خطت الأمازيغية في المغرب خطوة هامة في مسيرتها القانونية بعد دسترتها في المغرب، خطوة يمكن أن تقرأ بأكثر من قراءة، لكن أكثرها تشاؤما ستقر أن لها طابعا رمزيا. وقبل ذلك كانت قد دخلت الأعلام المغربي من باب محتشم في جلباب "اللهجات"، ثم تم إقرار تدريسها بشكل متدرج ليبقى قرارا متخندقا في صف القرارات الفاشلة.
دخلت الأمازيغية المدرسة إذن، وقبل ذلك خاضت ما سمي أنذاك بمعركة الحرف، معركة تجاذبتها ثلاث توجهات أحدها رأى أن الخط اللاتيني خط عالمي ومعلوماتي بامتياز، في حين رأى اتجاه آخر أن الخط العربي هو الخط الأنسب للمغاربة كمسلمين ولكون الخط العربي خط القرآن، أما الاتجاه الثالث فرأى أن خط التيفيناغ هو الخط الأمازيغي تاريخيا وبالتالي فإن العودة للأصل أصل.
نحن نعرف اليوم أن الاختيار وقع على خط التيفيناغ، وبالتالي كان هذا الخط هو خط المقررات الدراسية المغربية، وخط اللافتات الحزبية. لكن بالرغم من ذلك لا يزال الخط محط انتقادات الكثير، ولعل الاعتقاد السائد هو أن هذا القرار ليس إرادة حقيقية للمخزن بقدر ماهو خضوع للحراك الأمازيغي، وهو نفس الشي الذي تابعناه عشية دسترة الأمازيغية حيث خرجت أقطاب حزبية لتعلن معارضتها الكلية لدسترة الأمازيغية في نبرة المدافع عن المبادئ الوطنية الخالدة. وإذا كان حزب العدالة والتنمية يقدم لافتاته الحزبية بخط التيفيناغ، فإن الحركة الأمازيغية أخذت على رئيس الحكومة الحالي إهانته للخط الأمازيغي عندما دعا -في خضم حملته الانتخابية- جماعة العدل والأحسان المحظورة لدخول غمار الانتخابات والبرلمان لأجل مناقشة خط الأمازيغية باعتباره خطا يشبه الصينية وأن أنصاره يبحثون عن أشياء يجهلها في تلميح لأسطوانة العمالة للخارج الأكثر مبيعا في سوق الخطابات البدائية. وهنا يمكن أن نتساءل: هل سيعمل هذا الحزب على إعادة النظر في خط الأمازيغية بعد حصوله على الأغلبية متبوعا بحزب عرف عنه مناهظته للأمازيغية؟
شخصيا استبعد أن يتم هذا الأمر لكون الأمازيغية ليست همهم الأول، ولأن الأمر يحفل بتعقيدات هم في غنى عنها، لكن دعنا نعيد مناقشة إيجابيات وسلبيات مختلف الخطوط بالنسبة للأمازيغية في خطوط عريضة ومقتضبة.
الخط اللاتيني: من إيجابيات هذا الخط هو عالميته بالدرجة الأولى الذي يتجلى في انتشاره، ثم اندماجه في المعلوميات بشكل رائد مثل عناوين المواقع والبرامج التي تدعمه، أما المزة الأخرى فهو وجود تجربة مسبقة في كتابة الأمازيغية مع الأكاديمية الأمازيغية بفرنسا ودخوله عالم الحواسب منذ وقت مبكر، وقد أخذ عليه مناهظوه الارتماء في ثقافة الغرب، وتغريب المجتمع المغربي.
الخط العربي: وتتمثل مميزاته في انتشاره النسبي وسهولة تعلمه مغربيا، زيادة على حمولته الدينية عند من يرى ترابطا بين الخط العربي وقدسية القرآن. أما مناهظوه فلم يروا في الخط العربي سوى استمرارا ممنهجا لتعريب الأمازيغ، خاصة وأن تدريس الأمازيغية جاء في سياق تسهيل تعليم العربية. زد على ذلك أن الخط العربي يفتقد لخاصية الصوائت في حالة عدم الشكل، وعدم مناسبتها لطبيعة الحروف الأمازيغية. فإذا كان تقليد كتابة الأمازيغية بالخط العربي يعود للعصر الوسيط فقد ضاع هذا الأرث، بحيث لم يعد يتأتى الاستفادة منه.
خط التيفيناغ: لم يكن هذا الخط يعرف تقليدا متأصلا عند المغاربة، لكن ورقته الرابحة تجلت في أصالته التاريخية وأمازيغيته. كما أنه كان المهرب من مأزق الخط العربي التعريبي والخط اللاتيني التغريبي والتناقض السياسي المرافق له. وقد تجسدت سلبياته في عدم تناغمه مع الحروف الأمازيغية مع عدم وجود صوائت وعدم انتشاره وجهل المغاربة به ليومنا هذا، كما أن البرامج الحاسوبية لم تكن تدعمه.
