ببليوغرافية الدراسات اللسانية المنجزة حول أمازيغية الريف

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Reader
    Senior Member
    • Jan 2007
    • 423

    ببليوغرافية الدراسات اللسانية المنجزة حول أمازيغية الريف

    ببليوغرافية الدراسات اللسانية المنجزة حول أمازيغية الريف
    د. جميل حمداوي
    تمهيد:
    لم تظهر الدراسات الاستمزاغية في المغرب بصفة خاصة وأفريقيا الشمالية بصفة عامة إلا في أواخر القرن التاسع عشر مع الباحث اللساني الفرنسي رونيه باسيه René Basset الذي يعد المؤسس الحقيقي للدراسات البربرية. بيد أن الجغرافية اللسانية والدراسات المعمقة حول اللغات واللهجات في شمال أفريقيا لم تتطور إلا في بداية القرن العشرين مع أندريه باسيه A.Basset الذي مسح لسانيا ولغويا وجغرافيا منطقة شمال أفريقيا من الشمال إلى الجنوب مرورا بالجنوب المغربي ما بين 1926م و1949م.
    فقد درس هذا الباحث المستمزغ Le berbèriste أمازيغية الجزائر والطوارق، وأمازيغية ليبيا وتونس وموريطانيا ، وأمازيغية جنوب المغربي وخاصة أمازيغية فگيگ. وتتسم أبحاث باسيه بكونها دراسات ميدانية إجرائية أرشيفية، الهدف منها تسجيل جميع اللهجات البربرية وتدوينها وتوثيقها مع دراسة ثوابتها ومتغيراتها.
    هذا، ويمكن الحديث عن مجموعة من المقاربات التي خضعت لها اللغة البربرية الريفية كالمقاربة الاستعمارية والمقاربة البيداغوجية والمقاربة العلمية الأكاديمية والمقاربة الصحفية الانطباعية.
    كما يمكن تقسيم الاهتمام بأمازيغية الريف لسنيا ولغويا إلى مرحلتين كبيرتين: المرحلة الكولونيالية من منتصف القرن التاسع عشر الميلادي إلى فترة السبعينيات، والمرحلة العلمية الأكاديمية التي تبدأ من نهاية السبعينيات مع مناقشة محمد الشامي لرسالته الجامعية حول الكلام الريفي بباريس سنة 1979م إلى يومنا هذا.
    وعليه، فالدراسات التي أنجزت منذ منتصف القرن التاسع عشر إلى سنوات السبعين كانت دراسات استمزاغية عسكرية توثيقية استخباراتية الهدف منها قراءة الجهة المرصودة لغويا وأنتروبولوجيا وجغرافيا ولغويا واقتصاديا ، ورصد نقط القوة والضعف لاستغلالها واستثمارها سياسيا وعسكريا لصالح الدولة الحامية الغازية. وكانت معظم الدراسات الكولونيالية تتخذ في تعاملها مع اللغات واللهجات الأمازيغية شكل مقاربة بيداغوجية تعليمية وتعلمية ذات أبعاد نحوية تداولية كما نفهم ذلك من خلال العناوين الموظفة في هذه الدراساتملاحظات، ومقرر، وملخص ، وموجز ، ودراسة، وبحث، ومعجم)، (Notes- Manuel Esquisse- Etude،Glossaire ...).
    أ/ المرحلة الكولونيالية1890م- 1979م):
    ظهرت مجموعة من الدراسات التي أنجزت حول اللغة الأمازيغية الريفية من قبل مجموعة من المستمزغين الأجانب Les berbéristes سواء كانت من منظور جزئي أم من منظور كلي شمولي. ومن هؤلاء الدارسين المستمزغين نذكر: بيارناي S.Biarnay (1926) ، و إميل لوست Emile Loust (1927) ، ورينيزيو A.Renisio (1995) ، ورونيه باسيه René Basset ، وبيدرو ساريونانديا Pedro Sarrionandia، (1998)، الخ...
    وإليكم مجمل الدراسات التي تناولت اللغة الأمازيغية الريفية فهما وتفسيرا، وتعرضت لها تفكيكا وتركيبا، وحللتها من مستويات مختلفة: صوتية وفونولوجية ومورفولوجية وتركيبية ودلالية ومعجمية، وقد راعينا فيها الجانب الكرونولوجي/ التعاقبي:
    1/ باسيه: " المعجم البربري"،(1890م):
    يعد معجم باسيه Basset الذي أعده سنة 1890م أول معجم حول أمازيغية الريف وكان بعنوان:" Loqman berbère/Glossaire " ، وقد ترجم فيه باسيه 7 أو8 لهجات بربرية منها اللهجة الريفية.
    2/ بيدرو ساريونانديا:" النحـــو الريفي" ، (1905م):
    يعتبر كتاب النحو الريفي Gramática de la Lengua Rifeña من الكتب الكولونيالية الأولى التي رصدت اللغة الريفية بالدراسة والتحليل النحوي، وقد ألفه بيدرو ساريونانديا P.FR.Pedro Sarrionandia باللغة الإسبانية سنة 1905م، وطبع في مطبعة بطنجة اسمها:Imprenta Hispano-Arabica de la Misión Católica، ويضم الكتاب أكثر من 453 صفحة من الحجم الطويل.
