بسم الله الرحمن الرحيم
وها انا ذا اتواصل معكم بموضوع جديد يعد مقالة للدكتور/ عبد الوهاب محمد الجبورى ناقش فيها الاتجاهات الصهيونيه فى ادب الاقليات وما المقصود بالادب اليهودى والادب العبرى والادب الاسرائيلى وما الفرق بينهم واليكم الان نص المقاله.
************************************************** *****
الاتجاهات الصهيونية في أدب الأقليات اليهودية في العالم
٢٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨ ، بقلم الدكتورعبدالوهاب محمد الجبوري
الحقائق التاريخية والفكرية والسياسية التي باتت معروفة للعالم كله هي أن الفكر الصهيوني فكر فاشي عنصري استعلائي لا عقلاني يتسم برفضه للواقع الإنساني وبطرحه تصورات مجردة مثالية وهذا يفسر سبب تبني الحركة الصهيونية حلا لما أسمته بالمشكلة اليهودية لا يستند إلى تحليل منطقي مقنع لواقع اليهود أنفسهم أو للواقع العربي وإنما يستند إلى أساطير يهودية قديمة مثل فكرة(الماشياح) والارتباط الأزلي بأرض الميعاد ..
والمفكرون الصهاينة لا يحاولون شرح علاقة اليهودي بالأرض أو تفسيرها تاريخيا وإنما ينظرون إليها على أنها(مطلق صوفي) لا يمكن مناقشته، وهذا هو حالهم مع كل الأساطير اليهودية الأخرى التي حولوها إلى برامج سياسية تروج لها وتدعمها الأنشطة الأدبية والفنية الصهيونية تحت مختلف المسميات والعناوين .. ومن هنا نجد أن المصطلح الصهيوني مصطلح غيبي صوفي وان الكثير من الكتابات الصهيونية لا تتسم بالوضوح المنطقي وإنما هي اقرب للتفسيرات الصوفية التي تستند إلى إيمان الكاتب بإمكانياته الروحية على استيعاب الدوافع الفكرية التي تكمن وراء صياغة ما يسميه الأدب الصهيوني بالحقيقة الأزلية..
ولأن الفكر الصهيوني لاعقلاني أيضا يكتسب التعبير الأدبي عنه أهمية خاصة لأن اللغة (المجازية) أقدر على الإفصاح عن المتناقضات من لغة النثر المباشرة وينطبق الشيء ذاته على رسم الصورة الشعرية المركبة التي هي أقدر على تجسيد حركة الفكر الصهيوني المتناقضة من اللغة (المنطقية المسطحة)..
واستنادا إلى ذلك فان محاولة دراسة مثل هذه المتناقضات في الفكر الصهيوني تتطلب بلا شك، دراسة النصوص الأدبية الصهيونية وتحليلها … فمنذ أن أصبحت (القومية اليهودية) عنصرا حاسما في تحديد ملامح الحياة اليهودية في البلدان التي عاش فيها اليهود كأقليات مئات السنين(أو كما تسمى بالدياسبورا أو الشتات) وبعد أن فقدت اللغة العبرية قدسيتها الدينية وأصبحت لغة الإنتاج الأدبي الدنيوي شعرا ونثرا ظهرت هناك إرهاصات لإنتاج عبري شكل بداية فترة الأدب العبري الحديث، التي يحدد بداياتها الأولى عدد من نقاد الأدب العبري أمثال (لاحوفر ) و(يوسف لاكلاونزر ) بحوالي منتصف القرن الثامن عشر، وتشكل ما يمكن اعتباره تصنيفا لأدب الأقليات اليهودية التي تستخدم اصطلاحات مختلفة للإشارة إلى نتاجاتها الأدبية وبذلك مسً الأدب الصهيوني تداخل كثيف على صعيدي الشكل والمضمون وشكلت اللغة(سواء اللغة العبرية ألام أم لغة البلد الذي تعيش فيه الأقلية اليهودية) جزءا مهما من هذا التداخل الذي تمثل بشكل أساس في المراوحة بين ما هو صهيوني وما هو يهودي وارتبط ذلك بتداخل فكري وعقائدي أوسع بين اليهودية والصهيونية كان من نتائجه ظهور اصطلاحات تعبيرية متعددة لأدب كتبه أدباء يهود تناول موضوعات يهودية وصهيونية..
