الباحثة آيات شعبان:: عيد البوريم بين الماضي والحاضر

**admin_01** · 10-07-2007, 10:23 PM

_MD_RE: الباحثة آية إستر: عيد البوريم بين الماضي والحاضر

 * توزع الأنصبة و العطايا :-طبقاً لما ورد في سفر إستير (9: 22) فأن إرسال الأنصبة "מָנוֹת" للأصدقاء والعطايا "מַתָנוּת" للفقراء ُيعد ركناً من أهم أركان عيد الفوريم لا يجوز لليهودي أن يتركه. وبمرور الوقت أصبح مظهراً من أبرز مظاهر الاحتفال بالعيد. وقد حدد حاخامات اليهود مقدار الأنصبة والعطايا فأوجبوا على كل شخص أن يرسل ما لا يقل عن نوعين من الطعام لصديق، وأن يرسل هدية قيمة من الغذاء لشخصين من الفقراء. ولا فرق بين الغني والفقير في هذا الأمر، فعلى أفقر الفقراء الذي يعيش على الصدقة أن يوزع عطايا علي شخصين من الفقراء. الغرض من توزيع الهدايا على الأصدقاء والفقراء أثناء أيام البوريم تذكير اليهود بالحب الأخوي الذي كان بين موردخاي وإستير وباقي اليهود، كما أنه يُُذكر بوحدة الشعب اليهودي في الشتات. وبعد الانتهاء من توزيع الأنصبة والعطايا والصدقات تذهب الأسر اليهودية لتناول وجبة عيد البوريم المقدسة. * وجبة عيد الفوريم :-لقد أوجب حاخامات اليهود على كل أسرة يهودية إعداد "סעודת פורים" أي وليمة أو وجبة عيد البوريم.وذلك لأن الولائم كانت وراء المعجزات التي حدثت لليهود في السفر؛ ففي أحد الولائم عُزلت وشتي وفي وليمة أُخرى تُوجت إستير عوضاً عنها، وفي أحد الولائم الأخرى تخلص اليهود من عدوهم هامان. كما أنها كانت من أهم مراسم الاحتفال التي قام بها أجدادهم طبقاً لما ورد في العبارة(17:8) من سفر إستير. وهذه الوجبة تحتوي على ألوان مختلفة من الطعام تختلف باختلاف الزمان والمكان، وتجتمع فيما بينها على وجود كميات كبيرة من الخمور وذلك لأن الخمر كانت أحد وصايا عيد البوريم ،إستير(22:9) "...ليجعلوها أيام شرب" .كما كانت الخمر قرينة كل الولائم في السفر، وكانت وراء كل منفعة تحققت لليهود في عهد ذلك الملك السكير"أحشويروش"؛ فالملك ثار على وشتي بعد ما لعبت الخمر برأسه في إحدى الولائم، وأصبحت أستير ملكة مكانها. وفي إحدى ولائم الخمر سقط هامان أيضا أثناء شرب النبيذ. لذلك يكثر اليهود من الشرب في عيد البوريم .ويسجل التلمود البابلي القول المأثور للحاخام البارز "رافا" : " إن على الإنسان أن يشرب في ذلك اليوم حتى لا يستطع التمييز بين قولهم"ملعون هامان" و"مبارك مورديخاي." " "עד לא ידע בין ארור המן לברוך מרדכי. " وقبيل عيد البوريم تنشغل البيوت اليهودية في إعداد الأطباق الخاصة بـ "סעודת פורים" وتشتهر كل جماعة بمأكولات خاصة ترمز لأحداث السفر.لكن أغلب الجماعات اليهودية تضع على مائدة بوريم كعكة كبيرة على هيئة دمية، تسمى"هامان". وكذلك اعتادوا أن يضعوا عدة أنواع من البذور"זרעונים" على مائدة عيد البوريم كالحمص لذكرى تقوى إستير، التي لم تأكل أي أغذية محرمه في قصر أحشويروش، بل أكلت حبوب فقط مثلما أكل دانيال وأصحابه. هذا بالإضافة إلى مجموعة من الأطباق التى تميز هذا العيد عن باقي الأعياد، وإن كانت تختلف بأختلاف المكان . " فمن أشهر الوجبات التي يتم إعدادها بين الإشكناز في عيد النصيب، فطائر مثلثة الشكل تُحشَى بحبوب الخشخاش... وتُسمَّى هذه الفطائر بين يهود شرق أوربا «هامان تاشن haman tashen» أو «جيوب هامان» فهي ترمز إلى جيوب هامان المليئة بالرشاوى التي تقاضاها. وفي وسط أوربا، تُسمَّى هذه الفطائر «قبعة هامان». ويُقال إن شكل الفطيرة جاء من قبعات جنود نابليون حيث يبدو أن اليهود في عصر نابليون كانوا يعتبرونه محرراً. وقد كان يُطلَق عليها أيضاً اسم «آذان هامان» لأنه كان يتم قديماً قطع آذان المجرمين عقب إعدامهم. ويُقال أيضاً إن هذه الفطيرة ارتبطت بعيد النصيب لأن الكلمة الألمانية التي تعني حبوب الخشخاش وهي كلمة «مون mohn» مشابهة لاسم هامان.