية، القرآن الكريم، الحروف المقطعة، المرجعية الكتابية، كريستوفر لوكسمبورج، لؤي الشريف.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    [1] هذه الدراسة عبارة خلاصة محيّنة لأربع دراسات قام بها الكاتب، بعضها منشور رقميًا، وبعضها منشور ورقيًا، وبعضها غير منشور بعد، بالإضافة إلى دراسة خامسة، فجاءت طويلةً مقارنةً مع ما هو مألوف في الدراسات والأبحاث المقدمة للمؤتمرات. ومما يشفع لطولها سعيُ الكاتب إلى الإحاطة بالدعاوى المتعلقة بالمرجعية الكتابية لمترجم القرآن الكريم إلى لغات ذات مرجعية كتابية، والتي توظف السريانية فيها، وبأساساتها العامة.




    البقية على الرابط التالي:

    http://www.dragoman-journal.org/wp-c...D8%B7-2018.pdf
  • إدارة الجمعية
    الإدارة
    • May 2009
    • 214

    #2
    [align=center][align=center]دعوى آرامية القرآن في محكمة الألسن

    للدكتور فيصل علي الكمالي



    [/align][/align]

    تعليق

    • إدارة الجمعية
      الإدارة
      • May 2009
      • 214

      #3
      [align=center]في الصفحة التالية:



      ردود قيمة على هذه الدعوى خصوصا رد الدكتور عادل باناعمة والدكتور ظافر العمري وغيرهما من علماء اللغة، فنحيل القراء عليها.[/align]

      تعليق

      • إدارة الجمعية
        الإدارة
        • May 2009
        • 214

        #4
        [align=justify]لقد فند الدكتور عبدالرحمن السليمان دعوى أخذ العرب الحركات عن السريان هذه والتي لم يزعمها سرياني قط قبل عصر الإنترنت في مقالة له نشرها سنة 2005 بعنوان "في أصالة النحو العربي" جاء فيها:

        ولا يعتد في هذا السياق بما نقل فؤاد حنا ترزي (1) عن مقال لأنيس فريحة في أثر لغويي السريان في وضع قواعد الصرف والنحو العربيين من كلام مفاده أن الأسقف يوسف الرهاوي الراحل سنة 708 للميلاد أسهم في الدراسات النحوية السريانية ووضع نظام الحركات السرياني ذا النقط، وأن أبا الأسود كان معاصرًا له وأنه أخذ نظام التنقيط والحركات العربيين عنه. وبما أن علم النحو العربي يختلف كثيرًا عن علم النحو اليوناني، فقد اعتبر الكثيرون من الباحثين الأجانب علم النحو علمًا عربيًا أصيلاً نبت في أرض العرب "كما تنبت الشجرة في أرضها".(2) ولم يشذ عن هذا الإجماع إلا المستشرق ميركس الذي زعم سنة 1889 أن النحو العربي مؤسس وفق منطق أرسطو.(3) لم يأخذ أحد من المستشرقين كلام ميركس بعين الاعتبار لسببين اثنين. الأول: وفاة الخليل وسيبويه قبل نقل منطق أرسطو إلى العربية. والثاني: قلة التشابه، بل انعدامه، بين النحو العربي والنحو اليوناني. (4) ولما استحال إثبات التأثير اليوناني المباشر على النحو العربي، افترض بعضهم التأثير غير المباشر عليه أي عن طريق السريان الذين اتصلوا قبل العرب باليونان وعلومهم. فزعم ميركس أن حنين بن إسحاق كان قد ألف كتابًا في النحو العربي على الطريقة اليونانية، وأن حنين كان معاصرًا للخليل بن أحمد وأن هذا الأخير أخذ عنه. (5) وهذا افتراء لأن مصدرًا واحدًا لم يذكر ذلك غير ميركس الذي لم يذكر في كتابه المصدر الذي أخذ هذه المعلومة المختلقة منه.

        لا تتطلب مناقشة هذه الأقوال وتفنيدها كثير جهد لأن الوهن باد فيها، فكلام ميركس عن كتاب لحنين بن إسحاق في النحو العربي على الطريقة اليونانية محض افتراء، وأبو الأسود الدؤلي توفي سنة 688 أي قبل وفاة الأسقف يعقوب الرهاوي بعشرين سنة. فلم لا يكون الرهاوي هو الذي أخذ نظام الحركات عن أبي الأسود؟ ولماذا لم يفعل السريان ذلك، وهم أقدم تدوينًا للغتهم من عرب الشمال، إلا على زمان أبي الأسود الدؤلي؟ إن في نسبة وضع الحركات السريانية للأسقف يعقوب الرهاوي دليلاً على أنه أخذها عن أبي الأسود وليس العكس لأن في هذا التاريخ ما يثبت أن أبا الأسود كان سباقًا في الوضع وأن السريان ما كانوا يفكرون في ذلك قبل أبي الأسود، تمامًا مثل اليهود المسوريين الذين أخذوا نظامي الإعجام والحركات عن العرب في الوقت ذاته (حوالي 725)، مع فارق أن اليهود يقرون بذلك بصريح العبارة.(6) والآرامية كانت في ذلك الحين اللغة التي كان اليهود يتكلمون بها قبل استعرابهم، فعلى نطقها اعتمدوا في ضبط أصوات نص التوراة الذي توارثوه دون رواية أو إسناد (7)، لأنهم ما كانوا يعرفون وقتها كيف كان نص التوراة يلفظ؛ لذلك اعتمدوا في تشكيلهم النص العبري للتوراة على النطق الآرامي. ولو كان لدى السريان نظام حركات وقتها لأخذه اليهود عنهم خصوصًا وأن الآرامية كانت اللغة التي يتحدثون بها قبل استعرابهم في القرن الثامن والتاسع الميلاديين. ثم إن من الثابت أن اللغة السريانية تكتب بكتابتين هما كتابة "السِّرطُو" (= السطر) وكتابة "الإسترانجيلو" (= [الكتابة] المستديرة). ومن المعروف أن السريان الذين يستعملون كتابة "السِّرطُو" قد شكَّلوها بالحركات اليونانية فأصبحت كتابتهم خليطًا من حروف جزيرية ساكنة وحروف يونانية صائتة. فلو كان للسريان الذين يستعملون كتابة "السرطو" عهدٌ بحركات وضعها إخوانهم الذين يستعملون كتابة "الإسترانجيلو"، التي تشكل بالنقط، لأخذوها عنهم بدلاً من إقحام الأحرف اليونانية في أبجديتهم الجزيرية التي خسرت خصوصيتها الثقافية بعد ذلك الإقحام. (8)

        ويذهب أنيس فريحة إلى أبعد من ذلك ويتبعه في خلطه فؤاد حنا ترزي دونما أي تحقيق، فيقارن بين المصطلحات النحوية السريانية ومثيلاتها العربية، ويخلص إلى نتيجة مفادها أن العرب أخذوا مصطلحاتهم عن السريان لأنها تدل على المفاهيم ذاتها. مثال:

        المصطلح السرياني = النقحرة = المصطلح العربي
        ـ«ـ،ـگـ–ـ‌ـ¥ـ’ـ•ـگ = شِما ذِي عَبْدا = اسم الفاعل
        ـ،ـ*ـ?ـ¬ـ?ـ¬ـگ = مَلُّوثُوثا = الإضافة
        ـ«ـ،ـگـ–ـگـ™ـ’ـ¢ـ¬ـگ = شِما ذا زْبَنْتا = اسم المرة
        ـ«ـ،ـگـ—ـگ = شُمّاها = الصفة
        ـ،ـ*ـ‌ـ¬ـگ = مِلِّيثا = الفعل

        إذن يعتبر أنيس فريحة وجود معاني اسم الفاعل والإضافة واسم المرة والصفة والفعل في العربية دليلاً على تأثير النحوي السرياني في النحو العربي لمجرد ورودها فيه! فماذا نقول عن اللغات التي توجد هذه المصطلحات فيها قبل السريان وبعدهم؟ هل نقيس على منطق أنيس فريحة الأعوج ونقول إنها متأثرة بالنحو السرياني؟ هل نقول إن المقابلات اللاتينية للمصطلحات أعلاه (باطراد: participium activum, status constructus, nomen unitatis, adiectivum, verbum) من السريانية أيضًا؟ وهل نقول إنها في الهولندية، على سبيل المثال لا الحصر، من السريانية أيضًا، لأن هذه المصطلحات موجودة في الهولندية أيضًا؟ إن من يزعم زعمـًا كهذا مثل مَن يزعم أن كلمة "أم" عربية وجمعها على "أمهات" سرياني بسبب إضافة /الهاء/ في الجمع، (9) ناسيًا أنه لا توجد لغة على وجه البسيطة يستعير أصحابها كلمات بدائية مثل "أب" و"أم" و"أخ" من لغة أخرى، وجاهلاً أن إضافة الهاء في بعض حالات الجمع ظاهرة جزيرية عامة وليست مخصوصة بلغة جزيرية دون غيرها. ونحن إذا التمسنا العذر للأب رافائيل نخلة اليسوعي صاحب المقولة الأخيرة لأنه رجل دين تراكمت لديه تراكمات ثقافية معينة استغلها في بعض الكتابات الطريفة التي يورد فيها ما تراكم لديه من معلومات "على البركة" أي دون إعمال للتأمل العلمي ولآليات البحث الجاد في ما يورد، فإننا في الوقت نفسه لا نستطيع فهم الخلط الشديد الذي يأتي به أنيس فريحة ويورده على علاته فؤاد حنا ترزي وهو أستاذ جامعي .. هذا خلط أنتج آراء فاسدة لا يقول بها عالم بأصول علم اللغة المقارن لأنها آراء مبنية على التخمين والأحكام المسبقة وربما الشعوبية المبطنة، مثل تخمين من ظن أن الخليل بن أحمد الفراهيدي أخذ ترتيبه الصوتي لكتاب العين عن الهنود فقط لأن معجمه لا يعتمد الترتيب الألفبائي المعهود، مثل أبجدية "ديفاناجاري" الهندية التي لا تعتمد الترتيب الألفبائي المعهود أيضًا، وهو التخمين الذي ما تجاوز قط "كونه خاطرة" (10) لم يلتفت إليها أحد لأنها تفتقر إلى أي أساس علمي، فضلاً عن أن معجم الخليل أقدم معجم في التاريخ. (11)