    هذا، وقد كلف بيدرو ساريونانديا بوضع كتاب أجرومي للتعرف على نحو اللغة الريفية ليسهل فهم الساكنة الريفية والتواصل معها قصد الاستعداد لاحتلال منطقة الريف وتطويقها اقتصاديا وسياسيا، واستغلال ثرواتها. وهذا ما وقع فعلا، فقد تغلغل المحتل الإسباني في المنطقة منذ سنة 1909م، ولم ينسحب منها إلا في سنة 1956م مع استقلال المغرب وانتهاء عهد الحجر.
    ويتخذ الكتاب طبيعة بيداغوجية تعليمية لكون الأهداف والغايات التي تم التركيز عليها في هذا النوع من التأليف ذات طبيعة استمزاغية واستعمارية وتبشيرية.
    وقد درس الباحث اللغة الريفية حسب القواعد النحوية المطبقة في دراسة اللغة الإسپانية واللغات اللاتينية في أورپا كدراسة اللغة الريفية من خلال المستوى الصوتي والصرفي والتركيبي والدلالي. فقد درس الباحث الأبجدية الريفية وقواعدها الصوتية وتغيرات لهجاتها، وبعد ذلك انتقل لدراسة الضمائر والتذكير والتأنيث والإفراد والتثنية والجمع، ودراسة الأسماء والأفعال والحروف وأدوات الاستفهام وأدوات الربط وأسماء العدد والصفات والأسماء الموصولة وطبيعة الجمل الأمازيغية. وأنهى فصوله الدراسية بتمارين تطبيقية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الطبيعة البيداغوجية والديداكتيكية لهذه الكتب النحوية.
    3/ بيارناي :" دراسة حول اللهجات البربرية بمنطقة الريف "، (1917م):
    ألف المستمزغ الفرنسي بيارناي S.Biarnay كتابا حول لهجات اللغة البربرية بمنطقة الريف سنة 1917م تحت عنوان:"Etude sur les Dialectes Berbères du Rif ، ويركز الكاتب فيه على المعجم ودراسة النصوص وتقديم ملاحظات حول الفونيتيك (الصوتيات) ، وقد طبع الكتاب بمطبعة لورو Leroux بباريس في 606 صفحة، وهو كذلك من منشورات كلية الآداب بالجزائرتحت رقم 54.
    4/ مونيوس بوسكيه: " مقرر محادثة اللغة البربرية الريفية"، (1918م):
    ألف المستمزغ الإسپاني مونيوس بوسكيه Muños Bosque كتابا بعنوان:" Manual de conversación berber rifeña,estudio practico de la lengua berber xeljha o zamáçijz del Rif, ، ومن الصفحات التي تشير إلى اللهجة الريفية بالدراسة والتحليل صفحة34 و41و59.
    5/ كولونيل جوستينار" مقرر البربرية المغربية، اللهجة الريفية"، (1926م):
    ألف الكولونيل جوستينار Colonel Justinard كتابا مدرسيا في دراسة اللهجة الريفية بعنوان:" Manuel de berbère marocain: dialecte Rifain, ، وقد طبع الكتاب في سنة 1926م بباريس في مطبعة Orientaliste Paul Geuthner في 168 صفحة، ويوجد داخل الكتاب خريطة تبين الناحية الجغرافية لموطن الريفيين ومستعملي اللهجة.
    6/ إميل لاوست:" اللهجة البربرية الريفية" ، (1927م):
    من المستمزغين الذين درسوا اللغة الريفية نذكر الباحث الفرنسي: إميل لاووست Emile Laouste في كتابه" اللهجة البربرية الريفية" Le dialecte berbère du Rif. ، حيث تناول فيه اللهجة الريفية من صفحة 173 إلى 208، وقد نشرت الدراسة ضمن منشورات هسبريس العدد7 Hesperis.. 7/ كولان سيرافين:" الكلام البربري لغمارة"، (1929م):
    ألف كولان جورج سيرافين Colin, Georges Séraphin سنة 1929 م كتابا بعنوان:" الكلام البربري لمنطقة غمارة" . "Le parler berbère des Gmara."" ، وقد طبع الكتاب ضمن منشورات هسبريس Hespéris العدد9.
    8/ رينيزيو: " دراسة حول لهجات بني يزناسن الأمازيغية"،(1932م):
    ألف ريزينيو A .Renisio سنة 1932م دراسة حول اللهجات البربرية لبني يزناسن الريفية والصنهاجية من الناحية المعجمية والنحوية والنصية " Etude sur les Dialectes Berbères des Beni Iznassen, du Rif et des Senhaja de Sraїr. وقد طبع الكتاب بباريس في مطبعة لوروLeroux في 465 صفحة.
    9/ إيبانيز إيستيبان" المعجم الريفي/الإسباني"، (1944-1949-1959):
    قدم المستمزغ الإسباني إيبانيز إيستابين Ibanez Esteban مجموعة من المعاجم التي تقابل بين اللهجة البربرية الريفية واللغة الإسبانية على النحو التالي:
