لا جدال في أن استبداد القذافي طال من بين ما طال الأمازيغية حيث سماها ما سماها وقرر فيها ما قرر، واتٌّهم بتصفية المناضلين الأمازيغ من أمثال سيفاو، ومنع الأسماء الأمازيغية لأنها ليست عربية بالرغم من أن الأمازيغية لغة عربية قديمة، ومنع الغناء الأمازيغي وحتى الى يوم الانقلاب الشعبي المدعوم غربيا كان هناك معتقلون أمازيغ لانتاج موسيقي أو لقاء بل واعتقاله [أمنه] لباحثين مغاربة بتهمة التجسس لصالح اسرائيل ونفوذه على الطوارق المسيسين [بلاغ تجمع طارقي يزعم أنه عربي]...
بالرغم من ذلك كان هو الرئيس الأكثر حديثا عن الأمازيغية، بل بلغت عشوائيته الخطابية الى امكانيته قلب عروبة ليبيا إلى دولة أمازيغية في نقاش على الجزيرة بحضور فهمي هويدي الذي لم يكن ملاينا له.
أما اليوم -أو بالأمس حرفيا- فقد بثت القنوات الفضائية نهايته (وبهذه المناسبة أشجب كيفية معاملته، نقول نعم طاغية يستحق المحاكمة، لكن كانت المعاملة التي تعرض لها معاملة غير مضبوطة.)
لكن ماذا عن المستقبل الأمازيغي في ليبيا؟
تعتبر المناطق الأمازيغية من المناطق الغير راضية عن الاستبداد القذافي سواء بسبب منع ثقافتهم ولغتهم أو تهميش المذهب الأباضي في جبل نفوسة. وما إن أمكنهم الانتفاض حتى فعلوا بين اشقائهم العرب، وخلال المواجهات شاهدنا ثوارا يؤكدون على هويتهم الأمازيغية وبعضهم دفن في أعلام أمازيغية نزولا عند رغبتهم حسبما قيل. وما إن سقطت طرابلس حتى أعلن الأمازيغ عن أول مؤتمرهم في ليبيا، كما وازى ذلك انتخاب ليبي رئيسا للكونغرس العالمي الأمازيغي، وكان المجلس الانتقالي الليبي قد وضع اسمه بحروف تيفيناغ الأمازيغية بجانب العربية، أما الدستور المؤقت فقرر أن اللغة العربية هي الرسمية وأنه يكفل الحقوق اللغوية للأمازيغ والطوارق والتبو. وهذا الدستور أقرب إلى الواقع المفترض مستقبلا.
كما لفت المؤتمر الأمازيغي الليبي، فأن الطوارق أمازيغ، فما الدافع وراء هذا الفصل؟ لو أخذنا مثال ابراهيم الكوني الطارقي فهو يقول أنه أمازيغي وغيره كثر. وما هي الحقوق التي يكفلها الدستور؟ حق الحديث أم حق الدراسة بها والمحادثة بها في المؤسسات الرسمية كالأعلام والمحاضر القضائية والمرافعات؟ ثم كما لفت أحد المداخلين في المؤتمر الأمازيغي الليبي الذي أُبلغ أن تلك المادة عرضت على التصويت، هل سيكون تناول الحقوق الأمازيغية خاضعا لمنطق الأغلبية أو المزاج العام أم أن حقوق الأقليات حق لا يعني الأغلبية؟
ما من شك أن نهاية القذافي تعني تحررا وحيوية أكبر بكثير عما قبله، فعلى الصعيد الشمال افريقي تميزت هذه السنة بترسيم الأمازيغية في المغرب بعد "وطننتها" في الجزائر، مما يفتح مجالا للاستفادة من تجارب الأمازيغية في المغرب من خلال المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. كما أن الأطاحة بنظام بن على يفسح حرية أكبر أمام التواصل مع أمازيغ تونس، ولا شك أن التكتلات الطارقية التي كانت تتبنى نظريات الكتاب الأخضر ستصبح أكثر تناغما مع محيطها الطارقي الصحراوي -ليبيا مالي النيجر- ومع بعدها الأمازيغي.
لكن مع ذلك فإن البعد الأمازيغي في ليبيا ليس بديهيا، فالحزازات القبلية قد تصبح أشد، ولعل أبرز مثال على ذلك هو الرواية التي نشرها محمود جبريل وغيره من أن القذافي يجول في الصحراء مع الطوارق والحديث عن أربعمائة سيارة مسلحين طارقيين، بالرغم من أن عضو المجلس الانتقالي الطارقي ابراهيم الكوني قد كذب ما سبقها وحذر المجلس من الترويج لتلك المغالطات ذات الخلفية القبلية.