        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

        الحواشي:

        (1) انظر فؤاد حنا ترزي (110:1969)
        (2) محاضرات الأستاذ ليتمان. نقلا عن أحمد أمين (بدون تاريخ)، الجزء الثاني، صفحة 292-293.
        (3) انظر: Merx A. (1889).
        (4) يزعم فؤاد حنا ترزي (112:1969) أن تقسيم سيبويه الكلم إلى ثلاثة أقسام يوناني لأن أفلاطون قسم الموجودات إلى ذوات (= أسماء) وأحداث (= أفعال) ولأن أرسطو أضاف إليهما قسما ثالثا هو الروابط (= الحروف). فإذا كان الأمر كذلك، لماذا قسم اليونان ومن بعدهم الرومان ومن بعدهم جميع شعوب أوروبا كلمهم إلى ثمانية أقسام؟!
        (5) انظر فؤاد حنا ترزي (110:1969).
        (6) قال موسى بن عزرا: "ولما استفتحت العرب جزيرة الأندلس المذكورة على القوط الغالبين على الرومانيين أصحابها بنحو ثلاثماية سنة قبل فتح العرب لها الذي كان على عهد الوليد بن عبدالملك بن مروان من ملوك بني أمية من الشام سنة اثنين وتسعين لدعوتهم المسماة عندهم بالهجرة تفهمت جاليتنا بعد مدة أغراضهم ولقنت بعد لأي لسانهم وتبرعت في لغتهم وتفطنت لدقة مراميهم وتمرنت في حقيقة تصاريفهم وأشرفت على ضروب أشعارهم حتى كشف الله إليهم من سر اللغة العبرانية ونحوها واللين والانقلاب والحركة والسكون والبدل والادغام وغير ذلك من الوجوه النحوية مما قام عليه برهان الحق وعضده سلطان الصدق على يدي أبي زكريا يحيى بن داود الفاسي المنبوز بحيوج وشيعته رحمة الله عليه ما قبلته العقول بسرعة وفهمت منه ما جهلت قبل" (موسى بن عزرا، 145:2013). وقال اليروشلمي (أديب يهودي من القرن الخامس للهجرة): "وهكذا كانت اللغويون المتقدمون يعتقدون جميعهم الأفعال الثنائية والأفعال الفردية إلى أن ظهر أبو زكريا حيوج رضي الله عنه وأقام الدلايل والبراهين [على] أنه لا يوجد فعل على أقل من ثلاثة حروف، وبين سر الأحرف اللينية والأحرف المندغمة والأحرف المنقلبة فثبت الحق وبطل كل ما سواه! ثم جاء بعده الشيخ المعظم أبو الوليد مروان بن جناح ×–"ל [= رحمه الله] وزاد ذلك بيانا ووضوحا". (Munk, S. 1850:32). وكان اللغويون قبل حيوج، مثل سعيد الفيومي والفاسي القرائي صاحب كتاب "جامع الألفاظ" (معجم عبري عربي)، يعتقدون أن الأفعال المعتلة ثنائية الجذور، فشرح حيوج ذلك في كتابه "الأفعال ذات حروف اللين"، وهو مختصر فبسط ذلك مروان بن جناح في "كتاب التنقيح".
        (7) مروان بن جناح (2:1866).
        (8) لعل هذا المزج بين الأبجدية السريانية (السرطو) والأبجدية اليونانية هو الذي أوحى لبعض العرب في النصف الأول من القرن الماضي بمزج كهذا للتوصل إلى حل لمشكل الكتابة والطباعة آنذاك!
        (9) الأب رافائيل نخلة اليسوعي (173:1959). ويرد رافائيل نحلة اليسوعي كل كلمة عربية ذات أصل جزيري إلى السريانية لأنها أقدم تدوينًا من العربية. وهذا مذهب فاسد لأنه يقتضي بالمنطق رد جميع الكلمات السريانية ذات الأصول الجزيرية إلى العبرية لأن العبرية أقدم تدوينًا من السريانية! كما يجوز وفقا لذلك المذهب رد العبرية إلى الأكدية وهلم جرًا.
        (10) انظر (Versteegh K. en Schippers A. 1987:71).
        (11) انظر Haywood J.A. (1960).
        [/align]

        تعليق

        • فيصل كريم
          مشرف
          • Oct 2011
          • 296

          #5
          شكر الله لكم هذا التفنيد لذلك الكلام الموهوم الذي خرج به علينا الأخ المذكور هدانا الله وإياه سواء السبيل. والمشكلة الأكبر أن ثمة من انبرى له بالرد على ذات المواقع الاجتماعية التواصلية (سنابشات) دون الاستعانة بمرجعية كافية ودون مصادر علمية واضحة، وزاد من تعقيد المسألة أن أحد المشايخ في السعودية استنكر هذا الرأي ودعا إلى تحريمه بفتوى، فرد الفتى بأن "ابن عباس رضي الله عنهما ذكر أن مفردة "طه" قد تكون لها أصول من أحد اللغات السامية الأخرى، فليكفر ابن عباس إذًا"، فتعقدت الصورة واختلط الحابل بالنابل وثارت الزوابع في الفناجين. ولم أكن أعلم عن هذا القول لولا أن بعض الأصدقاء أشار لي عليه.

          واتماما للفائدة، قام الشيخ بسام جرار بوضع رد على ذلك الكلام الموهوم، انقله هنا لعله يثري الأدلة من جانب آخر:


          الكثير الكثير من الأسئلة جاءتنا تسأل عن صدقيّة ما خلص إليه باحثٌ من أنّ أحرف الفواتح (الم، الر، كهيعص..)، التي تستهل بها 29 سورة من سور القرآن الكريم، لها معان في اللغة الآرامية والعبرية. واعتبر ذلك سبقاً في تفسير هذه الحروف التي عجز العلماء عن أن يأتوا بمعانٍ لها.
          ويقرر الباحث أن الحروف العربيّة ليس لها معانٍ في حين أنه في الآرامية لكل حرفٍ معنى. وهذه مقدمة غير صحيحة، لأنّ للحروف العربية معانٍ؛ فالعين مثلاً تعني العين الباصرة، وتعني عين الماء، وتعني الجاسوس. وهاء، في العربية تعني خُذ. ولام من معانيها اللوم، والنون من معانيها الحوت وجمعها نينان..ألخ.
          ثم هو يعتبر أنّ اللغة الآراميّة هي أصل للعربيّة، ويستند إلى العبريّة في تفسير معاني حروف الفواتح...
          ونحن هنا نقدّم الملاحظات السريعة التالية التي تبيّن الخلل في منهج الباحث وفي النتائج التي توصّل إليها. ونحن في هذا لا نلومه وإنما نلفت انتباهه وانتباه الأخوة الذين تابعوا بحثه:
          أولاً: اللغة العربيّة هي أمّ اللغات، والرجل يجعل العربيّة لهجة آرامية، وهذا غير صحيح اطلاقاً؛ فاللغة العربية أقدم لغة، وهي اللغة السامية الأم. وحتى لو شككنا في هذه المعلومة فمن الواضح تاريخياً أن اللغة الآراميّة ليست أقدم من العربيّة.
          ثانياً: وحتى لو افترضنا أن اللغة العربيّة تلتقي مع العبريّة والآراميّة في الأصل، كونها كلها لغات ساميّة، أي فروع شجرة جذعها واحد، فأمر طبيعي أن تلتقي في عدد من الألفاظ، فلماذا هو (الباحث) يعتبر أنّ الأصل هو اللغة الآراميّة، ولماذا يفسّر الألفاظ العربيّة بمعاني لغات أخرى، والقرآن الكريم قد نزل بلسان عربي مبين؟! وليس في القرآن الكريم لفظة غير عربيّة. وفقط الأسماء يمكن تفسيرها حسب لغات البلاد التي نشأت فيها. فالاسم يؤخذ كما هو بغض النظر عن نشأته. وكلمة (حوب) – التي ذكرها الباحث كمثال- لها جذر في العربية ومعلومة المعنى، ولكن استخدامها قليل. وكونها تلتقي مع كلمات في لغات أخرى لا يعني أنها تحمل المعنى نفسه، وقد تحمل المعنى نفسه، ولكن لا يجوز تفسير القرآن الكريم إلا بما يفهمه العرب الفصحاء.
          وفي اللغات السامية لابد من الالتقاء في ألفاظ ومعانٍ، ولكن لا يجوز اطلاقاً تفسير القرآن الكريم بمعاني غير عربيّة فهذا يناقض قوله تعالى:"بلسان عربي مبين"، وقوله تعالى:" لسان الذي يُلحِدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين". أما الأسماء فغير مطلوب فهم معناها ولا إشكال في ردها إلى أصولها.
          ثالثاً: فاسم مثل جورج بوش مثلاً يمكن محاولة معرفة معناه إذا عرفنا أصل نشأته. ولكن مهزلة أن نقول إن بوش لفظة عربيّة يقصد بها (بلا نتيجة). والأسلوب الذي استخدمه الباحث في الآرامية - وحقيقة أنه استخدم العبريّة - يمكن أن نفعل مثله في أية لغة؛ فكلمة (كار) بالإنجليزيّة التي تعني سيارة، ويمكن أن يقول شخص إنها العربية التي يستخدمها العوام فيقولون كار بمعنى المهنة التي يمتهنها الشخص، ولذلك قالوا:" إليّ مِش كارو يا ناره". وكلمة (هِد) التي تعني رأس في الإنجليزية لا يصح أن نقول إنها فعل أمر معناه اهدم....ألخ.
          وكما لا يجوز تحميل ألفاظ أية لغة معاني لغة أخرى عند تشابه اللفظ، فمن باب أولى العربيّة الفصيحة، والتي هي لغة القرآن الكريم.
          رابعاً: لم نأخذ القرآن الكريم عن الرسول صلى الله عليه السلام مكتوباً وإنّماً ملفوظاً، ثم كتب بإشرافه، عليه السلام، مؤيّداً بالوحي. فكيف يقوم الباحث بتحريف اللفظ الذي أخذ عن الرسول عليه السلام ثم يقوم باستنباط المعنى الذي يروق له؟! فتجده مثلاً يقول: ألِر (ألير) فيجعلها تفسيراً لفاتحة الر، التي نلفظها ألف لام را !!
          فالرسول عليه السلام علّمنا نطق الفواتح حروفاً، فكيف ننطقها كلمات وبمعاني لغة أخرى، بل وينطقها الباحث على خلاف ما نطق الرسول عليه السلام؟!
          خامساً: تبيّن من خلال الأبحاث العددية أنّ هذه الحروف تتكرر في السور وفق نُظم عدديّة معجزة. بمعنى أنه تبيّن أنها حروف وليست كلمات. مثال بسيط: في سورة النمل التي تُستهِل بـ طس تبين أنّ حرف الطاء تكرر في السورة 27 مرة وهذا هو ترتيب السورة في المصحف. وتكرر حرف السين 93 مرة وهذا هو عدد آيات سورة النمل، أما المجموع: 27+93= 120 فهو جُمّل كلمة نمل، والجمّل هو حساب عربي قديم يعطي كل حرف من حروف أبجد هوز قيمة عددية.
          وفي عام 1990م كان لنا أول كتاب في الإعجاز العددي للقرآن الكريم، وكان يتعلق بتكرار أحرف الفواتح في السور الـ 29 ومن أحب أن يأخذ صورة عن جزئيّة من هذا الكتاب فاليكتب على اليوتيوب: بسام جرار-الإعجاز العددي في القرآن الكريم، ج3.