    1- Diccionario Español- Refeño, Madrid, 1944;
    2- Diccionario Refeño- Español (Etimologiko), Madrid, Instituto de Estudios Africanos 1949;
    3- Diccionario Español- Senhaji, (dialecto berber de Senhaya de Serair), Madrid, instituto de estudios Africanos 1959;
    ب/ المرحلة اللسانية الأكاديمية: (1979م إلى 2007م):
    انطلقت الدراسات اللسانية العلمية ذات الطابع الأكاديمي في أواخر السبعينيات(1979م) من القرن العشرين مع مجموعة من الطلبة الريفيين الذين حضروا الشواهد العليا في الجامعات المغربية أو خارجها( فرنسا، ستراسبورغ، هولندة، بريطانيا...)، كما هو الحال مع محمد الشامي و قاضي قدور وميمون حمداوي ومحمد شطاطو وأمينة الفقيوي ومحمد بلحرش وجمال الدين السراج....
    وإليكم هذه الدراسات التي حاولت دراسة اللغة الريفية من منظور عدة مدارس لسانية ( بنيوية، ووظيفية بنيوية، وتوزيعية، وتوليدية تحويلية، وتداولية...) ، ولم تقف ، بالتالي، عند حدود الفونتيك والفونولوجيا والتركيب والمورفولوجيا، بل تعدت ذلك إلى مستوى الدلالة والمعجم واللسانيات الاجتماعية والثقافية والوظيفية مع محمد بلحرش وجمال الدين السراج وعبد السلام خلفي كما في كتابه:" اللغة الأم وسلطة المأسسة" الذي صدر سنة 2000م عن مطبعة أمپريال بالرباط.
    1/ محمد الشامي: "الكلام الأمازيغي في الريف المغربي"، (1979م):
    يعد البحث اللساني الذي أعده محمد الشامي " Un parler Amazigh du Rif marocain. Approche phonologique et morphologique. " أول عمل لغوي ينجزه دارس من منطقة الريف المغربي سنة 1979م.
    وقد قدمه الباحث في شكل رسالة لنيل دكتوراه السلك الثالث في شهر يونيو من سنة 1979م بجامعة باريس الخامسة تحت إشراف دنيس فرانسوا(Denise François)، وقد انصب البحث حول اللغة الريفية بمدينة الناظور وبالضبط على قبيلة قلعية.
    هذا، وقد قارب الباحث الكلام الريفي القلعي من زاوية فونولوجية ومورفولوجية (صرفية) شكلية اعتمادا على المقاربة البنيوية الوظيفية لأندري مارتيني André Martinet و أعمال ومحاضرات Frédéric François و Denis François . وقد استفاد الباحث في رسالته الجامعية من دراسات جاكبسون وتروبوتسكوي وهنرييت والتر Henriette Walter.
    2/ قاضي قدور : " نظام الأفعال في اللغة الريفية"، (1981م):
    أعد الأستاذ قاضي قدور ، وهو من أبناء منطقة الريف، دراسة جامعية لنيل دكتوراه السلك الثالث من السوربون نوقشت في أكتوبر 1981م تحت عنوان:" Système verbal Rifain: forme et sens( Nord- Marocain ) ، " نظام الفعل الريفي: الشكل والمعنى".
    وتتناول الرسالة التركيب في اللغة الريفية انطلاقا من مقاربة وظيفية وصفية تحت إشراف ليونيل گالان Lionel Galland، وقد طبعت الرسالة في شكل كتاب سنة 1987م في باريس، وفي مطبعة Selaf ( Maghreb-Sahara )، ويضم الكتاب بين دفتيه: 178 صفحة.
    وينصب الكتاب حول دراسة الأقسام الصرفية والنواحي التركيبية المعجمية في اللغة الريفية قصد فهم علاقة الشكل بالمعنى في اللغة الريفية المغربية. وقد اختار الباحث المنظور الوصفي البنيوي التوزيعي لدراسة اللغة الريفية من خلال التركيز على المورفولوجيا والتركيب الفعلي.
    هذا، وتنطلق الدراسة من فرضية أساسية وهي ربط الفصائل الصرفية بالفصائل التركيبية المعجمية لاختبار المفارقة في ثنائية: شكل ومعنى في النسق اللغوي الريفي المغربي. لذا، اعتمد الكاتب على الجداول الفعلية لتحليل جميع الأنظمة التركيبية في النظام اللغوي الريفي مع دراسة الثوابت الصرفية والتركيبية لتقديم قواعد بنيوية توزيعية.
    هذا، وقد درس الباحث الأشكال الفعلية الأساسية وطرائق تصريفها، كما درس مجموعة من الظواهر التركيبية كالفعل المعلوم والفعل المبني للمجهول والأفعال المتداخلة والأفعال المتباينة واللزوم والتعدي، وضبط توزيع الأسماء لكل صنف من الأفعال.
    3/ محمد شطاطو:" المظاهر الفونولوجيا للغة البربرية الريفية"، (1982م):