ورغم أن هؤلاء الأدباء ينتمون إلى مجتمعات مختلفة ذات اطر حضـارية متباينة مما يجعل نتاجا تهم تعكس، بفعل عامل التأثر، مظاهر حضارة وأدب المجتمعات التي يعيشون فيها – كأقليات- إلا أن هذه الاستخدامات الاصطلاحية تدور في إطار المحيط الثقافي اليهودي فاستخدم البعض عبارة(الأدب اليهودي)والبعض الآخر(الأدب العبري) أو(الأدب الإسرائيلي) أو(أدب اليديش) أو(الأدب الصهيوني)..
فالمقصود(بالأدب اليهودي) ذلك الإنتاج الذي يكتبه اليهود في شتى أنحاء العالم وبمختلف اللغات فهناك أدب يهودي إنكليزي وأدب يهودي فرنسي وأدب يهودي أمريكي ..الخ ويبدو أن قادة الفكر الصهيوني يميلون إلى استخدام هذا لتأكيد ما يسمونه بوحدة الشعب اليهودي وهذا يفسر وقوع التوراة وبعض أجزاء التلمود والكتب الدينية المختلفة المكتوبة بالعبرية تحت هذا التصنيف ..
أما(الأدب العبري) فهو الإنتاج المكتوب باللغة العبرية أو بحروف عبرية مع أن اللغة التي يكتب بها قد تكون لغة أخرى ويدخل ضمن هذا التعريف كذلك الإنتاج الأدبي المكتوب باللغة الآرامية وذلك لصلة القرابة التي تربطها باللغة العبرية وسواء أكان ذلك في إسرائيل أم خارجها …
ومع أن البعض من الباحثين يرى أن اصطلاح (الأدب العبري) يصف الانتماء اللغوي ولا يغطي الانتماء الحضاري أو القومي أو الأيديولوجي بالضرورة ويستشهدون على ذلك بكتاب يهود كتبوا بالعبرية عن موضوعات ذات مضامين صهيونية كالشاعر الييهودي الروسي (تشرنخوفسكي) وكذلك بكتاب يهود يكتبون بالعبرية أيضا عن موضوعات ذات نزعة معادية للصهيونية مثل(إيليا اهرنبورغ)إلا أن الحقيقة التي يجب الانتباه إليها هي أن الأدب العبري أو أدب العبرية يظل مرتبطا بالدين اليهودي وبالأساطير التوراتية التي ابتدعتها الحركة الصهيونية لخدمة أهدافها ومخططاتها ومن ذلك ما تدعيه بالحق التاريخي وارض الميعاد والوعد الإلهي وشعب بلا ارض يعود إلى ارض بلا شعب والتفوق العرقي …. الخ .
وفيما يخص (الأدب الإسرائيلي) فيقصد به ذلك الإنتاج الذي كتبه الأدباء والشعراء في فلسطين سواء كان ذلك خلال فترة الانتداب البريطاني ومرحلة الهجرات الصهيونية إلى فلسطين أو بعد قيام الكيان الإسرائيلي عام 1948وهذا الأدب يعالج كل ما يتعلق بجوانب الحياة الاستيطانية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية للفرد والمجتمع ومعظم هذا الأدب مكتوب بالعبرية وان كنا لا نعدم أن نجد كاتبة مثل (يا عيل ديان) تكتب بالإنكليزية ولكنها تمثل الاستثناء وليس القاعدة ..
وبالنسبة(لأدب اليديش) فهو المكتوب باللغة اليديشية وهي لغة مزيجة من بعض اللغات الأوربية الشرقية مع العبرية وقد كتب معظم هذا الأدب في بولندا وروسيا وان كان بعض كتابه قد هاجروا إلى أمريكا وألمانيا ودول أوربية غريبة أخرى واستمروا في الكتابة هناك، لكن انتقالهم هذا لم يغير من انتمائهم الأدبي الحضاري وهو بالأساس انتماء لغوي وأدبي وحضاري في ذات الوقت ومن اشهر كتاب اليديشية (مندلي موخير سفاريم) أي مندلي بائع الكتب او(شالوم رابينوفتش)المعروف باسم(شالوم عليخيم) ..
وأخيرا يرى بعض المفكرين والأدباء العرب أن (الأدب الصهيوني) يمكن استخدامه لوصف الاتجاه الأيديولوجي عند الكثير من الأدباء بغض النظر عن انتمائهم القومي أو الديني أو الحضاري أو اللغوي وهذا الاصطلاح لا يصف شكل الأدب ولا محتواه ولا حتى فنه وإنما يصف اتجاهه الأيديولوجي العام (تماما مثل الأدب الرأسمالي أو الاشتراكي)..