ختاما، تبقى مسألة الحرف قابلة للطرح من جديد في ضل التطورات الأقليمية، إلا أنه وفي أي حال من الحالات فإن خط التيفيناغ سيعود بقوة وإن بشكل رمزي وذلك لاعتبار تأصله التاريخي واعتبارها إرثا حضاريا وتاريخيا.
دخلت الأمازيغية المدرسة إذن، وقبل ذلك خاضت ما سمي أنذاك بمعركة الحرف، معركة تجاذبتها ثلاث توجهات أحدها رأى أن الخط اللاتيني خط عالمي ومعلوماتي بامتياز، في حين رأى اتجاه آخر أن الخط العربي هو الخط الأنسب للمغاربة كمسلمين ولكون الخط العربي خط القرآن، أما الاتجاه الثالث فرأى أن خط التيفيناغ هو الخط الأمازيغي تاريخيا وبالتالي فإن العودة للأصل أصل.
نحن نعرف اليوم أن الاختيار وقع على خط التيفيناغ، وبالتالي كان هذا الخط هو خط المقررات الدراسية المغربية، وخط اللافتات الحزبية. لكن بالرغم من ذلك لا يزال الخط محط انتقادات الكثير، ولعل الاعتقاد السائد هو أن هذا القرار ليس إرادة حقيقية للمخزن بقدر ماهو خضوع للحراك الأمازيغي، وهو نفس الشي الذي تابعناه عشية دسترة الأمازيغية حيث خرجت أقطاب حزبية لتعلن معارضتها الكلية لدسترة الأمازيغية في نبرة المدافع عن المبادئ الوطنية الخالدة. وإذا كان حزب العدالة والتنمية يقدم لافتاته الحزبية بخط التيفيناغ، فإن الحركة الأمازيغية أخذت على رئيس الحكومة الحالي إهانته للخط الأمازيغي عندما دعا -في خضم حملته الانتخابية- جماعة العدل والأحسان المحظورة لدخول غمار الانتخابات والبرلمان لأجل مناقشة خط الأمازيغية باعتباره خطا يشبه الصينية وأن أنصاره يبحثون عن أشياء يجهلها في تلميح لأسطوانة العمالة للخارج الأكثر مبيعا في سوق الخطابات البدائية. وهنا يمكن أن نتساءل: هل سيعمل هذا الحزب على إعادة النظر في خط الأمازيغية بعد حصوله على الأغلبية متبوعا بحزب عرف عنه مناهظته للأمازيغية؟
شخصيا استبعد أن يتم هذا الأمر لكون الأمازيغية ليست همهم الأول، ولأن الأمر يحفل بتعقيدات هم في غنى عنها، لكن دعنا نعيد مناقشة إيجابيات وسلبيات مختلف الخطوط بالنسبة للأمازيغية في خطوط عريضة ومقتضبة.
الخط اللاتيني: من إيجابيات هذا الخط هو عالميته بالدرجة الأولى الذي يتجلى في انتشاره، ثم اندماجه في المعلوميات بشكل رائد مثل عناوين المواقع والبرامج التي تدعمه، أما المزة الأخرى فهو وجود تجربة مسبقة في كتابة الأمازيغية مع الأكاديمية الأمازيغية بفرنسا ودخوله عالم الحواسب منذ وقت مبكر، وقد أخذ عليه مناهظوه الارتماء في ثقافة الغرب، وتغريب المجتمع المغربي.
الخط العربي: وتتمثل مميزاته في انتشاره النسبي وسهولة تعلمه مغربيا، زيادة على حمولته الدينية عند من يرى ترابطا بين الخط العربي وقدسية القرآن. أما مناهظوه فلم يروا في الخط العربي سوى استمرارا ممنهجا لتعريب الأمازيغ، خاصة وأن تدريس الأمازيغية جاء في سياق تسهيل تعليم العربية. زد على ذلك أن الخط العربي يفتقد لخاصية الصوائت في حالة عدم الشكل، وعدم مناسبتها لطبيعة الحروف الأمازيغية. فإذا كان تقليد كتابة الأمازيغية بالخط العربي يعود للعصر الوسيط فقد ضاع هذا الأرث، بحيث لم يعد يتأتى الاستفادة منه.
خط التيفيناغ: لم يكن هذا الخط يعرف تقليدا متأصلا عند المغاربة، لكن ورقته الرابحة تجلت في أصالته التاريخية وأمازيغيته. كما أنه كان المهرب من مأزق الخط العربي التعريبي والخط اللاتيني التغريبي والتناقض السياسي المرافق له. وقد تجسدت سلبياته في عدم تناغمه مع الحروف الأمازيغية مع عدم وجود صوائت وعدم انتشاره وجهل المغاربة به ليومنا هذا، كما أن البرامج الحاسوبية لم تكن تدعمه.
ختاما، تبقى مسألة الحرف قابلة للطرح من جديد في ضل التطورات الأقليمية، إلا أنه وفي أي حال من الحالات فإن خط التيفيناغ سيعود بقوة وإن بشكل رمزي وذلك لاعتبار تأصله التاريخي واعتبارها إرثا حضاريا وتاريخيا.