تاريـخ الخـط العبـرى
فى بداية الألف الثانى قبل الميلاد وما قبله أستخدم نوعان من الخطوط فى الشرق الأدنى، الخط المسمارى والخط الهيروغليفى. استخدم الأول فى بلاد الرافدين والبلاد المجاورة واستُخدِم الآخر فى مصر.
هذان النوعان من الكتابة معقدان للغاية ولهما علامات كثيرة حتى أن رموزهما لم تعكس، فى مراحلهما المتأخرة، ألفاظاً بل أفكارً وصوراً لأشياء أرادوا التعبير عنها أو مقاطع صوتية. ويبدو أنه بتأثير هذين النوعين من الكتابة وربما بتأثير أنواع أخرى أقل تعقيداً تطورت الكتابة على مدى الألف الثانى ق.م وظهرت أنواع من الكتابة أبسط بكثير من بينها كتابات أبجدية منها الأبجدية السامية الشمالية.
يكتنف الغموض المصدر المباشر للأبجدية السامية الشمالية وافترض كثيرون أنه الخط المصرى وتطور فى مراحله المتأخرة حتى وصل إلى إيجاد رموز للمقاطع الصوتية وكذلك الصوامت، واعتقد البعض أن مصدرها الكتابة المسمارية ويرى بعض آخر أن أصلها يرجع إلى الكتابات التى تم اكتشافها فى شبه جزيرة سينـاء والتى ترجع إلى منتصف الألف الثانى ق.م (الخط السينـائى). لكن يبدو أن أنسب رأى هو رأى الباحثين الذى يعتبر الأبجدية السامية الشمالية اكتشافاً أصيلاً لسكان أرض فلسطين أو سوريا، إكتشاف يرتكز فى بعض منه على خطوط مختلفة كانت موجودة فى تلك البلاد أو البلاد المجاورة لها. وربط بعض الباحثين اكتشاف الأبجدية بظهور بنى إسرائيل على ساحة الشرق الأدنى ويذهب البعض إلى أبعد من ذلك وينسبوها إلى موسى عليه السلام.
ظهرت الأبجدية السامية الشمالية على ما يبدو فى فترة لا تتأخر عن منتصف الألف الثانى ق.م وتشعبت مع مرور الوقت فى نهاية الألف الثانى ق.م تقريباً وبداية الألف الأول ق.م إلى أربعة خطوط رئيسية: الخط الكنعانى، الخط الآرامى، الخط السامى الجنوبى والخط اليونانى.
تشعب من الخط الكنعانى أبجديتين متشابهتين: الخط الفينيقى والخط العبرى القديم. لم يستخدم بنو إسرائيل الخط العبرى، فقط، لكن استخدمه كذلك المؤابيون والعمونيون والأدوميون. وأطلق على هذا الخط فى التلمود إسم כתב ליבונאה أو כתב דעץ (وكذلك بالخطأ רעץ) وفى التوراة "كتابة الله" (الخروج 32: 16). لم يستخدم بنو إسرائيل الخط العبرى القديم فى كتابة النصوص التوراتية فى عصر الهيكل الأول، فقط، بل لكتابة نصوص أخرى فدُوِّنت به الوثائق والكتابات المختلفة التى تم اكتشافها فى فلسطين مثل: لوح جِزِر ونقش السلوان ورسائل لاخيش وغيرها.
أُستخدم الخط العبرى القديم أو كما سمَّـاه التلمود כתב ליבונאה فى إسرائيل فى عصر الهيكل الأول وربما فى القرون التالية للهيكل الثانى. وأقدم وثيقة مكتوبة على ما يبدو هى لوح جزر לוח גזר، وأحدثها وثائق البحر الميت. كما استُخدم ذلك الخط فى عصر الحشمونائيم وبار كوخبا لكن فى الكتابة على العملات فقط.
الخـط المربع
تم استبدال الخط العبرى القديم فى عصر الهيكل الثانى بالخط الآرامى المعروف إلى اليوم. وأطلق حكماء التلمود عليه اسم "الخط الأشورى"، وفى فترة متأخرة ، ابتداء من القرن الثالث عشر، أطلق عليه اسم الخط المربع نظراً لشكل حروفه.
يُرجع التلمود فترة تغيير الخط إلى عصر عزر (458 ق.م) لكن يرى بعض الباحثين أنه لا يسبق فترة بداية حكم الإغريق لفلسطين (332 ق.م) وعصر الإبعاد التام للسامريين حيث ظل استخدام الخط العبرى القديم لديهم، ولا يتأخر عن عصر الترجمة السبعينية (280 ق.م) ذلك لأنه، كما يعتقد بعض الباحثين، أن المترجمين أثناء ترجمتهم للعهد القديم إلى اليونانية استخدموا مصدراً عبرياً مكتوباً بالخط الآرامى. من هنا يمكن تفسير التبديلات الكثيرة بين الحروف: י-ו, ד-ר, ב-כ, حيث التشابه فى ذلك الخط.