    قدم محمد شطاطو دراسة جامعية باللغة الإنجليزية في دراسة اللغة الأمازيغية بمنطقة الريف من خلال المستوى الفونيتيكي والفونولوجي في313 صفحة، وقد أشرف عليها الأستاذ باينن J.Bynon بإنجلترا. وعنوان الدراسة هي:" Aspects of The phonology of a berber of the dialect of the Rif، وقد قدمت الدراسة إلى جامعة لندن، The School of Oriental and African Studies ( SOAS ) سنة 1982م.
    4/ ميمون حمداوي:" الوصف الفونيتيكي والفونولوجي للكلام الأمازيغي بمنطقة الريف المغربي"،(1985م):
    قدم الأستاذ ميمون حمداوي رسالة جامعية إلى جامعة بروڤانس Provence بفرنسا لنيل دكتوراه السلك الثالث بعنوان:" Description phonétique et phonologique d'un parler amazigh du Rif marocain (Province d'Al-Hoceima)." سنة 1985م.
    وقد انصبت رسالة ميمون حمداوي حول الكلام الأمازيغي بلغة الريف من الناحية الفونولوجية ( لغة الحسيمة) على ضوء المدرسة البنيوية الوصفية ، وقد أشرف عليها الدارس الجزائري الأمازيغي الأستاذ الدكتور محمد سالم شاكر.
    5/ عبد العزيز علاتي:" فونتيكية الكلام البربري وفونولوجيته في
    شمال المغرب" كلام آيت سعيد نموذجا"،(1986م):
    أنجز عبد العزيز علاتي دكتوراه السلك الثالث في اللسانيات سنة 1986م تحت عنوان:" فونتيكية الكلام البربري وفونولوجيته في
    شمال المغرب" كلام آيت سعيد نموذجا"،" Phonétique et phonologie d'un parler amazigh du Nord Est marocain (Le parler des Aït Said)"، وقدمت هذه الرسالة الجامعية إلى جامعة مارسيليا Aix-Marseille 1 تحت إشراف الجزائري سالم شاكر، وتضم الرسالة 682 صفحة.
    6/ عبد الرحمن العيساتي:" دراسة فونوتاكتية للهجة آيت توزين"، (1989م):
    قدم الأستاذ عبد الرحمن العيساتي سنة 1989م رسالة جامعية لنيل دبلوم الدراسات العليا من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس في مجال اللسانيات باللغة الإنجليزية ، وموضوع الدراسة هو الدراسة الفونوتاكتية للهجة بني توزين الريفية:" A study of the Phonotactics of Asht Tousine, Tarifiyt Dialect" . وتضم الرسالة 279 صفحة، وقد أعدها الباحث تحت إشراف الأستاذ جيلالي السايب.
    7/ القاضي قدور: " التعدية وبناء الفعل في تاريفيت: تحليل بعض علاقات التبعية المعجمية والتركيبية" ، (1990 م):
    ألف قاضي قدور أطروحة لنيل دكتوراه الدولة بعنوان " التعدية وبناء الفعل في تاريفيت: تحليل بعض علاقات التبعية المعجمية والتركيبية" ، وقد صدرت هذه الأطروحة في كتاب بالفرنسية بعد أن قدمها لتناقش بفرنسا تحت إشراف داڤيد كوهن COHEN, David في 524 صفحة.
    فبالإضافة إلى ماتضمنه هذا الكتاب من مقاربة لسانية توليدية لظواهر لغوية شائكة في الأمازيغية، ذات صلة بنظام الفعل وصرفه وتركيبه، كالجهة والتعدية والبناء للمجهول وغيرها، فإنه يجلي عناصر الوحدة بين فروع الأمازيغية في بنياتها الصرفية والتركيبية والمعجمية.
    ومن المعلوم أن قاضي قدور من مواليد أيت سيدار ( بن سيدال) بالريف سنة 1952م، عمل أستاذا باحثا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس - ظهر المهراز في الفترة الممتدة بين 1977 و1995م. حصل على دكتوراه السلك الثالث بجامعة باريس، السوربون الجديدة سنة 1981 م ، ثم دكتوراه الدولة بنفس الجامعة سنة 1990 م، ترأس شعبة اللغة الفرنسية وآدابها ببين سنتي 1990- 1992م.
    وقد أشرف الراحل على عدة بحوث وأطروحات جامعية التي كانت مواضيعها تصب حول اللغة الأمازيغية والعربية والفرنسية إلى أن توفي رحمه الله سنة 1995 م.
    8/ وفاء طنجي:"مظاهر الفونولوجيا للكلام البربري الأمازيغي"، ( آيت سيدار)،(1991م):
    درست وفاء طنجي في أطروحتها لنيل الدكتوراه الوطنية اللغة الريفية لبني سيدال من خلال منظور فونولوجي. وهذه الأطروحة التي أعدتها سنة 1991م تحت إشراف بوهاس BOHAS, Georges كانت تحت موضوع :" مظاهر الفونولوجيا البربرية الأمازيغية لآيت سيدار"، Aspects de la Phonologie d'un parler Berbère du Maroc: Ath – Sidhar(Rif). وقد قدمت الأطروحة في 350 صفحة إلى جامعة پاريس الثامنة بفرنسا.
    9/ ميشيل كيطو "النحو االبربري"، 1997م:
    ألف الأمازيغي ميشيل كيطو Michel Quitout الأستاذ المتخصص في الدراسات الأمازيغية كتابا في:" النحو البربري"، يدرس فيه النحو الأمازيغي لتاشلحيت وتاريفت وتامازيغيت والقبائلية. وقد صدر هذا الكتاب سنة 1997م في 190 صفحة عن مطبعة هارمتان Harmattan الفرنسية. ويتسم الكتاب بالطابع التعليمي البيداغوجي، إذ يتسم تحليله اللساني والنحوي بالبساطة والوضوح والمرونة العلمية.
    10/ ميمون حمداوي:" پاريميولوجيا البربرية"، (1997م):
    أعد ميمون حمداوي بجامعة محمد الأول أطروحة الدولة في اللسانيات سنة 1997م تحت عنوان:" Parémiologie berbère (dialecte tarifit) : analyse sémantique et linguistique"، وتضم الأطروحة 778 صفحة.
    11/ محمد بلحرش: " الوقفة في الريفية: دراسة لسانية/ نفسية واجتماعية"،(1997م):
    أنجز محمد بلحرش سنة 1997م أطروحة جامعية في اللسانيات بعنوان:" الوقفة في الريفية: دراسة لسانية نفسية واجتماعية"،
    ( La pause en Tarifit : étude psycho et sociolinguistique)، تحت إشراف فرانسوا جان بونو BONNOT, Jean François.
    هذا، وتضم هذه الأطروحة التي قدمت لنيل الدكتوراه الوطنية إلى جامعة ستراسبورغ الثانية حوالي 418 صفحة.
    12/ حميـــد سويفي:" الوحدات الدلالية للجملة البسيطة للكلام البربري "، (1998 م) :
    أعد حميد سويفي، أستاذ باحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ، دراسة لسانية لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة تولوزUniversité de Toulouse-le-Mirail II تحت عنوان" الوحدات الدلالية للجملة البسيطة للكلام البربري بمنطقة أجدير بالحسيمة"
    "LES UNITES SIGNIFICATIVES DE LA PHRASE VERBALE SIMPLE D'UN PARLER BERBERE DE: VILLA SAN JURJO / ALHUCEMAS «AJDIR» (RIF/MAROC NORD"
    والكتاب مطبوع ومنشور في الأسواق ، ويضم 442 صفحة، وينبني على دراسة تركيب الجملة البسيطة في علاقة مع المعنى. وتقدر صفحات أطروحة حميد سويفي الجامعية قبل الطبع والنشر بحوالي 344 صفحة، وقد أنجزت في إطار اللسانيات تحت إشراف: الأستاذ روبير گوتيير GAUTIER, Robert.
    13/ نور الدين أمروس: " المنوال الفونولوجي في آيت وليشك ، الريفية البربرية"، 1999م:
    قدم نور الدين أمروس مجموعة من الدراسات اللسانية حول اللغة البربرية الريفية لآيت وليشك من زاوية تقعيدية فونولوجية كالبحث الذي أنجزه سنة 1999م بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط ( شعبة اللغة الإنجليزية). وهذا البحث هو: Phonological Processes in Ait Oulishek Tarifiyt Berber.
    14/ مارتيين كوسمان:" مدخل إلى النحو الريفي الأوسط"، (2000م):
    أصدر اللساني مارتين كوسمان Maarten .G.Kossmann كتابا حول اللهجة الريفية الوسطى بشمال المغرب بعنوان:" Esquisse grammaticale du rifain oriental. ".
    وقد طبع هذا الكتاب سنة 2000م بباريس بمطبعة Peeters- France في 215 صفحة.
    ج/ الدراسات المعجمية:
    يعد المعجم والبحث الدلالي من أهم نقط الضعف في الدراسات اللسانية الأمازيغية بصفة عامة والريفية بصفة خاصة.
    فإذا كان بعض الباحثين المغاربة قد أنجزوا معاجم كمحمد شفيق(1990م/ 1991م)، وميلود الطايفي (1992م)، وأوسيكوم (1995م)، وأزدود (1977م) حول لهجات الأطلس المتوسط وسوس ، وفي الجزائر نجد معجم أحمد حدادو (1985م) حول لغة القبائل، ونلتقي في بلاد الطوارق مع سيد كاوي Cid Kaoui الذي أنجز قاموس حول لغة ( تماشاق) ، فإن اللغة الريفية المغربية قد استفادت بدورها بما أعده مؤخرا محمد سروال M.Serhoual الذي أنجز" المعجم الريفي – الفرنسي" سنة 1992م إلى جانب أمينة الفقيوي صاحبة" الأطلس اللغوي الريفي".
    وإذا كانت اللهجات البربرية بصفة عامة واللهجة الريفية قد استفادت من دراسات لسانية علمية على المستوى الصوتي والفونولوجي والمورفولوجي والتركيبي ، فما زالت المشاكل عالقة بالمستوى اللسني الاجتماعي والمستوى الدلالي والمعجمي، فالمعجم الذي أنجزه محمد سروال هو معجم يركز فقط على الكلمات البسيطة المتداولة الشائعة في منطقة الريف دون أن يخوض في الكلمات الصعبة والعبارات المسكوكة كما نجد ذلك عند الباحث مصطفى لكعد، كما أن هناك دراسات في مجال التركيب مازالت تركز على الجمل البسيطة دون التعمق في الجمل المركبة (Subordonnées). 1/ أمينة الفقيوي: " قاموس أمازيغية الريف"، (2007م):