          تعليق

          • عبدالرحمن السليمان
            عضو مؤسس، أستاذ جامعي
            • May 2006
            • 5732

            #6
            [align=justify]الأخ الكريم الأستاذ فيصل كريم،

            السلام عليكم،

            تفسيره لفواتح السور من الكلمات المقطعة من الآرامية باطل لسبب بسيط هو أن المعاني التي نسبها إلى الآرامية/السريانية أو العبرية ليست آرامية ولا عبرية بل فينيقية. إن أسماء الأحرف كما ذكرها فينيقية وليست آرامية ولا عبرية. ولإفادة غير المتخصصين أنقل إلى هنا نصا من مقالة لي تاريخ الكتابة:

            3. المرحلة الأبجدية

            1.3. النشأة

            المرحلة الثالثة والأخيرة من تاريخ الكتابة هي المرحلة الأبجدية التي سميت هكذا نسبة إلى ترتيب الحروف في الأبجدية الجزيرية الأولى وهي (أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ)، وهو الترتيب الذي غيره في العربية أبو الأسود الدؤلي عند تنقيط الحروف إلى الترتيب الحالي الذي يقال فيه أيضـًا إن الخليل بن أحمد هو الذي صنع ذلك.

            كانت النظرية السائدة أن الأبجدية الفينيقية اشتقت من رسوم الكتابة الهيروغليفية في منتصف القرن الخامس عشر قبل الميلاد، إلا أن اكتشاف أبجدية أقدم منها، هي الأبجدية الأوغاريتية التي تستعمل أشكالاً مسمارية لا علاقة لها بصور الكتابة الهيروغليفية، ألغى هذا الرأي تمامـًا. فالأوغاريتيون استوحوا أشكال أبجديتهم الأوغاريتية، التي تحتوي على كل الأصوات الجزيرية القديمة (وهي ثمانية/تسعة وعشرون صوتـًا)، من الكتابة المسمارية، ولكننا لا نعرف على وجه التحديد كيف اختزلوا الكتابة المقطعية إلى الكتابة الأبجدية، بينما نستطيع أن نتابع ذلك الاختزال في الأبجدية الفينيقية، حيث قام الفينيقيون باستعمال الصور الدالة على مسميات بعينها (مثلاً: صورة الثور للدلالة على الثور؛ صورة العين للدلالة على العين؛ صورة المربع للدلالة على البيت؛ صورة الموج للدلالة على الماء وهلم جرًا) ليس للدلالة على تلك المسميات، بل للدلالة على الأصوات الأولى لتلك المسميات كما سيتضح أدناه.

            يسمى "الثور" في اللغة الجزيرية الأم: /أَلْفٌ/ ـ بلفظ التنوين تَمويمـًا ـ و"البيت": /بَيْتٌ/ و"العين": /عَيْنٌ/ وهلم جرًا.

            في بداية القرن الخامس عشر قبل الميلاد بدأ الفينيقيون يستعملون الصورة الدالة على "الثور" – وهي صورة رأس ثور مثلث الشكل بقَرنَيْن وعينَيْن – ليس للدلالة على كلمة /أَلْف/، بل للدلالة على الصوت الأول من كلمة /أَلْفٌ/ فقط، وهو حرف الألف. ثم استعملوا الصورة الدالة على "البيت" - وهي صورة مربع - ليس للدلالة على كلمة /بيتٌ/، بل للدلالة على الصوت الأول من كلمة /بيت/ فقط، وهو حرف الباء. ثم استعملوا الصورة الدالة على "العين" - وهي صورة العين - ليس للدلالة على كلمة /عَين/، بل للدلالة على الصوت الأول من كلمة /عَينٌ/ فقط، وهو حرف العين، وهكذا دواليك حتى أتوا على أصوات لغتهم، وهي اثنان وعشرون صوتـًا فقط، فجعلوا لكل صوت حرفًا.

            ثم رتب الفينيقيون الأبجدية مبتدئين بحرف الألف ثم الباء ثم الجيم ثم الدال إلى آخر ترتيب أبجد هوز. ونحن لا ندري بالضبط لم رتبوا أبجديتهم هكذا، أي لم بدؤوا بالألف ولم يبدؤوا بغيره؟ وقد يكون لذلك علاقة بالمعتقدات الدينية لقدامى الكنعانيين حيث كان الثور يرمز عندهم إلى كبير آلهتهم بعل. وقد لا يعني "البيت" للجزيريين ذوي الأصول البدوية شيئًا أكثر من "المعبد" الذي يعبد فيه إلههم، ولكن هذه مجرد تكهنات.

            ثم أخذ الإغريق في أوائل الألف الأول قبل الميلاد الكتابة الأبجدية عن الفينيقيين وحاولوا كتابة لغتهم فيها إلا أنهم اكتشفوا أن الأبجدية الفينيقية لا تحتوي على كل الأصوات اليونانية من جهة (خصوصـًا الحركات)، وأنها تحتوي على أصوات غير موجودة في اللغة اليونانية مثل حروف الحلق من جهة أخرى. فاستعمل اليونانيون حروف الحلق الفينيقية للدلالة على الأحرف الصائتة في اليونانية لأن الأبجديات الجزيرية لم تكن تحتوي على أحرف صائتة فيها، فاستعمل اليونان حرف العين الفينيقي للدلالة على الـ o، وحرف الحاء للدلالة حلى حرف الإيتا وهلم جرًا. ثم سمى اليونانيون نظام الكتابة التي أخذوها عن الفينيقيين بـ alfabetos، وهي "الألفباء" في العربية. أما الـ Abecedarium في اللاتينية، فهي ترجمة حرفية لـ "أبجدية".(1)

            وأخيرًا نشير إلى أن الأبجديات الجزيرية لا تحتوي إلا على حروف ساكنة. إلا أن لثلاثة منها - وهي الألف والواو والياء - استعمالين اثنين الأول هو استعمالها أحرفًا ساكنة والثاني هو استعمالها أحرف مد للدلالة على الحركات الطويلة. وهذا يعني أن للغة الجزيرية الأم ثلاث حركات فقط ترد قصيرة ويعبر عنها بالفتح والضم والكسر، وطويلة ويعبر عنها بالألف والواو والياء. والعلة في عدم ورود الحركات القصيرة على شكل أحرف كما هو الحال عليه بالنسبة إلى حروف المد، هو القاعدة الجزيرية العامة التي تحول دون ابتداء كلمة جزيرية بحركة أو بحرف ساكن. وإذا عرفنا أن الأبجدية الجزيرية اشتقت من الأصوات الأولى لكلمات جزيرية بعينها كما أبنا أعلاه، فهمنا جيدًا السبب في عدم احتواء الأبجديات الجزيرية أحرفـًا تدل على الحركات الثلاث القصيرة لأن ذلك غير موجود في أوائل كلامهم.

            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

            (1) وللثور وظيفة أخرى تتعلق بالكتابة .. فالثور يفلح الأرض من اليمين إلى اليسار ثم من اليسار إلى اليمين وهلم جرًا. ومن طريقته في فلاحة الأرض اشتقت الكلمة للدلالة على طريقة الأوائل (ومنهم اليونان وعرب الجنوب) في الكتابة، أي من اليمين إلى اليسار ثم من اليسار إلى اليمين، وهي Boustrophedon، ومعناها "كفلاحة الثور". إن أكثرية النقوش اليمنية المدونة بخط المسند مكتوبة هكذا "كفلاحة الثور".


            فقول لؤي الشريف إن للحروف الآرامية معاني إذن باطل لجهله المدقع بتاريخ الأبجدية وأسماء الحروف التي هي فينيقية أصلا وفصلا. ولا علاقة للآراميين ولا لليهود بها سوى أنهم أخذوها عن الفينيقيين هي وأسماءها معها. وبما أن أسماء الأحرف الفينيقية مشتقة من كلمات فينيقية لها ما يجانسها تأثيليا في اللغات الجزيرية الأخرى كالعربية والعبرية والآرامية كالبيت والعين والنون، فلا يمكن للآرامي أو العبري توظيف معانيها في الآرامية أو العبرية لغايات تفسيرية ذلك لأنها، أي أسماء الحروف الفينيقية، إنما هي أسماء لكلمات بعينها بالفينيقية لا بالآرامية أو العبرية. وعليه فإن الادعاء بآرامية أسماء الحروف في الآرامية أو بعبريتها في العبرية ادعاء كاذب جملة وتفصيلا نتيجة لجهل صاحبه بتاريخ الكتابة، والاستشهاد به باطل جملة وتفصيلا.
            [/align]

            تعليق

            • Dr-A-K-Mazhar
              ملاح
              • Nov 2007
              • 1864

              #7
              الأعزاء الكرام

              تحية طيبة و بداية مشجعة بعد انقطاع طويل..