أقدم وثائق بالخط الآرامى هى وثائق البحر الميت وبردية ناش. كما وُجد ذلك الخط على شواهد القبور والتوابيت مثل كتابة בני חזיר التى ترجع إلى القرن الأول ق.م. تغير شكل الخط الآرامى أو الخط الأشورى، كما سماه حكماء التلمود، مع الوقت وأصبح هناك أشكالاً خاصة للحروف כ – מ – נ – פ – צ فى نهاية الكلمة.
خطوط عبـرية أخرى
ظهرت فى العصور الوسطى وما بعدها خطوط أخرى منبثقة من الخط المربع مثل خط רש"י ويسمى هكذا لاستخدام راشى "רבי שלמה יצחקי" له فى تفسيره للعهد القديم كما استخدم فى كثير من التفسيرات الأخرى للعهد القديم والتلمود.
كما ظهر الخط المائل والذى يُستخدم للكتابة اليدوية وهو منتشر ليس فقط فى كتابة العبرية لكن فى لغة الييدش أيضاً.
المـراجع
- בר-יוסף, א.: מבוא כללי למקרא (תל-אביב – תש"ם) עמ' 21 – 23.
- גרינץ, י. מ.: מבוא מקרא (תל-אביב 1972) עמ' 49-54.
- חומסקי, ז.: הלשון העברית בדרכי התפתחותה (תל-אביב 1972) עמ' 37 – 54.
- ייבין, ש.: תולדות הכתב העברי א. (ירושלים תרצ"ט) עמ' 95 – 115.
- רובינשטיין, א. (עורך): מבוא למקרא (ירושלים – 1977) עמ' 207 – 337.
- רינג, י. מבוא לספרות התנ"ך, ערכים: אלפבית, כתב עברי קדום (תל-אביב 1967).
- אנציקלופדיה עברית: ערכים הדנים על הנושא.
- אנציקלופדיה עברית: ערכים הדנים על הנושא.
فى بداية الألف الثانى قبل الميلاد وما قبله أستخدم نوعان من الخطوط فى الشرق الأدنى، الخط المسمارى والخط الهيروغليفى. استخدم الأول فى بلاد الرافدين والبلاد المجاورة واستُخدِم الآخر فى مصر.
هذان النوعان من الكتابة معقدان للغاية ولهما علامات كثيرة حتى أن رموزهما لم تعكس، فى مراحلهما المتأخرة، ألفاظاً بل أفكارً وصوراً لأشياء أرادوا التعبير عنها أو مقاطع صوتية. ويبدو أنه بتأثير هذين النوعين من الكتابة وربما بتأثير أنواع أخرى أقل تعقيداً تطورت الكتابة على مدى الألف الثانى ق.م وظهرت أنواع من الكتابة أبسط بكثير من بينها كتابات أبجدية منها الأبجدية السامية الشمالية.
يكتنف الغموض المصدر المباشر للأبجدية السامية الشمالية وافترض كثيرون أنه الخط المصرى وتطور فى مراحله المتأخرة حتى وصل إلى إيجاد رموز للمقاطع الصوتية وكذلك الصوامت، واعتقد البعض أن مصدرها الكتابة المسمارية ويرى بعض آخر أن أصلها يرجع إلى الكتابات التى تم اكتشافها فى شبه جزيرة سينـاء والتى ترجع إلى منتصف الألف الثانى ق.م (الخط السينـائى). لكن يبدو أن أنسب رأى هو رأى الباحثين الذى يعتبر الأبجدية السامية الشمالية اكتشافاً أصيلاً لسكان أرض فلسطين أو سوريا، إكتشاف يرتكز فى بعض منه على خطوط مختلفة كانت موجودة فى تلك البلاد أو البلاد المجاورة لها. وربط بعض الباحثين اكتشاف الأبجدية بظهور بنى إسرائيل على ساحة الشرق الأدنى ويذهب البعض إلى أبعد من ذلك وينسبوها إلى موسى عليه السلام.
ظهرت الأبجدية السامية الشمالية على ما يبدو فى فترة لا تتأخر عن منتصف الألف الثانى ق.م وتشعبت مع مرور الوقت فى نهاية الألف الثانى ق.م تقريباً وبداية الألف الأول ق.م إلى أربعة خطوط رئيسية: الخط الكنعانى، الخط الآرامى، الخط السامى الجنوبى والخط اليونانى.