    أصدرت أمينة الفقيوي قاموس اللغة الريفية أو الأطلس اللغوي الريفي لأول مرة في تاريخ الدراسات المعجمية المنصبة حول أمازيغية الريف. وقد قدم القاموس إلى جامعة ليدن بهولندة في 25 سبتمبر 2007م. ومن المعلوم أن أمينة الفقيوي من منطقة الريف المغربي ، و أستاذة جامعية في مادة اللسانيات الأمازيغية في مركز الدراسات الأفريقية واللغات الشرقية في جامعة خنت Ghent في بلجيكا وجامعة ديل كالاربيا kalarbia Del بإيطاليا. وقد طبع معجمها في مطبعة ألمانيا Rodcherkob.
    ويتكون معجم الفقيوي من أربعة أجزاء ، ينصب الجزء الأول حول تاريخ الدراسات اللسانية الأمازيغية، ويهتم الجزء الثاني بالدراسات المقارنة في مجال الفونولوجيا لمختلف المتغيرات الأمازيغية الريفية، بينما الجزء الثالث ينكب على المظهر التركيبي للغة الريفية، أما الجزء الرابع فقد خصص لدراسة الاختلافات المعجمية للهجات المنضوية تحت أمازيغية الريف.
    2/ محمد سروال:" القاموس الريفي/ الفرنسي"، (2001م):
    أعد محمد سروال Mohammed Serhoual، أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، دراسة ليكسوغرافية عبارة عن معجم ريفي فرنسي في شكل أطروحة جامعية لنيل دكتوراه الدولة سنة 2001م.
    هذا، وقد استند فيها الباحث إلى المقابلة بين مفردات ريفية ومفردات فرنسية على غرار مجموعة من المعاجم الاستمزاغية والمغاربية.
    وقد درس الباحث مجموعة من اللهجات التي تنضوي تحت أمازيغية الريف منها: بني عمور وإبقويان وبطيوا وگزناية وكبدانة وقلعية وصنهاجة. وقد أشرف على هذه الأطروحة القيمة كل من فرناند بينطوليلا F.Bentolila و ميلود طايفي. وقد قدمت الأطروحة إلى جامعة عبد الملك السعدي في الموسم الدراسي الجامعي:2001-2002م في جزأين: الأول يقع في 749 صفحة والثاني في 354 صفحة.
    3/ أحمد السقالي:" مختصر القاموس :، (بدون تحديد لتاريخ الطبعة):
    ألف الأستاذ أحمد السقالي كتابا مبسطا لتعليم الريفية بعنوان:"مختصر القاموس : ريفي- عربي- فرنسي- إسباني" لتسهيل التواصل بين السياح والمواطنين الريفيين، ويقع الكتاب في أربع وسبعين صفحة من الحجم القصير، ويضم الكتاب أيضا 600 كلمة أمازيغية متداولة في منطقة الريف. وقد اعتمد أحمد السقالي في تهيئة كتابه المعجمي على كتاب مانويل سواريس روزاليس تينيريفي Manuel Suarez Rosales- Tenerife ، والكتاب بعنوان" Vocabulario De Mazigio Moderno(Español- Mazigio) ، وقد ظهر الكتاب في يناير 1989م. أما كتاب أحمد السقالي فقد طبع في مطبعة الجسور بوجدة.
    4/ الخضر الجرودي:" إجضاض إيمازغن"، (2001م):
    أصدر الخضر الجرودي قاموس الموضوعات سنة 2001 م بعنوان" إجضاض إيمازغن"/ طيور الأمازيغ " في 33 صفحة من الحجم القصير. ويضم الكتاب فوازير أمازيغية، وأسماء بعض الحيوانات والحشرات والنباتات والأمراض المعدية وبعض الأسماء الأمازيغية الأخرى. والكتاب في الحقيقة عبارة عن دراسة تعريفية بسيطة، ولكنها مهمة تدخل في إطار معاجم الموضوعات كما عند العرب القدامى.
    خاتمة:
    يتبين لنا من خلال هذا العرض الوجيز أن الدراسات اللسانية الأمازيغية التي انكبت على مقاربة اللغة الريفية مرت من مرحلتين أساسيتين: المرحلة الكولونيالية والمرحلة العلمية الأكاديمية. فلم يكن تعلم الأمازيغية الريفية وتعليمها في المرحلة الأولى إلا لأهداف استخباراتية وعسكرية واستمزاغية، بينما في المرحلة الثانية حاولت الأبحاث المنجزة أن تدرس الريفية على ضوء منظور مجموعة من المدارس والاتجاهات اللسانية قصد تحديد الثوابت والمتغيرات في اللغة الريفية وصفا وتفسيرا رغبة في تقعيدها ومعيرتها.
    بيد أن الدراسات الأمازيغية الريفية لم تقف عند حدود ما هو صوتي وصرفي وتركيبي، بل اجتازت ذلك إلى تناول ماهو دلالي ومعجمي واجتماعي وثقافي مع مجموعة من الدارسين الذين ينتمون إلى نفس المنطقة، وقد أنجزت معظم هذه الدراسات في شكل رسائل وأطروحات جامعية. ولكن هناك من الباحثين من يدرس الريفية عن هواية وحب استطلاع، ويحاول تقميسها ومعجمتها كما فعل أحمد السقالي والخضر الجرودي.
    ونفتخر أيما افتخار بما أنتج من معاجم وقواميس جبارة للتعريف بأمازيغية الريف وإثرائها لغويا ولسانيا كما هو حال قاموس محمد سروال" القاموس الريفي- الفرنسي" ، و " الأطلس اللغوي " الذي أنجزته أمينة لفقيوي.