              و موضوع يستحق المتابعة و ايضا بعض الاستفسارات و الأسئلة إن شاء الله

              تعليق

              • عبدالرحمن السليمان
                عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                • May 2006
                • 5732

                #8
                [align=justify]أهلا وسهلا ومرحبا بالعزيز الدكتور عبدالحميد بن مظهر، أنرت الصفحة بوجودك أستاذي الكريم.

                حتى عصر الإنترنت، وباستثناء بعض الجهلة في مواقع "العشرة بقرش"، لم نسمع لأحد من علماء السريان أو اليهود إلا الكلام الحق في العربية وآدابها. وجميع علماء اليهود والسريان يقرون بصريح العبارة بفضل العربية وتفوقها على العبرية والآرامية/السريانية. ولم يحل الخلاف الديني بله الحروب بين المسلمين والنصارى واليهود عبر القرون دون قول الحق .. لقد أشار حكماء اليهود والنصارى، على اختلاف طوائفهم وفرقهم، إلى فضل العربية وآدابها وإلى ضرورة تفسير ما غمض من اللسان العبراني والآرامي والبابلي والفينيقي وسائر الألسن الجزيرية من العربية لأن العربية أغنى من هذه اللغات مجتمعة ولآن آدابها أغنى من الآداب الجزيرية مجتمعة. وعجبي لا ينقضي من المدعو (صوما) الذي يقول إن الأدب العربي ليس بشيء قياسا بالأدب السرياني، وهو يقصد الكم لا النوع. وهذا كذب في وضح النهار، إذ أين هو الأدب السرياني؟ إن أهم عمل دون بالسريانية هو الإنجيل، والأصل السرياني للإنجيل مفقود. والإنجيل السرياني الحالي إنما هو ترجمة عن الإنجيل اليوناني الذي هو بدوره ترجمة عن إنجيل سرياني مفقود .. والأدب السرياني معظمه جدل ديني .. ونحن لا نعرف عملا أدبيا سريانيا واحدا ترجم إلى لغات عالمية وكتب له الانتشار. ومن يعرف ذلك يدلني عليه مشكورا.

                سأنشر في هذه الصفحة طائفة من شهادات حكماء اليهود والسريان في العربية وآدابها. وأنا أقصد بالحكماء علماء اليهود والسريان المبجلين عندهم المشهود لهم المشار إليهم بالبنان .. كما سأعرف بالتقليد السائد في الدراسات الكتابية (نسبة إلى كتابي العهد القديم والجديد) ألا وهو الاعتماد على العربية في تفسير ما غمض من كتب اليهود والنصارى، على أيدي علمائهم الأقدمين والمحدثين.

                يقول النحوي السرياني أقليميس يوسف داود مطران دمشق على السريان في كتابه (اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية): "وأشهر اللغات السامية هي العربية والعبرانية والسريانية والحبشية بفروعهن الكثيرة [..] وإنما ذكرنا العربية أولا بين اللغات السامية لأن العربية باعتراف جميع المحققين هي أشرف اللغات السامية من حيث هي لغة وأقدمهن وأغناهن. ومعرفتها لازمة لمن يريد أن يتقن [إتقانا] حسنا معرفة سائر اللغات السامية ولا سيما السريانية". ويضيف: "ثم إننا لا نعتقد أن الآرامية هي أقدم اللغات السامية كما زعم قوم، وأقل من ذلك أنها أقدم لغات العالم كما زعم غيرهم بلا بينة ولا أساس. بل نثبت مع العلماء المحققين أن اللغة العربية هي التي تقرب إلى أم اللغات السامية أكثر من أخواتها".

                المصدر: داود، أقليميس يوسف (1896). اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية. الموصل، مطبعة دير الآباء الدومنيكيين. الصفحة 10 و13. والكتاب متاح في الإنترنت ويمكن تنزيله على شكل PDF.

                قال (جاحظ اليهود) وكبير أدبائهم موسى بن عزرا (القرن الثاني عشر):

                "ومع اقتدار هذه القبيلة [= العرب] على المقالة وسعة بيانها في الخطاب، شنت الغارة على كثير من اللغات وعربتها وانتحلتها بظهور الكلمة وعظم السلطان وغلبتها على ملك فارس بخراسان وعلى ملك الروم في الشام وعلى ملك القبط في مصر. فاتسع نطاقها وفشت المعارف في أقطارها وآفاقها وترجمت جميع العلوم القديمة والحديثة وانتحلتها وزادتها شرحًا وبيانًا؛ فما ألف وترجم في ملة من العلوم ما ألف وترجم في هذه الملة بما وهبت من سعة اللغة، ورزقت من فضل الخطاب".

                المصدر: موسى بن عزرا (2013). كتاب المحاضرة والمذاكرة. تحقيق أحمد شحلان والسعدية المنتصر. الرباط، مطبعة الرسالة. الصفحة 112.

                وقال عن اعتماد اليهود في درس لغتهم على مناهج العرب ما يلي:

                "ولما استفتحت العرب جزيرة الأندلس المذكورة على القوط الغالبين على الرومانيين أصحابها بنحو ثلاثماية سنة قبل فتح العرب لها الذي كان على عهد الوليد بن عبدالملك بن مروان من ملوك بني أمية من الشام سنة اثنين وتسعين لدعوتهم المسماة عندهم بالهجرة تفهمت جاليتنا بعد مدة أغراضهم ولقنت بعد لأي لسانهم وتبرعت في لغتهم وتفطنت لدقة مراميهم وتمرنت في حقيقة تصاريفهم وأشرفت على ضروب أشعارهم حتى كشف الله إليهم من سر اللغة العبرانية ونحوها واللين والانقلاب والحركة والسكون والبدل والادغام وغير ذلك من الوجوه النحوية مما قام عليه برهان الحق وعضده سلطان الصدق على يدي أبي زكريا يحيى بن داود الفاسي المنبوز بحيوج وشيعته رحمة الله عليه ما قبلته العقول بسرعة وفهمت منه ما جهلت قبل". نفس المصدر، الصفحة 145.

                ولخص موسى بن عزرا تفوق العرب في الشعر على غيرهم من الأمم كما يلي: "الشعر عند بني إسماعيل [= العرب] طبع، وعند سائر الأمم تطبع"! (المصدر ذاته).

                ويقول الأديب اليهودي الكبير يهودا الحريزي (الحريزي بالزاي: صاحب المقامات العبرية المشهورة بـ: "تَحْكِمُوني"، التي حاكى فيها الهمذاني في مقاماته) في (مقامة الشعر):

                דעו ×›×™ השיר ×”×*פל×گ... ×”×™×” ב×?הלה לב×*×™ ערב ל×*הלה.
                "اعلموا أن الشعر العجيب كان منذ البداية مُلكاً للعريب"!

                ويقول عن أشعار الأمم الأخرى ما يلي:

                כל שיריה×‌ ל×*גד שירי היש×‍×¢×گלי×‌ ל×گ לעזר ול×گ להועיל.
                إن أشعارهم ليست بشيء مقارنة بأشعار بني إسماعيل [= العرب]".

                المصدر: Reichert V.E., The Tahkemoni of Judah al-Harizi. Jeruzalem, Cohen Publishers, 1973.

                قال كبير المستشرقين الأوربيين في القرن السايع عشر ألبيرت شخولتنس (Albert Schultens) مقارناً حالة الشاعر العربي الجيدة بحالة الشاعر الغربي التعيسة: "إن الكرم العربي يحول دون شقاء الشاعر" .. ويرد شخولتنز تفوق العرب في الشعر على سائر الأمم إلى غنى اللغة العربية وموسيقاها العذبة. يقول في إحدى خطبه: "لا بد من أخذ غنى اللغة العربية الفاحش بعين الحسبان [عند مقارنة الشعر العربي بغيره] (النص باللاتينية: Attendo porro ad incredibilem Arabicae Linguae copiam)".

                المصدر:
                J.C. Wenckebach (ed.), Drie redevoeringen van Hendrik Albert Schultens. Leeuwarden, 1845. "ثلاث خطب [باللاتينية] لألبيرت شخولتنس". صفحة 10.

                أما المستشرق الهولندي الكبير ولميت صاحب المعجم العربي اللاتيني الشهير فيقول في محاضرة بعنوان "ذوق العرب الجمالي (De sensu pulcri Arabum)"، وبالأخص عند حديثه عن أبي العلاء المعري: "انظر ما أروع العرب، وما أعظم عبقريتهم"! (Tanta est Ingenii! Tanta Phantasiae Arabum). وكان ولميت يرد في خطبته هذه على أحد النقاد الأدبيين (من غير المستعربين) ـ وهو الناقد وايرز ـ الذي كتب سنة 1845 قائلاً: "إن من يبحث عن شعر رفيع عند العرب شخص يضيع وقته فيما هو غير مفيد"!

                J. De Roos e.a., Driehonderd Jaar Oosterse Talen in Amsterdam. Amsterdam, 1986. P. 60.
                "ثلاثمائة سنة لغات شرقية في أمستردام". صفحة 60.


                والقائمة طويلة جدا!

                فهؤلاء أدباء السريان واليهود ولغويوهم يعدلون في حكمهم رغم الخلاف الديني - وهذا لعمري يحسب لهم - ثم يأتي من صبياننا الطائشين من يزعم العكس وهو لا يعرف كوعه من بوعه لا في العربية، ولا في السريانية التي يخلط بينها وبين العبرية بطريقة فاضحة له عند المتخصصين، إذ يقول: "آرامية" ثم يستشهد بالعبرية! ولقد ثبت عندي بالدليل القاطع أنه لا يعرف الفرق بينهما!

