في التصوف اليهودي
"القبالا" (קבלה) ومعناها "التقاليد" هي الاسم الذي يطلقه اليهود على تيار التصوف الرئيسي لديهم. والتصوف اليهودي يرتكز على كتابين مهمين الأول كتاب "نشيد الأنشاد" في العهد القديم والثاني كتاب "زوهار" (זוהר) "المجد". وينسب تأليف هذا الكتاب الأخير إلى شمعون بن يوخاي (القرن الثاني للميلاد) ولكنه في الأصل من تأليف موسى الغرناطي (1250-1305).
باختصار شديد: تحاول "القابالا" التوفيق بين الحكمة اليونانية والتقاليد الدينية اليهودية بطريقة مغايرة لتلك التي اتبعها الفلاسفة مثل ابن ميمون وابن غابيرول وإبراهيم ابن عزرا وغيرهم مفادها التأويل المجازي للمفاهيم والاتحاد مع الذات العليا التي يسمها كتاب زوهار بالذات "غير المتناهية" אינסוף وهو مصطلح مستعار من التصوف الإسلامي لأن القبالا تبلورت في الأندلس. إذا بحد ذاتها لا تختلف القبالا عن غيرها من مذاهب التصوف إلا أن السبب الذي جعلتها تختلف عن غيرها من التيارات الصوفية وتوسم بالسرية والشعوذة هي اعتقاد أتباعها بما يسمونه "بالعلم السري" الذي هو ضرب من علم ما وراء الطبيعة في وعاء من التقاليد اليهودية (المدراش)، وإيمانهم المطلق بحساب الجمل وما إليه من المعاني السرية. ولا يعتقد القباليون بالتشوف المباشر أو التجلي المباشر للذات العليا كما نجد عند الحلاج وابن عربي وغيرهما من متصوفة المسلمين، بل تتجلى الذات العليا عندهم من خلال "العوالم العشرة" (עשר הספירות) التي تكوّن باطن الانسان عندهم والتي لا يمكن لأحد بدونها أن "يفهم الله" بزعمهم.
وللفائدة أذكر أن الديانة اليهودية لا تسمح لمن هم دون الأربعين من العمر بممارسة التصوف خشية على عقولهم! وقد وضع هذا الشرط الحبر المشهور عند اليهود عقيبا (القرن الثاني للميلاد)، الذي حضر اجتماع الأحبار في يامنة عند إعادة تقنين نص العهد القديم والذي دافع باستماتة شديدة عن كتاب "نشيد الإنشاد" لأن الأحبار المجتمعين أرادوا إسقاطه من القانون لكثرة الألفاظ الجنسية الواردة فيه، فاعتبره عقيبا كتابا صوفيا باطن معناه غير ظاهره.
ويروي التلمود قصة تبين المقصود من ذلك:
"قرر أربعة أحبار رؤية الله عز وجل (هكذا): الأول مات، والثاني جن، والثالث أصبح نصرانيا والرابع (وهو عقيبا!) نجح في رؤية الله ". تفيد هذه النادرة أمورا كثيرة أهمها: فقط واحد من أربعة يمكن له أن يتصوف بدون أن يفقد عقله ... واعتناق اليهودي النصرانية مساو للموت أو الجنون ...
أما بالنسبة لعدم نطق اليهود اسم الرب عندهم: "يهوه" فلا علاقة لذلك بالقبالا بل هو تقليد قديم أصله من الوصايا العشر (الآية التوراتية: "لا تنطق باسم الرب إلهك باطلا لأن الرب لا يزكي من ينطق باسمه باطلا"، تثنية الاشتراع 11:5). ويقول اليهود عندما يريدون لفظ اسم الرب الممنوع عليهم: השם = "هاشِّم" أي "الاسم" أو "أدوناي" أي "السيد". وهذه الأخيرة مأخوذة من الفينيقية ومنها "أدونيس" إله الجمال في الميثولوجيا اليونانية.