والباحث يتفق مع هذا الرأي ويضيف أيضا أن الأدب الصهيوني يستخدم للأدب الذي كتب ويكتب ليخدم حركة الاستعمار الاستيطاني الاحلالي الصهيوني في فلسطين سواء كتبه اليهود أم غيرهم من الذين يتعاطفون مع الصهيونية وسواء كتبوا باللغة العبرية أم غيرها طالما أن كتاباتهم تنضوي تحت راية الحركة الصهيونية السياسية وتخدم مخططاتها وأهدافها …
************************************************** ********
* بعض المصادر البحثيه
عبد الوهاب محمد الجبوري، فلسفة الحرب عند اليهود وانعكاساتها في الأدب العبري المعاصر، أطروحة ماجستير غير منشورة مقدمة إلى كلية اللغات/ جامعة بغداد، حزيران 2005
عبدا لوهاب المسيري، اليهودية واالصهيونية وإسرائيل، ط1، بيروت، 1975
احمد السقا ف، العنصرية الصهيونية في التوراة، شركة الربيعات للنشر والتوزيع بالكويت، 1984
أسماء عبدا لكريم عبدا لرحمن السامرائي، الاتجاهات الشعرية في قصائد الشاعرة(ليئاه كولدبرغ)، أطروحة ماجستير غير منشورة، كلية اللغات /جامعة بغداد، 2002
أنطوان شلحت، أسطورة التكوين والثقافة الإسرائيلية الملفقة، ط1، لندن 1991
مفيد عرنوق، الأيديولوجية اليهودية في شقيها ألتوراتي والصهيوني، دمشق 1999
حسن الباش، العنصرية الصهيونية، ألانا والأخر والأسس العقيدية، مجلة الكاتب العربي، دمشق 2001
فؤاد سليم أبو زريق، الأدب الصهيوني وتضليل الرأي العام، دراسة، دمشق 2000
عنات فاينبرغ، نظرة على الأدب العبري المعاصر بين القومية والإنسانية، دراسة منشورة في كتاب أضواء على المشهد الثقافي في إسرائيل، القدس 1997
د. رشاد الشامي، اثر الحرب والروح العدوانية على المجتمع الإسرائيلي والشخصية الإسرائيلية، بحث خاص مقدم إلى معهد دراسات اللغة العبرية في بغداد عام 1983
وها انا ذا اتواصل معكم بموضوع جديد يعد مقالة للدكتور/ عبد الوهاب محمد الجبورى ناقش فيها الاتجاهات الصهيونيه فى ادب الاقليات وما المقصود بالادب اليهودى والادب العبرى والادب الاسرائيلى وما الفرق بينهم واليكم الان نص المقاله.
************************************************** *****
الاتجاهات الصهيونية في أدب الأقليات اليهودية في العالم
٢٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨ ، بقلم الدكتورعبدالوهاب محمد الجبوري
الحقائق التاريخية والفكرية والسياسية التي باتت معروفة للعالم كله هي أن الفكر الصهيوني فكر فاشي عنصري استعلائي لا عقلاني يتسم برفضه للواقع الإنساني وبطرحه تصورات مجردة مثالية وهذا يفسر سبب تبني الحركة الصهيونية حلا لما أسمته بالمشكلة اليهودية لا يستند إلى تحليل منطقي مقنع لواقع اليهود أنفسهم أو للواقع العربي وإنما يستند إلى أساطير يهودية قديمة مثل فكرة(الماشياح) والارتباط الأزلي بأرض الميعاد ..
والمفكرون الصهاينة لا يحاولون شرح علاقة اليهودي بالأرض أو تفسيرها تاريخيا وإنما ينظرون إليها على أنها(مطلق صوفي) لا يمكن مناقشته، وهذا هو حالهم مع كل الأساطير اليهودية الأخرى التي حولوها إلى برامج سياسية تروج لها وتدعمها الأنشطة الأدبية والفنية الصهيونية تحت مختلف المسميات والعناوين .. ومن هنا نجد أن المصطلح الصهيوني مصطلح غيبي صوفي وان الكثير من الكتابات الصهيونية لا تتسم بالوضوح المنطقي وإنما هي اقرب للتفسيرات الصوفية التي تستند إلى إيمان الكاتب بإمكانياته الروحية على استيعاب الدوافع الفكرية التي تكمن وراء صياغة ما يسميه الأدب الصهيوني بالحقيقة الأزلية..