وخبز عيد النصيب كبير الحجم ومضفَّر رمزاً للحبال التي استُخدمت لشنق هامان... ويوزِّع يهود إيران بعد قراءة أجزاء من العهد القديم نوعاً من الحلوى تُسمَّى «حلافا كاشكا»". وفطائر مليئه باللحم تعرف في لغة الييديش باسم"קרעפכין" أو"קרעפלאך". وهناك عدد من الأطباق التي تحمل أسماء شخصيات من سفر إستير مثل الطبق الإيطالي"אורכי דה המן" والطبق الإسرائيلي "בובות מלכת אסתר" و طبق "פת מרדכי". وبالإضافة للوصايا السابقة فقد نشأت مجموعة من العادات الأخري مثل ارتداء الملابس التنكرية والأقنعة، وتمثيل تعذيب هامان وتمثيل قصة إستير. وتلك العادات قد اكسبت عيد البوريم الطابع الكرنفالي المتميز الشبيه بكرنفالات أوربا الشرقية. ومثل هذا الجو الكرنفالي يُكسب الفرح والبهجة لجو عيد البوريم، وبذلك يكون قد حقق الوصية المذكورة في العبارة (22:9) من سفر إستير " ليجعلوها أيام فرح". وفيما بعد اندمجت تلك العادات وتطورت وأصبحت تقدم في قوالب فنية كالمسرحية والاستعراض. * التنكر :يحرص الأطفال وكذلك الكبارعلى لبس الأزياء التنكرية والأقنعة في عيد البوريم، كما يشارك الكثيرون في حفلات تنكرية مرحة واستعراضات منظمة.ويفسر البعض انتشار عادة ارتداء الملابس التنكرية والأقنعة في عيد البوريم بأنه تقليد لما فعلته إستير عندما أخفت هويتها عن الملك "אֵין אֶסְתֵּר מַגֶּדֶת מוֹלַדְתָּהּ וְאֶת עַמָּהּ כַּאֲשֶׁר צִוָּה עָלֶיהָ מָרְדֳּכַי" (إستير 10:2).لذلك عملوا على أخفاء شخصياتهم وراء الأقنعة والملابس التنكرية في احتفالات عيد البوريم لدرجة يصعب فيها تميز الشخص لأخيه أو لصديقه. وعادة التنكّر في عيد البوريم قديمة، في البداية ظهرت بين يهود إيطاليا في آواخر القرن الخامس عشر تحت تأثير الكرنفال الروماني. ومن إيطاليا انتشرت هذه العادة إلى كل البلدان التي يعيش فيها اليهود، ماعدا بلدان المشرق.وإن كان لهذه العادة جذورها القديمة حيث أن عيد البوريم كان يُدعى أيضاً "«يوم مسروخت» إشارة إلى «الباروكة» التي كان يرتديها الشخص في عيد النصيب في القرن الأول قبل الميـلاد". وهناك مجموعة من الآراء المختلفة بالنسبة لنوعية تلك الأزياء التنكرية، حيث يفضل العديد من الناس الظهور بزي أشخاص من قصة إستير. بينما يظهر البعض الآخر بزي شخصيات توراتية أخرى. وهناك رأي آخر يربط بين الزي و حاجة الشعب اليهودي لإخفاء شخصيته لتجنب حدوث أية كارثة مثل المذبحة التي أعدها هامان لليهود قديما، ولذلك فهو يفضل الظهور بزي شخص غير يهودي.ومهما يكن الأمر فما زالت تلك العادة موجوده بين يهود شرق أوربا، ويهود إسرائيل، حيث تحرص جميع الطوائف اليهودية المتدينة وغير المتدينة في المجتمع الإسرائيلي على لبس الملابس التنكرية في عيد الفوريم والاشتراك في الحفلات التنكرية والاستعرضات. ومن أهم تلك الاستعراضات استعراض تستضيفه مدينة "تل أبيب" يُعرف باسم استعراض "עדלאידע" وهذا الاسم مأخوذ من العبارة التلمودية " עד לֹא ידע " أو " حتى لا تميز شيئًا"، نظراً لحالة الفوضى التي تعم الشوارع في تلك الأيام. وترجع بدايات هذا الاحتفال إلى العشرينات من القرن الماضي. * تمثيل قصة إستير:يقوم اليهود بتمثيل قصة إستير أثناء عيد الفوريم منذ القدم ، وقد تطور هذا الأمر فيما بعد وأصبح من أهم مراسم الأحتفال بعيد البوريم، وقد كان هذا التمثيل يعتمد على ارتجال تلك القصة الواردة في العهد القديم والراسخة في عقول اليهود، وفيما بعد بدأ الأمر يتطور تدريجياً إلى أن أصبحت هذه القصة نواة للعديد من المسرحيات والأفلام.