    (منقول)
  • عبدالرحمن السليمان
    عضو مؤسس، أستاذ جامعي
    • May 2006
    • 5732

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة reader


    ونفتخر أيما افتخار بما أنتج من معاجم وقواميس جبارة للتعريف بأمازيغية الريف وإثرائها لغويا ولسانيا كما هو حال قاموس محمد سروال" القاموس الريفي- الفرنسي"، و" الأطلس اللغوي" الذي أنجزته أمينة لفقيوي.

    [align=justify]
    ياه يا أستاذ أحمد ريدر: ذكرني هذا المقال بالدكتورة النشيطة أمينة لفقيوي. تعرفت عليها سنة 1993 عندما كنت منسقا للمجلس الاستشاري في أنتورب، حيث أسست في تلك السنة جمعية (طلبة) للطلاب والطالبات المغاربة الذين يدرسون في المعاهد والجامعات. وكانت أمينة وقتها طالبة في الجامعة. كانت نشيطة جدا وذات طموح وكانت تساعد في تنظيم الأنشطة والاجتماعات فكانت والحق يقال شعلة ذكاء ونشاط. علمت فيما بعد أنها أكملت دراستها ونالت الدكتوراة بعد سنة 2000 ثم درست في فرنسا وتخصصت في اللغة الأمازيغية (لغة والديها) والتاريخ الأمازيغي ووضعت هذا الأطلس الذي يعد حقا عملا أكاديميا جبارا. إن د. أمينة الفقيوي أنموذج رائع لما يجب أن يكون الجيل الثاني من المهاجرين عليه!

    وحبذا لو عرّفت بهذا الأطلس اللغوي أو نقلت لنا مقالة تعرّف به.

    وتحية طيبة عطرة. [/align]