ولأن الفكر الصهيوني لاعقلاني أيضا يكتسب التعبير الأدبي عنه أهمية خاصة لأن اللغة (المجازية) أقدر على الإفصاح عن المتناقضات من لغة النثر المباشرة وينطبق الشيء ذاته على رسم الصورة الشعرية المركبة التي هي أقدر على تجسيد حركة الفكر الصهيوني المتناقضة من اللغة (المنطقية المسطحة)..
واستنادا إلى ذلك فان محاولة دراسة مثل هذه المتناقضات في الفكر الصهيوني تتطلب بلا شك، دراسة النصوص الأدبية الصهيونية وتحليلها … فمنذ أن أصبحت (القومية اليهودية) عنصرا حاسما في تحديد ملامح الحياة اليهودية في البلدان التي عاش فيها اليهود كأقليات مئات السنين(أو كما تسمى بالدياسبورا أو الشتات) وبعد أن فقدت اللغة العبرية قدسيتها الدينية وأصبحت لغة الإنتاج الأدبي الدنيوي شعرا ونثرا ظهرت هناك إرهاصات لإنتاج عبري شكل بداية فترة الأدب العبري الحديث، التي يحدد بداياتها الأولى عدد من نقاد الأدب العبري أمثال (لاحوفر ) و(يوسف لاكلاونزر ) بحوالي منتصف القرن الثامن عشر، وتشكل ما يمكن اعتباره تصنيفا لأدب الأقليات اليهودية التي تستخدم اصطلاحات مختلفة للإشارة إلى نتاجاتها الأدبية وبذلك مسً الأدب الصهيوني تداخل كثيف على صعيدي الشكل والمضمون وشكلت اللغة(سواء اللغة العبرية ألام أم لغة البلد الذي تعيش فيه الأقلية اليهودية) جزءا مهما من هذا التداخل الذي تمثل بشكل أساس في المراوحة بين ما هو صهيوني وما هو يهودي وارتبط ذلك بتداخل فكري وعقائدي أوسع بين اليهودية والصهيونية كان من نتائجه ظهور اصطلاحات تعبيرية متعددة لأدب كتبه أدباء يهود تناول موضوعات يهودية وصهيونية..
ورغم أن هؤلاء الأدباء ينتمون إلى مجتمعات مختلفة ذات اطر حضـارية متباينة مما يجعل نتاجا تهم تعكس، بفعل عامل التأثر، مظاهر حضارة وأدب المجتمعات التي يعيشون فيها – كأقليات- إلا أن هذه الاستخدامات الاصطلاحية تدور في إطار المحيط الثقافي اليهودي فاستخدم البعض عبارة(الأدب اليهودي)والبعض الآخر(الأدب العبري) أو(الأدب الإسرائيلي) أو(أدب اليديش) أو(الأدب الصهيوني)..
فالمقصود(بالأدب اليهودي) ذلك الإنتاج الذي يكتبه اليهود في شتى أنحاء العالم وبمختلف اللغات فهناك أدب يهودي إنكليزي وأدب يهودي فرنسي وأدب يهودي أمريكي ..الخ ويبدو أن قادة الفكر الصهيوني يميلون إلى استخدام هذا لتأكيد ما يسمونه بوحدة الشعب اليهودي وهذا يفسر وقوع التوراة وبعض أجزاء التلمود والكتب الدينية المختلفة المكتوبة بالعبرية تحت هذا التصنيف ..
أما(الأدب العبري) فهو الإنتاج المكتوب باللغة العبرية أو بحروف عبرية مع أن اللغة التي يكتب بها قد تكون لغة أخرى ويدخل ضمن هذا التعريف كذلك الإنتاج الأدبي المكتوب باللغة الآرامية وذلك لصلة القرابة التي تربطها باللغة العبرية وسواء أكان ذلك في إسرائيل أم خارجها …
ومع أن البعض من الباحثين يرى أن اصطلاح (الأدب العبري) يصف الانتماء اللغوي ولا يغطي الانتماء الحضاري أو القومي أو الأيديولوجي بالضرورة ويستشهدون على ذلك بكتاب يهود كتبوا بالعبرية عن موضوعات ذات مضامين صهيونية كالشاعر الييهودي الروسي (تشرنخوفسكي) وكذلك بكتاب يهود يكتبون بالعبرية أيضا عن موضوعات ذات نزعة معادية للصهيونية مثل(إيليا اهرنبورغ)إلا أن الحقيقة التي يجب الانتباه إليها هي أن الأدب العبري أو أدب العبرية يظل مرتبطا بالدين اليهودي وبالأساطير التوراتية التي ابتدعتها الحركة الصهيونية لخدمة أهدافها ومخططاتها ومن ذلك ما تدعيه بالحق التاريخي وارض الميعاد والوعد الإلهي وشعب بلا ارض يعود إلى ارض بلا شعب والتفوق العرقي …. الخ .