                [/align]

                تعليق

                • Dr-A-K-Mazhar
                  ملاح
                  • Nov 2007
                  • 1864

                  #9
                  أخى العزيز د. د. عبد الرحمن

                  تحياتى

                  ربما بعض الملحوظات تفيد....

                  1) البحث العلمى المنضبط أصبح داخل الجامعات و مراكز الأبحاث ، و تُركت الساحة الجديدة ( الأنترنت) للكثير ليكتب بلا ضبط منهجى، و هذا يطرح السؤال: كيف يمكن ضبط ما يُنشر على النت من آراء لكل من هب و دب من باحثين في الفضاء الافتراضى؟

                  2) من مشاكل مثل هذه الكتابات هو منهج الاستنباط من مصادر و نصوص للوصول لآراء. و ربما لمناهج التعليم أثر فى عدم تنمية مهارات الاستنباط المنضبط ، و هذا ينعكس بشدة على من يسمي نفسه باحث على النت، و ستستمر هذه الظاهرة حتى ينصلح حال التعليم والبحث العلمى، وحتى تعود للأستاذ مكانته!!

                  3) انتشار مفهوم الباحث الفرد الذى يظهر فجأة دون أن يتمرن على البحث عن طريق أستاذ أو مشرف متمكن يساعده فى ضبط منهج البحث قبل أن ينطلق فى البحث. و لقد تعلمت أن إنهاء بحث الدكتوارة بإشراف أستاذ فى مجال علمى ما هى بداية طريق البحث العلمى. فما بالك بباحثين النت؟؟

                  4) مشكلة أصل اللغات لا تحل بمثل هذه البساطة بمقارنات لفظية بسيطة

                  5) يجب الحرص الشديد فى نتائج أى إدعاء بنتائج بحث علمى ما فى الظروف التى تتدخل فيها أهداف سياسية و تراكمات ثقافية لتوجيه البحث علمى تجاه هدف محدد.

                  6) من يراجع المجهودات العلمية للخليل بن أحمد الفراهيدى فى ترتيب الحروف ( كتاب العين)، و فى زياراته الكثيرة للقبائل العربية لتجميع مواد القاموس يستطيع أن يسأل: لماذا لم يعتمد الخليل على مصادر موثقة فى اللغة السريانية.

                  و دمت

                  تعليق

                  • فيصل كريم
                    مشرف
                    • Oct 2011
                    • 296

                    #10
                    حيا الله أستاذينا الفاضلين النابغين دكتور عبد الرحمن السليمان ودكتور عبد الحميد مظهر وأهلا ومرحبا بهما.

                    وقد لمس الدكتور مظهر شيئا من المشكلة، وهو أن السماء الافتراضي (الانترنت) واسع فسيح، وقد يفيد به النابغون أو ينعق فيه الناعقون. فكيف إذا تُرك للطائفة الثانية لتعيث به وتشيع الرأي الفاسد القاصر؟ وإن سمح لي أساتذتي الفضلاء بشيء من الصراحة، فإنهما وكثير غيرهما من النجباء والعلماء لا يشتركون بهذا الفضاء الجديد المسمى "وسائل التواصل الاجتماعي" فيتركون الساحة لأنصاف المتعلمين وأرباعهم ليدلوا بدلوهم كما يشاؤون بلا رادع أو مانع. ولا أرى سوى قليل ممن يثق المرء بعلمهم فيما تخصصوا فيه وصلاح رأيهم المناهض للطغاة والمفسدين، كالدكتور الفاضل أحمد الليثي الذي يقود معاركه بلا ميمنة ولا ميسرة من أمثاله من أهل المعرفة والتجربة، واليد الواحدة لا تصفق يا سادتي الكرام.

                    وللأسف الشديد سيأتي "لؤي شريف" آخر وآخر ليقولوا ما تهواه أنفسهم دون ضابط، ما لم يتصدَ لهم الأساتذة الموثوق بعلمهم الذين عليهم أن يكسروا حاجز التواصل مع الناس ولا يكتفوا بمراكز البحث العلمي أو الدراسات الموضوعية المطولة لتقديم أطروحاتهم.

                    وعذرا لرأيي هذا إن كان فيه ما يسيء.

                    تعليق

                    • أ.د/سامي الإمام
                      عضو منتسب
                      • Nov 2015
                      • 4

                      #11
                      هل الحروف المقطّعة في بعض سور القرآن الكريم عبرية أو آرامية؟ (1)
                      تمهيد . . .
                      نماذج توضح درجة التقارب/التطابق/التشابه بين لغات المجموعة السامية (خاصة العربية والعبرية):
                      أود توجيه عناية القراء الأفاضل إلى أنني سأكتب اللفظ العربي وبين قوسين ما يقابله بالعبرية مع نطقه صوتيًا بحروف عربية. وسأبدأ بمجموعة من الأسماء والأفعال التي تتطابق في اللفظ والمعنى بين اللغتين العربية والعبرية مع اختلافات يسيرة في بعض الأصوات والتي تحكمها قواعد لغوية معروفة لدى علماء اللغة, والباحثين, والدارسين أيضًا. ثم بنماذج أخرى تختلف في اللفظ والمعنى, وأخيرًا بنماذج من القرآن الكريم لألفاظ من اللغة العربية الأم أو إن شئت قلت اللغة الأصل التي تفرعت منها تلك اللغات. وهذه الألفاظ قد تبدو مفاجأة – للمتحدثين بالعربية - لتقاربها من ألفاظ عبرية لأن العبرية غير شائعة على ألسنة العرب وبالتالي توحي بأنها هى الأصل – خاصة أن التوراة نزلت قبل القرآن الكريم بأكثر من 1800 سنة - في حين أن سبب هذا الإيحاء هو عدم معرفة عامة الناس أن هذه الألفاظ هى في صورتها الأصلية من جذورها المعجمية غير الشائعة على مسامع الناس ومشاهداتهم والتي تتجمع فيها – الجذور – كل ملامح وصفات اللغات السامية قديمها وحديثها.
                      أسماء:
                      سنضرب هنا مثالا للتطابق بين اللغتين – والسريانية أيضًا – لاحظوا نطق الأسماء بالعبرية المدوَّن بحروف عربية بين القوسين.
                      أب (×گב : آع¤), أُم (×گ×‌ : إم), أخ (×گ×— : آح), أخت (×گחו×? : أحُوت), يَد (יד : يَاد), رأس (ר×گש : روش), عَيْنٌ (×¢×™×? : عَايِن), أُذنٌ (×گוז×? : أُذِن), أنف (×گ×£ : آف), فم, في (פה : بِه), أصبع (×گצבע : إِتصْبَاع), كفّ (×›×£ : كَاف), مُخ (×‍וח : مُـوَّح), قلب/لبّ الشيء (לב : لِع¤), بَطْن (ב×?×? : بِطِنْ), بَيْت (בי×? : بَايِتْ), حمار (×—×‍ור : حَامور), جمل (×’×‍ל : جَامَال), طائر (עוף : عُوف), عصا (×¢×¥ : عِيتس/عِتص), إنسان/إنس (×گיש : إِيش), امراة/أنثى (×گשה : إيشَّا), بني آدم ב×?-×گד×‌ : بِين آدَام), آدم (×گד×‌ : آدَام), حواء (חוה : حَاع¤ا), أرض (×گרץ : إرِتص), سماء (ש×‍×™×‌ : شَامَايِم), كرسي (×›×،×گ : كِسِء), إله (×گלוה: إلوَّه), رب/سيد/زيادة/رِبا (רב : راع¤), آلهة (×گלוהי×‌ : إلوهِيم).
                      وغير ذلك آلاف الأسماء التي تتطابق في اللفظ والمعنى بين اللغتين.

                      أفعال:
                      كتب (×›×?ב : كَتَاع¤), قرأ (קר×گ : قَارَا ), سمع (ש×‍×¢ : شَامَاع ), أكل (×گכל : أخَـال ), عزر/ساعد (עזר : عَازَار), ضحك ( צחק : تصَاحَاك), هلك ( הל×? : هَـالاخ ), أكمل (השלי×‌ : هِشْلِيم ), أكِلَ (×*×گכל : نِـئْخَـال ), قدَّس (קדש : قِدِّش , أركّبَ (הרכיב : هِرْكِيع¤ ), أغلق ( ×،גר : سَاجَار), تراآى (×”×?ר×گ×” : هِتْراآا), تكاتب (×”×?×›×?ב : هِتْكَاتِّع¤).
                      ويمكن ملاحظة التشابه بل التطابق في نطق هذه اللفاظ صوتيا بين اللغتين العربية والعبرية. وهناك كما ذكرت مئات الآلاف من اللفاظ المتطابقة في اللفظ والمعنى. ولا يكون الابتعاد عن الأصل إلا بقدر يسير يكتشفه المتخصصون في علوم اللغات السامية بسهولة ويسر.

                      أسماء وأفعال مختلفة الألفاظ والمعاني بين اللغتين:
                      باب (דל×? : دِلِت), حائط (קיר : قِير), حصان (×،ו×، : سُوس), قلم (×¢×? : عِيط), صورة (×?×‍ו×*×” : تِمُونَا), أسد (×گריה : أرْيِيه), سمكة (דג : داج), مائدة (שולח×? : شُـلْحَـان), حقيبة (×‍זודה : مِزْع¤ادَا), انتظم (×”×،×?דר : هِسْتَادِير), شرب (شَـاتَا), ضرب (×”×›×” : هِيكَا), قصّ (×،פר : سِبِّر), قشَّر (قِلِّف), أغضب (הרגיז : هِرجِيز), رمى قذف (השלי×? : هِشْلِيخ), تنافس (×”×?×‍ודד : هِتْمُودِد), استخدم (הש×?×‍ש : هِشْتَمِّش), تحطّم (×”×?ר×،ק : هِتْرَسِك).
                      نخلص من ذلك إلى أن هناك تطابقًا أو تشابهًا كبيرًا بين كثير من ألفاظ اللغتين ومصطلحاتهما وتراكيبهما ومرجع ذلك هو أصل مشترك وجذر واحد.
                      ويمكننا بناء على ذلك تقديم ترجمة تكاد تكون حرفية لفاتحة الكتاب في أحد مستويات الترجمة – على النحو التالي:
                      (بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, الرحمن الرحيم, مالك يوم الدين, إياك نعبد, وإياك نستعين, اهدنا السراط المستقيم, صراط الذين انعمت عليهم, غير المغضوب عليهم, ولا الضالين).