تشعب من الخط الكنعانى أبجديتين متشابهتين: الخط الفينيقى والخط العبرى القديم. لم يستخدم بنو إسرائيل الخط العبرى، فقط، لكن استخدمه كذلك المؤابيون والعمونيون والأدوميون. وأطلق على هذا الخط فى التلمود إسم כתב ליבונאה أو כתב דעץ (وكذلك بالخطأ רעץ) وفى التوراة "كتابة الله" (الخروج 32: 16). لم يستخدم بنو إسرائيل الخط العبرى القديم فى كتابة النصوص التوراتية فى عصر الهيكل الأول، فقط، بل لكتابة نصوص أخرى فدُوِّنت به الوثائق والكتابات المختلفة التى تم اكتشافها فى فلسطين مثل: لوح جِزِر ونقش السلوان ورسائل لاخيش وغيرها.
أُستخدم الخط العبرى القديم أو كما سمَّـاه التلمود כתב ליבונאה فى إسرائيل فى عصر الهيكل الأول وربما فى القرون التالية للهيكل الثانى. وأقدم وثيقة مكتوبة على ما يبدو هى لوح جزر לוח גזר، وأحدثها وثائق البحر الميت. كما استُخدم ذلك الخط فى عصر الحشمونائيم وبار كوخبا لكن فى الكتابة على العملات فقط.
الخـط المربع
تم استبدال الخط العبرى القديم فى عصر الهيكل الثانى بالخط الآرامى المعروف إلى اليوم. وأطلق حكماء التلمود عليه اسم "الخط الأشورى"، وفى فترة متأخرة ، ابتداء من القرن الثالث عشر، أطلق عليه اسم الخط المربع نظراً لشكل حروفه.
يُرجع التلمود فترة تغيير الخط إلى عصر عزر (458 ق.م) لكن يرى بعض الباحثين أنه لا يسبق فترة بداية حكم الإغريق لفلسطين (332 ق.م) وعصر الإبعاد التام للسامريين حيث ظل استخدام الخط العبرى القديم لديهم، ولا يتأخر عن عصر الترجمة السبعينية (280 ق.م) ذلك لأنه، كما يعتقد بعض الباحثين، أن المترجمين أثناء ترجمتهم للعهد القديم إلى اليونانية استخدموا مصدراً عبرياً مكتوباً بالخط الآرامى. من هنا يمكن تفسير التبديلات الكثيرة بين الحروف: י-ו, ד-ר, ב-כ, حيث التشابه فى ذلك الخط.
أقدم وثائق بالخط الآرامى هى وثائق البحر الميت وبردية ناش. كما وُجد ذلك الخط على شواهد القبور والتوابيت مثل كتابة בני חזיר التى ترجع إلى القرن الأول ق.م. تغير شكل الخط الآرامى أو الخط الأشورى، كما سماه حكماء التلمود، مع الوقت وأصبح هناك أشكالاً خاصة للحروف כ – מ – נ – פ – צ فى نهاية الكلمة.
خطوط عبـرية أخرى
ظهرت فى العصور الوسطى وما بعدها خطوط أخرى منبثقة من الخط المربع مثل خط רש"י ويسمى هكذا لاستخدام راشى "רבי שלמה יצחקי" له فى تفسيره للعهد القديم كما استخدم فى كثير من التفسيرات الأخرى للعهد القديم والتلمود.
كما ظهر الخط المائل والذى يُستخدم للكتابة اليدوية وهو منتشر ليس فقط فى كتابة العبرية لكن فى لغة الييدش أيضاً.
المـراجع
- בר-יוסף, א.: מבוא כללי למקרא (תל-אביב – תש"ם) עמ' 21 – 23.
- גרינץ, י. מ.: מבוא מקרא (תל-אביב 1972) עמ' 49-54.
- חומסקי, ז.: הלשון העברית בדרכי התפתחותה (תל-אביב 1972) עמ' 37 – 54.
- ייבין, ש.: תולדות הכתב העברי א. (ירושלים תרצ"ט) עמ' 95 – 115.
- רובינשטיין, א. (עורך): מבוא למקרא (ירושלים – 1977) עמ' 207 – 337.
- רינג, י. מבוא לספרות התנ"ך, ערכים: אלפבית, כתב עברי קדום (תל-אביב 1967).
- אנציקלופדיה עברית: ערכים הדנים על הנושא.
- אנציקלופדיה עברית: ערכים הדנים על הנושא.
تعليق