وربما يرجع ذلك إلى العبارة (22:9) من سفر إستير " الشهر الذي تحول عندهم من حزن إلى فرح ومن نوح إلى يوم طيب". حيث يعد تمثيل قصة إستير مظهراً من مظاهر الفرح. ويرجع تاريخ هذه العادة إلى عصر التلمود؛ فهي صدي للإشارة الواردة في التلمود" لابد أن تشارك في صنع بعض التسالي والتهريجِ المدهشِ في عيد البوريم" (سنهدرين ב 64؛ ميجلاه 7 ב). ويخبرنا التلمود عن لعبة اسمها "משוורתא דפוריא" وهي عبارة عن حفرة بها خشب يحترق يقفز الأطفال فوقها. وفي عصر"geonic" تحولت قصة إستير إلى أداء مؤسس على عادة راسخة بين يهود المشرقِ. الشخصية الرئيسية في هذا الأداء كانت دمية تمثل هامان، وأثناء حرق الدميه يغني الجمهور. وهذا النوع من التسلية مشابه لما عند يهود العصور الوسطى، ومازالت تلك العادة موجودة في بعض البلدان.وقد تطور تمثيل قصة إستير بمرور الوقت؛ فخلال العصور الوسطي ظهر نوعاً من الدرما الشعبية يعرف باسم "purimshplin" في لغة الييديش ُقدم أثناء عطلة عيد البوريم. وبمرور الوقت انتشر هذا الفن وأصبح أكثر تطورا.وهناك ذخيرة فنية متنوعة من مسرحيات ""purimshpil التي تقدم أثناء احتفالات عيد البوريم، وقد ظهر هذا الفن في الجيتو في أوربا بين اليهود الأشكيناز. والكتابات الأولى لهذا الفن تضمنت عدة مسرحيات منذ منتصف القرن السادس عشر، وهى عبارة عن أداء مسرحى فردي مستند على مواضيع غير توراتية. وقد تم تمثيل هذا النوع من المسرحيات في فينيسا وإيطاليا وروسيا. وفي القرن الثامن عشر نضج هذا الاداء المسرحي وأصبحت هناك فرق تقدم المسرحيات في مختلف المجتمعات معظمهم من طلاب الياشيفا من الموسيقين والممثلين، وقد قدموا أعمالهم في المعابد وبيوت الأثرياء، وذلك مقابل مبالغ قليلة من المال. وكانت هذه المسرحيات منبثقة من قصص العهد القديم مثل أستير وأحشويروش، يوسف وأخوته، بركة أسحق، داود وجليات. كل هذه القصص تشير إلى الخلاص من الدمارالوشيك. ومنذ القرن السادس عشر وخلال القرن الثامن عشر أصبحت القصّة التوراتية لإستير الموضوع المسرحي الأكثر شعبية في أوروبا المسيحية، وكانت تقدم في أغلب الأحيان تحت الاسمِ اللاتينيِ Acta"". "وقد نُشرت مسرحيات "بوريم شبيل" منذ أوائل القرن الثامن عشر، بين عامي1708 - 1720، ويبلغ عددهم ثمانية، وأغلبهم لايبقى على قيد الحياة. ومن أهم تلك المسرحيات مسرحية "Aḥashwerosh-Spiel" ومؤلفها مجهول، وقد نشرت في فرانكفورت عام 1708" . وفيما بعد تطور الفن المسرحي الناشئ "بوريم شبيل" وانتقل إلى مسارح أمريكا، وقد تطور على يد اليهود الحسيديم في بروكلين بأمريكا. وبعد ذلك دخلت هذه المسرحيات إلى أرض إسرائيل مع المهاجرين الجدد، وقدمت مسرحيات مقتبسة من سفر إستير ناطقة بلغة الييديش وأخرى ناطقة باللغة العبرية. وتعد مسرحيات "بوريم شبيل" بمثابة الإرهاصات الأولى للمسرح اليهودي على أرض إسرائيل. وقد ولد نوع من هذه المسرحيات على أرض إسرائيل يقدم في عيد البوريم أُطلق عليه اسم "משחקי פורים" . * * * * * وهذا البحث جزء من رسالة ماجستير للباحثة وجزء من بحث مطول بعنوان "الأعياد اليهودية بين الماضى والحاضر".

الباحثة آيات شعبان:: عيد البوريم بين الماضي والحاضر

الباحثة آيات شعبان:: عيد البوريم بين الماضي والحاضر

تعليق

إحصائيات Arabic Translators International _ الجمعية الدولية لمترجمي العربية