أما الآن، فمع الجرح الليبي وحزن أسر الشهداء والجرحى صدعت أغان بالأمازيغية في ميدان الشهداء ورفعت الأعلام الأمازيغية وشرعت جمعيات في تعليم الأمازيغية وأصبحت بعض المنتديات الليبية صديقة للأمازيغية. ولعل الأيام القادمة كفيلة برفع الستار عن مصار المسألة الأمازيغية في ليبيا
بالرغم من ذلك كان هو الرئيس الأكثر حديثا عن الأمازيغية، بل بلغت عشوائيته الخطابية الى امكانيته قلب عروبة ليبيا إلى دولة أمازيغية في نقاش على الجزيرة بحضور فهمي هويدي الذي لم يكن ملاينا له.
أما اليوم -أو بالأمس حرفيا- فقد بثت القنوات الفضائية نهايته (وبهذه المناسبة أشجب كيفية معاملته، نقول نعم طاغية يستحق المحاكمة، لكن كانت المعاملة التي تعرض لها معاملة غير مضبوطة.)
لكن ماذا عن المستقبل الأمازيغي في ليبيا؟
تعتبر المناطق الأمازيغية من المناطق الغير راضية عن الاستبداد القذافي سواء بسبب منع ثقافتهم ولغتهم أو تهميش المذهب الأباضي في جبل نفوسة. وما إن أمكنهم الانتفاض حتى فعلوا بين اشقائهم العرب، وخلال المواجهات شاهدنا ثوارا يؤكدون على هويتهم الأمازيغية وبعضهم دفن في أعلام أمازيغية نزولا عند رغبتهم حسبما قيل. وما إن سقطت طرابلس حتى أعلن الأمازيغ عن أول مؤتمرهم في ليبيا، كما وازى ذلك انتخاب ليبي رئيسا للكونغرس العالمي الأمازيغي، وكان المجلس الانتقالي الليبي قد وضع اسمه بحروف تيفيناغ الأمازيغية بجانب العربية، أما الدستور المؤقت فقرر أن اللغة العربية هي الرسمية وأنه يكفل الحقوق اللغوية للأمازيغ والطوارق والتبو. وهذا الدستور أقرب إلى الواقع المفترض مستقبلا.
كما لفت المؤتمر الأمازيغي الليبي، فأن الطوارق أمازيغ، فما الدافع وراء هذا الفصل؟ لو أخذنا مثال ابراهيم الكوني الطارقي فهو يقول أنه أمازيغي وغيره كثر. وما هي الحقوق التي يكفلها الدستور؟ حق الحديث أم حق الدراسة بها والمحادثة بها في المؤسسات الرسمية كالأعلام والمحاضر القضائية والمرافعات؟ ثم كما لفت أحد المداخلين في المؤتمر الأمازيغي الليبي الذي أُبلغ أن تلك المادة عرضت على التصويت، هل سيكون تناول الحقوق الأمازيغية خاضعا لمنطق الأغلبية أو المزاج العام أم أن حقوق الأقليات حق لا يعني الأغلبية؟
ما من شك أن نهاية القذافي تعني تحررا وحيوية أكبر بكثير عما قبله، فعلى الصعيد الشمال افريقي تميزت هذه السنة بترسيم الأمازيغية في المغرب بعد "وطننتها" في الجزائر، مما يفتح مجالا للاستفادة من تجارب الأمازيغية في المغرب من خلال المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. كما أن الأطاحة بنظام بن على يفسح حرية أكبر أمام التواصل مع أمازيغ تونس، ولا شك أن التكتلات الطارقية التي كانت تتبنى نظريات الكتاب الأخضر ستصبح أكثر تناغما مع محيطها الطارقي الصحراوي -ليبيا مالي النيجر- ومع بعدها الأمازيغي.
لكن مع ذلك فإن البعد الأمازيغي في ليبيا ليس بديهيا، فالحزازات القبلية قد تصبح أشد، ولعل أبرز مثال على ذلك هو الرواية التي نشرها محمود جبريل وغيره من أن القذافي يجول في الصحراء مع الطوارق والحديث عن أربعمائة سيارة مسلحين طارقيين، بالرغم من أن عضو المجلس الانتقالي الطارقي ابراهيم الكوني قد كذب ما سبقها وحذر المجلس من الترويج لتلك المغالطات ذات الخلفية القبلية.
أما الآن، فمع الجرح الليبي وحزن أسر الشهداء والجرحى صدعت أغان بالأمازيغية في ميدان الشهداء ورفعت الأعلام الأمازيغية وشرعت جمعيات في تعليم الأمازيغية وأصبحت بعض المنتديات الليبية صديقة للأمازيغية. ولعل الأيام القادمة كفيلة برفع الستار عن مصار المسألة الأمازيغية في ليبيا
تعليق