وفيما يخص (الأدب الإسرائيلي) فيقصد به ذلك الإنتاج الذي كتبه الأدباء والشعراء في فلسطين سواء كان ذلك خلال فترة الانتداب البريطاني ومرحلة الهجرات الصهيونية إلى فلسطين أو بعد قيام الكيان الإسرائيلي عام 1948وهذا الأدب يعالج كل ما يتعلق بجوانب الحياة الاستيطانية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية للفرد والمجتمع ومعظم هذا الأدب مكتوب بالعبرية وان كنا لا نعدم أن نجد كاتبة مثل (يا عيل ديان) تكتب بالإنكليزية ولكنها تمثل الاستثناء وليس القاعدة ..
وبالنسبة(لأدب اليديش) فهو المكتوب باللغة اليديشية وهي لغة مزيجة من بعض اللغات الأوربية الشرقية مع العبرية وقد كتب معظم هذا الأدب في بولندا وروسيا وان كان بعض كتابه قد هاجروا إلى أمريكا وألمانيا ودول أوربية غريبة أخرى واستمروا في الكتابة هناك، لكن انتقالهم هذا لم يغير من انتمائهم الأدبي الحضاري وهو بالأساس انتماء لغوي وأدبي وحضاري في ذات الوقت ومن اشهر كتاب اليديشية (مندلي موخير سفاريم) أي مندلي بائع الكتب او(شالوم رابينوفتش)المعروف باسم(شالوم عليخيم) ..
وأخيرا يرى بعض المفكرين والأدباء العرب أن (الأدب الصهيوني) يمكن استخدامه لوصف الاتجاه الأيديولوجي عند الكثير من الأدباء بغض النظر عن انتمائهم القومي أو الديني أو الحضاري أو اللغوي وهذا الاصطلاح لا يصف شكل الأدب ولا محتواه ولا حتى فنه وإنما يصف اتجاهه الأيديولوجي العام (تماما مثل الأدب الرأسمالي أو الاشتراكي)..
والباحث يتفق مع هذا الرأي ويضيف أيضا أن الأدب الصهيوني يستخدم للأدب الذي كتب ويكتب ليخدم حركة الاستعمار الاستيطاني الاحلالي الصهيوني في فلسطين سواء كتبه اليهود أم غيرهم من الذين يتعاطفون مع الصهيونية وسواء كتبوا باللغة العبرية أم غيرها طالما أن كتاباتهم تنضوي تحت راية الحركة الصهيونية السياسية وتخدم مخططاتها وأهدافها …
************************************************** ********
* بعض المصادر البحثيه
عبد الوهاب محمد الجبوري، فلسفة الحرب عند اليهود وانعكاساتها في الأدب العبري المعاصر، أطروحة ماجستير غير منشورة مقدمة إلى كلية اللغات/ جامعة بغداد، حزيران 2005
عبدا لوهاب المسيري، اليهودية واالصهيونية وإسرائيل، ط1، بيروت، 1975
احمد السقا ف، العنصرية الصهيونية في التوراة، شركة الربيعات للنشر والتوزيع بالكويت، 1984
أسماء عبدا لكريم عبدا لرحمن السامرائي، الاتجاهات الشعرية في قصائد الشاعرة(ليئاه كولدبرغ)، أطروحة ماجستير غير منشورة، كلية اللغات /جامعة بغداد، 2002
أنطوان شلحت، أسطورة التكوين والثقافة الإسرائيلية الملفقة، ط1، لندن 1991
مفيد عرنوق، الأيديولوجية اليهودية في شقيها ألتوراتي والصهيوني، دمشق 1999
حسن الباش، العنصرية الصهيونية، ألانا والأخر والأسس العقيدية، مجلة الكاتب العربي، دمشق 2001
فؤاد سليم أبو زريق، الأدب الصهيوني وتضليل الرأي العام، دراسة، دمشق 2000
عنات فاينبرغ، نظرة على الأدب العبري المعاصر بين القومية والإنسانية، دراسة منشورة في كتاب أضواء على المشهد الثقافي في إسرائيل، القدس 1997
د. رشاد الشامي، اثر الحرب والروح العدوانية على المجتمع الإسرائيلي والشخصية الإسرائيلية، بحث خاص مقدم إلى معهد دراسات اللغة العبرية في بغداد عام 1983
تعليق