                      (بشِم هاإيل هرحمان هامِراحِم, باروخ هاإيل ربون هاعولاميم ,مِلِخ يوم هدِّين, أوتخا نعع¤ود ع¤ِ أوتخا نعَازِر, هارأينو إت هادِرِخ (قارن بالدرك في العربية) هايشَارا (قارن بالميسَّر في العربية), دِرِخ إلـِه أشير رتصيتَا (قارن ب رضيت في العربية) عليهيم, لو إلـِه أشير كَاعَاستَا عليهيم).

                      يكاد التطابق يكون كاملا بين اللغتين – وهناك بالطبع مستوى آخر من الترجمة أكثر دقة وإحكامًا من ذلك لكن أردت فقط أن أضرب مثالا لمسألة رجوع اللغتين إلى أصل واحد وجذور مشتركة.

                      وليس من الصعب على المتخصصين إرجاع جميع مفردات اللغة العبرية إلى أصولها العربية وليس العكس!
                      وبعد انتهاء مفردات اللغة العبرية التي سنرجعها إلى الأصول العربية والجذور الأولى ستتبقى للعربية عشرات الآلاف من المفردات التي تعجز العبرية عن أيجاد مثلها أو حتى شبهها. وهذا معلوم ولا جدال فيه عند علماء اللغة من الإسرائيليين وغير الإسرائيليين.

                      وتشبه اللغات في تقادمها عبر الزمن وابتعادها عن الأصول والجذور بالعملات النقدية؛ ورقية كانت أم معدنية, فبعد استخدامها لمدة 50 عامًا مثلا ستجد معالمها قد زالت وابتعدت عن الأصل بقدر كبير ولكن ستبقى المادة التي يمكن منها معرفة ذلك الأصل أهو نحاس, أم فضة, أم سبيكة أم غير ذلك مما يمكنك من نسبتها إلى أصل معين وتارخ معين أيضًا. هكذا اللغات بشكل عام.
                      وتوصف اللغات ككائن حي متطور ولا يقف عند مرحلة فليس في اللغة مرحلة شيخوخة أبدًا بل تطور تلو تطور (ويدل كل تطور على مدى رقي أصحاب مرحلته, أو انحطاطهم!).
                      جدير بالذكر هنا أن اللغة العبرية هى – كما ورد بالتوراة؛ أشعيا 19 / 18– هى لغة كنعان, وكنعان فرع عربي من أبناء حام, فهو الابن الرابع لحام ابن نوح عليه السلام. والكنعانيون هم سكان فلسطين منذ نهاية الألف الرابع وبداية الألف الثالث قبل الميلاد, أي قبل حتى ميلاد سيدنا إبراهيم عليه السلام بأكثر من 1000 عام. وهم أحد شعوب سبعة أمر الرب بني إسرائيل بطردهم بمجرد دخولهم كنعان؟ لأسباب غير منطقية (راجع التثنية 7 : 1 – 5).
                      ولما كانت اللغة العبرية, بعد توقف استعمالها كلغة حديث لزمن طويل يربو على 1750 سنة منذ الشتات الروماني (136 م) إلى عصر التنوير (الهسكالا حوالي 1885م), عاجزة عن تلبية المعاني المراد التعبير عنها, فقد اضطر القائمون عليها في القرن الثامن عشر, في خضم ثورة التنوير هذه إلى استعارة آلاف المفردات من اللغة الإنجليزية, وغيرها من اللغات الأوربية. وكأمثلة على ذلك:
                      حضارة : (צביליזציה : تسِع¤ِلِزاتْسِيا من الانجليزية Civilization), عمل (×گק×? : أكْط من الانجليزية Act), سخيف (×گב×،ורד : أبْسورد من Absurd), مخزن فحم (בו×*קר : بونكار من Bunker).
                      ولهذه المصطلحات المعبرنة من اللغات الأجنبية, غير العربية, معجم خاص تربوا صفحاته على 750 صفحة.
                      (يتبع للأهمية)
                      د. سامي الإمام
                      أستاذ اللغة العبرية والديانة اليهودية/كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر

                      تعليق

                      • أ.د/سامي الإمام
                        عضو منتسب
                        • Nov 2015
                        • 4

                        #12
                        هل الحروف المقطّعة في بعض سور القرآن الكريم عبرية أو آرامية؟ (1)
                        تمهيد . . .
                        نماذج توضح درجة التقارب/التطابق/التشابه بين لغات المجموعة السامية (خاصة العربية والعبرية):
                        أود توجيه عناية القراء الأفاضل إلى أنني سأكتب اللفظ العربي وبين قوسين ما يقابله بالعبرية مع نطقه صوتيًا بحروف عربية. وسأبدأ بمجموعة من الأسماء والأفعال التي تتطابق في اللفظ والمعنى بين اللغتين العربية والعبرية مع اختلافات يسيرة في بعض الأصوات والتي تحكمها قواعد لغوية معروفة لدى علماء اللغة, والباحثين, والدارسين أيضًا. ثم بنماذج أخرى تختلف في اللفظ والمعنى, وأخيرًا بنماذج من القرآن الكريم لألفاظ من اللغة العربية الأم أو إن شئت قلت اللغة الأصل التي تفرعت منها تلك اللغات. وهذه الألفاظ قد تبدو مفاجأة – للمتحدثين بالعربية - لتقاربها من ألفاظ عبرية لأن العبرية غير شائعة على ألسنة العرب وبالتالي توحي بأنها هى الأصل – خاصة أن التوراة نزلت قبل القرآن الكريم بأكثر من 1800 سنة - في حين أن سبب هذا الإيحاء هو عدم معرفة عامة الناس أن هذه الألفاظ هى في صورتها الأصلية من جذورها المعجمية غير الشائعة على مسامع الناس ومشاهداتهم والتي تتجمع فيها – الجذور – كل ملامح وصفات اللغات السامية قديمها وحديثها.
                        أسماء:
                        سنضرب هنا مثالا للتطابق بين اللغتين – والسريانية أيضًا – لاحظوا نطق الأسماء بالعبرية المدوَّن بحروف عربية بين القوسين.
                        أب (אב : آڤ), أُم (אם : إم), أخ (אח : آح), أخت (אחות : أحُوت), يَد (יד : يَاد), رأس (ראש : روش), عَيْنٌ (עין : عَايِن), أُذنٌ (אוזן : أُذِن), أنف (אף : آف), فم, في (פה : بِه), أصبع (אצבע : إِتصْبَاع), كفّ (כף : كَاف), مُخ (מוח : مُـوَّح), قلب/لبّ الشيء (לב : لِڤ), بَطْن (בטן : بِطِنْ), بَيْت (בית : بَايِتْ), حمار (חמור : حَامور), جمل (גמל : جَامَال), طائر (עוף : عُوف), عصا (עץ : عِيتس/عِتص), إنسان/إنس (איש : إِيش), امراة/أنثى (אשה : إيشَّا), بني آدم בן-אדם : بِين آدَام), آدم (אדם : آدَام), حواء (חוה : حَاڤا), أرض (ארץ : إرِتص), سماء (שמים : شَامَايِم), كرسي (כסא : كِسِء), إله (אלוה: إلوَّه), رب/سيد/زيادة/رِبا (רב : راڤ), آلهة (אלוהים : إلوهِيم).
                        وغير ذلك آلاف الأسماء التي تتطابق في اللفظ والمعنى بين اللغتين.

                        أفعال:
                        كتب (כתב : كَتَاڤ), قرأ (קרא : قَارَا ), سمع (שמע : شَامَاع ), أكل (אכל : أخَـال ), عزر/ساعد (עזר : عَازَار), ضحك ( צחק : تصَاحَاك), هلك ( הלך : هَـالاخ ), أكمل (השלים : هِشْلِيم ), أكِلَ (נאכל : نِـئْخَـال ), قدَّس (קדש : قِدِّش , أركّبَ (הרכיב : هِرْكِيڤ ), أغلق ( סגר : سَاجَار), تراآى (התראה : هِتْراآا), تكاتب (התכתב : هِتْكَاتِّڤ).
                        ويمكن ملاحظة التشابه بل التطابق في نطق هذه اللفاظ صوتيا بين اللغتين العربية والعبرية. وهناك كما ذكرت مئات الآلاف من اللفاظ المتطابقة في اللفظ والمعنى. ولا يكون الابتعاد عن الأصل إلا بقدر يسير يكتشفه المتخصصون في علوم اللغات السامية بسهولة ويسر.

                        أسماء وأفعال مختلفة الألفاظ والمعاني بين اللغتين:
                        باب (דלת : دِلِت), حائط (קיר : قِير), حصان (סוס : سُوس), قلم (עט : عِيط), صورة (תמונה : تِمُونَا), أسد (אריה : أرْيِيه), سمكة (דג : داج), مائدة (שולחן : شُـلْحَـان), حقيبة (מזודה : مِزْڤادَا), انتظم (הסתדר : هِسْتَادِير), شرب (شَـاتَا), ضرب (הכה : هِيكَا), قصّ (ספר : سِبِّر), قشَّر (قِلِّف), أغضب (הרגיז : هِرجِيز), رمى قذف (השליך : هِشْلِيخ), تنافس (התמודד : هِتْمُودِد), استخدم (השתמש : هِشْتَمِّش), تحطّم (התרסק : هِتْرَسِك).
                        نخلص من ذلك إلى أن هناك تطابقًا أو تشابهًا كبيرًا بين كثير من ألفاظ اللغتين ومصطلحاتهما وتراكيبهما ومرجع ذلك هو أصل مشترك وجذر واحد.
                        ويمكننا بناء على ذلك تقديم ترجمة تكاد تكون حرفية لفاتحة الكتاب في أحد مستويات الترجمة – على النحو التالي:
                        (بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, الرحمن الرحيم, مالك يوم الدين, إياك نعبد, وإياك نستعين, اهدنا السراط المستقيم, صراط الذين انعمت عليهم, غير المغضوب عليهم, ولا الضالين).