"القبالا" (קבלה) ومعناها "التقاليد" هي الاسم الذي يطلقه اليهود على تيار التصوف الرئيسي لديهم. والتصوف اليهودي يرتكز على كتابين مهمين الأول كتاب "نشيد الأنشاد" في العهد القديم والثاني كتاب "زوهار" (זוהר) "المجد". وينسب تأليف هذا الكتاب الأخير إلى شمعون بن يوخاي (القرن الثاني للميلاد) ولكنه في الأصل من تأليف موسى الغرناطي (1250-1305).
باختصار شديد: تحاول "القابالا" التوفيق بين الحكمة اليونانية والتقاليد الدينية اليهودية بطريقة مغايرة لتلك التي اتبعها الفلاسفة مثل ابن ميمون وابن غابيرول وإبراهيم ابن عزرا وغيرهم مفادها التأويل المجازي للمفاهيم والاتحاد مع الذات العليا التي يسمها كتاب زوهار بالذات "غير المتناهية" אינסוף وهو مصطلح مستعار من التصوف الإسلامي لأن القبالا تبلورت في الأندلس. إذا بحد ذاتها لا تختلف القبالا عن غيرها من مذاهب التصوف إلا أن السبب الذي جعلتها تختلف عن غيرها من التيارات الصوفية وتوسم بالسرية والشعوذة هي اعتقاد أتباعها بما يسمونه "بالعلم السري" الذي هو ضرب من علم ما وراء الطبيعة في وعاء من التقاليد اليهودية (المدراش)، وإيمانهم المطلق بحساب الجمل وما إليه من المعاني السرية. ولا يعتقد القباليون بالتشوف المباشر أو التجلي المباشر للذات العليا كما نجد عند الحلاج وابن عربي وغيرهما من متصوفة المسلمين، بل تتجلى الذات العليا عندهم من خلال "العوالم العشرة" (עשר הספירות) التي تكوّن باطن الانسان عندهم والتي لا يمكن لأحد بدونها أن "يفهم الله" بزعمهم.
وللفائدة أذكر أن الديانة اليهودية لا تسمح لمن هم دون الأربعين من العمر بممارسة التصوف خشية على عقولهم! وقد وضع هذا الشرط الحبر المشهور عند اليهود عقيبا (القرن الثاني للميلاد)، الذي حضر اجتماع الأحبار في يامنة عند إعادة تقنين نص العهد القديم والذي دافع باستماتة شديدة عن كتاب "نشيد الإنشاد" لأن الأحبار المجتمعين أرادوا إسقاطه من القانون لكثرة الألفاظ الجنسية الواردة فيه، فاعتبره عقيبا كتابا صوفيا باطن معناه غير ظاهره.
ويروي التلمود قصة تبين المقصود من ذلك:
"قرر أربعة أحبار رؤية الله عز وجل (هكذا): الأول مات، والثاني جن، والثالث أصبح نصرانيا والرابع (وهو عقيبا!) نجح في رؤية الله ". تفيد هذه النادرة أمورا كثيرة أهمها: فقط واحد من أربعة يمكن له أن يتصوف بدون أن يفقد عقله ... واعتناق اليهودي النصرانية مساو للموت أو الجنون ...
أما بالنسبة لعدم نطق اليهود اسم الرب عندهم: "يهوه" فلا علاقة لذلك بالقبالا بل هو تقليد قديم أصله من الوصايا العشر (الآية التوراتية: "لا تنطق باسم الرب إلهك باطلا لأن الرب لا يزكي من ينطق باسمه باطلا"، تثنية الاشتراع 11:5). ويقول اليهود عندما يريدون لفظ اسم الرب الممنوع عليهم: השם = "هاشِّم" أي "الاسم" أو "أدوناي" أي "السيد". وهذه الأخيرة مأخوذة من الفينيقية ومنها "أدونيس" إله الجمال في الميثولوجيا اليونانية.
تعليق