    تعليق

    • Reader
      Senior Member
      • Jan 2007
      • 423

      #3
      صدور الأطلس اللغوي لأمازيغية الريف



      محمد الأيوبي
      27-09-2007

      قدم يوم الثلاثاء بجامعة ليدن كتاب الأطلس اللغوي لأمازيغية الريف، للباحثة مينة لفقيوي، الأستاذة في قسم الدراسات الإفريقية واللغات الشرقية بجامعة خنت ببلجيكا وجامعة ديلا كالابريا بايطاليا. صدر الكتاب عن دار روديخر كوب بألمانيا، التي تتبع لها سلسلة الدراسات الأمازيغية التي يديرها هاري سترومر، الأستاذ المختص في نفس المجال في قسم الدراسات الشرقية بجامعة ليدن الهولندية. يعتبر الكتاب أول أطلس لغوي لأمازيغية الريف شمال المغرب.
      تقول مينة الفقيوي عن تجاربها في الريف المغربي الذي زارت قراه ومدنه شمالا وجنوبا، شرقا وغربا من المحيط الأطلسي إلى الحدود الجزائرية: "استعملت جميع الوسائل الممكنة للوصول إلى القرى النائية في أدغال الريف: السيارة، الحافلة، الحمير والبغال بل والمشي على الأقدام أيضا. أحسن فترة وأصعبها والأكثر حميمية هي التي قضيتها وسط نساء ورجال الريف في منطقة كتامة حيث يزرع الحشيش. كان من الصعب أن أجد النساء هناك لجمع المادة اللغوية من أشعار وحكايات لاشتغالهن أثناء النهار في حقول الكيف. كان الليل طويلا وساعات النوم قليلة جدا، لكني شعرت بحيوية ونشاط في العمل لم أشعر به طول حياتي. قد يكون ذلك راجعا إلى مفعول حقول الحشيش بالمنطقة."
      لجمع المادة اللغوية من أشعار وحكايات لاشتغالهن أثناء النهار في حقول الكيف. كان الليل طويلا وساعات النوم قليلة جدا، لكني شعرت بحيوية ونشاط في العمل لم أشعر به طول حياتي. قد يكون ذلك راجعا إلى مفعول حقول الحشيش بالمنطقة."
      البحث الميداني
      ثمن الأستاذ سترومر في البداية في أحد مدرجات جامعة ليدن الذي احتضن تقديم الكتاب، بحضور نخبة أكاديمية ومهتمين بالمجال الأمازيغي والدراسات الشرقية بهولندا، هذا المجهود الكبير الذي قامت به الباحثة لفقيوي التي قامت ببحث ميداني في القرى والمناطق الناطقة بالأمازيغية والعربية بالريف المغربي، رغم قلة وسائل النقل في بعض الأحيان بل وانعدامها. تجدر الإشارة إلى أن هذا العمل الضخم رأى النور بتمويل من المعهد الهولندي للبحث العلمي.
      يتكون كتاب "الأطلس اللغوي لأمازيغية الريف" من أربعة فصول. يتحدث الفصل الأول عن تاريخ الجغرافية اللسنية في الدراسات الأمازيغية التي بدأت في القرن التاسع عشر في العهد الاستعماري مع العالم الفرنسي أندري باسي، وكيفية جمع المادة الخام أثناء البحث الميداني بالريف بين 2001 و 2003، والقبائل التي تكون الفضاء اللغوي بالريف. يتطرق الجزء الثاني إلى الدراسة المقارنة للجانب الصوتي والفونولوجي للهجات الريفية. أما الفصل الثالث فيتحدث عن الميدان المورفولوجي للغة ودراسة الاختلافات الصرفية والنحوية لأمازيغية الريف. ويعالج الفصل الرابع والأخير الجانب المعجمي والاختلافات المعجمية في اللغة الريفية بين منطقة وأخرى ويعرض أسماء أعضاء الجسم، والقرابة، والحيوانات والألوان. ويتخلل الكتاب عدد كبير من الخرائط اللسنية التي تبين التعدد والاختلاف بين مكونات الفضاء اللسني بالريف شمال المغرب.
      القيمة العلمية
      حسب الأستاذ سترومر، فالقيمة العلمية والمجتمعية للكتاب كبيرة جدا. نفس الفكرة أكد عليها الأستاذ خيرت بوي، عميد كلية الآداب في جامعة ليدن الذي عبر عن سروره بإصدار هذا الأطلس اللغوي يقول عميد الكلية بوي: "تكمن أهمية هذا الأطلس اللغوي في كونه يفتح المجال للدراسات المقارنة، بحيث يمكن للغويين الآن، ليس في هولندا فقط بل في جميع أنحاء العالم، معرفة كيفية تطور اللغة الأمازيغية والاستنجاد بهذا العمل الجيد." تفيد الإحصائيات أن أزيد من 80 % من المهاجرين المغاربة بهولندا والديار الأوربية الأخرى قدموا من شمال المغرب والمناطق الناطقة بالأمازيغية. يشكل الكتاب المادة الأولية للسانيين وعلماء الاجتماع والمهتمين بمنطقة الريف، بحيث يعطي الكتاب صورة واضحة المعالم على التعدد والاختلاف اللغوي الذي تعرفه أمازيغية الريف. يقول سترومر "نعرف الآن الاختلافات اللهجية الموجودة بين الريف الشرقي والغربي والأوسط." وتجدر الإشارة إلى أن أمازيغية الريف هي إحدى اللهجات الأمازيغية المغربية إلى جانب تامازيغت بالمغرب الأوسط، وتاشلحيت بالجنوب المغربي. ويمتد الفضاء اللغوي الأمازيغي من المحيط الأطلسي غربا إلى سيوة شرقا بمصر. ومن بين الدول يسكنها ناطقون بالأمازيغية المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومالي والنيجر وبوركيا فاسو إضافة إلى جزر الكناري باسبانيا. وتجدر الإشارة إلى أن هذا العمل يأتي بعد اشهر من ترجمة عمل أكاديمي آخر للأنتروبوجي الأمريكي دافيد هارت حول تقاليد وعادات منطقة الريف إلى اللغتين الهولندية والعربية.
      البدايات
      يرى سترومر أن الكتاب جاء ليملأ فراغا في مجال الدراسات الأمازيغية بهولندا: "كان الريف شمال المغرب أكبر مجهول لدى الدارسين. والآن يمكننا الاعتزاز مع أبناء المهاجرين بهذا العمل الرائع." بدأت أولى الدراسات في هذا المجال بهولندا بشكل واضح مع قدوم الجيل الأول من المهاجرين المغاربة في الستينات من القرن الماضي. ويعود الفضل في ذلك حسب هاري سترومر إلى رول أوطن، أستاذ اللغات الشرقية بجامعة أوتريخت، الذي دخل في اتصال مع أفراد الجالية المغربية منذ قدومهم إلى هولندا. يعتبر أوطن أول من اهتم بأمازيغية الريف بهولندا والدارجة المغربية وهو الذي شق الطريق أمام الدارسين الهولنديين في المجال الأمازيغي مثل سترومر ومارتن كوسمان ونيكو فان دن بوخرت. له عدة دراسات في هذا المجال واهتم بالخصوص بتدريس أمازيغية الريف ولغات شمال إفريقيا بالجامعة. اهتم كثيرا بالأدب الشفوي الأمازيغي خصوصا بالشعراء الأمازيغ القاطنين بهولندا وأوربا الغربية، وأصدر لهم دواوين شعرية مترجمة إلى الهولندية من بين هؤلاء الوليد ميمون، أحمد الزياني، أحمد الصادقي ومحمد شاشة. يقول رول أوطن حول كتاب الأطلس اللغوي لأمازيغية الريف: "ذهبت إلى الريف مرارا للعمل الميداني ودراسة الاختلافات اللغوية للهجات الريف، وبعد زيارة 20 منطقة توصلت إلى نتيجة أنه من الصعب جدا وضع أطلس لغوي لأمازيغية الريف، والآن نشرت مينة لفقيوي عملا تاريخيا ضخما وأنجزت دراسة معمقة في هذا المجال بحيث زارت أزيد من 350 منطقة بالريف أثناء عملها الميداني. انه إنجاز ضخم"
      اعتبر عبد الرحمان العيساتي، أستاذ اللسانيات الاجتماعية من جامعة تيلبورخ ومدير أول تلفزة ناطقة بأمازيغية الريف أن: "الأطلس اللغوي هو عبارة عن بطاقة تعريف للغة، وهذا الكتاب سيفتح المجال للدارسين الآخرين للقيام بنفس المجهود، لتكتمل صورة الفضاء اللغوي الأمازيغي."


      (منقول)

      تعليق

      • Reader
        Senior Member
        • Jan 2007
        • 423

        #4
        Medewerkers van de Universiteit Leiden vinden hier o.a. informatie over arbeidsvoorwaarden, salaris en declaraties. Ook mededelingen, nieuws en handleidingen worden hier gedeeld.

        تعليق

        يعمل...