                        (بشِم هاإيل هرحمان هامِراحِم, باروخ هاإيل ربون هاعولاميم ,مِلِخ يوم هدِّين, أوتخا نعڤود ڤِ أوتخا نعَازِر, هارأينو إت هادِرِخ (قارن بالدرك في العربية) هايشَارا (قارن بالميسَّر في العربية), دِرِخ إلـِه أشير رتصيتَا (قارن ب رضيت في العربية) عليهيم, لو إلـِه أشير كَاعَاستَا عليهيم).

                        يكاد التطابق يكون كاملا بين اللغتين – وهناك بالطبع مستوى آخر من الترجمة أكثر دقة وإحكامًا من ذلك لكن أردت فقط أن أضرب مثالا لمسألة رجوع اللغتين إلى أصل واحد وجذور مشتركة.

                        وليس من الصعب على المتخصصين إرجاع جميع مفردات اللغة العبرية إلى أصولها العربية وليس العكس!
                        وبعد انتهاء مفردات اللغة العبرية التي سنرجعها إلى الأصول العربية والجذور الأولى ستتبقى للعربية عشرات الآلاف من المفردات التي تعجز العبرية عن أيجاد مثلها أو حتى شبهها. وهذا معلوم ولا جدال فيه عند علماء اللغة من الإسرائيليين وغير الإسرائيليين.

                        وتشبه اللغات في تقادمها عبر الزمن وابتعادها عن الأصول والجذور بالعملات النقدية؛ ورقية كانت أم معدنية, فبعد استخدامها لمدة 50 عامًا مثلا ستجد معالمها قد زالت وابتعدت عن الأصل بقدر كبير ولكن ستبقى المادة التي يمكن منها معرفة ذلك الأصل أهو نحاس, أم فضة, أم سبيكة أم غير ذلك مما يمكنك من نسبتها إلى أصل معين وتارخ معين أيضًا. هكذا اللغات بشكل عام.
                        وتوصف اللغات ككائن حي متطور ولا يقف عند مرحلة فليس في اللغة مرحلة شيخوخة أبدًا بل تطور تلو تطور (ويدل كل تطور على مدى رقي أصحاب مرحلته, أو انحطاطهم!).
                        جدير بالذكر هنا أن اللغة العبرية هى – كما ورد بالتوراة؛ أشعيا 19 / 18– هى لغة كنعان, وكنعان فرع عربي من أبناء حام, فهو الابن الرابع لحام ابن نوح عليه السلام. والكنعانيون هم سكان فلسطين منذ نهاية الألف الرابع وبداية الألف الثالث قبل الميلاد, أي قبل حتى ميلاد سيدنا إبراهيم عليه السلام بأكثر من 1000 عام. وهم أحد شعوب سبعة أمر الرب بني إسرائيل بطردهم بمجرد دخولهم كنعان؟ لأسباب غير منطقية (راجع التثنية 7 : 1 – 5).
                        ولما كانت اللغة العبرية, بعد توقف استعمالها كلغة حديث لزمن طويل يربو على 1750 سنة منذ الشتات الروماني (136 م) إلى عصر التنوير (الهسكالا حوالي 1885م), عاجزة عن تلبية المعاني المراد التعبير عنها, فقد اضطر القائمون عليها في القرن الثامن عشر, في خضم ثورة التنوير هذه إلى استعارة آلاف المفردات من اللغة الإنجليزية, وغيرها من اللغات الأوربية. وكأمثلة على ذلك:
                        حضارة : (צביליזציה : تسِڤِلِزاتْسِيا من الانجليزية Civilization), عمل (אקט : أكْط من الانجليزية Act), سخيف (אבסורד : أبْسورد من Absurd), مخزن فحم (בונקר : بونكار من Bunker).
                        ولهذه المصطلحات المعبرنة من اللغات الأجنبية, غير العربية, معجم خاص تربوا صفحاته على 750 صفحة.
                        (يتبع للأهمية)
                        د. سامي الإمام
                        أستاذ اللغة العبرية والديانة اليهودية/كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر

                        تعليق

                        • أ.د/سامي الإمام
                          عضو منتسب
                          • Nov 2015
                          • 4

                          #13
                          هل الحروف المقطعة في بعض سور القرآن الكريم عبرية أو آرامية ؟ (2)
                          . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
                          تناول صاحب التسجيل الآتي رابطه:


                          أربع من مجموعات الحروف المتقطعة وهى : ألم, ألر, طه, كهيعص.
                          قال في حديثه: إن القرآن الكريم متخم بالكلمات ذات الأصول الآرامية!
                          وأن حروف الهجاء العربية مأخوذة قياسًا على حروف الهجاء السريانية! وأن الحروف الأبجدية السريانية كل حرف له معنى! وبناء على ذلك فهو يجد فيها معاني كل الحروف المقطعة في بدايات بعض سور القرآن الكريم!
                          سأتناول فيما يلي أهم ما جاء بالتسجيل وتعليقي عليه:
                          • ألم : تقابل ×گל×‌ في العبرية, وتنطق (إِلِم) وقال إن معناها صمتًا, وأن داود عليه السلام كان يستخدمها في بداية خطبه الواردة في الزبور حينما يريد التنبيه إلى أنه سيتحدث في شيء مهم.
                          وهذه الحروف الثلاثة يحمل جذرها في العبرية (ككلمة) بالفعل معنى الصمت والسكوت. لكنه لم يخبرنا من أين عرف أن داود عليه السلام كان يقولها في بداية خطابه بنصوص الزبور!
                          فضلا عن تجاوزه حقيقة أن هذه الحروف لا تنطق ككلمات بل كحروف منفصل أحدها عن الآخر لذلك سميت بالحروف المتقطعة.
                          • ألر : ×گלר قال إنها تنطق (لير/ أو آلير), وأن معناها تأمل وتبصَّر, وأضاف أن حرف الألف (×گ) في الكلمة يعني (القوّة), وأن حرفي اللام والراء (לר) بمعنى تأمل/ وتبصَّر, وأن المعنى الإجمالي للحروف ككلمة – في العبرية – يعني (تأمل بقوّة)!
                          ولم يقل لنا صاحب هذا الكلام من أين أتى بمعلوماته هذه؟ وأيضًا لماذا عكس اتجاه القراءة وجعله من اليسار إلى اليمين ليوائم المعنى الذي قال به؟
                          حيث إن قواميس العبرية ليس فيها هذا الجذر (×گלר) بالمرة! ولم يرد أن حرف الألف (×گ) يحمل معنى القوّة, أو أن حرفي اللام والراء (לר) بمعنى تأمل! فهذا لم نجده في أي من المعاجم المتاحة! وحتى لو افترضنا أنه فعل أجوف واوي؛ لور (לור), أو أجوف يائي لير (ליר), فهذا الجذر غير موجود بالمرّة في العبرية!
                          أما ما جعله يعكس وضع قراءة المعنى – على فرض صحته – مع وضع الحروف فهذا ما لم نجد له إجابة مقنعة!
                          • طه : ×?×” قال فيها إن معنى الهاء (×”) فيها كمعنى حرفي النداء في اللغة الإنجليزية (Hi), وهى بمعنى (يا), وأضاف عن الطاء إن معناها في العبرية القديمة والآرامية القديمة أيضًا (رجل)!! والمعنى الإجمالي للحروف هو (يا رجل)!
                          ولا أعرف من أين أتى بهذا الكلام! فضلا عن قراءته للمعنى – على فرض صحته – من اليسار إلى اليمين, باتجاه معكوس للقراءة في اللغات العربية والعبرية والآرامية!
                          • كهيعص : ×›×”×™×¢×¥ : قسم صاحب الكلام هذه الحروف إلى مجموعتين: الأولى كه (×›×”), والثانية يعص (×™×¢×¥), وقال إن معنى (×›×”) هو هكذا, وأن معنى (×™×¢×¥) يعظ وينصح. والمعاني صحيحة في العبرية والجذور القديمة للحروف لو اجتمعت ككلمة واحدة.
                          ولا نختلف معه في تركيب هذا المعنى على هذه الكلمات, على فرض أن هناك حرية في جعلها كلمتين رغمًا عن اتفاق جميع المفسرين والعلماء على أن هذه الحروف لا تنطق بغير تقطيع. وهو جوهر الإعجاز فيها وغرض القائل الأعلى (الله) سبحانه وتعالى.
                          وعلمًا بأن الجذر (×گל×‌) في العبرية يحمل معان أخرى (قرر/حكم), فلماذا اختار معنى (الوعظ)! هل ليسهل له اليتوافق جزئيا مع السياق!!
                          يعد فعله اجتراء على ثوابت العقيدة, وإثمًا سيحاسب عليه!
                          ولم يخبرنا صاحب التسجيل ماذا عن بقية الحروف المقطعة (ص، ق، ن ، طس، يس، حم، طسم, المص، المر، حم عسق)؟!

