[align=center] محاولة لفهم ما جاء فى خطاب السيسى الأخير فى الأمم المتحدة حول الخلافة و الإخوان والإرهاب
(45)
مستويات الفعل السياسى[/align]
عندما يقترب الإنسان كثيراً من الأحداث يفقد الرؤية المتكاملة ، و عندما يتوه فى التفاصيل تضيع منه ملامج الصورة الكبيرة. و الفعل السياسى ومن يقوم به يمكن فهمه افضل عندما ننظر إليه فى إطار متعدد الأبعاد و مركب من عدة مستويات. و مستويات الرؤية السياسية تتدرج من رؤية الأحداث على مستوى الفاعلين فى الحراك السياسى داخليا ، كتفاعل و صراع القوى داخل الدولة ، ثم يعلو إلى مستوى فاعلين على مستوى دول المنطقة وتأثير دول المنطقة على دول المنطقة ، و تبدل الأدوار فى دول المنطقة تبعا لدرجات قوى دولها، ثم المستوى الأخير و يمثل تفاعلات القوى على مستوى دول العالم المهتمة بالمنطقة و انعكاس ذلك على الدولة و سياستها. و فى كل مستوى تتداخل الأبعاد الثقافية و الفكرية و العقيدية فى درجة تأثيرها على القوى الفاعلة فى الحراك السياسى داخل الدولة.
السياسة من منظور متعدد المستويات و الأبعاد
يمكن إعادة كتابة ما سبق عن السيسى و الخلافة و الإخوان و الإرهاب بوضعه فى إطار متكامل لرؤية سياسية متعددة الأبعاد والمستويات. المستوى يحدد قوة الفاعلين السياسيين فى الدولة ثم المنطقة ثم العالم. أما الأبعاد فتمثل درجات تأثير العقائد و الفكر و القيم الثقافية و الحضارية للفاعلين السياسيين فى كل دولة. ثم العلاقات المتشابكة و المعقدة بين مفهوم المبادىء و مفهوم المصالح فى كل دولة تنظيراً و تطبيقاً.
و لرسم صورة متكاملة للفعل السياسى تضم منطقتنا العربية- الإسلامية و دول العالم نحتاج إلى دمج ثلاثة موضوعات:
1) و صف و تفسير ما حدث من منظور التفاعلات و التأثير المتبادل للفاعلين السياسيين على مستويات الدولة أولا ، ثم مستوى المنطقة ثانيا ، ثم مستوى القوى الفاعلة فى العالم ثالثا. و تطورات هذا التفاعل زمانياً.
2) رؤية الخلافة الإسلامية و تأثيرها و تاريخها من هذا المنظور الذى يضم التاريخ و الجغرافيا و العقائد والأفكار.
3) رؤية تاريخ الجماعة الأم " الإخوان" ، والجماعات الإسلامية الأخرى بعد سقوط الخلافة من هذا المنظور السياسى.
( يتبع)
تعليق