في هذا الموضوع أمر مرورا خاطفا دون تعمق وربما دون تدقيق، وهذا الموضوع يتفرع من موضوع "الأساطير المؤسسة لأجداد الأمازيغ"، حيث تقول الأساطير أن افريقش جد من أجداد الأمازيغ، وافريقش يبدو مأخوذا من أساطير عربية قبل اسلامية، ولكون تونس أو جزء منها كان يسمى بافريقيا فقد تم المدمج بينها واختلطت الأوراق. اذا كان الأسم الأصلي في النسخة الأفريقية هو افريقيا فما هو أصله؟
عندما كنت أدرس قال لنا الأستاذ أن اسم تونس كان افريقية وقد اطلقه العرب على تونس فاندهش الكثير لأن ذلك يعني أن افريقيا اسم عربي،
كما يقال عن طنجة من الطير أو الطين وتنس من الأنس ومراكش من مر بسرعة والماروك من المور والمور هم العرب.... سهل وساذج، لكن بالنسبة لنا كتلاميذ فالأمر كان منطقيا لأن الأستاذ نسي أن يخبرنا بأن اسم افريقية صيغة معربة لاسم لاتيني هو أفريكا.
في نقاط يُسلم بأن افريكا هو صيغة مرومنة لاسم افريقي وأصله أفر. أفر كان اسما لنصف إله ليبي أي أمازيغي سماه الأغريق هرقل الليبي. ومعلوم أن عددا من الأفارقة القرطاجيين عرفوا بالآفر أي بمعنى الأفريقي. ويقال أن الملك النوميدي الأمازيغي ماسينيسا وهو ابن امرأة فينيقية وأب أمازيغي رفع شعار إفريقيا للأفارقة -لم أصادف بعد ما يؤكد لي ذلك للآن-، لذا يجب أن نسلم أن اسم افريقيا افريقي أمازيغي أو فينيقي.
كالعادة ترجح أغلب المصادر أنه اسم فينيقي ويجتهدون في التأويلات لأنهم درسوا اللغة الفينيقية لكنهم على دراية متدنية بالأمازيغية. لكن لنعطي رأينا ايضا:
وردت في المصادر الكلاسيكية أن قرطاج هجمت على أراضي الأفري. إذن الأفري غير قرطاجيون، لكن قالوا بأن القرطاجيين هم من أسماهم. ممكن ؟ ربما، لكن ما الأكثر احتمالا؟ ففي كل الحالات فإن اسم افري لا يحتاج لمقاربة خارقة لنربطه بالأمازيغية، فأفري يعني الكهف بالأمازيغية وفي شمال افريقيا عدة مدن تحمل ذلك الأسم، ونحن نعلم أيضا أن بنو يفرن قبيلة أمازيغية قوية.
ثم لما النسب للكهف؟ الكهف ليس رمز التقدم الصناعي على أي حال، لكن في الحضارة الأمازيغية الكهف محاط بهالة عقائدية. والأستاذ المؤرخ والأركيولجي أوعشي يقول أن الأمازيغ عبدوا ربة سماها الرومان أفريكا، وقال أن الرومان أخذوها عن الأمازيغ.
تعليق