الكتاب مكتوب ،، على الجبين - ترجمة و تقديم: محمد رابحي / الجزائر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد رابحي
    عضو منتسب
    • Feb 2010
    • 2

    الكتاب مكتوب ،، على الجبين - ترجمة و تقديم: محمد رابحي / الجزائر

    يبدو أن مقال نيكولاس كار التاريخي " هل يجعل منا غوغل أغبياء ؟ " الذي نشر قبل عام بمجلة الاتلانتك الأميركية العريقة و هز حينها الرأي العام المعرفي ما يزال يخلف بين فينة و أخرى ارتداداته على مستوى النقاشات و البحوث و الإصدارات و المنتديات . عاكسا ملامح الحضارة الافتراضية التي بدأت تضع بثقة ملامس ثقافة جديدة مختلفة . لعل حادثة أمازون دوت كوم إحدى هذه المؤشرات .و كذا مشروع غوغل الذي أعلن عنه على هامش معرض فرانكفورت الأخير ، و القاضي بتوسيع رقعة التسويق الالكتروني للكتاب .
    و يعتبر كتاب " لا تأملوا في التخلص من الكتب " من بين الارتدادات الأخيرة . و هو جلسة حوارية جمعت بين الناقد الفيلسوف الايطالي امبرتو ايكو و الكاتب السيناريست الفرنسي جون كلود كاريير . و أدارها الكاتب و الصحافي جون فيليب دي توناك .
    و هذا المقطع يسائل مستقبل الكتاب بعد الانطلاقة " الرسمية " للجيل الثالث منه e-book هل هو حالة عارضة أم مرتكز لتغيير جوهري و شامل .و يبدو جليا في السياق الترحيب بهذه التحولات .

    امبرتو ايكو : هل سيختفي الكتاب بفعل ظهور الانترنت ؟ .. في الحقيقة ثمة أشياء قليلة يمكن قولها حول هذا الموضوع . مع الإنترنت نحن عدنا إلى عصر التهجي . و إذا ما اعتقدنا أننا دخلنا عصر الصورة ، ها هو الحاسوب يعيدنا ثانية إلى مجرة غوتمبرغ . و من الآن فصاعدا سيجد الكل نفسه مدفوعا إلى القراءة ...
    الكتاب مثل الملعقة ، المطرقة ، العجلة أو المقص . ما إن تخترع لا نتمكن من أن نضيف لها شيئا .. لقد حاول فيليب ستارك أن يجدد في عصارة الليمون لكنه لم يزد على أن مكن من الاحتفاظ ببعض البذور طلبا لنكهة خاصة .. فلربما تطور الكتاب بهذه المقومات ، كأن تصبح صفحاته من غير الورق . لكنه سيظل على ما هو عليه .

    جون كلود كاريير : يبدو أن الطبعات الأخيرة من الكتاب الالكتروني تدخله من الآن في منافسة مباشرة مع الكتاب المنسوخ . إن نموذج ريدر أصبح يضم حوالي 160 عنوانا .

    امبرتو ايكو : من البداهة أن يحمل رجل القضاء بسهولة تامة 25000 ملفا إلى بيته ، لو كانت مضغوطة في كتاب الكتروني . إن الكتاب الالكتروني يوفر استخدامات مريحة خارقة . على أني أواصل التساؤل عما إذا كان من الملائم قراءة " الحرب و السلام " في نسخة الكترونية . فنحن في كل الأحوال لا نستطيع قراءة أعمال تولستوي و لا أي من المنسوخات في عجينة ورق محبرة ، فقط لأنها بدأت تتحلل برفوف مكتباتنا ..

    جون فيليب دي توناك : .. لما لا نتخيل برغم كل شيء زوال تدريجي لارتباطنا بالكتاب في شكله التقليدي ؟

    امبرتو ايكو : كل شيء ممكن الوقوع . قد لا تعني الكتب مستقبلا إلا حفنة من الأنصار . سوف ترضي فضولها الماضوي بالذهاب إلى المتاحف و المكتبات العامة .

    جي سي كاريير : إذا ما تبقى منها .

    امبرتو ايكو : هذا كما نستطيع أن نتخيل أن يختفي ابتكار الانترنت الرائع في المستقبل . تماما مثل المناطيد اختفت من سمائنا ... كما هو الشأن بالنسبة إلى طائرة الكونكورد ؛ حادثة غونيس عام 2000 كانت قاتلة . و الحكاية خارقة ؛ نخترع طائرة تقطع الأطلسي في ثلاث ساعات بدل ثمانية . من كان بمقدوره و الحال كذلك أن يعترض على مثل هذا التطور ؟ لكن بالإمكان الآن التخلي عنه بعد كارثة غونيس . مقدرين التكلفة المرتفعة للكونكورد . لكن هل هذا سبب وجيه ؟ ذلك أن القنبلة الذرية أيضا عالية التكاليف .

    جي ف دي توناك : أردد عليكم هذه الملاحظة لهيرمان هيسه ، و قد قالها في الخمسينيات " كلما تطورت وسائل الترفيه و التعليم الشعبية مع الزمن عبر الاختراعات الجديدة ، كلما عزز الكتاب من مكانته و سلطته .. "

    جي سي كاريير : لم يخطئ . السينما و الراديو و التلفزيون ذاته ، لم ينقصوا شيئا من الكتاب . عدا إذا قدرنا أننا فقدناه لكن دونما خسائر .

    امبرتو ايكو : يمكننا اعتبار الكتابة امتداد لليد و يهذا المعنى هي تقريبا بيولوجية . إنها تكنولوجيا الاتصال الموصولة فوريا بالجسد .. فيما اختراعاتنا الحديثة سينما ، راديو ، انترنت ليست بيولوجية .

    جي سي كاريير : اشارتك صائبة . لم نكن أبدا في حاجة إلى القراءة و الكتابة كما هي حاجتنا اليوم . لا نستطيع استخدام حاسوب إن لم نتعلم القراءة و الكتابة ، و على نحو أكثر تعقيد مما مضى . لأننا أدمجنا علامات و مفاتيح جديدة ... قد نشهد عودة إلى الشفوية لو تمكنت حواسيبنا لاحقا من خط ما نتفوه به . ما قد يطرح سؤالا آخر ؛ هل سنجيد التعبير إن لم نعرف القراءة و الكتابة .

    امبرتو ايكو : سيجيب هوميروس بلا أدنى شك : نعم .

    جي.سي.كاريير : لكن هوميروس ينتمي إلى عهد شفوي .. هل نستطيع تخيل اليوم كاتبا يملي روايته دون وساطة التدوين . و لا يعرف شيئا عما سبق من الأدب ؟ .. رامبو الذي هو شاب يافع خارق الموهبة ، مؤلف أبيات متفردة لا تضاهى . لا يمكننا وصفه بالعصامي . إذ كانت ثقافته و هو بعد في سن السادسة عشر كلاسيكية رصينة . و كان يجيد نظم أبيات باللاتينية .
    ……………………….
    من كتاب " لا تأملوا في التخلص من الكتب "
    غراسيه ـ 340 ص
    N'espérez pas vous débarrasser des livres »,
    par Jean-Claude Carrière et Umberto Eco,
    entretiens réalisés et préfacés par Jean-Philippe de Tonnac,
    Grasset, 340 p., 18,50 euros ( paru le 21 octobre).
يعمل...
X