                          وراح يدعم ماذهب إليه بكلام بديهي عند العارفين وعلماء اللغة والمتخصصين؛ فقال:
                          • إن كلمة (حوبًا) في الآية الكريمة :
                          (وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً) سورة النساء/الآية 2
                          لا يمكن معرفة معناها بغير الرجوع إلى اللغة الآرامية!! أو العبرية!!
                          كلامه افتراء, وقلة معرفة, وادعاء العلم! لأنه لو رجع إلى كتب التفسير, ومعاجم اللغة, لعرف أن قدامي المفسرين أو إن شئت قلت جميعهم قالوا إن معنى (حوبًا) هو الإثم والظلم والجور, والذنب.
                          فكيف يتفوَّه بهذا الكلام في حق العلماء؟ وهو يقر بحداثة عهده باللغات السامية!
                          • وقال عن (جهنم) إنه وادي كان سليمان عليه السلام يعذب الجن المارق عن أوامره فيه!
                          من أين أتى بهذه المعلومة؟
                          ومعروف أن تحليل الكلمة في العبرية كالتالي: تقسم كلمة جهنم وباعبرية (×’×”×™×*ו×‌) إلى حرف الجيم وينطق جيء (×’) وهى كما ورد بمعنى (وادي), وهِنوم (×”×*ו×‌) وهى اسم بمعنى (هنوم), فيكون المعنى الإجمالي هو (وادي هنوم).
                          وفي تحليل آخر يرجع الاسم ((×’×”×™×*ו×‌) إلى وادي ابن هنوم (×’×™×گ ב×? ×”×*ו×‌) (يهوشوَّع (15 : 10). وهو وادي سحيق العمق كان بالجهة الغربية الجنوبية لمدينة القدس. واشتهر هذا الوادي السحيق بإلقاء الأطفال أصحاب العاهات والمعاقين, والمبتسرين؛ ناقصي النمو, وغيرهم ممن نُذروا كقرابين لآلهة أجنبية حيث كانوا يلقون فيه ويحرَّقون بالنار ومن هنا ساءت سمعة هذا الوادي واتخذ اسمه رعبًا وتهديدًا لمن يخالف تعليمات الحكام من الملوك وغيرهم ممن عبدوا الأوثان!
                          • وقال إن اسم (علي) من الكلمة العبرية عليون (עליו×?).
                          وهذا خطأ أو إن شئت الدقّة ولماذا لا يكون من العلوّ في العربية, أما عليون (עליו×?) فلها تحليل يرجع فيه الاسم إلى الجذر (עלה), بمعنى علا وارتفع المشترك بين اللغات السامية.
                          وهو يتخيل - وهو مبتديء في تعلّم العبرية - أن مجرد اكتشافه لمعاني بعض الكلمات في القرآن الكريم من العبرية - يتخيل انه بلغ مرقى عاليا لم يبلغه غيره! ولم يعلم أن المتخصصين في اللغات السامية يمكنهم عن طريق التحليل اللغوي وعلم المقارنات اللغوية الوصول إلى لا أقول مئات بل آلاف الكلمات في العبرية والآرامية تشترك ألفاظها في الجذور مع ما جا في عربية القرآن الكريم, وعربية ما قبل القرآن الكريم.
                          مع التأكيد على أن تلك اللغات لا تبلغ كمال العربية وغنائها بالمفردات وطرق الاشتقاق وغير ذلك مما يعلمه اليهود مثل العرب تماما ويعترف به المنصفون منهم.
                          وبالإجمال فإن ما جاء في هذا التسجيل من أن بعض الحروف المقطعة لها معاني في العبرية أو الآرامية لا يرقى بأي حال من الأحوال ليكون فتحًا لسرّ أراده الله من وراء مجيئها بهذا الشكل لتظل ضربًا معجزًا من التحدِّي الإلهي لكل من يتجرأ على آيات القرآن الكريم ويزعم أن بإمكانه أن يركِّب من حروف الأبجدية الصامتة هذا الإعجاز البياني المذهل للبشر عبر تاريخ البشرية منذ نزل القرآن على سيدنا وسيد خلق اللع أجمعين؛ محمد صلى الله عليه وسلّم وإلى أن تقوم الساعة.
                          . . . . . . . .
                          وجدير بالذكر أن مترجمي معاني (القرآن الكريم) من اليهود لم يترجموا هذه الحروف المقطعة بمعاني أيًا كانت والتزموا ما جاء في تفاسير المسلمين ونقلوا وصفهم لها؛ فقال "يوسف يوئيل ريفلين" عنها في مفتتح سورة البقرة : (هى من الحروف الكائنة في بدايات سور عدّة, والتي لم تفسَّر جيدًا إلى اليوم. وأردف قائل: يقول المسلمون عنها (الله يعلم تأويلها) المصدر: ترجمة معاني القرآن الكريم إلى العبرية, يوسف يوئيل ريفلين, 1987, طبعة إسرائيل. ص 3.
                          ويشهد يهود وغير يهود على قصور اللغة العبرية عن بلوغ مستوى العربية الغنية بالمفردات والألفاظ في شتى المجالات وغير ذلك من طرق الاشتقاق وفنون القول.

                          تعليق

                          • عبدالرحمن السليمان
                            عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                            • May 2006
                            • 5732

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة فيصل كريم
                            والمشكلة الأكبر أن ثمة من انبرى له بالرد على ذات المواقع الاجتماعية التواصلية (سنابشات) دون الاستعانة بمرجعية كافية ودون مصادر علمية واضحة، وزاد من تعقيد المسألة أن أحد المشايخ في السعودية استنكر هذا الرأي ودعا إلى تحريمه بفتوى، فرد الفتى بأن "ابن عباس رضي الله عنهما ذكر أن مفردة "طه" قد تكون لها أصول من أحد اللغات السامية الأخرى، فليكفر ابن عباس إذًا"، فتعقدت الصورة واختلط الحابل بالنابل وثارت الزوابع في الفناجين.
                            [align=justify]
                            الأخ الكريم الأستاذ فيصل كريم،

                            ما أثرتَه هنا خطير وألخصه فيما يلي:

                            ثمة في التراث العربي الإسلامي كلام ينبغي النظر فيه انطلاقا من الإطار المعرفي الإسلامي مربوطا ربطا موضوعيا بأبحاث المحدثين والمعاصرين. من ذلك ما ينسب إلى ابن عباس رضي الله عنه من أن لـ (طه) أصول غير عربية. هذا الكلام غير صحيح! وفي كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي كلام كثير يستعمل اليوم ثغرات لإثارة التشكيك. ولا بد من تحرير ما يمكن تسميته بالمسكوت عنه اللاعقلاني في تراثنا مما لم يَجِئ به نقل (كالزعم أن الملكين في القبر يتكلمان بالسريانية!) ولا يقبله عقل (كالقول إن في القرآن الكريم خمسين لغة منها لغة العماليق). وأعتقد جازما (أكرر: أعتقد جازما) أن مثل هذه الترهات هي التي ألهمت المدعو كريستوفر لوكسمبورغ للزعم بأن القرآن الكريم مؤسس على قوالب سريانية، وهو زعم لم يلتفت له أي من أهلل العلم لا في الشرق ولا في الغرب كما تقدم، لكنه مستوحى من بعض تراثنا الذي يحتاج، أكثر من أي وقت مضى، إلى غربلة على يد أبنائه بطريقة تربط أبحاث الأقدمين بأبحاث المعاصرين ضمن الأطر المعرفية العقلانية للثقافة العربية الإسلامية ودون رفض ما يفيدنا من مناهج الآخرين العلمية.

                            تحياتي الطيبة. [/align]

                            تعليق

                            • عبدالرحمن السليمان
                              عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                              • May 2006
                              • 5732

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة dr-a-k-mazhar
                              أخى العزيز د. د. عبد الرحمن

                              تحياتى

                              ربما بعض الملحوظات تفيد ...

                              1) البحث العلمى المنضبط أصبح داخل الجامعات و مراكز الأبحاث ، و تُركت الساحة الجديدة ( الأنترنت) للكثير ليكتب بلا ضبط منهجى، و هذا يطرح السؤال: كيف يمكن ضبط ما يُنشر على النت من آراء لكل من هب و دب من باحثين في الفضاء الافتراضى؟

                              و دمت
                              [align=justify]
                              أخي العزيز الدكتور عبدالحميد،

                              السلام عليكم،

                              تحتوي ردودك دائما على قيمة معرفية سواء عن طريق المعلومة أو الملاحظة أو السؤال.

                              وأحيانا نضطر إلى السكوت لأن البوح بتوصيف الحالة يبعث على اليأس. ولكن السكوت في بعض المواقف لا يجوز. من هذا المنطلق أقول إن الجامعات العربية - باستثناء الجامعات المصرية والجامعات المغربية - غير مهتمة بدراسة اللغات الجزيرية (السامية سابقا)، وتتصرف وكأن هذه اللغات لم تكن لغات أسلافنا وأوائلنا، وتنظر إليها وإلى المشتغلين بها بعين الريبة. إذن ليس لدينا متخصصون كثر في هذا المجال، لا داخل الجامعات ولا خارجها. والعرب أهملوا هذه الدراسات حتى صرت ترى الأستاذ الجامعي منهم لا يعرف كوعه من بوعه في هذه الدراسات، وتركوا مجال البحث فيها لغير العرب الذين باتوا يتحكمون بعقول الشباب العربي عن بعد، وذلك بعد إخفاق مؤسسات التعليم العربية في تحصين الشباب العربي بالعلم. وليس هذا الغلام المنبوز بلؤي الشريف إلا مثالا لذلك فألفوه فارغا من الداخل مكشوف العورة من الخارج، فنفخوه فانتفخ ثم برمجوه فشكك بمشاركة بسيطة مئات الآلاف من الشباب المكشوف العورة - مثله في لغتهم ودينهم وتاريخهم. فقل لي بربك لدى أية أمة، مهما كان رصيدها الثقافي متواضعا، يمكن أن يقع مثل هذا؟

                              من المسؤول عن ذلك؟ الجامعات العربية الذي يستشري الفساد فيها من رأسها إلى أخمص قدميها. المسؤولون فيها الذين ينظرون إلى الدراسات الجزيرية على أنها شيء مشبوه. إنهم هم المسؤولون عما يجري من تضليل للنشء، وليس لؤي الشريف إلا ضحية جهل رؤساء الجامعات العربية وعمداء الكليات فيها. إنهم هم المسؤولون عما يجري من تجهيل ممنهج للـصغار والكبار. ولله در القائل:

                              [align=center]أترجو ربيعٌ أن يجيء صغارُها - - - - - بخير، وقد أعيا ربيعًا كبارُها؟!
                              [/align]
                              وتبقى المسؤولية واقعة على عاتق المثقف العربي والمسلم الحر من أجل تحرير العقول مما هي فيه بقدر طاقته.

                              تحياتي الطيبة.[/align]

                              تعليق

                              يعمل...